رواية تقى عبدالرحمن الفصل الرابع 4 بقلم اسماعيل موسى
رواية تقى عبدالرحمن البارت الرابع
رواية تقى عبدالرحمن الجزء الرابع
رواية تقى عبدالرحمن الحلقة الرابعة
السماء مليانه بالغيوم ، والرياح تزمجر ، والقشة لن تصمد كثيراً ،
لكنها إن تركت نفسها ربما تطير لمكان أكثر خضرة ، وافر الماء والغذاء ، واسع الرحمة ، يسكنه بشر .
تمللت تقى فى سريرها ، كوخ من القش ، لا نوافذ ، تلك ليست الجنة،
إبريق الشاي على كومة من الحطب المشتعل يغلى
غصن شجرة يطقطق فى وهج النار
وليست النار أيضاً ، تلك المرأه الملثمة ليست الشيطان ،
الشيطان والعفاريت لا يشرب الشاى
انا فين؟
سألت تقى بصوت منخفض ، هرعت إليها تلك السيدة ،
ربتت على كتفها ، جلست بجوارها ،
ممتكلميش يا بنتى ، انتى لسه ضعيفه ،
غفت مرة أخرى .
ظلمات مكثفه يخترقها ممر ضيق.
فوقى يا بنتى ، صرخت السيدة ،
انت تتألمين ،جسدك تصبب بالعرق ، روحك كادت أن تصعد ،
انا فين؟
أنت هنا ، فى بيتنا ،
اشربى شوية ميه ، أجلست المرأه تقى ناولتها إبريق الماء شربت ، تأوهت، تقى من الوجع
مسكت رأسها التي تؤلمها مضمده بشال أبيض ،
رأسى تؤلمنى؟
انتى واخده ضربة لو خدها جحش كان مات
فى عربيه رمتك فى النهر ،
لكن ولدى كان هناك يعمل بالحقل تحت ضوء القمر،
شاف كشاف العربيه ومشى وراه
قفز خلفك بعد أن انصرف ذلك الرجل ، تشبث بك ، كاد أن يغرق معك ، سبح بك نحو البر ، حملك وأحضرك وأنت ميتة،
عندما احضرك كنتى تشبيهين الدجاجة التي غليت فى قدر لأسبوع كامل!
قلت ضنينن ان قعدتى حيه للصبح
خرجت من صدرك جردل ماء،
دهنت جرحك بالحنطه
ودعيت ربنا طيلة ليلتين أن ينقذك ،
ولكن مين الى عمل فيكى كده ؟
أخي……
_____
من تأليف
اسماعيل_موسى
______________
في شرفته في الطابق الثالث في الفيلا الأنيقة القديمة كان ينظر للحديقة الخلفية حيث حقول الكرم التي تتخللها أشجار الرمان والبرتقال واليوسفي، شجرة المانجو العملاقة،
يجلس علي كرسي من الصنوبر ويحمل فرشاته بألوانها الزيتية،
رجع من باريس محمل بأحلام لا حدود لها ،
صدمه الواقع فأنعزل في منزله
يجلس بالساعات يستمع للطبيعة ويحدثها ،
طنت ذبابة جوار رأسه فأشاح بعينيه للجهة الأخرى ،حيث حقول القمح والبرسيم والفول التي تلي المصرف القبيح ، منازل صغيرة وحديثة
زرعت بعشوائية، من خلفها النهر المتعب يسير ببطيء نحو المصب .
من بعيد شافها في عبايتها المزركشه ، تقطع الجلة وتقطعها وترصها علي تبة ترابية، جنبها سيدة عجوز يعرفها منذ كان طفل،
راقبها وهي تجلس جلسة بدت غريبة عليها ،
كان يتناقشان في أمر ما ،
أمسك فرشاته وإستغرق في الرسم .
يابنتى انتى لسه ضعيفة علي العمل ،
لا انا بقيت كويسه خلاص ، مش هسيبك تشتغلى وانا قاعده فى مطرحى
بس انتى هتكملى دراستك زى مااتفقنا ؟
الموضوع مش ساهل للدرجه دى يا امى ، يلزمه أوراق مستندات جديده وأموال ،
متقلقيش سيسافر ابني للقاهرة ويحضر كل شيء،
عواد لن يستعصي عليه شيء ،
عفريت هو يا تقى
لو مكنش عفريت مكنش قدر ينقذنى
مرات كتيره وهي جالسة في ظل الحائط تستقبل الشمس
تساءلت لمن تلك الفيلا القديمة؟
لأيام عديدة لم ترى أي شخص يدخل لها أو حتى يخرج،
روادتها نفسها كثيرا أن تتجول في حديقتها بأزهارها الجميلة
لكن لا أحد يطرق المنازل من أبوابها ويحتفي به،
كما إنها لن تتلصص ،
ظل يتابعها من بعيد وهي تخرج كل يوم أمام ذلك الكوخ القشي ،
هي ليست ابنتها ، وليست زوجة ابنها ،
من هي ؟
تلك الملامح الرومانطقية في قمة الإثارة،
هل إنبعثت ألهة الجمال القديمة في صعيدنا من جديد؟
تلك الرقة المشوبة بالخجل تسحرني ،
من أين أتيت أيتها الحورية ؟
هل تنبت تلك الأرض القاسية زهرة فريدة ؟
لقد أصبحت صباحاتي أكثر إشراقاً منذ رأيتك ،
هل انفتح ذلك القفل الملتصق بحائط كوبري الحب بباريس ،
ولكن كيف لتلك الفرشاة أن ترسم كل ذلك الجمال دون نظرة عن قرب ؟
سأرسل في طلب المساعدة لترتيب المنزل ،
ستأتي العجوز وستصطحب معها تلك الفتاة ،
أرسل في طلبها ولكنها أتت وحيدة تتخبط في عبائتها الطويلة ،
انا لا يمكن أن أرفض لك طلب يا سي آدم ،
لكن آدم تركها وصعد لشرفته ، فهناك يجد نفسه أو ما تبقى منها
كنت متوقع انها تجيب البنت معاها لكن للأسف محصلش
_____
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تقى عبدالرحمن)