رواية بيت عمتنا الفصل الثاني 2 بقلم منى مدحت
رواية بيت عمتنا الجزء الثاني
رواية بيت عمتنا البارت الثاني
رواية بيت عمتنا الحلقة الثانية
لم تستجب فرحه لصراخ حلا و ندائها المستمر عليها ، الأمر الذى جعل كلا من سلمى وحلا يتجهان الى غرفتها ،ليجداها تغص فى نوم عميق ..
اقتربت منها حلا رويدا رويدا ، ثم اقتربت من أذنها وصرخت …
_ الحقى يا فرحه ، العماره بتقع ..بتقع ..
قفزت فرحه من الخوف ، لتجد حلا تضحك بشكل هستيري ، بينما سلمى تنظر إلي حلا بإشمئزاز قائله ..
= دى طريقه تصحى بيها حد يا حلا ؟؟! مش هتكبرى بقى !!
وقفت فرحه على طرف السرير ،ثم قفزت على الأرض أمام حلا ،واخذت تشد شعرها ، ومن هنا بدأت معركه ما بين دبة البيت الصغيره و الدميه النائمه ..
فالدميه النائمه لقب أطلقته العائله بالإجماع على فرحه ..
فهى تحب النوم لدرجه كبيره جدا ..
=========
= سيبيها يا فرحه خلاص ، ما إنتى غريبه أنتى كمان ..
عمرى ماشفت حد زيك فى موضوع النوم ده ..
لما تفرحى تنامى … تزعلى تنامى ..تأكلى عايزه تنامى…
يعنى مافيش حاجه تفوقك خالص فى الحياه دى !! قالتها سلمى بسخريه ..لترد عليها فرحه قائله ..
_ لا ، فيه ..الخناق مع الدبه أكتر حاجه بتفوقنى ،وبتريح أعصابى ..
_ طيب خلااااااص ، بجد إحنا مش هنلاقى ناكل وانتوا ماسكين فى بعض زى العيال الصغيره ، وبالمناسبة ولا هنلاقى مكان ننام فيه لأن مافيش مصدر لأى فلوس عشان ندفع إيجار الشقه دى ..
يعنى الحاجات اللى انتوا الاتنين بالذات بتحبوها ، للأسف هتتحرموا منها وبشده ، عشان كده سيبوا بعض وتعالوا نشوف هنعمل ايه..
= أنتى مكبره الموضوع أوى ؟؟!!
كل ده عشان اطردت من الشغل ؟؟ وبعدين انتى روحتى فين يا احلى سلومه فى الدنيا ..قالتها فرحه وهى لا تزال تشد شعر حلا بيدها ..
_ لا ،ماتقلقيش خالص ،سلومه فى طريقها للتشرد معاكم.. عشان أنا أطلقت من سيف ، وشوية الفلوس اللى كنت بقعد أتحايل عليه كل شهر عشان يبعتها لكم، واللى كانوا بيساعدوا شويه إن الدنيا تمشى ،خلاص مش هيبعتهم ..
= إطلقتى ؟؟ ليه ؟؟ سألتها فرحه بحزن ..
لتجيبها سلمى قائله ..
_ والله حصلت حاجه غريبه ،ومااعتقدش إنك هتصدقينى لو قلتلك ..
يعنى بطريقة ما عرفت إن سيف متجوز عليه ..
أو بالأصح إنه اتجوزنى على مراته الأولى اللى كان متجوزها بعقد عرفى قبل ما يعرفني حتى ..
= لا بالراحه كده ،و واحده واحده ..
ليه ما فكرتيش إنها ممكن تكون واحده عايزه توقع بينكم ؟؟
_ لا يافرحة أنا متأكده ، وبعدين ما حدش قالى حاجه..
= طيب تعالى نقعد على السرير ، وقوليلى ايه اللى مخليكى متأكده كده ؟؟
روحى إنتى يا دوبه إعملى اتنين ليمون ..قالتها فرحه بسخريه ، لترد عليها حلا قائله ..
= مش قبل ما اعرف ايه اللى حصل ، افسحوا لى الطريق ..
_ لا اااا، هنقعد احنا التلاته على السرير ، والله ما هيتحمل خالص ، انتوا فاكرينه خرسانه ولا ايه ؟؟
يلا الكل على بره ، نقعد على الأرض …أهى الحاجه الوحيده اللى ممكن تستحمل فى العماره اللى حساها لسه ماسكه نفسها بالدعاء دى ..
= ها هاااااااا ، غريبه يا فرحه ، لكى نفس تضحكى بعد اللى الزبون ده قاله ليكى ؟؟!! مع إن كنت فاكراه إنك هتكوني مضايقه أوى عشان ما وقفتهش عند حده ..
_ بصى هو أنا حاولت ما اتكلمش ، وقعدت أعد أرقام عشان أتحكم فى غضبى ..
عديت للعشره والعشرين انو يسكت ما فيش..
لحد ما وصلت للخمسين ، وبرده لقيته مكمل فى كلامه الصعب ده..
ف تلقائيا من غير ما أحس ، نزلت بزجاجة المايه على دماغه ، بس والله غصب عنى ، اعمل ايه يعنى ..
أنا حاولت وفشلت بعد الخمسين عده ..
بس لو ملاحظه فى تقدم ..يعنى كنت قبل كده ما بلحقش أوصل للعشرين ..
يله زمن ، المهم تعالى نخرج بره ونشوف موضوعك ده ..
=========
جلست الثلاثه فتيات اللاتي تبدلت حياتهن بين ليلة وضحاها أمام التلفاز الذى كان لا يزال يعرض برنامج عالم الحيوان ، فقامت حلا وأغلقت التلفاز كما طلبت منها فرحه ليتمكن من تبادل أطراف الحديث فى هدوء ، ثم ذهبت فرحه لتحضر عصير الليمون بالنعناع الذى تحبه سلمى ،ليهدأ داخلها قليلا وإن كانت تحاول ألا تبدى ذلك ..
إستندت سلمى قليلا على الأريكه الممزقه خلفها ، ثم أغمضت عينيها لتتذكر وجه والدها الهادئ البشوش ، الذى كان كل حلمه بالحياه أن يرى بناته سعداء ..
تذكرت كم كان يعمل بجد ليحاول أن يترك لهن ثروه تمكنهن من العيش بسلام بعده ..
لكن كل الثروه التى تعب والدها فى تحصيلها طوال عمره قد ضاعت بعد أن ألقى عليه القبض وبحوزته تلك المواد المخدره ..
وبعد أن علم شركائه بأمر القبض عليه ،قاموا بالتخلى عنه ، وأفلست الشركه وتم بيعها بثمن بخس ، وبيعت الفيلا و كل الممتلكات لتسديد قرض كبير بالملايين كان قد أخذه والدهم ليقوم بصفقة كبيره ..
ولم يكن لهم أقارب سوى عمتهم ” حياه ” التى توفيت قبل عامين مما حدث لوالدهم ، ولديها ابن وحيد يدعى ” سامر ” وقد كان بينه وبين فرحه قصة حب منذ الطفوله انتهت بخطوبتهما ، لكنه اختفى فجأه بدون أن يقول كلمه ،بعد ما حدث لوالدهم ..
===========
_ و أخيرا الليمون بالنعناع وصل ، اعطينى كوبايه بسرعه يا فرحه ، أصل أنا حسانى مهبطه النهارده من كتر المفاجأت ..
= لا ،الف سلامه عليكى من الهبوط يا دبتى ..
هيه قوليلى بقى يا سلمى، ايه اللى مخليكى متأكده إن سيف متجوزك على واحده كان متجوزها عرفى ؟؟
= بصوا بس من غير ما حد يتريق عليه ..
أنا نمت شويه وشفت سيف قاعد مع واحده ، و أتوصف ليه العنوان بالتفصيل وكأن فيه حد بيكلمنى ، ولما قمت كان الحلم غريب لدرجه إنى حسيته حقيقه ، فقولت هخسر إيه هروح وأتاكد ..
وروحت واتأكدت بنفسى وعرفت موضوع الجواز ده ..
_ هاااااا هااااا هاااا ، لا دماااغ ..
اومال الناس اللى بتنام وتصحى عشان تنام تانى ، أتعلمى من أختك يا فرحه..
نامت عملت تحرياتها ، وقامت اتأكدت منها ..قالتها حلا بسخريه
= أنا قولت من غير تريقه يا حلا ، بس والله ده اللى حصل فعلا ..
مش قولتلكوا مش هتصدقونى ..
_ لا ،أنا مصدقاكى ..لأن الموضوع ده حصل معايا قبل كده ، يوم اختفاء سامر أو بالأحرى لما اتخلى عنى بعد اللى حصل مع بابا .. قالتها فرحه ثم عم الصمت المكان ، فكل واحده تفكر فى تفسير منطقى لما حدث .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت عمتنا)