روايات

رواية بيت عمتنا الفصل التاسع 9 بقلم منى مدحت

موقع كتابك في سطور

رواية بيت عمتنا الفصل التاسع 9 بقلم منى مدحت

رواية بيت عمتنا الجزء التاسع

رواية بيت عمتنا البارت التاسع

بيت عمتنا
بيت عمتنا

رواية بيت عمتنا الحلقة التاسعة

_ امال فين الحاجه اللى هتوصلنا للقطاع الحيوانى ؟!!
تسائلت سلمى، ليجيبها مشمش قائلا ..
= سنمشى قليلا حتى نتخطى المنطقه المزدحمه بالأشجار ، ثم سنستأنف السير بعدها لمسافه قصيره ، حتى نصل الى الممر المائى المتفرع من قطاعنا ، والذى يعد أقصر طريق للقطاع الحيوانى ..
و بدأ الجميع فى السير ..
فى المقدمه السيده تيلا وبجوارها مشمش ، وفى الخلف الثلاثة فتيات يدردشن ويضحكن معا ..
ويتسائلن حول من قد يكون صاحب الدعوه ..
وبعد حوالى ساعه من السير المتواصل ، أخبرت حلا أختيها ،بأنها لم تعد قادرة على مواصلة السير ، و لابد أن تحظى ببعض الراحه ، فطلبت سلمى من مشمش أن يرتاح الجميع قليلا ،لكنه رفض ..
أعادت فرحه سؤاله بأن يمنحهن بضع دقائق للراحه بعد أن تملكها الإرهاق هى الأخرى ،لكن دون جدوى أيضا ..
وكان يكتفى فى كل مره بإخبارهن بأنه بات هناك القليل فقط ، وأن عليهن مواصلة السير ..
وفجأه تقدمت حلا بخطوات متسارعه، حتى سبقت مشمش ، ثم قطعت عليه الطريق قائله ..
_ بقولك ايه ، انت تقولى لسه اد ايه بالضبط ونوصل؟؟
= حوالى نصف ساعه فقط ،وتحدثى إلى بطريقه ملائمه أكثر ..
_ انت متخيل إن طريقتى دى مش ملائمه !!! إنت عارف إنت لو فى عالمنا كنت عملت فيك ايه ؟؟!!
ولا بلاش عشان ما تدبلش من الزعل ..
= حقا أخبرينى ، فأنا لدى فضول لأعرف ؟؟
_ بلااااااش ..
= حقا أريد أن أعرف ، ما الذى كنت ستفعلينه بى لو كنت فى عالمكى ..قالها مشمش بغضب
_ ما دام الفضول هيقتلك كده ، وانا كمان تعبت اوى من المشى ، احنا نعمل اتفاق ..
= أى اتفاق ؟؟!
_ سيبنى ارتاح شويه ، وانا هقولك ..
= لا ، لن يتوقف أحد عن السير إلا بعد أن نصل إلى وجهتنا ..
فلدى مهمه ، ويجب أن أنجزها و أوصلكم جميعا بأمان ، وفى الموعد المتفق عليه ..
امممم ، وهناك شئ أود أن تعرفيه عنى ، لست شخصا يتملكه الفضول الى هذا الحد، وخصوصا لو كان حول شخصية عصبيه و سطحيه مثلك ..
_ عصبيه ؟؟!! وسطحيه؟؟؟!!
على أساس إنك يا مشمشه فيلسوف و عميييق !!
ده شوية شجر بيقوم بشغلك ، وواخد لقب مسؤل أمن على الفاضى ..
= مشمشه !!! لقد طفح الكيل ، لن تفلتى من العقاب هذه المره..
_إنت كل ماحد يكلمك ، تزعق وتقول ..
طفح الكيل !! طفح الكيل !!
ما يطفح الكيل … وبعدين عقاب على ايه !!
طيب جرب كده تفكر حتى ..
اشتد الحوار ، وكان على الجميع التدخل ليخففوا من حدته ، فجذبت سلمى حلا ،بينما فرحه كانت لا تقوى على الوقوف فى مكانها من شدة الضحك ..
وبصعوبه هدأت السيده تيلا الأجواء ، ثم أستمر الجميع فى وجهتهم ..
============
وبعد أن وصلن أخيرا ، الى مكان أجتمعت به العديد من عناصر الطبيعه الخلابه ، التى تمثلت فى أشجار عاليه تتدلى منها أغصان مليئة بالأزهار الجميله ، تصطف على شاطئ ، رماله الذهبيه تلمع فى أشعة الشمس وكأنها ذهب صهرته تلك الاشعة القويه، وبحر هادئ ، تحمل أمواجه الزرقاء لون السماء الصافيه ، و تطفو عليه سفينة صغيره ، مستعده لتقل الجميع الى وجهتهم ..
وهنا قطع مشمش ذهول الثلاثة فتيات اللاتي وقفن يتأملن هذا المكان فى صمت ،قائلا ..
_ ليصعد الجميع على متن السفينه الآن ، حتى لا نتأخر على موعدنا ..
وبعد حوالى ساعتين من الإبحار فى أمواج البحر الهادئه ، وصلوا أخيرا الى بداية القطاع الحيوانى ..
==========
نزل الجميع من على متن السفينه الصغيره ،
وكان الإرهاق باديا على الجميع ،وخصوصا الثلاثة فتيات ، لذا عندما طلب منهن مشمش السير لمسافة قريبه ، صرخن فى آن واحد ..
_ كفاااايه مشى بقى النهارده..
= حقا سنسير لمسافة صغيره ، ثم سنعبر جسراً صغير ، وبعدها سنجد ما يقلنا الى وجهتنا النهائيه ..
وبالفعل مشى الجميع لمسافة صغيره ، ومن ثم عبروا الجسر ، ليجدوا سيارتين مفتوحين من الأعلى ” بلا سقف ” فى انتظارهم ..
قسموا أنفسهم الى مجموعتين..
الثلاثة فتيات معا ، وتيلا ومشمش معا ..
قادت بهما السيارتين فى القطاع الحيوانى ، و الذى كان مختلفا تماما فى كل شئ عن القطاع النباتى ، الا فى النظام المحكم الذى كان يسود القطاعين ..
لقد كان المكان عباره عن مراعى طبيعيه منتشره على طول القطاع الحيوانى ..
سارت بهم السيارة ببطء وسط المساحات الخضراء الشاسعه ، التى تُرعى عليها آلاف من الحيوانات من مختلف الأنواع ، و كل نوع فى مكان كبير محدد له ،يفصله عن الأخر حواجز خشبيه جميله ..
علقت عينى حلا على تلك الاكواخ الخشبيه البسيطه المتناثره على طول المرعى ، والتى تختلف فى المظهر كليا عن اكواخ العالم النباتى التى تغطيها الورود والازهار…
فلقد كانت الأكواخ فى القطاع الحيوانى لا يغطيها شئ، بسيطه لكنها جميله ،ومبهجة بألوانها الزيتية اللامعه..
شردت حلا فى تلك الاكواخ البسيطه التى تخص العاملين بتلك المراعى ، ثم أردفت بصوت منخفض غير مسموع..
_ اممممم ،نفسى اعيش فى مكان بسيط وجميل زى ده ، وسط الحيوانات والخضره ، و ممرات المايه الجميله دى ، ثم شردت فى ذلك الحلم الجميل ، ليقطع ذلك الشرود صوت سلمى التى كانت تجلس بجوارها ،وهى تقول ..
= أظن إنك سعيده أوى يا حلا ، يعنى عالم الحيوان بيحيط بكى أهو من كل مكان ، كأنك فى برنامجك المفضل بالضبط …
_ ايوه ، مبسوطه أوى أوى يا سلمى ، مش متخيله إن فيه جمال كده ..
= هو جميل فعلا ، بس انا بحب القطاع النباتى أكثر ، حاسه هناك كأن كل حاجه فيها حياه …
ريحة الهوا ، الاكواخ المتغطيه بالورود والازهار الجميله ، والأشجار الغريبه بكل الأنواع ، و…
_ اسكتى يا سلمى ، دى التعليقه اللى اتعلقتها هناك عمرى ما هنساها ..
شاركت فرحه فى الحوار ، فأردفت قائله بسخريه ..
= بس كان شكلك مسخره يا حلا ..
كأنك دب متعلق من رجليه ، ولا لما الفاكهه وقعت منك ، كانت حكايه لوحدها ..
هاااااااهاااااا ، و شعرك لما اتقلب بطوله ، أى نعم أنا كنت متعلقه جنبك ،وكنت خايفه عشان الارتفاع كان عالى ، إنما لما اتخيلت منظرك الوقتى ،عرفت سلمى كانت منهاره من الضحك ليه ..
= على الاقل ماكنتش بهز الشجره من كثر الخوف ، وازعق ،والحقوووونى ..
_ عندى فوبيا يا جاهله ..
= أنتى اللى جاهله ، و عامله زى القطط البريه ..
_ ما تقوليلش كده يا دبه ، انتى عارفه انى ما بحبهمش..
= ضايقتك اوى القطط البريه ، طيب يا قطه يا بريه ..
_ بطلى يا دبه ..
= يا بريه ، يا قطه يا بريه ..
تقوليلى دبه ،هقولك القطه البريه ..
_طيب بما انى قطه بريه بقى ، هاتى شعرك ده ..
وبدأ النزاع المعتاد ، لكنه كان شديدا للغايه هذه المره..
وأخذت حلا وفرحه فى العراك وتبادل اللكمات بينما سلمى تجلس بينهما ، الامر الذى جعل سلمى تتلقى لكمة فى وجهها ، وهى تحاول أن تفض النزاع ، فصرخت بشده من ألم تلك اللكمه ..
توقفت السياره ، ونزل السائق ليحاول أن يحل النزاع ، ولاحظت تيلا توقف سيارة الفتيات ، فأوقفت سيارتهم أيضا ، ونزلت هى و مشمش ليروا ما الذى يحدث…
كان الأمر غريبا هذه المره ، فلقد كانت سلمى تتعارك هى الأخرى، فتلك اللكمه التى تلقتها جعلتها غاضبه للغايه ..
وعندما رأت تيلا الأمر ، تدخلت هى ومشمش على الفور ليفضوا النزاع ، وليبعدن الثلاثه عن بعضهن ..
وبينما مشمش يحاول ان يفك النزاع ، وجد شعره المجعد بتجعيدات طويله محصور بين أصابع حلا ، التى لاحظت قربه ، فأرادت أن تثأر منه ، و أن يبدو الأمر وكأنه خطأ غير مقصود منها ..
ولم تفلته إلا بعد أن نجحت تيلا فى جعل الجميع يهدأ..
===========
وقف مشمش ينظر بغضب الى حلا ، التى جعلته يعيش موقفا لا يجرؤ أحد على فعله معه ..
لاحظت حلا الغضب الذى كان باديا على وجهه الذى احتله اللون الأحمر ، وعينيه البنيتين الغاضبتين اللاتى ترمقها بشده ، لذا أردفت قائله ..
_ ماكنتش اعرف إن ده شعرك ، انت اللى قربت أوى مننا ..
اممممم، معلشى إبقى بعد كده خليك بعيد ..
ماهو معروف إن كل اللى بيتدخل فى الخناقه بيتأذى ..
حتى بص لسلمى كده ، واخده بونيه تحت عينها أهى ..
= هل تظنين أنى أصدق أنكى لم تكونى تعلمى بأن شعرى هو ما كان بين يديك …ثم صرخ بصوت عال للغايه ..
لقد نظرتى فى عينى ، وانا اخبركى بأن تفلتى شعرى ، لكن ماذا فعلتى !!
لقد ابتسمتى ثم أزداد الشد ..
_ بيتهيألك ..اكيد بيتهيألك ..
لم تستطيع سلمى أو فرحه السيطره على نفسيهما ، ودخلتا فى نوبة من الضحك …
ثم همست سلمى لفرحه قائله ..
_ من كتر قعدتكوا مع بعض ، بقيت حلا زيك فى حاجات كتير..
ماعدتش بتسيب حقها ، وبقت عصبيه أوى زيك ..
= نعم ،هذه دبتى الصغيره ..
لم تستطع حلا السيطره على نفسها عندما لاحظت شعر مشمش ، وبدأت بالضحك بشكل هستيرى وهى تشير لشعره وتقول ..
_ نيم شعرك ، أصل عامل زى المتكهرب ، باينى شديت أوى ولا أيه ..
ضحك الجميع حتى تيلا ،لم تستطع تمالك نفسها من المنظر ، فالجميع شعره مبعثر ، وهناك علامات على وجه الجميع من أثر اللكمات ..
لكن قطع ذلك الضحك صراخ مشمش قائلا ..
_ هل تظنين أنكى ستفلتين من العقاب هذه المره، سنتجه الان الى قاضى القطاع ، وعندها لن يتهاون أحدا معكى ، وسيلقون بكى فى الس*جن ..
أخذت تيلا تهدئ مشمش ،وتخبره بأنها لم تكن تقصد ..
وأن يسامحها لأخر مره ، على الاقل حتى لا تتأثر مهمتهما بإيصالهن الى صاحب الدعوه فى الوقت المحدد ..
نجحت تيلا فى إقناع مشمش بصعوبه ، ثم اقترب من حلا ،ونظر مباشرة فى عينيها العسليتين الواسعتين ، وأردف قائلا ..
_ سأترككى هذه المره ، لكى لا تتأثر مهمتى بإيصالكن فى الموعد فقط ..
ولكى لا تكون تافهة مثلكى، هى السبب فى جعل مهمتى تتأثر ..
ثم استقلوا جميعا السياره إلى وجهتهم ، التى أخيرا وصلوا إليها..
و وقفت السياره أمام كوخ كبييير ، ثم طلبت تيلا من الجميع أن يستعد لمقابلة الشخص المنتظر ..
دخلت الثلاثة فتيات الكوخ ، وبرفقتهن مشمش و تيلا ..
واول ما رأت الثلاثة فتيات الشخص الذى دعاهم صرخت فى آن واحد ..
_ سامر ، مش معقول ..
نظرت فرحه مطولا الى الشخص الوحيد الذى أحبته منذ طفولتها ، والذى اختفى فى أكثر وقت احتاجت اليه ليكون بجانبها به ، ثم صرخت قائله ..
= هو ده حقيقى ..ثم فقدت الوعى من المفاجأه ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت عمتنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى