رواية تجربه فريده (نيللي) الفصل الحادي عشر 11 بقلم زينب سمير توفيق
رواية تجربه فريده (نيللي) البارت الحادي عشر
رواية تجربه فريده (نيللي) الجزء الحادي عشر
رواية تجربه فريده (نيللي) الحلقة الحادية عشر
عدى على حفل الخطوبة كام يوم، كل مرة يروح المدرسة وعيونه بتدور عليها ويرجع خايب الأمل وميلقهاش ولا يشوفها، فكر إنها بتحاول متتقابلش طرقهم لكن روز وجيسي أكدوله إنها فعلًا مبتجيش
يمكن بتحاول تتعافى من اللي بيحصل، واللي عمله فيها؟
كل اللي حصل أكيد كان كتير عليها
أتنهد بإستسلام مرة تانية لما دخل فصلهم المشترك ومجتش، فضل مستني، على أمل
لحد ما دخل المدرس وقفل الباب وراه، كمان مجتش إنهاردة
أخد شنطته وطلع من الفصل من غير كلام
مسك الفون وبص لرقمها بتردد يرن؟ هترد حتى لو رن؟
غصب عنه حاسس إنه هيتآلم لو تجاهلت إتصاله رغم كل اللي عمله فيها، ظهر في عينيه الإصرار هو بس عايز يطمن عليها!
داس على زر الأتصال وقلبه بتضطرب دقاته إن ردت دي مشكلة وإن مردتش دي مشكلة أكبر
في الحالتين هيعاني.. من الإشتياق
رنـة والتانية ووصله صوتها.. الجامد – نعم
تنحنح يجمع صوته و – كنت بتصل أسأل عنك، لية مبتجيش المدرسة؟
ضحكت بسخرية بصوت خافت قبل ما تعلى ضحكاتها أكتر وأكتر وسط تعجبه و – لية مجيتش! على أساس إنك مش عارف؟ على أساس إنك مش السبب
بتردد – لو بخصوص اللي حصل وإنفصالنا فأتقبلي الوضع وأرجعي بسرعة متضيعيش الفرصة من أيدك الأمتحا…
قاطعته بعصبية وغضب – بطل تصطنع الجهل بقى، خطوبة أية وأنفصال اية اللي مانعني أجي! أنت متعرفش فعلًا ولا بتستهبل عليا وعايز تتأكد بس أن خطتك مشت زي ما أنت عايز واني بقيت مشردة انا واهلي بسببك، أطرد والدي من شركة أبوك، وطردوني من المدرسة، عملت كل دا علشان بس وقفت في وشـك.. حاولت تكسرني وقولتلك قبل كدا مبروك نجحت، عايز أية مني تاني؟
صرخت بجنون – قولي عايز أية؟ اية ناوي تدمره تاتي، عايز تاخد مني اية تاني، مش كفاية أمي بتموت قدامي ومش عارفة أعملها حاجة، ابويا بيشتغل من اول اليوم لأخره من غير نتيجة، بسببك أتشردت، أكيد بسببك أتشردت، محدش ليه يـد في طردي انا وابويا إلا أنت..
منك لله، بقدر ما حبيتك بقيت بكرهك، بقدر ما شوفتك طيب بقيت شيفاك مسخ.. شيطان.. إنسان إناني معندوش قلب ولا إحساس، ميستاهلش يعيش مع حد، أنت لازم تفضل وحيد، لأنك أول حد بتآذيه هو اللي بيبقى واقف جنبك..
قفلت في وشـه، وبقى هو باصص للفون في أيده بصدمة، مش فاهم.. مش مستوعب
مش دا اللي توقع إنه يحصلها، مش دا اللي دفع تمنه مسبقًا لأبوه!
مش دا وعد أبوه ليه!
وقف وعيونه بتطق شرار وخرج من المدرسة كلها ووجهته لمكان واحد، شركة أبوه.
****
وصل لصرح شركة كبير، عملاق، دخل متجاهل كل الترحيبات اللي بتتقدمله، أخد الأسانسير وطلع لحد مكتب أبوه، قال لسكرتيرته وهو بيروح ناحية المكتب – رؤوف بيه جوه صح؟
قالت وهي بتقف من مكانها – اه بس مانع…
مدهاش فرصة تتكلم وفتح الباب، قفله وراه بقوة وقرب من أبوه اللي بصله بتعجب من دخوله العاصف ومن مجيته أصلًا للشركة!
دخلت السكرتيرة وبتوتر – حاولت أوقفه لكنه..
شاورلها بأيده إنها تسكت و – مفيش مشكلة أطلعي وهاتيله العصير اللي بيحبه
خرجت الشكرتيرة وشاورله أبوه يقعد وببسمة خفيفة – أية المفاجأة دي! ناوي تيجي تمسك الشغل ولا أية؟ نانسي أقعنعتك بالسرعة دي
فضل إيسو واقف، ساند على ضهر كرسي بأيديه وبيضغط عليهم بقوة..
– مش هتقعد؟
– انا جاي أسألك سؤال واحد
– أتفضل
ضغط على الكرسي بأيديه أكتر وهو بيتكلم، خايف فعلًا يكون كلامها حقيقي، ويبقى أبوه بالصورة البشعة دي في عينيه، يقطع أخر أمل ليه أن أبوه إنسان طبيعي.. عنده شوية إنسانية – أنت نفذت وعدك ليـا؟ حققت كل طلباتي اللي طلبت تعملها لنيللي وعيلتها؟
تجمدت ملامح ابوه وبصله، لسة هيتكلم قاطعه بصراخ – ومتكدبش..
– شكلك عارف الحقيقة، طالاما عارفها لية جاي تلف وتدور
دمعت عيونه.. وبغضب – كان عندي أمل تكون معملتش كدا، إنك مبقيتش إنسان متحجر القلب للدرجة دي، وإنك تخلف وعدك معايا، طيب لية؟ انا مش وعدتك هعمل اللي عايزه طالاما هتسيبها في حالها، مش خطبت زي ما أنت عايز، أبنك العيل يكون صادق في وعده أكتر منك؟
– كنت عايز أقطع أي فرصة أو أمل ممكن يجمع بينكم، وأشـد ودانها شوية علشان لما أنفذ اللي طلبته وترجع طرقكم تتقابل ولو بالصدفة متفكرش تقرب منك خطوة، كنت عايز أقطع أي فرصة للقاء وإنك ترجع قدامها
– كداب
– ولد
– خليك صادق ولو لمرة، مكنتش هتعمل كدا، كنت هتفضل تخليها تعاني، هتعاقبها على غلط معملتوش، هتعاقبها إنها أزاي واحدة زيها فكرت تبص لفوق وتقرب من أبنك، مكنتش أبدًا هتريحها في حياتها، انا للأسف حافظك.. عارفك.. بحاول أكدب نفسي وأقول إنك مش هو دا.. مش بالسـوء دا.. بحاول أغفل عيني عن حقيقتك لكن مبقاش ينفع.. ذنبي إنك أتولدت لأب زيـك
وقف عن كرسيه وقرب منه وبعصبية – أنت بتقولي أنا الكلام دا؟ أنت أتجننت انا أبوك
بصله وبدموع – انا مش عايز أب زيك، وطالاما أنت منفذتش وعدك أنا كمان مش هنفذ وعدي.. لأنه مكنش وعد، دي كانت بالنسبالي صفقة هقدم وهاخد..
قلع الدبلة بصله أبوه بغضب لكنه مهتمش فتح كف أيد أبوه وحطها فيه و – دور أنت على الطريقة المناسبة اللي تقول بيها لعيلة نانسي إني مش هتجوزها، أقولك أتجوزها أنت وحقق حلمك بالأندماج معاهم..
أداله ضهره ولسة هيمشي وقفه بصوته – لو طلعت من باب الشركة دي مش هترجع تاني، مش هتبقى وريث ليا أبدًا، انا هتبرأ منك..
– هتبقى عملت فيا الخير
– خليها تنفعك، أنت أرسلان.. اللي أتولدت في بوقك معلقة دهب، كل أحلامك مُجابه، كل رغباتك مُطاعة، مفيش حاجة أتمنيتها، كل اللي ممكن تعوزه كان عندك قبل ما تطلبه أو تفكر فيه حتى، كل دا مش هيبقى موجود.. ووريني هتستحمل لحد أمتى
– معاك حق، كل حاجة كانت عندي، عمري ما فكرت أو أتمنيت حاجة حتى.. لكن.. هي.. كانت أمنيتي الوحيدة ورغبتي واللي أنت أستخسرتها فيا
-هديك مهلة شهر، هقول لعيلة نانسي إنك سافرت تستريح شوية، ووعد قبل الشهر هتكون راجعلي بنفسك ندمان وتقولي إني كان معايا حق
– لو أنت تدخلت في مجرى الأحداث مستبعدش إنه هيحصل، لكن لو فضلت بعيد عن الصورة عمري ما هعملها.. سلام.. يا.. والدي
نطق أخر كلمة بسخرية مريرة وسابه ومشى، ضم رؤوف أيده على الدبلة بغل قبل ما يرميها وهو بيصرخ – غبي.
****
– معقولة عمو رؤوف عمل كل دا؟ متوقعتش إن الموضوع ممكن يوصل معاه لكدا! طيب وهتعمل أية؟
في شقته، كان قاعد مع أصحابه، البنات والأولاد، بيلم هدومه، عارف والده مجرد وقت وهيطرده منها
– مش عارف، بحاول أرن على نيللي مبتردش وبعدها فونها أتقفل خالص، حتى رقم البيت اللي كان معايا محدش بيرد عليه، انا هتجنن، مش عارف ممكن تكون فين أو هوصلها أزاي
ربت جيمي هلى كتفه بدعم، كرم بضيق – لو كنت حكيت من البداية كنا عرفنا نتصرف، كنا فهمناها على الأقل اللي بيحصل مكانتش هي كمان هتقلب عليك كدا
بزفرة حارة – دا اللي جه معايا بقى، فكرت إن كدا بحميها
شامي اللي كان ساكت وباين عليه التفكير
– أبوك مش هيسكت، أهلينا هتتصل بينا دلوقتي وهتطلب إننا نبعد عنك، ولو فضلنا معاك هتوقف الفيز، انا هنزل أسحب فلوس وأجبهالك
أيده باقي الشباب، كملت روز – الأسكوتر بتاعي اللي جبته أهلي ميعرفوش عنه حاجة، هقولك بركنه فين أستخدمه دلوقتي مكان العربية اللي عمو سحب منك مفاتيحها
جيسي – انا هفضل ورا نيللي وهكلم نجوى صاحبتها يمكن أعرف منها حاجة
أبتسملهم بخفة، قربوا كلهم وحضنوه و – أهم حاجة تلاقيها، وترجعها وتفهمها كل حاجة، متفضلش بالصورة السيئة دي في عينيها..
لازم تعرف أنت عملت كل دا لية، وضحيت بأية علشان تكون كويسة
بس والدك اللي مكنش أمين في وعوده
كل اللي قالوه حصل بالفعل، مدير أعمال والده جاله الشقة، أخد منه مفتاحها وكل مفاتيح القصر، ومفتاح العربية، وكل الفيز، كلم أهالي أصحابه وأقنعهم أن إيسو بيتمرد عليه وهو بس عايز يأدبه فياريت يتفهموا دا ويبعدوا أولادهم عنه.. ويمنعوهم يساعدوه
أبتسم بسخرية وهو بينزل من الشقة ويبص ليها وهي بتختفي من قدام عينيه،
متوقعش إن دا يحصله في يوم.. يكون بيكدب لو قال كدا
دا والده.. دا فعلًا والده، اللي عمل دا قبل كدا ومعندوش أعتراض إنه يكرر الأمر
هو بس اللي فكر إنه لو سايسه مش هيكررها
بس تقريبًا كالعادة طلع غلطان
كل رهان بيعمله على والده بيفشل فيه
والده كل مرة يثبت إنه أسـوء مما يعتقد ويتوقع
وصل لفندق، دفع كاش من فلوس أصحابه اللي وفروها ليه ودخل..
هيقضي ليلته في الفندق يرتاح ويفكر أزاي ممكن يوصل لنيللي.
****
عند نيللي، في مكان ريفي، بيت صغير جدًا زي الكوخ، كان مآواها هي وأسرتها في الوقت الحالي، بتشتغل طول اليوم في المزرعة اللي صاحبها رأف بحالهم وأدالهم فيها الكوخ دا علشان يعيشوا فيه، وأبوها بيشتغل معاها، بجانب إنه بيشتغل سواق لصاحب المزرعة، حالتهم تدهورت.. نسيت أحلامها، كل اللي بتفكر فيه دلوقتي أزاي توفر قوت يومها هي وأهلها
تأنيب ضمير ماليها وهي عارفة إنها السبب واللي بيزود آلمها إنها بعد ما حكت لأهلها كل حاجة ملموهاش، مش غلطتها..
أعتذرلها أبوها و – كانت غلطتي لأني دخلتك مدرسة زي دي وخليتك تتعاملي مع ناس زيهم رغم إني أكتر واحد عارفهم، الناس دي بتعتبر الناس اللي زينا لعبة يقدروا يتحكموا فيها يابنتي، غلطتي إني بعتك ليهم بأيدي، سامحيني
هو بيلوم نفسه.. وهي بتلوم نفسها.. والحياة بتمشي.
صاحب المزرعة طلب إنه يكلمها إنهاردة على أنفراد بعد ما أهلها يناموا، يمكن عندها فكرة مبدائية عايزها في اية وهي بتفكر جديًا إنها توافق
مش فكرة سيئة، كما إنها هتعتبر طوق نجاة ليها ولأهلها من الفقر..
****
عدى أسبوعين قلب فيهم إيسو البلد عليها، سأل عنها في كل مكان، فتش منطقتها بيت بيت، بيسأل أي حد عن أي معلومة تخصها
لحد ما وصل بيه الحال عند نجوى، اللي مكانتش طايقة تبص في وشـه
حكالها كل حاجة، لية عمل كدا، وأبوه هدده باية ووعده بأية وخلف وعده أزاي
– مكنتش بكدب لما قولت حكايتكم دي مسلسل درامي، لو توقعت إن النهاية هتكون وحدة مكنتش نصحتها تكمل معاك..
– أنا أسف صدقيني أنا عملت كدا بـ نيـة إني أحميها وأساعدها
– معاك عذرك
– عرفيني هي فين، أرجوكِ
– أخاف يكون فات الآوان، ومتلحقهاش
بصلها بعدم فهم وخوف و – لية هي مش كويسة؟ تعبانة؟
بصتله بنوع من الشفقة و – صاحب المكان اللي هي قاعدة فيه عايز يتجوزها وهي بتفكر توافق
بصلها بصدمة، رجع خطوة لورا وكان هيقع.. ثباته كله أنهار!
– هقولك هي فين بس..
شاورلها تسكت و – مش لازم، يمكن يكون دا الأفضل ليها، حد أحسن مني يقدر يحميها ويقدملها السعادة اللي معرفتش أدهالها، لو كلمتيها في يوم عرفيها إني أسف.. وإني فعلًا حبيتها يانجوى، هي كانت أول حب والأكيد هتكون أخر حب.
خرج بخطوات وتيدة، بطيئة، مرتبكة، حزينة
وبصتله نجوى بحزن
دخل القصر، كان والده قاعد في البهو بيشرب قهوة وأول ما لمحه ظهر عليه الأستمتاع و – أية أدركت غلطك بدري؟ لسة بدري على الشهر، علشان بس تعرف إني كنت صح، الحب مبيأكلش عيش ياإيسو..
بدأ يكسر البيت وهو بيصرخ بإنهيار – أنت السبب.. خسرتها بسببك، مش عارف أوصلها مكنتش عارف ودلوقتي.. بيقولوا هتتجوز حد غيري، هتكون لحد غيري، نيللي كانت حبيبتي.. بتاعتي
شاور على نفسه وبجنون – كانت ملكي، ضاعت من أيدي بسببك.. خسرتني حبيبتي، بس انا مش هقف كدا، حتى لو مش هترجعلي لازم أدمرك زي ما دمرتني..
– إيسـو!
– هطلع للعالم كله وأقولهم حقيقتك، هقولهم إنك السبب في أختفاء بنتك
– أخرس
– إنك حبستها لما عرفت إنها بتحب واحد مش على هواك، منعت عنها الأكل والشرب، لحد ما خليتها تهرب، هقولهم إنها مش مسافرة تتعلم بـرة زي ما قولت.. هقولهم إنك مش أب مثالي زي ما بتوضح للإعلام.. هكشف حقيقتك المزيفة هخليك تخسر كل أحترامك قدام العالم
قالها وملامحه كلها بتنطق بالإصرار
هز والده راسه بالنفي و – أختك مهربتش بسببي، متقولش كدا
– لا بسببك، الكل عارف كدا، الخدم كان شاهد على اللي عملته فيها..
– أنت كنت صغير مش فاهم حاجة، انا.. مآذتهاش! كنت عايز مصلحتها
صرخ بغضب وهو بيكسر تحفة من التحف اللي طالتها أيده – متقولش مصلحتها، متقولش مصلحتي.. أنت مبتدورش غير على مصلحتك أنت وبس، أنت شايفنا آداء علشان نحقق أحلامك
دمعت عيونه، بصله بإنهزام و – أحنا مبنصعبش عليك؟ أنت فعلًا مش بتحبني؟ مش بتحب تشوف راحتي وسعادتي!
رقـت ملامح أبوه للحظة و – أية اللي بتقوله دا! أنا بعمل كل دا علشانك.. علشان عايز مصلحتك
– أنا عارف إنك بتدور على ديالا من سنين وملقيتهاش، ومش هتلاقيها لانها مشت بمزاجها وأنا..
قاطعه والده بتسرع وهو بيقرب منها – متقولهاش، مش هسمحلك تبعد عني زيها، مش هتسيبني أنت فاهم..
أنا هعملك كل اللي أنت عايزه بس متمشيش، هجبلك نيللي وهجوزهالك..
بصله بسخرية قبل ما يفك نفسه من بين أيدين والده ويمشي ويسيبه
أبوه مش عارف إن نيللي زي ديالا.. أختارت بنفسها تمشي وتختفي
يعني مش.. هيلاقيها.. إلا بمزاجها!
يعني ممكن ترجع
بكرة..
بعده
بعد شهر
سنة
أو بعد سنين!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تجربه فريده (نيللي))