روايات

رواية بيت عمتنا الفصل العاشر 10 بقلم منى مدحت

موقع كتابك في سطور

رواية بيت عمتنا الفصل العاشر 10 بقلم منى مدحت

رواية بيت عمتنا الجزء العاشر

رواية بيت عمتنا البارت العاشر

بيت عمتنا
بيت عمتنا

رواية بيت عمتنا الحلقة العاشرة

_ فرحه ، فوقى يا فرحه ..
قالها الجميع فى آن واحد ، بينما ركض سامر نحوها بقلق بالغ ، ليحاول أن يساعدها عل استرداد وعيها ..
= لا تقلقوا سأتواصل مع بعض النباتات فى القطاع النباتى لتبعث برائحتها الى هنا لتسترد وعيها ..قالتها السيده تيلا ، لتجيبها حلا بتلقائيه قائله ..
_ لا ، لسه هنقعد نقول ايتها النباتات انشرى ماعرفش ايه ..
لا وسعولى بس كده، أنا عارفه هتصحى ازاى ..
ثم أخرجت حلا من جيبها تلك الزجاجه الصغيره من مستخلص زهرة الجثه ، التى طلبت من تيلا أن تعطيها لها ، وقامت بفتحها وقربتها من أنف فرحه للمره الثانيه فى هذا اليوم ، لتفزع فرحه قائله
_ لا ، مش معقول الريحه الوحشه دى ، مش قلت ماحدش يصحيني بالطريقه دى ،لأنى..
لاحظت فرحه سامر الذى كان يجلس بجانبها قلقا ، ففزعت من مكانها ، ثم أردفت قائله وهى تنظر إلى كل من حولها ..
_ ايه ده ، هو ماكنش حلم !!
= ايوه ، بس وحياتك امسكى نفسك كده وما تفقديش الوعى تانى ،الواحد جعان و مجهد ..
ومش معقول شوية الطاقه اللى فاضلين هضيعهم فى تفويقك ..
_ خلاص يا دبه ، انا اصلا همشى من هنا ..
مش عاوزه اقعد فى العالم ده خلاص ..
=أنا عارف إنك زعلانه منى ، بس لما تعرفى السبب اللى اضطرنى أعمل كده ،واختفى بسرعه ،هتعذرينى ..
إنتى عارفه إنى مستحيل أتخلى عنك ، بس كان الموضوع خارج إرادتى بالكامل ..قالها سامر بحزن ..
_ فهمنى خارج إرادتك ازاى يا سامر !!!
= الموضوع صعب و كبير يا فرحه ، ارتاحوا من السفر ،وبعد أربع ساعات هيكون الغدا جهز ، و هناكل و بعدها اقولكوا على كل حاجه …
ثم أشار سامر لمشمش قائلا ..
_ خدهم يا مشمش للكوخ الخاص بيهم ..
=لا ، أنا لا يمكن اسيبك الا لما اعرف كل حاجه..
_صدقينى يا فرحه ، الموضوع تفاصيله كتيره ، ومحتاج لما اقوله الاقى عندكم تركيز وقوة تحمل للى هتسمعوه ..
= خلاص ،يبقى افضل قاعده معاك لحد ما الغدا يجهز ..
_ وهاهى عصافير الحب التقت من جديد ..قالتها حلا بسخريه ،ثم أردفت قائله ..
هو بغض النظر عن المفاجأه، وإن أنا سعيده اوى عشان اتجمعنا تانى معاك يا سامر..
بس مش شايف أربع ساعات كتير أوى على معاد الغدا ..أنا حرفيا مافيش جوايه جرام طاقه ..
فلو شويه حاجات انأنأ فيهم لحد الغدا ، أكون ممتنه ..
= هااااهااااا ،ماتغيرتيش يا حلا ..
والله وحشتونى كلكم ..وخصوصا دمك الخفيف ده يا دبه ..
تغيرت ملامح حلا ، عندما ضحك مشمش بصوت عال ،عندما علم بأنهم ينادونها بالدبه ، لذا أردفت قائله بغضب ..
_ ماحدش يقولى يا دبه تانى ، انا بقيت بضايق من اللقب ده ،وكمان نفسى انسدت ، مش عايزه أكل خلاص..
= اسف ، ماكنتش اعرف ان اسم الدلع هيضايقك ، قالها سامر، ثم أردف قائلا ..
حقك عليا ،وعشان اعتذرلك هبعتلك على الكوخ شوية حاجات تنأنأى فيهم شهر كامل ..
_ طيب طالما شهر يبقى سامحتك، بس ما تنساش تبعتلى مشمشيه ..هاااااا
ضحك الجميع بصوت عال ، الا سامر، فلم يكن يفهم ما الذى ترمى اليه ..فاستأذن مشمش ليغادر ، والغضب يستولى عليه قائلا ..
_ لقد أتممت مهمتى يا سيد سامر، لذا هل تسمح لى بالعوده الى القطاع النباتى ..
= لا ، فلقد أوكلت اليك مهمه جديده..
ستكون أيها الضابط دليلهن الى أى مكان يرغبن بالذهاب اليه ، حتى لا يتهن أو يخترقن أى قوانين ، فلقد علمت بما حدث فى القطاع النباتى ، ولا أرغب بأن يتكرر الأمر ..
_ لكنى لا أستطيع أن اتغاطى عن تطبيق القانون ، وهن يخالفنه كثيرا ، وخصوصا هاتان الفتاتان ، مشيرا الى حلا وفرحه ..
_ على فكره أنا بقيت هاديه أوى يا سامر ..قالتها فرحه ، لتسخر منها حلا قائله ..
= والدليل على رقتها الخريطه اللى فى وشها ، دا كمان لكمتين ، وكانت رقتها هتتسبب فى إنى أخفى ملامحها خالص ..
_ لقد لاحظت الأمر ، لذا اوكلت للضابط مشمش تلك المهمه ، ثم نظر سامر الى الثلاثه قائلا ..
خلوا بالكم الموضوع هنا مختلف..
القوانين صارمه ، وكمان الحاجات التافهه او اللى انتوا فاكرينها كده عقابها مش سهل ..
فمثلا الخناقات اللى بتعملوها على طول دى عقوبتها حبس شهر كامل، حتى لو اتصالح الأطراف ، لأنها تعتبر ازعاج للاخرين ، وبتخل بالهدوء والسكينة فى الأجواء ..
عشان كده هيكون معاكم الضابط مشمش والسيده تيلاندسيا عشان يحموكوا من إنكم تخالفوا القوانين ..
ثم أردف سامر قائلا ..
بإمكانك أن تذهب لترتاح أيها الضابط فى الكوخ الخاص بك، او إذهب للتنزه فى اى مكان تحب، وكن جاهزا بالغد لبدء مهمتك الجديده ..
_ حسنا سيدى ، سأذهب إذا لأزور موطن الدببه ..
هااااااااااااهاااااااااااااا ،ضحك الجميع بينما كانت حلا تشتعل من الغضب ..
===========
وبعد أن انصرف مشمش ، جلست الثلاثة فتيات يدردش قليلا مع سامر، ثم انصرفت الى الكوخ الخاص بهن ، بينما جلست السيده تيلا مع سامر يتناقشن فى بعض العمل المشترك بينهما ..
دخلن الكوخ ، وقد كان بسيطا للغايه، مختلفا تماما عن كوخ السيده تيلا ، لكنه جيد …
التقطت حلا كرسيا ، ثم أخذت بعض الأشياء الخفيفه التى ارسلها سامر الى الكوخ كما وعدها ،وجلست أمام الكوخ تسبح بعينيها فى تلك المساحات الخضراء الشاسعه ، و هى تستمع الى صوت الحيوانات المختلفه التى تشبه أجمل موسيقى للطبيعه بالنسبه لها ، وتأكل وكأنها تشاهد بثاً مباشرا لبرنامجها المفضل ..
_ بقولك يا حلا ، ما تجيبى حاجه أكلها، اصل مش هقدر انا كمان استحمل كل ده ..قالتها سلمى بعد أن التقطت كرسي ، وجلست بجوار حلا ..
= خدى الكيس ده ، اصل مش عارفه هو ايه ..
بس باينه جلود حيوانات مجففة، هااااااهاااا
خدى بهزر
_ حرام عليكى ، قرفتينى منه خلاص ..
هاتى حاجه تانيه على ذوقك بقى …
= مادام على ذوقى ، يبقى مش خساره فيك أجنحة الخفاش المملحه دى …
_ انتى عارفه إنى غلطانه لأنى جيت أقعد معاكى ..
= عارفه ،عشان كده صلحى غلطك وقومي بسرعه ..
_ فعلا انتى وفرحه ماشفتش فى غرابتكوا ..
يعنى واحده عالمها كله اكل ، والتانيه نوم ..
مع إنها المفروض تكون طايره من الفرح لأنها قابلت خطيبها ، ويبقى جواها مليون سؤال وسؤال ،ومع ذلك نايمه جوه فى عالم تانى خااااالص ..
= ما احنا فعلا فى عالم تانى ،يا مرهفة الحس ، يا صاحبة الخطوه الهادئه اللى عايزه اشوفها حالا ..
_ هااااهااااا ،ماشى ..
==========
وبعد ان حان موعد الغداء ، ذهبت السيده تيلا لتنادى الفتيات ، فأيقظن فرحه ،وذهبن الثلاثه خلفها الى كوخ سامر..
وبعد أن تناولن الغداء ، جلسن فى انتظار أن يبدأ سامر الحديث، ولكن سلمى لم تطيق الانتظار كثيرا ، لذا أردفت قائله ..
_ ايه يا سامر الموضوع المهم والخطير اللى انت عايز تقوله !!!!واللى هيخرجنا من الأزمه اللى بنعشها فى عالمنا !!!
= بصوا هو كل اللى حصل معاكم بعد وفاة باباكم “خالى “، خطه مدبره من شخص كان عايز يستولى على كل ما يملكه ..
_ إنت هتتكلم بالالغاز كتير يا سامر ، فهمنا ايه اللى تقصده من الكلام ده !!! وازاى وصلت له أصلا ؟؟! قالتها فرحه بتوتر ..
= طيب خلونى أحكي من اليوم اللى اتقبض فيه على خالى ..
اليوم ده لو انتوا فاكرين أنا اللى جهزت الشنطه مع خالى ، و وصلته المطار بنفسى ، يعنى الشنطه ما بعدتش عننا ..
الغريب بقى إننا لما وصلنا المطار ،قابلنا هناك سيف واللى زى ماقال انها صدفه ، واللى كان بالصدفه برده إنه بيوصل ابن عمته للمطار فى اليوم ده ..
وكان مع سيف ناس كتير ، و عرفنا على كل واحد منهم ، وودعنا سيف وقال انه ماشى ..
وبعدها بنص ساعه ،وصلنى ان خالى اتقبض عليه ..
ساعتها ما افتكرتش الكلام ده كله خااالص ،ولا شكيت حتى ..
بس لما زورت خالى ومعايا المحامى، كانت الحاجه الوحيده اللى قالها خالى ، ان دى مش شنطته ..
ولما سألته متأكد كده ازاى قالى إن لما الضابط فتحها الحاجات اللى فيها مش حاجاته ..شكلها من بره بس ..
فى اليوم ده روحت البيت، وقعدت افكر فى كل حاجه من اول ماخرجنا من البيت لحد ما وصلنا المطار ، وهنا بدأ الشك حولين سيف …
وخصوصا لما افتكرت مكالمة سيف لعمى واحنا بنحضر الشنط ، وبيقوله يأخد الشنطه الجديده اللى جابهاله .
_ فعلا ، اتصل عليه كمان عشان يتأكد إن بابا أخد الشنطه ، بس بطريقه غير مباشره ..قالتها سلمى ..
وبما إن ماكنش معايا أى دليل على شكوكى دى ، ماكنش فيه قدامى إلا انى أدخل فى ذاكرة سيف فى اليوم ده ،وأما هتتأكد شكوكى أو هيكون مجرد شك غير صحيح ..
_ هو فيه حاجه اسمها كده ؟؟تدخل فى ذاكرة حد ؟؟!!
= ايوه ، زى اللى عملته السيده تيلاندسيا مع الأشجار الحارسه ، وده لأنها مسؤله عن العالم النباتى ..
أما أنا فى الوقت ده ، كنت حارس البوابه ، بمعنى إنى كنت المسؤل عن التواصل مع الأشجار اللى على طول الطريق لبيتنا ” بيت العمه ” والتى تجعل الطريق لبيتنا غير موجود ، ولا يظهر إلا لأشخاص معينين ..
وكذلك جميع النباتات فى بيتنا أيضا ، أنا المسؤل عنها ، و النباتات الوسيطه بين العالمين ، وهى التى تبعث الرسائل على هيئة جزء من حلم، لكنها فى طبيعة الأمر رساله مرئيه ، تحفظها النباتات فى ذاكرتها ، ثم ترسلها الى المرسل اليه على هيئة حلم ..
كالرساله التى أرسلتها الى فرحه لأخبرها برحيلى، فلقد كنت انا حقا، وكذلك كلا الرسالتين التى ارسلت الى سلمى وحلا..
_ وده بيحصل ازاى ؟؟!!
= عن طريق أن النباتات تحول رسالتى الصوتيه الى صورة حيه ، ثم ترسلها الى الشخص المعنى ،عن طريق بث نوع من المواد التى تساعد على الاسترخاء والنوم ، ثم بعد ذلك تتوصل مع العقل الباطن ، وتخبره بالرساله التى تترجم على هيئة حلم أقرب للواقع …
على كل حال الدخول إلى ذاكرة شخص ما ،أصعب بكثير من الدخول لذاكرة النباتات ، فلو تعرضت لشئ صادم وانا اتجول فى ذاكرة ذلك الشخص ، من الممكن أن أفقد سيطرتي على نفسى ، وأحبس بداخل تلك الذاكره ، وأدخل فى حاله من السبات ” حاله ما بين الوعى والاوعى ، تتوقف مدتها على حجم تلك الصدمه ..
لكن لم يكن امامى اى حل أخر لإنقاذ خالى من تلك المحنه سوى ذلك الحل ؟؟
لذا ذهبت إلى بيتنا ” بيت العمه ” فى مركز اتصال عالمنا بعالمكم ” البوابه ” وبدأت بمساعدة النباتات الوسيطه بجعل سيف يسترخى وينام ، لأتمكن من التسلل الى ذاكرته ، ولكن ما رأيته كان أخطر بكثير مما توقعته حتى …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت عمتنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى