روايات

رواية تل الهوى الفصل الأول 1 بقلم رانيا الخولي

رواية تل الهوى الفصل الأول 1 بقلم رانيا الخولي

رواية تل الهوى البارت الأول

رواية تل الهوى الجزء الأول

تل الهوى
تل الهوى

رواية تل الهوى الحلقة الأولى

“إن سألوكَ عن غزة قل لهم بها شهيد، يسعفه شهيد، ويصوره شهيد، ويودعه شهيد، ويصلي عليه شهيد”
………….
اسير بعيدًا عن ذلك الزحام وتلك الأصوات الصاخبة التي ترج المكان من حولي.
لا اعرف لما وافقت على مرافقة هؤلاء الاغبياء.
اريد العودة إلى عزلتي وتلك الغرفة التي ألجئ إليها دائمًا لانعم بالهدوء التي تفتقره تلك المدينة.

تهادت خطواتي عندما ابتعدت عن اصواتهم المزعجة وجلست في تلك الحديقة التي تمتاز برائحة الزهور
فمن ينافس الشام في جمال ورودها.
اخذت اتنفس بعمق وقلبي يدق بروية مستسلمًا لسحر تلك النسمات الآتية من تلك المدينة التي احلم بالوصول إليها.
كم وعدني أخي بالذهاب إليها بعد الخلاص من هؤلاء الاشرار الذين احتلوا اراضينا التي وعدنا الرب بها.
النسمات تهب فتداعب خصلاتي الحالكة كسواد ذلك الليل
فترفرف أهدابي بسعادة لا توصف
يومًا ما ستتلاعب تلك النسائم بخصلاتي لكن في وضح النهار وفي مدينتي المحتلة وانا اركض واتجول بكل حرية دون الخوف من أولئك الاشرار.
ظللت التف وانا افرد ذراعاي فتجابه أناملي الهواء عكس ذلك الذي استسلم للهواء ليفعل به ما يشاء.
_ آاااه
تلك آخر من نطقت به تلك الفتاة عندما اصطدمت بشجرة الزيتون العتيقة فتفقد الوعي.
………..
_ هلا والله بعرسان الچنة.
قالها نزار الذي دلف عليهم ليجدهم وقد انتهوا اخيرًا من استعدادهم.
_ مادام نقيت فيها يبقى لا في عرس ولا اشى، كل مرة تسمعني ها الكلمة وبرچع زي القرد.
ضحك نزار وتحدث بمكر
_ بعرف قديش بتحلم بالشهاد.ة عشان تنعم بچمال الحور العين يالئيم
انتهى مصعب من وضع الخوذة التي تحمل شعارهم وغمغم من بين أسنانه
_ تعرف إن رچعت ها المرة شو بدي اعمل فيك؟
رفع سلاحـ ـه في وجهه فيتظاهر نزار بالخوف وهو يرفع يده مستسلمًا
_ وعلى شو ياغالي روح يا رب ما ترچع
أعاد مصعب السلاح إلى وضعه وابتسم بتوعد
_ هيك لكان، بس وحياة الله إن رچعت ولقيتك في خلقتي لفش غلي فيك.
تقدم معتز الذي يأس من هؤلاء الاثنين الذين يربطه القائد بهما فغمغم بزهق
_ أوف أوف منكم ما بتضلوا ساعة واحدة بدون نق.
_ أصله بيغار لان القائد دايمًا تاركه في النفق يراقب من ابعيد ولهيك محروم من الشهادة.
احتقن وجه نزار بغيظ وقال متوعدًا
_تقل حسابك معاي بس ترچع نشوف مين فينا اللي بيغار، يلا نلحق القائد قبل ما ياچي يفرغها فينا احنا.
خرج ثلاثتهم فيجد الجميع على أتم الأستعداد لأداء مهمتهم والكل بداخله يشتهي الموت في سبيل الله، ويزيد القائد من ولعهم بها
_ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة
ما بدنا نتهاون بعدونا مهما كان ضعفه
اليوم هنبدأ الطوفان والمرة هاي غيرعن اللي قبلها هاي رح تكون أشد واعنف.
لازمن نرعب عدونا ونعرفوا مين هما القوم الچبارين.
هما بيچهزوا حالهم ومعداتهم لأجل ما يضربونا بعد عيدهم، خلينا احنا اللي نبدأ وندمر مستوطناتهم.
هنتقسم لقسمين
القسم الأول وهو بالمظلات وبالمسافة اللي اتدربتوا عليها، تدخلوا وتفتحوا الطريق
للقسم التاني بالدراجات.
وبعد نجاح المهمة والقضاء على الجنود هتابعوا للمستوطنات بس لازمن نترك لهم مساحة للهرب لإننا إذا حاصرناهم من كل الچهات مش هيلاقوا مهرب من الموت وبالتالي هيقاتلوا بكل قوة عشان يهربوا من مصيرهم.
إنما لو تركنا مساحة صغيرة للهرب هينشغلوا بيها وهيكون كل همهم الهرب من الموت وهيك رح نقدر نجمع أكبر قدر من الأسرى.
ارهبوهم بحبكم للشهادة وهما حبهم للحياة هيخليهم يرتدوا ونحن الفائزون.
يلا نردد الشهادة ونتوكل على الحي القيوم.
ردد الجميع الشهادة بكل حرية وبدأت المداهمة التي كتب عليها النصر قبل بدايتها.
انطلقوا جميعًا في الساعة السادسة صباحاً
بسعادة واقبال لا يوصف.
بدأت المهمة تأتي بثمارها واستطاعوا الأبطال المرور من أعلى ذلك الحاجز وهبطوا بكل يسر ليجابهوا عدوهم بكل بسالة .
بسالة يتغنى بها التاريخ كما اهتدينا لها من قبل ” وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله”
جابهوا بحثًا عن النصر رغم تمنيهم للشهادة، لكنها لم تكتب لهم تلك المرة وعادوا بنصرٍ لن ينتسى.
هدم الجدار واستطاعت الدرجات النارية الولوج للداخل لاستكمال المهمة وهي أن يجمعوا أكبر قدر من الأسرى حتى يساوموا بها لنجاة اسراهم.
وقد كان لهم ما ارادوا واستطاعوا اسر اعداد كبيرة منهم.
أمر الانسحاب صدر وعليهم العودة بأسرع وقت لكن ذلك الرأس الصلب رفض أن يعود قبل أن يظفر بأحد الزعماء والذي يعلم جيدًا بوجوده داخل ذلك المنزل
نبهه براء
_ انت هيك بتچاذف ولازمن نرچع النفق هسا
زاد اصراره
_ والله ما راح اتزعزع من مكاني إلا وهو معانا حي أو ميت.
وأخيرًا استطاعوا الأبطال الوصول إلى مقره واخذه عنوة من منزله الذي شهد ليلة صاخبة من الفجر والعهر.
فتح عينيه ذلك الجنرال ليجد فوهة السلاح في رأسه وصوت الأسد يزأر به
_ قوم معانا من سكات
انتفض الرجل من نومته لكن يد مصعب وضعت على فمه تمنعه من التحرك وهتف بهدر
_ أي حركة هفرغ البرودة براسك.
كان يشعر بضربات قلب الرجل ينتفض من شدة الخوف
فزجه قائلًا
_ قوم يلا.
طاوعهم الرجل بذعر ونهض معهم وخرجوا به من منزله

……..

_ ياالله شو هاد
التفت الجميع إلى حيث يشير إياد وغمغم مصعب
_ هاي بنت مصابة، روحوا انتم بشبيه الرجال هاد وانا بچيبها واحصلكم
اومأوا له وذهبوا جميعًا ودنى هو من تلك الفتاة والتي سقطت منكبه على وجهها.
_سامحني ياالله.
امسكها من ذراعها يرفعها عن الارض ليجد إصابتها في رأسها وقد نزفت كثيرًا
_ شكلك كنتي سكرانه ووقعتي يلا زيادة الخير اتنين.
حملها بين يديه وتوجه بها حيث ينتظره اصدقاءه وبراء الذي سأله
_ شو مالها؟
وضعها في السيارة وجلس بجوارها واشار لها بالتحرك
_ اطلع بينا لول وبعدين نشوفها
انطلقوا الابطال بسياراتهم بسعادة لم يشعروا بها من قبل بذلك النصر الذي رفع رؤوس الفلسطينيين والأمة الإسلامية أجمع

عادوا إلى النفق بالاسرى وعاد مصعب يحملها حتى وصل بها إلى المستوصف داخل النفق و ضعها على الفراش واستدعى الطبيب الذي ساله عنها
_ شاكلها كانت سكرانه واتصابت في الشجرة
عاينها الطبيب وتفاجئ بمعرفتها
_ شو هاد، هاي اديل اخت الجنرال ايثان يعقوب، وهتكون غالية كتير
أومأ مصعب وتحدث بجدية
_ اذا هيك دير بالك عليها منيح واستعدوا لإن فيه اسرى كتير مصابين لازم يضلوا عايشين عشان نبيض سجونهم فيهم.
خرج مصعب لينزع عنه قناعه ويظهر ذلك الوجه الصلب الذي وإن دل على شئ فأنه يدل على مدى قوة وبسالة تربوا عليها هؤلاء الأبطال
دلف مكتب القائد ليرى الجميع يهلل بالنصر الذي أخذ يرفرف بأجنحته عليهم
وما النصر إلا من عند الله.
_ تعالى يابطل يلي اسرت الذئب من جوة جحره.
دنى منه مصعب وتحدث بحكمة
_ انا ما أسرته لحالي كلنا كنا ايد وحدة وفكر واحد وعشان هيك ربنا وفقنا.
ابتسم القائد بفخر واعتزاز ثم نهض من مقعده ليقف أمامهم وقال بثبوت
_ أكيد ردهم هيكون كتير قوى وقاسي بعد اللي صار ولازم تكون قد المجابهة معاهم، يعني ما تفكروا إن الحرب انتهت لهون الحرب بدأت من اليوم وبعون الله هنكسبها زي كل مرة.
تحدث أحدهم بجدية
_ لكن متل ما كلنا عارفين أنهم بيتقموا منا في اخوانا المدنيين، مش فينا أحنا لأنهم ما بيقدروا علينا.
وافقه القائد
_ هيك ولا هيك هما بيضلوا يضربوا فينا والفرق المرة هاي إن احنا اللي بدأنا الضرب قبل ما يضربونا
وهينا شوفنا بعنينا المعسكرات والأسلحة اللي مجهزينها على محيط الغلاف.
أكد مصعب حديثه
_ اه والله الأسلحة اللي دمرناها عندهم بتأكد تهديدهم لينا والحمد لله خطتنا نجحت وبقى في ايدينا أهم سلاح وهو سلاح الأسرى، وهو اللي هيبيض سجونهم من أسرانا.
اعرب إياد عن قلقه إزاء رد العدو على خسارته
_ بس احنا هنخرج أهلنا من السجون وفي نفس الوقت ردهم علينا هيكون بالشهادة للمدنيين اللي ما ألهم ذنب
_ إه يا إياد بنعرف بس فكر كويس إحنا شهدانا في الچنة الي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، إنما اهلنا في السجون بيتعرضوا لأشد أنواع التعذيب والتنكيل، نساءنا اللي بيتعرضوا للاغتصاب وأطفالنا اللي أصابهم الچنون بالضغط النفسي اللي بيتعرضوا له، يعني هتبقى حرب بسلاح ذو حدين من جهاتنا
اكد مصعب حديث القائد
_ أحنا كل سنة بنتعرض للضرب في ها الوقت وبيروح منا شهدا كتير بتوصل للآلاف بس اذا فكرنا فيها رح نعرف إن ضربهم النا المرة هاي بنصر محقق مهما راح منا شهدا رح تضل قوتنا وسلاح الأسرى هو المتحكم الأساسي بهاي الحرب، صمود أهلنا في غزة وحبهم للشهادة هيكون وبال عليهم إن شاء الله.
ردد الجميع
_ إن شاء الله.
اكد القائد
_ اهم حاچة الحفاظ على الأسرى ما بدي أي تچاوزات معاهم أولاً لازم نكون حازمين معهم حتى يلتزموا بالنظام وبعدها لازم نعرفهم إخلاقنا ودينا اللي ما بيسمحلنا نهين أسرانا، وتءكروا الآية الكريمة”وَيُطْعِمُونَ اٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرا” ويلا اتفضلوا كملوا العمليه واتمركزوا باماكنكم وانتبهوا على حالكم الله معاكم يا شباب
……..

استيقظت تلك الفتاة وهي تشعر بألم حاد في رأسها فتحت عينيها بتثاقل ونظرت حولها لتتفاجئ بمكان غريب لم تراه من قبل، فتحت عينيها أكثر لتتجول في الغرفة فتصدر منها صرخة فزع وهي ترى ذلك القسامي الملثم يتابع احد الحالات الموجودة معها داخل الغرفة

_ من انت؟ وأين أنا؟
لم يفهم الطبيب ما تقول نظرًا لعدم معرفته للعبرية
حتى من معه من المقاومين بالغرفة لم يعرفوا العبرية
_ ياالله ما كان ناقصني وجع راس.
قال احد المقاومين المكلف بالحراسة
_ راح ابعت لمصعب هو بيعرف العبرية.

خرج من الغرفة ليجعلها ترتعد أكثر وقد كان الغرفة مليئة بالمقاومين كحراسة مشددة عليهم.
نهضت بعد ان نزعت عنها المحاليل لتتفاجئ بأربعة من الاسرائليين معها بالغرفة.
نهضت مسرعة كي تطمئن عليهم
لكن احد المقاومين تحدث معها بخشونة
_ هيك ما بيصير أرچعي مكانك.
لم تهتم لحديثه فقد علمت مبتغاه دون أن تحتاج لترجمة
_ سوف اطمئن عليهم فقط فأنا طبيبة.
أشار له الطبيب أن يتركها فأسرعت إليهم لتعاينهم فتجد أن إصابتهم طفيفة وقد تلقوا عناية فائقة، ماذا حدث؟
ولما هم في أيدي هؤلاء المحتلين؟
انفتح الباب ودلف منه شابين احدهم الرجل الملثم الذي خرج الآن والآخر جعل قلبها يرتعد رهبة منه
لم يظهر منه سوى عينين حادتين أقسمت بأنها رأتهم من قبل ومنكبين عريضين
_ من انتم؟ وماذا تريدون؟

تحدث مصعب بقوة
_ لا تخافي انتم في آمان هنا، ضيوف بالنسبة لنا حتى يأذن الله بعودتكم
عقدت حاجبيها وتطلعت إليه بحدة
_ رهينة إذًا؟
صحح لها بهدوء تام
_ بل أسيرة.
خرج من الغرفة وتركها تشعر بالحنق منه همت بالخروج خلفه لكن أحدهم منعها
_ ارچعي مكانك ما بيصير هيك ممنوع الخروچ من ها الغرفة.
انفعلت من وقوفه أمامها وقالت بأنفعال
_ أريد التحدث معه ومعرفة شيء هام
سمح لها مصعب ثم خرجت خلفه وهي تتحدث بانفعال
_ وبأي حق تفعل ذلك
أجاب ببساطة وهو يواصل سيره
_ بحق بلادي التي أخذتوها بالسرقة.
ازداد حنقها منه وتحدثت وهي تحاول مواكبة خطواته
_ نحن لسنا لصوص بل أنتم من فعلتم ذلك وأخذتم ما وعدنا الرب بها.
توقف مصعب والتفت إليها فتنصدم بصدره الصلب وغمغم هو من بين أسنانه بغضب
_ ومن أخبركي بذلك؟ هل أولئك الحخامان الكاذبون؟ أم رئيسكم الغاصب
تابع بتعالي وكبرياء
_ نحن أصحاب الأرض الحقيقيين وانتم من تعديتم عليها وسنخرجكم بوعد من الله ورسوله، رسولنا نحن لا أنتم.
صاحت به عندما تركها وخرج مغلقًا الباب خلفه
_ محتل كاذب.
تقدم منها أحد الأبطال وتحدث بقوة
_ اتفضلي معي، ما بيصير هيك.
لم تفهم معنى حديثه لكن فهمت مبتغاه من تعبيرات وجهه.
سارت معه ودلف بها إحدى الغرف والتي كانت مهيئة للمعيشة.

___________

عاد مصعب إلى مكتب العميد براء ودلف ليؤدي التحية
_ كل شي صار زي ما بدك سيادة القائد

نهض القائد وهو بيتسم بفخر لبطله المغوار وتحدث بقوة وهو يربت على كتفه
_ بعرفكم ولادي إنكم قدها والحمد لله ما خيبتم ظني.

_ وإن شاء الله ما بنخيب ظنك فينا، المقاومين ما كان بدهم يرچعوا، حاربوا ببسالة، صحيح بعض من رفاجنا استشهدوا بس ضلو يحاربوا لحد أخر نفس.

_ أه ولادي وبعرفهم والحمد لله النصر كان حليفنا واحنا اللي سبجنا الضربة المرة هاي .

_ بس خايف من ردة فعلهم، انت بتعرف انهم ما بيجدروا يجفوا جصادنا فبيضربنا فأهلنا وأطفالنا.

_ ما بتجدر الضباع تجف جدام الأسد ولا حتى أشباله، لأن القوة عندنا مش بس بعزيمتنا؛ دي كمان بجلوبنا اللي بتتمني الشهادة في سبيل الله، حربنا هاي مش بس حرب تحرير وطن، هاي حرب عقيدة وعزة ودين، وزي ما اعزنا الله بالإسلام فرض علينا نعزه واللي حصل في المسجد الأقصى وضربهم نساءنا وسبهم للرسول وكمان شربهم للخمر والعهر ما ينفع يمر مرور الكرام، إن غضوا المسلمين ابصارهم على الي صار إحنا ما بنعملها وبنرد الصاع بصاعين.
اكد له مصعب
_ واحنا جدمنا ارواحنا فدى مسرى الرسول مقابل الفوز بالچنة.
____________

وقف مصعب مع زملائه يستعدوا لمداهمة العدو الذي شن هجومه على الأبرياء العزل في مدينة غزة
فيقتل الضعيف متفاخرًا بقتله
ويعتدي على النساء بكل جبروت
ويمزق الأطفال امام أعين العالم الذي يقف صامتًا أمام إجرامه
لكنهم يحاربون قومًا أولي بأس شديد لا يضرهم من خذلهم
هؤلاء قوم اصطفاهم الله ورفع قدرهم بالجهاد والشهادة
بينما شباب العالم يلهوا بملذاتهم كانوا هم ينحتون في الصخر لأجل أمة نبيها محمد ليس لأجل بلدهم فقط

خرجوا من الأنفاق التي دخلوها صغارًا وخرجوا منها أبطالًا
هؤلاء هم القوم الچبارين والذين يخوضون معركة دين وأمة، عقيدة وعزة ، شرف وكرامة

في إحدى المعارك
تسللوا البواسل إلى أحد الكتائب الموجودة على حدود غزة حتى وصلوا إلى البوابة الرئيسية
لم يبالوا بجنودهم ولا أسلحتهم ووقفوا أمام البوابة بهيئته التي تنثر الرعب في قلوب اعداءهم ودفع الباب بقدمه القوية فينفتح أمامه ويهجموا بكل شجاعة فتجد أعداءهم يتناسو أمر سلاحه الذي يحمله بيده ويلوذ بالفرار من أمام تلك الأسود الضارية.
استطاعوا الحصول على أسلحتهم بعد أن قضوا عليهم ببسالة.
خرج أحد الأبطال من إحدى الغرف وقد آسر أحد الجنود فقذفه أمام مصعب ليسقط تحت اقدامه.
_ لقيته متخبي ورا الطاولة قلت بزيادة أسير
جذبه مصعب من ملابسه وقال بأمر
_ يلا ننسحب بسرعة لأنه أكيد بلغ القيادات وزمانهم چايين.
وبالفعل قاموا بالانسحاب عندما سمعوا صوت الدبابات والشاحنات قريب منهم فاسرعوا باتجاه النفق لكنهم لاحظوا فرارهم وبدأوا بأطلاق النار عليهم.
استطاع بعضهم الوصول للنفق ومعهم ذلك الجندي الأسير حينما قذف مصعب بعض العبوات النا.سفة على الشاحنات حتى يأخرهم قليلاً ويستطيع رفاقه الهرب.
بدأوا الجنود بإطلاق الرصاص على مصعب وإياد وقد تداروا خلف جدار قديم
وواصلوا تبادل اطلاق النار فأصابت إياد في صدره
فارتد ساقطًا للوراء.
صاح مصعب بخوف
_ إياااااد..
تقدم منه يرفع ظهره على ساقه وقال بخوف
_ إصابتك خطيرة لازم نوصل للنفق
تطلع إياد لمصعب وقال بألم
_ اهرب انت وانا راح اشغلهم لحد ما توصل للنفق.
رفض مصعب بإصرار
_ لا ماراح اتركك لو شو ما صار.
تحدث إياد برجاء
_ قولتلك اهرب بسرعة عشان الكاميرا ما تقع في ايديهم.
تذكر مصعب أمر الكامير فقام بنزعها من خوذته ووضعها بجيبه ثم قال بقوة
_ انا راح ارمي عليهم قنبلة دخانية لجل ما توههم ووصل الكاميرا وارچعلك.
هم إياد بالابتعاد لكن إياد أمسكه قائلاً برجاء
_ مشان الله توصل سلامي لأمي وقولها إياد نال الشهادة اللي بتتمنيها وراح اوصل سلامي لابوي وأختي.
تحدث مصعب بقوة
_ قولتلك ما راح اسمحلك تموت وتتركني.
اخرج القذيفة من جيبه وجذب اجزاءها قائلاً بإصرار وهو يقذفها جانبًا
_ راح أرجعلك كي ننول الشهادة مع بعضنا
أسرع مصعب بالهرب ناحية فتحت النفق وقد استطاع معرفة مكانها بفضل التدريبات التي واظبوا عليها

أما إياد فقد ظل ينزف ولم يفلح ذلك الشريط الذي وضعه مصعب حوله في كتم النزيف.
ظل يردد الشهادة وهو يتخيل مقعده في الجنة
هل هي الفردوس الأعلى كما وعدهم رب العالمين وربح البيعة
أم أنه لم يستحقها عن جدارة وسيكون في درجة أقل
الهي وخالقي
يا من كنت خير وكيل وخير سندٍ لنا
ها أنا أقف على اعتاب رحمتك ارجوا رضالك فلا تخزني وردني إليك ردًا چميلا.
انت رب المستضعفين وانت ربي لا إله إلا أنت أستغفرك واتوب إليك.
ظل يرددها حتى شعر بالظلام يغلف المكان من حوله ونطق الشهادة للمرة الأخيرة قبل أن يسحبه الظلام.

تقدم الجنود الإسرائيليين من المكان وقاموا بالتفتيش جيدًا حتى وجودا اياد ملقى على الأرض غارقًا بدماءه.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تل الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى