رواية تعالي إلى جحيمي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أميرة الشافعي
رواية تعالي إلى جحيمي الجزء السابع والعشرون
رواية تعالي إلى جحيمي البارت السابع والعشرون
رواية تعالي إلى جحيمي الحلقة السابعة والعشرون
انه الجحيم بعينه ما تحياه مي حبيسه وحيده معذبه في ذنب لم تقترفه ولا تعلمه
تحسست رأسها وسالت دموعها
لقد قص شعرها الطويل الجميل يا له من عقاب.
لم تتخيل أن يفعل شهاب الذي تحبه بل وتعشقه عشقا فلو الكون بأجمعه بكفه وشهاب بكفه أخري لرجحت كفته
في قلبها كيف يفعل بها ذلك
كادت تجن اسبوع كامل محبوسه تقذف لها الخادمه رغيف الخبز وقطعة الجبن وزجاجة ماء كما لو كانت حيوان
حتي الحيوان الأليف لا يحبس هكذا
الليل المظلم يؤرقها تكاد تجن
كانت قد دخلت الحمام الملحق بالغرفه واغتسلت وارتدت منامه مريحه لكنها لم تكف عن البكاء ابدا
تريد أن تهاتف أسامه وتطمئن عليه
فكرت تراه حزين لأنها لم تتحدث إليه لأسبوع كامل
نهضت وبكل قوتها أخذت تطرق علي الباب
وتصرخ
شهاب….. افتح الباب. شهاب. . شهاب
والله انط من الشباك واصورلك قتيل
كان بالغرفه المجاوره لها لم يكن حاله أحسن من حالها
لم يذهب الي العمل ولا يريد مقابلة أحد حتي عمه نور الدين…. لا ياكل الا القليل
إنه حزين من أجل نفسه
ويشعر بتناقضات غريبه بخصوص ما يفعله بمي
كراهية… وحب…. انتقام…. وشفقه.. وقوه ووجع
انه ملئ بالتناقضات في هذه الايام
فتح الياب وصاح بجفاء ….. عاوزه ايه
مي بتوسل….. شهاب أنا عاوزه أكلم أسامه
نظراليها بإشمئزار ولم يرد عليها
بكت…. توسلت.. ارجوك اطمن عليه
وجدته صامتآ فقالت
أنا معملتش حاجه وحشه والله انا بريئه من الحاجات ال بتقولها دي
انقلب في لحظه واحده من هدوئه إلي وحش كاسر
مد يده ليجذبها بعنف لتقف في مواجهته وقال. وهويكظم غيظه ..
آخر مره تقولي بريئه
أناجايبك من سريره من بين أحضانه وانتي نايمه بهدوء لا بتستغيثي ولا بتعترضي
عارفه ليه….. لأ نك رخيصه وصفعها ثانية لتنهار وتخور قواها فلم تستطع بعدها ا
لكلام
تركها وخرج ليغلق الباب لينصرف
جلس على فراشه يفكر يكاد عقله ينفجر
نادي بصوت جهوري. … ورد إنتي يا ورد
ورد بخوف…. نعم
شهاب بلهجه آمره. . إعملي فنجان قهوه وشوفي عندك تحت حاجه للصداع
ورد بطيبه…. بس انتي ما كلتش حاجه
شهاب بضيق…. مش عاوز اتسمم
رن محموله كثيرا
ولم يجيب علي الاتصالات لكنه رأي إسم إيهاب فرد بجفاء
أيوه يا إيهاب
لسه مش عارف حاجة برده
إيهاب…. يا فندم دا بيت صاحبه كان راجل صياد عجوز ومات
والبيت ورثة الراجل … عارضينه للبيع من فتره
شهاب…. إستفدت لأنا إيه دلوقتي
ماشي يا إيهاب مع السلامه
يئست مي أن يسمعها شهاب فكلما رآها ضريها بعنف
شعرت بالضعف والإنهاك
لكنها قاومت ودخلت المرحاض إغتسلت وتوضأت .. . إنها لا تكف عن البكاء
فلتبكي بين يدي الرحمن
إنه الليل والسحر وقت الوقوف بين يدي الرحمن
إن الله يتنزل الي السماء الدنيا في النصف الاخير من الليل ولها حاجة عنده
منذ أن وقفت لتكبر في بداية الصلاه ودموعها منهمره
ثم سجدت وهمست بنهنهه
ربي إني مغلوب فانتصر
ربي إني إبتليت بتهمه ومصيبه وانت ربي اعلم إنني بريئه مما يرموني به
يا من برئت أمنا عائشه في كتابك الكريم
يا من جعلت رضيع مريم يدافع عنها
أنا وحيده دون أب أو أهل أحتمي بهم وهو أهلي ويؤذيني
يا رب أثبت برائتي وردلي إعتباري لا ملجا منك الا اليك
بكت بين يدي رب الأرض والسماوات وظلت ساعات ساجده إلي أن غلبها النوم قهرآ وضعفآ. وانهيارآ
فنامت علي وضعها الساجد
فتح هوا لباب في الصباح الباكر حيث لم يعد يسمع لها نحيبا ولا عويلا
يعذبها ويشفق عليها بقلبه
فتح الباب بهدوء ليجدها علي هذا الوضع علي سجادتها
أتزني بدم بارد إمرآه إذا همها أمرآ لجئت إلي الله
إقترب منها وإزدرد ريقه بضعف إنحني عليها
يريد أن يجذبها للأعلي. أن يحتضنها ويمسد علي شعرها الحليق
وتذكر نعم تذكرها بين أحضان الغريب عاريه
ليته لم يراها
تركها وانصرف صافقٱ الباب
تبآ لقلبه أيرق ثانية
لا لن يفعل سأؤلمها سأزهق روحها قهرآ وندما
إنتصر الغيظ والحقد إنتصرت الغيره والكرامه…. وإندثر في قلبه الحب الذي يضعفه
ارتدي ملابسه وذهب إلى عمله
وبقيت هي تنتظر عودته لينهال عليها ضربآ وسبابآ كما يفعل معها
في الشركه جلس علي مكتبه مهموما مهمل في أناقته علي غير عادته
دخل جمال ليقول
إيه يا شهاب انت فين اليومين دول مبتردش علي تليفونك ليه
ومالك مبهدل وسايب دقنك زي ال ما تلك حد
شهاب بضيق…. جمال أنا تعبان مش قادر أسمع كلام من حد خد بالك من الشركه اليومين دول
جمال…. مالك يا شهاب
شهاب بعصبيه…. قلتلك تعبان مبتفهمش
تركه جمال وإنصرف متعجبا مما يفعله إبن عمه
عاد شهاب الى البيت
ودخل مباشرة إلي حجرة مي
التي جرت حينما رآته وإلتصقت بالنافذه صائحه
لو مديت إيدك عليه هحدف نفسي
وثب عليها كالنمر حينما يثب علي فريسته وإلتقط يدها ليجذبها إلي الفراش
إرتعد عندما أخرج من كيس معه سلسلة طويله وربط قدمها بالسلسله والناحيهالأخري برجل السرير ووضع قفل كبير علي أطراف السلسه وصاح
حدودك الأوضه.. … الحمام…. مش أكتر
أنا مش عاوزك ترمي نفسك وتموتي
أنا عايزك عايشه تتعذبي
مي بحشرجه….. إنت مجنون يا شهاب
مجنون ومقزز انت تنفع ياخدوك تعذب في السجون روح من قدامي أنا بكرهك
تركها وإنصرف ليتصل بعمه نور الدين وقال
أيوه يا عمي انا جهزت حالي وهسافر بكره سويسرا اسبوع اخلص الصفقه
نور الدين…. تمام يا شهاب الله ينور
هيه مي فين
شهاب.بإقتضاب نايمه
نور الدين… طيب خليها تكلمني لبضرب عليها مش بترد عاوز أقولها إن عملية أسامه إتحددت بعد أسبوعين كمان
شهاب…. طيب
في الصباح نزل يحمل حقيبته ونادي ورد
ورد…. ورد
نعم يا بيه
متنسيش تحطيلها آكل
ومحدش يدخل الفيلا وانا غايب ولو لسانك نطق بكلمه هقطعه وال يسأل تقولي أنا و هيه سافرنا سويسرا
ورد…. حاضر لأ كله إلا لساني ووضعت يدها علي فمها علامة الصمت
إتصلت لولو بأميمه وسألتها عن مي
فقالت…. إظاهر مخصما ني ولا بترد ولا بتتكلم
لولو بإهتمام…. أنا هروح أزورها يا أميمه يمكن تعبانه
بالفعل إستقلت لولو تاكسي لتقف عند فيلا شهاب
عند البوابه وقف سعد ليقول لها
ممنوع الدخول
لولو…..إمشي يا راجل إنتي من قدامي بقرعتك دي
سعد…. لأ ماليش فيه
ضربته بحقيبة يدها علي رأسه وقالت. . كده يبقي لك فيه غور
ودخلت مسرعه لم تجد مي بالحديقه كعادتها
فدخلت إلي باب الفيلا الداخلي لتستقبلها ورد
لولو. .. انتي مين يا حاجه
ورد…. آني إتعينت هنا جديد
لولو… إتعينتي إيه ان شاءالله
ورد بفخر…. شغاله يعني هكون ايه
لولو مبتسمه…. طيب يا حاجه مي فين
ورد بتساؤل…. هيه إسمها مي
لولو. فين يا حاجه
ورد…. بارتباك…. سافرت مع البيه العصبي ده راحو ساو سيره
لولو ضاحكه… ساويسره حته واحده
وانصرفت ضاحكه تهمس ساويسرا جديده دي
إقتربت من البوابه تهم بالإنصراف لكنها سمعت صوت يناديها بضعف
يا لولو….. يا لولو….. ما تمشيش وتسيبني
يا لولو
نظرت لولو للأعلي حيث تقف مي امام النافذه
وصرخت…. مي. … مي
إنطلقت تجري إلي الداخل مرة أخرى
وقالت ورد…. محدش هنا
لولو…. إوعي يا كذابه من ادامي لألكشك في وشك
وصعدت لتجد باب الحجره مغلق فتصيح
إفتحي يا مي
مي ببكاء…. شهاب قافل عليه يا لولو. طلعيني بالله اوعي تسبيني. لحسن هموت
لولو بهمه…. تموتي…. لأ يا حبيبتي هفتح
نزلت إالي الاسفل وجرت سعد من ملابسه وقالت
يلا إكسر الباب
سعد…. انا ماليش دعوه
لولو إكسر الباب ولا قسما بالله أكون خبطاك فاتحه راسك
صاخت في ورده
انزلي هاتي سكينه وشاكوش
فعلت ورد ما أمرتها
فمسكت لولو السكينه وقالت لسعد
خد علشان تحاول تفتح الباب
نظر سعد للشاكوش وقال…. طب والشاكوس دهون ليه
لولو وهي تنظر له بحده…. الشاكوش دهون علشان لو مفتحتش الباب أخبطك علي الجمجمه أجيب أجلك
سعد برعب…. هفتحه بإذن الله هفتحه
بعد نصف ساعه من محاولات سعد تم كسر الباب
لتصرخ لولو….. مي…. لأ مي. ايه ده مين عمل فيكي كده يا حبيبتي
ارهقت مي فركعت علي الارض
صاحت لولو بورد وسعد غورو من هنا
ثم قالت…. إيه ده يا مي مربوطه بسلسله
ثم صرخت
مي….. شعرك
مين عمل فيكي كده… مين المجرم ده
مي ببكاء مكتوم….. وهي تهز رأسها بألم ولا تستطيع نطق إسمه
خرجيني من هنا بسرعه قبل ما يرجع
لولو… مين شهاب
هزت مي رأسها موافقه
نادت لولو علي سعد وحاولت فك أغلال مي ولكنها لم تستطع
قامت تجري وقالت…. هرجعلك والله ما هسيبك حتي لو جه شهاب يا يقتلني يا اقتله بس مش هسيبك ابدآ
فوجئ نور الدين بلولو التي تهرول بإتجاهه صارخه وهي تلهث
عمي نور الدين…. إ لحق مي ثم جذبته من يده وقالت…. تعالي معايا
كان يجلس في الحديقه يحتسي قهوته
وقال وهو متعجب….. فيه ايه يا بنتي فهميني
لولو….. لأ مافيش وقت يلا في عربيتك نروح وهات تليفونك وحد يكسر الحديد
نور الدين بتعجب…. حديد ايه. ويكسر ايه
لولو…. يلا وف العربيه هفهمك مافيش وقت
استقلت السياره بجواره خلف المقعد الامامي حيث السائق الي ان وصلو عند فيلا
شهاب ويتصدر سعد للمره الثانيه قائلا
ممنوع الدخول
أزاحه نور الدين من أمامه ودخل مع لولو
ليتفاجئ بوضع مي المهين
نور الدين بتعقل. … الأقفال دي لا زم تتفتح
نادي يا لولو يا بنتي للسواق يطلع يساعدنا
وفعلا حضر السواق الذي فك الأغلال
من قدم مي وأمره نور الدين فحملها إلي سيارته وإنطلقت السياره إلي فيلا نور الدين
تم وضع مي في حجره بالدور الأسفل
حاولت التحدث مع عمها فأشار لها لتصمت وقال
دلوقتي الدكتور هيجي يشوفك ويطمنا عليكي وإنتي تهدي خالص دلوقتي
هنتكلم بس بعدين
أغمضت عيناها لتغط في سبات عميق
جلست لولو بجوارها وقالت
عمي نور الدين بعد إذن حضرتك طبعا تسمح أخليني مع مي يومين لحد مأطمن عليها أنا هستأذن بابا بالتليفون لو رضيت
نور الدين…. طبعاً يا بنتي البيت بيتك خدي راحتك وعندك الشغالين أي حاجة إطلبيها
لولو بتأثر….. شكراً لحضرتك
بعد قليل حضر الطبيب
كانت لولو قد أعدت مي ووضعت الحجاب علي رأسها ووقفت بجوارها
قال الطبيب… هي مالها منهكه كده وبعد أن أتم الكشف عليها قال
للأسف… ضغطها منخفض جدا ودا غلط علي الحمل
نظرت لولو للطبيب وقالت.. حمل
الطبيب.. آه هيه مش متجوزه
لولو بسرعه…. لأ طبعا متجوزه دي مرات شهاب نور الدين
الطبيب. .. شهاب لأ دا أنا هطليه أبارك له دا صا حبي
لولو برجاء…. معلهش بلاش علشان هي تفاجئه وكده
اوكي….. دا برشام خفيف كدا ودا فيتامينات
وهركب لها محلول علشان نحاول نظبط الضغظ……
بعد حوالي الساعة دخل نور الدين لرؤية مي التي قالت بتوسل
عمو ممكن تتصل بأسامه عاوزه أطمن عليه
فعلا تحدثت مع أخيها وأمها وهي تخفي بكاؤ ها
وبعد ذلك دخلت لولو تحمل كوب من الحليب قدمته لمي
بعد أسبوع
تحسنت مي جسديآ فقط أما نفسيٱ فيكفي ان تتحسس رأسها لتتذكر ماحدث
جلس نور الدين في الحديقه وقال للولو
ادخلي يا لولو هاتي مي عاوز أتكلم معاها
جلست مي مع عمها ولولو التي لم تتركها ولا دقيقه واحده
طلب نور الدين بعض العصائر والمعجنات
وجلسو جميعاً
نظر لمي وقال.. .. ممكن تحيلي ال حصل بالتفصيل يا مي أنا سبتك لما هديتي ومستعجلتش
دلوقتي عاوزك تحكي بالتفصيل الممل
ليه شهاب عمل كده
قصت عليه مي ما تتذكره من أحداث
وجلست لولو أيضاً تستمع بتأثر وصاحت
وشهاب عرف منين وراح جاب مي
دا مخطط يا عمي
اكيد المجرم بلغه بالمكان
وأكيد الست دي خدرتك يا مي
بس عملوها صح الصح
شهاب معذور يا مي دا محدش بعتله صوره يقول مزوره
ولا حد حكي له حاجة يقول كذاب
شهاب شاف بعنيه مراته ال بيحبها وبيكرمها
بملابس داخليه في وضع مش تمام
نور الدين بجديه… لولو معا ها. حق في كل كلمه قالتها يا مي
لعبوها صح دول عصابه
مي بتأثر…. انا مافيش حد بيني وبينه حاجه علشان يأذيني الأذي ده
نور الدين…. أكيد حد بينه وبين شهاب نفسه حاجه دا إنسان مغلول
مي انتي شفت شكل الراجل ال شهاب شافه معاكي
مي بصوت مخنوق. والله ماشفت حاجه
أنا لقيت شهاب واقف يبصلي وكنت فاكره في البدايه إني نايمه في بيتي.
أو بحلم
لولو وهي تعض إصبعها وتفكر
عمي لازم نبدأ من المكان ده لازم شهاب يقول لنا معلومات وإلا مش هنوصل لحاجه
مي بتصميم…… شهاب ده يا عمي أول ما تشوفه علي طول تقوله يطلقني أنا مش هعيش معاه لحظه واحده بعد ال عمله معايا
شهاب دا كان ينفع سجان
وبعد إذنك ماما سايبه لي مفتاح شقتنا في المنصوره….. أنا هسافر أستناها لحد ما ترجع بالسلامة هيه وأسامه
أنا عندي يقين في الله أنه مش هيسبني مظلومه
نور الدين….. أخر مره أسمعك تقولي تمشي
دا بيت عمك ال مسئول عنك ويوم ما تزعلي من جوزك مالكيش مكان تاني غير هنا فاهمه ولا لأ
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تعالي إلى جحيمي)