رواية تزوجت أخي ولكن الفصل الثامن 8 بقلم ايمو كمال وابتسام محمود
رواية تزوجت أخي ولكن البارت الثامن
رواية تزوجت أخي ولكن الجزء الثامن
رواية تزوجت أخي ولكن الحلقة الثامنة
يافرحة ماتمت يا ياسمينا خدها جاسم وطار، وباظت ليلة العمر يا منحوسة، أنا أكيد حد باصصلي في ام الجوازه دي، مفيش غيرها؛ هي عين ام هبه جارتنا، منك لله ياشيخه يعودلك في بتك المنحوسة هبه، اااه ياني منه يافرسني في ليلة دخلتي.
نظرت للطعام المرصوص أشكال وانواع بخيبة امل، ثم دخلت واستلقت على فراشها تلعن حظها، وفرحتها التي كسرت ودهست تحت اقدام من الواجب عليه اسعادها، زوجها المبجل، تساقطت العبرات من عيونها دون إرادة، ولم تجد يد تجفف تلك العبرات، استندت على وسادتها، لتغرقها بحورًا من دموعها تتشرب منها وتقول لها هل من مزيد، اطفأت بيدها مقبس الكهرباء، كما انطفئت فرحة عمرها التي طالما حلمت بها، واغتيلت بيده بكل قسوة.
عندما بزغ ضوء الشمس ووصل شعاعها الذهبي لمقلتيه اللتان لم يتذوقا طعم النوم من كثرة التفكير فيما إصابة في مقتله، نهض وعزم المحاولة مجددا، فهو متأكد أنه كان لايعوقه شيئاً فيما قبل، ذهب بخطوات بطيئة يدعي الله أنه لا يخذله هذه المرة، دق على باب الغرفة، سمحت له بالدخول، افتح الباب وأقترب منها وهو مبتسم:
– معلش يا سمسمه امبارح كنت تعبان اوي.
– الف سلامة عليك يا عمري، عامل ايه دلوقتي؟
– احسن شوية.
قالها وهو يجلس وسحبها من يدها اجلسها على قدمه وهو يتأمل جمالها ومفاتنها الظاهرة، رفعت يدها حاوطت رأسه بحب وهي تدفن رأسها استحياءٍ من عيونه التي تريد افتراس كل انش في جسدها، مسد يده على شعرها جعلها ترفع وجهها وتقابلت الأعين المليئة بالاشواق، أقترب من شفاتيها وظل يتبادلان المشاعر وقتً حتى شعر جاسم بأنتفاض جسده ورعشه شديدة هزت كل اوصاله، وغثبان نهض سريعًا وكاد أن يوقعها وتوجه على الفور إلى المرحاض، استمر يفرغ ما بداخل معدته، فلم يبقى بداخلها شيء إلا عصارتها العلقم كمثله، تعب وجلس أرضًا متعبًا لم يقدر على أخذ أنفاسه، وحين اقتربت منه “ياسمينا” بمنشفه حتى تمسح وجهه نهض بسرعة ولم يعطيها فرصة وحبس نفسه داخل الغرفه الصغيرة، ينظر لنفسه بالمرآه مستعجب لما اوصله لهذا الحال، ظن انه ربما يكاد أن يكون برد شديد، لكن البرد ترك العالم اجمعه واختاره هو وفي هذا الوقت !!
فماذا يقول لزوجته حتى يبرر لها ما يحدث ؟! لم ينتهي من التفكير إلا ما سمع صوت رنين هاتفه نظر على الشاشة المضيئة وجدها امه، ضغط على زر الاجابه وحاول خروج صوته الاجش، لكن والدته سألته بصرامة:
– أخبار عروستنا ايه يا ولدي؟ ها اجي اخد الأمانة ميتا؟
تلألأت حبيبات العرق كالؤلؤ المتناثر على وجهه، واجابها بتلعثم:
– ياماي ياسمينا مكسوفه بس شوية….
قطعته بحده وهي تقف تعلن الحرب عليها:
– وه وه وه !! مكسوفه إللي هو كيف؟!
جاسم عتخلص الموضوع اللي مسخ ده، ولأچي اخدها للحكيمة تكشف عليها مش فاضيه أني لكهن الحريم عاد.
مسح عرقه وهو يحاول بلع ريقه ولم يجد ما يرطبه إلا المرار العلقم:
– حكيمه مين بس، النهارده بأذن الله هكلمك اطمنك.
– تديني البشاره.
– حاضر ياماي.
اغلق الهاتف وظل كالفريسة المقيده لم يعرف كيف يتصرف للفرار من براثن الصياد حتى أن قرر أن لا يستسلم لمخطط والدته، خرج من قفصه وجدها تجلس على الأريكة وامامها طبق من الفاكهة وبيدها سكين حاد، رمقته بغضب وهي تقطع التفاح وقبل أن تفلت السكين بيدها امسكها هو:
– إيدك هتتعور خلي بالك.
شدتها منه بقوى وهى متعصبة، فهو سحبها حتى لا تفلت بيدها، لكن ما حدث جعل “ياسمينا” تصرخ، فنصل السكين دخل في ساقه، جلس بجوارها وهي منفجعه وتبحلق عليه والدم الذي يسيل منه جعلها ترتعش خوفًا عليه، حاولت أن تمد يدها لترى مدى عمق الجرح ثم قالت:
– والله ما كان قصدي يا جاسم، وريني كده عايزة أطمن.
– هشششس أنا كويس متشغليش بالك بيا، المهم أنك تكوني انتى اللي بخير، لأن اللي هيوجعك هيوجعني أكتر من اللي يصبني أنا.
– أنا كويسه طول ما انت جنبي يا حبيبي.
– سحبها من يدها ادخلها حضنه ليربتت عليها حتى ابتعدت مسافه بسيطة عندما شعرت أنه يريد أن يقول شيء:
– مالك يا جاسم؟
– بصراحة امي اتصلت وعايزه المنديل.
انتقع وجهها بماء الكسوف ووضعت أطراف يدها على بعضهما بتوتر وهي تقول:
– طيب شوف عايزني أعمل ايه واعمله ؟!
طرقت على عقله فكره شيطانية فقال لها بأمر:
– قومي هاتي المنديل.
استغربت من مطلبه، لكنها قامت وهي تلوي شفتيها وترفع حاجبها….. دخلت الغرفة جلبته وتوجهت عليه وهي مده يدها، لكنه امسك يدها بالمنديل ووجها لمكان جرحه الذي ينزف، فقد كان نزيف فؤاده يسيل اضعاف من بعض قطرات الدماء المتناثرة على ساقة، رفع بصره ورمقها بضعف وقهر رجل:
– مافيش قدمنا غير كده عشان أمي تسكت عننا، ونفوق لنفسنا ومش يبقى علينا اي ضغط.
لم تعترض على ما فعله وابتسمت له، حتى تنعم بحياة سعيدة بدون اي قيود، او تدخل من اي طرف، نهض من جوارها وبيده المنديل، ودخل الحجرة الصغيرة هاتف والدته حتى تأتي، لكنها لم تأتي بمفردها جلبت أمها معها وبعد ترحيب واطمئنان كل منهم على ابنه رحلا من مكان ما أتى.
كان “جاسم” يشعر بوغزة فنان مبدع، ابدع في جميع لوحاته المزيفة وعندما قرر إخراج ريشته حتى يرسم أفضل رسمه حُلم بها فشل ولا يعلم لماذا خجلته اليوم ريشتة وخذلته ابشع خذلان، كيف حدث ذلك وهي التي كان يحسد دائمًا عليها، ومر الوقت من حوله وهو لايشعر بكم مضى؛ حتى أعلنت الشمس التخلي عن الأرض في موكب حرس كبير من الأضواء والغيوم، شعر أن غروب الشمس ليس بمثابة أمل وحياة عليه، لا بل هي تشهد على وفاة رجولته، استمر على هذا الوتيرا؛ حتى اقتربت الشمس من البحر واعلنت على الرحيل وهي تظهر على وجنتيها حمرت الخجل منه.
★******★
وبعد مرور أيام في ليلة مغيمة بالسحب والأمطار تهدد في الانحدار معلنه تحررها، كانت “ياسمينا” تحاول النوم لكنه آبى ان يغفيها من شدة احساسها ورغبتها في الدفى، كانت كل ذرة من داخلها تريده، تحتاج لدفئ احضانه؛ ترتمي لتنول منه الحنان، ضمت وسادتها لعلها تبث لها بعض الدفا، لكنها لم تجد منها مطلبها.
انتبهت على صوت جاسم المنادي:
– ياسمينا عايز البرنس لوسمحت ياروحي.
نهضت لتجلب له مطلبه، وعندما اقتربت من باب المرحاض مدت يدها لكن وجدت نفسها تنساب للداخل، فقالت بزعر:
– جاسم بتعمل ايه يا مجنون… انت سخن ولا حاجة ؟!
جذبها لصدره العاري، رد عليها وهو يغمرها بعدة قبلات متناثرة على وجهها ثم همس:
– سخن بس، ده أنا مولع اوووي.
– اعقل يا جاسم، وبلاش تهور.
– هو في أحلى من التهور ياروح قلب جاسم من جوة، أنا دلوقتي في أروع حالاتي يا تلحقيني، يا تجيبي المطافي تطفيني.
– يبقى هروح اتصل بيها بسرعة عشان تلحقنا سوا، حصلني لو تعرف.
نطقتها وهي تحاول أن تهرب من قبضة يده القوية، وهرولت تجري للخارج حتى وصلت لغرفة نومها، خرج خلفها مسرعًا، وعندما شاهدها قفزت فوق الفراش وهي تضحك حتى تحتمي من تهوره الذيذ المفاجأ، قفز هو الاخر وامسكها من ساقها فوقعت أعلى السرير، وامسك بها كمن في حلبة مصارعة وحتمت لصالحه، ومن اثرها جعلوا الفراش ينحطم وينكسر بهم.
انفجعت وقامت بهلع وهي ترجع خصلات شعرها للخلف وتنظر حولها لكن لا توجد شيء من ما حدث، فهو كان حلم جميل لكنه لم يكتمل.
فمازال انتعاش تلك اللحظات يسري بداخلها، ونشوته تسير بداخل شراينها،
نزعت الدثار من عليها وقررت في لحظة النهوض داخل غرفته، لتعجل ما حُلمت به حقيقه وواقع، توجهت إليه وفتحت بيدها الباب، لمحت غلق عيناه سريعًا حين شعر بدلوفها، اقتربت منه طامعه في دفئ حنانه لا أكثر، استلقت بجواره، لمست بنيته القوية، سألها دون النظر إليها:
– في اية ياسمينا، جاية ليه؟
– بردانه اوي.
نظر لما ترتدية؛ فوجدها ترتدي ملابس خفيفة تفضح أكثر مما تستر، امسك بأطراف انامله تلك القميص قائل:
– ما طبعًا لازم تبردي باللبس اللي انتي لبساه ده، خشي البسي حاجة تقيلة.
– لا متعودتش البس تقيل وأنا نايمه بتخنق.
– طب شغلي التكييف سخن.
– مش بحبه سخن.
زفر أنفاسه واعتدل في جلسته، وقال بحده:
– طب اعملك اية في ليلتك اللي مش عايزة تعدي دي، ارحميني بابنت الناس أنا مش حمل دلعك ده؟
نظرت له بهيام واحتياج شديد، واقتربت منه؛ واضعه كفها على عضلات صدره البارزه وقالت بدلع وترجي:
– كل اللي عايزاة أنك تاخدني في حضنك وانام.
– بس إحنا اتفقنا ع….
وضعت يداها على ثغره وقالت بهمس وهي تحاول أن ترخي عضلات المتيبسه:
– عارفة كل اللي اتفقنا عليه، بس أنا مش محتاجة غير حضنك يدفيني ياجاسم.
وضعت رأسها على صدره وأكملت مستطرده:
– لو ملقتش حضنك لما احتاجة، هلاقيه امتى؟ هروح ادور عليه بره. ياجاسم عمرنا ما هنتعود على بعض وكل واحد فينا في مكان، خلينا نقرب ونتعود واحنا سوا في حضن بعض ياحبيبي.
ملامح وجهه لانت ولحظات حبها هي من قادت الموقف، بادلها حضنها، وحين انغمست بداخله؛ تحولت حرارة جسدها من البروده لجمرة نار متلتهبه، اخذت شهيقًا ملئت بعطرة الفواح رئيتها، ثم اخرجت زفيرها ببطئ شديد، تجرأت ونثرت قبلاتها برقة حول عنقه، نزعت روبها، واكملت ما بدأته، تراقص قلبها حينما وجدته يبادلها شغفها، وكاد أن يغوص في بحورها ويقتحم أسوار قلعتها، وإذا به فجأة يشعر بأختناق وتخشب جسده، ينتفض من عليها فجأة ويخرج، تعجبت من وقوفه فسألتة:
– مالك في حاجة ضيقتك؟
– لا ابدا، بس حسيت بخنقة مرة واحده، ومحتاج اشم هوا، هطلع البرانده اشرب سجارة، نامي انتي.
تركها ولا يعرف تفسير ما يحدث له عندما يحاول التقرب منها، لماذا تنتابه هذه الحاله؟ ما العيب…. ؟!
هل فيه أم فيها هي؟
وقف يزفر أنفاسه بعنف وهو ينظر لسيجارته المحترقة مثله.
بينما هي ضمت بيدها روحها تربت على روحها الملهكه، وعبراتها تتساقط في صمت، حتى غفت من شدة بعاده وطول انتظارها له.
ظل على حالته يدخن بشراهه لم يتعود عليها من قبل، لم يعي من الوقت كم مر عليه هكذا، دخل وحمد ربه انه وجدها غفت في نومها، فهو ليس لدية اي استعداد لمواجهتها الآن، فماذا سيقول لها؟ وكيف يصرح لها بما يشعر به عندما يندمج معها؟ كبرياءه ورجولته تمنعه من الاعتراف والبوح بهذا مطلقًا.
قبل جبينها وضمها لتلتصق داخل احضانه، فقد شعر بلذة ودفى حضنها ولن يطمع بأكثر من ذلك.
وظهرت شمس الصباح واشرقت، وكل منهما متجاهل الاخر، لا يستطيع احد منهما الحديث أو البوح بما يشعر،
فـ أصبح قلبه متحطم كالسفينه من كثرة هجرانه وبعده عنها، فالتجاهل اصعب ما يمكن أن يتحمله المرء من حبيبه، كانت هي تظن أن الزواج كالحلوى، لكن لا تثبت الحلوه حلاوتها إلا بعد تذوقها، قررت هي الاخرى تفعل كما يفعل، فهي بشر وكفا كل ما وصلت له، كانت تحب شهامتة قوته حنيته، لكنه تخلى عن كل صفاته وهجرها من غير سبب،
اصبحت كالصنم تتحرك امامه وتلبي مطالبه في العمل والمنزل دون روح، فقد تبدلت وانطفأت الوردة، وذبلت قبل الأوان بكثير، صوت ضحكاتها خرس، واصبح الصمت هو سيد الموقف والمسيطر على حياتهما، وكل الذي تفعله تهتم بنفسها ترتب شقتها تنزل عملها وهي تتجاهله كما يفعل .
وفي ذات يوم من أيام حياتها المظلمة، دلج الليل وافترشت النجوم السماء وأنار القمر الكون بضياءة، إلا بعض القلوب مازال الحزن ساكن جوفها، تجلس “ياسمينا” تقلب بيدها قنوات التلفاز دون وعي، بعد تناول وجبة العشاء مع زوجها الجالس برفقتها جسدًا فقط، لكنه بعيدًا بروحة، وإذا بها انتبهت لهذا المشهد الرومانسي المذاع، اوقفت تقليب، لاحظ ثبات نظراتها الشغوفة، حاول تغيير القناة، آبت التغيير، ظنًا منها أنها من الممكن يشعر بأحساسها المدفون ويتجاوب معها.
امسكت بيده في نظرة ترجي أن لا يأخذ جهاز التحكم عن بعد، وتلاقت الأعين في غفله مزيج من النظرات المتضاربه، لا يعرف ترجمتها؛ اهي لوم وعتاب، ام شوق وحنين… ؟!
لا تعلم لكن كل الذي تحتاجة وتريده منه انها تشعر بحرمان عاطفي ليس له مثيل، شعر بسخونة جسدها الذي اشتعلت نيران الشوق فيه ووصلت لأعلى درجاتها، حاوطت بيدها رقبته واقتربت أكثر، ويداها تعبث برقبته، نزولا لتداعب شعيرات صدره العريض، أغمض عيناه واستسلم لها للحظات، محاولًا التجاوب معها لكنه فشل، تشجعت أكثر حين لاحظت سكونه، ارتمت داخل احضانه وصوت آهاتها يهمس له بأن يتحرگ ويلبي نداء قلبها، كان يشعر بكل ما تريد، لكنه عاجزًا على تنفيذ ماتريد، فحراره جسده بارده، لا يهتز له شيء، عندما احس أنها وصلت لمرحلة صعب ان يتجاوب معها، ازاحها بقوة ثم صكها بقوة على وجنتيها، وقذفها بغضب قائل:
– انتي زيك زي الحيوانه؛ طول الوقت بتدور على غريزتها الشهوانية وبس، مفيش في دماغگ غير كده !!
ياترى ماذا سيكون مصيرها مع من أحبت؟
وماذا سيكون رد فعلها بعد تلك الصفعه واتهامه الشنيع لها؟
وهل ستستمر حياتها بهذا الشكل، ام هتنتفض وتعلن عصيانها عليه؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تزوجت أخي ولكن)