روايات

رواية تخاتيخو الفصل الثامن عشر 18 بقلم فاطمة طلال

رواية تخاتيخو الفصل الثامن عشر 18 بقلم فاطمة طلال

رواية تخاتيخو الجزء الثامن عشر

رواية تخاتيخو البارت الثامن عشر

رواية تخاتيخو الحلقة الثامنة عشر

صحيت تاني يوم هبة وبدأت تحضر في شنطة سفر ’ دخلت عليها أمل وهي في قمة اندهاشها:
– ايه ده يا هبة؟!
هبة بكدب:
– عندي مأمورية تبع الشغل ولازم اسافر
– فين؟ ومأمورية ايه دي اللي طلعت فجأة ؟ ومن امتى اصلا بتسافري؟
هبة بنفاذ صبر:
– يووووه يا أمي وانا مالي ’ المديرة اتصلت بيا يا هبة حضري نفسك للسفر وتعالي المطار خدي تذكرتك
– فجأة كده؟ وهتسافري فين؟
هبة بلبخة في الكلام:
– معرفش ’ من كتر الل اللخبة ن نسيت اسألها اصلا انا هروح فين
أمل بعدم تصديق:
– السفرية دي يا هبة ليها علاقة بالبنت اللي جت امبارح؟
بكل توتر هبة تكمل ترتيب الشنطة:
– لا طبعاا لا خالص ..
– امال ايه يا بنتي ؟ فهميييني؟ انتي حالك اتبدل في 24 ساعة ليه كده؟ بعد ما كنتي زي الوردة المتفتحة امبارح’ فجأة بتلمي شنطتك وهتسافري ومش رااااااضية تقوليلي فين …
وتبدأ الام في العياط فتطبطب هبة عليها وتحضنها وبكدب:
– ماما حبيبتي انا كده كويسة وبطلي اسئلة كتير ملهاش لازمة ..
– عنيدة زي ابوكي الله يرحمه ..
هبة بابتسامة حزينة وقهرة:
– ياريته كان عايش لسه يمكن كنت قدرت اترمي في حضنه واقله احميني من الدنيا دي
وتسيب هبة أمل وهي مش فاهمة حاجة وتجري تخرج برة البيت قبل ما أمل ترجع تمسك فيها ..

************************************

كانت هبة خدت اجازة بالتلفون من مديرة الشركة واللي سمح ليها بكده رصيدها عند المديرة بأن هبة شاطرة ونادر اما كانت بتاخد اجازات والرجاء اللي اترجته ليها هبة في التلفون لما قالتلها:
– انا فعلا تعبانة ومحتاجة الاجازة دي ’ ارجو من حضرتك تسمحيلي بيها وهتكون من غير مرتب
– بس يا هبة ده كتير اوي
– حضرتك لو عايزاني استقيل انا موافقة
– ليه كل ده؟! وانتي عارفة اني مش هقبل بالاستقالة دي !
– انا نفسيتي متدمرة يا فندم ومش هقدر انجز اي شغل لسيادتك وانصافا ليكي وليا انا طلبت اجازة شهر من غير مرتب
– خلاص يا هبة رصيدك عندي يسمح ليا اني اوافق رغم اني عمري ما عملتها مع حد طالما اجازتك السنوية لسه مجاش وقتها ..
– شكرا ليكي يا فندم
وبالفعل حجزت هبة فورا تذكرة للغردقة وسافرت من غير ما تقول لاي حد على مكانها وقفلت تلفونها بعد ما اشترت رقم جديد غيره وطلبت من مامتها انه متدهوش لاي حد مهما كان ..

*************************************

راجح اتجنن اول ما عرف باختفاء هبة وجري على بيتها فورا واول ما فتحت ليه أمل فضلت تعيط وتقوله:
– ايه اللي حصل بينكم يا بني؟!
راجح بصدمة وعدم فهم وعدم استيعاب:
– احنا كنا تمام ؟!!! تمام اوي كمان ؟ انا اللي جاي اسأل حضرتك ايه اللي حصل لكل ده؟! هبة خدت من شغلها اجازة شهر! ليه ؟ انا عملت حاجة؟ طب حتى لو عملت ؟!!! مش تقولي انا عملت ايه؟ طيب هي ازاي هان عليها تسيبني كده؟
– والله ما اعرف يا بني ’ هي العقربة اللي جت امبارح دي
راجح يقاطع أمل فورا:
– مين دي؟ اسمها ايه؟
– والله ما اعرف مرضتش تقولي ’ دي جتلي وقالتلي قولي لهبة فيه واحدة عايزاها وعقبال ما دخلت اقول لهبة دخلت ورايا وخرجت وسبتهم اعمل شاي على اساس انها واحدة من صحاب هبة اللي في الشغل ! عقبال ما جيت كانت اختفت وهبة نزل عليها سهم الله!
راجح بعصبية:
– يعني مقلتش اسمها ولا حضرتك سمعتي اي حاجة؟!
أمل بحزن ودموع:
– منها لله لو هي اللي قلبت حال بنتي وخلتها تهرب مني ومن الناس
– طيب هبة فين يا طنط
– مش راضية تقلي ’ تعبت قلبي معاها وانا بترجاها ودي كل اللي نازل عليها تقولي لو بتحبيني يا امي ادعيلي اني اكون كويسة وارجعلك بسرعة
راجح بنرفزة اكتر يفرك بايده في شعره الناعم بعصبية ويقول:
– ما انا لازم افهم في ايـــــــــــــــــــــــــــــــــه!
ويسيب أمل في حيرة وينزل جري وكله غضب

************************************

مر أسبوع وراجح مخلاش حد في الشركة ولا حد من قرايب هبة الا وسألهم ’ حتى سأل عائشة اكتر واحدة قريبة لهبة واللي دايما بتحكيلها وبتطلب منها المساعدة ’ لكن برضو موصلش لحاجة لما لقى عائشة اتصدمت ومتعرفش اي شيء عن هبة ..وطبعا كان كل ما يتصل برقم هبة يلاقيه مغلق .. وفي يوم كان قاعد في مكتبه حزين ومهموم دخلت عليه جينا وهي مرعوبة ووشها اصفر وجسمها كله بيرتجف من الهلع:
– راجح الـ الـ حقني يا راجح بليز
راجح بخضة:
– في ايه يا جينا؟
– ثامر وصل مصر و بيهددني تاني يا راجح ’ احنا لازم نتجوز بلييييز عشان يعرف ان فيه راجل يحميني
راجح بألم:
– انـا مقدرش يا جينا
جينا باستعطاف شديد:
– ابوس ايدك يا راجح ’ انا عمري ما ترجيت حد ولا ذليت نفسي عشان حد بس بليز
راجح بحزن وألم :
– وانا بحب انسانة والانسانة دي اختفت فجأة ومعرفش راحت فين! ارجوكي يا جينا شوفي اي حد تاني
جينا بانهيار:
– ثامر ممكن يقتلني وممكن يعمل اي حاجة في لي لي … طيب انا مش مهم ’ لكن لي لي ايه ذنبها تتأذي بسببي
راجح يقف عاجز عن التفكير فترجع جينا تستعطفه اكتر:
– اوعدك انه يكون جواز صوري ’ بس عشان يمشي بس والله … ا انا مش عايزة اي حاجة منك بس يمشي بعيد عني .. انت مش عارف ثامر ده ممكن يدمرني ازاي ويدمر لي لي …
راجح يطبطب على جينا ويكون من جواه مضايق جدا منها لانانيتها وعدم احساسها بمشكلته ويقول:
– سبيني الاقي هبة بس وابتدي اعرف افكر
جينا بعصبية وغضب:
– انت وعدتتتتتتني انك تنقذني منه ’ بقلك ثامر هنا في مصر وفي اي لحظة ممكن الاقي لي لي اختفت مني!
راجح بنرفزة:
– وانتي ليـــــــــــــــــــــــــــه مش مقدرة وضعي! بقلك حب حياتي كله اختفى فجأة ومعرفش عنها حاجة!
جينا بوجع:
– حب حياتك! للدرجادي؟!
راجح وعينه تغرغر فيها الدموع:
– انا اسف اني بقلك انتي كده ’ بس انا موجوع اوي ’ بدور عليها زي المجنون ! مسبتش مكان في القاهرة
ولا حد يعرفها الا وسألته عليها … انا هبة مش مجرد حب عدى وخلاص وممكن يجي بعده … لا انا هبة
التؤام اللي بحس بيه ويحس بيا من غير ما نحتاج نبرر لبعض! مش محتاجين الكلام! نظرة واحدة كفيلة انها
تفهمنا الموضوع كله ! نظرة واحدة كفيلة تشرح كل حاجة جوانا .. جايز مكنش لحقت اعوضها غيابي عنها
زمان بس اخر مرة شفت في عنيها نظرة وصفتلي كل اللي هي حساه ! وصفتلي اني امانها ’ ضهرها ’
سندها الروووح اللي بتغرس الجذور اللي عايشة عليها ! هبة لو ضاعت مني مش بس كل ده هيروح منها !
هبة لو ضاعت انا هتهد !
جينا بعياط ووجع وأنانية:
– تمام فهمت ان هبة حاجة كبيرة عندك و ووممكن ندور عليها سوا ’ بس اتجوزني يا راجح عشان تنقذني وا انا هنقذك وادور معاك على هبة ..
– وتفتكري هي لما تعرف؟! هتفهم ده؟ هتقدر؟! مش هتصدقني؟ انا كده ممكن اكون هخسرها للابد!! وانا محطوط في كفة عجيبة! عايز انقذك من الوحل اللي حطيتي نفسك فيها رغم اني مليش ذنب انك توحليني معاكي وفي نفس الوقت عاجر لان هبة في الكفة التانية !
جينا بتهكم:
– وهه طبعا كفة هبة هي اللي هتكسب
– مفيش مقارنة اصلا يا جينا

*********************************************

في الشركة سامح ويارا قاعدين سوا بيشتغلوا وبيساعدوا بعض ويارا قطعت علاقتها بمروة نهائي ومبقتش تسلم عليها حتى ’ أما سامح فبص على مصطفى لقاه سرحان كالعادة ومهموم:
– انساها يا صاحبي
بص ليه مصطفى بحزن:
– تفتكر سهلة؟
– هبة بتحب راجح وده كان باين عليهم يا مصطفى من اول يوم راجح اشتغل فيه هنا ’ انت اللي حاولت تدخل بينهم …
مصطفى بغيظ:
– انا اللي حبيت هبة قبله
– مش لعبة جري هي مين اللي يوصل الاول! المهم قلبها حس بمين !
– طب واختفائها ده ليــــــــــــه؟! مش يمكن تكون حست انها ظلمتني فبعدت عنه برضو
– متضحكش على نفسك يا مصطفى ’ هبة لو بعدت فاكيد فيه حاجة حصلت بينها وبين راجح هي اللي خلتها تبعد كده ! هبة وراجح عاملين زي تفاحة مقسومة نصين وكل نص مينفعش يتركب مع نص تفاحة تاني حتى لو شبهه!!
يارا بابتسامة فيها أمل:
– بكرة ربنا يعوضك يا مصطفى بالحب اللي تحس فعلا ان هو ده اللي شبهك..
مصطفى بابتسامة فيها وجع:
– جايز … المهم انتوا هتفرحونا امتى؟ بقالنا كتير مفرحناش؟
سامح بابتسامة مليانة حب:
– الخميس اللي بعد اللي جاي هيكون كتب كتابنا
– الف مبروووووك انتم تستاهلوا كل خير
– الله يبارك فييييك عقبااااااك
وفجأة تيجي مروة ليهم وتقول بانكسار:
– ازيكم
تلف يارا لشغلها ويلف مصطفى ويحس حسام بالاحراج فيقول:
– الحمد الله يا مروة ’ ازيك انتي
تقول يارا بنرفزة:
– حسام انا هخلص شغلي هناك عشان فجأة حسيت بخنقة
تقاطعها مروة بسرعة:
– استني يا يارا ’ انا جاية اعتذر ليكي قدام حسام ومصطفى
يارا بسخرية:
– وده من امتى الوش الطيب ده!
مروة بحزن:
– لقيت ان الدنيا دي مش مستاهلة التفاهة اللي كنا بنعملها ’ ولقيت اني خسرت كتير مع اني كان في ايدي حجات كتير مش حاسة بقيمتها
يارا بنرفزة:
– والله! والمفروض اصدق الوش الطيب ده؟! انا اكتر واحدة عارفة انك مبتحبيش الا نفسك يا مروة
مروة بانكسار:
– زمان يا يارا زمان ’ قبل ما اخسر قلبي
وتبص لمصطفى بوجع .. مصطفى يكمل شغله ويعمل نفسه مش سامع حاجة ’ فترجع مروة تقول:
– الواحد لما بيخسر قلبه بيبتدي يحس انه كان مغفل وانه كان ماشي حياته بالغلط
يارا بجفاء:
– والله مش عارفة بقى .. بس انا لسه مصفتش من ناحيتك
مروة بابتسامة مكسورة:
– تمام .. عن اذنكم

****************************************

بعد ما مروة تمشي ’ سامح يبص ليارا بعتاب:
– ليه كده يا حبيبتي ’ على فكرة شكلها يصعب على الكافر
يارا بندم:
– مش عارفة انا قسيت عليها كده تلقائي
– وانت يا مصطفى مكلمتهاش ليه
مصطفى بغضب:
– انا البنت دي مبقتش طايقها ولا داخل عليا دور نحن لا نزرع الشوك ده
حسام بلطف:
– يا بني حرام عليك ! انا عمري ما شفت مروة بالانكسار ده
– لنفسها بقى وانا مالي ’ مبقتش تهمني اصلا وبعدين انا خلاص انا قررت اقدم استقالتي وادور على شغل تاني .. الحدوتة كده خلصت ومبقاش ليا هنا اي دور ..
– طب وانتي يا يارا حاولي متقسيش عليها اوي
يارا بتفكير:
– مش عارفة هحاول… ولو اني لا يمكن اأمن ليها ابدا
– يا ستي مبقلكيش ارجعي صاحبيها لاني اصلا مش هوافق بس على الاقل سلمي ..

******************************

في فندق فخم وخمس نجوم في القاهرة ثامر كان قاعد في جناحه كالعادة بيشرب وبيفكر ويدخل عليه واحد بعضلات ولابس بدلة سودة ويقوله:
– تمام يا فندم قدرنا نعرف انها في الغردقة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تخاتيخو)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى