روايات

رواية بيت السلايف الفصل العشرون 20 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الفصل العشرون 20 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الجزء العشرون

رواية بيت السلايف البارت العشرون

بيت السلايف
بيت السلايف

رواية بيت السلايف الحلقة العشرون

ممدد جلال جسده فوق الفراش بتعب حتي تفاجأ باسيف تقترب منه بعينين شبه منغلقة وهي تشعر بالنعاس يستولي عليها ،تجمد عندما شعر بها صعدت الفراش جانبه قبل ان تضع راسها فوق صدره دون حديث حمحم قائلا:
– اسيف اخدتي الدواء بتاعك ولا نسيتي
غمغمت بضعف ببعض الكلمات قائله:
– ايوه اخذته
اقترب منها متردد من رفضها محيطا خصرها بذراعه جاذبا اياها نحو جسده الصلب دون اعتراض ولا بادئ الامر محاولة الابتعاد عنه ابتسم بصمت وشدد من ذراعه حول خصرها وامسك ذراعيها برفق الذي حول جبس و هو ينحني هامسا في اذنها:
– هو انتي هتفكي الجبس امتى انا نسيت المعاد اللي الدكتور قال عليه
قالت بصوت خافض برفق:
– فات اسبوعين وفاضل اسبوعين يعني بعد اسبوعين تانيين
هتف بها قبل ان تدس وجهها بعنقه أيقظت حركتها تلك استجابه حارة في سائر جسده مما جعله يتنفس بعمق عدة مرات محاولا التحكم في ذاته وعندما هدئ قال متسائلا:
– احم اسيف انتي مش هترجعي في كلامك وتطلبي تمشي بكره صح
اخذت نفس عميق بضيق مكتوم وهي مغمضه عينيها لتقول بزهق :
-نام يا جلال بقي
أعاد هاتفا جلال متسائلا :
-يعني مش هتمشي صح
داست براسها بين جوف رقبته ولم تجيب عليه شعر برجفة تسري في انحاء جسده فور شعوره بانفاسها الحاره تلامس اذنه غمغم بضعف:
– انا برده قلت كده مش هتمشي
تنفس بهدوء وظل يراقبها عدة لحظات وعينيه تشتعل بعاطفه كبيرة غريبه لم يشعر بمثلها من قبل آه كم كان ينتمي قربها بإرادتها.. واحساس الشغف أصبح عالياً من قربها المستمر اليه, زفر ببطئ قبل ان يشدد من قبضته حول خصرها دون حديث آخر حتي غرق بالنوم.
***
عند عيسي انتفضت فرحه قائله بدهشة:
– يعني ايه چلال ما عملهاش حاچه امال هي رجعت في كلامها عن موضوع السفر لابوها لوحدها انت ما شفتش كانت متبته فيه كيف النهارده الصبح
تململ عيسي بالفراش بضيق:
-ما اعرفش حاچه غير اكده يا فرحه و سيبيني انام
جزت علي اسنانها بغيظ متحدثه:
– هو انت علي طول رايد تنام انت ما شفتش حالتها كانت عامله كيف بعد ما چلال مشي فضلت اكده ترمح في السرايا كيف الخيل مش على بعضها و كل شويه تسال چلال جي طب فاضله جد ايه طب اتصلي بيه ما كانتش جادرة على بعضه ساعه واحده بس
نظرت اليه وكان اغمض عيني بنوم لتصيح:
– ما تجوم تفكر معايا اللي خلى حالتها اكده
فتح عينيه بخضه وقال بغيظ:
-هو انتي مش مريحاني في اكلي ولا في نومي
ثم صاح بغضب قائلا:
-واني مالي وانتي مالك كومان نامي بجى وريحيني
امسكت احد ضفائر شعرها متحدثه بشك:
– طب اجطع ضفائري دول البت دي فيها حاچه ما هو مستحيل يدخل في عجلي حاچه كيف ديه بعد ما كانت كرهه تسمع اسمه حتي.. و دلوج مش جادره على بعده طب كيف .. ما تجوم يا عيسى انت نمت وسبتني تاني
***
دلف دياب غرفتهما نظر الي جميله المنشغله بدراستها حيث كانت تجلس اعلي الاريكة و جانبها مجموعة من الكتب تدرس بها ليقول:
– السلام عليكم
انتبهت جميله اليه متحدثه بابتسامة خفيفه :
– وعليكم السلام ورحمة الله
جلس دياب بارهاق بجانب جميله على الأريكة متسائلا :
– بتعملي ايه
جميله دون النظر اليه أجابت :
– بذاكر
أبعد دياب الكتب عن ركبتها ليريح راسة مكانها بهدوء فجأة وشعرت هي بالخجل ثم مسك يدها يقبلها ويضعها على راسة :
– تعبان جوي يا چميله دماغي مصدعه دلكي راسي
ابتسمت جميله بهمس :
– سلامتك حاضر
وبدأت على استحياء في البداية هتف متسائلا باهتمام:
– اخبار الحمل ايه امعاكي حاسه بتعب او بتستفرغي كتير احنا لازمن في اجرب وجت نتابع مع دكتوره
وضعت بتلقائية يدها على بطنها بحنان قائله بحب:
-لا انا كويسه مش حاسه بتعب دلوقتي خالص, وفرحه ربنا يبارك لها واحنا هناك في المستشفى اتفقتلي مع دكتوره واخذنا نمرتها كمان معايا
فتح عينيه بحزن وقال بحب:
– هي فرحه اكده على طول ما فيش اطيب من جلبها وبتفكر دايما في مساعده غيرها
قالت جميله مؤكدة حديثه بحنان قائله:
– بجد يا دياب يا بختك بيها انت واخوك فرحه دي عامله زي العمله النادره عمري ما شفت حد زيها كده ,في طيبه قلبها وحنيتها, بجد انسانه جميله اوي، دياب عشان خاطري حاول تصالحها و اوعي تخسرها في يوم
هز راسه بهدوء ثم بدات بتلاوة القران بصوت هامس شعر معه دياب بالراحة مما جعله يغمض عينة ويسبح في نوم عميق ظلت جميله مكانها تمسح على راسه ووجه وسرحت في ملامحه ولم تشعر بمرور الوقت حتى ذهبت هي الاخرى في النوم مكانها
بعد مرور الوقت استيقظ دياب وفتح عينة ليتفاجا بجميله الرقيقة نائمة ليبتسم على شكلها البرئ وقبلها من شفتها بخفه ونهض يحملها فتحت عينيها ببطء:
– في ايه
دياب باسف:
– اسف يا حبيبتي تعبتك كملي نوم على السرير عشان بطنك اريح
عدلت جميله راسها على صدر دياب :
– لا يا حبيبي ولا يهمك انا كويسه ما تقلقش
انزلها علي الفراش برفق وجلس امامها وعادت لنومها الهادي مع ابتسامة دياب وقبلها على جبينها وقال بحب :
– بحبك
استمعت جميله لتقول بنوم وبهمس :
– وانا كمان بحبك
***
جلست نادين اعلي الفراش صامته تماماً و يقتلها الالم لم ولن تفهمه او هو من المفترض يفهمها، ليس من الطبيعي ابدا ولا من المقبول تنشأ علاقة حب بينه وبين فتاه الفيسبوك بتلك الفتاه (اسيل) او الصحيح هي (نادين) لا تستطيع ان تصدق ان بالفعل احبها لدرجه البعد عنها والندم علي التقرب منها.. هل من الممكن تعلق بها لهذه الدرجه ليرفض بشت الطرق محاولاتها للتقرب منه .
فهي تعشقه بالفعل ولا تستطيع العيش في هذه الحياه بدونه تريده حقا لكن هو رجل وتعلق بغيرها او يظن هذا ليس من المعقول ان ينسى كل شيء..
أحياناً تفكر ان تخبره الحقيقه كلها لكن تخاف من ان يتركها و والدها أيضا سيغضب بالتاكيد و سيبتعد عنها مرة ثانية، هي ندمت حقا و تشعر بالخجل من نفسها فقد تسرعت في هذه الخطوة و ايضا التصابى بعشقها لها
لكن الي متي سوف يظل الحال بينهما هكذا.. هل ستظل تحبه رغم أفعاله؟ هل سوف يقع في حبها ام سيحب فتاه اخري، هل من الممكن ان ياتى اليوم الذى يخبرها فيه برغبته بالانفصال او يعلم انها استغلته.. استغلت ضعفه والتقرب منه وكانت السبب في وهمه وخداعه بها لكن علي يقين في يوم أنه يستفيق من نشوة حبه الوهميه اغمضت عينيها تتنهد بالم فهي تحبه بالفعل.. تحبه وقضى الامر قلبها معه و عقلها أيضا مازال معه ولابد ان يظل معها.
أما عن زيـــن.
الخذلان أن تخذل مرارا من اهم الاشخاص في حياتك جدير بان يغيرك الى شخص اخر شخص لا تعرفه حتى انت..كان يجلس بداخل غرفه الرسم الخاص به يسند ظهره علي الأريكة يفكر فدائماً يريد و يتمني ويحب لكن بعد ذلك يصبح مجرد سراب فراغ لا اكثر
زين الان فى صراع بين الصح والاصح حبه لتلك الفتاه اسيل وبين انها اختفت و الرفض من اهله وغير مقبول كذلك وتين ابنته وتلك الفتاه التي تزوجها في ليله ضحاها نادين وانجب منها طفلته
يعلم برده فعل أمه واخواته للزواج من غيرها علي الرغم من رد فعل نادين واصرارها علي الطلاق وقد كانت غير مرحبه او مهتمه لكن بعد ذلك التغير الذى يراه منها فى الاونه الاخيره جعله فى حيره و مأزق كبير
لكن لاااا هو لا يستطيع الاستغناء عن اسيل تلك الفتاه التي كانت بجانبه لفتره طويله وساعدته في اقتراحات كثير, والاهم اهتمامها الدائم به
لا يستطيع الارتباط بغيرها وايضا لا يستطيع الارتباط بها بسبب اختفائها واهله.. احيانا يريد ان يخلص نفسه من احساس الذنب ويعترف بكل شئ الي نادين وان يريد الزواج باخرى او يطلقها ولكن نظرة الناس والمجتمع حتى اقرب الاقربون لايعلم كيف سيواجههم ويخبرهم ليس جبنا ولكن الامور تتصاعد
نهض ببطء وفتح غرفه النوم كانت نادين مستيقظة وتنظر الي السقف بشرود, جلس جانبها وفرد جسده.. يسرحوا في افكارهم التي لا تنتهي يقتله الالم وهو يراها بهيئتها تلك تجلس ولا تشعر بشيء وجهها يكسوه الالم وخيبة الامل يعلم لقد خذلها ، خذلها بقوه نادين التى بجواره الان ليست هى التى عهدها حتى وفى الوقت الذي لم يكن يعشقها بل كانت مجرد فتاه اعجب بها من عائله محترمه ولها اسم وسمعه ، كانت كتله حيوية و رقيقة تسكن قلب كل من يراها ، يعلم بانه زواجه منها مجرد مصلحه اليه بان استطاع الاختيار لمره واحده في حياته وقد انجبت واعطته أروع ما حدث بحياته هي ابنته الصغيرة
ومع ذلك اعطته بدل الفرصه اثنين وهو اضاعهم واضاعها لكن السؤال الان والذى بات يلح على عقله هذه الايام هل احبها في يوم، لا يحتاج للتفكير بالتاكيد اذا احبها لم يفكر في غيرها لكن هل هي تحبه لايعلم هل سيستطيع تركها تبتعد عنه هي وابنته، يعلم لن يستطيع اذا ماذا يريد
نادين ام اسيل الإختيار صعب حقا جدا؟!.
***
في صباح اليوم التالي .
استيقظ جلال من نومه على صوت اسيف وهي تحاول ايقاظه، ابتسم لها لا إراديا ثم تسال بتردد وقلق من رحيلها:
– خير يا اسيف صاحيه بدري ليه في حاجه
ابتسمت بخجل لطالما تحلت به واجابته :
-صباح النور يلا عشان تفطر انا جعانه قوي
ابتسم بتلقائية وجذبها نحوه مقبلا اياها من شفتيها كانه يريد التاكد من شئ ما لتستجيب له على الفور ، ابتعد عنها بعد لحظات وهو يهتف بحب خالص :
-صباح الخير
ثم نهض من فوق فراشه بتكاسل واتجه نحو المرحاض لياخذ حماما سريعا قبل ان يخرج وهو يرتدي روب الاستحمام في ذلك الوقت دلفت اسيف الى الغرفة لتاخذ هاتفها فوجدته يقف امام المراة يجفف شعره ، التفت لها ما ان وجدها تنظر اليه بخجل ابتسم بعذوبة قبل ان تتجه انظاره نحو البيجامة خاصتها التي لا تتركها ابدا منذ فتره علاجها اقترب منها وهو يقول مازحاً :
– هي البيجامة دي مش ناوية تتغير ولا ايه
اجابته بدلال اخذ عقله بالكامل :
– ليه ما لها انا بحبها امال عاوزاني البسي ايه جذبها من خصرها نحوه لترتطم في صدره وهتف بقوة وتركيز شديد على عينيها الخضراوين بصوت مازح:
– زي اي زوجه مصريه اصيله ما بتلبس لجوزها شوفي انتي بقى
هزت راسها نافيه بسرعة و غمغمت اسيف بخجل وهي تخفض راسها:
– يلا عشان جعانه
اقترب منها وهو يهتف بضحكات عالية :
– انتي مالك هتموتي علي الاكل من ساعه ما صحيتي ليه انا حاسس شويه وهتكلني
صمتت ولم تجيب عليه فقال وهو يقترب من ثغرها بتردد ليقبلها :
– تعرفي انك وحشتيني رغم انك كنتي في حضني طول الليل
– وانت كمان
اتسعت عيني جلال بدهشة وسعاده كم يتمني تغيرها هذا يظل ويدوم للابد فقد احب افعالها وجرأتها معه، لقد احب اكثر اسيف الجديده ، قالتها بسرعه واحمرت وجنتيها بسرعة بسبب وضعيتهما تلك وهي تقبله بشغف لا تملكه لسواه ليتعجب من الجرأة التي باتت تتحلى بها لكنه لم يعلق بل عاد يقبلها بشغف وجنون لا يشعر به سوى معها وقد اسعدته فكرة ان تستجيب له بالكامل وتبادله ذلك الجنون باخر مثله
بعد فترة ليس طويلة ابتعدت هي عنه قبل ان تهمس له :
– مش هننزل نفطر
تأمل وجهها الذي اصبح احمر كالطماطم بحب دفين وقال وهو يقبل جبينها بشوق جارف:
– ماشي يلا
***
كانت فرحه تجلس اعلي الأريكة وبيدها تقطع عيدان الملوخيه وتشاهد مسلسل تركي في التلفاز باهتمام حتي استمعت الى صوت هاتفها تجاهلت في البداية حتي لم يفصل لتضطر تجيب بانشغال:
– الو مين معايا
-انا ماهر يا فرحة واوعى تقفلي السكه في وشي من غير ما تسمعيني الاول انا عاوزك في موضوع مهم ولي مصلحتك
نظرت فرحه حولها بتراقب وحذر وهمست بحده: يا اخي ما تحل عني بجى والله العظيم يا ماهر لو ما بطلت تتصل بيا لعجول لي عيسى وهو يتصرف امعاك بجي اني زهجت منك ومش فاهمه رايد مني ايه
تجاهل حديثها وقال بجدية:
– مش كان نفسك طول عمرك عيسي و دياب يتصالحوا مع بعض ويرجعوا ذي الاخوات كيف زمان وينسى الخلاف اللي ما بينهم
فرحه بغيظ قائله :
– وانت مالك بي عيسي ولا دياب ما كله بسبب ابوك منه لله
قال ماهر بمكر:
– طب واللي يرجعهم اخوات من ثاني و يتصفوا مع بعض ويعرف الحقيقه لدياب وبالدليل كومان
صمتت لحظه تفكر بدهشة ثم قالت بتردد :
-انت بتشتغلني ولا ايه وديه كيف اني مش عيله صغيره امعاك ومش عصدجك مهما تجول يا ماهر
-ولا بشتغلك ولا حاچه الدليل اللي معايا بالصوت والصوره كومان فيديو صغير مدته خمس دقائق في ابوي وهو بيتكلم معايا على الاتفاق اللي كان ما بين ابوكي قبل ما يموت يوقعوا عمك حسنين وياخدوا منه الارض ازاي, اظن ما فيش دليل اكثر من كده يخلي دياب يصدق ان طول الفتره دي كان ظالم عيسي وانا مستعد اديلك الفيديو ده
فرحه بعدم تصديق قائلة:
– طب لو فرضنا حتى معاك الفيديو وحديدك صوح اللي عتستفادوا لما تديني الفيديو ديه هضر ابوك اكده بسهوله مستحيل طبعا انت بتكره عيسي ودياب واكثر من ابوك كومان عيب يا ماهر ديه اني عشرتك سنين و عارفاك زين
-لا يا فرحه انتي فاهمه غلط انا مش بكره عيسي ولا اخوكي ولا حتى بحبهم انا كنت طول عمري بعيد عن ابويا وانتي بنفسك لما كنتي على ذمتي كنتي بتشوفي برفض ازاي اشتغل مع ابويا في اي حاجه عشان عارف ان شغله مشبوه كله و انا فكرت كويس وندمت وقررت اساعدك وهسافر القاهره ثاني
لم تجيب وكانت تفكر بتردد حتي قالت بحده:
– برده مش مصدجاك يا ماهر ولو ندمان صوح ادي الفيديو اللي معاك كيف ما بتجول إللي صورته لابوك وهو بيعترف ان الارض ملك عيسى واخواته لي دياب وريح نفسك
ماهر بثقه:
– ما اني اكيد مش هديكي الفيديو كده من غير مقابل يعني ليا طلب صغير
لوت شفتها بسخرية هاتفه بضيق:
– من جبل ما اعرفه طلبك مرفوض اني مستحيل اؤمن لي واحد زيك يا ماهر غير انك اكيد عتطلب طلب زباله زيك
-الله يسامحك مقبوله منك يا فرحه معاني الطلب بسيط وسهل عاوز اقابلك واشوفك قبل ما اسافر مصر ان شاء الله حتى في مكان عام بس اشوفك واسلم عليكي قبل ما امشي
فرحه بغضب:
– مش باجول لك اكيد عتطلب طلب زباله زيك اجفل يا ماهر وعندك اخويا اني ما ليش دعوه ديه غير ان اني مش مصدجاك لحد دلوج وان في فيديو فعلا
-طب تمام براحتك انا مش مضرور في حاجه خلي بقي دياب و عيسى يفضلوا مع بعض في خلاف طول العمر ويا عالم مين هيموت الثاني قريب
شهقت فرحه بصدمه ليكمل قائلا بجدية:
– اخر فرصه ليكي تصلحي اخوكي مع جوزك..انا مسافر بكره الساعه سابعه الصبح عاوزه تاخذي الفيديو وتيدي لاخوكي والخلاف ينتهي في ثانيه ماشي هستناكي عند *) وانتي عارفه المكان زين وتعالى شوفي بنفسك بكدب عليكي ولا لاه طلعت صادق تاخدي الفيديو وتمشي على طول من غير منشاف ولا من دري طلعت كذاب امشي وسيبيني علي طول سلام بس خليكي عارفه كويس انك لو ما جيتيش هتبقى انتي السبب في موت حد منهم قدام عينك
اغلق الهاتف دون سماع اجابه منها، وضعت الهاتف من يدها تفكر في حديثه هل بالفعل يتحدث بصدق هل يمكن بيوم ينتهي الخلاف بين دياب وعيسي! في يوم تكشف الحقيقة لكن دون فائدة طالما لا يوجد دليل؟! لكن يوجد مع غيرها لكن بمقابل .
***
بعد تناول الفطار ارتدي جلال قميص وبنطلون ليذهب الى العمل دلفت اسيف تبحث عن بلهفة قائله بابتسامة عريضة:
– جلال انت رحت فين انا بعد الفطار بدور عليك ما لقيتكش جنبي
نظر نحو المرأة يحدثها الى نفسها جيداً:
– انا هنا طلعت البس عشان رايح مشوار مهم بخصوص شغلي مش عاوز مشاكل وخليكي في الاوضه مرتاحه وتريحي نفسك
تقدمت منه بفزع لتقول برفض هاتفه:
– لا يا جلال ما تمشيش وتسيبني خليك معايا هي مشاويرك وشغلك دي مش بتخلص انا عايزك تفضل جنبي
التفت اليها ينظر مطولاً يسال نفسه بحيره هل هي التي امامه هي نفسها اسيف زوجته السابقة قائلا بهدوء:
– يعني اسيب مصالحي وافضل جنبك مش هينفع طبعا يا اسيف مش هتاخر ان شاء الله
اشاحت وجهها بعيد بضيق واقترب منها يشدد من احتضانها بعدما طبع قبلة خفيفة على ثغرها واخذ يفكر رغما عنه في حالها وتغيرها هكذا لابد أنه يوجد شئ حدث رغم انه سعيد بهذا التغير الذي اصبح يسب لمصلحته لكن دائما يسال ويريد يعرف ما حدث اوصلها لهذه الحاله
***
كانت جميله تتململ فى نومها بانزعاج وهى تستمع لذلك الضجيج الذى ياتى من الخارج , فتحت عينيها بضيق وهى تتطلع حولها فلم تجد غيرها بالغرفة فازاحت الاغطية ونهضت بهدوء ارتدت خفها المنزلى وخطت تجاه الباب وهمت بفتحه ولكنها تراجعت وهى تتذكر انها لم ترتدى النقاب فارتدته سريعاً ومن ثم خرجت, سارت باتجاه مصدر الصوت وهى واضعة يدها على بطنها بضيق, عقدت حاجبيها باستغراب وهى تجد عدد من العمال امام احدى الغرف انتحت جانبا ليمر احدهم وبيده لوحه خشب .
دلفت الى الغرفة فوجدت دياب واقفا يشير بيده على الحائط لاحد الاشخاص وهو يتحدث, وما ان انتبه لها حتى ابتسم وهو يقترب منها بعد ان استاذن من كان معه وخرجوا سويا من الغرفة متسائلا:
– ايه اللى مصحيك بدري و جومك من السرير
قالت جميله بزهق:
– هو انا ممنوعة من الحركة ولا ايه
أجابها بهدوء وهو يتحسس وجنتيها بحنان:
– لاه مش ممنوعة بس الافضل ترتاحى وكومان انتِي الفترة دى مش بتنامى زين
هتفت به باستغراب وهي تنظر خلفه:
– معرفتش انام اصلا طول الليل
وضع يده على بطنها بتلقائية وقال بقلق:
– ليه حاسه بحاچه بتوجعك مصحتنيش بالليل ليه تحبي نروح للدكتورة ولا اطلبها احسن تيجي تشوفك اهنه
هزت راسها برفض هاتفه بحده دون مبرر:
– دياب انا كويسه مش كل ما فيا حاجه توجعني تقعد تقلق وتتوتر كده انا لو حاسه في حاجه مش هاستناك تسالني هقول لك على طول
عقد حاجبيه بدهشة متسائلا بصبر:
– مالك يا حبيبتي ايه اللي مضايجك بس من ساعه ما صحيتي و شكلك متضايجه من حاچه مالك
تنهدت بضيق مكتوم وقالت بخجل:
-مش عارفه مالي ما تزعلش مني يا دياب انا اسفه الظاهر كده من الحمل هرمونات بقى
ابتسم بخفه وامسك يدها طبع قبلة خفيفة عليه وقال بحب:
– هو من اولها اكده الولد ديه عيطلع عينك معلش ولا يهمك
تساءلت جميله بتعجب:
– هو انت بتعمل ايه في الاوضه دي ده زي ما يكون حد هيسكن فيها
هز راسه مبتسم وقال:
– ايوه فعلا في حد هيسكن فيها
وضع يده بحنان فوق بطنها متحدث:
– ابننا حماده ان شاء الله لما يجي بالسلامه عتبجى دي الاوضه بتاعته
تطلعت فيه بدهشة وتعجب وهتفت بغيظ:
– يعني قلنا انك متاكد انه ولد ماشي.. كمان هتسميه على مزاجك من غير ما تاخذي رايي وكمان استعجلت وعملت له اوضه دياب اهدي على نفسك شويه كده البنات هيكرهوه من قبل ما يجي
نظر حوله ثم اخذ يدها لداخل غرفتهم نظر لها بحب وقال بشغف:
– چميله اني لو جلت لك ان اني سعيد و فرحان جدآ و مش خابر اوصفلك مبسوط جوي من ساعه لما عرفت انك حامل خابر اني اللي بعمله ممكن يكون غلط معشم نفسي في حاچه لسه في علم الغيب بس بجد مش جادر امسك نفسي عشان خاطري بطلي كل شويه تجولي بلاش تعمل اكده ولا غلط عشان مش عجدر اسيطر على نفسي سيبني اكده وكيف ما تيجي تيجي
رفعت جميله النقاب اعلي وجهها ونظرت اليه بياس هاتفه بقله حيله:
– تمام براحتك زي ما تحب
لمعت عيناه بسعادة جلية وقبل وجنينها بحب وقال:
– حماد ده اسم أبوي الله يرحمه ممكن يكون الاسم جديم ومش عاجبك بس اني واخذ عهد على نفسي اول ما اجيب ولد عسمي علي اسم ابوي الله يرحمه
اومات برأسها و هي تجيب مبتسمه :
– لا عاجبني الاسم خلاص حلو حماد
ابتسم بسعاده وحب وشدد من احتضانها بعدما طبع قبلة خفيفة على ثغرها ليقول:
– ربنا يخليكي ليا و تولدي بالسلامه
***
انتهت اسيف من وضع زينتها علي وجهها حتي يراها جلال في احسن صوره فخرجت من غرفتها وتوجهت الى غرفه الصالون فوجدت فرحه تجلس بجانب عديله التي كانت مغمضه عينيها بنوم, وما ان لمحتها حتى استاذنت من الجالسين بهدوء من البنات المساعدين في الدار وخرجت واقتربت تجلس بجانب فرحه التي قالت متسائلة :
– بجيتى زينه يا اسيف
هتفت بها اسيف وهى تتافف:
– هو السؤال ده هيفضل يتسالى كتير ولا ايه وانا مالي يا جماعه ما انا كويسه قدامكم اهو
هتفت فرحه قائله بابتسامة خفيفة:
– خلاص ما تزعليش جوي اكده بنطمن عليكي مش اكثر
نظرت الي عديله بدهشة متسائلة:
-هي طنط عديله نائمه هنا ليه ما تطلع تنام في اوضتها
تطلعت فيها هي الاخري بحنان قائله:
– هي اكده مش بيجلها نوم في اوضتها غير لما تطمئن على ولادها كلهم رجعوا من بره و اتغدوا وناموا
قالت اسيف بعبوس:
-هو جلال فين أصلا بعد ما فطرنا سوا قال لي أنه هيروح مشوار مش هتاخر واهو ما جاش من ساعتها .
– في الشغل مع عيسي اكيد.. ربنا يعينهم
تنهدت فرحه بشرود هي تتذكر حديث ماهر معها بان هذه الايام سوف يتاخر عيسي في الخارج وفرصتها متاحه امامها تساءلت اسيف باستغراب: فرحه مالك انتي معايا فيكي حاجه
هزت راسها سريعا برفض قائله بارتباك واضح وهي تنهض:
– لاه مفيش اني عاجوم احضر الغداء
لتقول اسيف باقتراح:
– طب ما تخلي البنات هي اللي تجهز الغدا النهارده واقعدي معايا لحد ما يجوا
ابتسمت فرحه قائله:
-لاه ما ينفعش, انتي رايده عيسي ياجي يتربج الدنيا عيسى متعود مش بياكل غير من ايدي, ولا حتى مرات عمي وكومان البنته بينسوا ساعات ويحطوا ملح في الاكل ومش عارفين نوع الاصناف اللي متاحه تاكلها بامر من الدكتور
تاففت اسيف بضيق لتكمل فرحه قائله وهي تهتم بالرحيل:
– معلش اتسلى انتي في اي حاچه عجبال ما اخلص
***
استنشقت جميله رائحه الورود الطبيعيه التي احضرها لها دياب لتحسين حالتها ثم ظلت تنظر له بسعاده لتسمع صوته قائلا:
-عجبتك الورود ديه اني اللي زرعها بنفسي جولت تغير حالتك شويه وهتفرحي لما تشوفيهم
جميله تبتسم له قائلة بحب:
– جميله قوي تسلم ايدك يا دياب
بادلها دياب الابتسامه واقترب منها ليقول:
– خابره انك لما بتتكسفي يا چميله بتبجي شبه الورود الحمراء اللي في يدك
احمرّت وجنتيها بخجل وقالت بضحك:
– مش للدرجه دي يعني
قال دياب مشاكسه:
– لا للدرچه دي واكثر انتي مستجليه بجدراتك ولا ايه
امسك دياب احد الزهور و وضعها بداخل شعرها وقال:
-اكده الورود احلوت اكثر من الاول
نهضت جميله فجاه من الخجل وقالت:
-طب يلا على شغلك بقى عشان ما تتاخرش وترجع تقول لي انتي السبب
حاولت جميله دفعه لكنه لم يتحرك و ابتسم دياب بخبث:
– طب ايه رايك بفكر ما اروحش الشغل النهارده ونجعد نشوف موضوع خدودك اللي بتحمر دي
كتمت ضحكتها وقالت بحده مصطنعة:
– انت مش ناويه تجيبها لبر يعني يلا على شغلك قلت
مال عليها براسه قائلا:
– طب ما ينفعش استنى هبابه
ضحكت جميله بشده عليه لتقول:
– لا يلا بقى يا دياب ايه الكسل اللي انت بقيت فيه ده
قال دياب مستسلم:
– خلاص ماشي أهو ..سلام خلي بالك من نفسك
هزت راسها بمعني بنعم وخرج دياب من الغرفه وظلت تنظر جميله الي الزهور بسعاده
***
كانت اسيف جالسه فى شرفه غرفتها تتناول فنجان قهوتها حينما دلف جلال الى الغرفه وهو يبحث عنها الى ان وجدها بالشرفه فتوجه اليها قائلا:
– اسيف
استدارت اسيف ونظرت له بلهفة قائله:
-جلال حمد لله على سلامتك وحشتني قوي اتاخرت ليه
قبل ان يجيب كان اول من التقت عينيها بعينيه الذى ابتسم وقد لمعت عيناه لرؤيتها فقد كانت بعينيه ايه من الجمال وخصوصا فى فستانها ذاك والتى اختارته ان يكون اسود اللون ولكنه فوق الركبه وقصير ، كان مطرز من الكتفين بفراشات بيضاء وتنفس بهدوء فى محاوله منه للتحكم بغضبه:
– انتي خرجتي اكده بره الاوضه بالفستان ده
قالت اسيف بلا مبالاة:
-ايوه فيها ايه مش عاجبك ولا ايه
تطلع فيها بحده من عدم تغيرها لاختيار ملابسها القصيرة والضيقه ثم سار مره اخرى بخطوات هادئه الى ان وصل امامها قائلا:
– هو ايه اللي فيها ايه انتي مش شايفه منظرك انا مش نبهت عليكي قبل كده اللبس ده ما تخرجيش بي بره لاحظي ان اخواتي عايشين معانا مش لوحدنا في البيت انتي عاوزه تضايقني وخلاص
اسيف بعبوس:
-لا والله بس انت اللي قلتلي الصبح غيري البيجامه اللي انتي لابسها وانا لبست الفستان عشانك
جلال بجدية:
– انتي كده مش لابسه عشاني بدليل اللي في البيت كلهم شافوكي عاوزه تلبسي ليا يبقى تقعدي في الاوضه وما تخرجيش باللبس ده بره نهائي
اسيف بحيره:
– طب ما انا لبسي كله كده
جلال بضيق:
– طب ما ده اللي انا بقولهلك دائما غيري من طريقه لبسك وانتي ما بتسمعيش كلامي, وبعدين هي دي يعني حجتك تمام بكره الصبح هنزل واشتريلك لبس كويس بس على الله تلبسيه مش تحطيه في الدولاب منظر
هتفت اسيف بطاعه:
– حاضر

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى