رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الفصل الخامس عشر 15 بقلم نسمة مالك
رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الجزء الخامس عشر
رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به البارت الخامس عشر
رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الحلقة الخامسة عشر
..أيوب..
يضم زوجته داخل حضنه بحب شديد،ويربت على ظهرها وشعرها بحنان بالغ يحاول تهدأة حدة بكائها قليلاً،
رفعت حبيبه وجهها الباكى ،ونظرت له بعيون يغرقها الدمع،
وبطفوله تحدثت..
“هتاخدنى معاك ولا هتسبنى افضل اعيط هنا؟!”..
رفع أيوب حاجبيه معا،ونظر لها بدهشه وبتعقل تحدث..
“أخدك معايا ازاى بس يا بيبة”..أشار عليها بأحدى أصابعه وتابع بتسائل.”انتى عندك جواز سفر علشان تسافرى معايا بيه؟”..
حبيبه:ببكاء مزعج للغايه..”لاااااااا معنديش”..
أيوب:بجديه مصطنعه..”ولا انا عندى جواز سفر يبقى ولا انا ولا انتى هنسافر”..
نهى جملته وقبل جبهتها بعمق، وابتعد عنها تاركها تنظر له بعيون متسعه على اخرها،وفم مفتوح ببلاهه..وبدأ يبدل ثيابه على عجل،
عادت حبيبه جملته اكثر من مره بذهول..
“معندكش جواز سفر يا أيوب؟!!”..
نظر لها أيوب بابتسامه متسعه،وحرك رأسه بالأيجاب..
أقتربت منه ووقفت امامه واضعه كلتا يدها بخصرها ،ونظرت له بحاجب مرفوع قائله..
“أمال انت رايح لأخواتك ازاى إن شاء الله”..
انتهى ايوب من أرتداء حذاءه الرياضى وهب واقفاً امامها وامسك يدها يحثها على غلق ازرار قميصه وبجديه مصطنعه تحدث..
“وانا علشان اروح اجيب أمى و أخواتى من المطار لازم يكون معايا جواز سفر يا بيبة؟!..
شهقت حبيبه بعنف،وظهرت الفرحة على وجهها، بلحظه كانت قفزت وهى تردد..
“ماما زينب هترجعلنا”..
ليسرع أيوب بالتقاطها داخل حضنه،و ويتحدث بثقه..
“انا عارف والله انك هتنسى انك حامل وتفضلى تطنطتى زى عادتك”..
لكمته حبيبه بقبضة يدها فى كتفه برفق،وبعتاب تحدثت..
“كده يا أيوب تفهمنى أنك هتسافرلهم وتوقع قلبى، وتخلينى أعيط”..
أيوب:بعشق”سلامة قلبك يا حبيبة أيوب”..
أمسك كف يدها بين يديه وتابع بتعقل..
“يا حبيبتى لازم تعرفى انى مينفعش أخرج بره البلد وانا مجند،السفر دا محتاج شهاده الجيش او الاعفه علشان اقدر اخرج بره حدود مصر،غير كده ابقى مخالف للقوانين”..
حبيبه:بعدم فهم..”بس انت لسه هتدخل الجيش كمان شهر ونص تقريبا”..
أيوب:”يا حبيبتى ورقى كله فى الجيش والوقت دا سيبنى احضر حاجتى علشان استعد لمركز التدريب اللى هفضل فيه ست شهور بما انى دخلت ظابط”..
حبيبه:”طيب ازاى اشتغلت فى المستشفى اللى تبع الجيش قبل ما تخلص مركز التدريب”..
أيوب:”البركه فى سيادة اللوا هانى،وابنه عبد الرحمن اللى حبونى كأنى واحد منهم يا حبيبه”..
حبيبه:بهيام..”وهو انت حد يقدر ميحبكش يا أيوب؟!”..
داعب أيوب أنفها بأصابع يده،وغمز لها بشقاوه وبابتسامه تابع..”بتحبينى يا حبيبة؟؟”..
نظرت له حبيبة بدهشه،وبذهول عادت كلمته..
“بحبك”..أمسكت يده بين كفيها ووضعتها على موضع قلبها، ونظرت داخل عيونه بعمق،وتابعت بعشق شديد..”انا بحبك وبموت فيك من يوم ما فتحت عنيا على الدنيا”..
أحتضنت وجهه بين كفيها وتأملت ملامحه بهيام وعيون عاشقه..
“انت عمرى،ونبض قلبى،وأنفاسى، وحياتى كلها يا أيوب”..
جذبها أيوب داخل حضنه بلهفه،وقبل جبهتها بعمق وتحدث بحب شديد..
“ربنا يحفظك ليا يا ست البنات”..
ظل محتضنها قليلا،فحضنها بالنسبه له نعيمه..
عقدت حبيبه حاجبيبها وبتسائل تحدثت..
“هيجبو أيوب الصغير معاهم يا أيوب؟”..
أيوب:بابتسامه متألمه..”هما نازلين اصلا علشان نعمل العمليه لأيوب هنا فى مصر يا حبيبه”..
حبيبه:بستغراب..”أزاى وهما قالو حالته خطر ومينفعش يتنقل من مكانه؟؟”..
أيوب:بتنهيده..”أيمن بعتلى كل التقاير اللى تخص حالته وانا عرضتها على أكبر دكاتره فى المستشفى وكلهم أجمعو انه ينزل مصر على مسؤليتهم الشخصيه وبأذن الله أول ما يوصلو هندخله عمليات فورا وربنا يكتبله الشفا يارب،ادعيله يا حبيبه”..
حبيبة:بطيبه شديدة..”ربنا يشفيه ويعافيه شفاءاً لا يغادر سقما عاجلا غير أجلا ياارب بأذن الله”
تمسحت بوجهها داخل صدره وببراءه نظرت له،وتابعت برجاء..
“طيب خدنى معاك المطار يا بيبو علشان خاطرى”..
أيوب:ببعض الحدة..”لا يا حبيبه،انتى كل دقيقه بحال،
ويله اجهزى خلينى أوديكى البيت عند مامتك على ما ارجع”..
ضربت حبيبه الأرض بقدميها وبغضب طفولى تحدثت..
“انت كل ما تنزل تاخدنى تودينى عند ماما يا أيوب”..
جلست على الفراش عاقده يدها امام صدرها وبأصرار تابعت..
“انا هفضل هنا وهحضر غدا جميل يليق بماما زينب، واقعد استناك على ما تجبهم وتيجى”..
أيوب:بأسف”أمى مش هتيجى على هنا يا حبيبه”..
دار بعينه بأرجاء الغرفه..”بأذن الله لما أكمل بنى الشقه هتيجى تعيش معانا”..
جذبها من يدها واتجه نحو ثيابها وتابع بحنان كأنه يحدث ابنته الصغيره..”يله يا حبيبة أيوب خلينى أساعدتك تلبسى علشان ننزل”…
همت حبييه بالاعتراض قاطعها هو ببعض الصرامه..
“حبيبه متزعلنيش منك وكفايه انك صممتى تيجى تباتى معايا هنا وانا نفذتلك كلامك رغم انى قولت مش هتعتبى الشقه غير لما تجهز”..أبتسم لها وتابع بتنهيده..” بس انا مقدرتش اقعد لحظه من غيرك،ومش لوحدك اللى مبتعرفيش تنامى بعيد عن حضنى”..
………………………………………….
..بطائره طبيه خاصه قادمه من أمريكا لمصر..
تجلس زينب وأحفادها،وليان زوجة ايمن،وهنا خطيبة أحمد..
وأيوب الصغير موضوع على الكثير من الأجهزه داخل حضانه مجهزه..
وزعت زينب نظرها بين ليان وهنا الباكيتان وبتأثر تحدثت..
“ياحبايبى كفايه عياط،وأن شاء الله هما هيحصلونا”..
ليان:بنحيب..”يحصلونا ازاى بس يا ماما”..ذادت حدة بكائها..
“دول اتمنعو من السفر وأتقبض عليهم”..
هنا:ببكاء..”أنتى تعرفى حاجه عن الكوخ اللى هما كسروه دا يا ليان؟”..
ليان:بتنهيده..”أيمن كان بيختفى اوقات كتير ومكنتش عارفه بيروح فين”..خفضت وجهها وتابعت بأحراج”لحد ما فضولى خلانى امشى وراه وأشوفه بيروح فين وشوفته وهو رايح الكوخ وبيفضل قاعد فيه بالساعات لوحده،واوقات احمد كان بيبقى معاه”..
تحدثت زينب بعدم فهم، وبطيبه شديده..
“لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم، دا انا معلماهم من صغرهم ان الكخ دا حاجه وحشه وعمرهم ما لعبو فى اى حاجه كخ قبل كده”..
حركت راسها بأسف وتابعت بذهول..”يقومو لما يكبرو يروحو يقعدو فى الكخ ليه كده بس؟”..
انفجرا ليان وهنا بالضحك اثناء بكائهم،وبحنان ربتت ليان على يد زينب وتحدثت بحب..
“يا حبيبتى الكوخ دا بيت صغير ايمن واحمد كانو مأجرينه فى وسط الغابه علشان يقعدو فيه ويفصلو شويه بعيد عن الدوشه والمشاكل”..
هنا:بأسف..”أيمن كسرو وقت غضب وقالو قدامى للظابط فى المطار انهم دفعو تمن الحاجه اللى كسروها بس صاحب الكوخ مكتفاش بلى خده وعمل فيهم شكوه علشان ياخد فلوس زياده”..
زينب:بتأكيد..”يبقى اطمنو وبطلو عياط، والراجل صاحب الكخ دا اول ما ياخد منهم فلوس هيسبوهم يرجعو بأذن الله”..
ليان:بنحيب..”يا ماما احنا أول ما نوصل أيوب هيدخل العمليات”.. أذدادت حدة بكائها وبتمنى تابعت..”ازاى بس ابنى يدخل العمليات وأبوه مش معانا”..
زينب:بتفهم..”انا عارفه ان انتى اللى عايزه جوزك يبقى جنبك يا بنتى”..ربتت على كف يدها بحنان..”اطمنى يا حبيبتى كلنا معاكى وأيمن باذن الله مستحيل يتأخر عليكى ولا على ابنه وانتى عارفه كده كويس”..
بكت ليان بعنف وتمتمت بصمت..
“يااارب انا يتيمه من صغرى لا أب ولا أم ولا حتى اخوات،وانت منيت عليا بفضلك، ورزقتى بعيلتى الصغيره،يااارب احفظهالى وأشفى ابنى هو وكل مريض يااارب”..
………………………………………….
..بطائره اخرى قادمه لمصر يجلس ايمن واحمد..
من وقت لأخر ينظر احمد لشقيقه نظره حارقه بغيظ شديد..
بينما ايمن يجلس بسترخاء وعلى وجهه ابتسامه مستفزه..
جز أحمد على أسنانه وتحدث بنفاذ صبر..
“ممكن تفهمنى انت عملت اللى عملته دا ليييييييه”..
خبط كفيه ببعضهم وتابع بذهول مقارب للجنون..
“انت اللى متفق مع الراجل يمنعننا من السفر وتخلينا نسيبهم يسافرو لوحدهم من غيرنا،وتطلع حاجز لنا على طياره تانيه ليييييه كل اللفه دى يا ايمن فهمنى يا أخى وبطل برودك المستفز دا”..
أعتدل ايمن بجلسته وأخذ نفس عميق وبأسف تحدث..
“مش هقدر أواجه أخوك يا احمد”..ترقرقت الدموع بعينه وتابع بندم..”اللى عملته معاه مخلينى مش قادر احط عينى فى عينه”..
اغمض احمد عينه بعنف وبتنهيدة متالمه تحدث…”عندك حق، انا كمان مش هقدر اوجهه”..
أيمن:بحماس..”علشان كده انا لقيت الحل”..نظر أحمد له بهتمام يحثه على استكمال حديثه..صمت ايمن لبرهه وبتعقل تحدث..”اللى عملناه مع أخوك ميكفهوش كلمة انا أسف”..
حرك رأسه بالنفى”احنا جرحنا قلبه وكرمته ،وكسرنا خطره،ولازم نطلب منه السماح قدام العالم كله ونترجاه يسامحنا كمان”..
اتسعت عيون أحمد ونظر له بدهشه،وبتحذير تحدث..
“أوعى يكون قصدك اللى جه فى بالى؟!!”..
ابتسم ايمن بتساع وحرك رأسه بالأيجاب..
احمد:”طيب كنت استنى لما نطمن على ابنك الاول”..
أيمن:بيقين”ابنى بأذن الله هيخف وهيبقى زى الفل”..
نظر لأحمد بابتسامه وعيون لامعه بالدموع وتابع بفخر..
“دا على أسم عمه يا أحمد،يعنى هيبقى احلى وأجدع أيوب فى الدنيا”..
احمد:بتمنى..”ربنا يطمنا عليه،ويقوملنا بالف سلامه ان شاء الله”..نظر له بحاجب مرفوع وبتابع بتسائل..”أيوه مقولتليش برضوه ناوى على أيه؟؟”..
استلقى ايمن بوضع اكثر راحه وبتسائل تحدث..
“قولى الاول عرفت تجيب عنوان أبو حبيبه مرات اخوك ولا لاء؟”..
أحمد:”ايوه طبعا جبته زى ما قولتلى،قولى بقى ناوى على ايه فضولى هيموتنى”..
أيمن:ببرود..”لما نوصل هتعرف”..
……………………………………….
وصلت حبيبه برفقه زوجها لمنزل والدها..
طرقت الباب ففتحت لها هبه بابتسامه بشوشه وتحدثت بحنان..
“تعالى ادخلى يا حبيبتى،اتفضل يا ايوب ادخل..
أيوب:بتسائل”عمى محمد لسه مجاش من الشغل ولا ايه؟”..
هبه:”لا بابا هيتأخر انهارده فى الشغل،انا وماما مستنينكم علشان نتغدا سوا”..
أقتربت منها حبيبه واحتضنتها بحب قائله..
“طمنينى عليكى الأول يا هبه”..قبلت وجناتيها..”عامله ايه دلوقتى”..
هبه:بابتسامه تخفى بها كم المها..”الحمد لله يا حبيبتى”..
خطو سويا نحو الداخل،وجدو نجوى تجلس على احدى الأرائك،فقتربت منها حبيبه وقبلت يدها ووجنتيها وبقلق تحدثت..
“عامله ايه انهارده يا ماما؟”..
نجوى:بضعف..”الحمد لله يا حبيبتى”..وجهت نجوى نظرها لأيوب،تنظر له بأحراج..
فقترب منها أيوب وقبل رأسها قائلا..
“عامله ايه انهارده يا خاله،طمنينى عليكى”..
نجوى:بابتسامه..”الحمد لله يا أبنى”..نظرت له بعيون تلتمع بالدموع وبعتاب تابعت..”انت بتندمنى اكتر على اللى كنت بعمله معاك وبقوله فى حقك بمعاملتك ليا يا ايوب”..
ربت ايوب على يدها وبرجاء تحدث..
“ممكن تنسى اللى فات،وخلينا نبدا صفحه جديده”..
نظر لحبيبه بغضب مصطنع وتابع بمزاح..
“وتبقى معايا وفى صفى ضد مدام ايوب اللى مجننه ايوب”..
حبيبه:بدهشه”انا مجنناك يا بيبو؟”..
أيوب:بجديه مصطنعه”ايوه مجننانى ومطيره عقلى منى كمان”..نظر لنجوى..”يرضيكى كده يا خاله؟”..
فهمت نجوى مقصده فبتسمت له وبتمنى تحدثت..
“ربنا يحفظكم لبعض وتفضل مطيره عقلك كده على طول”..
نظرت لابنتها هبه وتابعت بتوسل”ويرضيكى ويراضى قلبك ويعوضك خير يا هبه يا بنتى”..
أمنو جميعاً على دعائها،وأخيراً تنهدو بناتها براحه..
سارت هبه نحو المطبخ لتجهز طعام الغداء..
هب ايوب واقفا وتحدث بستأذن..
“انا لازم امشى دلوقتى”..
نجوى:بأصرار..”لا والله مش هتمشى يا ابنى غير لما نتغدا سوا”..
أيوب:بابتسامه..”اعذرينى المرادى مش هقدر المرادى”..
نظر لزوجته بعشق وتابع بفخر..”حبيبه بنتك مستحيل تنزلنى من غير ما تاكلنى”..
سار محو حبيبه وقبل رأسها..”يله أشوفكم على خير،ولو احتاجتكم اى حاجه رنو عليا”..
سارت حبيبه بجواره نحو الباب وبحب شديد همست..
“ترجعلى بألف سلامه يا حبيبى،وأبقى طمنى بالتليفون لما ماما زينب وأخواتك يوصلو بسلامه بأمر الله”..
تأمل ايوب ملامح وجهها بعشق وحرك شفاتيه دون ان يصدر صوت..”هتوحشينى اوى”..
حبيبه:بهمس”وانت اكتر،متتأخرش عليا يا بيبو”..
ربت أيوب على وجناتيها بكف يده،فمالت حبيبه قليلا بوجهها وقبلت باطن يده بعمق..
أبتسم هو لها أبتسامته العاشقه لكل ذره بها،وسار من امامها على مضض متمتم بصمت..
“هتعملى فيا أيه تانى بس أكتر من انك امتلكتينى يا حبيبة ايوب”..
……………………………………….
..يقف محمد بالشارع ينتظر احدى سيارات الأجره ليعود لمنزله بعد يوم عمل شاق..
ليجد شاب يقترب منه يقود دراجه بخاريه،صف الدراجه على جانب الطريق،واسرع بالنزل من عليها ووقف امامه ينظر له بابتسامه قائلاً..
بدر:”السلام عليكم يا عم محمد”..
تمعن محمد بالنظر له،فواجهه مؤلوف له وببتسامه تحدث..
“وعليكم السلام،انت تعرفنى يا ابنى؟”..
بدر:بتاكيد..”طبعا يا عم محمد اعرف حضرتك،وحضرتك كمان تعرفنى”..
محمد:بأسف..”مش واخد بالى منك يا ابنى الحقيقه،فكرنى بيك”..
بدر:بفخر..”انا بدر أحمد الزينى اللى واقف مع والدى بعربيه مؤكولات جنب كليه هندسه”..
محمد:”أيوه افتكرتك”..نظر له بغضب مصتنع..”انت اللى بتجيب لهبه السندوتشات كل يوم فى المستشفى؟”..
بدر:بجراءه..”أيوه انا،ولما روحت المستشفى انهارده وعرفت ان زوجة حضرتك خرجت بسلامه قولت أجى لحضرتك”..
محمد:بتعقل..”خير يا ابنى؟!”..
بدر:”بصراحه يا عمى انا معجب بالمهندسه هبه،ولما سألت عليها وعرفت انها مطلقه كنت ناوى اطلب ايدها بعد ما عدتها تنتهى”..
محمد:بأسف..”طلبك مرفوض انا بنتى اللى حصلها الفتره الاخيرة كان صعب اوى وهى مش حمل اى علاقه جديده دلوقتى خالص لأزم تفوق وتشم نفاسها الأول”..
بدر:ياعم محمد انا عارف كل اللى حصل،وكلامك صح هبه لازم تاخد وقتها،براحتها تاخد كل الوقت اللى هى عيزاه انا مش مستعجل وهستناها”..نظر له بشك ونابع بتسائل..
“الا لو حضرتك معترض علة انى بشتغل مع ولادى ومثلا شغلتى تكون مش قد المقام”..
محمد:بنفى”حاشه لله يا ابنى،انت واقف فى ضهر ابوك ،وبتكسب قرشك بالحلال ودا ميعبكش دا يزيدك احترام”..
بدر:برتياح..”كلامك دا طمنى اوى يا عم محمد علشان كده أحب اقولك ان الحمد لله بفضل ابويا عليا بعد ربنا بقيت دكتور فى كليه الهندسه وهبه كمان طالبه عندى”..
محمد:بأعجاب..”ماشاء الله لا قوة الا بالله”..ربت على كتفه..
“ربنا يزيدك يا ابنى،ومش هكدب عليك انا أتمنى افرح ببنتى مع واحد أبن حلال يعوضها عن اللى شافته”..
بدر:وانا بتمنى زوجه بأخلاق وادب هبه بنت حضرتك،ويشرفتى ان حضرتك توافق”..
محمد:بتعقل..”يا ابنى انا مقدرش أفاتح بنتى فى موضوع الجواز دا دلوقتى خالص”..تنهد بألم..”بنتى قلبها مجروح و بينزف من وجعها على ابنها،وجرحها مش هيطيب بسهوله”..
بدر:بأسف..”انا عارف ان كلامك صح يا عمى،وعارف أن هبه غرقانه فى حزنها بدليل انها شيفانى شخصين”..
نظر له محمد بعدم فهم..فتابع بأسف..
“هبه شايفانى احمد بتاع السندوتشات اللى شبه الدكتور بدر اللى بيدرسلها فى الكليه،ومش واخده بالها نهائى ان احمد وبدر شخص واحد”..
محمد:بغصه..”بنتى تايهه،مش مستوعبه اللى حصلها،ومش هتوافق على اى نوع من انواع الارتباط دلوقتى خااالص”..
بدر:بلهفه”بس انا هفضل أحاول وأعافر واعمل المستحيل لحد ما اخليها توافق ودا طبعا بعد موافقة حضرتك”..
محمد:بتاكيد..”انا موافق على أى حاجه هتسعد بنتى”..
بدر:بفرحه غامرة..”يبقى أوعد حضرتك انى هعمل كل جهدى علشان اشوفها أسعد واحده فى الدنيا”..
محمد:بتمنى..”أتمنى يا ابنى والله،هبه بنتى اللى شافته مش هين،وانا واثق ان ربنا شيلها كل خير”..
بدر:”ونعمه بالله”..أشار بيده على دراجته البخاريه قائلاً..
“تسمحلى اوصل حضرتك؟”..
محمد:بأحراج..”مش عايز اتعبك يا ابنى،انا هاخد اى موصله وأروح”..
بدر:بأصرار..”تعب حضرتك راحه”..
ركب بدر دراجته واقترب من محمد وبرجاء تحدث..
“اتفضل يا عمى خلينى اوصلك”..
صعد محمد خلفه،وهم بدر بالسير ليتفاجئ بسياره تقطع طريقه وتقف امامه..
تمعن النظر داخلها ليجد عبد الرحمن جالس بمقعد السائق ينظر له بغيظ وغضب عارم،يود لو يفتك به،
ابتسم له بدر ابتسامه مستفزه،فأسرع عبد الرحمن وفتح باب سيارته واقترب منهم بوجه يشتعل بالغضب حتى توقف امام محمد الجالس خلف بدر،وبهدوء عكس بركان غضبه تحدث..
“عمى محمد انا اسف اتاخرت علة حضرتك”..
نظر له محمد بعدم فهم،وبتسائل تحدث..
“اتأخرت عليا فى أيه يا ابنى؟”..
امسك عبد الرحمن يده يحثه على النزول ،ونظر لبدر وتحدث بابتسامه مصطنعه..”متشكرين يا أخ،امشى انت انا هوصل حمايا”..
بدر:بغضب عارم..”حماك أزاى وانا طلبت منه ايد المهندسه هبه قبلك يا حضرة الظابط؟”..
ترك عبد الرحمن يد محمد فجأه وامسك بدر من ياقة قميصه وتحدث بحده..
“وله اخفى من هنا بدل ما احبسك يا روح امك”..
بعد بدر يده عنه بعنف جعله يفقد توازنه ويتراجع للخلف عدة خطوات وبتعقل تحدث..
“انا مش هرد عليك احتراماً لعمى محمد بس”..
هم عبد الرحمن بلكمه ليوقفه صوت محمد الصارم..
ايه يا عبد الرحمن يا ابنى هتتخانق معاه قدامى ولا ايه؟”..
عبد الرحمن:باحراج..”يا عمى من فضلك انا كنت عايز أطلب من حضرتك ايد المهندسه هبه وكنت مستنى والدتها تخرج من المستشفى”..
محمد:بتعقل..”اللى ريده ربنا هو اللى هيكون،والرأى فى الأخر يعود لصاحبة الشأن،اللى هى هبه،وبما ان الوقت مش مناسب انى حتى افتح معاها حوار الجواز،فانا هقولكم بنتى قدمها وقت على ما تفوق من حزنها ولما تفوق باذن الله هى اللى هتقول موافقه على مين فيكم”..نظر لبدر..”انتو التلاته”..
جز عبد الرحمن على اسنانه وبغيظ تمتم بصمت..
“يانهار مش فايت هو فى واحد غيرنا كمان”..
بينما بدر فهم مقصده،وانه يريد ان يترك هبه تكتشف بنفسها أن بدر واحمد شخصيه واحده،فأن ظلت تراه شخصين فهذا يعنى أنها مازالت غارقه بأحزانها ولم تفيق بعد..
أعتدل محمد بجلسته خلف بدر وبتعب تحدث..
“يله يا بدر يا ابنى روحنى”..
عبد الرحمن:يا عمى اتفضل حضرتك معايا فى العربيه راحه اكتر بدل ما القعده المتعبه دى”..
محمد:”تسلم يا عبد الرحمن يا ابنى،بس انا خلاص ركبت مع بدر،وانت وهو واحد”..
نظر له بدر بابتسامه منتصره،ليخبط عبد الرحمن الارض بقدميه بغضب طفولى،وينفخ بضيق متمتما بغيظ..
“سبقى أبن اللذينه بالقرده اللى ركبها دى”..
عاد لسيارته وقاد بسرعه فائقه..”يادوم الحق أروح لأيوب علشان اوديه المطار”..
قاد بدر دراجته بمهاره وحرفه منطلق نحو منزل معشوقته الحزينه،وقلبه يدعو بألحاح أن ترأف بحاله وتوافق على زواجه منها،فقد سرقت قلبه برقتها وبرائتها منذ الوهله الأولى التى رأها بها..
دقائق قليله مرت،وأخيرا وقف بدر أمام منزل محمد..
هبط محمد من على الدراجه وتحدث بابتسامه..
“اتفضل معايا يا ابنى”..
بدر:”بأذن مره تانيه يا عمى،حضرتك تحدد ليا معاد علشان يكون والدى معايا”..
محمد:”بأذن الله يا ابنى،بس شويه كده”..
بدر:”الوقت اللى يناسب حضرتك،انا هكون موجود فيه”..
أبتسم له محمد وهم بالسير من امامه،ليوقفه بدر سريعا ويمد يده لحقيبه صغيره معلقه بالدراجه وامسكها وأعطاها له وبرجاء تحدث..
“ممكن حضرتك توصل السندوتشات دى للمهندسه هبه”..
نظر له محمد بذهول ودهشه لجرائته الزائده،فنظر له بدر وتابع بستأذن..
“ولو سمحتلى انا هفضل اجبلها السندوتشات اللى بتحبها كل يوم فى المعاد دا،بس لو دى حاجه هضايق حضرتك وتزعلك منى فأنا اسف مش هقدر اوعد حضرتك انى ابطلها،لانى واثق ان هبه مبتكلش غير السندوتشات اللى بجبهلها كل يوم”..
نظر له محمد ببعض الغضب قليلا،ودون ان يرد عليه اتجه لداخل منزله،فنظر بدر لأثره بخيبة أمل..
لكنه تفاجئ وتهللت أساريره حين وجد محمد عاد مره اخرى وجذب من يده حقيبه المؤكولات وبتمنى تحدث..
“هدعى لبنتى تكون ليها عوض من ربنا يا بدر يا ابنى”
فهدوء وأحترام بدر راقه كثيرا،انما أندفاع وتهور عبد الرحمن لم يروقه على الاطلاق..
…………………………………………………
“أمىِ”
وأخيراً حان موعد اللقاء..
..دعيني أخبركِ عن هذا اللقاء..
،دعيني اخبركِ عن هذا العناق بعد الكثير من الأشتياق..
دعينى أبكي بداخل حضنك،
وأخبركِ كم كان مؤلم الفراق،
كم كان قلبي يحترق شوقاً لموعد اللقاء يا “أمىِ..
..بمطار القاهره..
يقف أيوب بقلق وتوتر،بل بفزع ورعب ايضا متملك من قلبه من شدة خوفه على ابن شقيقه الصغير..
فقد اصر على والده ان يكتب أقرار على نفسه انه المسؤل عن خالة صغيره،وتم اخراجه من المشفى بالخارج رغم رفضهم الشديد..
يقف بجواره عبد الرحمن الذى يحاول تهدأته قائلا..
“اهدى يا ايوب،الحمد لله الطياره وصلت وأحنا هندخلهم لحد جوه بعربيه الاسعاف،أطمن”..
وأخيراً..سمحو لهم بالمرور..
ركضو سوايا نحو عربيه الأسعاف واتجهو نحو مقر الطائره..
لينبض قلب أيوب بفرحه غامرة حين لمح والدتة واقفه تبحث عنه بقلبها قبل عيونها،دموعها تفيض بغزاره من عيونها..
قفز خارج السياره أثناء سيرها وركض بكل سرعته متجهاً نحوها،لمحته هى فأسرعت بفتح ذراعيها له وبخطى راكضه سارت نحوه وببكاء حاد تردد أسمه..
“أيوووووووب يا حبيبى يا ضنايا”..
وها قد عادت انفاسه المقطوعه حين القى نفسه بحضنها،
تضمه بفيض من الحب والحنان يكفى العالم اجمع ويفيض..
يقبل كلتا يدها،وجبهتها وبشتياق يردد..
“ااامه يا امه”..يحتضنها بحب شديد متاوهاً بقوة..
“اااااه واحشتينى يااااااامه”..
زينب:ببكاء..”قلب أمك يا ضنايا”تقبل كتفيه وتستنشق رائحته..”الحمد لله أن ربنا كتبلى اشوفك تانى واخدك فى حضنى يا ابنى”..
تقف ليان بجوار هنا يبكون بتأثر..
ليزيد بكائهم حده حين ركضو لارين وليليان نحو أيوب وصرخو بنفس واحد بفرحه طفوليه..
“باااااابى”..ظنا منهم ان ايوب هو والدهم..
ابتعد ايوب عن حضن والدته وجثى ارضا على ركبتيه وفتح ذراعيه لطفلتين،ليرتمو داخل حضنه ويضموه بقوه..
حملهم اثنانتهم ووقف بهم وبتسائل تحدث موجه حديثه لوالدته..
“فين اخواتى يا أم ايوب:..
زينب:بابتسامه حانيه..”هخلصو كل شغلهم اللى بره وهيرجعو يا حبيبى”..
أقتربت ليان وهنا منه ووقفو امامه ينظرون له بءهول ودهشه،فهو يشبه أيمن بكافه شيئ..
ابتسم لهم ايوب وبترحاب تحدث..
“مصر نورت برجعتكم”..
نهى جملته وأسرع بأنزال الصغيرتين،ونظر لعبد الرحمن وتحدث برجاء..
“عبد الرحمن وصل الجماعه للبيت وانا هطلع مع ايوب على المستشفى”..
زينب:بأصرار..”لا احنا هنيجى معاك يا ضنايا”..
عبد الرحمن:روح انت يا ايوب وانا هجبهم وأجى وراك..
حرك ايوب راسه بالايجاب وركض نحو سيارة الاسعاف التى انطلقت سريعا متجهه نحو المشفى..
وفور وصولها استقبالهم عددا من الاطباء والممرضين وخطو لداخل غرفه العمليات على الفور..
…………………………………………
..بعد مرور عدة ساعات..
بمنزل والد حبيبه..
رن جرس الباب لتسرع هبه وترتدى اسدالها وتفتح الباب وتتحدث بلهفه..
“حبيبه تعالى جوزك جه اهو الحمد لله”..نظرت للواقف على الباب وتابعت بعتاب..”كده يا ايوب متردش على حبيبه وتسبها هتتجنن عليك من القلق”..
اسرعت حبيبه نحو الخارج وحين وقعت عيونها على من يقف امام منزل والدها شهقت بعنف وركضت نحو الداخل ارتدت اسدالها فوق عبائتها البيتيه ولفت حجابها وخرجت مره اخرى..
نظرت لها هبه بدهشه،فبتسمت لها حبيبه وبثقه تحدثت..
“دا مش أيوب جوزى يا هبه”..نظرت لأيمن..”دا ايمن اخوه التوأم،الحمد لله عل سلامتك يا أبو ليليان”..
أيمن:بابتسامه..”الله يسلمك يا مرات أخويا”..
شهقت هبه هذه المره وبذهول تحدثت..
“سبحان الله يارب،دا حتى صوته زى ايوب بالظبط”..
نظرت لحبيبه وبفضول تابعت..”انتى عرفتيهم أزاى يا حبيبه؟”..
التزمت حبيبه الصمت قليلاً..فماذا تخبرها،انها تحفظ ادق تفاصيل زوجها،رائحته،نظرته لها،ابتسامته، ملامحه..
كافه شيئ به تحفظه هى عن ظهر قلب..
تنهدت بصوت مسموع وبتأكيد تحدثت..
“انا حافظه جوزى يا هبه”..
ربتت هبه على كتفها بحنان وبحب تحدثت..
“ربنا يحفظكم لبعض يا حبيبتى”..
أمنت حبيبه على دعائها ونظرت لأيمن وتحدثت بترحاب..
“اتفضل،بابا بيصلى جوه”..
ايكن:بأسف..”مش هينفع انا مستعجل وعيزك تيجى معايا مشوار مهم”..
عقدت حبيبه حاجبيها قائله بدهشه..” انا اجى معاك مشوار ؟”..حرك ايمن راسه بالأيجاب،فتابعت هى بتسائل..
“مشوار ايه دا؟!”..
أخذ ايمن نفس عميق وتسائل تحدث..
“الأول عندك استعداد تساعدينى انا واحمد نعتذر لأيوب أخوايا ونستسمحه”..
حبيبه:بفرحة..”طبعا لو فى ايدى حاجه اساعدكم بيها انا مستعده”..
أيمن:”يبقى أجهزى وتعالى معانا”..لمح القلق والتوتر بدا يظهرو عليها..فتابع بهدوء”لو قلقانه مننا تقدرى تجيبى والدك معاكى”..
حبيبه:بتعقل..”مش حكايه قلق،بس انا برن على ايوب بقالى اكتر من 6 ساعات من ساعه ما وصل المستشفى مع ايوب أبنك وتلفونه مقفول وانا مش متعوده اروح فى اى مكان بدون علمه”..
أيمن:”أيوب فى العمليات مع ابنى ولسه مخرجش علشان كده قافل تليفونه”..
حبيبه:”ربنا بطمنك عليه ياارب،طيب ممكن أعرف احنا هنروح فين؟”..
أيمن:بصوت اختنق بالبكاء..”هنعتذر لأخونا ونطلب انه يسامحنا قدام مصر كلها”..
…………………………………………………
..بالمشفى..
حاله من القلق والفزع والرعب تحتاج قلب جميع الحضور..
ساعات طويله مرت وأيوب داخل غرفة العمليات برفقه الصغير..
ساعات طويله تبكى ليان بدون توقف..
وايضا تدعو الله بالحاح وتوسل شديد..
بجوارها زينب تحتضنها تارا وتربت على ظهرها بحنان،وتؤدى فروضها وتدعى من صميم قلبها تارا اخرى..
حتى اخير اً فتح الباب وخرج منه أيوب بوجهه يبدو عليه الفرحه وأقترب من والدته واحتضنها وهو يردد..
“العمليه نجحت يا ام ايوب”..
لتطلق زينب وابل من الزغاريط بسعادة غامرة تدمع لها العين..
وأسرع أيوب نحو احدى الجوانب وخر ساجدا يحمد الله مرارا وتكرارا..
أما ليان اذدادت حدة بكائها ولكن هذه المره تبكى من شدة فرحتها..
لم يظل ايوب طويلا واتجه نحو الداخل مره اخرى وظل بجانب ايوب داخل غرفه العنايه المشدده بعدما رفض ان يتركه نهائيا حتى يستعيد الصغير واعيه..
غافلا عن شقيقه أحمد المختبئ بأحدى الأركان بعلم من اللوا هانى ويقوم بتصوير شقيقه الجالس بجوار أيوب الصغير ممسك بكتاب الله يقرأ له ما تيسر من القرأن حتى تكون كلمات الله خير حافظ ومعين له..
أسرع أحمد واتجه نحو شاشة عرض موضوعه داخل أحدى غرف المشفى..
وقام اكثر من عامل بمساعدته ووضعوها امام غرفة ايوب الصغير..قام بتشغيل هاتفه ووصله بالشاشه،وجعل الصوت مرتفع ليصل لسمع شقيقه..
ليدوى صوت المذيعه منى الشاذلى..
“فى الفتره الاخيرة أشعل موقع التواصل الأجتماعى فيديو لشاب ماسك جيتار بيعزف بحرفيه عليه وبيغنى بصوت رائع أغنيه لوالدته،
الفيديو فى ايام قليله جدا،حقق نجاح ساحق،وبقى حديث كل السوشيال ميديا،مش بس بسبب الصوت الرائع او العزف المتمكن،ولكن بسبب اللى قاله الشاب عن نفسه قبل ما يبدأ غنى،ودا كان كفيل أننا نبحث عنه علشان نعمل معاه لقاء ويعرفنا أكتر على نفسه،لأنه حقيقى نموذج مشرف من شباب بلدنا الجدعان،
خلينا نرحب مع بعض..رفعت يدها وبدأ تعد على اصابعها واحد تلو الأخر،بالسباك،الكهربائى،نجار المسلح،لاعب البوكس والعاب القوه،عازف الجيتار،هبت واقفه..واللى رغم كل الظروف الصعبه دى قدر يكون بأصراره وعزيمته وبدعاء والدته..
“ظابط دكتور بالجيش المصرى أيوب زيدان وزوجته مدام حبيبه زيدان “..
دوى صوت التصفيق من جميع الحضور بحراره..
الأسم أخترق سمع أيوب الجالس بغرفه العنايه..
هب واقفا بجسد ينتفض وسار نحو شباك الغرفه وازاح الستار قليلا،لتتسع عيناه بصدمه حين وجد الشاشه تعرض البرنامج أمامه..و شقيقه أيمن متقمص شخصيته ويجلس بجوار زوجته..
ضيق عيناه ونظر بتفحص لهيئتهم..ليبتسم بفرحه حين تفهم مقصد شقيقه بتقمص شخصيته..
نظرت المذيعه للجمهور امامها وتحدثت بتسائل..
“هو دا اللى كان ظاهر فى الفيديو يا شباب؟”..
تحدثو جميع الحضور بأجماع انه هو..
حركت منى رأسها بالنفى، ونظرت لأيمن وبهدوء تحدثت..
“المايك معاك،اتفضل اتكلم”..
أبتسم أيمن ابتسامه يخفى بها دموعه،ونظر لها وتحدث بمتنان..
“أولا انا بشكرك جدا يا أستاذه منى على مساعدتك أنى اجى انهارده وأقول قدام كل الناس”..نظر للكاميرا..”أنا أسف يا أيوب،أنا غلطت فى حقك يا أخويا”..
هب واقفا وأشار على نفسه..”أنا مش أيوب،انا اخوه،لم يستطيع التماسك أكثر وبدأت دموعه بالهبوط على وجنتيه ببطء..توأمه اللى استعر منه وعيره بجهله بعد ما هو اتخلى عن تعليمه علشان يعلمنى انا وأخوه الصغير،وبعد كل اللى عملته معاه هو قاعد جنب ابنى فى مرضه بيرعاه بنفسه،
ليظهر الفيديو الذى صوره أحمد لايوب وهو يقرأ بكتاب الله بجوار ايوب الصغير..
” أنا جاى أنهارده وعايز أقولك أنا أسف،وبترجاك تسامحنى”..
نظرت منى لحبيبه الباكيه وبابتسامه تحدثت..
“ومرات أيوب يا ترى عايزه تقوله ايه؟”..
حبيبه:بخجل”اولا انا عايزه اقوله ميزعلش منى علشان خرجت وجيت البرنامج انهارده من غير ما اقوله”..
ضحك ايوب من قلبه على برائه حبيبتة..
صمتت حبيبه لبره وتابعت بحب شديد ظاهر بعيونها..
“انا جيت أنهارده علشان عايزه أقول لايوب جوزى،انت أحلى هديه من ربنا حصلتلى فى حياتى،وانا فخوره بيك يا أيوب ،وفخوره انى مراتك،وربنا يديمك ويديم وجودك فى حياتى”..
نظرت المذيعه للكاميرا وبابتسامه تحدثت..
“تعالو نشوف فيديو تانى موجه لدكتور ايوب برضه”..
نظرو جميعا نحو الشاشه ليظهر جميع عائله ايوب،وحتى حماته وحماه،كلا منهم يخبره بمدى حبه له بكثير من البكاء،
حتى توقفت الكاميرا على شقيقه احمد الذى تحدث بندم ورجاء..
“أنا اسف يا ايوب،انا غلطت فى حقك سامحنى”..
سارو جميعا بالكاميرا معهم واتجهو نحو شباك غرفه العنايه الواقف خلفها أيوب يبكى من شدة فرحته..
ليدوى التصفيق مرة اخرى حين ظهر اخيرا الدكتور ايوب زيدان الحقيقى على الشاشه بثياب عمله..
وقف احمد أمامه ينظر له برجاء حتى يسمح له ان يرتمى بحضنه..
لم يتردد ايوب وأسرع نحو الخارج،ليركض أحمد هو الاخر ويرتمى بحضن شقيقه فور فتحه للباب واحتضنه بقوه ويبكى بنحيب ويعتذر منه مرات ومرات..
نظر أيوب للكاميرا وبثقه تحدث..
“أنا عارف انك مش هتيجى غير لما اقولك تعالى،صمت لوهله..تعالى يا أيمن،هات مرات اخوك وتعالى،انا مستنيك يا ابن ابويا”..
هرول أيمن نحو الخارج بعدما القى السلام على المذيعه وشكرها بحراره هو وحبيبه وسارو نحو المشفى..
حتى وصلو اليها اخيرا..
ليركض ايمن نحو شقيقه أيوب وارتمى داخل حضنه يحتضنه بقوة ودموعهم تتساقط من عيونهم بغزاره..
أقترب احمد واحتضنهم هو ايضا واتجهو ثلاثتهم نحو والدتهم الباكيه من شدة فرحتها وضموها لحضنهم،
اقتربت حبيبه من ليان وهنا والقت عليهم السلام،
واحتضنو بعضهم بود،وسارت حبيبه وليان نحو ازواجهم يحتضنوهم بقوة،وعشق ليس كمثيله عشق..
واحمد ممسك بيد خطيبته يقبلها بعمق..
………………………………………………….
..بعد مرور بعد الوقت..
أصبح ايوب الصغير بأفضل حال بفضل الله ثم عمه الذى لم يتركه للحظه..
وحين خرج من المشفى تفاجئ بأشقائه قد بنو شقه والدهم وجعلوها اروع ما تكون،لكلا منهم غرفته الخاصه به برفقة زوجته يباتون بها عندما ياتون لزياره والدتهم وشقيقهم كل اسبوع،ووالدتهم لها اجمل غرفه،
واليوم الخميس اجتماع العائله كالعاده،يسهرون سويا حتى تشرق الشمس بنورها..
أستغل ايوب أنشغال توأميه أحمد وايمن برفقه أشقائه الذين يحبونهم حبا جما،وسحب زوجته نحو غرفتهم غالقا الباب خلفهم..
حبيب:بخجل..”أيوب انت بتهزر،سبنى اخرج،عايزهم يقولو علينا ايه دلوقتى”..
أحتضانها ايوب بحب ظهرها مقابل صدره وببراءة مصطنعه تحدث..
“أنتى فكرانى هعمل ايه بس يا بيبه”..قبل وجنتيها وسار بها نحو فراشهم وجذب الغطاء والقاه ارضاً..
لتشهق حبيبه بعنف حين ظهر فستان زفاف ابيض رقيق للغايه كان اسفل الغطاء ،ومعه كافة شيئ تحتاج أليه العروس..
أستدارت حبيبه ونظرت له بذهول وعيون ترقرقت بالدمع وبتسائل همست..
“أيه دا يا ايوب؟”..
نظر ايوب لعيونها بعشق وبابتسامه حانيه تحدث..
“انتى فاكره اننى ممكن انسى انك ملبستيش فستان فرح يا حبيبه”..قبل جبهتها..”هسيبك تجهزى علشان هنعمل فرحنا وسط اهلنا هنا فى بيت ابويا”..
أستدارت حبيبه وارتمت داخل حضنه وضمته بكل قوتها وبحب شديد همست من بين ضحكاتها وبكائها الحاد..
“انت عشق وقلب وفرحة حبيبه يا أيوب يا حبيب حبيبه”..
أيوب:بفرحه لفرحتها”وانا كفايه عندى أشوفك مبسوطه كده يا أحلى واجمل زوجه فى الدنيا”..
وضع جبهتها على جبهته وتابع بمزاح..
“هبعتلك امى ومراتات اخواتى يساعدوكى على ما مامتك واختك يوصلو وهاخد انا ولادك الحلوين احميهم علشان أخواتى يلبسوهم البدل بتاعتهم على ما انا البس بدلتى انا كمان”..
قفزت حبيبه بفرحه طفوليه بين يديه وهى تردد..
“الله يا ايوب انا مبسوطه اوى ان ولادنا هيحضرو فرحنا”..
ضحك ايوب بصوت عالِ وبتاكيد تحدث..
“ليكى عليا كل مره ربنا يرزقنا بولاد هعملك فرح والبسك فستان وهشوفك كل مره احلى عروسه،وكانى بشوفك للمره الاولى يا حبيبه”..
وبين الكثير من الحب والفرح،طلت حبيبه بفستانها الابيض بهيئه ولا اروع تخطف الانفاس،والتقطو الكثير والكثير من الصور برفقة أحبابهم،
واخيرا بشائر الخير أغاثت القلب بعد الكثبر من العناء،..
………………………………………………
..بعد مرور عدة ايام..
هبه لم تطيب جروحها بعد..
وقتا ليس بقليل مر عليها وهى لم تفق من حزنها،
تقدم لها الكثير من الشباب،
عبد الرحمن برفقه والده ولكنها لم تقبل عرضه للزواج منها،
وحتى المهندس بدر عرض عليها الزواج بأحدى محاضراته ولكنها أيضا رفضته..
فهناك شيئ ما بقلبها المجروح يميل بشدة لصاحب الشطائر المفضله اليها..
كعادتها تجلس شادره بمفردها بأخر المدرج..
..بدر..
كعادته يراقبها من أن لأخر بعيون ملتهفه لنظره من
عيونها الممتلئتين بالعبرات، والمحاطتين بهاله من السواد تدل على شده حزنها..
هيئتها هذه ألمت قلبه بعنف..جعلته يقطع حديثه فجأه ويصمت لدقائق واخذ نفس عميق وبصرامته المعهوده تحدث..
“مهندسه هبه”..
اى هبه..اين هبه؟؟..
غارقه هى ببحور ذكرياتها..
وبرغم عيونها الدامعه الا ان هناك أبتسامه راضيه زينة ثغرها المزموم حين اخترق صوته أذنها..
صوته كهاتف بعيد يذكرها بهذا الأحمد الذى يأتى يوميا اسفل منزلها،ويظل بالساعات حتى يلمحها من شباك غرفتها..
وحين تقع عيناه عليها يبتسم لها ابتسامته العاشقه ويترك لها علبه صغيره على جانب الطريق وينصرف على الفور..
لتسرع هى وتركض نحو الخارج وبلهفه تأخذ العلبه وتفتحها بفضول..
لتجد بها طعامها المفضل شطيرة المربى بالقشطه..
أعاد بدر اسمها بصرامه اشد..
“مهندسه هبه”..
ضيقت عيونها ونظرت له بتفاجئ،وبصوت مرتجف حزين همست..
“احمد؟؟”..تمعنت النظر لملامحه اكثر وتحولت نظرتها لأخرى مذهوله وبعدم تصديق تابعت..”احمد انت بدر؟؟!!”..
تهللت اسرير بدر وتنهد بصوت مسموع وتحدث بفرحه غامرة..
“أخيراااااااااااااااا”..رفع كلتا يده وضعها على رأسه ودار حول نفسه وبلحظه كان ركض داخل المدرج متجه نحوها حتى وقف امامها مباشرة ومال بوجهه عليها مقترب منها بشدة حتى كادت انفهما ان تتلامس لولا هبه تراجعت سريعا للخلف بمقعدها،نظر داخل عيونها بعشق وبتنهيده تحدث..
“أخيراً حتى بالك أن احمد هو بدر يا هبه”..
نظرت هبه حولها وجدت جميع الطلاب ينظرون لهم ببتسامه حالمه بلهاء،تنحنحت بحرج وبستحياء همست..
“احححم..انت اللى طريقتك وانت مهندس غير وانت احمد بتاع السندوتشات”..
وضع يده بجيب سرواله وأخرج علبه قطيفه كبيره نوعا ما،لتتسع اعين هبه وتنظر للعلبه بدهشه،فتحها بدر امام عيونها ليظهر بها دبلتين واحده فضه واخرى ذهب وتذكرتين سفر..نظرت له هبه بتسائل،ابتسم لها وبتمنى تحدث..
“هكون اسعد انسان فى الدنيا لو قبلتى تتجوزينى وتشاركينى حياتى ياهبه”
ظهر الخوف والتردد على وجهه هبه،ليسرع الطلبات بألحاح عليها حتى تقبل طلبه،
أمسك بدر التذكرتين ووضعهم امام اعينها لتشهق بفرحة غامرة حين وجدتهم تذاكر لرحله حج لبيت الله الحرام..
رفعت عيونها ونظرت له بابتسامه حزينه،تأمل هو ملامحها وبعشق تحدث..
“هاخدك ونسافر لبيت الله الحرام وهناك عيطى براحتك وخرجى كل حزنك ياهبه”..
حديثه أثلج قلبها،واخيرا عثرت على المكان التى ستبكى وتخرج كل اوجعها به،
اخذت نفس عميق وبخجل همست..
“بابا موافق على الدكتور بدر لكن انا موافقه يا احمد”..
تخبره انها مكتفيه به ووافقت عليه حتى ولو لم يكن دكتورها..
نظر بدر لها بعيون تصرخ عشقاً وتحدث بأمر دون ان يبتعد عن عيونها..
“سمعونا زغروطه يا شباب”..
وأخيرا عوضها ربها عن حزنها وتعبها برجل سيكون لها خير زوج..
بينما من ظلمها يقضى فترة عقابه بين جدران السجن المظلمه..
تمت بحمد الله..
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به)