رواية بين امرأتين الفصل الأول 1 بقلم حنان قواريق
رواية بين امرأتين البارت الأول
رواية بين امرأتين الجزء الأول
رواية بين امرأتين الحلقة الأولى
في إحدى البيوت متوسطة الحال ، كانت تصدح أصوات الأغاني والزلاغيط الشعبية بصوت مرتفع إبتهاجا وسرورا بنجاح فاتنة العائلة في الثانوية العامة وحصولها على المرتبة الثانية على مستوى الوطن ….
حاله من الهرج والمرج كانت تسود ذلك الحي بعد سماعهم خبر تفوق تلك الفتاة الطيبة والخجولة وإجتيازها ذلك الإمتحان بجداره عالية ، لترفع رأس عائلتها عاليا ورأس الحي بإكمله …
بدأت النسوه والرجال بالتوافد إلى منزل تلك الفاتنة الذكية لتقديم واجب التهنئة والتبريكات ومشاركة تلك العائلة بنجاح إبنتهم …
أما هي كانت تجلس بجانب أخيها الكبير ” منتصر” ذلك الشاب الذي يبلغ من العمر ثلاثون عاما ، صاحب بشرة قمحية وعينان عسليتان وشعر عسلي نوعا ما ، شاب ذكي وطموح جدا ، يعمل في سلك الدولة ضابط المهمات الصعبة كما يسميه رفقائه في العمل ، لازال أعزب ولم يتزوج أو يعجب بفتاة إلى الآن …
أمسكت يد أخيها بحب ونظرت بعينيه بقوة قائلة :
” اليوم ده أنا مكنتش هشوفه يا حبيبي إلا بفضل ربنا وفضلك أنت وماما ، إنتو وصلتوني لهنا ، ربنا يخليكم ليا وميحرمنيش منكم أبدا يا حبيبي ، انت أبويا الصغير بعد وفاة بابا الله يرحمه “
أبتسم لها بحنان الأب الصغير وقلب الأخ الكبير قائلا :
” هو أنا عندي كم أخت يا حبيبتي ، هي وحده ومزه وجميلة وأسمها ” زين ” وعنيها بتسحر من أول نظره ، ربنا يباركلي فيكي يا قمري وأشوفك أحسن وحده بالدنيا دي “
* زين أحمد العاصي – فتاة ذات بشرة بيضاء ناصعة وعينان عسليتان واسعتين عندما تنعكس أشعة الشمس عليهما تصبحان كلون العسل الصافي ، ذات جسد معتدل ، متوسطة الطول ، فتاة ذكية جدا ومتفوقة في دراستها ، فتاة متحجبة وملتزمه كثيرا …
وبتلقائية رمت نفسها بين ذراعيه ودموعها توشك على النزول ….
لتأتي سيدة من الداخل في العقد الخامس من عمرها وهي تحمل أكواب العصير لتقديمها للمهنئين بنجاح ابنتها وفلذة كبدها …
السيدة ” مها ” تبلغ من العمر خمسون عاما ،أمراءة بسيطة ذات بشرة بيضاء ، وعينان سوداء وضحكة جميلة تزين وجهها دائما …
تقدمت من والدتها بسرعة وهي تحمل الأكواب عنها قائلا بعتاب :
” ليه كده يا ماما تتعبي نفسك ، كان قولتيلي وأنا جبتهم “
طبعت والدتها قبلة حارة على جبينها قائلا بحنيه وفرحة كبيرة :
” هو أنا إذا موزعتش الشربات في نجاح ست البنات أوزعها امتا يا روح قلب ماما “
ليقطع ذلك المشهد كلام إحدى الجارات هاتفه بفرحه :
” قوليلنا يا ست البنات هتدرسي ايه بقى ؟ “
لتهتف هي وأخيها بنفس الوقت بصوت مرتفع :
” هندسة حاسوب “
لينظر كل منهما للأخر ويضحكان بصوت مرتفع …
في حين إلتقطت السيدة ” مها ” تلك الصورة التي كانت موجودة أعلى المنضدة ، لتقربها لها بحب وهي تتذكر حلم زوجها بأن يرى إبنته مهندسة حاسوب كبيرة ، ولكنه رحل ، … رحل وتركها تبكي ذكراه دما لا دموعا …. ذلك الرجل الطيب الذي أحبها بصدق وإخلاص وكرس كل حياته في سبيل تأمين حياة كريمه له ولعائلته ، وهي كانت تسانده بكل خطوة يخطوها ….. لتتفاجىء بإحدى الأيام بأنه قد نقل للمشفى أثناء عمله …. لتسرع وقلبها يسبقها لحبيبها وزوجها … وقتها كان إبنهم منتصر في سنته الأخيرة من الجامعة في حين كانت ” زين ” تبلغ عشر سنوات ..
لتتفاجىء من الطبيب بأن زوجها يعاني ذلك المرض اللعين ” سرطان بالدم ” …. لتسقط مغشيا عليها من هول الفاجعه …
ولكنها نهضت وتماسكت من أجله ومن أجل أبنائها ..
ولم تمر أيام قليلة إلا وهو قد غادر الحياة ….
تاركا خلفه زوجه مفجوعه وشاب لم يرى من الدنيا شيئا وفتاة صغيرة تمنى أن يراها مهندسة كبيرة في يوم من الأيام ولكن إرادة الله شاءت غير ذلك …
ليلتحق بعدها ” منتصر ” عمله كضابط في الدولة
معاهدا نفسه أن يحقق حلم والده العزيز ….
إستفاقت السيدة ” مها ” من ذكرياتها المؤلمه على يد إبنها على كتفها هاتفا بحنيه :
” الله يرحمه ، كان نفسي يكون معانا اليوم يا امي ويشوف زين وهي ببدايه تحقيق حلمه “
لتضمه والدته لها وهي تبكي ألم فراق زوج لا يمكن أن يعوض في أيامنا هذه ….
في حين وقفت ” زين ” تنظر لهما وهي تبكي أيضا فلم تكتفي منه ليتركها ويذهب بعيدا ….
رفع منتصر نظره لها ، ليفتح ذراعيه بحنيه قائلا :
” تعالي يا حبيبتي “
ليكون مشهد بكى لأجله البعض وهم يرون
“منتصر ” يضم والدته وأخته بحنيه بالغه….
****************
في نفس الوقت وفي
في منزل أخر ذو طابع راقي وجذاب
أو بالأحرى قصر من قصور الحكايات الجميلة
كانت تجلس وهي تنظر للفراغ أمامها تائهة ، خائفة
تشعر بالوحدة القاتلة ، ونظرها كله معلق على تلك الصورة الكبيرة التي كانت تزين الحائط …
* ورد جمال الشهاوي – فتاة ذات بشرة سمراء جذابة وعينان زرقاء ، وجسد ممشوق طويل نوعا ما ، تمتلك شعر أسود كسواد الليل ، فتاة ذكية جدا ، وجريئة أكثر ، غير محجبه ….
ليدخل عليها والدها وهو يهتف بفرح :
” حبيبة بابا مبروك عليكي نجاحك يا روحي “
نظرت له وابتسمت بخفه ثم أعادت نظرها إلى تلك الصورة من جديد …
تنهد الوالد ” السيد جمال ” بحزن وهو يرى إبنته الوحيدة على تلك الحاله ، ليعلق نظره أيضا على صورة زوجته الحسناء وألم فراقها يدمي قلبه ولكن ليس باليد حيله ، تلك أمانه وقد استعادها رب الكون ….
جلس بجانبها يخفف عنها وجع فراق والدتها ليهتف بفرحه :
” ها يا روح بابا لازم تكوني مبسوطة دلوقتي علشان جمعتي مجموع عالي يخليكي تدخلي التخصص إلي تحبيه “
وجهت نظرها لوالدها ودموعها على وجهاا
ذلك الرجل الطيب ذو الخمسون عاما ، صاحب أكبر سلسلة شركات استيراد وتصدير في المنطقه ، ولكن نفوذه وماله لم ينسيه يوما واجبه تجاه ابنته الوحيده التي عانت فراق والدتها وقد عاهد نفسه بأنه لن يتزوج ويجلب زوجة أب لها تذيقها لوعة فقدان الأم الحقيقية ….
تحدث السيد ” جمال ” من جديد قائلا :
” طيب ايه رأيك نروح أنا وانتي نتعشى برا الليلة ها ايه رأيك ؟ ولا انتي بتقولي ده بابا صار كبير ؟ “
إبتسمت له بشدة قائلا من بين بقايا دموعها :
” مين قال عليك كبير يا جمولي انت ؟ انت شيخ الشباب يا حبيبي ؟”
لترتفع أصوات ضحكاته مجلجله بالقصر على مزاح إبنته الشقيه …
تحدث من بين ضحكاته قائلا :
” طيب يلا قومي بدلي هدومك يا قلبي علشان أخرجك “
وفي لمح البصر غابت من بين أنظاره سعيدة بوجود أب عوضها عن غياب والدتها التي حرمت منها نتيجة ذلك المرض اللعين ….
أما هو فقد علق كل أنظاره على تلك الصورة التي إحتضنت من بين طياتها تلك الزوجة الجميلة
التي كانت ونعم الزوجه والأم …
هي كانت سببا رئيسيا في منصبه اليوم
فكما يقولون “وراء كل رجل عظيم إمراءة ”
وليست أي إمراءة … حبه على مدار سنوات طويلة
وحبه حتى اليوم … فلا توجد انثى على هذه الأرض يمكن أن تعوض مكانها ….
ولكن ذلك المرض الذي يخطف الناس من أحضان أحبائهم قد خطفها منه ….
لتتركه وحيدا مع ابنته الوحيدة ” ورد “
*******************
بعد مرور إسبوعين
وقفت أمام والدتها وهي تراها تقرأ عليها بعض أيات من ” القرأن الكريم ” ليحفظها الله بحفظه أينما ذهبت …
إبتسمت ” زين ” لوالدتها الطيبة قائلة :
” ربنا يخليكي ليا يا ماما وميحرمنيش من حنانك وخوفك عليا “
ليأتي أخيها ” منتصر ” من الداخل وهو يهتف :
” يلا بقى يا ” زين ” كده هنتأخر عن جامعتك يا قلبي وبعدين أنا ورايا مجرمين عايز أمسكهم “
ضحكت السيدة ” مها ” و “زين ” على كلامه
لتتوجه ” زين ” لحياة جديدة تنتظرها في كلية الهندسة ….
*********
أوصل منتصر أخته أمام الكليه ثم ودعها متوجها ناحيته عمله …
بدأت دقات قلبها بالخفقان بقوة وهي ترى مجموعات كبيرة من الطلاب يدخلون كما هي إلى داخل الكليه
حياة جديدة وأشخاص جدد …..
سارت ببعض الخوف من هذا العالم الجديد
لتصتدم فجاءة بشخص وتسقط أرضا …
ليأتيها صوت ناعم بعض الشيء :
” أنا اسفة جدا والله مكنتش أقصد “
لترفع ” زين ” رأسها لتقابل عينان زرقاوين جميلتين يتخالفان مع تلك البشرة السمراء صاحبتهما !!! …
مدت “ورد ” لها بتلقائية وساعدتها على النهوض
في حين همست ” زين ” بصوت منخفض :
” أنا كويسه “
دققت ” ورد ” النظر لتجد أمامها فتاة أقل ما يقال عنها بأنها فاتنة جميلة ترتدي فستان وردي طويل وحجاب أبيض كالون بشرتها وتمسك بيدها حقيبتها الصغيرة وبعض الكتب الجديدة …
لتهمس ” ورد ” بصوت منخفض :
” ماشاء الله ، الله يحميكي من العين ، انتي جميلة جدا “
إبتسمت “زين ” لها بسرعة فقد إرتاحت لها كثيرا
لتهتف فجاءة بفزع :
” عاااااااااااا الساعه كام معاكي ؟ “
نظرت “ورد ” بتلقائية لتصرخ هي الأخرى بهلع :
” عاااااااااا تسعة وربع “
لتسرع الفتاتان كل إلى محاضرتها
ولم تعلم الواحدة منهن بأن لقائهم هذا
سيغير مجرى حياتهم بأكملها …..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين امرأتين)