روايات

رواية بيت عمتنا الفصل السابع 7 بقلم منى مدحت

رواية بيت عمتنا الفصل السابع 7 بقلم منى مدحت

رواية بيت عمتنا الجزء السابع

رواية بيت عمتنا البارت السابع

بيت عمتنا
بيت عمتنا

رواية بيت عمتنا الحلقة السابعة

وبعد أن نمن الثلاثه بالمخدر ، الذى أطلقته النباتات عبر أشواكها داخل أجسادهن ..
أغلق باب القبو وأوصد من الداخل ، ثم تباعدت النباتات التى تغطى السقف ، لتفتح بوابة العالم الأخر ..
بدأت الأغصان ترجع إلى مصدرها فى العالم الاخر ،ساحبة الثلاثه من أقدامهن حتى أصبحن معلقات فى الهواء ، ورؤسهن الى الأسفل ..
أخذت الاغضان تحملهن الى الأعلى ، حتى صرن فى مكان ما أعلى من الغرفه ، وفوق البوابه ..
وبعدها اغلقت بوابة بيت العمه ، ثم عادت النباتات التى تغطى السقف الى مكانها ، و عاد البيت الى طبيعته وكأن أحدا لم يدخله حتى ..
سحبت النباتات الثلاثه فتيات برفق عبر منحدر طويل أملس ، وعندما وصلن الى بوابه العالم الأخر ، سحبت النباتات أشواكها من أجسادهن برفق ، ثم رجعت الأغصان الى مصادرها فى ذلك العالم الشاسع ..
لتستيقظ الثلاثة فتيات بعد أن زال تأثير المخدر سريعا ، لتجدن أنفسهن أمام حارس البوابه الذى قابلنه من قبل ، و بجانبه سيدة فى منتصف الأربعينيات..
سيدة ترتدى فستاتا حريرياً طويلا باللون الأسود ، وعلى كتفيه زخارف زيتية اللون تشبه الجذور المتشعبه ، و زخارف بلون ذهبى لسنابل ممتده على طول ذلك الرداء الطويل ..
ويتوج ذلك الجمال ،تاج الورود حول رأس تلك السيده ، و الذى كان عباره عن أزهار صغيره معقوده معا على شكل طوق يحيط بالرأس ، وفى منتصفها شئ بالنسبه للفتيات يشبه الريشه ..
مما جعل حلا تهمس قائله ..
_ احنا شكلنا جينا فى شم النسيم ولا ايه ؟؟؟
يا نهار بيض .. وانا اللى كنت بقول نطب عليهم فى وقت غدا ، وفى الأخر شكلنا هنقعد نلون بيض ..
لم تستطع فرحه أن تتمالك نفسها بعد سماع كلمات حلا ، ثم أردفت قائله بسخريه ..
=أو ممكن تكون حاجه كده زى اللى على راسه ريشه ..
بس دى بقى ورد وريش مع بعض ..
شكله عالم لذيذذذذذ ..قالتها فرحه ثم لم تستطع السيطره على نفسها من الضحك ، ومعها حلا ..
هنا تدخلت سلمى ، وقامت بالتأسف للسيده ، وأخبرتها بأنهما لا يقصدان شئ ، لترد عليها تلك السيده الوقوره قائله ..
_أعلم أن المخدر قد يخلف نوعا ما من الهلوسه عندما بعض الأشخاص ، قبل أن يغادر الجسم بشكل نهائى ..
لذا لا داعى للاعتذار..
على كل حال بإمكانكن مناداتى” تيلا ” اختصارا لتيلاندسيا، اسم النبات الذى جزء منه يرفرف على رأسى فى منتصف تاج الورود ، والذى تريانه كالريشه ..
وأنا مسؤله عن كل ما يخص النباتات ، وخصوصا النباتات الوسيطه ..
= يعنى ايه نباتات وسيطه ؟؟! تسائلت سلمى لتجيبها تيلا قائله ..
_ سأعرفكم على كل شئ لاحقا ، لكن الآن لتتناولوا بعض الطعام، ولترتاحوا قليلا ..
ثم أخذن بالتمشى بين تلك المساحات الخضراء الشاسعه ، التى أثارت إعجاب الجميع، ليقطع ذلك الاستمتاع بالمنظر الخلاب الذى هو أقرب لعالم الخيال ، صوت حلا المرتفع وهى تقول ..
_ بقولك يا تيلا ، هو كل عالمكم خضره وكده ؟؟
= لا ، هذا جزء صغير من عالمنا ، فعالمنا به كل شئ قد تخيلونه وأكثر..
_ أمال يعنى شايفه ما شاء الله شجر فاكهه، وأراضي مزروعه بكل حاجه ، ومش شايفه يعنى فرخه بتنأنأ حتى على جنب ، ولا معزه بتمأمأ ،ولا أرنب هربان ..
ثم أردفت قائله ..
إوعى تكونوا نباتيين ، ولا حاجه !!!
أصل بالنسبالى عالم النباتيين لا يتخطى شوية تسالى قبل الاكل ، فواتح شهيه يعنى ..
= لا تقلقى ، لدينا كل أنواع الحيوانات، لكن فى منطقة بعيدة قليلا عن هنا ، لأن عالمنا مقسم لقطاعات ومناطق خاصه بكل شئ ..
فهذه المنطقه الواسعه للعنايه بالنبات فقط ، وتدعى القطاع النباتى ، وهو منفصل بشكل كامل عن بقية القطاعات لانه الأهم بين الجميع، لأن سحر عالمنا يكمن بداخله ..
_ربنا يطمنك ، ايوه اهم حاجه عندى يكون فيه تبادل إنتاج ..
سيبك إنتى من السحر والحاجات دى ، اهم حاجه عندى سحر الإحساس بالشبع ..
= هاهاااااااا ، اسكتى لتوديكى قسم الحيوانات ده ، فى قسم الدببه …
قاطعت تيلا تلك الضحكات التى تتردد فى الأرجاء ، وهى تشير الى كوخ قريب ، قائله ..
= لقد وصلنا هذا هو منزلى ، ويشرفنى أن أستضيفكن اليوم ، وفى الغد سأخذكن الى القطاع الحيوانى ، وهناك ستقابلن صاحب الدعوه ..
_ اوووووه ، شكل الكوخ جميييل أوى أوى أوى ..
هو كلكم هنا عايشين فى أكواخ زى دى ؟؟!! تسائلت سلمى، لتجيبها تيلا قائله ..
= نعم، الجميع هنا فى القطاع النباتى يسكن فى أكواخ ..
فخلف ذلك الكوخ ستجدين المئات من الأكواخ التى يعيش بها مسؤلى العالم الأخضر وعوائلهم ” القطاع النباتى “..
=============
كان الكوخ جميلا للغايه من الخارج ، حتى أنه على مسافة بعيده ، تظنه نبات ضخم وسط تلك المساحات الخضراء ..
فالكوخ يغطى سقفه المخروطى نباتات مختلفه الأشكال والألوان ، تزحف على كل جزء منه لتتدلى أطرافها الطويله من على السقف ، لتغطى معظم جوانب الكوخ ..
دخلن الكوخ ، ليجدن نباتات فى كل زاويه فى المكان، يشبه الى حد كبير بيت العمه ، و هناك سيدة خمسينيه بالداخل ، والتى قدمتها تيلا قائله ..
_ هذه السيده ستقوم بخدمتكن ، اطلبوا منها الاشياء التى تريدونها ، لأنه على الخروج الان لعمل الاستعدادات لرحلة الغد ،وسأعود ليلاً ..
وإن حدث ووقعتم فى أى ورطه ، قولوا بأنكم ضيوف ..
ثم غادرت تيلا..
=========
اقتربت حلا من السيده ببطء ، ثم سألتها قائله ..
= هو المطبخ منين؟؟
_ اطلبى ما ترغبين يا سيدتى ، وأنا سأحضره لكى ..
= أتمنى لما أخرج من الحمام ، الاقى أى حاجه غير التونه أكلها ، لأن حرفيا هموت من الجوع..
_ حسنا سيدتى ..قالتها السيده وهى تبتسم
و بالفعل بعد أن خرجت حلا من الحمام ، كانت هناك مائده عليها كل أصناف الطعام فى إنتظارها ، وبدأت حلا فى عيش أجمل جزء من الرحله ..
_هو فيه هنا مصباح علاء الدين ولا ايه !!!
ايه السرعه دى !! بس حقيقى انا حبيتك ..
هو اسم حضرتك ايه ؟؟؟
= رمانه ..
_ هاهااااااهااااا ،فعلا عالم نباتى نباتى يعنى ..
أمال يعنى مافيش على دماغ حضرتك رمانه ، ولا قشور رمان حتى ..
تعجبت السيده من حلا ،فهى لم تفهم ما ترمى إليه ، ثم سألتها قائله ..
= هل تريدين شيئا أخر يا سيدتى ؟؟؟
_ لا ، شكرا ..
ايه العالم ده !!! شكلها ما فهمتش إنى بهزر …
لأ و كمان شغالين كلام بالفصحى ، وجدييين أوى..
يله المره الجايه لما اهزر ، هبقى اقولهم ” هذه مزحه ” ..
=== = =========
بدأت حلا فى التنقل من طبق للأخر ، ولحقت بها كلا من سلمى وفرحه ..
وبعد أن انتهين من تناول الطعام ، أخبرتهم رمانه بأن عليها العوده لمنزلها ، بعد أن نظفت كل شئ ..
أخذت كل واحده قيلولة صغيره ، و بعدها استيقظن الثلاثه فى نشاط مفرط ، وهنا أردفت فرحه قائله ..
_ بقولكوا ايه ،احنا هنفضل مستنيين تيلا طول الليل .
ما تيجوا نتمشى شويه وسط الخضره ، و نستمتع فى المكان ده تحت ضوء القمر..
وبعدين احنا ما اتفسحناش من زمان ..
= عندك حق يا فرحه ، يلااااا ..قالتها سلمى وحلا معا ..
=============
انطلقن الثلاثه يتمشين تحت ضوء القمر الخافت ، وفى تلك الأجواء الساحره ، التى جعلتهن لا يشعرن بالوقت ، وقد كان ما يزيد من سحر المكان ،هى تلك الاكواخ الكثيره المتقاربه من بعضها ، و التى تنير أزهارها من الخارج ، فى منظر طبيعى خلاب لم يرونه من قبل …
الشئ الذى جعل سلمى تقفز من الإندهاش قائله ..
_ بصوا الأزهار اللى بتغطى الأكواخ بتنور …
اوووووووه المنظر خراااافى ..
حاسه إنى ماشيه فى لوحة مناظر طبيعيه ، كل حاجه فى العالم ده فيها حياه، حتى الجماد تحسوه فيه حياه..
= على فكره أنا كائن حى حقيقى ، و حاسه إننا لو مشينا كمان كام كيلو بس ، هنجيب اخر العالم ده ..
مش يلا نرجع ،ولا ايه !!! قالتها حلا بسخريه
_ عندك حق ، وكمان انتوا عارفين انى بخاف من الكلاب ..
= بصى يا فرحه ، انا بجد عاوزاكى تتعرضى على دكتور هنا ، يمكن يلاقي حل لغبائك ده ..
الست قالتلك مافيش هنا حيوانات ،وده قطاع نباتى ..
اووووه ، يا خبر ..
لا تكونى درستى إن الكلاب من النباتات …
_ لا ، أنا بس نسيت ..
وبعدين ما أنا درست إن الدببه حيوانات ، ومع ذلك فيه معانا دبه اهى عادى من البشر ..
= يعنى غبيه ،وكمان متنمره !!!!
وهنا بدأ العراك ، و كالعاده بدأت فرحه بشد شعر حلا ، وحل صوت الصراخ المكان، ليعكر صفو ذلك العالم الهادئ ..
لكن ذلك العالم كانت لديه قوانين صارمه ، وتنفذ على الفور ..وخصوصا القطاع النباتى..
امتدت تلك الأغصان المتدليه من تلك الشجره العملاقه ، لتلتف حول قدمى كلا من حلا وفرحه، بشكل مقارب لما حدث فى بيت العمه ، الا ان هذه المره الجميع فى وعيهن تماما ..
ارتفعت الأغصان لتعود الى مكانها ، وكلا من حلا وفرحه معلقتان فى الهواء ، ورأسيهما الى الأسفل ..
أما سلمى فبالرغم من إندهاشها مما حدث ، الا أنها لم تستطع أن تكف عن الضحك ..
فلقد دخلت فى نوبة من الضحك الهستيرى ، وخصوصا بعد أن سقطت من ملابس حلا بعض الفاكهه التى خبأتها فى ملابسها لتأكلها فى الطريق..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت عمتنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى