رواية بين عالمين الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل
رواية بين عالمين الجزء الخامس
رواية بين عالمين البارت الخامس
رواية بين عالمين الحلقة الخامسة
كانت اللحظة الاولى ليا اللى افتح عيني فيها واشوف الخيال اللى مهما وصفت فيه صورته هتكون صعب توصل لخيالكم، انا كنت ماشية فى ممر مع اصلان ما بين موجتين…ايوة زى ما قولت كده بالظبط، موج بتاع البحر ده، واحدة على يمينى وواحدة على الشمال وكل واحدة منها ارتفاعها يتخطى بيت من خمس ادوار مثلا، المياه كانت زى الكريستال، حتى الارض من تحت رجليا كانت لا بلاط ولا سيراميك…ولا نار ولا شوك، ولا حتى مياه، الارض تحت رجليا كانت بتلمع لمعان غريب، وكأن الأمواج دي نشرت اجزاء من كريستالها على الارض اخفيت ملامح طبيعتها، انا بتفرج على اللى قدامي وانا مش عايزة عيني ترمش، الريحة اللى دخلت صدري كانت من جمالها يتقال عنها انها مش موجودة فى الوجود، كل ده وانا بستمتع بس، نسيت اصلان اللى عرفت ان جماله جزء من جمال العالم بتاعه، ماشية ببص يميني وشمالي وبس، اصلان اتكلم وقال:
– ده العالم بتاعنا يا فيروزة، وانتي جزء….
قاطعته وانا ببص له بتركيز:
– فيروزة! انا اسمي شامية.
قبل ما يرد عليا هو لفتت انتباهي زهرة بتلمع ظهرت من بين خيوط الكريستال اللى على يميني وده الجنب اللى كنت ببص فيه لأصلان، زهرة برغم ان لونها نفس اللون بتاع الارض الا انها ظهرت بوضوح لأنها وقفت قصادي وجنب اصلان، برقت عيني وانا هتجنن، بس هي الحقيقة مسابتنيش اوصل للمرحلة دي وفجأة قدرت تتحول وتاخد الهيئة البشرية، لكن مش فى جسم ملموس، كانت شبه الطيف، تفاصيل البني ادم لكن مش ملموسة، تشوفها اه…لكن تتلمس لاء، ابتسمت من نظرتي اللى تدل على ذهولي وصدمتي وقالت:
– انتي فيروزة فى العالم بتاعنا، وشامية فى العالم بتاعهم.
اصلان:
– وانتي بتنتمي للعالمين يا فيروزة، علشان كده هتعرفي تقبلي وجودك هنا، وفى نفس الوقت انتي عايشة عمرك كله هناك.
اصلان كان بيتكلم قلبي يتخطف مع صوته، اتكلمت الزهرة وقالت بثقة:
– انا ابرار، ابقى بنت الملك المذهب، ومسؤوله مع اصلان عن وصولك له.
بصيتلها وافتكرت الاسم، رديت وقالتلها:
– ايوووووة ده اللى ظهر لجدي انور.
اصلان بحزم:
– جلالته مش ده يا شامية، انتي بتتكلمي عن ملك من ملوك السبع ايام، ومن اقواهم، فكري قبل ما تقولي اي حاجة تندمي عليها.
ابرار:
– جلالته فى انتظارك.
اتحركت ابرار ووراها اصلان واتحركت مع الحركة بتاعته، مشينا كتير لكن مكنتش حاسة اني ماشية على رجليا، كأن خطواتي كانت فى الهوا وبتحرك بشكل لا ارداي، انا عارفة ان فات كتير لحد ما قربنا نوصل وقف اصلان وقاللي:
– انتي هنا لأنك من السلالة الشريفة يا فيروزة، واللى تشوفيه هيختبر قوة ايمانك، حاولي تثبتي ان ايمانك اقوى من خوفك.
رديت وانا هيمانة في صوته:
– هخاف من ايه؟
ابرار التفتت وقالت:
– متسأليش يا فيروزة.
مشيت كام خطوة تانيين واحنا وراها ووقفت فجأة وانحنت، وزيها عمل اصلان بعد ما قاللي:
– رحبي بجلالته يا فيروزة.
مكانش فيه اي حد قدامنا اصلا، وبرغم استغرابي من كل حاجة الا اني قررت اسمع كلامه، عملت زى ما هو وابرار عملوا وانحنيت وانا برفع عيني اشوف فى ايه، مكانش فيه اي حاجة للحظة او اتنين لحد ما سمعت فى لحظة صوت امواج وكأن فيه عاصفة بحرية حصلت فجأة والامواج بتاعت البحر بتتدافع بغضب وهتهجم علينا، اتفزعت والتفتت حواليا ملقيتش اي حاجة، بصيت قدامي وانا بنحني من تاني بس حاسة ان كل مفاصلي بقيت زى لوح التلج، شووووووووفته قدامي…شوفته بيظهر بالتاج الاصفر اللى لمعته خطفت عيني، لمعة الدهب اللى بيبرق، طوله تخطى ال2 متر، ضخم جدا وبدقن بيضا زى التلج، انا عيني عليه وجسمي منحني للترحيب، لكن مش قادرة متخطفش بهيئته واختلافه عن اي حد شوفته فى الدنيا كلها، هو مبصش ناحيتي نهائيا وفجأة ابرار وقفت واصلان كمان وقاللي:
– اعتدلي يا فيروزة.
وقفت وانا مش عارفة عيني تقع على ايه ولا ايه بالظبط، لكن فجأة ظهرت فى ايد الملك مذهب سلسة من الورد الابيض كانت سلسلة جميلة جدا وشكلها مالهوش مثيل وريحتها مالية المكان، فجأة رفعها لفوق ونزل بيها على الارض حسيت ان الارض اللى مش متشافة اتهزيت بينا، والسلسلة دي بدل ما كانت من الورد الابيض بقيت من الجمر الأحمر من شدة ناره وسخونته، ايوة فعلا سلسلة الورد اتحولت لسيخ حديد والع ومع تحوله ظهر على الشمال سياج حديد بنفس الشكل اللى فى ايد الملك، وورا السياج دي ظهرت كائنات بأشكال بشعة..اشكال مخيفة ومرعبة، انا عارفة ان كتير هيقول ان كل اللى حصل معايا مرعب اصلا، لكن لالالا…انا اللى بيحصل معايا حلم ممتع وخيال..مينفعش الجمال ده كله يكون حاجة غير الخيال، لكن الكائنات كانت بشعة، وصف الشياطين اهون من اللى ظهروا فجأة، شهقت وكنت هصرخ لكن افتكرت تحذير اصلان ليا وبقيت اردد:
– اللهم انت المُعين..اللهم انت المُعين.
حسيت مع تكرار الجملة اني بهدا وقادرة اتقبل اشكال المخلوقات الغريبة اللى قصادي دي، ومع هدوئي ابتديت اطياف تظهر منهم اللى ظهر في هيئة طيف زى ابرار، ومنهم اللى اتجسد فى هيئة بشرية زى اصلان، كانت شبه المُحاكمة، ومع مراقبتي لكل اللى بيظهروا ولمعان عيني بسبب جمالهم المريح سمعت صوته هز كل شعرة فيا وهو بيقول:
– سمحتم لأنفسكم بأن تعتدوا بأنظاركم الخفية على من لم يكن لكم عليه سلطان، منكم من اراد اخذ ما حرمه الله بالتخويف، ومنكم من اراد ان ينتهك دون ظهور او تهديد او تخويف، منكم من سرق، ومنكم من لم يذكر اسم الله لكي يذكّره بمهيتُنا حتى يستمر فيما يفعله، تبعتم وسوسة الخبيث ونسيتم من انتم، فتسبب لكم فى الجحيم الابدي.
ابتدوا يزوموا وكأنهم حيوانات بتعوي، اصواتهم مزعجة ومخيفة وتقبض القلب، لكن محدش كان بيتهز وهما بيزوموا ويعووا وكأنهم عايزين يقولوا حاجة لكن الملك مسمحش بده، انا مش عارفة طبيعتهم ايه، ولا عارفة هما ازاي بالقُبح المخيف ده ووسط الكائنات الخيالية الجميلة دي، لكن صوتهم المزعج كان سبب فى سرعة ضربات قلبي، وسمعت صوت رن فى المكان كله وهو بيقول:
– داااااومي على الذكر ليهدأ قلبك.
بصيت لمصدر الصوت، وكان هو…الملك، الملك بنفسه اللى بيوجهلي الكلام، ارتبكت ولقيت نفسي بتلغبط ومش عارفة اقول ايه بقيت اردد:
– يا الله، يا الله، يا الله.
كأني نسيت كل الكلام، ومع تكراري السياج باللى وراها اتحولوا لنفس اللون، ايوة ولعوا وبقوا زى الجمر حرفيا، اجسامهم المخيفة وتفاصيلهم كلها اتحولت لنفس لون السياج ونفس لون السلسة اللى فى ايد الملك بعد ما اتحولت من الورود للنار، صراخهم والألم كان مخلي صوتي يعلي بترديد:
– يا الله.
على الحال ده دقايق تقريبا واختفوا تماما وكأن مكانش لهم وجود، السلسلة رجعت لطبيعتها، الكائنات الجميلة اللى حواليا كلهم ابتدوا يقفوا جنب بعض بترتيب وابتسامة تسحر، اصلان قرب مني وقاللي بهدوء:
– مطيعة.
بصيت ابرار لينا وابتسمت، واتكلم الملك بصوت حنون جدا عكس اللى كان لسه بيهز المملكة كلها وقاللي:
– الحفيدة المميزة، وصولك اخد وقت طويل يا فيروزة، عقود مش مجرد سنة او اتنين او عشرين او تلاتين، بنرحب بيكي فى عالمك التاني.
ابتسمت ومشيت كام خطوة وقفت قصاده علطول، كان له هيبة متتوصفش، ضخامته كانت ترعب لكن هو بعد اللى حصل من شوية قدام عيني اتحول وكأنه كان حد تاني، اتكلمت وقولت:
– جلالتك سخرك ربي لأرشادنا، بداية من جدي الاكبر وصولا ليا، كنت فى الانتظار من اول ما عرفت، كنت حاسة بس استنيت.
ابتسم وقاللي:
– ثقتك فى وجودنا، وانتظارك لظهورنا كانوا سبب فى اننا نلبي رغبتك، ولكن…عقاب اللى يخالف الطريق والعهد هو اللى انتي شوفتيه دلوقتي قدام عنيكي، غضب عالم الجن لا يُقارن بغضب البشر…
اتكلمت بثقة:
– اعوذ بالله من اني اعصيه، مش خوف من جن ولا عقاب بشر، لكن خوف منه هو ورغبة فى رضاه.
طلب مني اقرب بأشارة من سلسلة الزهر اللى فى ايديه وقاللي لما قربت منه:
– ده طوقك يا فيروزة، ده حلقة الاتصال بينا وبينك حتى لو مش شايفانا، ودليلك فيه هيكون اصلان.
مع ذكر اسم اصلان انحنى تبيجلا للملك مذهب، وحط الملك على رقبتي طوق بكريستالات شفافة بتلمع لمعة بتعكس الوان الطيف، حسيت بيه اني طايرة مش واقفة فى مكاني، اتكلم وقال:
– حان وقت التعارف يا فيروزة، اللى حواليكي فى المملكة هنا كلهم من الجن المسلم الموحد بالله، كلهم فى طاعتك مادمتي بتطيعيه، كلهم بيحرسوكي مادمتى هتلازمي استغفارك وذكرك وقربك، اما انا فأنا هكون محقق لكل احلامك لو قدرتي تعملي نفس اللى جدك اتأمر بيه وعمله من زمن بعيد.
انحنيت وانا بقوله:
– انا جاهزة ومستعدة، لكن عايزة اعرف ليه اسمي فيروزة؟ ومين سماني؟ وعايزة اعرف حاجات كتير…
قاطعني وقاللي:
– بعد التعارف على مملكتنا، هتعرفي الاجابة اللي ينفع تعرفيها وبس…ونبداء بأصلان وابرار….بنتي وابن اخويا…وعلاقتهم ببعض زى علاقتك انتي واسماعيل…هما كمان قرانهم كان اليوم..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين عالمين)