رواية بين الاحزان والحقول الفصل الثالث 3 بقلم اسماعيل موسى
رواية بين الاحزان والحقول البارت الثالث
رواية بين الاحزان والحقول الجزء الثالث
رواية بين الاحزان والحقول الحلقة الثالثة
ممر فارس يده على اغلفة الكتب واغمض عينيه، كان كلما لمس كتاب شعر ان كلماته تربت عليه وتواسيه، داخل كل كتاب قصه لكنها لا تشبه قصته
وللحظه وهو مغمض العينين وسط المنزل الصامت المنعزل وسط الحقول كمسطح لا نهائى من المأسأه تنهد فارس، لقد حضر كل بطل وبطله من أبطال الروايات عنده داخل المكتبه
يمشون، يتحركون، يحيطون به، يسمع همسهم وصوت خطواتهم، احاطت به حوارتهم، اجل تحولت المكتبه لحفله كبيره صاخبه من أبطال خيالين
عندما حضرت الفتاه النحيله صاحبة العينين الواسعتين اللتين تشبهان حبة الفستق كان فارس نائم داخل المكتبه
استخدمت المفتاح الذى منحه لها عوض الخولى وكانت تعامل المنزل بوقار وسمع فارس وقع خطواتها على الارضيه الخشبيه كمشية جثه متعفنه فوق حقل محترق
انهض فارس جسده وخدش دقنه باظافره، عندما سمع صوت المياه داخل المطبخ تسلل نحو الطابق العلوى
وسمع الفتاه التى يشبه صوتها رائحة الورد تهمس، الأطباق نظيفه كما تركتها، يبدو أنه لم يتناول اى طعام
مسحت أرضية الرواق النظيفه منذ امس ودخلت المكتبه، سحبت كتاب الآمنيات المؤجله وجلست على الاريكه
كان فارس يحتاج فنجان قهوه وهذا ما دفعه للكلام
من فضلك؟
اذا امكن، ممكن فنجان قهوه اكون شاكر لك
كان الصوت متدحرج من الطابق العلوى، شعرت الفتاه بسعاده
اجل، لم تصدق نفسها، همست، حاضر
عندما يستقيظ انسان من النوم يحتاج فنجان قهوه قبل كلمة صباح الخير
بالنسبه لفارس كان يحرق صدره بلفافات التبغ، ان المهمه الرئيسيه بالنسبه له قتل نفسه، فى الحياه قاسيه بشكل مجحف
القهوه! سبقها صوتها على درج السلم وانبت زهور وحدائق مخضره
صوت مثالى يدخل اذنه لأول مره
اتركيها عندك من فضلك
ترددت الفتاه لحظه، لم تعرف ما عليها فعله، ارشدها الصوت، على الدرج عندك، شكرآ لك
وبدا واضحا ان صاحب الصوت الكاتب لا يرغب برؤيتها
او رؤية اى انسان وهى أيضآ لا ترغب بازعاجه وتحترم خصوصيته وتعرف ان لكل كاتب مزاجيته
لمحها فارس تهبط درجات السلم وبعد أن اختفت حمل الصنيه النحاسيه إلى موقعه فى الشرفه المطله على الحقول
هناك مدد رجليه على الطاوله وارتشف القهوه
اننى انسان بائس، لكن الفتاه لا تستحق منى تلك المعامله القاسيه
شعر بالذنب يأكله، ان حالته النفسيه تخصه وحده وعلى الأخرين ان لا يرو منه الا كل خير
شكرا لك! هكذا صرخ من فوق السلم واعتذر على قلة لياقتى
ارتاحت الفتاه فى جلستها، ان حياة القريه صعبه وقاسيه وكل ما كانت تطمح به يجلس فى الطابق العلوى
انسان مثلها يفهم مشاعرها ويعاملها بالطريقه التى تحبها
فتحت الصفحه الأولى من كتاب الآمنيات المؤجله
وكان يسير داخل الشارع الصاخب بين الناس ويشعر بالغربه
وراحت تقراء بصوتها حتى اندمجت مع الورق والكلمات
وحمل الريح المتواطيء صوتها إلى اذن فارس
وليس هناك احب لكاتب من سماع كلمات يحبها وتغرز اظافرها فى عقله
اتكاء فارس على درابزين السلم يسمع الفتاه التى تقراء
كانت تقرأ بطريقه خلابه، تشعر انها تمسك الكلمات وتضعها بين يديك
وتعجب!! كيف لفتاه قرويه ان تقراء بتلك الطريقه الغير عاديه
انها تداعب الكلمات وتراقصها
تربت عليها، تحتضنها، تهدهدها ثم تسوقها نحوك فتطيعها فتصلك مثل النسمه الرطبه التى تروى روحك
ولم تعرف الفتاه ان فارس، يستمع لها ذلك اليوم وفى الايام الاحقه
فى ذلك اليوم وبعد رحيل الفتاه دون أن ترى فارس وبعد أن أغرق الليل القريه فى كهوفه المظلمه
خرج فارس لأول مره من منزله، تمدد على عشب الحديقه واضعآ يديه تحت رأسه وعينه مصوبه نحو النجوم
وكانت آلفت حاضره، راقده إلى جواره تشير بيدها نحو مصابيح السماء، هذا نجم اركازيا
وتلك نجمة ارتاق الشماليه وهناك اجل تلك النجمه الحزينه التى تبكى طوال الليل نجمة باسان، أليست جميله تشبهنى؟
لا تكفى نجمه واحده لوصفك، انت الف نجمه، انت قمر
انت قمرى، قلب فارس جسده على جانبه الأيمن احتضن الفراغ بيده وعندما وضع يده على العشب كان دافيء
دافيء دفء انسان نهض من مكانه للتو
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين الاحزان والحقول)