رواية تعويذة غرام الفصل الخامس 5 بقلم نوران أسامة
رواية تعويذة غرام الجزء الخامس
رواية تعويذة غرام البارت الخامس
رواية تعويذة غرام الحلقة الخامسة
فى اليوم التالى ،
كان لم ينم طوال الليل يفكر بها ويفكر فيما يحدث لها كم هى ضحية مجتمع،فكر فى الذهاب الى أخيها وأن يقص له ما حدث والذى بالطبع لا يعلم عنه أى شئ ولكنه تراجع عن الفكرة سريعاً فأن قال له ما يحدث معها سيسأله من أين علم وبالتأكيد لم يقول له أنه يراقبها من شرفته،حضر قدح القهوة الخاص به ككل صباح ثم وقف فى الشرفة يطالع غرفتها وجدها تقف تنظر اليه،توتر قليلاً ولكنه أبتسم لها أبتسامة متسعة جذابة قائلاً بصوت لا يسمعه سواها: صباح الخير!
حاول قدر الأمكان هذه المرة الا ينساق خلف جمالها الأخاذ، وجدها تبتسم له بشدة وعيناها أيضاً ردت بها الروح لأول مرة، أتسعت أبتسامته أكثر وشعر بسعادة غامرة تسكن كيانه فهى ولأول مرة تتجاوب حتى وأن لم تتحدث،شجعها قائلاً بفرحة لم يستطع أن يخفيها: أنا يونس وأنت؟!!
-ندى !
قالتها فجاءة ثم ذهبت الى فراشها ونظرت اليه،لم يصدق أذنية أحقاً تحدثت اليه وقالت له أسمها أحقاً تحدثت،لم يصدق ما حدث فناداها بلهفة:أستنى أنا عاوز أتكلم معاكى!
لم تأتى ثانية ونظرت له بحماس ليتحدث ولكنه دخل من الشرفة بسرعة عندما سمع صوت أمها،عندما أختفى من أمامها ظلت تصرخ بقوة تصرخ بكل ما أوتيت من قوة فقالت أمها بتذمر: مجنونة وكل حاجة تصوت كده ربنا يخدك يا شيخة!
قالت جملتها ورحلت من الغرفة أما هو فشعر بالحنق الشديد من تلك المرأة فتلك المرأة لا ترحمها أبداً، بمجرد أن رحلت ظهر ثانية لها ليكمل حديثه معها ولكنها فجاءته بتسطحها على الفراش وأعطاءه ظهرها فور أن رأته،حاول أن يناديها ولكنها لا تستجيب له نهائياً وكأنها لا تسمعه،شعر بأحباط شديد فيبدو أنها قد تضايقت منه لأنه أختفى،تنهد بقوة قائلاً بضيق لأجلها:يارب!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنهى عمله أخيراً بعد يوم شاق ومتعب ركب سيارته وكاد يتجه الى البيت ولكنه توقف فجاءة وغير أتجاهه الى الجهة المقابلة..!
وصل الى وجهته وقرأ المكتوب فوق ذلك المبنى ثم دلف الى الداخل،وجد الكثير من الأشخاص هناك..بشر عاديون ولكن ما يفرقهم عن باقى البشر الظروف التى وضعوا بها، جلس معهم وتحاور وسمع من كل منهم وبعضهم لا يتحدث فقد فقد النطق ولكن من يتحدث يخبره بقصته….
نادته الممرضة فدلف الى غرفة الطبيب،فور أن رأه الطبيب هب واقفاً وأحتضنه بقوة قائلاً بحماس:وحشتنى يلا!
بادله يونس العناق قائلاً بأبتسامة:وأنت أكتر!
أبتعد عنه وجلس وجلس الطبيب أمامه قائلاً بأهتمام وهو يبتسم: أيه أخبارك بقالى كتير مشوفتكش؟!!
-أنا تمام!
شعر بخطب ما فيه فيونس ذا طبيعة مرحة فسأله بأهتمام:مالك يا يونس فى أيه ؟!!
توتر يونس أن يخبره ما قد جاء لأجله ولكنه حسم أمره وأجابه بحذر:بص يا محمد أنا هحكيلك عن واحدة أعرفها بص الحقيقة هى جارتى بنوتة حلوة أوى ساكنة قدامى بالظبط بس مش مفهومه فبما أنك دكتور نفسى فأنا هقولك اللى بيحصل ولازم تساعدنى!
أنصت له محمد بأهتمام:أحكى سامعك!
عدل يونس من وضعية نظاراته الطبيبة وبدأ بقص ما يحدث مع ندى والأخر يسمعه بأهتمام شديد فمهنته كطبيب نفسى تجعله مهتم بكل حرف يقال عن المريض……
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يشعر بالتيه وسط ضوضاء العالم يفكر فيما قاله محمد عنها وعن حالتها التى قصها له،هى ضحية أم وضحية مجتمع جاهل متخلف، أسند رأسه على ذراعه اليسرى الذى يسندها على الباب الخاص بالسيارة وباليد الأخرى يقود،كان تائه يفكر يفكر بها ماذا يفعل وما الحل لتلك الفتاة كيف يساعدها ماذا يفعل لأجلها،تذكر حكايات المرضى بالعيادة كم كانت مؤلمة،فأحدهن حبيبها خانها مع صديقتها المقربة فأصيبت بأكتئاب،والأخر حبيبته لفظت أنفاسها الأخيرة فى أحضانه غارقة وسط دمائها عندما أنقلبت السيارة بكلاهما بسببه ،وأخرى تركها ولدها الوحيد وحيدة وسط جدران منزلها ولم يأت لزيارتها وكأنه لا يعلمها،وأخر يشعر بأنه منبوذ،وطفل يعانى من تنمر أصدقاءة عليه بسبب وزنة الزائد،وأخرى لديها مرض السرطان وتشعر باليأس والكثير والكثير من القصص والحكايات المؤلمة…
وصل أخيراً الى شارعه وصف سيارته ثم ترجل منها ناظراً الى الأعلى حيث شرفتها ليجدها تقف بها وتنظر اليه،أبتسم اليها بحذر حتى لا يلاحظ أحد من أهالى الحى،ألقى التحية على الجالسون على القهوة ثم دلف الى البناية ليصعد بسرعة الى شقته ويفتح شرفته ليتحدث معها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صعد سريعاً وكأنه يسابق الزمن متلهفاً لرؤيتها أمام عينيه والحديث معها ثانيةً،فتح الشرفة ووقف ليجدها تنتظرة بالشرفة وعلى وجهها علامات الذعر التى لم يلاحظها عندما نظر اليها وهو بالأسفل ،دق قلبه بخوف عليها وسألها بقلق:مالك فيكى أيه؟!!
فتحت فاها محاولة أخراج الكلمات من جوفها وهو يحثها على النطق ومترقب بشدة….كانت الكلمات تأبى الخروج من فمها ولكن ملامحها المذعورة دعته وصرخت به أنه يوجد خطر وشيك،ألتفت بسرعة ليأتى بمفاتيحة ثم هرول خارج منزلة متجهاً أليها وقد ألغى عقلة تماماً…!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصل الى باب شقتها وهو يلهث ليجد أمامه أمرأة بدينة سوداء هيئتها مرعبة بحق تطرق الباب لم يتردد ولم يحتاج لسؤالها فبالطبع هى ساحرة أو دجالة كالعادة تلك السيدة المخبولة ستضيع أبنتها،وقف أمام الباب معارضاً تلك السيدة بجسدة من دق الباب مرة أخرى فنظرت له بغضب قائلة:جرا أيه ياراجل أنت وسع كده!
على صوته وهو يصيح بها بنبرة الرجولية:غورى من هنا يا ولية أنت خلاص مش عوزينك!
هيئته وصلابته فى الحديث جعلتها تهابه فنظرت له بغل وقالت بضيق:أنا جاية لست نجاة!
-وأنا بقولك خلاص أيه مبتفهميش!
صاح بها بقوة جعلتها تتراجع بخوف ثم أخذت حقيبتها الغريبة ورحلت وهى تغمم بكلمات غير مفهومة مبرطمة،أخذ شهيقاً طويلاً وزفره بهدوء ليهدأ من عصبيته ثم طرق الباب بهدوء رغم غضبة المشتعل داخلة،فتحت نجاة الباب قائلة بترحاب: حلت البركة يا أهل…
صمتت عندما رأته أمامه فأنقلب وجهها وكأنها رأت عفريت قائلة بغلظة:يادى النيلة أنت تانى….عاوز أيه المرادى هتضرب مين؟!!
حاول التحكم بأعصابة حتى لا يطرق برأسها الباب قائلاً بهدوء ظاهرى:عاوز أتكلم معاكى!
-ليه أن شاءالله؟!!
زفر بحنق:أكيد مش هنتكلم على السلم!
نظرت له قليلاً ثم أفسحت له المجال ليعبر بتأفأف،دلف الى الشقة وعيناه على غرفتها يتمنى الا تخرج الأن حتى لا تسمع ما ينتوى أن يقوله لتلك المرأة المخبولة….
جلس على الأريكة وجلست أمامة نجاة تهز قدميها بضيق فهى لا تحبه نهائياً لأنها تعتقد أن بضربة لهؤلاء الدجاليين سيحل على المنزل لعنتهم،تحدثت بنبرتها قليلة الذوق:هاا أؤمر!
أغضبته لكنتها كثيراً ولكنه تغاضى عنها قائلاً بهدوء حاول أظاهره وهو يعدل من وضعية نظارته الطبية:أنا كنت عند الدكتور دلوقتى!
خبطت باطن كفها على ظهر كفها الأخر قائلة بتهكم:لا ألف سلامة!
حاول أن يتحكم فى غضبة ولكنه لم يقدر وخرج صوته غاضب: كفاياكى تريقة وأتكلمى زى البشر!
زفر بحنق ثم أكمل:أنا كنت عند دكتور نفسى وحكتله عن بنتك، ديهه مش ملبوسة زى ما أنت فاكره ديه مريضة نفسية ولازم نوديها لدكتور متخصص يعالجها بدل ما يحصلها حاجة أو تعمل فى نفسها حاجة!
نهضت عن كرسيها كالمسلوع قائلة بصوت عالى:أنت مجنون يا راجل ولا ملبوس أنت التانى مالك أنت ومال بنتى…بنتى وأنا حره فيها مالك أنت لا حول ولا قوة الا بالله أيه رمى الجتت ده؟!!
نهض هو الأخر وصرخ بها غاضباً:أنت مش فاهمه أنت كده بتضيعى بنتك هتموتيها بسببك هتنتحر لازم تفهمى!!
أشارت بيدها غاضبة وهى تتحدث:وأنت أيش دخلك بنتى وأنا حرة فيها أموتها أقتلها أنا حرة!
-لا مش حرة !
-دى بنتى يعنى حرة فيها!
-بنتك مش عابدة عندك!
صاح بها بغضب وهو يقذف المزهرية بجانبه لتقع متهشمة على الأرض بقوة،كان حوارهما كله صياح ولكن بعد جملته صمتت وصمت هو يأخذان كلاهما نفسهما كان يلهث من شدة غضبة،وجد أن لا أمل أن تفهم تلك السيدة الغبية طبيعة مرض أبنتها وبالتأكيد ستتسبب بمقتلها فى يوم من الأيام،وجد نفسه لا أرادياً يقول: أنا عاوز أتجوز ندى!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تعويذة غرام)