روايات

رواية بين يديك الفصل الثامن عشر 18 بقلم قوت القلوب

موقع كتابك في سطور

رواية بين يديك الفصل الثامن عشر 18 بقلم قوت القلوب

رواية بين يديك الجزء الثامن عشر

رواية بين يديك البارت الثامن عشر

بين يديك
بين يديك

رواية بين يديك الحلقة الثامنة عشر

•• قلبى بين يديك …••
القاهرة ….
بعدما تحركوا جميعاً نحو القاهرة وبعد عدة ساعات وصلوا للقاهرة ، ربما هى أول مرة يخطونها جميعاً …كم هى مدينه كبيرة .. وعريقه …
إستقلوا سيارة أجرة متجهين نحو فيلا السيده “فاديه” ….
بمجرد رؤيتهم لفخامتها وبهائها …وكم تختلف كثيراً عن بيتهم الصغير المتواضع ، شعرت “أم مصطفى” والحاج “خالد” بشعور يزداد بكل خطوة يخطونها ، إحساسهم بفقدانهم السريع لولدهم الوحيد ….
لكنهم آثروا مصلحه ولدهم ومعرفته بوالدته الحقيقيه على حبهم وتعلقهم به ….
دلفوا جميعاً إلى بهو الفيلا متجهين نحو الصالون الفخم ليجلسوا وينتظروا بترقب لما سوف يحدث ….
هو بيتها الذى تدركه جيداً ، رحبت بهم “مى” قبل أن تتركهم قائله …
مى : ثوانى حطلع لماما “فاديه” وراجعه لكم …
صعدت درجات السلم بعجاله وهى تتجه نحو غرفه السيدة “فاديه” التى إشتاقت لها بشدة ، طرقت الباب بطرقتها المميزة لتنتبه السيدة “فاديه” بتلهف قائله ..
السيده فاديه: “مى” ..!!!!!!!!!
فتحت “مى” الباب وهرولت مسرعه تحتضن السيده “فاديه” الجالسه فى حزن ….
لم تصدق السيده “فاديه” عيناها برؤيتها لـ”مى” مرة أخرى ….
السيده فاديه: “مى” …!! بنتى حبيبتى … إنتى كويسه … أنا كنت حموت عليكى يا بنتى والله …
مى : انا بخير يا ماما … طمنينى عليكى … عامله إيه وصحتك عامله إيه …؟؟؟
السيده فاديه: أنا كويسه طالما شفتك بخير … والله يا بنتى لولا “رضوى” صاحبتك طمنتنى إنك بخير كان زمان جرالى حاجه …
مى : بعد الشر عنك … أنا كويسه وبخير الحمد لله …
السيده فاديه: الحمد لله …
لم تشأ “مى” أن تصدمها بأنها وجدت “أسامه” خوفاً من أنها لا تتحمل فرحتها الزائدة برؤيته وفضلت أن تقص لها بالتفصيل ما حدث مع “عادل” وهروبها منه ، وعن تلك العائله التى إستضافتها بالأسكندريه وعن تعلقها بـ”مصطفى” وطلبه لخطبتها والزواج منها …
لكنها لم تذكر لها أهم جزء وهو “أسامه” …
السيده فاديه: كتر خيرهم …ناس طيبين أوى … لازم اشكرهم على إللى عملوه معاكى ده …
لاحت إبتسامه تعلمها السيدة “فاديه” جيدا على محيا “مى” ، تلك الإبتسامه حين تخفى شئ ما ولا تقوى على إخفائه لأكثر من ذلك ….
مى : هو إنتى حتشكريهم … وشكر كبير جداا …. بس مش عشان إللى عملوه معايا …
السيده فاديه: أمال إيه …؟؟؟
مى : بالصدفه النهارده بعد ما لبسنا الدبل و”مصطفى” عرف إن النهارده عيد ميلادى جاب لى هديه … مش حتصدقى هى إيه …؟؟؟
السيده فاديه بحب: إيه يا حبيبتى …ربنا يهنيكى …
مى : سلسله “أسامه” !!
كانت “مى” تتقصد أن تحكى ما حدث معها لتهيئه السيده “فاديه” لما هو قادم خوفاً من تأثرها المفاجئ لو أخبرتها من البدايه أن إبنها “أسامه” موجود هنا …
السيده فاديه بصدمه: إيه …؟؟!!! سلسله إبنى “أسامه” … إبنى …. إبنى أنا ….
انهمرت دموعها أثناء حديثها مع “مى” ….
السيده فاديه: هو فين ….؟؟ هو “مصطفى” يعرف “أسامه” إبنى … ؟؟؟
مى بحب: لا يا ماما …”مصطفى” … طلع هو “أسامه”….
السيده “فاديه” بعدم تصديق ….
السيده فاديه : “مصطفى” هو إبنى …. ؟؟؟ يعنى أنا إبنى كويس وبخير … أنا كان قلبى حاسس إنى حلاقيه و أشوفه قبل ما أموت …. ألف حمد وألف شكر ليك يارب ….. ألف حمد وشكر ليك يا رب …. خدينى يا “مى” أنا لازم أسافر له دلوقتى حالاً … ودينى عنده يا بنتى … يا وش السعد عليا ….
“مى” بإبتسامه والدموع تترقرق فى عينيها ….
مى : “أسامه” هنا يا ماما … أنا جبته معايا هو و”أم مصطفى” والحاج “خالد”…..
السيده “فاديه” وهى تحاول الوقوف على قدميها بصعوبه ….
السيده فاديه: هنا !!!!!!! … إبنى هنا …..”أسامه ….”أسامه” …
دون أن تشعر أخذت تخطو خطوات مستعجله غير عابئه بآلام قدميها حتى أنها كانت تترنح بالفعل ، فمنذ غياب إبنها “أسامه” عنها أصابها العديد من الأمراض كانت أغلبها بسبب حالتها النفسيه السيئه ….
وصلت نحو درجات السلم وأخذت تهبط الدرجات دون وعى منها كيف إستطاعت السير بهذه القوة مرة أخرى …
كانت تهتف بإسم “أسامه”…
السيده فاديه: “اساااامه” …. “اسااااامه” …. “اساااامه”….
بذات الوقت جلس “مصطفى” بترقب بالصالون حين سمعوا نداء السيده “فاديه” بإسم إبنها الضائع “أسامه” …
نداء موجع للقلب ومفرح بذات الوقت ، وفجأة شعر “مصطفى” بقلبه ينتفض تلهفاً لرؤيه والدته الحقيقيه …
نهض منتفضاً ناظراً باتجاه الصوت الذى يقترب منهم بلهفه حقيقيه …
عندما وقعت عيناها على ولدها لم تستطيع تمالك نفسها ظلت تبكى فرحاً بعودته وقفت لوهله تنظر إليه تتمعن منه ومن ملامحه …. إنه هو نفس عيون والملامح … قلبى يؤكد لى إنه هو ….
إقتربت منه بسرعه ….
السيده فاديه: “اساااامه” … إبنى حبيبى …. نور عينى …. وحشتنى أوى أوى … وحشتنى أوى يا إبنى … الحمد لله شفتك قبل ما أموت … يا حبيبى يا إبنى …
لم يتدارك “مصطفى” نفسه إلا وهو يلقى بنفسه داخل ذراعيها الحنونتان ويرتمى بحضنها … أغرورقت عيناه بالدموع فلم يتخيل ولو للحظه هذا الإحساس بأمه وتوقع إحساسه بها كغريبه عنه … لكنه يشعر كأنه يعرفها جيداً ومتعلق بها … كم شعر بحنينه لها …
أخذته فى أحضانها وظلت تقبله فى وجهه وجبينه ويديه … أغرقت “مصطفى” بقبلاتها ودموعها فى نفس الوقت ظلت تتحمد الله على سلامته وعودته إليها …..
بعدفترة من تأأجج مشاعرها ومشاعر “مصطفى” الذى ظل يبكى لبكاء والدته هدأوا جميعاً وجلسوا يتحدثون بهدوء ….
كانت السيده “فاديه” تجلس الى جوار “مصطفى” ممسكه بيديه بين كفيها …
شكرت السيده “فاديه” “ابو مصطفى” و”أم مصطفى” لعنايتهم وتربيتهم لولدها
وما فعلوه من أجله ….
السيده فاديه: شكرى ليكم عمره ما يوفى حقكم بإللى عملتوه مع إبنى طول السنين إللى فاتت دى كلها …
ام مصطفى بحب: ده إبننا زى ما هو إبنك … عمرنا ما حسينا ولا حنحس غير كده …
مصطفى : قد إيه أنا محظوظ بيكم كلكم …
السيده فاديه: الحمد لله إننا إتجمعنا بعد كل السنين دى …
رفعت السيده “فاديه” وجهها ونظرت نحو “مى” بحب…
السيده فاديه: تعالى يا “مى” …..
إقتربت “مى” وجلست بجوار السيده “فاديه” فأصبح “مصطفى” على يسارها و”مى” على يمينها ….
السيده فاديه: و أحلى حاجه فى الدنيا إنه حيجمعكم إنتوا الإتنين مع بعض … إنتوا الإتنين ولادى حبايبى ….
****
بعد عدة أيام ….
بقى الجميع بفيلا السيدة “فاديه” للتجهيز لزفاف “مصطفى” و “مى” ، زفاف لم تبخل فيه السيدة “فاديه” عن تجهيزه بأفضل وأرقى كل شئ تعويضاً لإبنها عن سنوات الحرمان التى قضاها بعيداً عنها …
وها هو اليوم يتمم التجهيز بوضع الزينات لحفل الزفاف ….
وقف أحد العمال يستكملون وضع الكريستالات المضيئه قائلاً ..
_ ها خلاص … كله تمام …
_ تمام يا بيه .. كله تمام متقلقش …
_المدام عايزة كل حاجه مظبوطه مفيهاش غلطه فاهم ….
_ كلها نص ساعه بس وحتلاقى الفيلا كلها جاهزة لأحلى عرايس فى الدنيا …
_ كله وصل والورود إللى قلنا عليها ….؟؟!!!
_ جاى فى الطريق …
_ تمام…
***
داخل الفيلا …..
أشرقت شمسها من جديد وشعرت كما لو أن الروح عادت لجسدها مرة أخرى لتقف ببهو فيلتها تتحدث مع مهندس الديكور الذى يعمل بتجهيز جناح العروسين …
السيده فاديه: إيه الأخبار يا باشمهندس … ؟؟؟
مهندس الديكور : كله تمام الجناح بتاع العروسين جاهز وكله تمام حضرتك …
السيده فاديه : شكرا يا باشمهندس تعبناك معانا ..
إلتفت حولها تطمئن أن كل شئ يسير كما تخطط له لتدلف بعد ذلك إلى المطبخ تباشر الطهاه المتخصصين بصنع أشهى الأطباق اليوم …
***
فى المساء….
تدق الطبول وتتعالى الموسيقى تعلن بوصول اجمل عروسين “مى” و”مصطفى” ….
تألق “مصطفى” بحلته السوداء وشعره الأسود المهندم ، و إرتدت “مى” فستان زفافها الأبيض المرصع بالكريستالات الفضيه التى تكاد تضئ من لمعانها …
بسيطه بطلتها الساحرة وضحكتها المميزة خاصه مع شعرها المرفوع إلا من بعض الخصلات الطويله المنسدله على اكتافها فكانت مبهرة ملاك فى ثوبها الأبيض تمسك فى يدها باقه من ورد الجورى الأحمر…
تعلقت بذراع “مصطفى” يمشون خلال الممر المؤدى إلى داخل الفيلا لتحيط من فوقفهم أقواس من الجورى الأحمر كباقتها تماماً …
تسلطت الأعين مسلطه عليهما بسعادة وتعالت أصوات التهاني والتبريكات …
زفاف حمل للجميع الفرح والسعاده فـ”أم مصطفى” و الحاج “خالد” يرون ثمره تعبهم وتربيتهم لخمس وعشرون عاماً يتزوج وينشئ أسرة جديده …
السيده “فاديه” فرحه بعودة ولدها وتراه عريسا فى يوم زفافه …
***
وصل “سيف” للتو من الأسكندريه فور عودته من عمله بالمركب ليفاجئ بدعوة “مصطفى” له لحضور زفافه على من يسميها “لواحظ” …
جال بعيناه على مراسم هذا الزفاف البهى للغايه متمنياً حياه سعيدة لصديق عمره وأخيه “مصطفى” …
***
شاركت “مى” فرحتها صديقتاها “سارة” و “رضوى” بسعادة لتقرصاها بركبتيها ليلحقا بها هم أيضاً …
حملت “رضوى” كأس من العصير ترتشفه ببطء وهى تحملق بالمدعوين يميناً ويساراً وهى تضحك برفقه “سارة” بمزاح على بعض التصرفات والملابس كعادة الفتيات بالسخريه من كل شئ بدافع مزحه لكنها توقفت تماماً مردفه بدهشه ..
_ معقول ….
تركت كأسها متجهه بخطواتها إلى الأمام حتى وقفت قباله “سيف” تتمعن بملامحه قائله …
_ معقول … إنت …
شعر “سيف” بالإضطراب ليهتف نافياً قبل أن يخرج من الفيلا على الفور فى عجاله شديدة …
_ لا …
***
جناح العروسين …
أمسك “مصطفى” يد “مى” و إجلسها على الأريكة ووضع ركبته على الارض وهام بعيونها …
مصطفى : عارفه يا “مى” … إنتى أحلى حلم حلمته فى يوم من الأيام و إتحقق … إنتى من يوم ما دخلتى حياتى حياتى كلها إتغيرت … مكنتش متخيل إنى ممكن أحب حد كل الحب ده كله … مكنتش متخيل إن الحب ده كله موجوده فى الدنيا دى أصلاً … بسببك عرفت أمى الحقيقيه .. وعيشت عيشه ولا كنت أحلم فيها حتى … وقد إيه ربنى كرمنى من وسع ….
مى : ده أنا إللى بشكر ربنا إنه عوضنى بيك بعد كل إللى شفته فى حياتى دى كلها …. إنت إللى حياتى كلها إحلوت بين إيديك … إنت أغلى حاجه فى حياتى … يا أحلى أيامى …..
مصطفى : إنتى كل حلم حلمته حققتيه بوجودك وبقى واقع بين إيديكى يا ملاك حققلى كل أحلامى ……
تمت بحمد الله وفضله

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين يديك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى