روايات

رواية بيت عمتنا الفصل الرابع 4 بقلم منى مدحت

موقع كتابك في سطور

رواية بيت عمتنا الفصل الرابع 4 بقلم منى مدحت

رواية بيت عمتنا الجزء الرابع

رواية بيت عمتنا البارت الرابع

بيت عمتنا
بيت عمتنا

رواية بيت عمتنا الحلقة الرابعة

وبعد أن أتى الغد ، أنطلقن الثلاثة فتيات من الصباح الباكر لبيع قلادة والدتهن ، كما اتفقن بالأمس ..
وبالرغم من أن كل واحدة من الثلاثة كانت تشعر بحزن شديد بداخلها ، فتلك القلاده كانت ذكرى والدتهن الراحله ، إلا أنهن نجحن فى إخفاء ذلك عن بعضهن ، ببعض الابتسامات المتبادله ..
وبعد أن تم البيع ، اتجهن إلى محل كبير للبقاله ، ليقومن بشراء بعض الأطعمه المعلبه ، وعند مدخل المحل ، أخبرت سلمى حلا ،قائله..
_ حلا ، احنا هنجيب حاجات تكفينا يومين تلاته بالكتير ، يعنى زى ما اتفقنا ماتجيبيش الا اللى احنا محتاجينه وبس ..
= خلاص ياسلمى ، طول الطريق بتحفظينى الكلام ده ..
وبعدين أنا مش صغيره عشان تعيدى الكلام بالشكل ده ، أم أنتى ممله صحيح …
_ ممله ،ممله .. اهم حاجه ماتنسيش اللى قولتهولك ..
= موافقه ، بس أنا عندى اقتراح افضل ..
_ اتفضلي حضرتك ..قالتها سلمى بسخريه ،بينما فرحه تشاهد وتبتسم فى صمت ،فهى أفضل من يعرف حلا ..
= أنا بس بقول إنك تروحى إنتى و فرحه تشتروا المعلبات ، وأعطينى أنا فلوس عشان أروح اشترى الكشافات..
_ كشافات ايه ؟؟!!! تسائلت كلا من سلمى وفرحه فى آن واحد..
= اممم ، صحيح نسيت اقولكوا إننا محتاجين بشكل أساسى لكشافات إضاءتها عاليه ، عشان مش عارفين ظروف السفريه دى ايه ؟؟
_ صحيح عندك حق ، فكره حلوه يا حلا ..
بس نروح كلنا مع بعض ..
= لا ، مع بعض ليه !!
أنا عارفه محل قريب من هنا ، هروح لوحدى ، عشان ما نضيعش وقت ، ولما اخلص نتقابل هنا قدام المحل.
===========
وبعد فتره قصيره ، أتت حلا بحقيبه بلاستيكية سوداء ، وهى تحكم قبضتها عليها ،لتتقابل مع أختيها أمام المحل وتبدأ رحلتهن بالتنقل من مواصلة إلى اخرى ،حتى وصلن أخيرا إلى أخر محطه فى رحلتهن ، وبعدها سيقومن بالمشى إلى بيت عمتهم ..
_ يله، عشان هنمشى من هنا ، وبسرعه قبل الدنيا ما تضلم ..قالتها سلمى لترد عليها فرحه قائله ..
= طيب يلا بينا ..
وبعد أكثر من نصف ساعه من المشى المتواصل على
طريق طينى طويل ، وعلى كلا جانبيه أشجار مبعثره ، كما أنه ملئ بالإنحناءات ، والتقاطعات ، الأمر الذى جعل فرحه تسأل سلمى قائله…
_ أنتى فاكره الطريق ازاى بعد الفتره الطويله دى ؟؟
= لأنه سهل اوى يا فرحه ، أو بمعنى أصح عمتى قالتلى سر الطريق ده ..
_ سر ؟؟؟!
= أيوه ، هى قالتلى كده ..
وقالتلى كمان : خلى الأشجار تدلك ..
يعنى لو لاحظتي فعند كل تقاطع هتلاقى فيه شجره ضخمه شويتين ومختلفه عن بقية الأشجار ، و هى دى تعتبر دليل الطريق وسره ..لأن فروعها بتكون محنيه بشكل غريب ناحية الطريق اللى المفروض نمشيه ، وبكده مستحيل نتوه ..
_ سر !! وأشجار !!
ده كل اللى شغلكوا انتوا الاتنين ، وأنا خلاص مش قادره أمشى خطوه تانيه كمان ..قالتها حلا بصوت ملئ بالإرهاق ..
= خلاص نرتاح شويه ، وبعدين احنا قربنا نوصل ..
_ أنا بسمع الجمله دى من أول خمس دقايق ، مش قادره بجد يا سلمى .
هأكل شيكولاتين بس ، أظبط سكرى و نكمل على طول..
اسكتوا مش الشاب اللى كان باع لى الكشافات عملى عرض غير طبيعى ..
تخيلوا أعطانى علبة شيكولاته وعليها تلت كشافات هديه ..
= دا بجد ؟؟؟ ورينى كده اللى فى الشنطه يا حلا ؟؟؟!!
قالتها فرحه بتحدى ،ثم اختطفت الشنطه من يد حلا ، لتجد أن الحقيبه مليئه بالشوكولاته والسناكس الأخرى فقط..
_ فين الكشافات يا حلا ؟؟!!
وهنا أخرجت حلا من جيبها ثلاثة ميداليات لحمل المفاتيح على شكل كشاف ،لايضئ الا على بعد سنتيمترات ، ثم اردفت قائله ..
= كان العرض عليهم مغرى جدا ..
هنا بدأ الشجار بين فرحه وحلا ، وتبادل اللكمات الخفيفه هنا وهناك ، لتقوم سلمى كالعاده بإنهاء الشجار ،وهى لا تسيطر على نفسها من الضحك ، ثم أخبرت حلا بأن ترتاح قبل ان نكمل السير ..
فجلست حلا تحت إحدى الشجرات على الطريق ، وانسدت ظهرها عليها ،وبدأت بتناول بعض السناكس والشيكولاته ..
وبعد أن رأت فرحه ذلك المنظر ، قالت بتهكم ..
_مش عارفه أنتى بتأكلى ازاى بمنتهى الارتياح والاسترخاء كده وسط التراب ، والمكان الغريب ده ..
يعنى ما لحظتوش إن مافيش شخص واحد قابلنا من اول ما بدأنا نمشى فى الطريق ده !!! لترد عليها حلا بسخريه قائله ..
_ أنا متفاجئه منك يا فرحه ..
أنا ملاحظه إن مستوى الغباء عندك بيزيد فى الفتره الأخيره ..
ماشاء الله ..و دى الحاجه الوحيده اللى بتزيد فى حياتنا الفتره دى ..ثم أردفت بتهكم ..
يعنى مش ملاحظه إن مافيش لا بيت ، ولا محل واحد حتى ، ولا اى حاجه توحى بإن فيه حاجه تستدعي إن حد يجيلها ..يبقى هنقابل مين بقى !!
= وهو ده مش غريب يا دبه !!! وخصوصا إن بيت عمتنا هو الوحيد اللى موجود فى المنطقه دى ؟؟!!
_ عادى ، يمكن الأرض ليها ملاك مش عاوزين يبعهوها ، لأنهم لايقلوا غباءً منك ….
=بقولك ايه بطلى استفزاز فيه؟؟!! وبعدين قومى يله كفايه كده ، خلاص الدنيا بدأت تضلم ..
والصراحه مش حابه امشى فى الطريق ده وهو ضلمه ..
نهضت حلا أخيرا ، وبدأت تجر قدميها ببطء ، فلم تعد لديها أى طاقه على الحراك ، الأمر الذى جعلها تتكأ على سلمى حتى وصلن أخيرا ..
وقفن الثلاثه أمام المنزل ، يتأملن جماله الذى لم يغيره الزمن ولو قليلا..
منزل يشبه الكوخ الكبير، تحيطه الأزهار المليئه بالحياه، بأنواعها والوانها المختلفه والمبهجه من كل مكان ، لتغطى معظم أوجهه الخارجيه فى صورة أقرب للخيال ..
والغريب أن المنزل نظيف من الخارج بشكل غريب ، حتى ازهاره لم تذبل منهاواحدة ، ومرتبة بشكل وجميل ورائع ..
أخذت سلمى شهيقا عميقا ، محمل برائحة خليط من عبيق أزهار متعدده ، ثم أردفت قائله ..
_ كم اشتقت الى تلك الرائحه التى لم أشمها من قبل سوى فى هذا المكان ..ليقطع تلك المتعه صوت حلا وهى تصرخ قائله ..
= ايووووه ،ايوووه دى الريحه اللى كانت فى الحلم ..
انا فاكره كويس ..
_صح يا حلا ، و انا كمان شميت نفس الريحه دى بس ازاى ما افتكرتش الا دلوقتى ..
= أنا كمان شمتها قبل الحلم اللى كنت حلمته عن اختفاء سامر ..ثم اردفت فرحه قائله ..
بس ده مش غريب ؟؟اننا نشم كلنا نفس الريحه قبل شئ يشبه حلم ؟؟!!
وماحدش يقولى إن دى صدفه ؟؟!!
_ طيب ايه ؟؟ هنبيت هنا قدام البيت نفكر دى صدفه ولا لا ؟!!!
فييييين المفتاح يا سلمى ؟؟؟ مش قادره أسيطر على أصوات بطنى ..
ده عصافير بطنى خلاااااص قطعت النفس من الصوصوه..
= هااااهااا ، انتى فظيعه يا حلا..
خلاص يلا بينا ندخل ،احنا أصلا كلنا متعبين خالص .. قالتها سلمى ..
ثم ذهبت لتحضر المفتاح من تحت أصيص الزرع الموضوع على جانب الباب ، وتذكرت حينها ذلك الوقت الذى أخبرت به عمتها ، بأنه ليس مكانا أمنا لتحفظ به المفتاح ، فأخبرتها عمتها بكل ثقه وهى تبتسم بأن لا أحد يستطيع حتى أن يقترب من البيت إن لم تئذن له بذلك ..
فتحت سلمى الباب ، فتزاحمن الثلاثه للداخل بإتجاه القبو ،لمعرفة ما إذا كان كان أمر المفتاح والورقة حقيقه ام لا ..لكن باب القبو كان موصدا ..فقررن الارتياح قليلا ، ثم بدء عملية البحث بعد ذلك ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت عمتنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى