رواية بيت عمتنا الفصل الحادي عشر 11 بقلم منى مدحت
رواية بيت عمتنا الجزء الحادي عشر
رواية بيت عمتنا البارت الحادي عشر
رواية بيت عمتنا الحلقة الحادية عشر
وصلت الى منزلنا ، وجلست قبالة “البوابه ” مركز اتصال عالمنا بعالمكم ، وبمساعدة النباتات الوسيطه نجحت فى جعل سيف يسترخى و ينام ، وظهرت أمامى كل ذكرياته كالكتاب مفتوح ..
تجولت فى ذاكرته ، و انصدمت مما رأيت ، فلم أقابل شخصا بهذا الشر فى حياتى ..
_ ازاى يا سامر ؟؟!!
يعنى هو فعلا كان ورا اللى حصل لبابا !!!
_ ايوه يا سلمى ، هو اللى خطط لكل حاجه ، و موضوع مقابلته لنا فى المطار صدفه كان كذبه من ضمن أكاذيبه الكتيره..
= طيب ليه عمل فينا كده ؟!!!
_هتفهمى لما هحكيلكم كل اللى شوفته ..
سيف زى ماانتوا عارفين شخص من عيله متوسطة الحال ، ولما اتخرج اشتغل فى شركات كتيره ،واكتسب خبره كويسه فى الاستيراد والتصدير..
لحد لما اشتغل فى الشركه بتاعت باباكم ، لاحظ باباكم إنه كويس فى الشغل ، وبدأ يترقى ويترقى لحد مابقى سكرتير فى الشركه ، وشخص موثوق ..
وهنا قرر إنه لازم يوطد العلاقات أكتر ،وبدأ يتقرب منك يا سلمى ، لحد ما اتجوزك مع إنه كان متجوز، بس جواز سرى ماحدش يعرف عنه حاجه ، ولا حتى أهله اللى اصلا قطع علاقته بهم تماما لما بدأ ينجح ..
ولما اتجوز سلمى زادت ثقة باباكم فيه، و سلمه إدارة الشركه فى الوقت اللى بيكون مسافر فيه عشان يتمم الصفقات اللى بره مصر ..
بدأ الطمع فى الفلوس والنفوذ يعموا سيف ، و بدأ طريقه للصفقات الغير مشروعه ، اللى كان بيديرها باسم الشركه ، وطبعا من غير ما باباكم يعرف حاجه ..
حتى لما فرحه دخلت الشركه ، وقف فتره بسيطه لحد ما يطمن أن ما فيش خطر ، وبعدها كمل لحد ما فى فتره قصيره أصبح سيف معاه ملايين ، بس طمعه كان مخليه عايز أكتر واكتر ،وكمان بدأ يهمل شغله فى الشركه ، لأنه مشغول طول الوقت بالصفقات التانيه ..
_ طيب ما سابش الشركه ليه ؟؟
= لأنه ببساطه لو وقع هتبقى الشركه هى اللى مسؤله عن الج*ريمه ، لأنها صفقات تبع الشركه …
المهم ، لاحظ خالى موضوع اهماله للشركه ، وكمان غيابه عن البيت، فلما كان بيسألك يا سلمى عنه ، كنتى معظم الوقت تقولى إنه مش موجود ..
هنا شك خالى إن ممكن يكون فيه واحده تانيه فى حياته …
و هنا عين واحد يراقب كل تحركاته ، وبعد شهر كان عند عمى تقرير بكل مكان بيروح سيف ، و كمان تقرير بالناس اللى بيقابلهم..
و عرف خالى إنه متجوز من زمان ، وانه بيقابل أصحاب شركات معروفين وإن فى بينهم شغل ، بس ماكنش يعرف إن الصفقات دى بتم بإسم الشركه ، وإنها غير مشروعه كمان ..
عشان كده قرر خالى إنه يركز معاه ، ويركز فى كل ورقه بيوقعها ..
لحد ما وقع سيف ، ومسك خالى ورق لصفقه مشبوهه بين ورق كتير كان بيوقعه ، وهنا واجه سيف بكل حاجه ..
أوهم سيف خالى إن دى غلطه، وإنها مش هتتكرر ، وإنه كان حابب يعمل مستقبل يليق بسلمى ، وطلب منه إنه يعطيه فرصه تانيه ، وخصوصا إنه مش هيكرر الموضوع ده ..
و كمان قاله ان جوازه من واحده تانيه غلطه ،واتوسل إن يعطيه فرصه يصلح كل حاجه، عشان خاطر سلمى لأنهم بيحبوا بعض ، وقعد يضغط على عمى من خلال سلمى ..
سامحه خالى ، واعطاله فرصه ، وهدده إنه لو مشى فى السكه دى تانى هيبلغ عنه بعد لما يجبره يطلق سلمى ..
طبعا سيف فكر فى خالى على إنه عقبه، وبدء يفكر فى خطه يتخلص منه خالص ، لا وكمان يأخد كل ما يملكه ..
بدء يوهم خالى إنه ندمان ، وصدقه خالى ، و بدأ سيف يشتريله هدايا ،ومن ضمنهم شنطة السفر ..
وفى يوم سفر عمى ، سبقنا سيف للمطار ، واول لما وصلنا بدأ الكام واحد اللى مأجرهم على إنهم عيلته يسلموا ، ويتكلموا ، وشتتوا انتبهنا عن الشنطه، فى الوقت اللى جيه شخص معاه نسخه طبق الأصل من الشنطه وبدلها بالشنطه اللى فيها المخ*درات ..
والباقى انتوا عارفينه …
= الحق*ير ، الن*دل ..
كنت متأكده إن بابا برئ ..
_ لم ينته الأمر هنا يا حلا ..
= ليه ، هو لسه فيه حاجه تانيه !!
_ ايوه ، والحاجه دى هى السبب إنى أفقد السيطره على نفسى ،وأحاول أخرج من ذاكرته بأسرع وقت ، وده كان السبب إنى أدخل فى حالة السبات لأشهر ..
أخذ سيف نفسا عميقا ، ثم أردف قائلا ..
كان الموضوع ملئ بالصدمات، لكنى كنت مسيطرا على نفسى ، الى أن أتت تلك الذاكره القريبه، التى رأيت بها سيف يزور خالى فى الحبس ..
لقد شك خالى بما شككت به ، وعندما واجه سيف أنكر ،فهدده خالى بأنه سيفضح كل شئ ، لأنه متأكد من أنه الفاعل ..
وبعد أن انتهت الزياره ، هاتف سيف شخصا ما ،وطلب منه أن يدبر شخصا له ، للتخلص من خالى فى الس*جن ، على أن يبدو الأمر كحادثة انتح*ار ، مقابل مبلغا كبيرا من المال ..
هنا كانت الصدمه الشديده ، لقد اضطربت للغايه، ومع محاولتى للخروج بأقصى سرعه من ذاكرته لإنقاذ خالى ،إزداد الأمر سوءً ، وبدأت الذاكره تنعاد وتنعاد حتى دخلت فى مرحلة السبات ..
حملتنى النباتات الوسيطه الى هنا عبر بوابة بيتنا ، وظلت السيده تيلاندسيا تعتنى بى لأشهر حتى تغلبت على مرحلة السبات ، واستعدت وعيى منذ أربعة أشهر تقريبا ..
لكن عندما يستيقظ الشخص من مرحلة السبات لا يستعيد ذاكرته بالكامل دفعه واحده ، بل يحدث رجوع متباطئ للذاكرة ،وبعد أن يتم استعادة الذاكره بالكامل يصبح بإمكانى التواصل مع عالمكم ، لكن قبل ذلك غير مسموح لى ..
وفى ذلك الوقت ، كان عالمى فى احتياجى للعمل مع فريق على تحديث التواصل السريع بين القطاعات ،وبعد أن أنتهى المشروع بنجاح ، بت الرئيس المسؤل عن التواصل ما بين القطاع الحيوانى وبقية القطاعات ، وقبل أسبوع فقط ، استعدت ذاكرتى بالكامل ..
فكرت مليا بالأمر، و وجدت أن أفضل حل هو أن آتى بكن الى هنا ، لنفكر فيما يجب فعله ..
_ أنا عايزه أطلع الغضب اللى جوايه بس مش قادره ، حاسه إنى مش عارفه حتى أتكلم ،ومش عارفه حتى أقوم من مكانى .. ..
قالتها حلا ، ليجيبها سامر قائلا بحزن ..
ده يا حلا تأثير المهدئ اللى السيده تيلاندسيا نشرته فى كل مكان فى الكوخ ، لأنى خفت عليكم ليحصلكم حاجه من صعوبة اللى حكيته ..قالها سامر وهو ينظر إليها بشفقه..
وعندما رأى تلك الدموع التى تنهار بغزاره من سلمى ، طلب من السيده تيلا أن تزيد تأثير المهدئ ، حتى يخلدن للنوم ، وان تظل برفقتهن الى ان يستيقظن ، وهو سيبقى بالخارج إن إحتاجت شئ …
=============
نمن الثلاثه ، وكانت أول من استيقظت هى سلمى التى أول ما استعادت كامل وعيهها ،وما حدث بالأمس أخذت تنهب بالبكاء ..
كانت تشعر ببعض الذنب جراء ما حدث لوالدها ..
حاولت السيده تيلاندسيا أن تهدأها لكن دون جدوى ، وهنا استيقظت كلا من حلا وفرحه على صوت بكائها ..
_ ايه اللى حصل ؟؟؟ انتى كويسه ؟؟!!
حاجه وجعاكى !!
= انا السبب فى كل اللى حصل لبابا يا حلا ..
_ بابا !!! لحظه امبارح ..
ثم بدأت حلا فى النحيب وتبعتها فرحه ..
نادت السيده تيلا على سامر ليحاول أن يهدئهن بعد أن فشلت فى الأمر ،فدخل بسرعه ..واول ما رأى حالتهن صرخ قائلا ..
_ عشان كده أن اترددت فى الأول إنى اقولكم ، كنت عارف انكم هتعملوا كده ..
بس فى الأخر قلت إن حقكم تعرفوا ، عشان نفكر إزاى نخلى سيف يدفع تمن كل اللى عمله ..
= عندك حق يا سامر، وانا اللى هخليه يدفع ثمن كل اللى عمله ، لأنى السبب فى كل اللى حصل ..
انا اللى وافقت اتجوزه..
_ انتى مالكيش اى ذنب يا سلمى، انتى ما كنتيش تعرفى حقيقته ، بل بالعكس انتى ضحيه…
==========
جففت كل واحده دموعها ، وطلبن من سيف ان يتركهن ليتمشين قليلا وسط المساحات الخضراء ، ربما تبرد نسمات الهواء البارده نيران الغضب والحزن ..
مشين معا فى بطء وصمت يكسوه الحزن ، حتى قالت حلا بصوت حزين..
_ انتوا فاكرين بابا لما كان بيلاقينا زعلانين ،كان بيعمل ايه ؟؟
= كان بيخلينا نتسابق ..أجابتا كلا من فرحه وسلمى فى آن واحد ..
يلاااا بينا ..
_استنوا ، ماتنسوش إن الخسران هيطلب منه عقاب ، ولازم ينفذه أيا كان ..
= موافقين يا سلمى..يلااا بينا ..
ركضت كل واحده بأقصى سرعة لها ، وأخذت سلمى تركض وتركض حتى لاحظت أنها باتت تركض بمفردها ، فلقد سقطت حلا من شدة التعب بعد مسافة قصيره ، أما فرحه فلقد استمرت فى الركض لمسافة لا بأس بها حتى نفذت طاقتها وتوقفت ..
عادت سلمى إليهن ، ثم اجتمعن معا لتحديد العقاب ..
انتوا الاتنين عقابكوا واحد ..
تبطلوا خناق النهارده ، واللى هيبدأ الخناق هيبقى عقابه إنه يضرب مشمش ، لان شايفه ان العقاب اللى هيأخده من مشمش أصعب من اى عقاب ممكن أتخيله ،ويبقى ده نهاية الشجار بينكم للأبد ..
واللى مش هيطبق الشرط هنطلق عليها لقب الجبانه للأبد
_ موافقه ، انا كده كده ما بحبش الخناق اوى ..قالتها حلا بثقه ..
وبينما هن فى طريق العوده ، يتبادلن أطراف الحديث ، أردفت سلمى قائله ..
= بس يا فرحه انتى ما اخذتيش بالك خالص من ان سيف بيتغيب عن الشغل كتير ..
_ اخدت بالى وكنت كل ما أسأله، يقولى صفقات ، وشغل وكده يعنى ..
= هااااهاااا ، يابنتى دى ولا أخدت بالها ولا حاجه..
دى كانت بتروح الشركه تغير جو ..قالتها حلا بسخريه
_ خلاص يا حلاااااااا..
= خلاص ايه يا دميه نائمه ، دا انا كل ما كنت اجى الشركه ،الاقيكى يإما نايمه، يإما عايزه تنامى ..
وتقوليلنا أخدتى بالك ..
_ على أساس اللى بتتكلم عندها طموح فى الحياه غير انها تكتشف اكلات جديده ..
و شخص بلا طموح بمثابة الميت ،يعنى انا مش هرد عليكي لأنك ميته ، وانا ما بتكلمش مع اموات ..
= بتقوليلى انا الكلام ده ، طيب تعالى ..
وبدأ الشجار ، ولحسن الحظ نجحت سلمى بإيقافه ، وكان على حلا أن تفكر كيف ستنفذ الشرط الذى من الصعب تنفيذه ، والإفلات من العقاب …
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت عمتنا)