رواية تربصت بي أعين قاتلة الفصل الأول 1 بقلم سارة أسامة نيل
رواية تربصت بي أعين قاتلة البارت الأول
رواية تربصت بي أعين قاتلة الجزء الأول
رواية تربصت بي أعين قاتلة الحلقة الأولى
هاا يا غفران هتتولي إنتِ المهمة دي.
قالت بعدم إهتمام وهي تُرتب بعض الأعشاب:-
– زيّ كل مرة هخلص عليهم وانتوا تيجوا تنضفوا يا بابا.
– طب خدي بالك وزودي الجُرعة علشان هما كتير المرة دي مش واحد زي كل مرة.!
– متقلقش دول شوية عيال ضايلين ومش هيلاقوا إللي يدور عليهم.
– امم ما دا إللي مفرحني إنهم شباب صايع والفايدة هتكون كبيرة، أصلًا محدش بيعدي من المنطقة دي ألا العيال إللي مش تمام..
غامت أعينها بصمت وهي تلتفت حولها تتأمل المكان، بالأحرى فُندق منزلي متوسط الحجم بأحد المناطق الخالية المهجورة خلف غابة سحيقة تغمرها الأشجار..
هنا الظلام سيد الأرجاء..
الفندق قديم بعض الشيء إلا أنه يكفي بغرض من يلتجيء إليه وإلا كان فريسة للذئاب، فهنا يستطيع أن يجد غرفة هادئة نظيفة، وطعامٌ أيضًا..
لاحظ شرودها فعلم أن هذا وقت الإبرة، عليه أن يكون حريصًا أكثر من ذلك..!!
– فتحية … فتحية..
أتت إمرأة يقترب عمرها من الخمسون ذات جسد ممتلئ بعض الشيء .. مدبرة المكان وحافظة أسراره.
– طلباتك يا معلم محروس.
نظر لها بغضب وقال من بين أسنانه:-
– فين حقنة غفران .. مش دا ميعادها إزاي تنسيه دا أهم حاجة!!
– يووه .. هو أنا عمري أنسى حاجة زيّ دي، أنا حالًا كنت جايه، دا كله إلا ست البنات.
اقتربت منها بعدما أخرجت من جيبها زجاجة صغيرة وبدأت تُعبأ أحد الإبر الطبية بهذه المادة المجهولة..
كشفت غفران عن ذراعها بوجهٍ جامد وأعين باردة فقد إعتادت الأمر فتلك الإبرة أصبحت جزء منها لا ينفك عنها.
– بالشفا يا ست البنات.
أماءت لها غفران وقالت:-
– لما تحضري الأكل ناديني علشان أخلص الموضوع ده.
– إنتوا هتنفذوا الليلة.
– أيوا .. مش زايد بدأ يحفر تحت.
– أيوا بدأ .. وأنا هجهز الأوضة والتلاجة.
– ماشي اخلصي علشان منتأخرش، وأنا هكلم بركات علشان يجي يفضي معانا دول تلاته مش واحد زيّ كل مرة.
– خلاص يا معلم محروس متقلقش.
– وإنتِ يا غفران عايزك تخلصي بسرعة..
جرت الحماسة بدمها وأشعت أعينها شرًا وهتفت بقسوة:-
– خلاص يا بابا هبهرك بجد..!
– بنت أبوكِ صحيح..!
*******************
ارتمت على الفراش وسحبت عقدة شعرها الأصهب ذا اللون الأحمر المُمَيز والمُموج قليلًا بطبيعته…
شردت أعينها الفيروزية الغامضة وهي تفكر بمخططها جيدًا..
ظلت تُحرك الساعة الرملية القديمة كباقي الأشياء من حولها، هي منذ أن فتحت أعينها ووعى عقلها وجدت نفسها هنا برفقة أباها وفتحية.
قامت تتحرك نحو النافذة التي تقع في المنزل من الخلف والتي تطل على غابة سحيقة وفراغ شاسع، المكان مهجور من يأتي هنا يكتب عليه الموت الحتمي..
زفرت بملل فلا يوجد أي وسيلة للتسلية سوى المذياع.. فلا أي من التكلونجيا الحديثة التي تسمع عنها قد دخلت إلى فندقهم القديم.. لا تلفاز ولا كمبيوتر ولا ما يسمى الهاتف والإنترنت، توجد الهواتف الأرضية التي قد زهد الجميع في هذا العصر عن استخدامها، بالكاد تعلمت القراءة والكتابة في إحدى القُرى الرجعية المُعدمة وعكفت على قراءة الكُتب وخاصةً كتب الرعب والرومانسية.. نعم خليط عجيب لكن لديها سترى كل شيء لا تتوقعه..
أخرجت زجاجة صغيرة بها مادة سوداء اللون ثم وضعتها على المنضدة الصغيرة، اشعلت المذياع على بعض الموسيقى العشوائية وبدأت برقص جنوني جعل خصلاتها الحمراء أكثر جنونًا..
زادت سرعة تنفسها فأخذت تتنفس بوتيرة ثابتة ثم انحنت تنزع ملابسها وارتدت فستان خشن فوق ركبتها وعاري الكتفين وتركت خصلاتها ثائرة دون تهذيبها..
التقطت الزجاجة وخرجت تسير حافية القدمين..
هبطت إلى المطبخ الصغير وبدأت تفتح درج سري تُخرج منه أعشاب مجففة وبدأت تدق فوقها حتى أصبحت ناعمة..
ـ الأكل جاهز يا سنيوريتا غفران.
جذبته ثم حملته بصمت وصعدت للأعلى تسير ببطء وأعين غامضة تحمل خلفها الكثير والكثير، طرقت على الباب بهدوء وبعد قليل فتح أحد الشباب الغرفة، شملها بنظرة غير بريئة تحمل خبث ومكر.
ـ اتفضل يا جميل… جمال بري ده جديد عليا..
أخذ بقية الشباب يستغرقون في الضحك ولم تخرج “غفران” من بؤرة صمتها.. وضعت ما بيدها على المنضدة بهدوء تحت نظراتهم المفترسة لها، استقامت ولمحت أركان الغرفة الممتلئة بغبار الدخان الخبيث الرائحة وهنا وهناك منتشر مواد بيضاء يشتمونها بنهم، وزجاجات فارغة محتواها يُذهب العقل والدين..
وقفت بهدوء تراقب إلتهامهم للطعام بينما يتهامسون بوصف جسدها بجراءة..
بعد مرور القليل من الوقت، كان ست جثث يقبعون على لوحة معدنية كبيرة وقف أمامهم محروس بانتصار وبجانبه بركات الذي شمر عن ساعديه وغرق فيما يفعل..
********************
أمام الغابة كان يقف تميم يجول ببصره الأرجاء وقد تعب من بحثه اللحوح، أخرج هاتفه وضغط على بعض الأزرار لتأتيه الإجابة:-
– تميم حبيبي هترجع إمتى؟ خلصت.
ـ للأسف يا حبيبتي قدامي مدة كدا، علشان كدا هدور على أي مكان أقعد فيه اليومين دول.
هتفت بقلق:-
ـ وإنت هتلاقي في مكان مقطوع زي ده مكان تقعد فيه.
ـ متقلقيش يا سوسو المكان مش مقطوع أووي وأنا خرجت على الأول كدا وهمشي من على الطريق برا الغابة بحيث أكون عند مدخل الغابة ورا الطريق.
ـ ربنا ييسرها عليك يا حبيبي يارب وابقى طمني عليك أول بأول.
ـ عيوني يا سوسو في حفظ الرحمن.
ـ في حفظ الله يا نور عيوني.
ركب سيارته وأخذ يجول في المكان يبحث عن أي مكان للإقامة فقد اقترب الغروب، وبعد بحث مطول لمح منزل كبير بعض الشيء يُشبه الفنادق …قديم ويحاوطه الأشجار من كل جانب..
وأخيرًا وجد ضالته وقريبًا جدًا من مراده..
اقترب بالسيارة وأوقفها أمامه ثم هبط يقترب من الباب وهو يتلفت بحيرة من هدوء المكان العجيب فصوت الطيور هو المهيمن على المكان..
وجد الباب الخشبي الكبير مفتوح على مصرعيه..
ولج يتأمل المكان..
– السلام عليكم .. حد هنا..!
المكان قديم لكنه نظيف وأثري جدًا، تقليدي ولا يحمل أي أثر للتطور .. جميع الأثاث خشب بني من أخشاب الأشجار دون طلاء..
لا تلفاز ولا أي شيء .. منضدة كبيرة من حولها سبع مقاعد وصور الحيوانات القديم مُعلقة على الجدران..
الأرض خشبية لامعة..
وفي أحد الأركان مكتب طويل كمكاتب الإستقبال..
وشرفة في نهاية نفق يؤدي إلى أشجار الصنوبر..
– إنت مين.!
التفت بفزع ليجد فتاة بخصلات حمراء ثائرة تقف على عتبة الباب ويقف على كتفها بومة كبيرة الحجم بيضاء اللون.. وتملك أعين للمرة الأولى يراها بحياته….
ولا يُدرك أنه ولج للجحيم بأقدامه ومن هنا ستُكتب حكاية جديدة يتربص به أعيُن قاتلة..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تربصت بي أعين قاتلة)