روايات

رواية بيت السلايف الفصل العاشر 10 بقلم خديجة السيد

موقع كتابك في سطور

رواية بيت السلايف الفصل العاشر 10 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الجزء العاشر

رواية بيت السلايف البارت العاشر

بيت السلايف
بيت السلايف

رواية بيت السلايف الحلقة العاشرة

اتفق جلال وعيسى مع احمد ان ياتي الي الصعيد حتي يرى هو وابنته اسيف الجناح الخاص بهم بعد الزفاف, من الترتيبات حسب زوقها وكالعادة بصعوبة شديدة استطاع احمد ان يقنع اسيف تاتي معه.

تمت الرحلة بهم بصمت لم تحاول اسيف فيها الحديث رغم محاولات احمد الكثيرة لاجراء حوار معها وتحذيرها ان لا تفعل شئ خطا هناك من افعالها المفاجئه لكنها التزمت بالصمت؟ وكان جانبها هايدي وثريا واحمد في المقعد الامامي جانبه السائق؟ حتي تعالي صوت احمد يهمس لهم:
– يلا يا جماعه استعدوا خلاص وصلنا

نظرت اسيف الي المكان حولها بعينين متسعة و وجهها يتقلص تدرك بانها سوف تعيش هنا للابد في هذا البلد؟ بتوقف السيارة منذ عدة لحظات فهزت ثريا راسها تخرج من السياره هي وابنتها تنظر الى السرايا بانبهار هي وابنتها؟

وقف جلال من بعيد ليراقبها للحظة قبل ان يقترب من السياره بترحيب؟ ثم يلتفت الى بابها يفتحه مادا يده لها يساعدها على الخروج فنزلت لوحدها ولم تنظر اليه لحظة واحدة حتي؟

بينما قبض على يده بضيق مكتوم وعيسي ي
اقترب بابتسامة يرحب بهم؟ جلس الجميع اعـلي سفره الطعام الكبيرة التي تحمل من كل ما لذ وطاب من الاطعمه الشهيره بالصعيد هنا ومصر والاصناف العديدة وشكلها شهي ولذيذ؟ جلس الجميع وبدا في الطعام وهم يتحدثون عن مراسم الزواج قليل وعن مواضيع اخري؟
بينما اسيف كانت صامته وهي تبعث بالطعام دون تناول حتي قال جلال الذي يراقبها منذ ان جلست على المقعد امامه :
– ما تاكلي يا اسيف ولا اكلنا مش عاجبك

انتبهت اسيف اليه تلقائيًا اتجهت حدقتاه اليها واضطربت من نظراته لها؟ بنار الغضب ليطلق سبابًا حانقًا بنبرة منخفضة بسبب ما ترتديه حيث كان ثوبها قصيرًا دون اكمام، عصبيته كانت واضحة على ملامحه وهو يتطلع اليها بتركيز حاولت تجاهل عصبيته فلا يحق له ان يغضب هي في الصعيد كما وان الطقس حار وهم في فصل الصيف؟

قالت فرحه بابتسامة:
– ما تخافيش الوكل نظيف ده اني اللي عاملاه بيدي؟ وكومان عملت الوكل المصري عشان لو ما لكش في الوكل الصعيدي بتاعنا
قالت عديله بجدية وبنبره حاده:
– هو ماله اكلنا بجى مش عاجب جانبها ليه؟ هو في احلى من الوكل الصعيدي وبعدين انتي عتعيشي اهنه لازم تتعودي على كل عوايدنا برضاك او غصبا عنك
ابتسمت صفيه بشماته فهي اصبحت متاكده بأن هذه الفتاه لم تكمل في هذه الزيجة فهي لم تعرف العادات والتقاليد هنا جيد، نظرت اسيف إليها بحنق مكتوم ولم يعجبها لهجه حديثها معها ولا تعرف لماذا دائما تريد هذه المراه أثارت غضبها لتقول ببرود:
– شكرا يا طنط الاكل حلو بس انا اللي ما ليش في الاكل الدسم ده عشان عامله دايت
عقدت حاجبيها متسائلة باستنكار:
– عامله ايه يا اختي؟
ابتسمت لها ابتسامه صفراء:
– رجيم يعني يا طنط مش باكل كثير عشان جسمي ما يملاش واتخن
-تتخاني ايه هو انتي فيكي حاچه ده انتي عظمك باين من جسمك؟ كلي يا اختي زين واتخني شويه خلي الولد يلاجي حاچه فيكي بدل ما تتعبي من اول اسبوع جواز
ساد صمت بين الجميع ومن بينهما ثريا وهايدي؟ حتي جزت اسيف علي اسنانها بضيق ولم تجيب وايضا احمد لم يعجبه لهجه عديله مع ابنته لكن لم يتحدث احترام لجميع من يجلسون معه وانتظر حتي يرى ماذا سوف يفعل جلال اما سوف يتجاهل الامر؟

رد جلال بنبرة غير مفهومة وهو ينظر الى اسيف ثم قال:
– سيبها يا ماما تاكل براحتها متضغطيش عليها انا حبيبها كده وعاوزها كده
رفعت اسيف حاجبيها له باستخفاف منه فهل يمزح أم يتحدث بجدية لكن رمقها بنظره جعلتها تنظر الى طبقها تحاول تخفي به توترها؟ بينما تراقبت صفيه بحقد وغيره ما يحدث؟
حمحم عيسي قائلا بغضب مكتوم بعد ان نظر بحذر الي عديله بان تصمت :
ما تأكلوا يا جماعه وجفتوا وكل ليه؟ ده انتم نورتونا

جلال لثوان معدودة بقي ينظر اليها ثم تطلع الى احمد وتساءل:
– عمي هو انتم عندكم مشكلة بشبكات الاتصال في البيت؟ لو عندك مشكله ممكن احل المشكله في ثانيه
اجاب والدها باستغراب وتتطلعت اسيف الى جلال بعينين واسعتين بعد أن فهمت عن ماذا يلمح ان يقول لوالدها عن عدم ردها على اتصالاته :
– لا خالص ما فيش مشكله عندنا في الشبكة بس ليه؟
ابتسم جلال لها بخبث وقال:
– فكرت ان عندكم مشكلة اصل اسيف مش بترد على اتصالاتي؟
حمحم احمد قائلا:
– يمكن الايام اللي فاتت عشان كانت مشغوله في دراستها

ابتسم جلال بمكر وقح:
– يمكن؟ بس دلوقتي خلاص دراستها خلصت؟ ومش مسموح ليها ترد على اتصالاتي بس؟ لا كمان هيبقى مسموح باكثر من كده؟

لم تفهم اسيف معنى حديثه ولكنها شعرت انه يقصد شئ وقح خاصةً حينما ضحك الجميع علي حديثه؟وقال والدها بابتسامة:
– طب اعمل حساب ليا حتى وبعدين مستعجل على ايه كلها ايام وتبقى معاك

***

في منزل زين دخل غرفه زوجته نادين ليراها تجلس اعلي المكتب تراجع بعض الملفات الخاص بالشركة؟ تنهد زين بضيق فهو منذ قدومه الي هنا لا يراها كثير او يتحدث معها و كانها معتمدة لذلك؟ تسال:
– هو احنا مش اتفقنا ما تجيبيش الشغل هنا كمان في البيت يا نادين
اجابت نادين قائله دون النظر اليه:
– براجع حاجه بسيطه بس؟ بس خير بتسال ليه عاوز حاجه

حاول رسم ابتسامه ليقول بتوجس:
– هاه اه زهقان من ساعه ما جيت ما تيجي تقعدي معايا بره؟ مش لاقي حد اقعد معا وتين نامت من بدري عشان وراها مدرسه بكره الصبح
تنهدت بضيق مكتوم فهي كل الشركه فوق راسها دائما لذلك مشغولة وهو ياتي اليها حتي يضيع وقت في ولا شئ مثل العاده؟ زفرت بحنق تقول:
– ايوه يعني زهقان هنقعد مع بعض نعمل ايه

زين بنفاذ صبر:
– يعني هنعمل ايه يا نادين اي حاجه؟ تعالى حتي نتفرج على التلفزيون بره مع بعض
نظرت اليه نادين باستخفاف وتقول بغيظ:
– لما اخلص اللي ورايا الاول؟ وبعدين مش لازم ننام بدري عشان نروح الشركه من بدري
نظر زين بحده لها قائلا بغضب:
– يا دي الشركه اللي وجعي دماغي بيها؟ هي يعني الدنيا هتتهد لو روحنا متاخر يوم
تركت ما بيدها قائله بسخرية:
-متاخر يوم انت على طول متاخر على الشركه يا زين وحتي لما بتروح بتبقى مش مركز في حاجه؟ وبعدين اه لازم نروح بدري عشان احنا اصحاب الشركه

تنهد زين بضيق شديد وقال بهدوء:
– انا اسف يا نادين
عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة:
– اسف على ايه؟
امسك يدها بحنان قائلا وهو ينظر اليها بهدوء: -عارف ان انتي شايله كل حاجه فوق دماغك لوحدك؟ الشركه والبيت و لما بساعد للاسف بهد كل اللي بتعملي؟ بس انا حقيقي مش بحب اللي انا بعمله في الشركه

زفرت بضيق وقالت بحده وهي تسحب يدها منه:
-يعني ايه مش بتحب اللي انت بتعمله؟ زين دي شركتك انت وفي ناس شغاله معاك وبيوت ناس مفتوحه, ما ينفعش لعب العيال اللي انت بتعمله ده؟ لي مجرد شويه رسومات انت بس اللي شايف انهم مهمين بالنسبه لك

ابتسم باستخفاف وضيق وهي تسخر من حلمه وهذا ما يكره ودائما والكل يفعل هذا معه :
– شويه رسومات و لعب عيال
تجاهلت حديثه لتقول بتفكير وجديه:
– طب تمام مش انت بتحب الرسم اشتغل شويه وارسم شويه؟ بس ما تبقاش سايب كل حاجه كده انت كده مستقبلك عمال يضيع وانت مش بتعمل حاجه واحده مفيده في حياتك؟ هو انت فاكر كده اللي بتعمله ده هو الصح

هز راسه بندم انه حاول ان يتحدث معها من البداية اعتقد بان سوف تفهم ما به ليرد هاتفا بحزن:
-عارفه ايه هي المشكله الحقيقيه يا نادين؟ ان احنا مش فاهمين بعض لحد دلوقت كملي شغلك خلاص انا اسف ان انا عطلتك وانا هروح اكمل شغل العيال بتاعي
رحل من امامها بغضب شديد لتنظر اليه بتراقب بضيق لا تعرف ماذا تفعل ولا تفهمه حقا .

***

كانت صفيه تراقب اسيف وعينها تشتعل غيره بينما ابتسامه خبث سمجه تحتل شفتها؟ كم بدأت تكره اسيف من اللحظة الاول فهي معتقده انها خطفت منها حب حياتها؟ ولم تكن حمقاء تعلم ان جلال سقط في فخ تلك الافعى ولكنها ايضا تعلم ابن عمها جيد

اجل تحفظه وتعلم ملامح مرض العشق الذي يتغلب على اي عاشق لانها اصابت بهذا المرض ايضا عشق جلال والهوس به لذلك كانت تعد خطتها باحكام ولم تنتظر خطت عديله ستجعلها تخرج من حياتها للأبد. دلف جميع الرجال الي غرفه المكتب يتحدثون وفي غرفة الصالون يجلس الحريم وهمست فرحه بصوت منخفض :
– ما تيچي يا عروسه تشوفي الجناح لو محتاچ حاچه او مش عاجبك حتي نغيرها
اسيف بعدم مبالاة :
-لا شكرا مش فارقه اي حاجه

قالت فرحه بابتسامة مشجعه معتقده انها تخجل:
-ما تتكسفيش يا عروسه؟ ديه چلال بنفسه هو اللي موصيني اخليكي تشوفي كل حاچه بنفسك
لوت شفتها بسخرية هاتفه بحده:
– بجد مهتم قوي برايي؟ طب ما دام كده يبقى قوليله هي سابتلك تكمل كل حاجه من نفسك زي ما بداتها من الاول من نفسك برده؟

لوت عديله شفتها بسخرية من الهمس بين فرحه واسيف وبين الحين والاخر تلقي عديله عليها نظرات اعجاب وانبهار من جمالها واثار فضول عديله شعر اسيف الذي ينسدل وراء ظهرها على هيئه ذيل حصان حتي مدت عديله كفها وتشبثت بشعر اسيف وجذبته بقوه لاسفل صرخت اسيف بذعر بينما ألتفتت اليها بدهشة: في ايه؟
قالت عديله بابتسامة مصطنعه :
– ابدا يا عروسه كنت بشوفه حقيقي ولا شعر عيره ؟ هو حد عارف لكم حاچه الايام دي يا بنته البندر

جذبت شعرها جانبها قالت بحده:
– كنت سالتني بدل ما تشدي شعري بالطريقه دي
كتمت فرحه ضحكتها فهي تعلم بانه عديله اعلنت الحرب مبكراً بينما قالت عديله بخبث:
– وانا ايش ضمني انك عتجولي الحجيجه؟ وبعدين مش عتبجى عروسه ابني لازم اتاكد ان كل حاجه فيكي طبيعي
نظرت اسيف متحدثه بضيق مكتوم:
– اللهم طولك يا روح انتم ازاي بتتعاملوا مع البني ادمه دي
خرج جلال بذعر علي صوت صراخ اسيف متسائلا بنبرة قلق :
– في ايه بتصوتي ليه يا اسيف
تنهدت بضيق شديد وقالت وهي تنهض:
– ما فيش ؟ انا هطلع استنى بابا في العربيه بره

هز راسه بعدم تصديق وهو ينظر الى والدته وفرحه احس بان والدته فعلت شئ ضيقها مره ثانيه، ليقترب يتبعها هو حتى وصل الى جوارها ولصدمتها وجدت قبضة يده تقبض فوق اناملها بقوة لكنها تحمل شيء من الرقة فى لمسته التفتت اليه تهم بالحديث وهى تحاول جذب يدها منه لكنه تشبث اكثر بها يميل عليها هامسا:
– تعالي معايا عايز اوريكي مزرعه الخيل

الي هنا لم تستطيع تسيطر على اعصابها صفيه لتصيح بعضب:
-واااه كيف ديه يا چلال يا ابن عمي من ميتي والحريم عندينا بيطلعوا ويروحوا مزرعه خيل؟ وانتي يا اختي اجعدي بلا دلع حريم ماسخ؟ عتخلي سيرتنا وسط الخلق؟
صاح جلال هادر يطلعها بنظرات حذر ونفور:
– ما لكيش صالح يا صفيه وخليكي في حالك ما حدش يجدر يجيب سيره حريم الجبالي بنصف كلمه؟ وبعدين انا مش خارج مع حد غريب دي مراتي

نهضت صفيه بغل للخارج ثم جذبها خلفه يسير بها بخطوات سريعة حاولت هى ان تجذب يدها وهو يدلف بها الى الخارج الجنينه ثم الي داخل الاسطبل وهو يجذبها خلفه بتلك الطريقة فحاولت اسيف الحديث اليه لكنها لم تفلح اثر خطواته السريعة والتى جعلت من المستحيل عليها فعل اى شيئ سوى مجاراته فيها خشية الوقوع

دخل جلال الى الاسطبل وهى معه وهناك العديد من الاحصنه ترك يدها اخيرا فاخذت تحاول التقاط انفاسها تهتف بلهاث غاضب:
– انت شدتني كده ليه طنط ثريا وبنت خالتك هيقولوا عليا ايه دلوقت؟بس طبعا وانت يهمك ايه المهم عندك غير نفسـ؟
قطعت حديثها بغته وهو يلتفت اليها بجسده كله محاصرا لها لتتراجع الى الخلف تزداد التصاقا بالحائط خلفها عينيها يشع منهم الرهبة وهى تراه يزداد قربا منها حتى تلامس جسدهم ليهمس لها بحدة ضاغطا فوق حروف كلماته:
– انتى ما بتعرفيش تتكلمي بهدوء ولا تعدى حاجة ولازم تعلقى عليها شفايفك دى مبتعرفش تقفل على بعضها ابدا

عند ذكره شفتيها وضع اصابعه يلامس وجهها وتوقفت عينيه عليهم يتغير بريقهم ببريق عليه فاخذ دون ارادة منها تمرر طرف لسانها فوقهم فى محاولة لترطيب جفافهم لكنها ادركت سوء فعلتها حين ازداد لمعان عينيه اكثر واكثر فتهبط راسه باتجاهها أتسعت عينيها اكثر واكثر بذهول تضع يدها فوق صدره بوهن فى محاولة منها لايقاف اقترابه هذا ولدهشتها توقف فعلاً فصوت سهيل الحصان الخاص به جعله يتوقف رحلته الى شفتيها استجاب منه لحركتها المعترضة تلك يهمس بعبث رقيق:
– تعالي معايا عاوزه اعرفك على عشق
ثم اعتدل فجاءة بجسده مبتعدا عنها قليلا الى مكان اخر وعلى وجهه ابتسامة عابثة فوقفت مكانها ترتجف تنظر امامها بذهول وانفاس لاهثة متسارعة لتقول بصوت منخفض: مـ مين؟

مد يده يتلمس خصلات شعرها قبل ان يزيحها بحنان خلف اذنها يحاول التحدث اليها و يديه فوق وجنتيها يتلمسها برفق وهو يقول بخفوت :
-عشق الحصان بتاعي اللي عمال يحاول يلفت انتباهنا عشان غيران منك
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت متسائلة:
-غيران مني ليه؟
ابتسم جلال قائلا بحب:
– عشان اخذتي اهتمامي كله ليكي وما بقتش اهتم بيها بسببك

هزت راسها بلا مبالاة مصطنعة :
-وانا مالي ما تهتم بيها وانا مسكتك ولا منعتك حتي
صارت معه حتي وصلوا الى اسطبل الخيل مده يده جاذب اياها قائلا بصوت حازم:
-تؤ خلاص حسم الامر وخذتي اهتمامي كله
وقف بها أمام حصانه الاسود كثيف الشعر الاسود طويل بشكل رائع سبحان الخالق ملس جلال علي راسه برقه قائلا:
– دي اسيف يا عشق اللي كنت بحكيلك عنها؟ شفتي جميله ازاي زي ما قلت لك
ابتسمت بانبهار علي شكلها متسائلة باهتمام:
-هي حصانه
ابتسم جلال لها ثم حاوط خصرها محيطا اياها :
-ايوه يلا تعالى طبطبي عليها وما تخافيش عشان تحبك مش عاوز من اولها كده تغيروا من بعض

هدرت بحدة وغضب هاتفه باستخفاف :
– مين دول اللي يغيروا من بعض طب فهمنا الاولاني تقصد الحصانه مين الثانيه بقى؟
ابتسم جلال علي غضبها متحدث برفق:
-مش قلت لك بطلي تدقيق لي وتقفلي على واحده ما تزعليش يا ستي؟ اقصد نفسي الثانيه اغير منك مثلا ممكن تاخذي انتي اهتمامها بعد كده

نفخت بضيق مكتوم ولم تجيب عليه ليمسك كفها بهدوء حتي تلمس راسها تركته اسيف ولم تتحدث وهي مبهوره من الأشياء الجديده التي تفعلها؟ فاصدر الصهيل صوت عالي؟
صرخت اسيف بفزع وانكمشت على نفسها داخل حضن جلال الذي اصدر ضحكه استمتاع:
– ما تخافيش يا حبيبتي دي بترحب بيكي بس

نظرت بصدمه وجدت نفسها سقطت بين ذراعيه يضمها اليه بشدة فحاولت مقاومته لحظات كان هو يزداد من ضمها اكثر حتى استسلمت واستكانت بين احضانه كانها لا تابى لشئ سوى انها فى هذه اللحظة تشعر بالامان ولا تهتم لشئ اخر
لم بتركها جلال يحاول تفرغ كل مشاعره من خلال تشديد ذراعه من حولها يقربها اكثر الى صدره يده الأخرى يلمس بها شعرها برقة وحنان دون ان ينطق بكلمة واحدة؟ وهو مازال يضمها ليظل على حالهم هذا حتى قائلا:
– بس تعرفي دي احسن حاجه عملتها عشق خليتكي تيجي تستخبى في حضني بارادتك

احست باحراج شديد لتنتفض بعيد عن احضانه سريعا قائله بحده:
– انا ما اخدتش بالي اصل ان انا في حضنك ؟ من الخضه بس؟ وبعدين اوعي كده انت اما صدقت
ثم غمغمت اسيف بارتباك سببه خجلها فهتف :
– انا عاوزه امشي ؟ زمان بابا بيدور عليا
نظر الى اسيف وغمغم:
– ممم تمام تعالي معايا اوصلك

اومات موافقة ونفذت طلبها وهي تكاد ان تموت من خجلها فهذا الموقف الذي وقعت في حضنه بسببه وحديثه بوقاحة عنها مع والدها وهي كالغبية تائهة بالمعنى الحقيقي الغير مباشر لحديثه معها؟همس جلال بصوت منخفض وهما في طريقهما داخل الاسطبل:
– مش بتردي على تليفونك ليه؟ هنرجع ثاني لي نفس الموضوع
اجابت اسيف بتوتر:
– ولا موضوع اول ولا موضوع ثاني كنت مشغولة عادي
وصلوا الى باب الاسطبل لتفتح هي ليخرجوا تلكا جلال قليلًا بجانب الباب وهمس مبتسمًا:
– تعرفي ان انا لحد دلوقتي لسه مبركتلكيش؟
– نـعـم
تمتمت اسيف باستغراب فتطلع جلال يمينًا ويسارًا لتتساءل بحيرة:
– بتبص على ايه؟

قبل ان تكمل حديثها كان يجذبها الى حضنه ويقبلها كان يسرق منها قبلتها الاولى رباه كم هو غريب عليها هذا الاحساس الذي داهمها؟ تشعر به يستكشف متعطش ظمان والان وجد ينبوع مياه امامه وقرر الارتواء ويداه تثبتها في حضنه تكبح محاولتها بالهروب منه وهي ضائعة تائهة كل هذه الاحاسيس جديدة عليها بالاضافة الى خجلها والنار التي هبت حرارتها في وجهها لتشعله

ابتعد جلال عنها قليلًا بعد لحظات طويلة دون ان يحرر جسدها التي تشعر به كالهلام ثم همس بصوت اجش:
-مبروك دي اللي اقصدها؟

ودون ان تستوعب اي شيء كان يقبلها مرة اخرى قبلة طويلة وكانها ليس لها نهاية والدنيا اخذت تدور بها دون توقف والدوار انتابها وهي لا تدري كيف عليها التصرف ، احست فجاة بيديه تتحرك على ظهرها فشعرت كما لو انها تتجمد واطرافها كلها تكاد ان تُشل ارتدت خطوة الى الوراء لكي يبتعد عنها وبالفعل ترك ثغرها دون ان يترك جسدها من حصاره

غمغم جلال وهو يكاد ان يفقد عقله بسبب هذه الجنيه التي تفعل الويل به:
– لازم اتكلم مع ولدك عشان يستعجل الفرح اكتر من كده؟ انا مش ضامن نفسي اكثر ؟ وانتي متعرفيش بتعملي ايه فيا للمرة الاولى في حياتي احس اني تائهه وخايف في نفس الوقت ،فاهمه حاجه؟

لم تكن معه من الاساس ذهب عقلها وقلبها الي مكان اخر وهو الماضي الذي لم تنتهي منه بعد -اوعى تثقي في اي راجل يا اسيف يا بنتي؟ الرجالة ملهاش امان واديكي شوفتي ابوكي عمل فيا ايه؟

لم تجيب لم تريد ان تفهم ما الذي يحدث معه كل ما تريده هو ان يبتعد عنها ويغادر حاولت ان تحرر جسدها من يديه وهي تغمغم بصوت مخنوق لا تدري هل من الخجل ام من الم قلبها وهي تشعر بانها تخون وعد امها:
– كفايه انا لازم امشي من هنا؟
– اسيف

تنهدت بضيق شديد وهي تنظر اليه متحدثه:
– نعم عاوزه ايه ثاني
ابتسم جلال بلطف وقال بصبر:
– اهدي مش عاوز حاجه بس ممكن اللبس ده متلبسوش ثاني ولا اي لبس قصير بالطريقه دي؟ اسيف انتي هتسكني في بيت عيله فاهمه يعني ايه بيت عيله؟ انا متاكد ان ما حدش هنا يقدر يبص لك بصه مش كويسه؟ بس انا مش هاستنى أن ده يحصل ولا حد يتكلم واتحط في موقف مش كويس ؟ تمام

***

جلس زين بغرفه الرسم الخاص به وهو يحاول ان يرسم اي شئ دون انتبه لكن يريد تفريغ شاحنه الغضب التي داخله؟ دائما الكل يسخر منه دائما الكل يراه بلا مستقبل دائما الكل يراه شخص عديم المسؤوليه لكن وسط كل هذه الاتهامات فكر احد ان يقترب منه يسأله ما به؟ او بما يشعر؟ الاجابه لا، يتهموه فقط ويصدروا الحكم لكن ما الصعب فما يريد؟؟ مجرد احب شئ ويريد ان يكبر حلمه ما الصعب في ذلك؟ زفر بغضب وهي يرمي فرشاه الرسم علي الارض بضيق شديد ، لينظر الي الهاتف ويفكر في شئ؟

عند نادين بدلت ثيابها بعد ان انتهت من العمل لتذهب للنوم؟ و كانت تمسك هاتفها لتظبط المنبه في الصباح؟ لكن تفاجأت برساله من زين اليها لكن الى اسيل عمران ليس نادين عز الدين

– مساء الخير اسف لو بتصل في وقت متاخر؟ بس كنت محتاج اتكلم مع حد فاضيه شويه استغربت بشده بهذا السرعه اقترب من اسيل كانت تعتقد بانها سوف تبذل مجهود اكثر حتى يتعلق باسيل لكن الان فاجئها بانه يريد يتحدث معها؟

فكرت ان تغلق ولم تجيب عليه فهو بالخارج قريب منها تخاف ان ياتي ويراها وهي تتحدث معه ويعرف الحقيقه بانها هي اسيل؟
لكن سوف تضيع الفرصه بين ايديها فهذا ما كانت تريده ان يقترب من اسيل ويحبها حتى تمسك عليه ادله للطلاق ، تنهدت نادين بقوه لتنهض تغلق باب غرفتها وترجع تجلس اعلي الفراش وتجيب قائله

– مساء النور؟ لا ابدا ما فيش عطله ولا حاجه؟ انا لسه صاحيه ومش بنام دلوقت اتفضل كنت عاوز تتكلم في ايه انا سامعاك
ابتسم زين باتساع فهذا ما يريده ان يسمعه احد ويفهمه دون سخريه منه .

***

مرت الايـام و الاسابيع سريعا؟ تم الاتفاق على الزفاف والشروط وجميع ما يخص الزواج من الحقوق, حتي جاء اليوم المنتظر كان الكل يعمل داخل السرايا عيسي الجبالي علي قدم وساق, فاليوم زفاف جلال حسنين الجبالي ابن عين اعيان البلد, والكل يسعى الي تقديم المباركات والتهاني من اكبر فرد في البلد الي اصغر عامل فـ عيسي طيب القلب ومحبوب الى الجميع وله جمايل كثير على الجميع وكل بيت وعامل في البلد؟

وكان عيسي مشغول طول اليوم على الاشراف في ذبح الذبائح و تحضير مائده الطعام, واقامه سرادق الفرح الكبير امام السرايا وكان يصطحب معه زين في كل مكان يذهب اليه وهو يوزع اللحوم علي المنزل الشعبية تحتاج الى حاجه من الطعام لكنهم يخجلون من الذهب الي السرايا بنفسهم ؟
اما جلال استيقظ من نومه بدا في ممارسته تمارينه الرياضيه القاسيه ثم بدا في تجهيزات الفرح تحت معهم و توزيع اللحم, حتي امره عيسي بحزم بان يذهب ويتركهم, ويجهز نفسه حتي لا يتاخر علي العروسه؟

اما عن اسـيف فكان الوضع مختلف كانت الفيلا تعج بالنساء وبنات العائله مع مصففه الشعر والمكياج و عارضه ازياء ؟ كانت اسيف تبدو مثل الاميرات بشعرها المرفوع قليلا من الامام على شكل تسريحة بسيطة ناعمة وبقيته منسدلا على طول ظهرها لتبدو كالملاك.. بينما مساحيق التجميل الخفيفة التي وضعتها زادتها جمالا ورقة على جمالها الخلاب؟

مع فستان الزفاف الابيض رقيق ومحتشم الذي حرص جلال علي اختاره هو ، وبعد الانتهاء من تجهيز اسيف دخل احمد بابتسامة مشرقة عندما راها وكان يتطلع فيها بحب ابوي لكن هي استقبلت هذا بجفاء وبرود كالعاده؟

امام الفيلا بالخارج كان جلال واقفا بهيبته الرجولية وطلته البديعة، متازرا بدلة سوداء وقميصا رماديا ومنتظرا زوجته علي الجمر
راها اخيرا تنزل الدرج برفقة والدها ليخفق قلبه بقوة من شدة جمالها الذي لم يرى مثله قط.

الان سيصبح ملكه كل هذا الجمال ملكه لوحده لم يستطيع ان يحيد عينيه عنها ولو لثانية مع كل خطوة تسير بها نحوه يشعر بانه يغرق اكثر واكثر.. وقفت امامه ليتاملها بحب تزين وجنتيها فابتسم بهيام لم يستطع اخفاءه الان ادرك انه يعشق هذا الملاك جعلته يحب ولاول مرة طوال حياته

اشاحت وجهها اسيف لبعيد بجمود عندما مدّ يده برفق ليضع والدها يدها الناعمة في يده الخشنة.. اتفق كل من العائلتين وبحضور كبار كل منهما الي الزفاف الذي اقيم في الصعيد, حتي ان انتهاء حفل الزواج يغادر كل من بعد ان تناولوا شربات الزفاف وشرب قهوه المباركه, ثم ليتوجه احمد السويفي وزوجته وابنته عائدين الى القاهره

بعد انتهاء الزفاف توجه برفقتها الى الجناح الخاص بهم الذي يجمعهما معا لوحدهما، ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تراه يدير مقبض الباب ليفتح الباب ، دخلا بخفة وهمس بصوت منخفض:
– بسم الله ادخلي يا اسيف؟
اطلت بنظره طويله ثم دلفت الغرفه بتردد وقلبها يخفق بعنف؟ أستطاعت تهدئة نفسها وسمحت لعيناها ان تجول في الغرفة بتمعن فاعجبها حقا اثاثها وطرازها الانيق، اتبعها جلال يغلق الباب خلفه بالمفتاح لتسمع صوت تكاته كانها مطارق داخل اذنيها التفتت تساله بسرعة بهلع وخوف:
-انتى بتقفل الباب بالمفتاح ليه؟

اقترب بخطوات هادئة عينيه لا تفارق وجهها وهو يقوم بخلع جاكيت بذلته ثم يلقى به ارضا وهو مازال يتقدم منها و اصابعه تمتد الربطة عنقه تحلها وتتبعها ازرار قميصه بينما هى كانت تتابعه بعيون متسعة هلعا حتى وصل الى حزام سرواله وهنا صرخت برعب ترفع فستانها بيدها تنظر حولها بهلع تبحث عن مكان تستطيع الهرب اليه فلم تجد امامها سوى باب مغلق ادركت انه الحمام فعقدت العزم على الهرب بداخله ولكن ما ان همت بالتحرك حتى اسرع جلال اليها بخطوتين سريعتين يمسك بها وعينيه تلتمع بخبث يهتف:
-على فين يا عروسه؟ رايحة فين؟ وسايبة عريسك هنا لوحده

حاولت اسيف التملص منه بحركات عشوائيه قاطعها بصوت صارم اخافها، وخاصة لانهما في غرفة واحد لمفردهما:
– ما تحاوليش يا اسيف؟ مفيش مفر بلاش تجادليني انا وانتي خلاص بقينا لوحدنا واخيرا جمعنا مكان واحد

قالت اسيف بخجل وغضب: ابعد عني
قال جلال باستمتاع:
– مش عامله فيها سبع البرمبه وراحة تقولي لفرحه؟هي سابتلك تكمل كل حاجه من نفسك زي ما بداتها من الاول من نفسك برده؟خايفه من ايه دلوقتي بقى؟

صمتت تهز راسها لا تدرى ماذا تقول ثم أردفت بضيق : انا مش خايفه من حاجه؟ ابعد عني بقي يا جلال
تنبه لكلمتها تنده باسمه لاول مره التى خرجت منها بلا وعى من بين شفتيها تتسع عينيها تراقبه وهو يميل عليها هامسا بحنان:
– تعرفي دي أول مره تندهني باسمي؟ بس اول مره اعرف اني اسمي حلو كده من بين شفايفك؟ احاط كتفيها بذراعه هكذا وقربها منه اكثر هكذا واجال انامله في شعرها ورفع وجهها ليقابل وجهه وهو يميل عليها ليتمكن من شفتيها، فهو لن يشعر سوى بشعور لا يمكن وصفه الا بالكمال وهو يستمر في تقبليها واحتضانها وشفتيه تتحرك ببطء تاركة شفتيها ليلتقط دموعها ويهمس لها:
– متتصوريش انا كنت مستنى اللحظه دي قد ايه؟ انا بحبك قوي يا اسيف

اتسعت عيني اسيف بصدمه هل يعترف بحبه لها بهذا البساطة ثم غابت نظراتها في نظراته وهي تراه يميل براسه ثانية ليقبلها ويضمها بقوة لصدره حتى انه احتضنها بقوه و اوقعها متعمد على الفراش لتستقر على ركبتيه وهو يحكم من احتضانها بينما هو يرفع ذراعيها للتطوق بهما عنقه وتدعم نفسها حتى لا تسقط ارضا

استمر في تقبيل شفتيها ..وجنتيها ،جفنيها المغلقين ذقنها وعنقها وهي ذائبة تماما بين ذراعيه كل ما فيها خاضع ليديه وشفتيه اللتين عادتا لتذوق شفتيها الماسية مرارا وكانها تكتسب في كل مرة مذاقا جديدا ومختلفا
اخير ابتعد عنها وترك شفتيها بعد معاناه ، وحاولت اسيف التملص منه بحركات عنيفة لم تفيدها بشئ بل جعلته يلف ذراعيه من حولها يقربها منه بشدة جعلت من المستحيل عليها الحركة لتنطق باول كلمة حضرت الى ذهنها:
– ابعد عني؟ عارفة لو مبعدتش عني دلوقت هصوت وهندهلك البيت وافضحك ؟

تراجعت راس جلال الى الخلف يضحك بصخب وخشونة جعلتها تقف تراقبه بغيظ وغضب من ضحكته قائلا بصعوبة:
– بقى كده عاوزه تفضحيني يا اسيف طب هتلمي الناس عليا تقولي ايه؟ بصوت عشان عاوز؟

اتبع حديثه يقربها منه اكثر عينيه يزداد خبث
يمررها فوق ملامحها يراقب حيرتها المرتسمة
فوقهم قبل ان يبتسم لها باقتضاب وهو
يرجع خصلات شعرها الفارة من تسريحتها
هامسا بمكر:
-عاوز يبوسني وكمان
قاطعه إياه صاحت بغضب وخجل :
– انت قليل الادب و وقح؟
ابتسم جلال وقال بحنان:
– في واحده تقول لجوزها ليله دخلتهم انت قليل الادب و وقح؟

– ابعد عني بقي انا لحد هنا مش هعمل حاجه غصبا عني؟
نظر اليها مطولا بغضب مكتوم ثم حمحم قائلا بهدوء مصطنع :
-متخفيش كده مش هقرب منك طالما مش عاوزه كده انا كنت بغير هدومى علشان انام مش اكتر انا هاستنى عليكي واديك وقتك لحد ما نتعود على بعض؟
تركها مبتعدا عنها يبتسم بسخرية يشير اليها براسه ناحية الحمام:
– اتفضلى يا اسيف هانم غيرى هدومك ولما تخرجى هتلاقينى رحت في سابع نومه ؟ يعنى مفيش خوف منى ابدا

وقفت مكانها تشعر بالحرج من تصرفها لاول مرة في حياتها، ثم اخذت تتلفت حولها تبحث عن شي ترتديه ليراها حائرة ليفهم وقال هو فيشير لها قائلا باقتضاب:
– لو بتدوري على هدومك؟ متهيالي فرحه والبنات اللي كانوا معاهم هما اللي حطوا هدومك؟ هتلاقيهم فى الحمام والباقي في الدولاب

هزت رأسها دون الحديث لتدخل المرحاض لعده ثواني وتخرج في نفس اللحظة بوجه احمر من الغضب؟عقد حاجبيه متسائلا:
-في ايه ما غيرتيش الفستان ليه؟
نظرت اليه بحنق فعندما سارت الى مكان ما اشاره لترى فوق باب المرحاض معلق قميص قصير جدا من اللون الابيض من قماش الستان معه روبه لتقول بحده:
-انت بتستعبط صح؟ انا مستحيل البس حاجه زي كده
كتم ابتسامته جلال وفهم ما رأت قائلا ببراءة متهكمة :
– طب وانا مالي هو انا اللي حاطط القميص؟
جزت علي اسنانها بغضب مكتوم لتذهب تفتح الدولاب تبحث عن اي شئ يصلح ترتدي؟ حتي وقع الاختيار على فستان لونه اخضر اكمام طويلة وقصيرة الي بعد الركبه لتاخذ بين يديها

ليقول جلال بسخرية هاتفا:
– سبحان الله بره البيت بتلبسي قصير وجوه البيت بتلبسي طويله ده قانون مين ده بقي ان شاء الله
لم تجيب عليه، تنهد بضيق شديد ودّ ان يتبعها الا انه فكر ان يعطيها مجالا لتجلي ما في داخلها لا يريد الاستعجال الان والضغط عليها فهي الان ستبقى معه طوال دربهما ولن يفرقهما شيئا سوى الموت.

توجهت بخطوات متثاقلة نحو الحمام لتغيِّر فستانها الثقيل اما هو ذهب يبدل ملابسه ويرتدي ترينج بنصف اكمام ويقضي صلواته ، ثم ذهب جـلال الي الفراش حيث ينام؟ بهدوء ليعتدل على ظهره يضع ذراعيه خلف راسه ينظر الى السقف بوجوم وشرود ليظل على وضعه هذا حتى سمع صوت فتح باب الحمام مرة اخرى فيسرع بالرجوع الى وضعه السابق مرة اخرى يدير ظهره لها مرة اخرى هو يستمع الى خطواتها المترددة فظل على حالة يصطنع النوم ويحاول تنظيم انفاسه المضطربة بقوة من اثر خطوات ارجالها الحفيف فضوله تردد لالتفات اليها ورؤيتها لكنه لم يستسلم لهاجس نفسه بل نهرها بعنف يغمض عينه استدعاء للنوم وقفت تتلفت حولها بتوتر وارتباك تبحث عن مكان يصلح للنوم

لكنها وجدت جميع الاثاث فى الغرفة ذو طابع خشبى عتيق مزخرف لا يصلح سوى للجلوس فقط فزفرت بضيق شديد وقالت بهمس:
– جناح طويل عريض مفهوش حتي حته كنبه عدله للنوم؟
حاول كتم ابتسامته وهو يسمعها فتنهدت بقلة حيلة؟ فهي من المستحيل ان تذهب تنام جانبه ثم توجهت الى الفراش بهدوء وببطء تحاول عدم ايقاظه سحبت وسادة لكنها لم تحاول سحب الغطاء خوفا من ايقاظه له ثم تلقى بها ارضا بجوار الفراش فتستلقى عليها تحاول النوم

وما ان تجد فردت جسدها وضعا مريحا و أغمضت عينيها تستدعى النوم ولكن ما هى سوى لحظة واحدة حتى تقلبت الى الجانب الاخرى تتاوه بخفوت من قسوة الارض ؟لتعطى ظهرها له تنكمش فوق نفسها تحاول ان تذهب لثباق عميق

فتح عينيه جلال بعد مده فهو كان فايق وسمع صوت تحركها الغير مريح؟ قبل ان ينهض و انحنى عليها يحملها متجها بها ناحية الفراش برفق الى جهته مرة اخرى يستلقى سريعا و زفر بحنق هاتفا بصوت منخفض: عنيده

هز راسه بلا فائده منها وهو يرفع الغطاء فوقها ومغمضة العينين ليظل يدور داخل دوامة افكاره ومشاعره المبعثرة بقوة يقترب منها بهدوء فيمسك بخصلات شعرها المتناثرة خلفها فوق الوسادة يقربها من انفه يستنشق عبيرها بعمق ثم يستلقى قربها يلفها بذراعه يقربها الى صدره بحنان يطبع قبلة ناعمة فوق وجنتيها هو يشعر بدفء جسدها يتسرب اليه يغمض عينيه متنهدا بقوة محاولا الاستسلام لنوم اتى اليه بعد صعوبة وهي بين يديه؟

***

بعد انتهاء الزفاف؟ دخل عيسي غرفه والدته تفاجأ بانها مازالت مستيقظه حتي الان؟ كانت تجلس بعتمه الظلام اضاء النور وقبل ان يتحدث راها تمسح دموعها, اقترب سريعا بلهفة:
– مالك ياما عتبكي ليه؟
ابتسمت عديله وسط دموعها وقالت:
– ما فيش حاچه يا ضنايا, بس كنت بصلي ركعتين بحمد ربنا فيهم اني طال في عمري عشان احضر فرح چلال؟
قبل يدها احتراماً بكل حب وجلس بجوارها يمسح دموعها وقال بحنان:
– ولسه عيطول في عمرك كومان وكومان وتشوفي عياله و تجوزيهم كومان
ابتسمت له بنص ابتسامه حنونه:
-يااه عندك امل ان ععيش كل ديه يا عيسى؟ انا لحد اكده و راضيه لو موت دلوج؟ هموت وانا فرحانه ومرتاحة؟
هز راسه برفض قائلا بصعوبة:
– بس اني مش هبجى فرحان ياما, انا من غيرك ولا حاچه بلاش تجيبي سيره الموت انتي مش خابره بتوجعني قد ايه بالكلام ديه
قالت عديله بجدية :
– الموت يا ابني مش شر ديه خير؟ عشت الدنيا لوحدي هي اللي شر؟ اصل الدنيا مش بتخطف غير الحبايب؟ اوعى تصدق الدنيا يا عيسى، ديه غش في غش ان جاك الموت يا وليدي موت على طول، اللي اتخطفوا فضلوا احباب صاحين في القلب كانه محدش مات و اللي ماتوا حتة و حتة و نشفوا و هم لسة حيين .. بس جوه القلب والعقل؟

ابتسم عيسي بالم وفهم من حديثها ماذا تقصد
– لسه فاكره ابويا ياما
دمعت عيني عديله بحزن عميق:
– واااه واني اجدر انسي حبيبي يا عيسي؟ ديه كان جوزي وابويا واخويا وكل حاچه فى الدنيا؟
قبل يدها بحب وقال متسائلا بحيره من صمود وقوه هذه المراه :
– لما مات ابويا دموعي نشفت من الحزن عليه كانت صدمه كبيره علينا كلنا؟ بس انتي فضلتي كيف الجبل ولا نزلتي دمعه واحده؟ حتى لما اتظلمتي من صلاح عمي وفاطمه ومرات عمي حماد؟ و الشقي اللي شجاينا مع بعض برده فضلتي كيف الجبل صامد؟

ﺻﺪﺡ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﻭﻏﺼﺔ في حلقها تتحدث بخبره السنين:
– اصلي الحزن يا ولدي اذ طال القلب خلاص قول على نفسك يا رحمن يا رحيم والشقى عمره ما كان متعب، التعب الاكبر تعب النفس في اخر العمر، لما تلاقي عمرك كله دقت الا الحزن، والعمر بيخلص قدامك ومحطته على بعد الرحيل

اخذ نفس عميق ليقول بابتسامة حزينه مرسومه بالم علي ملامحه بعجز :
– عارفه يا ياما احلى كلمه بحب اسمعها منك؟ لما تجولي لي اني أنا اللي حته منك مش انتي اللي حته مني.. انتي اكثر من روحي ياما اوعى تفرجي في يوم مع الحبايب وتسبيني؟

***

كانت جميلة تقوم بصنع كعكة بالمثلجات كما يحبها البنات صنعتها لتتناولها البنات في هذا الجو الخانق, ابتسمت جميله وهى تتذكر ما حدث في تلك الليله وقربها من دياب لاول مرة بهذا الشكل وضمها الى حضنه بحنان وعندما استيقظت في الصباح رات نفسها في الفراش عرفت بانه دياب هو من نقلها الي الفراش؟

– انتي واجفة عنديكي بتعملي ايه؟
التفتت جميله الى احلام الواقفة عند باب المطبخ وقد القت بسؤالها ذلك بحنق استنكارا منها لدخول الدائمة الى المطبخ, شهقت بذعر:
– احلام خضتيني, ابدا لاقيت الجو حر والبنات طلبوا تورتة الايس كريم قلت اعملها, ناكلها كلنا اهي حاجة تطري على الواحد في الحر دا؟

اقتربت احلام منها ووقفت امامها قائلة بلهجة لائمة بينما تطالعها بنصف عين:
– سلامتك من الخضّة يا حبيبتي؟ مش ملاحظ بجيتي تدخلي المطبخ كثير اهنه؟
واكملت بخبث شديد:
– وبعدين ايه تعبك الجو عندينا, معجبكيش الحر اهنِهْ, لحجتي تزهجي من بلدنا ولا ايه؟
بينما اجابت الأخري باختصار:
-مش متضايقه من الحر ولا حاجه ؟ ودخول المطبخ مش عشان العب بعمل حاجه للبنات؟

ابتسمت متهكه وقالت بنبرة ساخره:
– وانا اللي كنت فاكراكي طيبه وعلى نياتك,اداري تحت السواهي دواهي لا طلعتي ناصحه يا چميله, بتجربي من البنته عشان دياب يحبك ويرضى عنك صوح
نظرت لها بحيرة قائله:
– نعـم, انتي بتقولي ايه؟ انا بعمل كده عشان صعبان عليا البنات فعلا وحبيتهم جدا و مش مستنيه مقابل من حد

استهجنت احلام بغضب وقالت بصوت مرتفع:
– ما تبطلي لئم يا بت انتي بجي؟ بس يكون في معلومك اني خابرة نيّتك زين, و معخلكيشي توصلي للي انتي رايداه, وريحي نفسك من اللي بتعمليه ديه كله؟ دياب عمره ما عيحبك

وقفت جـميـله تطلع فيها بدهشة لتنهد بضيق مكتوم وترحل من امامها بهدوء حتي لا تفعل المشاكل؟ لكن بخطوات قوية امسكت ذراعيها بقوه وغضب مما الم جميله وقد غرزت يدها بعنف في ذراعيها حتى وقفت وقالت بنظرات تكاد تخترق لشدّتها:
-انتي بتهمليني واني عتحدد امعاكي, ما انتي خلاص بجيتي شايفه نفسك علينا و مستجويه؟
هتفت جـميـله بالم وهي مازالت تضغط علي ذراعيها متجاهلا الالم المرتسم فوق وجهها :
– ااه اوعي ايدي
لتصيح بشراسه وهي تسب و تلعن اياها بغيره عمياء: – انتي لسه شوفتي وجع ديه انا عاموتك النهارده على يدي

قامت احلام بدفعها بقوه للخلف بغضب نحو الخلف ليرتطم جسدها به البوتجاز ويسقط عليها براد الشاي وهو داخله ماء مغلي شديده السخونه؟ صدمت احلام مما فعلته ثم بعد ذلك قد ابتسمت بشماته وهي تراها تتالم ، لتصرخ بقوة متألمة واضعا يدها فوق يدها الاخري مكان الحرق وصرخت جميله بالم شديد و هى تشعر بان لهيب نار بيدها: ااااه
________________________________

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى