رواية بين شقي الرحى الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم مورو مصطفى
رواية بين شقي الرحى الجزء الثالث والعشرون
رواية بين شقي الرحى البارت الثالث والعشرون
رواية بين شقي الرحى الحلقة الثالثة والعشرون
وصل ياسين وأولاده الي منزل عنايات ودق الجرس ففتحت له إيلي التي ما أن رأتهم حتى سحبتهم من يدهم وادخلتهم سريعا وهي تنادي يوسف ويارا ويويو وبالفعل دخلوا جميعا وجلسوا وكانت عنايات وآمنه فور ان راءوهم شعروا ان هناك خطب ما فنظرت عنايات الي الاولاد
– يالا خدوا بعض وادخلوا الاوضه مع نفسكم فنظر يزيد الي ابيه وقبل ان ينطق وجد والده يتحدث
– لا يا أمي بعد اذنك خليهم وبعدين محدش غريب وقام من مكانه وجلس بجوار آمنه التي مسدت على قدمه بحنان
– اتكلم ياحبيبي عملت فيك ايه كريمة
فقص ياسين كل شئ منذ سنوات واهمالها له وبعده اولاده وسفرها دون اخباره او حتى الشعور بما حدث لأبنتها انتهاءً بسخطها على حياة لتزوجها سليم مرورا بما قالته عليها من كلام فهبطت دمعه من آمنه فأحتضنها ياسين سريعاً وهو يهمس
– متزعليش مني يا أمي أنا بجد فعلا مش قادر تعبت والله فنطرت له آمنه
– لا ياحبيبي انا مش زعلانة منك أن زعلانة عليها وعلى اخوها وعلى خسارتهم أولادهم يسوا ايه ان ولادهم تبقي مش عايزة تشوفهم تسوا ايه ان أولادهم يكونوا محرومين من ابوهم او امهم
فنظر يوسف الي جدته
– يا آنا الكلام ده تقوليه لشخص زي بابا سليم او عمي ياسين او واحده زي امي ولادهم عندهم بالدنيا عارفه يا آنا ماما لو كانت حست للحظة اننا ممكن نتوجع من جوازها من بابا كانت رفضت بالثلث رغم حبها له هي دي الام اللي بتضحي بكل حاجة علشان أولادها زي ماكانت ح تضحي وترجع له لولا قسيمة الجواز فاكره انا كل ما افتكر يومها وانا ويارا بنضغط عليها علشان ترجع وكلمتها انا علشان خاطركم ارمي نفسي في النار بتوجع عمي ياسين نفس الكلام ماتزعلش منى يا يزيد ولا انتي يا جاسمين بس طنط كريمة دى ماتنفعش تبقى أم زي كرم بيه كده ماينفعش يبقى اب وحضرتك يا آنا مش مفروض تزعلي عليهم الله يسامحه جدو هو اللي عمل فيهم كده حضرتك ربنا عوضك بكل احفادك دي وقبلنا ماما وبابا سليم وعمي ياسين كلنا حواليكي وحضرتك من زمان قوي راميه طوبه طنط كريمة فنظرت له آمنه بحزن
– كلامك يوجع يا يوسف بس كل كلمه فيه صح ثم عادت ونظرت لياسين وهي تربت على قدمه بص يا ياسين يابني انا امك انت مش هي اعمل اللي عايزه وماتهتمش باي حاجة الأولاد معانا وانت عارف احنا متعلقين بيهم ازاي علمها الأدب ارتدعت علي اللي بتعمله وعايز تكمل براحتك مارتدعتش وعايز تنفصل اول واحدة ح اكون جانبك انا انا اصلا زي مايوسف قال من زمان سقطتهم من حساباتي
نظر لها ياسين واحتضنها بقوه وهو يقبل راسها ويدها وفجاءة شعر بحنين لأمه فوضع رأسه على قدمها وهمس لها
– ارقيني يا أمي
فأخذت آمنه تقرء آيات القرءان الحكيم عليه حتى اغمض عينه وذهب في النوم فنظرت ليوسف
– يوسف هات حاجة من جوه غطي بيها عمك ويالا ادخلوا انتم جوه رتبوا حاجاتكم مع بعض وشعرت آمنه بارتباك يزيد فنظرت له في ايه يا زيزو مالك
– مش عارف يا آنا بابا ح يعمل ايه ح يروح فندق زي ما قال
فصعقت آمنه وعنايات وتحدثت عنايات فورا
– فندق ايه يا يزيد ده
– يا آنا بابا جاب جزء مش صغير من هدومه وبعدين لما سالته قالي ح ينزل في أوتيل لغاية مايفكر فوقفت عنايات ونظرت ليزيد ويوسف
– يالا انزل انت وهو هاتوا حاجات ياسين من تحت يالا بسرعه قبل مايصحي خليه يلاقي نفسه أدام الأمر الواقع
فضحك الجميع وهبط يزيد ويوسف واحضروا اشياء ياسين وقاموا برصها جميعا في الدولاب واخذوا يضحكون سويا على ماذا سيكون رد فعل ياسين عندما يرى نفسه مجبر على المبيت معهم
………………………….
قامت كريمة بالتحدث الي مي وقصت عليها ما حدث وكيف ان أولادها تركوها وكذلك ياسين وذهبوا الي حياة وسليم
– يا مي انا مش عارفه عامله لهم ايه ست حياة دي علشان يتعلقوا بيها بالشكل ده ولا ان يتجوزها واحد زي سليم ده بوسامته واناقته وفلوسه اللي مش باين لها اول من آخر حاجة تغيظ
– اه يا كريمة شفتي كان عامل لها فرح الناس كلها اتكلمت عليه ولا الشبكة اللي جايبها لها وعيونه اللي بتنطق بحبها بيحبها على ايه
– فين البيه جوزك ياست مي
– اتخانقنا سوا وقاعد في مكتبه كل ما أقوله عايزة اشتري حاجة يقولي مافيش فلوس أو مش فاضي وحاجة تقرف
– هو ما قالكيش عمل ايه في الفرح بتاعهم
– ولا نطق يا اختي ح اقفل معاكي ياكوكي شكله طلع من المكتب
– طيب روحي يالا
واغلقت مي الهاتف مع كريمة وتصنعت الحزن ودخل عليها كرم ونظر لها فوجدها حزينة فاقترب منها وجلس بجوارها وضمها الي أحضانه
– ميوش ماتزعليش مني ياقلبي انتي بس اتعودي لما تلاقيني بشتغل ومشغول بلاش تتكلمي معايا في الوقت ده وبعدين مش انتي عارفه اني بحاول اكبر الشركة علشان أقف أدام زفت سليم ده
– ياحبيبي طلعه من دماغك وكبر الشركة علشانك وعلشان تبقى من اكبر الشركات
– خلاص يبقى تساعديني ياميوش مش تضغطي عليا وانا مضغوط لوحدي
– خلاص ياسيدي سماح النوبه بس ماتشخطش فيا كده تاني
– خلاص ياقلبي من عيوني يالا بقى قومي حضري لنا اكله من ايدك
– حاضر ياروحي حالاً والاكل يكون جاهز
خرجت مي من الغرفة وتركت كرم الذي اخذ ينظر لكل جزء فيها ويتذكر حركات حياة معه وكيف كانت تطير حوله كفراشة صغيرة ترفرف باجنحتها حتى تحط على كتفه فتنهد وذهب ليفتح دولابه وكان دائما ما يفتحه فيجده معطرا ومرتباً واذا احتاج شيئا استطاع ان يصل له فورا اما الان فوجد الدولاب كل شئ على بعضه فصعق من المنظر واستغفر ربه وهو يزفر ويحدث نفسه كان فيها ايه لو فضلتي على ذمتي ياحياة انا مش قادر أصدق ازاي قدرتي حد تاني غيري يلمسك فرد على نفسه طيب ما انت لمست غيرها فزفر ايوة الراجل ممكن يتجوز اربعه ويعيش مع الاربعه لكن الست لا فنظر لنفسه في المرأة طيب على الأقل انت اتجوزت وهي على ذمتك لكن هي اتجوزت بعد ما طلقتها ولا نسيت خليك في حياتك ياكرم وانسى حياة ماتحطهاش في دماغك علشان تعرف تعيش فهمس مش ممكن اسيبها في حالها لازم انتقم منها ومن الحيوان اللي اتجوزته ده بس يصبروا عليا بس
……………………………
استيقظت حياة من النوم فوجدت نفسها لازالت تنام في أحضان سليم وهو يحتويها بين ذراعيه كأنه يحتضن طفلته الصغيرة فقبلت جبينه بخفه ثم انسحبت من بين أحضانه بهدوء وارتدت ثيابها سريعا وفوقها الروب وقامت بتحضير ملابس لها ولسليم وأخذت ملابسها ودخلت الي الحمام سريعا وبعد أن انتهت من الشاور ارتدت ثيابها وخرجت فوجدت سليم لا يزال نائما فذهبت الي المطبخ وقامت بتحضير طعام الإفطار ووضعته على صينية ووضعت حول الصينية بعض من الوردات الصغيرة وذهبت للغرفة مره اخرى ووضعت الصينية بجوار سليم على الكومود وجلست هي بجواره وامسكت ورده صغيرة ناعمة للغاية وأخذت تمررها على وجهه بخفه وهو يجعد وجهه للحظة ثم يعود لابتسامته وفعلت ذلك مرتان وفي ثالث مره استيقظ سليم وهو يمسك يدها ويقبلها
– صباح الشقاوة ياقلبي صابحة تتشاقي فنظرت له بدلال
– صباح الفل والورد على عيونك انا اتشاقيت ده انا غلبانه خالص
فضحك سليم ورفع نفسه للأعلى فظهر أمامها صدره العاري فأحمر وجهها سريعاً فضحك سليم واحتضن رأسها يضعها على صدره ويقبل رأسها وهي تحتضنه من خصره وتقبل صدره برقه
– ح تبطلي تكسفي امتى ياحياتي
– مش ح اعرف ابطل اتكسف ياسليم اعمل ايه يعني فرفع رأسها ونظر لعيونها وقبل مابينهم
– ولا اي حاجة ده حتى احلى حاجة فيكي كسوفك ووشك وهو بيحمر زي الفراولة بيبقى عايز يتاكل اكل واخذ يقبل وجنتيها وهو يعضعضهما وهي تضحك وبعد قليل ابتعدت قليلا ونظرت له
– يالا حبيبي انا حضرت الفطار نفطر وحضرت لك هدومك على ماتاخد شاور اكون حضرت شنطة السفر
– ماشي ياقلبي انتي سابقتي ياعفريته واخدتي شاور وحدك
– اه ياروحي قلت نكسب وقت
واخذ الاثنان يطعمان بعضهما البعض ويقبلان بعضهم بين الفينة والأخرى حتى انتهوا وقامت حياة بحمل الصينية والذهاب للمطبخ ودخل سليم الي الحمام وعادت حياة الي الغرفة وقامت بتنظيم كل شئ ثم وضعت شنطة سفر وأخذت تضع بها ملابسهم وكل احتياجاتهم بتنظيم رائع حتى انتهت وخرج سليم وهو يرتدي ملابسه فوجد كل شئ قد عاد الي مكانه ووجد حياة قامت بترتيب شنطة السفر الخاصة بسفرهم فأقترب منها يحتضنها من الخلف
– حبيبي المنظم ده
– عيون وقلب حبيبك ياحبيبي
– خلاص كده حبيبتي كل حاجة جاهزة
– اه خلاص كله تمام
– طيب يالا بينا نروح نشرب معاهم القهوة زمان ياسين جه
وذهب الاثنان معا الي الشقة الأخرى وضربوا الجرس ففتح لهم يزيد ودخلوا فوجدوا الجميع يجلسون وياسين يرتدي ترنج فنظر له سليم وابتسم
– هو انا ليه حاسس ان فاتنا أحداث فأحتضنته إيلي
– يوووووووووه ياداد حضرتك قديم قوي فضربها سليم بخفه على رأسها
– يابت اهمدي وبطلي لماضه فضحك ياسين
– تعالوا اقعدوا وانا ح احكي لكم
جلس سليم وحياة بجوار ياسين الذي قص عليهم ماحدث دون التحدث عن كلامها على حياة فنظرت له حياة
– ناوي على ايه يا ياسين
– ناوي ارتاح شوية ياحياة انا تعبت والأولاد تعبوا وهي كل اللي يهمها الخروج والفسح والشوبنج
– ياسين ماما آمنه
– ماتخافيش اول واحدة ايدتني فنظر لهم سليم
– ياعيني عليها الله يسامحك ياعمي حضرتك السبب في كل ده خلتهم حاسوا ان اي حاجة عايزنها لازم ياخدوها ومش مهم اي حاجة تانيه او اي حد تاني المهم بقى حضرتك كنت عايز تنزل في أوتيل وفي شقتين يرمح فيهم الخيل زي مابنقول انت غبي يا ياسين عايز تسيب شقق اخواتك وتنزل في فندق عارف لولا اني مش عايز انكد علينا قبل السفر كنت قمت هبدتك علقه دلوقتي
– خلاص ياعم انت ماصدقت فارد نفسك علينا كده بطولك وعرضك لا ماتنساش انا اكبر منك ياض
– ياعم اتلهي اكبر بكام يوم انت ح تستهبل فصاحت حياة
– بس ايه انتم ماصدقتم انا رايحة اشوف الاولاد العبوا مع بعض فاهمين فصاح الاثنان معا
– حاضر يا ابله فنظرت لهم حياة وهزت رأسها وهي تبتسم
وتركتهم وذهبت الي الاولاد فوجدتهم يجلسون جميعا مع يزيد وجاسمين فدخلت وجلست ونظرت ليزيد وجاسمين وابتسمت وفتحت ذراعيها فجاؤا جري عليها وارتموا في احضانها ونظرت للباقين
– قوموا زي الشاطرين كده يوسف روح لبابا سليم وشوف ح يقولك ايه على الشغل قبل مانسافر وانتم يابنات روحوا يالا ساعدوا آناتكم واعملوا لنا قهوة يالا جري
فذهب الجميع كما ابلغتهم ونظرت حياة ليزيد وجاسمين
– عارفة انكم مضايقين وزعلانين مش ح اقولكم ماتزعلوش لا حقكم تزعلوا لكن لازم تعرفوا ان الزعل ده مش صح ح تتعبوا وتزعلوا اللي حواليكم وممكن زعلكم يضغط على بابا فيعمل حاجة مش عايزها انتهزوا الفرصة وفكروا وشوفوا عايزين ايه وبعدها اتكلموا مع بابا ولغاية ده مايحصل لازم تعرفوا ان انا وعمكم سليم جانبكم وكمان آنا عنايات و آنا آمنه وعمو أدهم وطنط مرام كلنا جانب بعض وكلنا بنسند بعض وزي مابقول ليوسف ويارا مهما عمل كرم هو في الأول والآخر ابوهم ح اقولكم انتم كمان مهما عملت كريمة ومهما قالت برضه في الأول والآخر امكم فصاح يزيد
– ليه هي مش زي حضرتك ياطنط ليه كم الحقد اللي جواها ده… ليه دائما بتدور على نفسها بس عمرها مافكرت فينا ولا في بابا زي ماحضرتك دائما بتفكري في يوسف ويارا ودلوقتي عمو سليم…. ليه دائما متخيلة ان حضرتك بتقومينا عليها فأبتسمت حياة
– ياحبيبي للأسف جدو باباهم عودهم على أن اي حاجة عايزنها ياخدوها هما الأهم من كل حاجة مش مهم حد تاني اتعودوا على كده حبايبي بس انا بابا وماما عودوني اني دائما ابص للي حواليا زي ما انا عودت يوسف ويارا وعودتكم انتم كمان فنظرت لها جاسمين
– ياريت كنتي حضرتك ماما
– ياحبيبتي انا زي ماما ح افضل جانبكم ومعاكم وقت ماتحتاجوني فنظرت لها جاسمين وعيونها تلمع بالدموع
– هو ممكن نقول لحضرتك ماما زي الباقي فضمتهم حياة بقوة ودموعها تهبط على حزنهم ولكنها مسحتها سريعاً
– طبعا ياروحي ياسلام ده حتى ح تبقى احلى ماما من أجمل وارق يزيد وجاسمين فقبلوها
وأخذت هي تداعبهم وتبعثر لهم شعورهم وهم يضحكون وأخذت أصواتهم تعلو فدخل عليهم سليم وياسين ليروا مايحدث فوجدوهم يدغدغون بعضهم وحياة تبعثر لهم شعورهم وهي تمسك مخده صغيرة وتضربهم بها برقه وهم يضحكون بقوة حتى وجدوا من يسحب حياة من وسطهم ويرفعها أمامه وهو يضمها بقوه
– أيه كل اللعب ده فرهدتوها يامجرمين
– أيه ياعمو مامتنا واحنا حورين بقى الله فصاح ياسين وسليم في نفس الوقت
– مامتكم وده من امتى فردت حياة وهي تسحبهم لأحضانها
– من النهاردة كده بقى عندي ست عيال ياحلاوة عليا ارنبه انا علشان اخلف نص دسته فضحك سليم وهو يحتضنها وهمس في اذنها
– مش يمكن يكونوا ثمانيه مثلا فأرتعشت حياة ونظرت له وهمست باسمه برقه وجرت من أمامه وذهبت الي آمنه وعنايات
…………………………..
ذهب كرم الي الشركة وعلم ان سليم سفره اليوم فقرر الانتظار يوم والذهاب الي شركته حتى يحاول ان يتقصي اي شئ عن علاقاته ومعاملاته حتى يفكر كيف سيضربه في مقتل حتى ينتقم منه ومن حياة واخذ يرتب كل شئ في رأسه وهو سعيد ولا يتذكر ان هناك رب كبير ينصر دائما الحق وبعد قليل أتت له مي كعادتها وجلست أمامه وأخذت تحاول أن تساعده فلم تفهم شئ مما يحدث وبدل ان تقوم بمساعدته قامت بتعطيله اكثر ونظر لها كرم
– بصي حبيبي انا كده ح اخد وقت اكتر خلينا لما ابقى فاضي ادربك على كل حاجة دلوقتي خليني اخلص علشان أنجز في اللي عايزه وافضالك ياقلبي فمالت عليه تقبله
– خلاص ياحبيبي اللي تشوفه ح اقعد انا استناك لما تخلص وبعدين نروح نزور مامي ممكن ياروحي
– حاضر ياحبي من عيوني
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين شقي الرحى)