رواية ترويض ملوك العشق الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم لادو غنيم
رواية ترويض ملوك العشق البارت الثامن والخمسون
رواية ترويض ملوك العشق الجزء الثامن والخمسون
رواية ترويض ملوك العشق الحلقة الثامنة والخمسون
#ترويض_ملوك_العشق
#الجزء_الثانى_مواجهة_القدر_الحلقة_الاخيرة❤
#لادو_غنيم_أديبة_الأحساس_العازف
ـــــــ
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌼»
ـــــ
بشقة “نسرين” كان يقف'”عامري”كالدرع الحامى أمام “فريحة” مستعداً للموت من أجل الحفاظ على شرفها’و’حينما اقترب الرجلين منهُ بدأ بالعراك معهم يمنعهم من الوصول إليها’كان يتلقى لكمة بمعدته فيرد بلكمه بوجه الآخر’و’يعود الآخر بركله فى صدرهُ فيتراجع بألم للوراء ثم يعود له بعدت لكمات متتاليه’ظل يدافع عنها بكامل طاقته حتى شعر بأنفاسه تتصارع بلهفه.’و’بدمائه تسيل من فمهُ’و’أنفهُ لكنه لم يستسلم لهم’فكل ما كان يشغل عقله هو حمايتها و قطع أي يد تحاول أن تمزق شرفها’أما هى فكانت تقف خلفه مباشرتا تراقب ما يحدث له بقلب يتمزق من الألم فـهو بمواجهة رجلين يفوقه جسدياً’و’عضليا اللكمة من يد احدهم كانت تجعله يتراجع خطوات للوراء. لكنها أيضاً كانت تراه يعود لهم بشراسه يبادلهم اللكمات’و’الركلات بقوة تجعلهم أيضاً يتألمون
اما نسرين فكانت تراقب ما يحدث بإعجاب فقد ذاد إعجابها به’مما جعلها تنهض’و’تلوح لرجالها بالتوقف’ثمَ ذهبت اليه بعدما نزعت الجوانت الجلد’و’لمست فمهُ بقول ”
شوفت جبت دم إزاي بقي بزمتك دي تستاهل إنك تنزف دم عشانها”
أخذ انفاسه بلهفه يُجيب بوجهً حاد”
ما أصل عديمة الشرف اللي زيك متعرفش يعنى إيه الشرف غالى’و’يتفدي بالروح’
زمجرت بإستياء”
دا أنا قولت إتعدلت من بعد العلقه المحترمه اللي خدتها”
علقة ايه يا أم علقه إنتِ مش شايفه عملت ايه في رجالتك مش، شايفه وشهم متشلفط إزاي’و’لا البعيدة قذره’و’عامية كمان”
رفعت يدها لتصفعهُ لكنهُ أمسك بها.’و’لف جسدها بقوة حتى أصبحت يدهُ تربط عنقها'”
أي حركة منكم الست بتاعتكم هتغور في داهية’ياله يا شاطر منك ليه إمشي من هنا ”
حاوله الرجال التقدم’لكنه شدد من ضغطته على عنقها بتحذير”
الخطوة الجايه فيها كسر رقبتها ”
تدخلت “نسرين” بحده’و’هى تحاول الإفلات”
إنتَ مفكر نفسك هتقدر تمشي من هنا تبقي بتحلم.’إنتَ أجبن من إنك تعملى حاجة”
لو هو جبان فاأنا بقي في كل الأحوال داخله السجن بسببك”
التفت أنظارهم الى “فريحة” التى تمسك السلاح’و’تسلطه إتجاهها’ فتدخل'”عامري بصوت يحذرها”
إهدي ما تتهوريش’و’إنتَ يا بغل منك ليه غوروا من هنا بدل ما تروحوا في الرجلين اللي قدامكم دي هتدخل السجن في كل الأحوال بلاش بقي تتجرجره معاها’
نظرالرجلين لبعضهما ثمَ نفذ الأمر’و’ذهبا مما جعل “نسرين” تصيح بغضبً”
رايحين فين يا كلاب’و’الله ما هسيبكم ”
أقتربت منها “فريحة” تناظرها بزمجرة”
بقي عاوزه تقضي معاه الليلة يا قذرة. داأنا أقتلك قبل ما إيدك تلمس شعره منه”
أغمض عينيه بإستياء من حديثها قائلاً”
يارب يالى بتصبر العباد صبرنى على ما بلتنى
اما'”نسرين “فقالت بتجريح”
يالى معندكيش دم هو مش بيحبك إنتِ لازقاله كدا ليه ما تخلى عندك كرامه’و’إبعدي عنه”
أرتجف قلبها بحزن’لكنها حاولت الصمود بزمجرة ”
إنتِ مالك يحبنى أو ما يحبنيش’يا صفرا’يابنتى إنتِ مش شايفه نفسك قذرة إزاي. تصدقى بالله إن “جاسم” الله يرحمه كان خسارة فيكى”
هتف “عامري”
مش وقت الكلام دا يا فريحه إدخلى دوري على أي حاجة نربطها بيها”!!
ذهبت'”فريحة “سريعاً تبحث عن شئ يكبلها’و’بعد دقائق عادت إليه’و’بيدها روب لانچيري أحمر اللون.’فضيق عينيه بتساؤل”
ايه اللي إنتِ جيباه دا ”
ملقتش حبال’فقولت أتصرف’و’جبتلك روب هنعرف نكتفها بيه”
حرك رأسه بياسً منها.’ثمَ تحرك’بنسرين’و’جعلها تجلس بـالقوة على المقعد’ثمَ أمسك بالجاونت’و’أمسك به السلاح.’و’أعطاها إياه بالقوة بعدما فرغه من الطلقات.’جعلها تمسك به بالإجبار لتتبدل البصمات’منه ثمَ تركه بجوارها.’و’أمسك بالروب ليربطها.’لكن الشرطة أتت. برفقة’رؤوف’الذي فور دخوله قال'”
“عامري” باشا إيه اللى جاب ساعتك هنا “!
هبقى احكيلك المهم أقبض على” نسرين”قتلت أخويا”جاسم”
إحنا عرفنا كل حاجة مسكنا العيال اللى معاهم الجثة’و’زمانهم فى القسم.’تعالي ياإبنى خدوها على البوكس’و’ساعتك إتفضل معانا عشان ناخد أقوالك”
نفذوا الأمر جميعاً’و’ذهبُ برفقة الضابط'”
ــــــــــ
‘و’بعد ساعة داخل قسم الشرطة بمكتب “رؤوف”
كان يقف “جُبران’و’عمران” الذي وصل الآن’يتفحصن’وجه أخيهم’
إيه اللي دغدغ وشك كدا يخربيتك عينك الشمال مش باينه من الزرقان اللى حواليها”
سأله “عمران” فـهتف بإنكار”
دغدغ ايه يا”عمران”د أنا كسرت عضمهم هما بصراحة كانوا تيران بس اخوكم عصب اللكمة اللى باخدها كنت برد عليها بعشرة ‘
فحصه “جُبران” بعينيه”
جدع يالا. عاش’بس دا ما يمنعش إن هيئتك محتاجه راحه أسبوعين على الأقل’
تدخلت “فريحة” بحماس قائله”
بصراحة “عامري” كان عامل زي توم كروز.’إنتُوا مش متخيلين كان بيدافع عنى’و’بيضربهم إزاي. أنا مبهوره بيه. مع إنه إضرب بس مكنش بيسيب حقه’و’يرد الضربه بعشره
بتلك اللحظه دخل الضابط’و’نسرين’التى فور أن رئتهم قالت بكراهية ”
أوعوا تكونوا مفكرين نفسكم غلبتونى لاء أنا حتى لو دخلت السجن بردو مش هسيبكم’و’هخليكم تتشرده فى الشوارع'”عامري”ماضيلى علي خمس شيكات’كل شيك بـ اتنين مليون جنيه.’
التحمت عينيهم إليه بشراسه فقال بتفاهم”
إهدوا أنا مضيت على الشيكات عشان تسيب “فريحه” دي كانت ملبساها قضية القتل’
فرك “جُبران” لحيته ببعض الهدوء ”
تمام’مش “نسرين” معاها الشيكات تقدر تصرفها لما تخرج من السجن بقى’و’لو حبه تقدميها الفترة دي فبراحتك قدميها مش هتلاقي فلوس في حسابتنا يعنى الشيكات بدون رصيد”
ضيقت عينيها بحنق”
يعنى إيه مفيش فلوس في البنوك.’
تدخل “عمران” برسميه”
يعنى كل البنوك هتنكر إن فحسابتنا فلوس’
كدا أخوكم هيدخل السجن بسبب إنكاركم’
تحدثت بإنفعال.’فرد عليها”جُبران “برسميه”
متشغليش بالك بأخويا إحنا هنخرجه منها بكل سلاسه”
هتفَ’عامري’ببسمة ماكره”
حابب بس أصحح حاجه “لنسرين” الشيكات اللى معاكى تبليها’و’تشربي ميتها عشان تهدي النار اللي جواكى.’لإن بإختصار شديد الإمضاء اللي عليها مش إمضتى”
تجحظت عينيها بذهولاً ”
إنتَ بتقول إيه. إنتَ كداب إنتَ مضيت عليها قدامى”
صح مضيت عليها قدامك.’بس مضيت بـإيدي الشمال’و’أنا مش أشول.’و’بكدا الإمضاء اللى علي الشيكات مختلفه عن شكل إمضتى الحقيقيه لإن إمضتى الحقيقية بإيدي اليمين” مش الشمال’
عانقه “جُبران” بفخراً ”
ربنا يجعلك دايما من أهل اليمين تعالي في حضن أخوك ”
تبادلا العناق أمام عين’نسرين’التى صاحت بجنون”
لاء مستحيل تكون دي النهاية لاء أنا مش هسيبكم سامعين مش هاسيبكم”
تجاهلها تماماً’و’تحدث “عمران” مباشرتا ومع الضابط”
إنت خدت أقوال “عامري” و”فريحه” نقدر نمشي و لا عاوزهم”
لاء خلاص تقدروا تمشوا.’اما بالنسبة لجثة “جاسم” فتقدر تستلمها بكرا من المشرحة”
“جبران بجدية”
تمام نسيبك إحنا بقي تحقق معاها بس خلى في علمك يا “نسرين” المحامى بتاعنا هيجبلك إعدام.’و’دا وعد مننا ليكى سلام ”
ذهبوا من القسم’و’عادوا إلى القصر’و’دخل “جُبران” إلي أبيه يتحدث معه على إنفراد يخبره بأمر’و’فاة أخيه ”
مكنتش مخطط إنه. يتقتل’كان كل تخططنا إنه يتخانق مع’نسرين’و’يدخل السجن عشان يتربي’بس للأسف الخطه كلها إتغيرت’و’عرفنا إن “نسرين” قتلته”!!
كبت الأب الحزن داخلهُ’و’سأله”
هو فين دلوقتي ”
المفروض نستلمه بكرا من المشرحه ”
أمره قائلاً”
أخوك ما يتشرحش.’فاهم يا “جُبران” جاسم “يخرج من المشرحة’من غير خدشه”
تنهد بطاعه”
حاضر عن اذنك”
غادر حجرة أبيه’لينفذ الأوامر.’تاركه يدعوا الله له بالمغفره’
ــــــــ
اما لدي “عامري” أمام حجرته’كان يتحدث مع “فريحة” التى تسأله ”
إنتَ دافعت عنى ليه’و’بلاش تقولي لو الواحد عنده كلب هيدافع عنه’
تبسم بألم”
لاء مش هقول كدا’أنا دافعت عنك لإنك من دمى’و’شرفك هو شرفى’و’بعدين اي حد مكانى كان هيعمل نفس اللى أنا عملته”
تنهدت بإستياء ”
كنت مفكراك عملت كدا عشان مشاعرك إتحركت”
أنا قولتهالك قبل كدا الحب مش بإيدي عشان أختار يا “فريحة”
‘و’أنا مش هضغط عليك أكتر من كدا’أنا هقبل عرض الشغل مع “شانيل” و هسافر. يمكن على رأي الكل لما أبعد تحس بيا’و’التلج يدوب’
قوص حاجبيه بغرابه”
هتسافري”
ايوه على رأيك بلاش أخسر كل حاجة’و’لو ليا نصيب أتجوزك. هتجوزك غصبن عنك’
هتسافري إمتى’!
آخر الإسبوع إن شاء الله’بس خلى فى بالك طول الإسبوع مش هسيبك عشان لما أبعد عنك تحس بفراغ’و’أوحشك ياله بقي تصبح على خير ”
بادلها البسمة بإقتناع”
‘و’إنتِ من أهله يا “فريحة”
ذهبت الى حجرتها بعدما قررت ألا تضيع كل شئ من يدها فقد جرحتها كلمات نسرين كثيراً’و’جعلتها تدرك أن الجميع يراها عديمة الكرامه’و’لذلك قررت أن تأخذ فترة راحه لتجعله يشعر بغيابها’
ـــــــــ
و’باليوم التالى بالصباح بعد آذان الظهر’كانوا جميعاً يقفون بالمدفن يقرأن القرآن أمام’مدفن’جاسم’ليغفر الله له ذنوبه.’بعدما صلوا عليه صلاة الجنازه’. ظلوا بجوارهُ يدعون كثيراً ليخففوا عنه وحشت القبر’و’بداخل قلوبهم ألماً فهو من دمائهم،’ظلوا هكذا حتى أذن العصر عليهم’فذهبوا”و’عادوا إلى القصر تاركين’جُبران’يجلس قليلاً بإنفراد معهُ بينما تنتظره “رؤيه” فى السيارة”
جلس على عقبيه أمام المدفن يتحدث مع أخيه ببحه مرهقه قليلاً ”
لأول مره هتسمعنى من غير ما تقاوح’على فكرة أنا عمري ما كرهتك.’إنتَ أخويا من صلب أبويا’بصراحه كنت بضايق منك أوي’تصرفاتك كانت بتجننى’بس رغم كدا بينى’و’بينك كنت من جوايا مبسوط إن ليا أخ كبير’عارف كان نفسي دائما يبقى عندي أخ كبير لما أغلط أروح أقوله لما أبقي مضايق أروح أحكيله. لما الدنيا تيجى عليا أروح أترمى في حضنه عشان يطبطب عليا.’بس يوم ما لقيتك كان الكره’و’السواد مالى قلبك من نحيتى كرهتنى رغم إنى كنت بحبك لإنك أخويا.’حتى لما أتعديت حدودك مع مراتى طلعتلك الف عذر، عشان متتإذيش منى’كان نفسي تبقي معانا’و’تبقي رابعنا بس يا خسارة الآوان فات’على العموم أنا مش هنساك’و’هبقي آجي أزورك دائماً.’و’هفضل ادعيلك بالمغفره.’و: إنك تبقي من أهل الجنة’و’على فكرة أنا مسامحك يا أخويا ”
ثمً نهض’و’قرأ له الفاتحه’و’بعد الإنتهاء’نظر لمدفنهُ بوداع”
سلام يا “جاسم”
ذهبَ’الى سيارته.’و’ركب بجوار زوجته يناظرها بطلبً”
سامحيه يا “رؤيه”على اللي عمله’
تنهدت ببسمه حزينه”
مسمحاه من غير ما تطلب’ربنا يغفرله و ينور قبره”
ربت على يدها برفق”ثمَ قاد السيارة إلى أحد العيادات الخاصه’
ـــــــــــــ
‘و’بعد ساعتين كان يجلسً أمام الطبيب الذي فحصها.’كانت تفرك يدها بخوفً من أن يُكشف سرها.’
حالة الجنين مستقره.’لكن لازم لمدام “رؤيه” الراحه التامه عشان ما يحصلش إجهاد لا قدر الله’لإن جسدها ضعيف’و’أي حركة ممكن تآثر بشكل سلبي عليها’و’على الجنين”!
سألته بغرابة”
هو الرحم كويس يا دكتور قصدي يعنى مفهوش مشاكل”
لاء الرحم زي الفل لكن لازملك الراحه التامه يعنى حركتك تبقي على قد دخولك الحمام فقط.’و’باقي الوقت نايمه على ضهرك ”
ظنت أن الطبيبه قد شخصت حالتها خطأ. مما جعلها تبتسم براحه تحمد بداخلها الله’أما “جُبران” فكان يخفى حزنه عليها بقناع الصلابه’ثمَ نهضَ برفقتها’قائلاً ”
تمام يا دكتور تقدر تكتبلنا على العلاج اللي هتحتاجه’
كتبَ الطبيب الدواء ثمَ غادراه.’متجهين إلى القصر’
ـــــــــ
‘و’بالمساء بالتراث كان يقف”جُبران “و’يتحدث مع طبيبها على الجوال”
الطبيب بتفاهم”
مدام “رؤيه” حالياً مفكره إن معندهاش شق فى الرحم.’بس أنا’و’إنتَ عارفين إن الشق موجود’إحنا خبينه عليها زي ما طلبت منى عشان حالتها ما تتآثرش”!!
تنهد ببحة إنكسار”
كان لازم نكدب عليها عشان نفسيتها ما تتعبش أكتر.’و’متنساش إنك وعدتنى بإنها ممكن تخرج من الولاده عايشه طبعاً دا بأمر الله
الطبيب بجدية ”
في حالات كتير مرت علينا زي مرات حضرتك’و’في منهم كانوا بيخرجوا من الولادة عايشين’و’أطفالهم كمان بخير’بس دا طبعاً عشان كانوا بيلتزموا بالملاحظات اللى بديهالهم.’و’تنفذهم لطرق الراحه’و’العلاج’و’تحديدٱ لمعاد الولاده قيصري لإن لو حصل ولاده طبيعى الرحم هينفجر بسبب الشق’و’هيتسبب بتسمم الأم’و’الجنين. عشان كدا في الحالات اللى زي المدام بنضطر نولدهم قيصري قبل المعاد الطبيعى عشان نضمن عدم إنفجار الرحم.’دا غير إن بيبقى معانا أساتذه كبار فى غرفة العمليات عشان لو حصل أي حاجة نقدر نسيطر على الوضع ”
حاول الطبيب أن يطمئنه قليلاً’لكن خوفه عليها لم يسكت عن الصريخ بقلبه’و’قال له ”
تمام يا دكتور هنمشي على أوامرك’و’بإذن الله خير’مع السلامة”
أغلق الجوال’و’نظر لها’و’جدها تغفوا بنعاس’فذهبَ’و’توضأ ثمَ عاد’و’بدأ بصلاة قيام الليل بجوارها على الأرض’ليدعوا الله لها بالنجاه’و’الحمايه’
ـــــــــ
‘و’مرت سبعة أيام’و’خلالهم لم يحدث الكثير من الأشياء.’فكل شئ عادي و هادئ مثل الماضي”و’جاء يوم سفر “فريحه” بعد أن’و’دعت الجميع’ذهبت إلى الخارج حيث حديقة القصر’و’وقفت أمام”عامري”الذي ينتظرها بجوار سيارتها’
ياللا أديك هتخلص منى’
تحدثت بعين دامعه تخفي الم فراقها’فتنهد بشعوراً قبض قلبهُ لم يراوضه من قبل”
صدقينى هفتقدك جداً’أنا عاوزك تخلى بالك من نفسك’و’لو إحتاجتى أي حاجه في أي وقت قوليلي’و’أوعدك إنك هتلاقينى دائماً جانبك”
مد يدهُ ليصافحها’فحتضنت يدهُ بنبض جعلها تتشبث بيده’و’بعينيها سطوراً مسطره بألحان الحب'”
هتوحشنى أوي يا “عامري”
تبسم بحزناً غمم ملامحه”
‘أشوف’وشك على خير ”
سحبً يدهُ برفق من بين أصابعها الدافئه’و’بتعد خطوه للوراء’فحركت رأسها ببسمه يائسه’و’ركبت السياره برفقت السائق’و’ذهبت من القصر’اما هو’فتنفس بحزن لم يعرف من أين أتاه’و’ستدار للخلف’فوجد أخيه يقف’و’يناظره بتساؤل”
مالك شكلك زعلان كدا ليه”!!
مش عارف مكنتش متخيل إنها لما تمشي هزعل كدا”
حرك رأسه ببسمة الهدوء”
عشان إحنا كبشر ما بنحسش بالحاجه الحلوه غير لما بتروح من إيدنا”
قصدك إيه”
قصدي إنك بتحبها يا “عامري”
أنكر بقوله الهادئ”
لاء، محبتهاش أنا حبيبت فكرة حبها ليا’حبيت تمسكها بيا حبيبت محاولتها عشان تقرب مني’حبيت جنون حبها’حبيت طيبتها’و’مسامحتها ليا بعد كل كلمه قاسيه بقولهالها’قلبي لسه محبهاش بس إتعلق بتفاصيلها”
ربت أخيه على ذراعه قائلاً ”
هتحبها مدام حبيت كل التفاصيل دي فصدقنى مبقاش فاضل علي عشقك ليها غير تكه’ياللا روح وراها مضيعهاش من إيدك'”!
قطب جبهتهُ بتساؤل”
إنتَ شايف كدا؟
مش مهم أنا شايف ايه المهم إنتَ شايف إيه”
بصراحه كدا شايف إنى هفتقدها أوي’و’هشتاق لحبها ليا’و’جنونها’و’عفويتها”
لوح له برأسه ليلحقها بقول”
طب ياللا وراها لو سافرت مش هترجعلك تانى’الفرصه مش هتجيلك مرتين يا “عامري” إمسك فإللى بيحبك “و” صدقنى بحبها ليك هتخليك مش بس تحبها لاء دا إنت هتبقي عاشق لروحها”
باح له بأسرار العاشقين’فعانقه بحب أخوي’ثم خرج من عناقه’و’ركب السياره ليلحق بها’
ــــــــــ
‘و’بعد ساعتين بالمطار’كانت تقف “فريحه” بممر الدخول للطائره’و’عينيها لم تكف عن البكاء.’و’هى تتذكر تلك الأوقات اللى جمعتهم سوياً’حتى سمعته يحادثها بصوتاً تغزوه الجديه”
فى ناس هنا مش بتوفي بكلامها مش، قولتى مش هتسافري’و’تسبينى”
إرتجف القلب بنبضه هزت كيانها’فلم تكن تصدق أذنيها’و’إستدارت بلهفه تبحث عن صوتهُ حتى’و’قعت عينيها عليه’يقف خلف سور حديدي صغير’فتسعت عينيها بذهولاً لون فمها بالفرح’و’جعلها تركض إليه مثل الطفله الصغيره التى’و’جدت رفيقها’
ثم’وقفت أمامه تسأله بصدمه”
إنتَ جيت ورايا ليه أوعى يكون اللى في بالى’و’الله يجرالي حاجه”
بلل شفاهُ بمراوغه”
بصي من الأول عشان نبقي علي نور’لازم نبقي متفقين إنى لسه محبتكيش الحب اللي بتتمنيه’بس أوعدك إنى هحاول’و’على فكره كنتِ هتوحشينى أوي لو سافرتى”؟
شهقت ببكاء مسموع فنظر البعض لهم’فتحمحم بتفاهم”
مالك طيب بتعيطى ليه’بقولك’مش عاوزك تسافري’و’تسبينى لوحدي’و’
نظرت له بتساؤل’و’هى تذداد في البكاء”
‘و’هى دي شويه دا أنا عشت عمري كله بحلم بكلمه منك’
تنهد ببسمه هادئه ثمَ قال”
طب خلاص متعيطيش’و’على فكره أنا ناوي أتقدملك’و’أخطبك دا يعنى لو إنتِ موافقه ”
إنتَ لسه بتسأل أنا معنديش مانع إننا نتجوز
دلوقتي أصلاً”
حرك رأسه برسميه يحتويها التبسم”
إنتِ مش هتتغيري أبداً’لاء مفيش، جواز دلوقتي’
احنا هنتخطب عشان ناخد فرصه لعلاقتنا’لو حصل نصيب’و’علاقتنا نجحت هنتجوزك ‘إنما لو لاقدر الله
علاقتنا فشلت’هـ ننهي الخطوبه’و’كل حد مننا يروح لحاله”
هتفت بإصرار”
هتنجح طبعاً إن شاء الله يعنى’و’حتى لو ما نجحتش هنجحها بالعافيه’
قال بجدية ”
‘إحنا هنتخطب’و’ هسافر معاكى فرنسا’همسك فرع الشركة بتاعنا هناك’و’إنتِ’إنضمى لشانيل’إشتغلى معاهم’و’انجحى ‘عشان لا قدر الله علاقتنا لو فشلت مبقاش ضيعت كل الفرص منك’
أفهم من كلامك إننا بعد ما نتخطب هتسافر معايا فرنسا تشتغل هناك’و’أنا كمان أحقق حلمى’و’انضم لتيم”شانيل”
أيوة بالظبط كدا”!!
لم تكن تصدق أن أحلامها قد تحققت مما جعلها تقترب منه لتعانقه لكنها رفضَ مبتعداً للوراء ”
هتعملى ايه”
هحضنك”
هتفَ بنفى”
لاء، طبعاً تحضنينى لما تبقي مراتى إنما قبل كدا حرام ، ياريت بقي نتعلم أصول الدين شويه’
ضيقت عينيها بمراوغه ”
أموت أنا في أخلاقك بس يعنى الحضن مفهوش حاجه قرب بقي
أقرب إيه يابت ما تظبطى قولتلك مفيش أحضان قبل ما أكتب عليكى’و’الفرح يتم’
خلاص ماشي زي ما تحب”
هتفَ بتمنى”
و’ياريت بقي لو تلبسي الحجاب’و’لبسك يبقي محتشم زي “رؤيه”مرات”جُبران” لإنى محبش جسم مراتى يبقى باب لكل العيون .’أنا مش بأمرك أنا بطلب منك.’و’القرار ليكى”
طبعاً موافقه أوعدك إنى هلبسه’و’هنتظم كمان
على الصلاه ‘
فرك لحيته بمشاكسه”
شكلك هتخلينى أحبك بسرعه”
اتسعت عينيها بقناديل الغرام تبوح ”
والله ما هتندم إنك إدتنى الفرصه دي.’و’على رأي المثل خد اللي بيحبك. عشان بحبه هيصونك’و’يخليك دايب فيه”
ناظرها ببسمة رضا”
ماشي ياله خلينا نرجع القصر ”
ثبت يدها بيدهُ فقاله بجديه ”
معا إن بردوا التلامس دا حرام قبل الجواز.’بس مش هسيب إيدك المره دي”
غزت السعاده عينيها بقلبً يزروف شموع الفرح.’نبضات قلبها مثل الموج العالى تسحبها للأفق برنيم العاشقين’
إيدي مش هتسيب إيدك لآخر العمر يا “عامري”
قالت ما بقلبها’و’ما تتمناه فستقبله ببسمة أمل أنارت دربها’ثم ذهبَ سوياً إلى القصر”
ـــــــــــــــ
مرت الأيام’و’الأشهر’و’خلالهم تمت خطبت “عامري و فريحه” و’بعد ذلك سافروا لفرنسا ليبدؤا بعملهم’هو بفرع شركتهم’و’هى لتحقق حلمها بـالعمل مع “شانيل” أما بمصرُ’بحياة “جُبران’و’رؤيه” فقد ظل بجوارها على مدار تسعة أشهر لم يذهب بها إلى الشركه فكان يتابع أعماله من داخل حجرته بالقصر. فلم يكن يود أن يترك زوجته’فكان يهتم بطعامها’و’شرابها’و’مساعدتها في دخول الحمام.’و’أخذ الدواء’كان يرعاها بكيانه خوفاً عليها من أن يصيبها مكروه’أما هى فلم تكن تفعل شئ سوا النوم’و’قرائت القرآن يومياً بجوار صغيرته’و’إطعامها’و’الإهتمام بها فقد بدأت بتعلم السير’فكانت أتمت العام’و’التسع أشهر.’و’قد تعلقت كثيراً’برؤيه”و’أصبحت تنعتها بكلمة’ماما’بصوتها الصغير المتقطع بحروفاً مازالت تتعلمها’
أما “هلال” فكانت تذهب إلى عملها بالشركه كل يوم’و’عندما تعود تدخل إلى “رؤيه” لتطمئن عليها’و’ترعاها قليلاً ‘أما “عمران” فكانت حياته بين القصر’و’الشركه يتابع كل شئ بدلاً عن “جُبران” و’حينما يعود يرعى “هلال” و’يساعدها فى تجهيزات غرفة’طفلهما’أما باقي العائلة فكانوا جميعاً يتكاتفواً’و’يهتمون بمراعاة “رؤيه” و’هلال’
ــــــــــــ
“و” جاء اليوم الموعد لولادة “هلال” و’رؤيه”فقد أخبرهم الطبيب بأن معاد ولادتهم ستكون في نفس اليوم’بسبب تقارب موعد حملهما”و”ذهبوا إلى المشفى’أما”جُبران’فأخذ “رؤيه” فى موعد قبل الذهاب إلى المشفى”و’حينما وصلوا إلى المكان الموعود نزلوا من السياره’و’أبصرت عينيها على تلك اللوحه المعلقه على بوابة زهريه مكتوباً عليها”
«حضانة الرؤيه» كان الإسم مدون بالعربيه’و’الإنجليزيه’لم تكن تصدق ما تقرأه بعينيها الدامعتين بسعاده فقترب منها يحتوي يدها بيدهُ’و’دخل بها من البوابه لتتفاجئ بجمال’و’بساطة تلك الحضانه فرغم إتساعها’و’فخامتها إلا أن الوانها الراقيه بألوان تزهر العيون’و’محتواياتها: و’العابها’جعلتها غايه في البساطه’و’الجمال”
كانت تسبح بعينيها بها تناظر كل متراً بها’حتى شعرت به ياتى من خلفها يحتضنها’و’يحتوي بطنها المنتفخه بيداه’يتمتم بجوار أذنيها بكلماتً كالعسل’و’سط حياه مُره”
أنا اللى صممتها’و’إخترت كل حاجه فيها عشان تبقي شبه بساطة جمالك’و’فخامة حبك اللى مالى قلبي”
إحتوت يداهُ بتشبث على بطنها’تبوح بسعاده تغمرها”
دي أجمل هديه في حياتى’أنا مش مصدقه عينى’أنا فكرتك نسيت الموضوع أصلاً ”
و’هو أنا أقدر أنسي طلب روح روحي ”
أنا بحبك أوي يا “جُبران” و’فرحانه أوي عشان رايحه اجبلك حته منك’أنا متحمس أوي عشان أعرف النوع ايه’إنتَ عاوز’ولد’ولا’بنوته”
شدد من إحتضانه بها’و’كإنه الحضن الأخير. فقد كانه يعلم أنها على مقربه من الموت فقد أخبره الطبيب أن الشق قد تضاعف كثيراً بطريقه لم يشاهدها من قبل’مما جعل نجاتها املاً ضعيفاً”إرتوي قلبه من الألم’و’حزن الفراق لروح سكنت الروح’تألمت عينيه بمياه تود أن تغزوها لتغمر’و’جنتيه’لكنه لم يفقد الأمل’و’قبل’وجنتها بعدما قال لها”
أنا مش عاوز غيرك إنتِ من الدنيا’إوعدينى إنك تتمسكى بحياتنا’
كانت تجهل سبب ذلك الحديث’فقالت بعفويه”
اللي يسمعك يقول إن الدكتور قالك إنى هموت’
بعد الشر عليكِ متقوليش، كدا تانى إنتي هتعيشي بأمر الله عشان تربي عيالنا’و’تخلى بالك منىِ مش أنا حبيبك يرضيكِي تسيبى “جُبران” لوحده’و’تمشي”
لم يستطيع كبت دموعه أكثر من ذلك’فخرجت تبلل’وجنتيه’و’تحرك بياض عينه بخيوطً حمراء تشبه الشرار’أنين القلب الضائع مثل بحار وسط المحيط تائه ولا يجد مرسي’الحزن مثل الخيمه فوق قلبه تظلم لياليه القادمه بخوف الفراق’. عانقها بشوقاً جعلها تتألم بين يداه’لكنها لم تكن تود أن تتركُه فبادلته العناق بذات البكاء’فقد شعرت بثقل يحتل نبضاتها قبضه مميته ترهقها’
بحبك يا رؤية عينى”
‘و أنا بحبك يا جُبران رب العالمين ليا
إوعدينى إنك هتعافري عشانه
أوعدك يا حبيبي
إنتِ متأكده إن “جُبران” من غيرك هيبقي جسد من غير روح’فعشان خاطري بلاش تاخدي روحك منى”
روحى هتفضل معاك’إنتَ حبيبي’و’سندي’و’مأوايا’بقى بزمتك فى روح من غير مأوي’
أخرجها من عناقه يحتضن وجنتيها بيداه يبصر بعينيها لهفه احتواها للعشق’
أنا عندي ثقه فالله إنه هيقومك بالسلامه’ربنا رحيم’و’مش هيقبل بحرمنا منك”
مدت يدها’و’جففت دموعه ببسمة الأمل”
إن شاء الله يا حبيبي المهم إنتَ خلى بالك من نفسك’و’إستعد عشان لما أولد هسيبلك البيبي تسهر بيه طول الليل عشان أنام براحتى”
قومى إنتِ بس بالسلامه’و’متشليش هم حاجه’
طب أنا قولتلك قبل كدا إنى بعشق العشق اللي جمعنا’
لاء زي مانا بردوا مقولتلكيش إنى أسير الحب اللى مابنا”
بحبك يا جُبران قلبي
بحبك يا رؤية عينى”
عانقته بغراماً هز كيانهما’يأويهم بنبضات القلوب المتدفقه بتناغم من جوف القلب العاشق’لكيان أنثى و صلابة رچلاّ’يحتوي حبهما مثل الجوهره الثمينه فى عتمة ليالى القدر’
ــــــــــــــــــــــ
أما بالمشفى’فخرجت’هلال’من حجرة’العمليات’و’أصبحت بحجرتها بعدما إستعادة’وعيها’فوجدت'”عمران”يجلس بجوارها ممسكاً بيدها فقالت ”
“عمران” أناولدت صح”
قبل يدها ببسمة دافئه”
أيوة يا حبيبتي حمد الله علي سلامتك”
الله يسلمك يا حبيبي’هو فين او هى فين. ربنا رزقنا باإيه’ولد’ولا بنت’
نهضَ بسعاده تغمر كيانه’و’ذهبَ يحضر لها صغيرتها’و’عاد بفتاه جميله’و’ضعها بجوارها يهتف بغراماً”
أعرفك بـ “هلال عمران المغازي” بنتنا”
نظرت بدموعاً إلى تلك الصغيره التى تسكن ذراعها’و’خفق قلبها من الفرح’يتراقص بحلم قد تحقق’و’لمست يدها الصغيره بقولاً يسكنه البكاء”
“هلال” قلبي أنا نورتى حياتى يا عمري’إنتِ عارفه أنا ياما حلمت باللحظة اللى اشوفك فيها’و’أبقي أم لبنوته جميله زيك”
طب تقولي إيه لو قولتلك إن كرم ربنا كبير’و’كان شايلنا الأفضل دائماً’و’لما رزقنا غرقنا بنعمه’أقدملك’نعمان عمران المغازي’ابننا إنتِ جبتى تؤام”
ارتجفت برعشة البكاء الذي جعل عينيها تتسع من شدة الرضا بسعاده غرقتها مثل الأرض الجافه التى إرتوت بعد سنوات حرمان”
أنا جبت تؤام’يعنى أنا أم لولد’و’بنت”
جلس بجوارها بعدما وضعَ صغيرهم بجوار شقيقته’
أيوا إحنا عندنا ولد’و’بنت ”
كست الدموع وجهها’تدفقه كلمات الرضا’و’الحمد من جوفها تردد بحمد”
الف حمد’و’شكر ليك يارب الف حمد و شكر ليك يارب قد إيه إنتَ كريم’و’رحيم بعبادك ”
ظلت تشكر الله’وعينيها لم تغادر النظر من على صغيريها’اما “عمران” فكان يراهم مثل كنزه الثمين الذي عوضه الله بهم بعد سنوات من الرضا و تقبل القضاء’أدرك الأن أن الله لم يكن ينساهم’ولكنه كانه يحمل لهم الأفضل ليرزقهم به حينما يحين الموعد المناسب’سعادة الدنيا بتلك اللحظة كانت لا تضاهى سعادتهم فقلوبهم النابضه بعشقاً إحتواهم لسنوات ها هو الآن يثمر بصغيراً يدلون علي عشقم’و’ترابطهم بسلاسل الوفاء’و’الرضا
ـــــــــــــــــــــ
أماا بعد ساعه تقريباً بأحد غرف المشفى’كان يصلى”جُبران “فى خشوع بين يدين الله’بدموعاً لم تجف’يدعوا الله بأن ينجى” رؤيه”و’يخرجها على خير من حجرة العمليات’كان قلبه يرتجف من خوف الفراق’حتى دخلت اليه’السيده كريمان “تهتف بسعاده”
مبروك يا “جُبران” ربنا كرمك بولدين تؤام”
أنهى صلاته’بأدب’و’نهضَ يسأل عن زوجته’و’هو يجفف وجههُ بلهفه”
طمنينى علي “رؤيه” الأول
ربتت على ذراعه بطمئنينه”
“رؤيه” بخير خرجت’و’فى أوضتها بس لسه مفاقتش من البنج”
إرتجف الجسد بكهرباء الفرح’و’قبل رأس’والدته’ثمَ ركضَ إلى حجرتها’فوجد الطبيب بجوارها يتفحص الصغار النائمين بسرائر تحتويهم’فقترب يناظرهم بقلب التحم بدفئ لياليه مع معشوقته’يقبلهم بنظراته’فكم كانا جميلين يشبهونه كثيراً ”
حمد الله علي سلامة المدام يا “أستاذ جُبران”
البركه في مجهود حضرتك طبعاً بعد رعاية رب العالمين”
هتف الطبيب ”
الحقيقه الولاده كانت صعبه جداً’و’إضطرينا بعدها إننا نستأصل الرحم منعن لأي نزيف كان هيتسبب في تعرض حياة المدام للخطر”
تنهد برضا”
الحمدلله على كل حال المهم إنها قامت بالسلامه’
تبسم الطبيب بإتجاه الصغار”
من حسن الحظ إن كل طفل منهم كان في كيس لوحده عشان كدا شكلهم مختلف عن بعض.’فى توأم يبقوا نفس الشكل’و’بيسبب لهم مشاكل في التعامل مع الناس لما يكبروا بسبب قوة الشبه اللي بنهم”
تبسم ببسمة رضا إتجاه صغيريه بتودد”
أنا راضي بكل نعم ربنا.’ربنا يحفظهم’و’يبارك فيهم”
ربت الطبيب على ذراعه بإعجاب ثمَ غادر’
أما هـو فحمل صغيره الأول ينظر لعينيه اللتي تشبه عين زوجته’و’قال بحبً”
“أنس جُبران المغازي” أمك أنيستى في الدنيا’و’إنتِ هتبقي أنيسي لإنك شبها’
ضمه لصدرهُ يرحب به بحبً ملئ قلبه’ثم بدأ بترديد الآذان بأذنيه’و’النطق بالشهادة ليدخل الإسلام’
بعد الإنتهاء’و’ضعه على فراشه الصغير’ثمَ حمل إبنه الثانى يناظره ببسمة مراوغه”
إنتَ شبهى أوي كدا ليه’بص بقي يا سيدي أنا السند لأمك في الدنيا زي ما ربنا بعتها أنيسه ليا’بعتنى أنا كمان سند ليها’و’زي ما سميت أخوك “أنس” فإنت هتبقي “سند جُبران المغازي ”
قبل صغيره الذي يشبهه’ثمَ بدء بالآذان بجوار أذنيه ثمَ القي شهادة الإسلام’
‘و’حينما وضعه بجوار أخيه’و’رفع عينيه ينظر لحبيبته’رآها تبصر بدموع السعاده به’فقد شاهدت ما حدث منذ أن حمل صغيرهم الأول’
فتجهَ إليها’و’جلس بجوارها يقبل جبهتها’و’وجنتيها’فقالت بشوقً”
وحشتنى على فكره”
تبسم بها شوقاً”
‘الشويه اللي غبتيهم عني مكنتش عايش فيهم’روحى ردتلى لما شوفتك بخير يا نبض الروح”
تنهدت ببسمة حب”
إحنا جبنا ولدين توأم’
أيوه “أنس’و’سند” تحبي أجيبهم ليكي تشوفيهم”
لاء أنا عاوزه أشوف’نور’الأول”
قبل رأسها بحبً ذائد’ثمَ ذهب من جوارها’و’عاد بعد لحظات’و’معه صغيرته التى فور أن رئتها تبسمت بمراوغة الصغار تتمتم”
ما’ما_ما’ما
مدت يداها اليها بشوقاً”
ياقلب ماما تعالى في حضنى”
أخذتها في عناقاً دافئ جعل الصغيره تغفوا ببسمه على صدرها’أما هى فداعبت خصلاتها الصغيره بقول “واضح كدا إن نونو نعسانه’بس لاء مش وقت نوم يالا ركزي معايا عشان أعرفك على إخواتك”
بتلك اللحظه أتى “جُبران” بصغيريه يضعهم بجوارها ‘فأبصرت بهما بحبً سكنا قلبها’و’هتفت ”
بسم الله ماشاء الله ربنا يحفظكم.’حلوين أوي يا “جُبران” بصي يا نونو إخواتك حلوين إزاي”
لازم يبقوا حلوين مش أمهم جميلة الجميلات”
أنا مش مصدقة إن بقي عندي عائله جميله زي دي الحمدلله رب العالمين على فضلك علينا’و’كرمك’و’عطائك ”
بتلك اللحظه دخلت’و’الدتها’فتسعت عينيها بإكمال السعاده تقول”
ماما إنتِ جيتى إمتى مش قولتى مش هتقدري تيجى النهارده عشان جنازة خالى”
نهضَ “جُبران” و’ترك المجال لوالدتها لتجلس’و’نظرت الى أطفال إبنتها تقول بلهفه”
‘و’أنا أقدر مجيش في يوم زي دا حبيبتى حمدالله علي سلامتك’
بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن فيما خلق’بقى عندك ولدين يابنتى’
تبسمت’لجميع صغارها تهتف”
عندي تلت أطفال يا ماما”نور بنتى الكبيره”
ربنا يجازيكى كل خير على قد حنية قلبك ”
بدأ الجميع بالدخول’و’المباركه’بعدما باركُوا ‘لهلال”
ــــــــ
‘و’بالمساء حينما عادوا إلى القصر’غفت’رؤيه’و’هلال تاركين الصغار بحوذت أزواجهم’و’بممر الحجر كان يقف’جُبران’و’عمران’و’عامري الذي عاد من السفر’و’فريحه’و’كلن منهم يحمل صغيراً”
الله حلوين أوي يا “عامري” لما نتجوز أنا عاوز توأم”
قطب جبهتهُ بسخريه”
هما جايبنهم من كارفور عاوزه زيهم”
عاتبته بفظاظه”
مش دول إىخواتك’و’مرتاتهم جابوا توأم أكيد هتطلع زيهم’و’أنا هجيب توأم”
فى فرق كفائه يا ماما أوعدك لما أوصل لكفائتهم هخليكى تجيبى بدل التوأم أربعه”
حذره”جُبران “بأمر”
لو العيال صحيوا أقسم بالله لاهقدركُم بيهم لحد الصبح’
سانده “عمران” بقول”
بترغوا قد بلد’أسكت منك ليها أنا ماصدقت الولد ينام”
عجبك كدا أسكتى بقي خالص”
بتلك اللحظه أتت’السيده كريمان’و’ناهد’و’فاطيمه’و’صفاء
“قالت كريمان”
إيه يا حبايبي دا’إنتوا كدا مش هتعرفوا تروحوا الشغل الصبح’يالا هاتوا أحفادنا إحنا هنهتم بيهُم’و’إنتو كل واحد يروح على أوضته”
أخذت السيدات الأطفال’ليرعوهم طوال الليل أما الرجال فذهب كلن منهم إلى حجرته ليغفوا قليلاً’
ـــــــ
‘و’عند” جبران”فمدد جسده بجوار “رؤيه” التى فتحت عينيها متسائله”
فين عيالنا”
مع أمى بتهتم بيهم متقلقيش”
طبعاً مش هقلق ماما “كريمان” مفيش أحن منها”
لمس وجنتها يبوح بجديه ”
في حاجه عاوز أقولك عليها”
حاجة ايه”!
الدكتور إستقصر الرحم بعد الولاده عشان ميحصلكيش نزيف لإن حالتك مكنتش مستقره”
أخذت الأمر بقلبً رحب تحمد الله ببسمه لم تتبدل”
الحمدلله على كل حال’أنا هحتاج الرحم في ايه تانى’الحمدلله ربنا كرمنى بالأطفال عندي الولد’و’البنت ”
يعنى إنتِ مش زعلانه”
لاء لإن دا لطف من ربنا ياعالم كان هيحصلى إيه لو الدكتور معملش كدا’
إقترب’و’قبلها من جبهتها برضا”
ربنا يحفظك’و’يديم عليكى الرضا يا حبيبتى”
طب ممكن بقي تيجى في حضنى شويه عشان واحشنى”
قالت بشوقً تغزوه البسمه فلبي طلبها على الرحب’و’غفى علي صدرها يحتويها بذراعيه يستمع إلى نبضات قلبها التى تحييه”
ــــــــــــ
أما لدي “عمران” فكان يجلس بجوار “هلال” يلمس شعرها برفقاً يرعاها وقت نومها’فـشعرت بيداه’و’فتحت عينيها تبصر بعينيه متسائله”
“عمران” أنا مكنتش بحلم صح إحنا عندنا طفلين “هلال’و’نعمان»
قبل جبينها بسعاده هادئه”
أيوه يا حبيبتى ربنا كرمنا بولد’و’بنت’هلال’و’نعمان’
تنهدت ببسمة رضا”
الحمدلله يارب الف حمد’و’شكر ليك”
فرحانه يا حبيبتى
فرحانه دي كلمه قليله أوي علي اللي حساه. أنا حسه إنى في الجنه’و’ربنا كافئنى علي صبري’عارف يا “عمران” أنا قررت البس الحجاب’زي “رؤيه و فريحه”
قطب جبهتهُ بتأكيد”
إنتِ متاكده من قرارك. لإن مينفعش تلبسي الحجاب’و’ترجعى تقلعيه”
تبسمت بتأكيد”
متأكده طبعاً. دي أقل حاجة أقدر اقدمها لربنا على كرمه الذياده لينا”
قبلها من جديد بإقتناع’و’تحفيز”
ايوه كدا براڤوا عليكى’و’إنتظمى على الصلاه عشان تعلمى عيالنا دينهم”
إحتوت يدهُ تبصر بعينيه بتشابك القلوب المحمله للوفاء’و’الترابط”
عيالنا هنربيهم سوا على الحب’و’ التفاهم’و’الرضا’
‘و’الصبر’حبنا هنزرعه فى تربيتهم ”
بحبك يا هلال سما “عمران ”
بحبك يا”عمران “قلبي”
إنحنى عليها يعانقها بنيران العاشقين يأويها بلذت الوفاء’حبهما مثل الفيضان يروي قلوبهما المليئه بعشقً أثمر بصغيرين يشهدان علي غرامهما”
ــــــــــــ
أما بعد أيام تم السبوع’و’إجتمعت جميع العائله’و’عادت’نجمه’لتنضم معهم إلى مراسم السبوع الذي جمعَ جميع أفراد العائله’و’الأقارب’كانت الفرحه تعم على القصر’و’أغانى السبوع تملئ الأرجاء’كان كل ثنائي يحمل صغيريهم يطفون بهما’بكل حبً’و’إعتزاز’حملوا صغاراً يشهدوا على عشقاً أذاب القلوب’و’جعل الجميع راضيين’و’حامدين لفضل الله الذي جمعهم ليتآنسوا بقلوباً دافئه تصون الأعراض لآخر نبضة قلب بحياتهم”
ــــــــــ
بعد ثلاثة أشهر’على متن باخره’بالساحل الشمالى’كانه جميع أفراد القصر علي متنها يستمتعواً بعطلة الصيف’يتثامراً’و’يلعبون معا الصغار الذي أصبح عمرهم ثلاثة أشهر’ و’على مقربه منهم بأعلى متن الباخره’كانه يقف “جُبران’برفقة” رؤيه”
على حافة السور’ينظرون لصغارهم بسعادة تغمر قلوبهم”
شايف قد ايه حلوين’و’نور بقت متعلقه بيهم ”
أحتوي خصرها يحتويها بعينيه الدافئ كدفئ الشمس”
هما حلوين عشان أمهم عيونها حلوه زي حلاوة الشمس”
أبصرت ببسمة شقة’فمها الذي أخرج رحيق العبارات المزدهره بنعيم الحب”
عارف حبك في قلبي عامل زي الشمس بيدفينى’و’سط برودة القدر’
سالها فضول الغرام بعدما قوص حاجبيه”
كنتِ متخيلة أنى ممكن أحبك الحب الجنونى دا”
تنهدت بحديث الحب النابع من صميم القلب”
أيوة لأنى كنت بسعى لعشق روحك طنط قالتلى لو خلتيه يعشق روحك هتلقي السعادة’و’حب ملهوش مثيل.’و’أهو وصلت ‘و’بقيت حبيبة روحك”
بحبك يا رؤية عينى’و’نبض روح “جُبران”
بحبك يا “جُبران رب العالمين’يا أمان رؤيتك”
ضمها لصدرهُ يعانقها بنبض العشق الذي جعلهما يتحدان على ضوء الشمس يلوحاً بقلبً فضفاض بالحان مقطوعة الروح العاشقة’بعدما وجدا السلام بجوار بعضهما بتلك الحياة التى جمعتهم كغرباء’و’تركتهم عاشقين’و’أقرب الأقربين لبعضهم”عيونهم كانت مسطله برضاء السعادة علي صغارهم ثمرة غرامهم’بدأت للتو حياتهم فى سلام’و’حتوائ يدفئهم لأخر دقيقة بعمرهما’
سكنت الروح’و’الجسد بنبض الفؤاد’و’وصال الغرام’اسكنها بمأوي السند’و’الرفق’فاصبح لها'”جُبران رب العالمين لقلبها’و’أصبحت له “رؤية عينيه بتلك الحياة الأبدية❤
ــــــــــــــــــــــ«تمت بحمد الله»
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ترويض ملوك العشق)