رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل الأربعون 40 بقلم سيلا وليد
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الجزء الأربعون
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني البارت الأربعون
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الحلقة الأربعون
❈-❈-❈
سأبقيكِ سراً جميلاً بقلبي دائما.ستظلُّ تجمعُ صورتي وتلمُّها
وأنا انتثرتُ قصائداً وأغاني
وتظلُّ تبحثُ عن خيالٍ هاربٍ
شبحٍ يُشابهُني ولن تلقاني
في كلِّ ركنٍ قد تركتُ حكايةً
وزرعتُني عمداً بكلِّ مكانِ
لا شيءَ يُمكنُه إعادة ما مضى
أنا لن أعودَ وأنتَ لن تنساني
❈-❈-❈
عند غنى وبيجاد
بعد أسبوعين في إيطاليا.. خرجا يتجولون بجزيرة كابري ويشاهدون المعالم السياحية التي تميز تلك الجزيرة
دلفا ليتناولون الطعام… جلست بجواره وبدأ يطعمها من الطعام اللذيذ الذي يشتهر به هذا المكان.. امسكت بكفيه تضعها على أحشائها وهي تبتسم بسعادة
– حاسس بيه حبيبي.. تشابكت نظراتهما ببعضهما.. هي بلمعة عيناها من السعادة.. وهو بعيناه المحجرة بالدموع
أمسك كفيها الذي تتشبث به وقبله
– حاسس بيه ياحبيبة بيجاد.. بيحتفل معانا.. شوفتي الولد شقي إزاي مش مبطل حركات.. قالها وهو يطلق ضحكات صاخبة
التفتت بنظراتها حولهما.. ثم رفعت رأسها تقبلة قبلة سريعة على شفتيه وغمزت بطرف عيناها
– شقي زي باباه… ضمها لأحضانه يقبل رأسها
– اوعي تفكري أن الناس ممكن تحوشني عنك.. ميهمنيش أي حد.. فلمي نفسك ياشقية بيجاد
قهقهت عندما علم بما كانت تنويه.. وضعت رأسها على كتفه وتحدثت:
– بيجاد ماما وبابا وربى وحشوني أوي.. ماتيجي نرجع مصر.. وبعدين ترجع لهم لما يخلصوا عسلهم
جذبها وأجلسها بين أحضانه وضمها بذراعيه وهو يهمس إليها
– مش هنرجع غير معاهم.. عايز أجمع لحظات كتير مع مراتي وأدونها بذاكرتي وقلبي علشان لما ولادنا يجوا يبقى احكيلهم عن اللحظات دي
رفعت رأسها وهي بأحضانه تنظر لعيناه فكان وجهه قريبا منها
– ولادنا!!.. عايز ولاد كتير يابيجاد
رفع يديها وقبلها:
– مش موضوع كتير عايز ولاد يكونوا سند لما نكبر بس.. مش رسولنا قال تزاوجو تناسلوا.. دا اللي اقصده ياحبي
❈-❈-❈
عند جاسر وفيروز
استيقظت من نومها وجدت نفسها محاصرة بجسده.. تتوسد ذراعيه القويتين
ظلت تنظر لملامحه التي خطفت قلبها وتذكرت ذلك اليوم
فلاش باك
وصلت في المكان الذي قالت عليه حياة.. ظلت تنتظرها لفترة ليست بالقليلة
رفعت هاتفها وقامت الأتصال بها.. أجابت حياة بزفرة خافتة
– أيوة يافيروز.. آسفة نسيت خالص.. المهم أنا رجعت لجوزي بعد حفلة امبارح.. ومينفعش تيجي عندي خالص حاليا ولا حد يعرف علاقتنا ببعض..
شهقة خرجت من فيروز مع دمعة من عينيها
– اتخليتِ عني ياحياة.. أنا هربت عارفة دا معناه ايه.. زمان عمي قالب الدنيا عليا
توقفت حياة تنظر لباسم بالحديقة وأجابتها:
– فيه شخص واحد اللي يقدر يساعدك ومحدش هيعرف مكانك.. بس إزاي دا اللي مش عارفة أوصله.. حقيقي أنا آسفة يافيروز رجوعي لباسم شقلب كل مخطاطتي
بدأت فيروز تنظر حولها بضياع وعبراتها تنسدل بقوة عبر وجنتيها.. على الجانب الأخر استمعت حياة لحديثه مع جاسر
– بتقولي رايح شقة الرحاب ليه يلا ليكون عامل غرزة هناك.. زفر جاسر واجابه
– بسوم عايز ارتاح شوية من زن عيال الألفي.. البيت حريقة بسبب عز وجواد.. وأنا ماليش في السهوكة بتاعة الحب دي
المهم أنا هروح هناك… سلام
قاطعه باسم وتسائل…. طيب ياسين لسة مكلمني وبيقول بابك عازمنا على العشا وأنا عايز أهرب
توقف جاسر وتسائل:
– هو ياسين مش في الكلية.. رجع امتى.. شكلك واخد ولاد جواد كلهم يابسوم
قهقه باسم وأجابه:
– يابني لسة مكلمه أنا من شوية، وقالي هخرج بعد نص ساعة كدا.. فبما انك اخ كبير على الفاضي فأنا قومت بالمهمة
اتجهت حياة سريعا تردف لفيروز
هقولك تعملي إيه بالظبط يافيروز ومين هيوديكي للشخص دا.. اسمعيني
بعد قليل.. هاتفت حياة بعض الأشخاص المخلصين لها والأقرب من حياة والدها
– هبعتكم في مكان.. هتمثلوا انكوا بتجروا ورا واحدة لحد مااقولكم ترجعوا
ابتسمت فيروز وهي تنظر لجاسر النائم.. ملكا بنومه.. عاشق بإستياقظه.. تذكرت ذلك اليوم
دلف بهيئته لشقته وجدها تجلس تسترجع دروسها.. إقترب يجلس بمقابلتها وتحدث
– نقلت لك من الجامعة اللي كنتِ فيها.. بعد كدا فيه واحد هيوديكي ويجيبك لحد مااشوف هعمل ايه في المصيبة اللي جابهالي ياسين فوق دماغي
انسدلت دمعة غائرة من عينيها فهتزت شفتيها تحدثه:
– شكرا لحضرتك.. عارفة اني تعبتك معايا.. أنا عايزة منك خدمة أخيرة
رفع نظره إليها.. تلاقت عيناها الفيروزية لعيناه الرمادية لأول مرة منذ وجودها بشقته.. أنزل نظره للأسفل سريعا هروبا من نظراتها… أما هي فشعرت بشيئا يدغدغ روحها.. اتجهت مرة أخرى تنظر إليه وهمست وهو مازال نائما
– مكنتش أعرف النظرة دي هتوقعني في عشقك كدا.. دنت من أنفاسه ودت لو فتح عينيه التي تعشقها حين ينظر إليها بنظراته الخاصة لها وحدها
رفعت كفيها تضعها على وجنتيه ثم قبلته بهدوء.. ونزعت نفسها بهدوء من بين أحضانه عندما شعرت بجوعها.. فمنذ أمس وهي لم تأكل شيئا
اتجهت تقوم بتجهيز طعامهما.. نظرت بساعتها وحدثت حالتها
– تمن ساعات وأحنا نايمين.. وجدت نفسها كالطائرة بين يديه القويتين وهو يقهقه عليها
– نمنا علشان حبنا مشبعنا.. وأحضانا مدفيانا.. ضحكت عليه وغنت بصوتها
والحب ومادفينا.. انا جعانة ياحبيبي.. قال حبيبي
وضعها على رخامة المطبخ غامزا إليها
يحاوطها بذراعيه مردفا وهو يداعب انفها
– والله الحب مش مشبعنا.. طيب هتفطرينا بإيه ياروح حبيبك
وضعت الجبن والزيتون والبيض والقشطة والشيكولاته والمربى بجميع انواعها واللانشون وهي تشير بعينيها
– دول ياحبيبي.. اختار ياله ولا عندك مانع
اقتطف قبلة طفيفة على شفتيها وتحدث
– أنا عايز افطر عايزة حاجة تانية
هزت ساقيها وهي ترفض حديثه
– جاسر أنا جعانة وهموت من الجوع.. بليز حبيبي اقعد نفطر.. مش كفاية محبوسين بقالنا أسبوعين هنا في الشاليه مفيش غير النوم
رفع حاجبه بسخرية ثم داعب أنفها بأنفه مردفا:
– كذابة ياروح جاسر خرجنا تلات تيام واتفسحنا .. ضحكت بقوة وهي تعانق رقبته
– العشر دقايق دول بتسميها فسحة ياحبيبي
حملها متجها للطاولة
– اقعدي نفطر.. بدل ماافطر عليكِ مغريتي
نظر للقشطة التي تضعها على التوست تتذوقها وتلتهمها ببطئ.. رفع اصبعه يمسح شفتيها وغمز
– هو ينفع القشطة ياكل قشطة.. احمدي ربنا اني مبحبهاش صدقيني كنتِ زمانك قشطة في بوقي
طالعته بنظراتها ثم تسائلت
– يعني إيه.. رفعها بين ذراعيه واجابها
– هعرفك دلوقتي انا بتعب من الكلام.. فتشوفي بعنيكي.. ايه الستات اللكاكة دي
❈-❈-❈
عند أوس وياسمينا
كانا يتجولان بين الجبال.. يقومون بألتقاط الصور.. مع مشاهدة الكف الأخضر الذي ذكره بيجاد.. حملها أوس وهو يسرع بها عندما كانت تلتقط الصور
صفقت بيديها كالأطفال وهي تتحدث
– تصدق كدا أحسن.. اهو طولت شوية وشوفت مساحات ابعد
انزلها يحاوطها بذراعيه
– حبيبي اللي بيضايقني.. رفعت ذراعيها وشبت تقبله قبلة سطحية على شفتيه مردفة:
– مين اللي قال كدا ياروحي.. بالعكس عايزة افهمك.. بيك ياحبيبي بشوف الدنيا اكتر بكتير
ضمها لأحضانه ثم همس:
– ياسمينة قلبي بقالنا ست ساعات بنتفسح.. إيه مش كفاية كدا ونرجع نرتاح
أومأت برأسها ثم اشارت بيديها لأحدى المطاعم
– تعالى نشرب حاجة وبعد كدا نروح
ضم كفيها متجها للمطعم الذي اشارت اليه.
عند باسم وحياة
جلسا أمام الطبيبة التي قامت بالكشف على حياة.. وضعت الجهاز الخاص الذي يسمى السونار.. وحركته ببطئ.. ثم رفعت نظرها لحياة:
– الأمور ممتازة مدام حياة.. والحمد لله مفيش مشاكل لحد دلوقتي.. لكن لازم نلتزم بالادوية المغذية من كالسيوم وحديد علشان الولد ينزل بصحة كويسة وكمان متتأثريش بيه
تسائل باسم وهو ينظر لتلك النقطة التي ظهرت على الشاشة
– بقاله أد ايه يادكتورة
ابتسمت الطبيبة للنظرة اللهفة بعينيه ثم تحدثت:
– شهرين ونص ياحضرة العقيد.. يجي بالسلامة إن شاء الله
عند ياسين
جلس بكافيه يطل على النيل ينتظرها وأشواقه إليها تحرقه بالكامل.. دلفت ليليان بخطواتها الهادئة التي خطفت قلبه
توقفت أمامه.. نظر إليها بعينين عاشقتين وتحدث بلهفة:
– اتاخرتي ليه.. قلقت عليكِ
جلست وهي تبعد نظراتها عنه وتحدثت بصوت خفيض
– آسفة.. كان فيه سكشن وأتأخرنا نص ساعة زيادة إنت عامل إيه
ابتسم لخجلها ثم تحدث:
– هو إنتِ مخصماني ولا إيه.. هتفضلي تهربي بعينكِ بعيد عني
رفعت بصرها ونظرت كالطفلة
– ابدا والله.. لكن أنا اتكلمت مع ماما قبل ماأجي وكانت زعلانة من مقابلتنا.. وقالت أخر مرة اقابلك
ذُهل من حديثها.. اقترب بمقعده ورفع ذقنها بإبهامه وتحدث بصوتا حزينا
– علشان كدا شايف الدموع دي بعينكِ
رمشت بأهدابها فانزلقت عبراتها وأردفت بشفتين مرتجفتين:
– أنا عمري ماخبيت حاجة عن ماما.. هي زعلت أوي مني ياياسين.. وغير إنك مينفعش تطلب مني نتقابل وأرفض
كور قبضته وشعر بحزن دفين وألما يمزق نياط قلبه من دموعها التي شعر بإحراقه
– طيب لو قولتلك معنتش هطلب منك نتقابل تاني.. بطلي دموع لو سمحتِ متعرفيش دموعك بتعمل فيا إيه
نظرت إليه بذهول وتحدثت بحزن
– افهم من كدا إيه ياياسين.. إن عادي مش هيفرق غيابي معاك
توقفت تجمع أشيائها
– أنا اللي آستاهل إني جيت لك أصلا.. نهض من مكانه ينظر إليها
– ليليان لو سمحتِ متفهمنيش غلط.. أنا أصلا مكنتش راضي على مقابلاتنا دي
ترقرق الدمع بعيناها وشعرت بغصة تمنع عنها الحديث.. فنظرت إليه بوجع
– شكرا ياحضرة الظابط.. قالتها وتحركت سريعا من أمامه
اسرع خلفها ثم جذبها من معصمها وصاح بغضب مما أدى إلى نظرات الموجودين بالمكان إليهما
– اقعدي متخلنيش اتصرف معاكي تصرف غبي.. قالها عندما اقترب يهمس إليها وينظر حوله..
رفعت عيناه إليه فاصطدمت بوجهه القريب ونظراته الحنونة التي خدرتها بالكامل.. مما اهتز جسدها فتراجعت للخلف خطوة ثم حمحمت
– عايز مني إيه؟
سحبها من رسغها متجها للطاولة
– تعالي نتكلم ياليليان شوية وبعد كدا امشي
تحركت متجهة للطاولة بعدما نزعت يديها من كفيه وجلست أمامه
اختلج صدره ضربات عنيفة تصدر من قلبه الذي يدق بشدة من دموعها التي نزلت على صدره كقطع زجاج تشحذ جسده
وضع يديه على الطاولة وتعلقت عيناه بها
– ممكن تبطلي عياط.. هقولك حاجة وبعد كدا أمشي
مسحت دموعها براحتيها محاولة تهدئة نبضات قلبها التي تدق بصدرها بعنف من رائحة عطره التي تسللت لرئتيها..
– ليليان.. قالها بصوته الدافئ.. ممكن تبصيلي.. رفعت عيناها الباكية إليه وارتجفت شفتيها
– سمعاك ياياسين.. قاعدة أهو علشان اسمعك
ابتسم بجاذبية عندما وجد علامات الغضب تتملكها وأردف:
– كدا كتير على فكرة.. مش حمل الحلاوة دي.. حتى في غضبك بتكوني طفلة لذيذة
رمقته بنظرة مستفهمة وتسائلت
– تقصد إيه.. أخذ نفسا عميقا ثم تحدث
– أقصد إنك مجننة ياسين ياليليان.. وبقيت عامل زي الطفل اللي محتاج امه تفضل جنبه دايما.. ظلت عيناه تحاوط نظراتها له
– وإنتِ أم للطفل دا
رفعت وجهها فتلاقت اعينهما تفحص عن عشق كلا منهما للأخر
ابتلع ريقه بصعوبة فأكمل:
– عايزك تسمعي كلام والدتك.. مينفعش نقابل بعض.. لحد ماأظبط اموري.. متنسيش لسة قدامي سنتين في الكلية.. وقبل ماأخلص ماينفعش اخد خطوة جدية في علاقتنا
تنهد بوجع واسترسل
– عارف إني مكنتش راجل معاكِ واندفعت ورا مشاعري.. وكلمنا بعض واتقابلنا من ورا اهلنا.. بس عايزك تفهمي أنا عمري ما قصدت اوجعك صدقيني..ولا احطك في موقف بايخ.. هو الموضوع جه كدا من غير تخطيط
اطبقت على جفنيها في محاولة لمنع بكائها بعد الأستماع لحديثه… شعر بحالتها.. فآلمه قلبه عليها فأكمل سريعا
– إنتِ شخص مهم أوي في حياتي.. مش مهم بس لا تقدري تقولي إنتِ حياتي اصلا
فتحت عيناها تنظر إليه بذهولا وشعور السعادة الذي حاوطها بدى على وجهها بإبتسامة خلابة جعلتها ملكة لقلبه بكل جدارة.. لم يرحم قلبها المسكين فاقترب بحسده وأكمل
– تقدري تستني حضرة الظابط سنتين لحد مايكمل كليته.. وتكوني نصه التاني..
سحب كفيها الممدود ووحضنه بكفيه وأكمل
– عايزك تكوني نصي التاني ونصيبي في الدنيا يالي لي
❈-❈-❈
عند جنى وعز
دلف للطبيب الذي حادثه عز عن حالة اخته وبعد عدة جلسات ذات مرة
جلس الطبيب أمامها
– قولتي لي إنك هربت من جاسر بجواد.. هزت رأسها رافضة واجابته
– ابدا خالص.. أنا مكنتش أعرف اهمية جاسر عندي كحبيب.. هو كان دايما معايا وبيشاركني كل حاجة.. كان بيعاملني زي ربى اخته بالظبط.. فأنا مشيت ورا شعور إنه اخويا
هز الطبيب رأسه بتفهم وتسائل
– طيب جواد ابن عمك إيه موضوعه
فركت كفيها ونظرت بشرود
– جواد شخصية كويسة جدا ومثالية.. احنا كنا قريبين لكن مش القرابة اللي زي جاسر.. حاول يقرب مني بعد ماعز خطب حبيبته… الصراحة لقيتها فرصة أبعد جواد عن خطيبة أخويا.. منكرش انه شخصيته عجبتني وجذبني جدا لدرجة اقنعت نفسي إنه ممكن يكون حبيب ليا..
تنهدت بحزن ونظرت للطبيب وأكملت
– لحد ماجه فرح أخويا وقرب مني بطريقة مش كويسة.. وقتها عرفت انه مينفعش.. تلاقت بعين الطبيب وأكملت
– ماهو اللي يحب بيحافظ على حبيبه.. أما جواد دنى من تربيتي
أمسك الطبيب قلمه وبدأ ينظر إليه ثم سألها:
– ياترى دا سبب بعدك عنه
انسدلت دمعة من عينيها وأجابته بهزة من رأسها وتحدثت:
– جواد كان واخدني مسكن لحبيبته.. أنا سمعته بيقول كدا.. وكمان شوفت رسايله بيقول لصاحبه.. بحاول الاقي في جنى ربى.. وهتجوزها عشان موجعش العيلة وافرقهم.. بحاول اتخطى ربى بجنى
شهقة خرجت من فمها وهي تبكي
– عايزني أكون حبيبته.. عايز ينسى حبيبته بيا… نهض الطبيب ووضع محرمة بيديها وجلس بمقابلتها:
– مايمكن الرسالة قديمة.. قبل مايحس بمشاعر ناحيتك.. ويمكن مايقصدش اللي فهمتيه
هزت رأسها رافضة واجابته:
– للاسف الرسالة دي بعد ماقرب مني.. بعد ماقالي إنك أحب شخص لقلبي..في الوقت اللي جاسر مثل عليه انه خطيبي..في عز ماكنت محتاجة لقلب حنين طعني بشدة.. وفي الأخر اتصدمت اني مسكن وبديل مش أكتر.. حسيت نفسي إني مش كويسة
دا اللي خلاكي تحبي جاسر او توهمي نفسك بحبه
نزلت بنظراتها للأسفل.. واجابته
– دا اللي أكدلي اني محبتش غير جاسر
رفع نظره وتسائل
-أزاي عرفتي إنك بتحبيه؟.. نظرت بشرود وتحدثت
– لما جه أول مرة وأعترفلي بحبه.. وقتها حسيت بوجع في قلبي.. لكن معرفتش ايه السبب.. لحد ماجه بابا وقاله اخطب جنى
من جوايا كنت فرحانة أوي لكن قدامه كنت مبينه اني مضايقة علشان موجعش قلبه.. علشان مخلهوش يتعذب.. وزي ماهو مثل على جواد أنا مثلت عليه
– طيب ليه مااعترفتيش له باللي حساه معاه.. ليه محاولتيش تدافعي عن حبك
شهقة خرجت بقوة من فمها وبكت بصخب وتحدثت من بين بكائها
– علشان هو غالي عليا.. علشان موجعش قلبه.. محبتش اهدم حياته.. عندي اموت بعذاب حبه ولأني في يوم أشوف نظرة وجع في عينيه يادكتور
❈-❈-❈
تنهد الطبيب وسجل بعض ملاحظاته ثم تحدث:
– جنى لو فيه اتنين واقفين وعايزين يموتوا جاسر وجواد وانتِ معاكي رصاصة واحدة بس تنقذي بيها واحد بس.. هتختاري مين
– جاسر.. قالتها سريعا دون تفكير
نظر لمقلتيها وتسائل
– قولتي جاسر مش جواد.. طيب تعالي نعكس السؤال لو الرصاصة دي مع جاسر هينقذ مين فيكم انتِ ولا حبيبته
خارت قواها وهي تهز رأسها فأجابته بعد لحظات
– معرفش بس أكيد هينقذ حبيبته.. ضيق عيناه وأكمل
– وممكن ينقذك إنتِ… ابتسامة شقت ثغرها متمنية لقلبها ماأردف به الطبيب.. حينها ضغط على الزر.. طالبا بعز الدخول
بعد شهر
عاد العروسين من شهر عسلهما… أخذ بيجاد زوجته للأسكندرية بعد حديثهما
– يعني أول يوم في رمضان هنقضيها مع والدك مش عندنا… رفع كفيها يقبل باطنها وأردف:
– حبيبي لسة أسبوعين على رمضان وقتها ربك يحلها.. بس الأكيد إني هأقضي أول أيام رمضان مع بابا.. مينفعش ياغنى هيزعل مني.. والدك عنده جاسر وأوس وكمان أعمامك.. أنا بابا مالوش غيرنا بعد سفر عمو عمر
أومأت برأسها متفهمة وأجابته بطاعة
– حاضر ياحبيبي.. أعمل حسابك تاني أسبوع هنقضيه مع بابا وماما… وبجد وحشوني أوي لولا بابا قالي هيجي كنت زعلت منك علشان مأخدتناش هناك.. قالتها وهي تضع يديها على بطنها
– مش كدا ياسيفو.. عايزاك تيجي بسرعة نعمل حزب على أبوك المفتري دا
قهقه بيجاد وجذبها لأحضانه
– بتتفقي مع الولد عليا ياغنى وهو لسة في بطنك.. طيب ماشي.. بكرة تيجي حبيبة أبوها ونعمل حزب كمان
ضيقت عيناها وسألته بغضب
– وياترى مين حبيبة ابوها دي عندك عيال من ورايا.. وضع وجهه بعنقها وهمس
– اللي هنجبها بعد سفيان إن شاء الله.. اديلي بس الضوء الأخضر.. وأنا هعمل فريق كرة محترف
بالقاهرة
دلفا كلا من أوس ويديه تعانق يد زوجته اتجه لوالديه.. وكذلك جاسر الذي ترجل من سيارته متجها سريعا لباسم الذي كان ينتظره بجانب جواد
– وحشتني ياحلوف. قالها باسم بابتسامة وهو يعانقه.. بينما جواد الذي يحاصر ابنه بنظرات تقيمية.. رفع بصره لفيروز التي تقف بجوار ياسمينا وربى
بحث جاسر بعينيه عن عمه صهيب فتسائل:
– العيلة كلها موجودة فين عمو صهيب وعز
ساد صمتا بحزن على الجميع.. اتجه بنظره إلى عمه سيف الذي تحدث
– عمك صهيب في بيته.. تحرك سريعا قبل أن يستمع تكملة حديثه وهو ينادي على زوجته
– فيروز هروح لعمو اشوفه.. قالها متجها لمنزل عمه الذي يقابل منزلهم
اتجه لمنزل صهيب ولكن تفاجأ بتلك الحقائب التي تخرج من فيلته.. كانت نظراته متعلقه بالعمال الذين حملوا الحقائب متجهين للسيارة التي تقف أمام الباب الرئيسي للفيلا.. تسمر بوقفته وكأن روحه تنسحب من جسده
استمع لخطوات خلفه.. استدار ينظر فوجد عمه يحاوط ابنته بذراعيه ويتحرك متجها لسيارته كأنه يذهب للجحيم
خطى بخطوات متمهلة كالذي يخطو على لهيـ. با يحـ. رق قدمه.. ثم توقف ينظر لعمه
– إيه اللي بيحصل بالظبط؟
رفعت رأسها تنظر إليه بإشتياقا عندما استمعت لصوته.. ولم تشعر بنفسها إلا وهي تلقي نفسها بأحضانه وتبكي بنشيج..تتشبث به.. هزة أصابت جسده بالكامل
ثم رفع نظره لعمه وعينيه مغروقتين بالدموع ثم أردف:
– مالها؟
خرج عز في تلك الأثناء.. وشعر بنير.. ان تحرق اوردته حينما وجد اخته بحضن ابن عمه بتلك الطريقة
هرول سريعا يجذبها بعنف.. ينظر لجاسر
– حمدالله على سلامتك ياجاسر.. قالها بغضب وهو يجذب اخته متجها للسيارة
– بابا هنستناك بالعربية
وقف أمام عز ودفعه بقوة:
– إنت إزاي تشدها كدا ياحمار.. نسيت نفسك ولا إيه… تدخل صهيب عندما وجد نيران تخرج من أعين عز اتجاه جاسر
توقف بينهما
– اتجننتوا بتتخانقوا وأنا واقف.. ثم اتجه لجاسر يرفع ذراعيه إليه
– وحشت عمك ياجسور.. القى نفسه بأحضان وعيناه تشابكت بتلك التي تنظر إليه بإشتياق
خرج من أحضان عمه يشير لجنى
– مالها جنى ياعمو؟ وليه خست كدا.. فين جنى دي واحدة تانية
استدار ينظر وسأله
-جواد اللي عمل فيها كدا؟
كور عز قبضته بغضب وهو ينظر لأخته التي تساقت عبراتها منسدلة على وجنتيها ثم نظرت لعز
– ياله ياعز.. قالتها بوهن متجه للسيارة
هرول خلفها كالملسوع ونظر لبكائها
– رايحين فين.. ومين اللي عمل فيكِ كدا
ابتسمت بخفوت وأردفت بصوتا يكاد يسمع
– النصيب يابن عمي.. أما رايحة فين.. هنروح نقعد في بيت المزرعة.. محتاجة أفصل شوية واراجع حسابتي في كل شي
دنى منها ونظراته تحاوطها بالكامل.. ثم ضم وجهها بين راحتيه ينظر لعيناها مباشرة:
– مش عايزة تحكي لجسورة ياجنى اللي حصل.. مش أنا حبيبك وقت مابتزعلي بتجري عليا وتحكيله.. دلوقتي بقيت غريب
هزة عنيفة أصابت جسدها من كلمته التي وصفها دون أن يدري يتبعها شهقة ب مرارة الألم.. اتجه عز بهدوء.. ينظر بوجع لأخته ثم تحدث رغم نيران قلبه وأردف
– جاسر روح أرتاح حبيبي وأنا آسف بس زي ماإنت شايف جنى تعبانة وحقيقي لازم تبعد… بينما صهيب الذي وقف ينظر بكل الأتجاهات بألما كأن روحه تفارقه.. ثم اقترب يسحب جاسر من يديه:
– قولي عملت إيه في شهر العسل يارب تكون اتبسط.. كانت عيناه تعانق جنى التي أغمضت عيناه بوجعا بعد حديث والدها
وقف عز يوزع نظراته بينه وبين أخته ثم لكزه.. ماردتش على عمك ليه ياجاسر
اتجه ينظر لعمه وأجابه:
– كويس ياعمو.. الحمدلله كله تمام.. وصلت فيروز ورُبى التي نظرت لجنى بحزن
اتجهت فيروز تسلم على صهيب
– عمو صهيب ازي حضرتك… ابتسم إليها
– الحمدلله ياعمو.. إنتِ عاملة إيه والولد جاسر دا عامل معاكي إيه
نظرت لجاسر بعيناها العاشقة واجابته
– جاسر مفيش أحن منه.. ربنا يخليه لي
أمن صهيب على دعائها.. نظرت لجنى
– عاملة إيه ياجنى وحشتيني
ابتسمت جنى واجابتها بصدق
– الحمدلله وانتِ كمان.. ربنا يسعدكوا يارب
بعد اذنكوا.. تسألت فيروز
– انتو مسافرين ولا إيه.. دا إحنا مصدقنا نرجع عشان نتلم كلنا مع بعض.. وجاسر كان هيموت من القلق عليكِ لانك مكنتيش بتكلميه ودايما فونك مغلق
رفعت بصرها لجاسر الذي يناظرها بغموض
– معلش كنت مشغولة.. بحضر دراسات عُليا.. علشان ناوية أسافر برة إن شاءلله
جحظت عيناه ثم اتجه لصهيب
– نعم ياختي.. إنت موافق على الكلام دا.. مسح عز على وجهه بعنف يكز على أسنانه ثم تحدث
– وانت مالك خليك في حياتك ياجاسر..دا إيه اللذقان دا.. ضيقت ربى عيناها من حديث زوجها القاسي لأخيها فاتجهت إليه
– حبيبي اهدى هو بيسأل عمو.. مالك ياعز ممكن تهدى.. قالتها بغضب
فتح باب السيارة وأردف غاضبا
– امشي ياربى من قدامي مش يبقى إنت واخوكي الزفت دا.. اتجه بنظره لجنى هتفضلي واقفة كتير ياجنى عندك..
نظر جاسر بذهول لحالة عز المنقلبه.. فاتجه إليه
– مالك يلآ محدش قادرك ليه.. بينما ربى التي تعلقت عيناها الحزينة من اسلوبها الغريب في الفترة الأخيرة…
ربت عز على كتف جاسر
– آسف ياجاسر… اتعصبت عليك.. وسحب جنى التي ودعتهم بنظراتها وتحدثت:
– أشوف وشكم بخير.. اعتني بجاسر كويس يافيروز.. ومتزعليش منه لما يتعصب عصبيته وراها حنية تغرق العالم.. قالتها وتحركت تستقل السيارة بالخلف
نظر لعمه تائها يشعر بأن هناك خطب ما.. لم يدعه صهيب لسؤاله الذي وجده بعينيه فتحدث:
– طنط نهى من الصبح هناك زمانها قلقت على تأخيرنا ياحبيبي.. يبقى هاجي كل جمعة نقضيه مع بعض
وصل جواد ينظر لجاسر وصهيب بغموض
– مالكم واقفين كدا ليه… كور صهيب قبضته وشعر بتمزق قلبه فحدث ماكان يخشاه التقائه بجواد قبل رحيله
أشار جاسر على صهيب:
– حضرتك موافق أنه يسيبنا ويمشي
قطب جواد مابين حاجبه بنظرات مستفهمة
– مش فاهم تقصد إيه؟
حمحم صهيب ينظر لجنى وتحدث
– هروح أقضي كام يوم في بيت المزرعة بعيد عن الدوشة
– نعم من غير ماتعرفني… قالها جواد بنظرات حزينة… لدرجة دي ياصهيب تاخد قرار مهم كدا بعيد عني
امسك صهيب كفيه يسحبه بعيدا وتحدث
– مردتش أقولك علشان عارفك هتمانع.. بنتي تعبانة ياجواد ومينفعش اسكت عليها.. عايزها تبعد عن الكل
قصدك تبعدها عن جاسر مش كدا؟
صدمة أصابت صهيب من سؤاله المباغت.. فابتعد بنظرات عن أخيه
أومأ جواد برأسه وتحدث:
– يومين بس ياصهيب وترجع.. كدا كدا جاسر مش هيقعد معانا.. ودا قراره.. لازم يقعد مع مراته مستقلين علشان حاجات كتير وقبل ماتسائل.. مش جنى السبب الرئيسي.. أنا بس حاولت أكون مع أختياره للأخر.. مستحيل تبعد عني ياجاسر.. لو وصلت بيا إني اخلي جاسر بعيد عن البيت لكن إنت لا
هز رأسه رافضا
– دا ابنك ياجواد.. قاطعه جواد وهي بنتي ياصهيب وانت اخوي وسندي قبل كل حاجة.. مقدرش استغنى عنك
ولا تقدر تستغنى عن ابنك ياحبيبي.. ولا انا هقدر اشوف بنتي بتتوجع وأنا واقف
ادار جواد وجه صهيب ينظر لغلالة الدموع بعينيه وتحدث
– هنلاقي حل يرضي الكل.. إلا انك تبعد عني سامعني.. إنت بالنسبالي زي المية للسمك ياصهيب.. لو فعلا ههون عليك يبقى سيب اخوك
طالعه صهيب بنظرات حزينة
– انا سايبك مع سيف وحازم يعني مش هتكون لوحدك..
ذهل جواد من رده فسحب نفسا ورفع نظره إليه
– إنت توأمي اللي بيفهمني من غير مااتكلم..انت صديق الحلو والمر ياصاحبي قبل ماتكون أخويا..روح ياصهيب ومفيش اكتر من اسبوع لحد ماالاقي حل يرضي الكل
❈-❈-❈
بعد اسبوعين وهو اليوم الأول للشهر الفضيل.. أجتمع الجميع على المائدة بحديقة فيلا جواد.. كان الجميع موجودون سوى غنى التي ذهبت مع زوجها لقضاء أول يوم بالشهر الفضيل… ترأس جواد المائدة بجواره غزل يجاورها أبنائها وبالمقابل صهيب وبالجوار سيف وحازم
انطلق مدفع الإفطار وسم الجميع بعد دعاء الإفطار ثم بدأوا بتناول التمر مع رشفات العصير… واتجهو للصلاة… الرجال بالأمام والسيدات بالخلف وصهيب الذي يؤم الصلاة
بعد قليل انتهوا من الصلاة متجهين لتناول أول إفطار للعائلة.. انتهى الجميع من طعام الأفطار متجهين للجلوس بمكان ما… الشباب يتسامرون مع بعضهم.. والفتيات يعدون إليهما الحلوى المشهورة بالشهر الكريم..
كانت تجلس تمسك هاتفها تنتظر مكالمته على أحر من الجمر.. توقفت سريعا عندما صدح رنين هاتفها بالأجواء. أمسكته متجهة به لمكانا هادئا
– “علي” وحشتني أوي.. دا وعدك ليا هتكلمني أول ماتوصل
وقف على بُعد خطوات منها وتحدث مبتسما:
– والله إنتِ اكتر ياحبيبة قلبي.. عاملك مفاجأة حلوة
قطبت سنا مابين عينيها وسألته:
– مفاجأة إيه دي.. أطلق ضحكة صاخبة وهو يجذب هاتفها من يديها
– أنا هنا وراكي
استدارت تنظر إليه بإشتياقا ولهفة.. ودت لو تلقي نفسها بأحضانه ولكنها تماسكت وحاولت السيطرة على نفسها
دنى وهمس
– وحشتيني أوي أوي.. جيت من المطار على هنا وبابا معايا علشان أطلب إيد اميرتي وبعد كدا مفيش حد يبعدنا عن بعض.. فهل أميرتي تقبل تشاركني حياتي
أومأت برأسها سريعا ودموعها تنسدل على خديها.. مما أدى إلى تصفيق ربى
-مبروك ياحلوين.. تجمعت البنات حولهما وبدأت المباركات والسعادة تستحوز على الوجوه
❈-❈-❈
قضى الشباب ليلتهم بعد قضاء صلاة القيام وكذلك البنات التي لم تصمت ضحكاتهم.. ربى بشقاوتها وسنا بجمال روحها.. أما عن تقى التي كانت كالفراشة بينهم حينما حادثها جواد عن رأيها بمالك وسيأتي لخطبتها بالعيد.. وياسمينا التي شاركتهم فرحتهم وكأنها تربت معهم
اما فيروز فكانت تجلس بمسافة بعيدا ما تراقب جنى بهدوئها.. وجمالها الهادي
كانت جنى تجلس بمكان بعيدا.. تقضي وقتها بالرسم.. بسبب ما تعرضت له من آلالام لقلبها.. رآها جواد حازم فخطى إليها يقف خلفها وهي تنهي رسمتها التي كانت تعبر عن فتاة جميلة تجلس أمام البحر ورغم جمال الطبيعة التي تحاصرها إلا أن عبراتها تتساقط بغزارة.. خطى وجلس بجوارها.. احست بوجوده.. فاتجهت بنظرها إليه
– إزيك ياجواد… تنهد حزينا ونظراته ترسمها فأردف بوجع:
– آسف… قالها بقلبا يأن وجعا.. ورغم وجع قلبها الذي انتابها مما فعله ابتسمت
– بتتأسف على إيه.. مفيش أسف ولا حاجة.. إنت عندك حق ياجواد وصدقني مش زعلانة منك أبدا.. عز ساعات بيغلط وبسامحه وانت زيك زي عز.. لو سمحت ماتشيلش نفسك فوق طاقتها.. والمسامح ربنا
رمقها بنظرة حزينة:
– جنى مكنش قصدي اتعبك والله ماكان قصدي.. ربنا أعلم أنا بحبك أد أيه.. حاولت نداوي بعض
اعتصرت عيناها بقوة ثم فتحتها وتحدثت
– جواد أنا كمان بحبك.. لكن حبي لك زي حب عز وفارس.. ممكن يكون مشاعري خانتني في وقت من الأوقات.. وحبيت أهرب بيك زي ماانت حبيت تهرب بيا.. بس صدقني على أد ماقلبي وجعني منك على أد ماانا عذرتك
صعق من كلامها فتسائل:
– بتهربي من مين ياجنى.. مين دا
أعادت تنظر لرسمتها وكأنها صورت نفسها فتحدثت
– بهرب من مللي ياجواد.. من حياتي المملة مش أكتر
أومأ برأسه متفهما ثم توقف وهو يتحدث
– وقت ماتحتاجيني هتلاقيني عمري ماهتخلى عنك مهما حصل. إنتِ غالية عليا أوي ولسة عرضي للجواز مستمر.. تعالي نداوي جراح بعض
رفعت بصرها إليه وأجابته:
– أسمها تعالي نسكن وجع قلوب بعضنا ببعض.. بس من وجهة نظري.. تعالي نوجع بعض أكتر وأكتر..
جف حلقها ونظرت لجاسر الذي يطلق ضحكات صاخبة والسعادة تغمره وأجابته
– أبعد عني ياجواد علشان موجعش قلبك.. صدقني مش هتاخد مني غير الوجع… قاطعتهم فيروز عندما وجدت نظرات الحزن بينهما
– ممكن أقعد ولا حديث خاص.. تحرك جواد دون حديث… بينما جلست فيروز بجوار جنى التي أستدارت لرسمتها تكمل تلوينها.. حمحمت فيروز ورمقت جنى بنظرة ثم سألتها:
– ليه مبقتيش تتكلمي مع جاسر زي الأول مع أنه حكيلي عن علاقتكم ببعض
ابتسمت جنى ومازالت تلون رسمتها وأجابتها:
– فيه حاجات أتغيرت دلوقتي.. ومش عايزة حد يزعل مني
حاوطتها فيروز بنظرات تقيمية فأردفت
– ومين هيزعل.. وضعت جنى الفرشاة من يديها وأستدارت:
– إنتِ مش هتزعلي مني مثلا.. صمتت فيروز ولم تجب.. وصل جاسر إليهما ونظر بإبتسامة لجنى
– إذيك ياجنجون.. رجعت لرسمتها وأجابته بخفوت الحمدلله ياجاسر
جلس بينهما ثم لكزها بكتفها
– مش ملاحظة حاجة ياجنى.. لم تجبه وصارت تلون رسمتها التي أخطأت بتلوينها
عندما أحست بقرب أنفاسه منها.. لا تعلم لما الآن فقط تشعر بتلك المشاعر.. وهو الذي كان يجاورها ولم تشعر بتلك المشاعر
– بت بكلمك على فكرة.. وضعت الفرشاة بقوة عندما وجدت إنتزاع رسمتها وتحدثت
– جاسر مراتك جنبك ممكن تاخدها وتسبني أكمل رسمتي
صعق من قساوة حديثها فنهض يمسك يد فيروز
– أنا آسف.. الحق عليا نزلت الحسين مخصوص علشان أجبلك الفانوس زي كل مرة.. معرفش دمك بقى تقيل ليه.. وأنا اللي مكلف نفسي وجايبلكوا كلكوا فوانيس بألف جنيه.. خسرتوني الف جنيه هجبهم ازاي
ارتعش جسدها من نبرته الحزينة المغلفة بالحنية.. وحديثه الذي يحاول ان يخرجها من حزنها.. فرفعت نظرها إليه وترقرق الدمع بعيناها
-آسفة مش قصدي ازعلكم.. بس اتشوشت بالرسمة.. جلس مرة اخرى وأردف غاضبا
– هتفضلي مخبية عليا لحد أمتى.. إيه اللي اتغير في فترة شهر العسل ياجنى
تحركت فيروز عندما استمعت لهاتفها
– ايوة ياماما.. لا جاسر رافض وأنا معاه متزعليش مش هقدر اجي أفطر معاكي
نظرت لجاسر الذي يحادث فيروز.. ثم اعادت للحديث مع والدتها
عند جاسر
– جنى سامعك.. إيه اللي حصل بينك وبين جواد.. قاطعهم وصول عز الذي أسرع عندما وجد جاسر بجوارها
– سايب مراتك وقاعد هنا ليه ياجاسر
رمقه شرزا… معرفش مالكوا بقيتوا لا تتطاقوا.. قالها عندما نهض متجها لفيروز
انقضى شهر رمضان سريعا واتت ليلة العيد
كانت ربى تجلس على الأريكة بأحضانه وتقوم بعمل بعض الأبحاث على جهازها المحمول.. حاوطها عز بذراعيه وهي يساعدها بتسجيل بعض النوتس الهامة
وضعت رأسها على كتفه وتحدثت بصوتا مرهق
– كفاية كدا.. أنا تعبت أوي بقالي تلات ساعات وأنا قاعدة لما حاسة بتشنجات
اتكأ بظهره على الأريكة يضمها لأحضانه.. ثم قام بتقبيل عنقها وتحدث قائلا:
– ريحي نفسك شوية مع جلست مساج من صوابع حبيبك هتقومي تجري في المكان.. وبلاش أكملك هنعمل بعدها إيه.. الليلة عيد ياحبي.. وبسمع زمان إن فيه حاجات كدا قليلة ادب بتتعمل بالليلة دي.. جذبها ملمسا شفتيها وأكمل
– ماتيجي نجرب الحاجات دي ونطفي النجف دا حتى بيقولوا متعب للنظر.. بيقولوا إن الشموع الحمرا بتقوي النظر.. قالها غامزا لها بشقاوة
احمرت وجنتيها بحمرة الخجل وهي تطرق أنظارها من مغزى كلماته ثم لكزته بكتفه وتمتمت بهدوء:
– معرفش مالك بقيت قليل الأدب أوي زيادة عن اللزوم ليه.. لم نفسك يابو عيد
جحظت عيناه وهو ينظر إليها بسخرية
– يالهوي هو إنتِ حملتي وخلفتي وسمتي الولد عيد من ورايا..
دفعته بكل قوتها ونهضت متجهة للمرحاض وهي تسبه بخفوت… تسطح بظهره على الأريكة وتحدث وهو يطلق صفيرا
– وحياتك ياحبي تظبطي المية كويس إنتِ عارفة حبيبك بيحب المياة الساقعة المطعمة بالدافية.. تغلغلت روحها بإبتسامة من كلماته التي أستطاع ان يخرجها من شعورها بالأحباط إلى الأمل.. وضعت يديها تحت ذقنها علامة تفكير ثم
خرجت برأسها وهي تصيح بصوتها
– لما تيجي تاخد شاور ياحبيبي يبقى زبطها إن شاء الله تجبها من الفريزر.. ثم أغلقت الباب وقامت بخلع ثيابها وخطت إلى البانيو ولكنها فزعت وانتفضت بوقفتها عندما وجدته أمامها جذبها بقوة
– عايزة تاخدي شاور ليلة العيد لوحدك ياروبي والله مايحصل أبدا.. ليه حد قالك متجوزة سوسن