روايات

رواية بين الاحزان والحقول الفصل الثاني 2 بقلم اسماعيل موسى

موقع كتابك في سطور

رواية بين الاحزان والحقول الفصل الثاني 2 بقلم اسماعيل موسى

رواية بين الاحزان والحقول البارت الثاني

رواية بين الاحزان والحقول الجزء الثاني

بين الاحزان والحقول
بين الاحزان والحقول

رواية بين الاحزان والحقول الحلقة الثانية

في البداية، كان وجوده في الريف نوعًا من الهروب. لم يكن له علاقة قوية بالفلاحين الذين يسكنون بجواره، وكان يمضي معظم وقته في العزلة، محاطًا بذكريات مؤلمة. كان يجلس في مكتبه، محاطًا بكتبه، لكنه لم يكن يشعر بأي راحة. الكتب التي كانت زوجته تختارها بعناية، والألعاب الصغيرة التي كان يلعب بها ابنه، كل شيء حوله كان يهمس له بفقدانه.عندما كان يشعر بالاختناق داخل المنزل، كان يخرج إلى الشرفة المطلة على الحقول. كانت المناظر الطبيعية تمتد إلى ما لا نهاية، لكنها لم تكن تمنحه السلوى. كان يجلس هناك، يشاهد الفلاحين يعملون بجد في حقولهم، ويتساءل كيف يمكنهم الاستمرار في الحياة بعد فقدان شيء مهم. كان يشعر بأن الوحدة تغمره، كأنها بحر لا نهاية له، يبتلعه كلما حاول الهروب
وكان يشعر انه انسان بلا شرف فقد عائلته.
جلس على مقعده خلف الطاوله التى نقلها إلى الشرفه المطله على الحقول
القلم فى يد ولفافة تبغ فى اليد الأخرى يحاول أن يكتب اى شيء لكن الإلهام هجره منذ زمن بعيد
اللعنه صرخ فارس ولكم الطاوله بيده، مالذى ينتظره الموت أكثر من ذلك ليأحذه؟
كان مستسلم لحد بعيد ويحلم كل ليله ان الشمس لن تشرق عليه وهو حى
يا باشا؟
يا فارس بيه؟
نظر فارس من الشرفه كان عوض الخولى واكوام من الكتب خلفه
كتب فارس التى شحنت من القاهره
دخلها جوه البيت يا عوض ورصها فى المكتبه، ورغم حبه للكتب وخوفه عليها الا ان فارس واصل تدخين سيجارته بلامبلاه
عندما هبط فارس وقت الغسق والشمس تختفى خلف المحاصيل وجد المكتبه تضح بالكتب حتى انها تظهر من النافذه والشرفه
شكر عوض الخولى ومنحه الاكراميه المعتاده، متنساش تجيب السجاير وتملى التلاجه يا عوض؟
حاضر يا فارس باشا
والله يا باشا انا شايف نجبلك واحده تخدمك وتوفر عليك التعب والجهد؟
متشكر يا عوض انا مرتاح كده
ومرت ليله تعيسه على فارس الذى تمدد عاريا داخل الرواق وهو يسمع صيحات الفلاحين خلف مواشيهم
كانت لحيته طالت حتى أصبحت تغطى وجهه وأصبح يشبه الرجال الهمجين
وكان الفلاحين يلوحون له عندما يجلس فى شرفته ولا يبادلهم التحيه يكتفى فقط بالنظر لبعيد عنهم
أصبح بالنسبه لهم الراهب الذى حضر ليقضى أيامه الاخيره وسط منزله داخل الحقول
كانت الساعه تشير للعاشره صباحآ عندما طرق عوض الخولى باب البيت
يا فارس باشا؟
نهض فارس بكسل وصدر عارى ووجه متعكر، اشعل لفافة تبغ فى طريقه نحو الباب
عايز ايه؟
فيه خدامه جديده يا باشا؟
قلتلك مش عايز خدامه يا عوض وأغلق الباب
يا باشا انت مش فاهم، انت مدورتش على خدامه دا هى إلى طلبت تشتغل عندك
تشتغل عندى؟
ربما كانت الكلمه الوحيده المثيره التى سمعها فارس منذ لحظة وصوله
تشتغل عندى ليه؟
مش عارف يا باشا هى إلى وصلت عندى واترجتنى اكلمك
تخدم رجل منتهى؟
اصرفها يا عوض انا مش ناقص وجع دماغ
والنبى يا باشا عشان خاطرى سيبنى اشتغل عندك؟
وصله صوتها الهامس المستجدى من خلف الباب
حل صمت ثقيل وكثيف
بعد خمسة دقائق صاح عوض الخولى يلا روحى يا بت الباشا مش عايز خدامه
كان فارس فى الشرفه دون أن يلحظو من موقعه لمح الفتاه الشابه التى ترتدى لبس فلاحه مختفيه خلف ظهر عوض
نحيله وضعيفه تكاد تشعر انها ستسقط من طولها
استدارت الفتاه وعوض وابتعدو عن البيت
استنى عندك صاح فارس، خليها تدخل وتروح قبل غروب الشمس
استخدم عوض المفتاح الذى يملكه وفتح الباب، خلال ذلك النهار الذى قضاه فارس فى الشرفه العلويه
لم ترى الفتاه فارس ولم تقابله، قبل غروب الشمس اغلقت الباب ورحلت
عندما هبط فارس وجد ان المكتبه اعيد ترتيبها ليس عشوائيا
بل شعر بلمسه رائعه فى ترتيب الكتب
لمسة شخص مولع بالقراءه ويعامل الكتب مثل اخوته او فرد من العائله
لمحه يحبها فارس ويعشقها

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين الاحزان والحقول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى