رواية بين عالمين الفصل الرابع 4 بقلم هنا عادل
رواية بين عالمين الجزء الرابع
رواية بين عالمين البارت الرابع
رواية بين عالمين الحلقة الرابعة
كانت واقفة وبتبص ليا بتركيز ومش بتتحرك، حتى الحركة بتاعتي محركتهاش من مكانها خطوة، مخوفتش منها، حسيت اني اتعودت عليها وانها مش مجرد قطة عادية، وده كان مفرحني جدا ومستنية بقى الاقي منها تصرف يفاجئني، لكن هي متحركتش، حرفيا عنيها ثابتة ولا كأنها متحنطة مثلا او تمثال قدامي، وانا هموت وتحصل اي حاجة تخليني اعرف حكايتها، لقيت نفسي بتكلم معاها وبقولها:
– انتي جاية تباركيلي ولا ايه؟ شكلك عرفتي ان اسماعيل جاي يخطبني صح؟
ثبات ميتوصفش، وانا متغاظة بقى عايزة افهم سبب ظهورها بعد ما كانت اختفيت من يوم اللى حصل، وعايزة مني ايه؟ وايه اللى هيحصل معايا؟ اصل اكيد ظهورها ده مش عادي، انا متأكدة انها تبعهم، اااااه هي تبعهم ولازم افهم الحكاية، لكن تقريبا كده كان وقت الفهم بتاعي لسه مجاش، كنت بتكلم معاها كأنها بني ادم ومستنية منها ردود، حاولت اسحب منها الكلام بكل الاشكال…انا مش مجنونة علشان مستنياها تتكلم على فكرة…اكيد انا فاهمة ان مفيش قطة هتقف تتكلم معايا وتنطق وترد عليا، لكن لاني واثقة ومتأكده انها مش قطة عادية ده اللى خلاني مستنية منها رد، مستنية تصرف، ضحكت وكشّرت ومثلت اني زعلانة لكن هي بتتفرج عليا وبس، ومجرد ما امي فتحت الباب ودخلت اوضتي فى اقل من اللحظة كانت مالهاش اثر، كنت هتجنن من دخول امي الحقيقة، لقيت نفسي بتكلم بضيق:
– في ايه ياما؟ هي الساعة كام؟
امي:
– انتي كنتي بتتكلمي يا شامية؟ صوتك كان طالع….
قاطعتها بنفي:
– هكلم نفسي يعني ياما؟!
امي بتركيز فى عيني:
– في حاجة يا شامية؟ انتي فيه حاجة بتحصل معاكي وانا معرفهاش؟!
رديت وانا بفرد جسمي على السرير:
– هيكون فى ايه ياما يعني؟ انا بس اللى دماغي بتفكر كتير فى الحاجات اللى بتحصل حواليا فى البيت ده وبسمعها من الجيران، انتي عارفة بنتك بقى الفضول عندها عامل ازاي.
امي:
– متستعجليش يا شامية، لو ليكي دور تتعلمي وتفهمي، طريقك هيتفتح لواحده من غير سعي، خليكي بس انتي قريبة من ربنا وهو هيعينلك حراسك.
كلام امي نزل على قلبي زى البلسم، حسيت اني كنت مستنية حد قصادي يقولي الجملة دي وانا كده كده سمعتها بس مش منها، ولا من بني ادمين حواليا، بس منها هي حسستني ان فعلا انا ليا دور وهيجيلي بس فى وقته، ضحكت لأمي وقولتلها:
– ياااارب ياما، انتي مش عارفة انا نفسي اعرف كل حاجة عنهم وعن اللى بيحصل فى البيت واللى حصل مع جدودي زمان ازاي، وبتمنى اكون كويسة للدرجة اللى ربنا يبعتلي حرس يخلي باله مني…
امي:
– نامي يا شامية، نامي ياما احنا ورانا تنفيضة للبيت، وعايزاكي تبقى رايقة كده ييجوا يلاقوا وشك بدر منور، يلا تصبحي على خير.
ضحكت وانا بحدف لأمي بوسة فى الهوا وقولتلها:
– وانتي من اهل الخير ياما، متقلقيش هنخلص كل حاجة زى ما انتي عايزة.
ابتسمت امي وحدفتلي بوسة وسابتني وطلعت، كنت بتمنى القطة تظهرلي تاني لكن محصلش، فضلت صاحية شوية كتير يمكن تظهر فى اي لحظة، لكن للأسف عيني غفلت من غير ما احس من كتر السهر..اصل مش العادي بتاعي اني بسهر يعني، نمت ومفتحتش غير على نور الشمس وهو مالي اوضتي، ولأن الليلة فاتت من غير ما تحصل اي حاجة تانية ولا حتى حلمت بحاجة صحيت وانا حاسة ان فيه حاجة ناقصة او حاجة مخلياني مش مبسوطة، قومت من سريري اتوضيت وصليت الضحى وطلعت لأمي نحضر الفطار وطبعا زى كل يوم، ونزل ابويا واخواتي وبدأنا بقى فى تنضيف البيت، كان عندي نشاط وطاقة كنت اول مرة احس بيهم فى حياتي، طبعا انتم عارفين بيوت زمان عاملة ازاي، الشبابيك العاليه والمساحات الواسعة، السقف بينه وبين الارض زى دور كامل من ادوار شقق دلوقتي، وانا كنت شبه المروحة فى البيت، مسح وكنس وتنفيض واتشعلق على السلم وانفض السقف، طبعا مكانش فيه غسيل حيطان ساعتها كل البياض كان بالجير لو اتغسل يطلع ويبهدل الدنيا، علشان كده كنت بمسح الحيطان كلها، مسيبتش فرصة لأمي تعمل معايا حاجة، كانت بتتفرج عليا وهي مستغرباني، حتى الغسيل وقتها كنا بنغسل على ايدينا، وبنغلي على الوابور بتاع الجاز، اليوم ده من صباحة ربنا لحد بعد المغرب وانا شغالة فى البيت وللحظة محسيتش بتعب ولا اى ارهاق، مع اني يعني برضو كنت مدلعة شوية مستحيل كنت اعمل كل ده لواحدي، بس ده اللى حصل، وبرغم اني من جوايا حاسة بضيقة الا ان الحماس واللى كنت بعمله طول اليوم شغلني عن احساسي بالضيقة دي، وخلص اليوم بالنسبالي فى التنضيف ورجع ابويا من برة واول ما دخل البيت:
– بسم الله تبارك الله، ايه النضافة والريحة الحلوة دي؟
امي:
– دي اللى ربنا يستر عرضها شامية بنتك هي اللى مسكت البيت من فوقه لتحته زي ما انت شايف كده.
ابويا:
– شامية اللى عملت كل ده؟ لواحدها؟! وسيبتيها؟ انتي بتشّقيها ياولية ولا ايه؟ لاء اوعي تكوني فاكرة انها علشان هتتجوز يبقى تضيع صحيتها فى الخدمة….
لقيت ابويا هيرمي اتهامات على امي اتدخلت فى الكلام وانا طالعة من المطبخ ماسكة الجردل والخيشة(الممسحة):
– لاء والله يابا ده انا اللى كنت عايزة اعمل لواحدي.
ابويا:
– بس تعب عليكي يا حبيبة ابوكي…
قاطعته:
– ولا حاسة بحاجة والله العظيم يابا، بعد اذنك انا هعمل السلم بقى.
ابويا بيضحك:
– لو اسماعيل هيعمل فيكي كده ويخليكي لهلوبة بالشكل ده كنت قولتله ييجي من زمان…ههههههه.
ضحكت وامي كمان ضحكت وهي بتقول:
– تصدق على قولك، البت صاحية من الصبح كأنها نحلة فى البيت..الله اكبر من عيني.
ضحكت وانا بقولهم:
– هنزل بقى قبل ما احس بالتعب ومقدرش اكمل، اوعوا تحسدوني.
رد ابويا وقاللي:
– انتي متحصنة ياشامية متخافيش، ده انتي نسل شريف ومحروس.
ضحكت وسيبته ونزلت وانا قلبي بيرقص من فرحته باللي قاله ابويا، مسحت السلم كله ولأن بيتنا له فى المدخل باب شقة لواحده علشان فكان الباب مقفول وانا بمسح السلم لحد ما وصلت عند نهايته، افتكرت الباب، وقفت بصيت عليه مفيش حاجة غريبة…وقفت بصاله شوية وانا مستنية القطة تخرج فجأة لكن هي مظهرتش، زهقت ومليت وجيت اطلع لقيت ضوء خارج من فراغات الباب…ضوء ابيض ضعيف فجأة ظهر، فى اللحظة دي قولت:
– اكيد هتظهر، هستناكي انا واقفة اهو.
مظهرتش، لكن سمعت صوت بيقولي:
– مش وقتك ياشامية، لسه شوية، متستعجليش.
اول ما سمعت الكلام ده لقيت نفسي بجري على البيت فوق، مش خوف والله…لالالا انا جريت وطلعت لأني من جوايا فعلا مستعجلة، وقلقت انهم يعرفوا ده او بسببه مقدرش اوصل للي بتمنى اوصل له، طلعت البيت وكانت امي محضرة كل حاجة، دخلت استحمى بقى وعقبال ما طلعت كانوا اخواتي وصلوا وقعدنا اكلنا كلنا سوا ودخلت نمت لاني كنت خلاص بقى خلصت، مش حاسة بالتعب ولا الوجع…بس عايزة الايام تجري، عايزة الميعاد ييجي…لالالا انتم فاهمين ايه؟ مش ميعاد اسماعيل وعمي، ميعادي معاهم هما، ميعاد فتح الطريق ليا، الميعاد اللى هيسمحولي فيه باني افهم واعرف اللى بتمنى اعرفه، صليت طبعا قبل ما انام ونمت وفاتت الليلة وطلع النهار وزى كل يوم فات، مشغولين طبعا فى الجيران اللى قفلوا موضوع عم عبده بعد ما سمعوا صوت من اوضته وكان بيرج البيت تقريبا:
– اياااااااااااااااكم والقُرب، انسووووه وابعدوا.
عرفوا وقتها ان فعلا عبده مش راجع، عبده مش عند حد من قرايبه، عبده معاها…مع اللى كانت سنين مستنياه يسيب امه ويروح يعيش معاها، اخيرا جه الميعاد مع انها كانت تقدر على ده، تقدر على حاجات كتير، لكن هي حبيته، وعلشان كده كانت جنبه ومأذتهوش، بالعكس اللى سمعته من الجيران انها كانت بتساعده ومسكته فلوس كانت تخليه يسيب البيت ويعيش براه من زمان لكن هو عارف ان مكانها، وانه لازم يفضل فيه، وبعد ما سمعوها عرفوا انه راح معاها، ساب عالمهم…هتقولوا تخاريف؟ ناس زمان كانوا بيصدقوا فى كل الكلام ده، اصل هما موجودين ومذكورين، ده لا حسد ولا اسحار ولا اعمال، دول زيهم زينا، اه احنا ظاهرين ولينا حياتنا…لكن هما كمان عندهم حياااااة وعالم كبيررررر جدا ربنا له حكمة فى انه يكون خفي بالنسبة لينا، جه يوم الجمعة وصحيت من النجمة على صوت امي وهي بتصحيني:
– يلا يا عروسة اصحي كده وفوقي علشان الجماعة جايين بدري.
فتحت عيني وانا بقولها:
– بدري امتى ياما؟ صباح الخير.
امي:
– يا صباح الحلاوة، جايين العصرية، علشان هنتغدوا سوا.
قومت من سريري وانا بضحك:
– من اولها كده غدا، اومال لما نتجوز هيبات عندنا ولا ايه؟
امي وهي بتضحك على كلامي:
– لاء هيبات عند الجيران، ساعتها يا حلوة انتي اللى هتروحي تباتي عندهم مش هو اللى هييجي.
فضلنا نهزر انا وامي لحد ما دخلت الحمام اتوضيت وصليت الضحي وابتدينا نخلص كل اللى ورانا، وصلوا بيت عمي عندنا واول ما طلعت اسلم عليهم لقيت مرات عمي بتقول بفرحة:
– يا بسم الله ما شاء الله، الله اكبر من عيني ومن عنينا كلنا يا شامية، ملاك يامرات ابني…ملاك نزل وسط البني ادمين بالغلط.
ضحكت وانا بقرب اسلم عليها وحضنتني جامد بحب الصراحة، اسماعيل اللى خدت بالي من عنيه اللى منزلتش من عليا كان فاتح بوئه ومتنّح، عمي لما روحت اسلم عليه طبطب على خدي وهو بيقولي:
– انتي الملكة بتاعت عيلتنا يا شامية، السعد كله ابني هيشوفه معاكي انا عارف، ربنا يحميكي ويحرسك من عنينا ومن عيون الناس.
كنت واخدة بالي من امي اللى عمالة تقرأ المعوذات والقرأن كله تقريبا خوفا عليا من العين، وكنت فرحانة بنفسي لأن مفيش حد مقاليش اني طالعة اليوم ده زى القمر، مع ان كل اللى انا عاملاه هو اني حاطة كحل واحمر شفايف، حتى الفستان بتاعي وقتها لو كان موجود فى الوقت ده كان كل اللي هيشوفه هيموت على روحه من الضحك، وقتها كان حلو طبعا لكن كان شبه الجنينة بتاعت الورد، والوان بقى ايه وكأني طالعة من علبة الوان على رأي عيالي لما بيشوفوا حاجة مزعجة والوانها كتير، كل حاجة اتفقوا عليها بسرعة وطبعا مفيش عندنا اختلافات على حاجة، اهلي ناس محترمة وماشيين بالأصول، بمنتهى السرعة كل حاجة حصلت، ولأن مفيش خطوبة فترة طويلة عندنا قرروا اننا نكتب الكتاب علطول…مكنتش اعرف انه هيكون كتب الكتاب هو هو الفرح وهروح مع اسماعيل على البيت، معرفتش غير قبلها بساعتين لما ابويا قاللي:
– بقولك ايه ياشامية، انتي النهاردة تروحي مع جوزك على بيتكم، اصل يعني ايه اللى هيخلينا نستنى؟ بيتكم وجاهز من مجاميعه، هنكتب الكتاب، التوجيهية وخلصتيها، ولسه بدري على السنة الجديدة، خير البر عاجله يابتي مالهاش لازمة تكتبوا الكتاب وكل واحد يبقى فى مطرح.
بصيت لأمي:
– بس انا مكنتش اعرف…
امي بتضحك:
– هيتغير ايه يعني لما تعرفي؟ وبعدين هو انتي يعني هتروحي فين؟ بدل ما هتنامي هنا فى اوضتك، هتطلعي الدور اللى فوقينا علطول تنامي انتي وجوزك فى شقتكم…الشقة كلها بتاعتك لواحدك اهو مش اوضة بس.
بصراحة مكانش عندي اي اعتراض، اصل كده كده هنتجوز، دلوقتي بقى زى كمان شهر زى كمان سنة، انا اصلا بحب اسماعيل او يعني مش اللى هو الحب بتاع اليومين ده، لكن انا راضية بيه يكون جوزي وعارفة انه بيحبي، وكمان وجودي فى بيتنا مخليني مش قلقانة من حاجة، وكل دى حاجات تخليني معترضش، وطبعا الكلام ده كان ابويا متفق عليه مع عمي و اسماعيل ومرات عمي، وعلشان كده كل حاجة كانت فى الشقة من الابرة للصاروخ زى ما بتقولوا، وخلصت الليلة وطلعت شقتي والشهادة لله اسماعيل كان ونعم الرجال، اخلاق وادب وعرف ازاي يخليني اكون مطمنة، عرف ازاي يوريني انه بيتقي الله وراجل محترم، اه ابن عمي وعارفاه وحافظاه لكن لما يبقى جوزي الوضع بيختلف، ومع نومي اول ليلة ليا جنب جوزي وبعد ما فاتت فترة مفيش حاجة من ناحيتهم بتحصل معايا سمعت صوتهم بيصحيني:
– اصحي يا شامية، البوابة اتفتحت، طريقك اتمهد.
فتحت عيني وكأني بتحرك من غير ما احس وقومت من سريري وكان اسماعيل فى سابع نومة، خرجت من الاوضة وانا مش عارفة رايحة على فين، ولقيت الاوضة التانية فى الشقة فيها نور ابيض ضعيف وبابها موارب مع انه كان مقفول قبل ما انام، روحت ناحيته بهدوء ودخلت وانا مش عارفة ايه اللى خلاني اقول:
– السلام عليكم.
رفعت عيني وكانت هي…هووو…القطة…لالالا ده طلع قط، اتحول فى لحظة علشان يرد عليا السلام وقاللي:
– وعليكي سلام الله وبركاته يا شامية.
عيني كانت هتطلع، قلبي كنت حاسه ان صوته امي وابويا هيسمعوه فى شقتهم، شوفته قدامي وهو قط وشوفته وهو بيتحول لبني ادم…قصاد عيني، بس بني ادم ايه؟ لالا مش بني ادم، ده كان حاجة كده فى الخيال وبس، انا عيشت قد ما عيشت وشوفت بشر على قد ما شوفت لكن بالشكل والجمال ده انا مشوفتش غيره، قطع تركيزي فيه وقاللي:
– انا جاي علشان اخدك يا شامية، الليلة لازم تنتقلي.
رديت وانا ببلع ريقي بصعوبة ومركزة معاه مع اني اقسم بالله اول مرة فى حياتي اركز مع حد بالطريقة دي:
– انتقل فين؟ تاخدني فين؟ انت مين؟
رد بهدوء ولمعة غريبة فى عنيه:
– اسمي اصلان…وانا حارس بوابتك…وهاخدك للمكان اللى كنتي عايزة تعرفي عنه كتير من وقت طويل، هتيجي معايا وهناك هتلاقي الاجابات.
لسه هرد واقوله اسماعيل…لقيته قاطعني وقاللي:
– غمضي عنيكي.
غمضت وكنت لسه هنطق لقيته بيقولي:
– افتحي عيونك.
فتحت عيني وكانت اللحظة الاولي اللي………….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين عالمين)