روايات

رواية تعويذة النجاة الفصل الأول 1 بقلم حور طه

رواية تعويذة النجاة الفصل الأول 1 بقلم حور طه

رواية تعويذة النجاة الجزء الأول

رواية تعويذة النجاة البارت الأول

تعويذة النجاة
تعويذة النجاة

رواية تعويذة النجاة الحلقة الأولى

في ليلة شتاء مظلمة، حيث العاصفة تعصف والبرق والرعد يضيء السماء، اقتربا من ذلك القصر القديم المهجور منذ سنوات. النوافذ مكسورة والأبواب تصدر أصواتًا غريبة نتيجة الرياح الشديدة، والأشجار المحيطة تتحرك وكأنها تهمس بشيء مخيف.
داخل القصر، يظهر ضوء خافت من شمعة. دخلت مريم وصديقها أمجد، وكلاهما في التاسعة عشرة من عمرهما. شعرت مريم بالخوف عند سماع صوت في ذلك المكان المخيف.
مريم بصوت خافت:
– هذا المكان يشعرني بعدم الارتياح.
أمجد، لكي يطمئنها:
– لا تقلقي، إنه مجرد قصر قديم. لن يكون هناك شيء مخيف.
ثم سمعا صوت خطوات خفيفة على الأرضية الخشبية وصوت أنفاس متسارعة من الخلف.
مريم وهي ترتعش من الخوف:
– سمعت ذلك الصوت؟!
أمجد مرتبكًا:
– نعم، سمعته. هيا نقترب لنرى ما هو.
عندما اقتربا من مصدر الصوت، فتح باب قديم فجأة، وكأنه يخرج منه هواء بارد. تحدث أمجد بصوت منخفض:
– هل رأيتي شيئًا؟
مريم برعب:
– نعم، يجب أن نخرج من هنا.
وافقها أمجد، إذ أصبح المكان أكثر رعبًا وظهرت أشياء مخيفة، لكن قبل أن يتمكنا من الهروب، أغلقت جميع الأبواب بقوة وبدأ القصر بالاهتزاز بشدة، وصراخ يأتي من جميع الاتجاهات.
مريم برعب شديد وبصوت خافت:
– ماذا سنفعل الآن يا أمجد؟ لقد أُغلقت الأبواب. كيف سنخرج من هذا المكان؟
أمجد برعب:
– لا أعلم، لكن لنبحث عن مخرج آخر.
شابكوا أيديهم بشكل تلقائي وهم يتحركون في القصر، يسمعون الأصوات المخيفة من كل اتجاه. سمعوا صوتًا يخرج من أحد الممرات، فقرروا الذهاب إليه. قابلهم باب في نهاية الممر، دفع أمجد الباب بقوة ودخلوا إلى غرفة مليئة بالأثاث القديم والألعاب المهملة. وعندما نظروا إلى الحائط، رأوا صورة قديمة لعائلة. اقتربت مريم من الصورة ووضعت يدها عليها وسألت:
– من هؤلاء؟
أمجد:
– هؤلاء أصحاب القصر، يظهر ذلك من الصور الكثيرة على الحائط.
فجأة، ظهرت خلفهم شبح فتاة صغيرة. شعرت مريم بشيء يتحرك خلفها، فتلتفت بسرعة وتجد الشبح.
الشبح بصوت منخفض ومخيف:
– لماذا أنتم هنا؟
مريم وأمجد يتراجعان بخوف:
– من أنتِ؟ وماذا تريدين منا؟
بدأ شبح الفتاة الصغيرة يقترب ببطء شديد قائلاً:
– أريد العودة إلى منزلي، ساعدوني.
صرخ مريم وأمجد وهربوا نحو الباب. أصبح الشبح يطاردهم، والأصوات المخيفة تملأ المكان. ولم يستطيعوا النجاة من الشبح، فاختبؤا جيدًا. ولكن مريم تجمدت في مكانها وقالت:
– ماذا سنفعل الآن؟
أمجد بصوت مرتعش:
– هل تتذكرين ما قاله لنا الشيخ علي؟ أن هذا القصر لا يستطيع أحد الخروج منه بدون قراءة التعويذة. لذا، يجب علينا البحث عن التعويذة لنخرج من هنا.
مريم:
– وكيف سنجد التعويذة، وذلك الشبح يطاردنا؟
أمجد:
– ليس لدينا خيار آخر. يجب أن نجد التعويذة لنتمكن من الخروج من هذا القصر الملعون.
مريم بصوت خافت:
– لنصعد إلى الطابق العلوي ونبحث هناك.
وصلوا إلى غرفة صغيرة في الطابق العلوي، حيث وجدوا مرآة قديمة مغبرة. وعندما اقتربوا من المرآة، ظهرت فيها صورة فتاة شابة. بدأت الفتاة تتحدث إليهم بصوت منخفض، تخبرهم بقصتها المؤلمة وكيف قُتلت بوحشية في هذا القصر.
بينما كانوا يستمعون إلى الفتاة، بدأت الأبواب والنوافذ تغلق بقوة من تلقاء نفسها. حاولوا الهروب، لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين في الغرفة. بدأت الفتاة تقترب منهم، وعيونها تملؤها الغضب. في تلك اللحظة، سمعوا صوتًا صاخبًا وكأن شيئًا انفجر في القصر. أغلقوا أعينهم من الخوف، واتضح أن الصوت كان صادرًا من الفتاة الغاضبة.
لكنهم استطاعوا الهرب من الفتاة، وبدأوا يتحركون بخطوات حذرة في أرجاء المكان المظلم. أضاءوا الكشافات، التي رسمت ظلالاً مخيفة على الجدران، وأصدرت الأرضية أصواتًا مخيفة تحت أقدامهم. جذبت انتباههم دمية على أحد الأرفف المغبرة، التي بدا وكأنها تتراقص عندما تضيء المصابيح. بدأت الدمى تتحرك بشكل غير طبيعي، وتنتقل من مكان إلى آخر، مع إصرارها على الاقتراب منهم بشكل مرعب.
أسرعوا في الهروب منها، لكنهم وجدوا أنفسهم في قاعة كبيرة داخل القصر. حيث توجد امرأة ضخمة في قاعة الاستقبال، وعند النظر إليها، رأوا انعكاسات لأشياء غير موجودة في الغرفة، مثل الأشباح التي تتحرك ببطء وراءهم. وعندما التفتوا لم يجدوا أحدًا.
صرخوا من الخوف والرعب، وهربوا من أمامها. انقطعت أنفاسهم من كثرة الخوف والرعب الذي عاشوه. بعدها، تحدثت مريم وهي ترتجف من الخوف:
– ما هذا القصر الملعون؟ ولمن تكون هذه الأرواح المخيفة؟
أمجد:
– لا أعلم، ولكن لابد أن نخرج من هذا القصر الملعون.
مريم:
– لقد رأيت غرفة تحتوي على العديد من التحف والكتب. يمكننا البحث عن التعويذة بين هذه الكتب المليئة بالغبار ونخرج من هذا القصر.
أمجد:
– إذًا، لنذهب ونبحث هناك.
عندما دخلوا الغرفة، وجدوا الكثير من التحف القديمة، مثل دمى عتيقة وألعاب خشبية. وعندما اقتربوا، بدأت التحف في الحركة ببطء، وسُمعت أصوات صرخات خافتة تأتي منها، وكأنها محبوسة بداخلها. حاولوا تجاهل هذه الأصوات وبدأوا يبحثون بين الكتب القديمة عن تعويذة الخروج من القصر، لكنهم لم يجدوا شيئًا. خرجوا مسرعين من الغرفة.
أصوات الرياح القوية نزع الستار عن النافذة، فتقدموا نحوها لكن لم يستطيعوا الخروج لوجود الحديد على النافذة. أصوات الأشجار كانت عالية وكثيفة تعوق الضوء، وأصوات تأتي من بين الأشجار. تقع أنظارهم على بحيرة مظلمة بالخارج، بها قارب يتأرجح ببطء على مياه ساكنة، وأضواء غامضة تظهر تحت سطح الماء.
شعروا بأصوات قادمة من خلفهم، وأجسادهم ترتجف من الرعب، والضباب يغمر المكان، والأصوات الغامضة تتسرب من النوافذ المكسورة. أمسك أمجد بيد مريم ليطمئنها وقال:
– لا تقلقي، كل هذه الأصوات من شدة الرياح. لنذهب ونركز الآن في البحث عن التعويذة.
تعلقت مريم بيد أمجد وقلبها كاد أن يتوقف من الخوف:
– لا أعلم إذا كنا سنتمكن من الخروج من هذا القصر الملعون أم لا، ولكن هيا بنا لنبحث عن التعويذة في أرجاء هذا القصر.
حمل كل منهما الشمعة وتقدما نحو غرفة صغيرة تحت السلم، حيث كان الأثاث مغطى بالتراب وأصوات غريبة تأتي من الداخل. دخلوا الغرفة ووجدوا رفوفًا مليئة بالكتب التي تتغير أسماؤها تلقائيًا وأحيانًا يسمعون همسات تخرج من بين الكتب.
استمروا في البحث عن التعويذة بين الكتب، وفجأة، ظهر لهم شبح الفتاة الشابة مرة أخرى. تقدمت نحوهم بصوت مخيف وأخرجت من يديها شعاعًا من النار. قالت بغضب:
– جميعكم تستحقون الموت.
رفعت مريم يدها بالكتاب نحو الشبح لتحتمي من الشعاع، وفجأة خرج شعاع آخر من الكتاب نحو شبح الفتاة الشابة، أصابها وسقطت على الأرض.
نظرت مريم إلى الكتاب باهتمام، واحتفظت به. خرجوا من الغرفة قبل أن تنهض الفتاة الشبح مرة أخرى وأغلقوا الباب خلفهم.
نظر أمجد إلى الكتاب وقال:
– ربما يحتوي هذا الكتاب على تعويذة الخروج، لنبحث فيه جيدًا.
فتحت مريم الكتاب وبحثت بداخله، لكنها لم تجد شيئًا سوى أوراق بيضاء فارغة.
مريم:
– هذا الكتاب فارغ، لا يوجد به أي شيء.
أمجد:
– هذا الكتاب فارغ، لكنه يحتوي على تصدي لقوى الأشباح. سيبقى معنا حتى نخرج من هذا القصر. أشارت مريم بخوف نحو الغرفة التي أغلقوها على شبح الفتاة.
مريم:
– يجب علينا أن ندخل مرة أخرى ونبحث جيدًا في تلك الغرفة. هناك الكثير من الكتب التي لم نبحث بها، ربما تكون التعويذة داخل إحدى هذه الكتب.
أمجد:
– تقولين الصواب، ولكن كيف سنبحث وشبح ذلك الفتاه بالداخل؟
احتضنت مريم الكتاب بقوة وقالت بشجاعة:
– لندخل ونبحث عن التعويذة، وإن ظهرت لنا مرة أخرى، الكتاب سيحمينا من ذلك الشبح.
اقتربوا بخطوات بطيئة نحو الباب مرة أخرى ودخلوا، وهم يبحثون عن شبح الفتاة، لكنهم لم يجدوا شيئًا، فقد اختفى.
استمروا في البحث، ووجدوا أرفف الكتب العالية مغطاة بطبقة كثيفة من الغبار، حيث تبدو الكتب القديمة وكأنها لم تُلمس منذ قرون.
كما وجدوا بعض الكتب متناثرة على الأرض، مفتوحة على صفحات عشوائية، وكأنها سقطت من أيدي أصحابها في عجلة أو رعب. تعثرت قدم مريم من الكتب المبعثرة وسقط الكتاب من يدها باتجاه أحد الأرفف، لتنهض مرة أخرى بمساعدة أمجد.
أمجد بقلق:
– أنتِ بخير يا مريم؟
مريم بخوف:
– لقد سقط الكتاب من يدي.
نظروا إلى الكتاب بصدمة، حيث بدأ يخرج منه شعاع نحو الأرفف، لتفتح أمامهم من تلقاء نفسها. وجدوا ممرًا ضيقًا مغطى بشبكة العنكبوت، وعلى الجدران تظهر رموز غامضة مرسومة باليد أو محفورة، تثير فضول وخوف من يراها، وأبواب غامضة تؤدي إلى غرف مغلقة.
دخلوا إلى الغرفة المغلقة، ووجدا بها أرائك وكراسي جلدية ممزقة ومتآكلة، وكأنها تحكي قصصًا من عصور مضت. كانت الستائر الثقيلة تسقط من النوافذ، وبعضها ممزق ومتآكل يتمايل مع كل نسمة هواء. رائحة الكتب القديمة والرطوبة تعم المكان، ممتزجة برائحة العفن، ويوجد أيضًا شمعدان قديم محطم وصدئ على الطاولات، مع شمع مذاب متجمد على الأرض.
توجد لوحات زيتية قديمة على الجدران، بعضها باهت وممزق، تصور أشخاصًا مجهولين ينظرون بعيون ثابتة. الصمت التام في المكان يكسره أحيانًا صوت طقطقة الخشب أو تساقط حبات الرمل من السقف.
مريم:
– كل شيء في هذه الغرفة مخيف والسقف مائل وكأنه على وشك السقوط.
كان المنظر مخيفًا بالفعل، وزاد من الشعور بالخطر. نظر أمجد إلى أركان الغرفة:
– إذاً، لنبحث عن التعويذة ونغادر قبل حدوث شيء جديد.
بعد وقت قليل من البحث، لم يجدوا شيئًا وظهرت فجأة مرآة كبيرة متشققة على الحائط، تعكس صورة مشوهة للغرفة.
غادروا ذلك المكان المخيف ودخلوا أحد الغرف الموجودة بالقصر، والتي تبدو أنها غرفة طعام فاخرة. كانت الطاولة الكبيرة مغطاة بغطاء متآكل، وأطباق وكؤوس مهشمة، وتوجد أكوام من الفواكه والخضروات المتعفنة، وكأن العشاء متروكًا في منتصفه. أصوات صرير تأتي من الزوايا، وتوجد لوحات فنية قديمة بألوان متلاشية، وتصورات مرعبة تظهر عندما يسلط الضوء عليها.
فجأة، ظهر لهم شبح رجل في عقده الثالث على الطاولة المخصصة للعبة القمار، وجلس معه شبح المرأة الضخمة المخيفة، وكأنهم يشاهدون أحد الأفلام المرعبة. اختبأوا جيدًا كي لا يروهم.
يوجد أيضًا بيانو قديم مغطى بالغبار، وأصوات عزف غير مرئية تتردد في الأرجاء.
مريم بصوت خافت:
– هؤلاء الأشباح أعتقد أنهم لا يستطيعون رؤيتنا. لنذهب ونبحث عن التعويذة وننجو من هذا المكان.
أمجد بصوت مكتوم:
– وماذا لو رأونا؟ ماذا سنفعل حينها؟
مريم بطمأنينة:
– لا داعي للقلق، الكتاب بحوزتنا وسيحمينا كما فعل من قبل.
عزموا على قرارهم في البحث، واعتقدوا أن الأشباح لم تراهم. بدأ كل منهما في البحث عن التعويذة، لكنهما اصطدما بشيء، مما جعل الأشباح تلتفت إليهم وتقترب بشكل مخيف بخطواتهم المرعبة.
وجه مريم وأمجد الكتاب نحو الأشباح لحمايتهم، وتفاجآ بأن الكتاب لا يخرج منه أي قوى تحميهم. ازداد خوفهم من هذا الأمر المفاجئ، ولكن قبل أن يقتربوا منهم، جذبتهم قوة خفية من الخلف وألقت بهم في سرداب مظلم بداخل القصر، مليء بالعفن والأنابيب المكسورة، وأصوات خطوات غير مرئية.
شعروا بالدوران من تأثير تلك القوى الخفية، ولم يروا أنفسهم من كثرة الظلام. أخيرًا خرجت أصواتهم المرتجفة.
أمجد:
– مريم، أين أنتِ؟ هل تسمعينني؟
مريم، وهي متجمدة في مكانها ولا ترى كف يدها من الظلام:
– أستطيع سماعك يا أمجد، لكن لا أراك. أين نحن؟
تحرك أمجد نحو الصوت وتلامست أيديهما:
– لا أعلم ولا أدري ما هذا المكان المظلم.
ضربت مريم يدها بشيء بجانبها واستشعرت أنه مصباح. قالت:
– أمجد، أعتقد أن الذي بيدي مصباح، لكنه لا يعمل.
أخذ أمجد المصباح منها محاولًا تشغيله، وبعد قليل أنار المصباح في يدهم ليكتشفوا أنهم في سرداب مرعب لا يوجد به أي مخرج.
أمجد، مفكرًا في الكتاب:
– أين هو ذلك الكتاب؟
مريم بتفهم:
– أعتقد أنه سقط من يدي في مكان هؤلاء الأشباح. انت تبحث عنه ليخرجنا من هذا السرداب، لكن الكتاب فقد قواه أمام الأشباح، لم يعد له فائدة.
أمجد:
– أنتِ تقولين الصواب، ولكن ماذا سنفعل الآن؟ السرداب لا يوجد به أي مخرج. كيف سنخرج من هذا السرداب؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تعويذة النجاة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى