روايات

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الفصل الثالث عشر 13 بقلم نسمة مالك

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الفصل الثالث عشر 13 بقلم نسمة مالك

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الجزء الثالث عشر

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به البارت الثالث عشر

تزوجته فقرا فأغناني الله به
تزوجته فقرا فأغناني الله به

رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به الحلقة الثالثة عشر

تقف حبيبة داخل مطبخها، تجهز طعام الغداء لزوجها، ممسكة بهاتفها،
تعاود الأتصال على والديها، وشقيقتها مراراً وتكراراً بلا توقف،
تأففت بضيق بسبب عدم ردهم عليها، وبيقين تمتمت..
“لا كده فى حاجه حصلت”..
ترقرت عبراتها وتابعت بتوسل..
“ياااااارب طمنى عليهم..”
وضعت هاتفها بجيب منامتها القطنية وبتنهيدة همست..
“تعالى بقى يا أيوب…
انا خايفه وقلقانه..”
شعرت ببوادر دوار يداهمها،وبدأ جسدها يرتجف قليلاً، وألم حاد هاجم معدتها فجأه، جعلها تشعر أنها على وشك التقيئ، فأسرعت نحو المرحاض بخطوات واهنة، حتى وصلت إليه،ارتمت أرضاً على ركبتيها،وبدأت تتقيئ بعنف،ومن بين آهاتها تردد اسم زوجها ببكاء..
“اااااه يا أيوب تعالى”..
ظلت فترة ليست بقليلة داخل الحمام، حتى توقفت عن التقيئ بعدما أصبح وجهها شاحب، ومتعرق للغاية دليل على شدة تعبها، تلتقط أنفاسها بصعوبة،دموعها أغرقت وجهها،لا تعلم سبباً لكثرة بكائها اليوم، تبكى بحرقة،
تحاملت على نفسها وبصعوبة هبت واقفة، مستندة على الحائط بجسدها، وسارت لخارج الحمام..
همت بالتوجه للمطبخ مرة أخرى، لكنها استمعت لصوت أتِ من سقف الصالة الخشبى، صوت شيئ يتحطم،
ضيقت عينيها بدهشة، وبخطوات بطيئة،حذرة سارت نحو الخارج، رفعت رأسها تنظر للسقف بتفحص،
لتتسع عيناها بصدمة، وانقطعت أنفاسها حين رأت السقف بدأ بالسقوط فوقها، حالة من الهلع انتابت قلبها جعلتها تيبست بمكانها، لم تسعفها قدميها للركض حتى تنجى بحياتها، ظنت أنها ستلقى حتفها الآن لا محالة، أغمضت عينيها باستسلام، ورضا تام بقضاء الله، لتنهمر دموعها بغزارة على وجنتيها، حينما تخيلت حالة زوجها، وألمه على فراقها، ارتخاء جسدها جعلها، تتراجع للخلف قليلاً، وسقطت أرضاً أمام الحمام بلحظة سقوط السقف، الذى صدر عنه صوت ارتطدام قوى للغاية والكثير من الغبار، الذى يعيق الرؤية،ويسبب اختناق لمن يستنشقه،
صرخت بألم حاد حين سقطت على إحدى قدميها أعمدة خشبية، بل أصبحت قدمها عالقة أسفل حطام السقف، بكت بانهيار من شدة ألمها، ومن بين شهقاتها الحادة تردد اسم زوجها بتقطع..
“أيوووووووب..”
بوهن وضعف شديد أعتدلت جالسة،وحاولت سحب قدميها، ولكنها تأوهت لأن الألم كان مبرحاً،
حاولت استجماع قوتها، ورفع الأعمدة من على قدمها، ولو قليلاً حتى تستطيع اخراج قدمها،
ولكنها لم تقدر على رفعها أنشاً واحداً حتى،
لتشعر فجأة ببرودة شديدة بكامل جسدها،وتدفق سائل دافئ من قدمها العالقة، فيبدو أن قدميها أصيبت بجرح نافذ، وشدة هلعها جعل الدماء تسيل بغزارة،
ارتجف جسدها مرة أخرى بعنف اكبر، وبدأت تسعل بسبب أختناقها من الأتربة، الناتجة عن الحطام الذى حوالها،
مدت جسدها أرضاً هذه المرة، وبدأت تفقد وعيها رويداً روايداً،
لتتذكر هاتفها الذى بحوزتها داخل جيب منامتها،
بيد مرتعشة مدت يدها، وأمسكته، وضغطت طلب احد الأرقام دون أن ترى بمن تتصل،
ليرأف الله بحالها حين استمعت، لصوت زوجها، الذى أعاد لها روحها قليلاً، جعلها تصرخ بصوت عالِ..
“أيوووووووب الحقنى..”
نهت جملتها وأغمضت عيونها فاقده وعيها أخيرا بطمئنان بعدما تأكدت أن زوجها سيأتى لأجلها قبل حتى أن تسترد وعيها مره اخرى..
صوتها الصارخ الذى اخترق قلبه قبل أذنه،والظهار عليه مدى تألمها،جعل زوجها يركض بسرعه البرق..يود لو يسبق الرياح حتى يصل اليها،
ليستمع لصوت بوق متكرر بألحاح لسياره تسير بجوراه،وعبد الرحمن ينادى عليه برجاء وقلق بادى على وجهه..
“أيوب”اوقف يا ابنى وأركب..انا هوصلك أسرع..
بحرفيه ذهلت عبد الرحمن قفز أيوب داخل السياره من شباكها المفتوح،أصبح جالسا بجانب عبد الرحمن..
لينظر له بدهشه وعيون متسعه على أخرها وبأعجاب تابع..
واااااو عملتها ازاى الحركه الجامده دى؟؟!..
نظر له أيوب نظره حارقه،وخبط بيده على المقود بعنف وبأمر تحدث..
اتحرررررررك يا بنى أدم..
بخوف مصطنع أسرع عبد الرحمن بالقياده بأقصى سرعه،..
بأنفاس منقطه وضع ايوب الهاتف على أذنه وببوادر بكاء صرخ..”حبيباااااه انا جايلك يا حبيبتى”..
ظن هو انها قد علمت بموت أبن شقيقها،لا يعلم بأن هناك
فاجعه تنتظره،..
بدأ الهلع يتملك من قلبه أكثر كلما اقترب من المنزل..لينظر لعبد الرحمن وبرجاء تحدث..بسرررررررعه..
ذاد عبد الرحمن السرعه اكثر..حتى اخيرا وصل امام منزله..
لتنقطع انفاسه حين وجد تجمع عدد من جيرانه امام باب المنزل..
قفز خارج السياره خلفه عبد الرحمن..
ليسقط قلبه أرضاً حين استمع احدى الواقفين يتحدث بفزع..
السقف بتاع شقه الخاله ام ايوب وقع..
ركض لداخل المنزل،يصعد الدرج كل ثلاث درجات معا،وبنهيار يردد..
“مرااااااااتى فووووووق يا عبد الرحمن”
فاجعه كادت ان تجعله يفقد الحياه من شده فزعه وهلعه..
تجمدت الدماء بعروقه،تعرق جبينه فجأه بكثره،اصبح جسده بارداً كالثلج،..
هيئته تدل على انه أصبح جسد بلا روح حين لمح سقف منزله ساقطاً رأساً على عقب،وزوجته حبيبة قلبه أسفل حطام
هذا السقف..
انقطعت أنفاسه النابعه من انفاسها هى،
نبضات قلبه،أمانه،فرحة عمره تتلخص بزوجته”حبيبه”..
سالت الدموع من عينه وصراخه كاد يحطم الحوائط من حوله من هول فزعه،يردد من بين صرخاته..
“حبيباااااااه”..
حاول فتح الباب لكنه قد اغلقته الأعمده الخشبيه من الداخل بأحكام..
ليفقد أعصابه وبدأ يكسر الباب بكل قوته وببكاء حاد يصرخ..
حبيباااااه ردى عليااااااا…
أسرع عبد الرحمن بأيقافه،وتحدث بتأثر لهيئة أيوب التى تدمى القلوب..
ايووووب اهدى،اللى انت بتعمله دا مش هيفتح الباب..
اسرع ايوب بفتح باب أخر خاص بطيور والدته،
وخطى لداخل وبلحظه كان تسلق الجدار المؤدى لداخل شقتهم ..
ليساعده عبد الرحمن وأسند قدميه بكتفيه حتى يستطيع الوصول لفوق السور،قفز أيوب نحو الداخل بحرص شديد خوفا من ان تكون زوجته اسفل السقف..
كم الأتربه الناتجه عن الحطام لم تكن هينه،جعلته غير قادر على رؤيه زوجته الملقاه أمام الحمام..
بجسد يرتجف بعنف من شدة فزعه، وببكاء،وتوسل يردد..”حبيبه”..ردى عليا يا حياة أيوب..
أسرع بالتوجه نحو غرفه النوم يبحث عنها بأرجائها،صرخ بعنف يستنجد بخالقه عندما لم يجدها داخل الغرفه..
“يااااااااااارب”..
وضع يده على جبهته،ودار حول نفسه كمن فقط عقله من هول صدمته..
أبتلع ريقه بصعوبه وبيقن ردد..
“حبيبه فى الوقت دا بتعملى الغدا”..
بلهفه سار خارج الغرفه، وأسرع بحمل الاعمده الخشبيه واحداً تلو الأخر ليستطيع الوصول الى المطبخ والحمام..
عينه تسيل منها الدموع لا أرادياً..
حمل الكثير من الاعمده حتى انه حمل العمود الذى كان فوق قدم زوجته،وهم بالتوجه لداخل المطبخ..
لترتطم قدمه بقدم زوجته المصابه جعلتها تتأوه بأسمه بين الوعى واللاوعى..وبضعف شديد همست حبيبه متأوه بأسم زوجها كعادتها..
“أيوب”..
همسها هذا استمعه هو بقلبه..أعاد له انفاسه المسلوبه..
بل اعاد له روحه التى غادرت جسده بغيابها عنه..
جثى على ركبتيه ورفعها بين يديه بلهفه،يضمها بكل قوته ويهمس بأذنها بصعوبه من بين شهقاته الحاده..
يا قلب وحياة أيوب..يقبل كل انش بوجهها..انا هنا ياروحى..
يتفحص جسدها بعنايه..يتأكد انها لم تصب بأذى..
حتى وصل لقدمها النازفه..فنشطر قلبه حين لمح جرحها الغائر..لم يجد سوا قميصه الذى اسرع بخلعه وشق قطعه منه وضمت بها قدمها بمهاره حتى يمنع النزيف قليلا..
وضعها برفق ارضاً وركض نحو غرفتهم احضر لها اسدال صلاتها ،وعاد اليها والبسه لها على عجل،واتجه نحو الاعمده الخشبيه التى تعيق فتح باب الشقه،حملها بعيدا عنه ليستطيع فتحه،ليندفع عبد الرحمن والكثير من رجال منطقته للداخل يودون مساعدته..
اسرع ايوب نحو زوجته حملها بين يديه بحرص وركض بها نحو أقرب مشفى..
……………………………………
..بأحدى اقسام الشرطه..
تجلس هبه بمكتب رئيس المباحث،تنتظر تفريغ محتوى الكاميرات بمنزل زوجها لستكمال التحقيق معها،بعدما أصر زوجها بتهامها انها هى من قامت بقتل صغيرها عن عمد..
جالسه بثبات شديد، جعل من يحققون معها يظنون انها فقدت عقلها وأصبحت بحاله من اللاوعى لما يحدث حولها..
فنظرتها الزائغه،وملامحها الشاحبه لا يبشران بالخير ابدا..
بينما هى صابره،راضيه بقضاء الله وقدره،وتردد بلا توقف..
“الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”..
قوة ايمانها ضاعفت صبرها،وقوة تحملها على شدة بلائها..
تحاول جاهدة كبح عبراتها المتحجره بمقلتيها،
تأبى تحريرهم،ليس لعدم تألمها،ولكنها تفكر بوالديها وشقيقتها أكثر من نفسها..
تريد ان تكون بخير لأجلهم،لن تحتمل أصابه احدهم بأذى..لن يحتمل قلبها اكثر من هذا،يكفى ان فقدان صغيرها جعل والدتها تسقط بجلطه بقلبها فى الحال،وحالتها لا يرثى لها،ستخضع لعمليه بالقلب فور أفاقتها..
أغمضت عيونها بعنف وغصه احتاجت قلبها أكثر حين تخيلت رد فعل شقيقتها فور علمها بوفاة عزيزها،بل قلبها كما تلقبه حبيبه دائماً..لهنا ولم تحتمل اكثر،فباغتتها عبراتها وسقطت بغزاره على وجناتيها..بكائها هذا جعل رئيس المباحث الذى يحقق معاها يتنهد براحه،وبابتسامه متاثره تحدث..
مدام بكيتى يبقى حالتك مطمئنه،ونقدر نكمل تحقيق..
نظرت له هبه برجاء،وهمست من بين شهقاتها بصعوبه..
من فضلك عايزه اطمن على والدتى ووالدى واختى..
هم بالرد عليها،ولكن طرقات على باب المكتب يله دخول عبد الرحمن مندفعاً كعادته قطع حديثهم..
هب رئيس المباحث واقفاً،واقترب منه القى عليه السلام بحراره وتحدث بترحاب..يا مرحب بالغالى..احتضنه وربت على ظهره ببعض العنف وتابع بمزاح..مش هتبطل دخلتك اللى زى دخله المخبرين دى يا ابنى؟..
ابتعد عنه عبد الرحمن وربت على كتفه وبابتسامه تحدث..”ليك وحشه يا شهاب”..
تحولت ابتسامته لأخرى عابثه وبحاجب مرفوع تابع بتاكيد..”ولا مش هبطل”..
اتجه بنظره لهبه الخافضه رأسها تبكى بصمت،..
ها طمنى وصلتو لفين؟؟..
شهاب:بعمليه..انا مرضتش انزلها الحبس زى ما طلبت يا عبد الرحمن..نظر له عبد الرحمن بمتنان..فتابع شهاب بأسف..
الزوج صمم اننا نراجع كاميرات شقته،علشان نشوف سبب وفاة الطفل..
ارتفعت شهقات هبه اكثر،بكائها يقطع نياط القلوب،تبكى بمراره..
اقترب عبد الرحمن وجلس امامها مباشرة،يتأملها بتفحص هيئتها بتمعن،وبصوت صارم،رزين نطق باسمها لمرته الاولى..
“هبه”..
رفعت وجهها ونظرت له بعيونها الباكيه،تلك الأعين السوداء التى برغم شدة حزنها الا انها تمتلك سحر خاص،
وجهها الملائكى الذى يكسوه الحزن،
أنفها الصغير المنمق،وجنتان بارزتان،شفاه مكتنزة،
جمالها البرئ جعله يبتسم لها أبتسامه مطمئنه وبهدوء تابع..
“اطمنى يا هبه انا صاحب أيوب جوز أختك”..
هبه:بلهفه..هو فين أيوب؟..مسحت دموعها بظهر يدها..
ممكن تكلمه من فضلك عايزه اطمن على حبيبه..
بكت بنحيب اكبر..وبابا وماما كمان لو سمحت..
اندهش عبد الرحمن من جملتها هذه،فمن يطمئن على من؟!..
هى من توفى صغيرها ومتهمه بقتله،تحمل هم أسرتها بأكملها..رفع يده ومسح على جبهته وشعره الغزير ببعض العنف..فكم الصدمات المتتاليه التى سقطت على هذه العائله تفجع القلوب..
“موت الصغير،اتهام والدته بموته،مرض الجده،واكتملت بما حدث لحبيبه”..
لم يستطيع اخبارها بما حدث لشقيقتها،وتحولت نظرته المندهشه لأخرى معجبه،وبتاكيد تحدث..
“أيوب مع والدك فى المستشفى هيطمن على والدتك،ويجى ورايا”..
بكت هبه بنهيار اكثر،نظر عبد الرحمن لشهاب وبرجاء تحدث..
سبنا شويه يا شهاب وابعتلنا ميه وعصير لو سمحت..
انسحب شهاب للخارج دون النطق بكلمه من شده تأثره ببكاء هبه الذى يبكى لأجلها للحجر..
اخذ عبد الرحمن نفس عميق وبتنهيده تحدث..
“هبه من فضلك اهدى،واحكيلى اللى حصل علشان اقدر اساعدك”..
رفعت هبه يدها وضعتها على موضع قلبها،وبتوهان،وضعف بدأت تتحدث بصعوبه من بين شهقاتها الحاده..
“مش هنكر واقول انى مموتش ابنى”..
نظر لها عبد الرحمن بصدمه،فتعالت شهقاتها وتأوهت بعنف وتابعت بأسف..”مكنش المفروض اسيبه لأبوه الخاين ابدا”..
ارتجف جسدها بشكل ملحوظ وبدأت تفقد السيطره على انهيارها..”كنت لازم اخده معايا ويفضل فى حضنى”..
اسرع عبد الرحمن بقطع حديثها وهب واقفا،حتى لا تفقد اعصابها اكثر من ذلك،وبأمر تحدث..
هبه هنأجل كلمنا دلوقتى،وتعالى معايا لو حبه تطمنى على والدتك..
حركت هبه رأسها بالايجاب،وبضعف ووهن شديد همت بالوقوف..فاشار لها عبد الرحمن ان تظل جالسه وتابع بأمر..
مش هنمشى الا لما تشربى العصير كله..اتجه نحو الباب وفتحه وبغضب مصطنع تحدث للعسكرى الواقف امامه..
“روح يا ابنى هات عصير بدل اللى شهاب باشا شربه”..
نظر له العسكرى بدهشه،يسأله بنظرته كيف علم؟..
فحرك عبد الرحمن رأسه بالايجاب،وبثقه تابع..
“صاحبى وحفظه”..
…………………………………….
..بالمشفى..
حبيبه تبكى بنحيب داخل حضن زوجها الذى محتضنها بحمايه،ويقبل جبهتها بعمق مرات ومرات،
فبعدما اطمئن عليها وقام بتضميم جرحها بنفسه،أخذ منها عينه دماء،وقام بتحليلها،لتتأكد ظنونه بحمل زوجته،
فبرغم شدة حرصه معها،واتخاذه كافه الاحتياطات لتأجل الحمل وقتا،الا ان اراده الله فوق كل شئ،واراد ان تحمل زوجته بطفلهم الاول فى هذا التوقيت العصيب..
شعر هو بدموعها التى اغرقت ثيابه..
فرفع وجهها جعلها تنظر له،وبدأ يزيل دموعها بشفاتيه،ويده تربت على كافه ظهرها بحنان بالغ،وبرجاء شديد يهمس بأذنها..”كفايه عياط يا حبيبه بالله عليكى”..
تمسكت به حبيبه بكل قوتها،ملتفه بكلتا يدها حول خصره،دافنه وجهها بحنايا صدره،وبصعوبه من بين شهقاتها تحدثت..”كنت واثقه انك هتلحقنى”..بكت بعنف شديد..
“كنت مرعوبه أموت من غير ما أشوفك يا أيوب”..
أسرع ايوب بحملها بحذر،واجلسها على فخذيه،وضمها داخل حضنه وبلهفه تحدث..
ربنا يحفظك ليا يا حياة وعمر ايوب،امسك وجهها بين كفيه..
ربنا يحفظك ليا ويجعل يومى قبل يو؟..
قطعته حبيبه بشفاتيها،تقبله بحب شديد ودموعها تتساقط على وجناتيها بغزاره..
أبتعدت عنه ونظرت لعيناه وبابتسامه من بين دموعها همست..
“ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا حبيب حبيبه..
……………………………………….
..أيوب..
رفع يد حبيبه على فمه،وقبل باطنها بحب شديد،وابتسم لها أبتسامته التى تذيب قلبها،ولكن ابتسامته هذه المره باهته،
ضيقت حبيبه عيونها،ونظرت له بتمعن،وبقلق همست..
“أيوب”..نظر لها نظره تحمل الكثير من الحزن،وبين كل هذا الكم من الحزن،هناك نظره تلتمع ببريق أمل،
وفرحه قريبه،ستكون هى وصغيرها القادم سببها..
تفهمت حبيبه نظرته هذه،تحفظه هى،وتحفظ أدق تفاصيله..
شهقت بعنف واسرعت بوضع كف يدها على فمها تكتم شهقاتها الناتجه عن بكائها الشديد الذى جعل دموعها تسيل على وجنتيها بغزاره،وبصعوبه همست من بين شهقاتها..
“قولى مين اللى مات يا أيوب؟؟”..
نظر هو لها بدهشه،واسرع بجذبها داخل حضنه..
فتابعت هى بثقه..نظرتك بتقول ان فى حد مات وانت مش عارف تجبهالى أزاى..
جز ايوب على أسنانه بعنف،وأختنق صوته بالبكاء وبغصه مريره تحدث..
“حبيبه فى خبر حلو عارف انه هيفرحك أوى”..
رفعت رأسها ونظرت له بعيون غارقه بالدمع وهمست برجاء..
“قولى الوحش الأول”..
هم أيوب بالرد عليها،ولكن طرقات على باب الغرفه كانت ملجأه للهروب مؤقتا من سؤالها،اسرع نحو الباب وفتحه،
ليجد صديقه عبد الرحمن برفقته هبه الباكيه محتضنها والدها بحنان،ويبكى لبكائها ايضا..
أشار لهم أيوب ان يظلو مكانهم والتفت لحبيبه التى تنظر بفضول،تود ان ترى من بالخارج،وبابتسامه تحدث..
“حبيبه هشوف حاله فى الطوارئ وأجيلك”..دار بعينه بارجاء الغرفه الفخمه،وغمز لها بشقاوة، وتابع بفخر..
“دى المستشفى العسكرى اللى جوزك اتعين فيها ظابط دكتور”
أبتسمت حبيبه بفرحه،ولكن عيونها لم تتوقف عن البكاء،
قذف لها قبله بالهواء..”مش هتأخر عليكى”..
نهى جملته واسرع نحو الخارج غالقا الباب خلفه..
اقتربت منه هبه وتحدثت بصعوبه من بين شهقاتها..
“طمنى على حبيبه يا أيوب”..
نظر لها أيوب بتأثر وبأسف تحدث..
“البقاء والدوام لله يا هبه”..
هبه:بنحيب..ونعمه بالله..رفعت عيونها للسماء..لله ما أعطى ولله ما أخذ،ولا نقول الا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا اليه راجعون..تنهدت بألم..طمنى على أختى..بكت بنحيب اكبر..وأمى..
قوة إيمانها،وصبرها على أمر الله جعل أيوب وعبد الرحمن،وحتى والدها ينظرون لها بندهاش..
تنقلت بنظرها بينهم،وقررت دفن وجعها بين ثنايا روحها،فهناك من هم بحاجه إليها،مسحت دموعها،ورسمت ابتسامه زائفه على شفاتيها وتابعت..”بتبصولى كده ليه؟”..
أطمنو انا لسه متجننتش..
ربت والدها على ظهرها وببكاء تحدث..
“من يومك وانتى ست العاقلين يا هبه”..قبل جبهتها..ربنا يكملك بعقلك ويصبر قلبك يا حبيبتى..بكى..وقلوبنا على سفيان الغالى..
هبه:برجاء..”طمنى يا أيوب”..ابتلعت ريقها بتوتر..حبيبه عرفت؟..
حرك أيوب رأسه بالنفى وبأسف تحدث..
“مش عارف اقولها”..صمت قليلا وتابع بتنهيده..”حبيبه حامل”..
تهللت أسارير هبه ووالدها،وتحول بكائهم لبكاء فرحه،وببكاء تحدثت هبه..
“سبونى معها لوحدنا شويه وانا هقولها”..
نظر لها والدها بقلق..فبتسمت له وبتاكيد تابعت..اطمن يا بابا..
بكت بنحيب..خبر حمل حبيبه رد فيا الروح..وحسيت ان ربنا بيطبطب على قلبى..نظرت لأيوب..بس طمنى على ماما يا أيوب علشان ادخل لحبيبه..
أيوب:أطمنى يا هبه..مامتك انا هعملها عمليه القسطره والدعامه بنفسى وبأذن الله هتبقى زى الفل..
حركت هبه رأسها بالايجاب،ومسحت دموعها سريعا وسارت نحو غرفه شقيقتها،وقفت امامها تعيد بذاكرتها قول الله تعالى..
“سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ..
أخذت نفس عميق وطرقت على الباب وخطت للداخل بعدما استمعت لصوت شقيقتها تسمح لها بالدخول..
بتوتر ملحوظ نظر أيوب لعبد الرحمن وتحدث بمتنان..
تعبتك معايا يا عبد الرحمن..ربت على كتفه..تسلم وتعيش يا صاحبى..
عبد الرحمن:بابتسامه..عنيا ليك يا أيوب..انت عارف غلاوتك عندى..
بدا أيوب بالسير ذهابا وأيابا بقلق وخوف على زوجته حبيبة من قلبه..
اقترب منه محمد وتحدث بأحراج..
لو سمحت يا أيوب يا ابنى انا عايز انقل نجوى لمستشفى التأمين اللى تبع وظفتها او وظفتى علشان اعملها العمليه هناك..
أيوب:بعتاب..يعنى يا عمى محمد يبقى جوز بنتك دكتور فى المستشفى هنا وحضرتك تاخد حماتى تعملها العمليه بره؟!..
محمد:بتفاجئ..ما شاء الله.انت اتعينت هنا يا ابنى؟؟..
أيوب:ايوه يا عمى..الحمد لله بفضل ربنا ودعوات امى..نظر لعبد الرحمن.واللوا هانى وصاحبى عبد الرحمن..
حين يتهيئ العوض بصديق خلوق رغم معرفتهم التى لم تتعدى غير شهور قليله،ولكنه أصبح ونعمه الصديق..
عبد الرحمن:بغضب مصطنع..قصدك أخويا عبد الرحمن..
………………………………………..
..بشقه سيف..
فاجعه..بل فضيحه..جعلت سيف اوشك على الاصابه بشلل حين شاهد كيف توفى صغيره..
يقف بين رجال الشرطه الذين شاهدو تسجيلات الكاميرات معه،خافض رأسه بخزى،يود حقا أن تنشق الأرض وتبلعه هو وفضيحته..
الصدمه فقدته النطق للحظات وفجأه بدأ يضحك بصوت عالِ..ورغم شدة ضحكاته الا ان دموعه تسيل على وجنتيه بغزاره..وبدا يهرتل بالحديث كمن فقط عقله..
يعنى انا جبت لأبنى مربيه بدفعلها مرتبها بالدولار علشان بكل اهمال ترمى ابنى على طرف السرير..
تعالت ضحكاته..وتجيلى جرى وانا اترمى فى حضنها وأغضب ربنا واسيب ابنى يقع يموت بسببى..بدأ يصرخ بجنون..
ابنى مات وانا السبب..ااااااه يا سفيان..
ظل يصرخ كثيرا،وبدأ يكسر بكل شئ امامه بحاله من الانهيار التام..
أسرع رجال الشرطه بالسيطره عليه ووضعو الاساور الحديديه بمعصميه وبأسف تحدث احدهم..
حضرتك كده متهم بقضيه أهمال انت والمربيه أدت لموت الطفل،ولو مرات حضرتك رفعت عليك قضيه زنا هيبقو قضيتين..
بنحيب يبكى سيف وبندم تحدث من بين شهقاته..
ايوه انا كنت بزنى وسبت ابنى يقع ويموت،وكمان ظلمت هبه ودوست على قلبها وأتهمتها بقتل ابنها..اعدمونى وريحونى من عذاب ضميرى اللى هعيش بيه طول عمرى..بعترف انى خونت مراتى اكتر من مره..
ذادت حدة بكائه..وأخر مره خونتها ابنى مات وانا السبب..
بما يفيد ندمك الأن؟..
بعدما فقدت صغيرك،ووصمت شرفك،وسمعتك وصمه عار مدى الحياه..
سار برفقه الشرطه نحو مصيره الأسود،تاركا والدته تبكى دما وينزف قلبها حسره على وحيدها الذى خذلها بدون ذرة رحمه..
……………………………………………
بأمريكا..
يركض أيمن بكل سرعته خلفه احمد شقيقه داخل المستشفى المتواجد بها أيوب الصغير،بعدما هاتفه احدى الأطباء،واخبروه بتدهور حالته..
وجد والدته تجلس على احدى المقاعد تضم زوجته الباكيه وتبكى لبكائها..
سقط قلبه أرضا،وجف حلقه،وأوشك على فقدان وعيه من شده فزعه،وبحذر اقترب منهم وتحدث بهلع..
أيوب كويس صح؟..ابتلع غصه مريره..ابنى عايش يا ماما..
زينب:بابتسامه من بين دموعها..اه يا حبيبى الحمد لله عايش..
انفجر ايمن بالبكاء كطفل صغير واقترب من والدته ارتمى اسفل قدميها يقبلها مرات ومرات وبتوسل تحدث..
سامحينى يا أم ايوب..يقبل حذائها وهى تحاول جاهده ابعاده،وتبكى بعنف..علشان خاطر ربنا سامحينى يا أمى..
اسرع احمد شقيقه وارتمى هو ايضا اسفل قدم والدته يقبل قدميها وبندم تحدث..
حقك على قلبى ورأسى يا أمى..أنا اسف..يقبل يدها وقدميها..انا غلطت فى حقك سامحينى..
زينب:ببكاء حاد..مسمحاكو يا ضنايا..قلبى راضى عنكم..
وهيرضى اكتر لما ترجعو لحضن اخوكم وتبقو ايد واحده زى زمان..
نظر لها ايمن بعيون يغرقها الدمع وبتأكيد تحدث..
هنرجع احسن من الاول..وحياتك يا ام ايوب لنترمى تحت رجل ايوب ونطلب منه السماح بس ترضى عننا..
ربتت زينب على وجه ايمن وبابتسامه من بين دموعها تحدثت..
عارفه يا حبيبى..دا انتو تربيه ايوب وكنت واثقه فى الله انكم مهما غلطو هتعرفو غلطكم وهترجعو لحضن اخوكم..تنهدت براحه..وبعدين أيوب هو اللى هيجى هنا..
نظر لها أيمن بعدم فهم..فنظرت زينب لليان التى تبكى بنحيب من شدة تأثرها تحثها على الحديث،وبصعوبه همست ليان من بين شهقاتها..
ابنك محتاج يعمل العمليه بأسرع وقت وللأسف الدكاتره هنا رافضين يعملولو العمليه لأن نسبة نجاحها لا تتعدى ال5%..
ايمن:بلهفه..خلاص نسافره يعمل العمليه فى مصر..
ليان:بأسف..حالته متسمحش اننا ننقله خطوه من مكانه..
زينب:بصرامه..انا هكلم أيوب واقوله يجى على اول طياره..
تنقلت بنظرها بين ابنائها وببكاء حاد تابعت..ايوب مستحيل يتأخر عنكم ابدا..
أيمن:برجاء..سبينى انا اكلمه يا أمى..بفرحه اومئت له زينب..
فنظر ايمن لزوجته بسترضاء وعيون راجيه أن تسامحه هى أيضا..
بادلته ليان النظره بأخرى جامده،بارده..ولكن بداخلها تود بستماته ان ترتمى داخل حضنه لعل قلبها يهدأ لو قليلا بقربه..
تفهمت زينب نظرتها هذه جيدا..فنظرت لأبنها بغضب مصطنع وتحدثت بأمر..
واد يا ايمن خد مراتك فى حضنك ياواد..
هب ايمن واقفا واقترب من زوجته الجالسه،وبلحظه كان جذبها من خصرها رفعها داخل حضنه حتى أصبحت قدميها لا تلمس الأرض..
دفن وجهه بعنقها اسفل حجابها يقبله بحب، وبرجاء همس بين قبلته..انا أسف..يا أحلى واطيب زوجه فى الدنيا..
بكل قوتها تمسكت ليان به..تضمه لداخل حضنها بلهفه،وببكاء حاد همست..أبننا يا ايمن..
رفع ايمن راسه ونظر لعيونها وبيقين بالله تحدث..
بأذن الله هيخف..ابتسم بثقه..دا اسمه على أسم عمه،وانتى بقى متعرفيش قدرات اللى اسمهم أيوب..قبل جبهتها بعمق..
عمه هيعمله العمليه..بكى بعنف..وبأذن الله ربنا هيجعل الشفا على أيد ايوب ابن زينب..
انتبه احمد على صوت بكاء مكتوم ياتى من خلفه..
استدار بلهفه ليجد خطيبته واقفه تبكى بصمت..
ممسكه بيدها باقه من الورود وتنظر له بعتاب ممزوج بالعشق..
أقترب منها أحمد ووقف امامها،ومد يده بجيب سرواله وأخرج دبلتها،وامسك يدها ووضعها بها وقبلها بحب،وبندم تحدث..
“هنا انا اسف”…
هنا:ببتسامه خجوله..خلينى أسلم على ماما زينب..
نظرت زينب لأبنائها ببتسامه راضيه وتمتمت بسرها..
ربنا يحنن قلوبكم على بعض يا ولادى،ويجمعنا بيك على خير يا ايوب يا ابن قلبى..
………………………………………..
..هبه..
محتضنه حبيبه الباكيه بنهيار وبتحذير،وبغضب مصطنع تتحدث..
حبيبه..أجمدى..نظرت لها برجاء..قوينى بيكى يا حبيبتى..أبتسمت لتخفى دموعها..انا مش عايزه اشوفك بتعيطى كده..هتخلينى أنهار انا كمان..
حبيبه:بنحيب..ااااه يا سفيان يا قلب خالتك..ضمت شقيقتها بحب شديد..ااااه على حرقه قلبك يا هبه يا حبيبه اختك..
ابتعدت عنها ونظرت لها بحنان وتابعت بأمر..عيطى يا هبه..
متكتميش فى قلبك أبوس ايدك..قبلت يدها..انا مش مستغنيه عنك يا حبيبتى..
هبه:بابتسامه..انا عندى أستعداد اعيط عمرى كله لو دا هيرجعلى أبنى..تنهدت بألم حاد..بس أطمنى يا حبيبتى انا الحمد لله راضيه،وأبنى ربنا اختاره يكون فى الجنه..هيكفله سيدنا ابراهيم وستنا ساره لحد ما يجمعنى بيه على خير..
أحتضنتها حبيبه بلهفه،وتحدثت بحب شديد..
بعيد الشر عنك يا قلب اختك..ربنا يحفظك لينا يا هبه..
خبط ايوب وخطى للداخل بوجه ظاهر عليه القلق..
ليشعر بغصه بقلبه حين لمح زوجته تحتضن شقيقتها ويبكيان بنحيب..
أقترب منهم وربت على ظهر زوجته بحنان وبجديه مصتنعه تحدث..
ينفع يعنى تعيطو انتو التلاته كده؟؟..
على مضض أبتعدت حبيبه عن حضن شقيقتها ونظرت لزوجها بستغراب وتحدثت بعدم فهم..
تلاته مين؟..
نظر ايوب لهبه وبتسائل تحدث..
انتى لسه مقولتلهاش يا هبه ولا أيه؟؟..
حركت هبه رأسها بالنفى..فنظر أيوب لحبيبه،ومد يده وزال دموعها بطرف اصابعه وبفرحه لامعه بعيناه تحدث..
“انتى حامل يا حبيبه”..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تزوجته فقيرا فأغناني الله به)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى