رواية تحت التهديد الفصل الثاني 2 بقلم منة ممدوح
رواية تحت التهديد الجزء الثاني
رواية تحت التهديد البارت الثاني
رواية تحت التهديد الحلقة الثانية
_مالك، إيه اللي حصلك؟!
جري ناحيتي بسرعة وكان باين عليه الخوف والقلق، كنت واقعة على الأرض بتألم بعد ما اتكعبلت ونزلت برجلي على حجر حاد شوية، فاتجرحت رجلي وابتدت تنزل دم، غمضت عيوني ونزلت دموعي بألم غصب عني، فمسك هو رجلي واتفحص الجرح_اهدي، اهدي، متقلقيش حاجة بسيطة، خليكي هنا وأنا هروح اجيب بيتادين وشاش وقطن وآجي بسرعة.
هزيت راسي بماشي من غير ما اتكلم، ومقدرتش أبطل بكا من الوجع، سابني وغاب لدقايق قليلة ورجع على طول، مال قدامي وبعدين شالني مرة واحدة، شهقت برعب وغصب عني لفيت دراعي حوالين رقبته وأنا ببص للأرض بعيون واسعة وبعدين بصيت لعيونه وهو بيضحك بشقاوة_هما بياكلوا أكلك ولا إيه؟ أنا قولت أنتِ أتقل من كده بسماجتك دي
ضحكت من وسط دموعي ونغزته_والله ما فيه أتقل من دمك!
ضحك وحطني على الكرسي اللي في الجنينة، وبعدين نزل على ركبته قدامي، وابتدى يتفحص ركبتي بحنية عشان متألمش، وبعدين بدأ يطهرها بالقطن والبيتادين، وكل ما اتحرك بألم يطبطب على إيدي ويبصلي بنظرات بتطمني، للحظة حسيت بإن حنيته سحبت روحي وأنا لسة طفلة مش مدركة لأي حاجة، ولكن الحنية ليها تأثير في كل الأعمار، وتأثرها بيكون سحري!
لدرجة إني مقدرتش اتحكم في نظراتي العاشقة اللي كنت ببصله بيها.
لف رجلي بالشاش ونضف الجرح كويس، وبعدين رفع عيونه ليا وأخد باله إني بتأمله فابتسم ورفع إيديه مسح دموعي اللي كانت على وشي_متقلقيش كام يوم وهتبقي كويسة
ابتسمت وبدقات قلب سريعة_ أنا بقيت كويسة من دلوقتي
ابتسم وكإنه فهم اللي قصدته، فصدمني لما وقف وطبع قبلة على شعري، وبعدين سابني ومشي، رغم إن تصرفاته كانت تلقائية وكإنه مثلا بيعامل أخته، ولكن تأثيرها عليا كان شديد، وللأسف احنا الاتنين مخدناش بالنا من سميرة اللي كانت واقفة هي وبابا بيتابعوا الوضع من بعيد، وسميرة بتهمس بحاجة لبابا خلته كشر وجه ناحيتي بملامح مليانة عصبية، وللحظة مسك دراعي بعنف ومراعاش جرح رجلي اللي كان بالنسباله حاجة هينة ودلع بنات_ابن الشهاوي بيعمل إيه جمبك؟!
ارتبكت من الصدمة_ده كان…
قاطعني بغضب_ولا كان ولا مكانش، مشوفكيش قريبة من الواد الصايع ده تاني، أنتِ فاهمة؟
هزيت راسي كذا مرة بدموع، فنفض دراعي بقسوة وسابني ومشي، وكان شتان الفرق بين قسوة بابا، وحنية سليم اللي كانت حتى في عيونه! وكانت كفاية توقعني في حبه ميت مرة..
“الحاضر”
بصتله بتوتر وفقدت النطق تمامًا، ارتبكت وابتديت ارتجف من جوايا بشكل مش ملحوظ، بصيت لعيونه الحادة اللي كانت مغلفة بمشاعر كتيرة أولها الاندهاش وآخرهم الغضب كإنه كان مش قادر يصدق إن الطفلة اللي سابها وسافر من سنين، هي الأنثى اللي قدامه دي!
خوفت اكتر لما قدرت أميز إن سليم لسة مجروح من الوضع اللي اتحط فيه زمان، وجرحه ما داواهوش الوقت..
_سليم… آآآ حمدالله على سلامتك
_مش شايفة إنها متأخرة شوية؟
كان لازم تتقال الصبح مثلا ولا إيه؟
كانت نبرته ماكرة، بس بيتكلم ببساطة، بعد ما فك عقدة إيديه وحطها في جيب بنطلونه الاسود، اللي لابس عليه هايكول اسود، مع جاكيت جلد اسود!
للحظة استغربت إيه كمية السواد اللي هو لابسها دي، بس الحقيقة اللون مديله جاذبية فوق جاذبيته اللي مهلكة لوحدها..
–الحقيقة أنا كنت متأخرة..
_متأخرة ولا خايفة..
بلعت باقي كلامي وبصتله بدهشة، ولكن عرفت أمثل القوة_وهخاف من إيه؟
_مني مثلا
رفعت إيدي وملست على رقبتي بتوتر_لا خالص، هخاف ليه!
_مبتعرفيش تكدبي
بس غريبة، كدبك مكشوف دلوقتي ويتميز، زمان كنتِ ممثلة هايلة، الظاهر إنك مبتتدربيش بقالك كتير، ولا أنا اللي بقيت حافظك؟
عرفت هو بيلمح لإيه كويس، فنزلت راسي بحزن وابتدت عيوني تتملي دموع، فصدمني لما رفع وشي بإيديه بيتأمل في عيوني بقوة، قربه مهلك ونظراته مهلكة، حسيت إن كل قوتي بتضيع بين إيديه.
_بتنزلي عينك للأرض ليه؟
ما أنتِ قبل كده كانت عينك مفيش اوسع منها!
مسكت إيديه اللي قابضة على دقني، واتكلمت برجاء_سليم…لو سمحت
بص على إيدي شوية ورجع على عيوني اللي كنت بحاول ابعدها عنه بأي طريقة، وللحظة بِعد عني ومشي بسرعة من غير ما يكمل كلامه، وسابني واقفة مكاني بمشاعر متضاربة، ما بين حب أقوى مني، وبين حزن من الكره اللي شوفته في عينيه.
مقدرتش اتمالك نفسي واتحركت بضعف وقعدت على السلم ابكي بعنف وبقهر.
سليم رجع
بس مع رجوعه زود كرهي لنفسي
رجوعه عرّاني قدامه وقدام نفسي
يا ترى ممكن أقدر أداوي جروحه؟
ولا جروحه مش هتتداوى غير لما اختفي من حياته؟!
بالكاد قدرت اتسند على نفسي وأطلع لفوق، فتحت الباب بالمفتاح اللي معايا، ويدوب دخلت لقيت سميرة في وشي، زفرت بضيق..
_ولا كلمة، بالله عليكي متفتحيش أي حوار معايا عشان أنا على أخري لوحدي
_شوفتيه؟
_حاجة تخصني
_تنكري إنك بتحبيه؟
وقفت بعد ما كنت عديت من جمبها ومشيت، ومن غير ما اتلفت قولت_مش هنكر، بس لو حتى كان فيه أمل بنسبة واحد في المية بينا، بعملتك أنتِ ضيعيته!
_بعملتي قربتكوا من بعض!
اتلفتلها بعصبية_بعملتك بعدتيه عني بلاد!
_متفتكريش إن لو مكانش حصل كده كان هيفكر يتجوزك
_وأنتِ فكرك إنه متجوزني بالشكل ده؟
أنتِ بجشعك خسرتيني سليم وأهله، وبابا، حتى خسرتيني نفسي!
قربت مني_مش أنا لوحدي اللي كنت جشعة
دمعت_مأنكرتش، بس أنا كنت طفلة، كنت طفلة بتحلم وأنتِ استغليتِ كل ده لمصالحك عشان تكوني الهانم ست القصر بس
_من غيري كنتِ تحلمي بالوضع اللي أنتِ فيه ده؟ قصر وعربيات وهدوم وميكب
_بس مش لاقية نفسي، لقيت كل ده بس مش لاقية نفسي يا مرات أبويا، ولا حتى لاقية سليم
وقبل ما تتكلم تاني قاطعتها ونهيت الحوار المتعب جدًا بالنسبالي_لو سمحتِ، كفاية يا سميرة، لو فتحت أكتر من كده هنجرح في بعض، وقولتلك لو مش عايزة تخسري ورقتك الكسبانة متدخليش في أي حاجة تخصني تاني!
نهيت جملتي بزعيق، وسيبتها ودخلت الأوضة وقفلت الباب بعنف، سمعتها وهي بتتكلم من ورا الباب_أنا يمكن استغليتك فعلًا، بس صدقيني يا منة، أنا بعاملك زي بنتي بالظبط
_بقيتي بتعامليني زي بنتك بعد ما حققتلك اللي أنتِ عايزاه
صمت وهدوء تام بعد اللي قولته، فضحكت باستهزاء لما لقيتها منطقتش تاني، أحيانًا الحقايق بتوجع، وهي بتحاول على قد ما تقدر تبرأ ضميرها، بس مش لاقية مفر، وللحظة الضحك اتحول لبكا بهيستريا، وكل ما بفتكر نظرات الغضب اللي في عينه بتزيد دموعي، وعرفت وقتها إن اللي بيني وبين سليم بلاد فعلًا..
جهزت نفسي بالعافية وأنا مش عايزة أخرج من اوضتي بأي طريقة،
مواجهته استنزفت كل طاقتي، مش قادرة أواجه أي بشر
مش قادرة أمثل السعادة أكتر من كده
لبست فستان رقيق عليه فراشات، ورفعت شعري كحكة عشوائية، ونزلت
في طريقي قابلت بابا اللي بقاله سنين مبيبصش في وشي.
وقفت وأنا على أمل يلمحني حتى ولكنه عدى من جنبي وكإني شبح،
اتنهدت بحزن وبملامح مهمومة خرجت لبرا واستنيت عمي سعيد على ما ييجي، ولكني لقيته وقف قدامي بعربيته الچي كلاس السودة
حقيقي سليم عنده مشكلة مش مفهومة مع اللون الاسود!
حاولت أبص الناحية التانية بس سمعته بيقول_مش عندك كلية؟
هزيت رأسي من غير ما أرد
_واقفة ليه؟ يلا
_لا عمو سعيد بيوديني
_عمو سعيد مش جاي
اتلفتله باستغراب فقال بسخرية_أخيرًا حنيتي عليا وبصيتيلي!
_يعني إيه عمو سعيد مش جاي؟
حاولت على قد ما اقدر ما اركزش في كلامه وتريقته عشان ميحصلش مشكلة بينا.
_قولتله متجيش
رفعت حاجبي باستغراب، ولكني سيبته واتحركت وأنا بحاول اقلل اختلاط بيه خالص لأن قربه بيضعفني_خلاص هاخد تاكسي
سيبته ومشيت وأنا شبه بجري، سمعت صوت فتح وقفل باب العربية بعنف، فعرفت إنه جاي ورايا وإني استفزيته، سرعت خطواتي أكتر وملامحي اتبدلت للرعب.
وللحظة لقيت قبضته اتملكت من دراعي، وشدني بعنف ليه لدرجة إني بقت قريبة منه بدرجة… مهلكة!
رفعت كف إيدي على صدره قبل ما اقع عليه، وشهقت بفزع، بص لعيني من قريب بعيونه الحادة اللي كانت مليانة غضب
_أنتِ عامية ولا إيه مش فاهمة!
مش شايفاني واقف قدامك، تاكسي إيه اللي هتروحي تاخديه؟
شديت دراعي منه بعنف وقولت بقوة مصطنعة_أنتَ بتزعق وبتشتم ليه مش فاهمة!
مش أنتَ اللي قولت لعمو حسين ميجيش، أخدها مشي ولا إيه عشان يعجبك!
_أنتِ بتمثلي الغباء ولا إيه؟
ولا دي من ضمن مواهبك المتعددة؟!
سكت وضميت شفايفي بضيق شديد، فاتنفس هو بعنف وحاول يتمالك أعصابه على قد ما يقدر..
_أمشي أنا هوصلك
_لا شكرًا
_مش بعرض عليكي على فكرة
كتفت دراعي_وأنا مش عايزة
_مش بمزاجك
_خلاص مش راحة الكلية النهاردة
اتلفت ونويت امشي، بس شدني تاني من دراعي بعنف، بعدت عنه بعصبية وقولت_مالك ومال دراعي مش فاهمة كل شوية تشدني منه، بينك وبينه تار ولا حاجة عرفني يمكن أحل الموضوع بينكوا!
وشي كان احمر وكنت بتكلم كلام عبيط ملهوش علاقة ببعض، سكت شوية بيبصلي باندهاش شوية وبعدين اتبدلت ملامحه وضحك!
ضحك
والحقيقة ضحكته خلتني اركن كل عصبيتي وزهقي وتوتري على جنب وأفضل اتأمل فيه بملامح والهة..
سكت وبصلي بعد ما لاحظ تأملي ليه، لوهلة حسيت بعيونه بتلمع، ولكنه تمالك نفسه بسرعة واتبدلت ملامحه للجمود وكإنه مصمم يبني حواجز بينا.
_امشي يلا هوصلك
_ليه؟
_عشان جوزك مثلا
_على الورق
اتلفت وبصلي بسخرية_ما دي كانت اقصى امنياتك، وأهو اتحققت، ولا إيه؟
_سليم…
قولتها برجاء ضعيف
إنه كفاية يجلد فيا
كفاية إني كارهة نفسي ومبقدرش أبص في المراية بسبب الوضع اللي حطيته فيه.
لانت ملامحه وحسيته اتأثر بنظرتي، ولكنه رجع تاني وقال بقسوة_إيه بكدب؟
اتنهدت بألم_لا مبتكدبش
مبتكدبش للأسف يا سليم
قولتها وسبقته وركبت في العربية، فضل واقف مكانه شوية متابعني بمشاعر متضاربة كإنه بيصارع حاجة جواه، وبعدين حط نضارته الشمس على عينه وركب هو كمان، طول الطريق حاولت محتكش بيه على قد ما أقدر،
فضلت ساندة على الازاز بتأمل الطريق بحزن
تخيل لما يكون مفيش غير خطوتين بينك وبين أكتر شخص بتحبه واتمنيته، ولكن في الحقيقة الخطوتين دول
مسافة كبيرة
كبيرة جدًا لدرجة متتخطاش..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تحت التهديد)