روايات

رواية بيت السلايف الفصل السادس عشر 16 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الفصل السادس عشر 16 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الجزء السادس عشر

رواية بيت السلايف البارت السادس عشر

بيت السلايف
بيت السلايف

رواية بيت السلايف الحلقة السادسة عشر

تشبثت جميله به بقوة كانها تستغيث ان يخلصها من معاناتها وهي تجهش بالبكاء مرير حاد وهي تقص عليه ما حدث بينها وبين خالتها تتشبث به كي يبقى بجانبها و يدعها ويحميها من تلك العجوزه التي تسمي خالتها
همس دياب مجاهدًا ان بهدوء مع انهيارها ورعبه عليها:
-طب اهدي يا چميله خلاص اني اهنه جارك اني موجود ومش عسيبك كفاياك بكي عاااد بجي
هزت راسها بالايجاب بصمت وهي تمسح دموعها لتقول متسائله بتردد:
– هو انا غلطت يا دياب لما قلت لخالتي تسيب البيت والدكان عشان اخذهم منها انا ما اعرفش قلت كده ازاي بس من غيظي منها وهي عماله تستهتر بوجعي و مش هاممها اللي انا فيه
نظر لها بحدة وصدمة وابتعد عنها بعصبية قائلا:نعم هو انتي بعد كل اللي عملته فيكي ولساتك حد منهم صعبان عليكي انتي بتستعبطي يا چميله اني اول ما جلتلي الموضوع الدار والدكان باسمك انتي كل ديه وهما كانوا ضاحكين عليكي واني اتحرج دمي منهم ومنك انك خابره الموضوع وكنتي مطنشه لكن هديت شويه لما جلتلي اديتهم مهله علي اخر الاسبوع وعتاخديهم منهم چايه دلوج ولساتك صعبان حد فيهم عليكي ما يصعبش عليكي غالي
اغمضت عينيها للحظات وقالت بوجع:
– غصبا عني دول اهلي برده في الاخر و ماليش غيرهم ومش عاوزه اخر معامله تبقى ما بيننا كده
ليجلس دياب بجوارها ويضمها الى صدره برفق هامسًا باسى:
-ما تجوليش عليهم اهل يا چميله و انسيهم من حياتك خالص طالما مش عيجيبولك غير الاذى منهم وبس
لا زالت تنهمر منها دموعها بمرارة ونغزات مؤلمة فتشبتت به و رفضت جميله الابتعاد, لتقول بحسره :
– انا بس مش عاوز اشيل ذنبهم؟ وكمان انا كده او كده متجوزه وعايشه في الصعيد ومش هحتاج البيت والدكان في حاجه يعني هاخذ منهم ذي قلتهم معايا ومش هاعمل بيهم حاجه
تنهد بعمق وهو يضمها بحنان قائلا مبتسم:
– ده اني كنت فرحان جوي من التغيير اللي بجيتي فيه رحتي واجهتي خالتك لحالك وعرفتي تدافعي عن نفسك صوح رايده دلوج تختميها وترچعي في حديدك وبعدين ما تشيليش نفسك ذنب مش ذنبك انتي فاكره لو رجعتي الدار والدكان عيسيبوكي في حالك عادي اكده تبجى لساتك عبيطه؟ اكده هيطمعوا فيكي اكتر والانتجام عيزيد من ناحيتهم
تابع دياب بجدية وصرامة:
– عودي نفسك يا چميله ما تسبيش حجك لحد حتى لو عتاخدي منهم ترمي في البحر واخداني الحج من عدوك كيف العلامه في الوش ما تتنسيش؟ واللي كيف دول البعد عنهم غنيمه الضعيف في الدنيا دي بياكلوه يا چميله
***
تدور بنا الحياه كالعبه الرفة يوم تاتي بالسعاده ويوم تاتي بالحزن وهكذا قدرنا يكتب لنا نصيب من السعاده والحزن وعندما ياتي الحزن يتوقف القدر كما نقول ولكن مالانراه انه يسير كما هو متاح له، ياليت تلف بنا الحياه في دائرتها مره ثانيه لاجد من يحتوني ويتفهمني و يسمع لي ويهتم بي ويالها من سخريه القدر عندما اجد ذلك الشخص يكون ذلك غير مناسب او ربما كما اظن دائما ان القدر يتوقف عند حزني والمي ولكن هل من الممكن ان يكون المستحيل جائز ويلعب القدر لعبته ويصبح ذلك الشخص هو المناسب ام سيظل هكذا نلف في دوائر الحياه دائره الحياه (خواطر ميرو)
***
– الو الو؟ اسيل رحتي فين؟
اوقعت الهاتف علي الارض, اوشكت نادين ان تنهار وهي تتخيل انه سوف يطلقها وينفصل عنها ويتركها الي الابد لحظة واحدة فقط هي كل ما تحتاجه لتلتقط انفاسها التي تشتت
لتستوعب ببطء أن ما سمعته للتو حقيقة ، لكن لماذا حزينه الان فهي كانت ترغب في هذا من البداية وأدخلت هذه الشخصية الوهميه اسيل لذلك حتي يكون يوجد سبب ليتركها وحدث ما كانت تريده إذن لماذا تحزن الان؟ من المفترض ان تفرح بان خطتها نجحت لكن لا تريد هذا الان انها تريده هو وتعشقه ولا تريد الانفصال
اااه اخرجتها من داخلها بعمق بقله حيله وغضب من نفسها اصبحت تشعر بالغيرة من نفسها أعترف بان يريد امراه غيرها دون عن الجميع العالم اليها هي فقط اليها هي تشعر بما تشعر الان من الالم والصدمات والنـدم
بعزمٍ عليها جعلها تشعر بتانيب الضمير لم تعد تعرف ماذا تفعل فهي تاره لا تريده وتاره تريده لكن كان هذا في الماضي هي الان تعرف جيدا ماذا تريد وهي تريده هو بالفعل؟
اما عن زين عقد حاجبيه بدهشة وتعجب من غلق الهاتف فجاه بوجه دون حديث فبمجرد ان عرض عليها الزواج اغلق الخط ليحاول الاتصال عدة مرات وارسال الرسائل الي الفيسبوك لكن لم ياتي رد منها مطـلقا مما اغاظه بشده فقد حذرها اكثر من مره من عدم اختفائها فجاه هكذا دون مبرر ، ليفكر بان من الممكن تسرع في طلبها للزواج؟
لكن هو حقا يريدها وفكر في ذلك الامر كثيرا جدا وتاكد بان نادين لم تعد تنفع له واسيل هي من احق له، يالها من سخريه القدر ومن الاعيبه الخبيثة
***
في منتصف الليل دلف جلال بتعب وارهاق شديد بالعمل فهو الان يمسك مكان اخيه عيسي نظرا لتعبه، انتبه الي اسيف تجلس اعلي الفراش وممسكه بمجله عن الموضه وتقلب فيها باهتمام عقد حاجبيه بدهشة متسائلا نفسه لماذا تجلس علي الفراش لوحدها دون اصرار منه مثل كل يوم؟ ليسال بصوت عالي:
-غريبه نايمه المره دي على السرير وقاعده براحتك ومن نفسك كمان
– و ايه الغريب في اللي باعمله؟ امال السرير معمول للفرجه سيادتك ولا للنوم
قالتها ببرود فتمتم بحده مكتوم:
– بس ده ما كانش كلامك من اول ما اتجوزنا ده انا كنت بقعد اتحايل عليكي و ابوس ايديكي عشان تنامي على السرير
هزت كتفها بلا مبالاة:
– ما فيش عادي قلت اغير المكان وبعدين السرير مريح هنا اكثر
ضيق عينيه باستغراب، ولكن ما يحدث ليس منطقيًا ويشعر بشئ غريب من تصرفاتها، ليدلف الي المرحاض ليغير ملابسه يحاول تجاهل الامر
شعرت اسيف به يدلف لترفع عينيها عن المجله وبمكر نهضت عن الفراش لتنزع الروب التي كانت ترتديه وبخطوات بطيئة مثيرة سارت بالشورت القصير جدًا نحو المزينه لتضع مكياج خفيف وتعدل شعرها ونظرت نظره اخيرة علي نفسها بخبث وعادت الي الفراش تنام دون مفرش عليها كما في السابق
خرج مرتدي ملابس عبارة عن بنطلون اسود و تيشرت رمادي وبيده يجفف شعره بمنشفه صغيره حتي وصل الي المراه لتلمع عيناه لم تتمهل اطلاقًا بتامل هذه الحورية الساحرة تجلس تقلب بمجله وبيدها الاخري تعبث بخصلات شعرها بغنج امامه حافية القدمين ممده علي الفراش والشورت القصير التي ترتديه يظهر له الكثير بسخاء مفرط هل تود اثارة جنونه اكثر مما هو مجنون ام ماذا تفعل هذه القزمة
بسرعةٍ ابعد عينيه عنها عندما جاءت في عينها بانتصار ليهمس بخشونة محببة:
– انا هروح بكره القاهره واحتمال اعدي علي شركه باباكي عشان شغل لو عاوزه تيجي معايا بكره تعالى
حركت كتفها بدلال قائله بصوت ناعمه:
– ممممم ماشي هروح اهو اغير جو
ترك المشط بعنف علي طاوله التسريحه وقال بحنق:
– الجو بارد البسي اي حاجه عليكي او حتي الروب عشان ماتمرضيش
هتفت بصوت ناعم جدا وبدلع قالت:
– تؤ خالص الجو حر جدا خصوصا عندكم في الصعيد مش كده برضه يا جوجو
قال ببلاهه:
-جوجو
ثم جز علي اسنانه بحده فقد علم ما تريد فعله معه الان تزيد من عذابه وشوقه لها ، ابتسمت بمكر وانتصار في خطتها بدات تنجح في اثارته فزفر بعنف شديد هو لا يعرف كيف سوف يمر هذا اليوم علي خير
لكن فجاة حدث لم يكن في الحسبان واغلقت الانوار جميعها فجاه وساد الظلام جدًا، تشبثت بالفراش بسرعة وهي تردد بصوت مرتعد :
– هو في ايه؟ جلال انت فين؟
كاد ان ينفجر بالضحك من فشل خطتها ابتسم بمكر:
– الظاهر ان انقلب السحر على الساحر النور شكله قطع يا حبيبتي
ليسرع هو الاخر يتمدد جوارها تحت الفراش قائله بنبرة غيظ:
– قطع ايه هو من امتى النور بيقطع هنا ؟شكلك انت اللي عملت حاجه و قطعت النور
رد عليها بضيق مصطنع:
– انا اتحركت من مكاني ما انا كنت واقف مكاني قدامك هو جر شكل وخلاص
حينها صاحت به بانفعال :
– يعني حبكت يقطع دلوقت انا بخاف من الضلمه
اجاب ببرود ليقترب منها اكثر حتى اصبح ملتصقا بها تمامًا بخبث:
– حظك الحلو بقى النور يقطع بللي انتي عامله ده
كادت اسيف ان تسعل من الصدمة، انفاسه الساخنة تداعب رقبتها وجسدها ارتعش تلقائيًا من لمسته وكانه يستشف شوق الاخر الحار له، ولكنها حاولت الابتعاد بتوتر واضح من نبره صوتها ، ابتلعت ريقها بصعوبة و بتوتر قائله:
-ااا عامله ايه انت فهمت ايه؟ انا كنت عاوزه انام عادي وكنت حرانه مش اكثر
ردد ببرود مستمتعًا بقربها :
– طب هو انا قلت حاجه؟
حاولت ابعاده بسرعة وهي تردف :
– طب ابعد كده انت مالك لازق فيا كده ليه
داعب انفها بانفه وهو يرد مشاكسًا :
– أصل الظاهر كده عديله كانت بتصلي الفجر وبتدعي ليا وانا امي دعوتها مش بتنزل الارض ابدا ، كنتي بتقولي ايه من شويه بقي جوجو صح
هتفت بنبرة خوف تتوسله بصوت منخفض:
-انت بتلمح لايه بالضبط؟ احترام نفسك واوعي تفكر تقرب مني فاهم ،جلال ارجوك انا خايفة شوف حل في النور ده
تنهد بياس متى فقط سيشعر بقربها متى سينتهى هذا الجنون وتبقي بين احضانه وعلي صدره لتتوسده بنعومتها ورقتها يريد قربها اشتاقها كثيرًا والشوق قاتل وهي لا تساعده بالسيطرة على قلبه الذي يرغبها منذ اول مره راها ويتمنى وصلها ، لكن لا يريد في نفس الوقت خسارتها ويريد رضاها اولا
اقترب منها سريعا ازداد من احتضانه لها يشعر بجسدها المرتعد ويلف يداه حول خصرها لتداعب انفاسه وجهها حتى ادركت انه قريب جدًا منها يكاد ينال شفتاها التي يشتاق لها ثم همهم :
– طب اهدي وما تخافيش انا عمري ما هخليكي تعملي حاجه غصب عنك
عَلت انفاسها وكلماته تنال تاثيرها عليها ولكنها حاولت دفعه بعيدًا لتنام بعيد ليقترب هو ببطء حتى احتضنها من الخلف ينعم بدفء احضانها ليغمض عيناه يمثل ان يغوص في نوم عميق وهو تشبت بها قائلا بنبرة حنونه ناعسه:
– تصبحي على خير يا اسيف
ابتسمت بخفه اسيف و بأمان شعرت بينما شعرت بمشاعر شتى وهي بين احضانه، رائحته تخدرها وقربه يهلكها حرفيًا ويهيج تلك العاطفة الموقدة دائمًا داخلها فقد اصبح قربه خطر جدا عليها وبالفعل رغمًا عنها من الارهاق غفت في النوم.
***
في السرايا كانت عديله تجلس اعلي الاريكة بالصالون تشاهد التلفاز اقتربت منها فرحه مترددة وهي تفرك يدها بعنف واصطنعت ابتسامه قائله:
– صباح الخير يا مرات عمي
نظرت لها عديله بحده قائله بغضب :
-اهلا يا اختي اخيرا حنيتي وچيتي تسلمي من نفسك, بدل الوش الخشب اللي مصدره لينا في الرايحه وفي الچايه هو مين فينا اللي مفروض يزعل اني ولا انتي ولا نسيتي اخوكي دياب واللي عمله لما …
– انا موافجه يا مرات عمي عيسي يتجوز
قاطعتها فرحه وهي تبتلع ريقها بصعوبة شديدة لتتحدث بصوت مهزوز، عقدت عديله حاجبيها بعدم استيعاب :
– جولتي ايه
أغمضت عينيها تقاوم احساسها بالالم قائله : بجول لك اني موافجه ان عيسي يتجوز ويجيب اخ لصالح كيف ما انتي كنتي رايده
تهلهلت اسارير قلبها فرحًا علي موافقه فرحه لزواج عيسي بالاخير, تلاش غضبها وتحول لسعاده لتفتح ذراعيها قائله :
– تعالي في حضني يا حبيبتي اخيرا عرفتي مصلحتك فين اني جلت اكده برده فرحه كيف بنتي ومش عتستخسر تفرح مرات عمها جدعه يا بت يا فرحه ديه الصوح
سارت نحوها بحزن لتحتضنها عديله بحب ورضا ثم ابعدتها لتقول بلهفه :
– هاه جولتي لعيسى ولا لسه؟ ولجيته عروسه ولا لسه برده اني رايده يتجوز في اجل من اسبوع اه واحده تكون زينه ونتاكد انها بتخلف و..
صمتت عندما لاحظت نظرات فرحه تطلع اليها بالم وقهر تلك اللحظات كانت امر واقسى ما مرّ عليها عاجزه تريد تصرخ ولا تستيقظ من ذلك الكابوس تصرخ من اعماق قلبها بطريقة مفجعة والاصعب عليها انه مهما حاولت التراجع او حل لا يوجد.
شعور مرير وهي التي تحاول بعد كل هذا جاهدة الحفاظ على اخر فرصة من الانهيار والهدوء اليها.
لكن كم المها رده فعل عديله وحديثها بهذه السعاده دون احساس بها لتنسحب الروح منها في تلك اللحظه والشعور لو قضية عمرها كله لن تنساها كانت مريعة ،مريعة جدًا لقلبها الملتاع
نظرت اليها وشعرت بحزنها وهتفت بقلق:
-مالك يا فرحه فيكى حاچه انتي زينه
هزت راسها برفض بصمت لتقول عديله وقد فهمت غيرتها:
-بصى يا بنتى انتى خابره مليح انى بحبك كيف ولادي بالظبط و انتي بنتي اساسا ديه اني اللي مربياكي يا فرحه و بحبك جوي اكثر من ولادي كومان واللي عملتيه النهارده ديه مش عنسهولك وعيفضل جيميل فوج راسي يا فرحه لاخر العمر ولا ايه
هزت راسها برفق هامسه باسى:
– ايوه يا مرات عمي خابره وانى كومان يعلم ربنا انى بحبك كيف امى تمام
عديله بابتسامة :
-ربنا يباركلك يا بنتى سهلتى عليا اللى رايده احدتدك فيه مش رايده تزعلي مني ولا تغيري علي عيسي يا بت ديه بيحبك اكثر مني
ابتسمت لها وسط حزنها الشديد:
– ربنا يخليكى لينا يا مرات عمي وما تجوليش اكده عيسي معندوش اغلى منك
تنهدت عديله بضيق وهي تشعر بحزنها لتقول بتوضيح:
– متزعليش منى يا بنتى انى نفسي افرح بولاد عيسي وانتي يعني أهو ما تاخذنيش في الكلمه مش بتخلفي وهو ربنا ما رزجهوش غير بصالح واخواته وانتى خابره عندنا في البلد بيحبو عزوه العيال واكترهم لاهل ابوه
صمتت للحظات بوجع لترد فرحه بضياع:
– انى اتحدت كتير معاه والله وهو موافجش
لتقول بحماس مفرط:
– خلى عيسي عليا اني هعرف اعجنعه لازمنا يتچوز يا بنتى وانتى بردو عتفضلى مراته وانتى خابره انى بحبك كيف ولادي واكتر ، ولله ما تتصوريش فرحتي جد ايه بالخبر ديه يا فرحه
غمغمت فرحه بوهن خافيًا وجعها:
– ربنا يفرحك دائما يا مرات عمي
***
في مكتب عيسي بالصعيد هتف جلال بجدية:
-هو مين اللي حرق الارض يا عيسى وكان السبب في إصابتك؟
تطلع عيسي فيه باستغراب وقال بهدوء:
– ما اعرفش الحكومه لسه بتحجج في الموضوع ابجى روح اسالهم
قال جلال بصرامة:
– يعني مش دياب يا عيسى
ترك ما بيده وهتف بحده:
-وبعدهالك يا چلال مش كنا جفلنا على الموضوع ديه وسالتني جبل سابج و جولتلك ما اعرفش مين اللي عمل اكده وحرج الارض بتفتح ليه موضوع ثاني؟
جز جلال علي اسنانه بغضب وقال بحده:
– عشان بصراحه كده يا عيسى انا ما صدقتش ولا كلمه من اللي قلتها و عديت الموضوع عشان انت لسه خارج من المستشفى وعشان فرحه كمان ما تزعلش لكن انا متاكد بنسبه 99 فى الميه ان هو السبب في كل اللي حصل.. مين غيره لي مصلحه في قتلك وحرق الارضي غيره ده علي طول كان بيهددك وقدام الكل بقلب جامد يبقى ازاي ماشكش فيه, ولو طلع هو يمين بالله العظيم لا
قاطعه صياح عيسي بانفعال قوي:
– بس ما تكملش وما لكش صالح بالموضوع ديه نهائي ولو عرفت يا چلال انك رحت واتعاركت معاه ولا عملت حاچه عتصرف امعاك تصرف مش عيعجبك
نهض جلال بغضب قائلا:
– معنى كلامك ان هو وانت عاوز تتنازل عن حقك صح يا عيسى انا مش عارف ليه لحد دلوقتي عامل حساب ان هو ابن عمنا والصداقه اللي كانت ما بيننا زمان ده ما يستاهلش
تنهد عيسي بياس فهو يعرف اخيه جيداً اذا علم من الممكن ان يفعل شئ يندم عليه بعد حين من كثرة غضبه وعدم السيطرة على اعصابه و هتف:
-اني ولا جلت هو ولا مش هو اني مش رايد مشاكل ووجع راس خلينا في المهم وفي شغلنا هتنتلي مصر النهارده عشان حته الارض بتاعت مراتك تتكتب باسمك مش ابوها اتصل بيك وجالك ان جاهز الاوراج و محتاجاك تيجي عشان تمضي
نظر له بحنق بانه يغير الموضوع ليقول بحده:انا مش في موضوع الارض دلوج انا كنت عـ
قال عيسي باصرار:
– جالك ولا ما جالكش يا چلال مش انت جلتلي اكده جبل ما اعمل الحادثه وارجد في المشفى
هز راسه بياس من اخيه ليجز علي اسنانه بغضب مكتوم هاتفا:
-اه يا عيسي حصل و هروح النهارده انا و اسيف
***
كانت تجلس جميله في غرفتهما تحمل فرحه الصغيرة علي حجرها و ملك اختها تجلس امامها اعلي الفراش تفتح الكتاب تحاول القراءة وتعلمها جميله بطوله بال وصبر وتشجعها بشده لتنجح في قرات بعض الكلمات حتي تساءلت ملك ببراءة:
– انتي شاطره جوي يا ابله چميله بتعرفي تقرا كل الكلام ديه لوحدك
ابتسمت جميله بخفه وقالت :
– اه يا حبيبتي اتعلمت في المدرسه وبكره ان شاء الله هتبقى زيي واحسن مني كمان عقبال ما تخلصي الابتدائيه وتخشي الجامعه ان شاء الله
ابتسمت ملك وقالت:
– هاخش الچامعه زيك اكده مش انتي دخلتي الجامعه يا ابله چميله
دلف دياب ولم يلاحظ احد علي دخوله عندما استمع الى صوت جميله الحزينه تقول:
– لا يا حبيبتي انا ما دخلتش الجامعه كان نفسي اوي ادخلها بس للاسف ما حصلش نصيب
ملك بفضول: ليه
تنهدت جميله لتغمغم باختناق :
-خالتي ساعتها طلعتني من المدرسه بعد الثانوية
ثم غيرت الموضوع قائله:
-ويلا بقى كملي قراءة عشان اعمل لكم انتم الاثنين تشيز كيك بالفراوله
نـظـر لـهـا ديـاب مطـولا ثـم تنـهد للخـارج ولـم يشـعر بيـه احـد .
***
سيناريو متواصل من الاحداث يمر في ذاكرتها العديدة من الاحداث القاسية تحاول ان تربطها ببعضها البعض فلا تشعر الا انها داخل حلم مريع بل كابوس مخيف ولا زال لم ينتهي بعد تطلعت حولها تنظر الي كل شبه في الجناح شاهد علي حبها لهم وحنانه واشتياق لها في كل ليله وهي تهمس من بين شفتيها الشاحبتين مثل المجنونه: -خلاص يا عيسى عتتجوز واحده غيري عتنام جارك واحده غيري وتلمسها كومان اكيد مرات عمي مش عتسكت طالما عرفت؟ كلها يومين و تختارلك العروسه يا ترى ممكن تحبها؟ وليه لا ما هي هتجيبلك العيل اللي نفسك فيه انت وامك،
قطع شرودها دخول عديله بالكرسي المتحرك شاهدت دموعها لتمسحها سريعا
وهتفت عديله بضيق:
– تعالى يا فرحه ساعدني اقوم من البتاع ديه واني عامله كيف المشلولين اكده
نهضت لها سريعا تساعدها علي النهوض لتجلس علي اقرب كرسي خشب قائله بعتاب:
– بعد الشر عليكي يا مرات عمي ما تجوليش اكده هو بس عيسى چايبهولك عشان ما تمشيش كثير على رجلك وتتعبي بدل الجاعده طول النهار في السرير
نظرت اليها متسائلة باهتمام:
-مالك اكده طلعتى ليه تجعدى لحالك
ابتسمت فرحه مصطنعه تزين وجهها لتقول: معلش حسيت حالى تعبانه شويه جولت اريحلى شويه
قربت يدها من وجهها ولاحظت احمرار عينيها واثار الدموع قائله باستنكار :
– انتي كنتي بتعيطي يا فرحه؟ ليه اكده يا بنتي مش جلتلك مش رايداكي تزعلي ليه بس توجعي جلبي عليكي
هزت راسها برفض هاتفه بتهرب :
-لاه مين جال اكده انى بس حسيت حالى تعبانه عشان اكده طلعت مش بابكي ولا حاچه
وضعت يدها على وجنتيها ورفعت راسها بحيث تتقابل عينيها وهتفت بضيق :
– طب عينى فى عينك اكده بتكذبي ليه يا فرحه
امتلات عيناها بالدموع واخفضت مره اخرى راسها قائله بحزن:
-غصبا عني يا مرات عمي ما تزعليش مني
لتهتف عديله تطيب خاطرها قائله بحنان:
– ما هو مش عينفع اكده يا بنتي لما انتي اكده وهي لساتها ما جتش العروسه امال عتعملي ايه لما عيسي يوافج وتيچي وتسكن اهنه؟ حاولي تاخدي الموضوع بهدوء وما تحطيش في نفسك، يا هبله فكري انك انتي اللي عتفضلي ست الدار ديه و رقم واحد عند عيسى وعندي اني كومان
ضغطت على يدها بشراهة وعصبية وهي تتخيل وجود امراه اخرى بنفس المنزل الذي بيدها صنعت كل ذكرياتها الجميله والحزينه ايضا هل ياتي احد بكل بساطة يمحي كل هذا
لتقول عديله متسائله بفضول:
– فاكره يا فرحه البنت غوايش صاحبتك اللي كانت بتيچي تزورك اهنه في الدار ساعات
عقدت حاجبيها بتذكر واجابت:
– ايوه فاكرها طبعا بس مالها؟
ابتسمت بسعاده لتقول بحماس:
-اني سمعت انها اطلجت من سنه ومعاها عيلين, ايه رايك نجوزها لعيسى اهي دي اكثر واحده ضمنين اخلاقها زين وانها بتخلف كومان لساتك معاكي نمرتها صوح؟
يا الله علي هذا الشعور لا يوصف مقدرًا كل معاناتها ومخاوفها، كيف بحق الله تتحدث بسهولة عن زواج عيسي هكذا؟ كيف يجرحون مشاعرها دون مقدار تناولها عن كرامتها، بينما لا يراها احد وهي تتمزق من شدة الالم و الحزن وقد طفح الطين بلة انها دون عن جميع النساء اختارت صديقتها لتتزوج عيسي اين ضميرهم ومشاعرهم الانسانية حتى لا يهتموا لحالتها النفسية ولا يراعوها هي بالاخير امرأه وكم تفقد وتحتاج شعور جنينها بداخل احشائها و سماع كلمه (أمي) كم اقسى وهم يسخرون منها ومن المها ومن ضعفها كيف يكونون هكذا يا الله.
لتقول فرحه بنبرة مؤلمه جدا تجيب بصوت مخنوق:
– حاضر يا مرات عمي عاجيبلك النمره
***
صف جلال السياره جانب شركه احمد السيوفي ونزلت اسيف اولا وخلفها جلال حتي وصلوا امام مكتب احمد السيوفي وسمحت لهم السكرتيره بالدخول كما امرها احمد فهو يعرف بمجيئهم لكن توقفت اسيف قائله بابتسامة مصطنع:
-لا ادخل انت انا هروح اشوف واحده صاحبتي بتشتغل هنا واسلم عليها
نظر جلال حول ثم هتف بهدوء :
– ماشي تمام اول ما تخلصي تعالى على طول علي المكتب
هزت راسها بالموافقه وانسحبت ودلف جلال ثم بعد الترحيب تم توقيع الارض باسمه بيع وشراء ابتسم احمد وقال:
-مبروك يا جلال كده خلاص تقدر تعمل المشروع اللي بتحلم بي من اول ما جيت من بره مصر
نظر جلال الي ورق البيع متردد مما فعله فقد احس بان هذه هو المقابل لزواجه من اسيف لا ينكره كان في البدايه بالفعل لكن الان تغير الموضوع بالكامل واصبح يعشقها دون مقابل
***
اغلقت جميله الهاتف بضيق بعد ان انتهت الاتصال مع فرحه حيث كانت تريد ان تاتي اليها مثل ما كانت تفعل لكن هذه الايام ومنذ خروج دياب من المشفي لم تأتي الي هنا مطلقاً.
ألتفتت الي دياب وهو يرتدي عمامته البيضاء تطالعه بعينين تشيان بعشقها لفارسها الاسمر، ابتسم لصورتها المنعكسة امامه في المراة والتفت اليها يقول بابتسامة:
– ايه؟ بتطلعي فيا اكده ليه
اقتربت جميله منه ووقفت امامه لتشب على اطراف اصابعها وهي تتعلق بذراعيها في قربته هامسة بصوتها ذو النغمة المميزة:
-دايما كل ما بشوفك كانِّي بابصلك لاول مرة وخصوصا وانت لابس اللبس الصعيدي ده بيبقى شكلك حلوه قوي فيه
احاط دياب خصرها الناعم الملتف بجلباب حريري احمر اللون عار الاكتاف يبرز بياض بشرتها الواضح، همس امام وجهها لتفلحها رائحته المسكيّة مختلطة بعطره الرجولي الخاص مبتسم بمرح :
– ديه اني بتعاكس بجى، صوح يا جميله فرحانه انك اتجوزتيني؟ خصوصا بالطريجه اللي اتجوزنا بيها بعض, تعرفي اني لو ما كنتش جابلتك ما كنتش اتجوزت بعدك اصلا وكنت عاشيل فكره الجواز دي من دماغي خالص واحاول اني اللي اربي البنته
رفعت عينان تنضحان بعشق سرمدي واجابت وقد وضعت كل حبها في صوتها لتظهر نبرة الصدق واضحة لا ريب فيها:
– انا مش فرحانه و بس يا دياب، لا انا بشكر ربنا كل ليلة وفي كل ثانيه, اني هداني اجمل هديه في الكون وهي انت يا دياب, ربنا ما يحرمني منك ابدا يا دياب تعرف الحسنه الوحيده اللي عملتها خالتي هي انها جوزتني ليك؟ يا ريتني كنت عرفتك من زمان يا دياب كانت حاجات كثيره هتتغير في حياتي
ابتسم باتساع دياب وابعد يده الضخمة عن خصرها وقال قد تسارعت دقاته فرحا بما يراه
من عشق خالص صاف موجه له وحده قائلا :
-واني كومان جبل منك ما كنتش عايش اصلا يا چميله وكانت حياتي وحشه جوي وما فيهاش طعم للسعاده ولا فرح ولا چميله يا چميله ؟
ابتسمت جميله بعشق له ثم تنحنح و قال:
– كنتي بتتحددي مع مين من شويه في التليفون
تذكرت لتقول بزعل:
– فرحه بطلت تيجي البيت هنا تزورني زي زمان و كل ما اتصل بيها تقولي مش فاضيه عشان جوزها لسه خارج من المستشفى وكمان مشغوله هناك في البيت معاهم
تنهد دياب مجيب بحزن فهو يعرف السبب الحقيقي لا تريد ان تاتي وتراه هو ليهتف بهدوء :
– معلش ماتزعليش طالما جالتلك مشغوله يبجى فعلا مشغوله ربنا يعينها ، بكره تفضي وترچع تيجي كيف زمان
قطبت جميله وتساءلت بتردد:
– هي قالتلي ما تيجي انتي تزوريني في مره
دياب بجدية:
– تروحي فين يا چميله الدار كلاتهم هناك مليان رچاله ، ما ينفعش طبعا انسي انك تروحيلها يا چميله مفهوم
ابتسمت ورفعت وجهها اليه تقول ببراءة:
– حاضر
بادلها الابتسامه وهتف متسائلا بتردد:
– احم چميله هو انتي مش كان نفسك تكملي تعليمك وتدخلي جامعه
عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة بعدم فهم:
– ايوه بس عرفت منين؟ وبتسال ليه؟ ده كان موضوع كده زمان وراح لحاله
قطب دياب مجيبا بخبث:
– يعني لو جلتلك اني موافج تكملي تعليمك ؟ برده عتجولي لي كان موضوع وراح لحاله زمان ومش رايده
اتسعت عيني جميله بصدمه وهتفت بعدم تصديق:قول والمصحف انك هتخليني اعمل كده
ابتسم دياب عليها وقال بهدوء:
– من غير حلفان يا چميله اني كلمتي واحده
نظرت له بعشق حيث تابع حديثه قائلا بجدية وبتردد:
-بس فتره الامتحانات بس اللي عتروحي الچامعة واني عاجيبلك الكتب وتذاكري اهنه وتروحي علي الامتحانات بس ، معلش يا چميله اكده احسن مش عينفع كل يوم نروح القاهره للصعيد مشوار علينا
ابتسمت بسعاده لتقول بحب :
-انا بحبك قوي يا دياب ومتشكرة على كل حاجه بتعملها معايا، عشان بتحاول تسعدني دائما يا ريتني بايدي حاجه اردلك مقابل واحد بس من اللي انت بتعمله معايا
قبلها دياب قبلة عميقة على جبهتها وابتسم قائلا: -خليكب جاري يا چميله دي عندي بالدنيا كلاتها يلا افوتك بعافية رايدة حاچة جبل ما امشي؟
جميله وهي تنظر اليه بحب:
-عاوزك سالم وبخير دائما؟ مش هنام قبل ما تيجي ما تتاخرش
قبل راحة يدها بشفتيه الدافئتين فكيف للرحيل مكان بعد نظرات العشق الواضح والعيون الحالمة الزرق التي تشع وقا وفاتته تلك البسمة التي زينت ثغر وانطلق بصعوبة بينما ترك قلبه بجوارها يحرسها داعيا الله ان يحفظها له.
***
كان مصطفى يجلس بمكتب العملاء يعمل ولم يكن يوجد احد معه فقد ذهبوا لتناول الغداء ليفتح الباب فجاه وتدخل بابتسامة عريضة:
– انا جيت وحشتيني اوي يا مصطفى عامل ايه؟
نهض سريعا مصطفى بخضه و بتوتر واضح:
– اسيف انتي جيتي هنا ازاي وامتى؟
عقدت حاجبيها بحنق قائله ساخره:
– جيت من الباب؟ مالك مش على بعضك كده ليه؟ هو انت كمان ما كنتش عاوزني اجي هو في ايه؟ انا اما صدقت خلصت من جلال وسيبته قاعد مع بابا في المكتب
انتفض مصطفى بفزغ:
– يا نهار اسود كمان جوزك معاكي يا بنتي هو انتي ما بتحرميش افرضي شافك هنا دلوقتي واحنا لوحدنا هيحصل مشاكل ثاني؟ كفايه المره اللي فاتت كنتي هتطلقى بسببي
نفخت بضيق من اسلوبه لتقول بلا مبالاة: اول حاجه مش انت السبب في المشاكل اللي ما بيني انا وجلال؟ ثاني حاجه طز انا مش بيهمني كلام الناس وانت عارف كده كويس
مصطفى بارتباك:
– طب يا ستي مش سلمتي عليا امشي بقى قبل ما حد يشوفك
اسيف بحده قائله:
– في ايه هو انت مش عاوزني اقف معاك ليه مالك؟ خائف من ايه؟
تنهد مصطفى وقال بتردد:
– بصراحه كده باباكي بعد ما روحتي مع جلال جاء لي هنا وقاعد يحذرني وحرج عليا ما اكلمكيش خالص ولا ليا علاقه بيكي ولا حتى ارد على تليفوناتك الا هيطردني من هنا
اتسعت عيني اسيف بصدمه وهتفت بحده قائله:بابا, هو عاوز ايه مني تاني مش كفايه جوزني بالغصب ما هو دائما كده لازم يضايقني في كل حاجه وانت يا مصطفى اما صدقت تبعد عني
نظر مصطفى بحزن عميق فهي بمثابة اخته وهتف بصوت حنون:
– والله مش كده انا حتى ما كانش فارق معايا اطرد من هنا ولا سهله عليا ما كلمكيش ثاني يا اسيف انتي اكثر من اختي، بس حسيت استاذ احمد معاه حق انا لازم ابعد بدل ما يحصل مشاكل ثاني بسببي مع اني و الله هيوحشني كلامنا وهزرنا مع بعض وكل حاجه بس كده احسن
– يـا حـنـيـن ما تاخذها بالحضن كمان احسن
***
نهض زين ليحضر حقيبته للذهاب الى الصعيد حتي يغير جوه ويفكر جيد في قراره النهائي للزواج وانفصاله عن نادين
تنهد بضيق راسخ في ثنايا قلبه اخذ يدخل اغراضه بغضب يؤلمه فعندما يعرف الجميع بقراراته بالتاكيد سوف يرفضوا لكن هو اخذ القرار ولن يستسلم بسهولة هذه المرة للرفض وسوف يصر باصرار قوي علي الزواج
وغضب من ناحيه اخرى من اختفاء اسيل منذ يومين واغلقت الهاتف بوجهه لا يعرف ماذا حدث لها لكن بالتاكيد سوف تجيب عليه مثل ما تفعل كل مره الاختفاء فجاه والظهور فجاه
وفكر عندما تجيب او تاخذ وقت للتفكير يذهب ليكسب الوقت بطرح الموضوع بهدوء وببطء اليهم
دلفت نادين نظرت الى الحقيبه بفزع لتتقدم منه لتسأل بقلق واضح:
– انت بتعمل ايه يا زين بتلم هدومك في الشنطه ليه؟ رايح فين؟
اجاب زين دون النظر اليها بهدوء:
– رايح الصعيد هقعد كام يوم هناك اريح اعصابي خير عندك مانع
لتقول نادين بتردد:
– لا براحتك بس ممكن اجي معاك انا وبنتك
نظر لها بحدة قائلا:
– تيجي معايا ليه هو انتي كل مكان لازم تلزقيلي؟ خليكي هنا عشان شغلك احسن
تنهدت نادين بحزن وقالت :
– انا عاوزه اروح عشان اطمئن على فرحه انا باكملها من الصبح حسيت من صوتها انها فيها حاجه بس ما رضيتش تقولي ، هي لما بتعرف
اني تعبانه او فيا حاجه بتجيلي على طول، اظن انه من الواجب انا كمان اروحلها واطمن عليها
زين بقلق:
– فرحه، ليه مالها؟
هزت كتفها بدليل عدم معرفتها السبب لتقول:
معرفش ما لها ما رضيتش تقولي حاجه, بس انا حاسه ان في حاجه ومتغيره، ممكن اروح معاك اشوفها
صمت لحظه وهو يفكر ليقول بجمود:
– طب روحي جهزي شنطتك انتي وبنتك، مش هاستنى كثير
***
بعد أن انتهاء جلال من التوقع خرج يبحث عنها ويسال اكتر من احد حتي وصل اخيرا الى مكتب العملاء فتقصَّت مقلتيه عن طيفها حتى وجدها اخيرا واقفة مع شخص ما و سمع كم يعبر عن اشتياقه لها ليشتعل بريق الغضب في عيناه وتبرز عروق عنقه بشكل مخيف وتشتد يده على شكل قبضة مُعدًّا نفسه للهجوم على اي من يكون ثم سار نحوها كالصقر الذي يحلق نحو فريسته.
كانت اسيف ومصطفى غافلون تماما عن ذلك الذي يحدق بهم بشراسة مرعبة الى ان انتبهوا اليه وهو يقول بصوت ساخر
– يـا حـنـيـن ما تاخذها بالحضن كمان احسن التفوا الاثنين، نظرت اسيف له بعدم اهتمام بينما مصطفى برعب وهو يقبل عليهم ببسمّته التي بثت الرعب في وجدانه حتي لاحظت هي نظراته و أدركت هنآك خطبه ما، ولما عيناه محمرتان الى تلك الدرجة لكنها على يقين ان شيئا سيئا قد يحدث.
لكن اغضبت من حديثه لتقول بحده:
– احترم نفسك واعرف انت بتقول ايه كويس، ده مصطفى زميلي في الجامعه
– اه مصطفى هو ده بقى البيه؟ يا اخي ده انا من كثر ما سمعت عنك بقيت بتطلعلي في احلامي
صاح بصوت عال افزعها لتتسارع خفقات قلبها اكثر ويهمس مصطفى بصوت منخفض بقلق: -انتي قلتي له ايه عني الله يخرب بيتك
لم يبعد نظراته عنها وزمجر بعصبية:
– انتي ايه اللي مواقفك معاه؟ على حد علمي انتي قولتي راح اقابل واحده صاحبتي بتشتغل هنا اتاريكي انتي اللي بتشتغليني وروحتي تقابلي البيه من ورايا
همّ مصطفى بالتدخل والتكلم سريعا بخوف:
– يا استاذ جلال انت فاهم غلط انا
قاطعته اسيف بنبرة حادة قائله بتحدي:
– استنى انت يا مصطفى انت بتشرحله ايه؟ هو مش خلاص حكم من غير ما يسال حد يبقى ما تحاولش تتعب دماغك بحد، دماغه ناشفه واللي في دماغه في دماغه و مصمم يشوف اللي قدامه غلط
القى عليها نظرة ارهبتها وهتف بوعيد:
– تصدقي معاكي حق انا بسال ليه؟
اقترب من مصطفى ليمسكه من تلابيب قميصه وهو وما ان حتى عاجله جلال بلكمة عنيفة جعلت مصطفى يرتد للخلف بقوة من المفاجاة ليظل يضربه بحركات عشوائية تعبر عن غله الذي يحتجزه بحاجز من الثبات، وصمت مصطفى ولم يحاول الدفاع عن نفسه من الصدمه وعدم القدرة على القتال .
فجاة صدمت اسيف وهي تشهق بعنف عندما اخترقت صورة مصطفى الدامي الساقط ارضًا مخيلتها لتركض تجاهه وهي تصرخ باسمه بفزع حقيقي تحاول ابعاد جلال عنه:
– سيبه هيموت في يدك ابـعــــد عـنـــــه
استمر جلال بضربه بغل في اماكن متفرقة في جسده وكانه مع كل ضربة غيره داخله وهي يسمع صوت استنجاد اسيف باحد من الخارج بخوف علي مصطفى، حتي بالفعل دلف العملاء بالشركه لابعاد جلال عن مصطفى بصعوبة، كاد مصطفى ان يفقد وعيه فعليًا مع ذلك لم ينطق بحرف خوفا علي اسيف و الدماء تنزف من وجهه
ركضت اليه اسيف تمسح دماء مصطفى بمنديل بلهفة بينما تصرخ بجلال الذي كان يشاهد خوفها عليه :
-انت مجنون كان هيموت في ايدك انت مستحيل تكون بني ادم طبيعي حد يطلب الاسعاف بسرعه
اقترب سريعا جلال ليسمك يدها يسحبها وقبل ان تحاول الاعتراض امتدت يده لتقبض على معصمها بقوة الّمتها ثم سحبها الى جانبه وهتف بنبرة تشع تملكا:
– اسكتي خالص لسه حسبنا في البيت
اشتعلت اوداجها غضبا من سيطرته المهيمنة وحاولت افلات يدها من براثن قبضته الا انها لم تستطع فضاعف من ضغط قبضته عليها حتى صرخت بصوت متالم:
– اه اوعي سيب ايدي
تململت اسيف بين ذراعيه ليجرها خلفه غصبا الى ان وصل الى سيارته فقام بفتح الباب والقاها بالداخل بعنف ثم توجه نحو مقعد السائق قبل ان يقود باقصى سرعة ليعود الى الصعيد
***
كان جلال يقود باقصى سرعة ويتحدث بصوت هادئ لا يعكس ما يعتمل في ثناياه:
– كفايه عياط بتعيطي على ايه زعلانه قوي علي حبيب القلب كنتوا واقفين بتتكلموا في ايه, و انتي متاثرة قوي بالكلام
مسحت دموعها التي نزلت بقلق شديد علي مصطفى فهي تركته والدم يسيل من وجهه وشبه فاقد الوعي وكل هذا بسببها, نطقت حنجرتها بتحدي يخفي الكثير وحاولت تمالكت اعصابها ان لا تظهر غضبها أمامه :
– وانت مالك، اقف مع اللي اقف معاه داخلك ايه ولا يخصك ايه
هتف جلال بشراسة:
– نعم يا اختي هو مين اللي ما لوش دخل هو انتي ناسيه اني انا جوزك فاهمه يعني ايه جوزك؟
فجعت من صراخه فجاهدت على الحفاظ على ثباتها وعدم ظهور خوفها الا انها همست بصوت مرتجف: -انت ليك عين تتكلم بعد اللي عملته فيه عارف لو جري لي حاجه بسببك انسي ان تربطني علاقه ببعض من النهارده
القى عليها نظرة ارهبتها وهتف بوعيد:
-افهم من الكلام ده تقصدي الطلاق مش كده انتي بتهدديني انك هتسبيني عشان الكلب ده ماشي يا اسيف استني وشوفي انا هعمل فيكي ايه عشان كل كلمه هتتحسبي عليها النهارده، مبقاش انا جلال الجبالي لو
ما وريتكيش النهارده
لوت شفتها بسخرية هاتفه ببرود:
– اوعى تفكر ان طريقتك دي خوفتني, وسواء موضوع مصطفى او غيره التصرف الهمجي اللي انت عملته النهارده خليني لو بفكر واحد في المئه بس ان علاقتنا تكمل فالنهارده اتاكدت اننا عمرنا ما هنكون لبعض
كان جلال يشعر بنار لاسعة تكوي صدره وهو يستمع حديثها الذي يزيد من غضبه اكثر واكثر هاتفا بانفعال:
– تعرفي تسكتي خالص لحد ما نوصل وانا اوعدك هرد على كل كلمه بس استني يا اسيف وشوفي هعمل فيكي ايه، انا الظاهر دلعتك كثير وما شفتيش وشي ثاني شكله ايه، بس اوعدك النهارده هطلع عليكي القديم والجديد
صمتت بتجاهل ولم ترد عليه ولا تنكر ان قلبها يكاد ان يقفز من مكانه وصلا اخيرا فنزلت بهدوء من السيارة وهو خلفها ،ووجد زين جالسا في الحديقة ليقول بصوت عالي:
-جلال تعالي عاوزك
عقد حاجبيه باستغراب من وجوده والقي نظر لها بحدة قائلا بتوعيد:
– اطلعي استني فوق مصيرك هيكون ايه النهارده
فحاولت اسيف رسم ابتسامة صغيرة صفراء قائله بجمود:
– بجد وانا مستنيه
رحلت من امامه واغضبه استفزازها ليحاول التحكم في اعصابه وذهب الي اخيه.
***
في منزل صلاح الجبالي هتف صلاح بزعل مصطنع:
– اخوك مش عاوز يرد عليا وكل ما احاول اجابله بيرفض هو بيعاملني اكده ليه؟ كل ديه عشان هربت ساعه البوليس لما عرف بالحريج امال رايد اجعد عشان يجبضوا عليا
هز راسه ضاحي مؤكدا حديثه وقال بضيق: الموضوع مش اكده وبس يا عمي دياب خلاص صرف نظر عن موضوع الارض و انتجامه من عيسى بعد اللي حصل
هتف ماهر بخبث:
– طب وانت يا ضاحي هتسكت على حج ابوك وتسيب ولاد حسنين يتمتعوا في خيركم بفلوسكو عادي اكده
انتفض ضاحي بغضب وقال بشراشه:
– ديه على جثتي اذا كان دياب صرف نظر اني مش عاسكت و هفضل مكمل معاكم في الموضوع لحد ما حج ابويا يرجعلي
ابتسم صلاح بمكر ليقول:
– اهو اكده يا ابن حماد اللي عارف يربي صوح
هتف ماهر بشر متمتم:
– امال يا ابوي ضاحي طول عمره راچل من ضهر راچل وعيجيب حج ابوه ان شاء توصل حتي لجتل عيسي
***
– نعم يا اخويا بتقول عاوز ايه تتجوز، امال نادين دي ايه
صاح جلال بصوت عالي وصدمه ليهتف زين بتوتر وهو ينظر حوله بتراقب:
– في ايه يا جلال ما بالراحه، وطي صوتك انا ونادين من زمان واحنا مش نافعين لبعض اصلا و هننفصل قريب
جز علي اسنانه بغضب وقال بحده:
-ثاني هو احنا مش كنا خلصنا من الموضوع ده وربنا هداكوا واتصالحتم ايه اللي حصل ثاني؟ ومين دي اللي عاوز تتجوزها اصلا ؟
ابتلع ريقه من رد فعله واجاب :
-وحده كده انت ما تعرفهاش اسمها اسيل عمران؟ اتعرفت عليها من الفيس بوك و بدانا نتكلم من ست شهور ومن يومين طلبتها للجواز
اتسعت عيني جلال بدهشة متسائلا:
– فيسبوك وانت من امتي ليك في الكلام ده؟
زين بضيق:
– كلام ايه ،انا بقولك هتجوز هو انا هعمل حاجه غلط؟
نظر له بحنق قائلا بعتاب:
– ما انت عملت الغلط خلاص وحصل وانت لما تعرف واحده على مراتك ده ما اسموش غلط دي اسمها خيانه طالما لسه على ذمتك ما كانش ينفع تبقي ليك علاقه بالبنت دي من الاساس انت عارف اخوك لو عرف ولا امك هيعملوا ايه؟
اخفض راسه بياس هاتفا بجدية:
– عارف هيعملوا ايه بس المره دي انا مش هاسكت يا جلال واسمع كلامهم زي كل مره مش هاسكت واجي على نفسي عشان ارضيهم انا زهقت بقى من كثر تحكمهم فيا وهتجوزها يعني هتجوزها يا جلال
جلال بغيظ:
– طب طالما انت مقرر كده ومش عايز تسمع نصيحه حد جاي تقولي ليه؟
قال زين بحزن وغضب:
– عشان في نفس الوقت مش عاوز اخسر حد منكم يا جلال، عاوزك تبقي معايا وتحاول مع عيسي وماما انهم يوافقوا على جوازي من اسيل
تنهد جلال مجيب بجدية:
– ومراتك تعرف حاجه عن الموضوع ده ولا قررت المره دي برده الانفصال من دماغك؟
هز راسه بتوتر وقال بتلعثم:
– لا ما تعرفش بس هقولها قريب وما تخافش اوي كده علي مشاعرها هي اليومين دول مش طايقاني اصلا وبعدين انا ما عملتش حاجه غلط الموضوع كله كان صداقه علي الفيسبوك من البداية لحد ما بدات اتكلم معاها في التليفون وبدانا نعرف كل حاجه عن بعض واعجبت بيها
انتبه جلال متسائلا باستنكار:
– ثانيه واحده تليفون و فيسبوك هو انت كل ده ما شفتش شكل البنت ولا هي؟
هز راسه بهدوء بنعم, ليضرب جلال كف على
كف بصدمه وهتف بحده:
– امال حبيته بعض ازاي ؟ وعاوز تتجوزها على اساس ايه؟ تعرف منين انها كويسه و تنفعك؟ تعرف اخلاقها منين؟ اش ضمنك انها محترمه وهتصون شرفك وعرضك وانها اصلا كل ده مش بتضحك عليك وكانت بتشتغلك؟
زين بحده قائلا:
– جلال مسمحلكش تتكلم عليها كده وانا مش عيل صغير وعارف كويس انا بعمل ايه
جلال بجدية:
– لا انت مش عارف حاجه؟ انت بتعمل نفس الحكايه اللي عملتها زمان مع نادين بتتجوز عشان تثبت انك بتختار مش حد بيفرض عليك رايه؟ و برده هتيجي بعد كام يوم جواز وتقول شكلي اتسرعت وعاوز انفصل عنها
نفخ بضيق شديد وقال بعناد:
-ممكن تهدي شويه الموضوع مش كده خالص انا فعلا بحبها
نظر له بحنق قائلا بتوضيح وقلق علي اخيه:
-يا زين الفيسبوك ده كله وهم في وهم معظم اللي فيه مش حقيقيين, ممكن تكون واحده كانت بتشتغلك من الاول عشان تتسلى او ممكن يكون ولد اصلا وبيضحك عليك كل ده و بيعمل فيك مقلب ما بتسمعش اللي بيحصل ولا ايه؟
مط شفتيه بلا مبالاة:
-جلال ما تحاولش تقنعني بحاجه انا مش مصدقها ومقتنع باللي انا بعمله
تسال جلال فجاه بتراقب وحذر:
– طب لما انت عرضت عليها الجواز قالتلك ايه؟
تلجلج في الحديث قائلا بارتباك:
– هاه ما ردتش ساعتها الظاهر في حاجه حصلت عندها عشان كده قفلت بس هتفتح تاني انا متاكد هي كده تقفل فتره وترجع ثاني
ابتسم جلال بسخرية هاتفا:
– مش بقول لك شكل الموضوع في حاجه مش مظبوطة, انا مش فاهم جايب بالثقه دي منين؟ ده انت حتى كل ده وانت ما تعرفهاش كويس ولا شفتها ولمجرد كلام بس عاوز تتجوزها؟ يا زين فوق هتخرب بيتك من ولا حاجه
جز علي اسنانه بغضب وقال بحده:
– لا طبعا انا عاوز اتجوزها عشان بحبها مش عشان بنتكلم وبس وبعدين خلينا في المهم هتساعدني ولا لا؟
صمت لحظه ثم تحدث برفض قائلا:
– اسف يا زين مش هقدر اساعدك، و ما تفتكرش عشان انا هبقى معاك, عيسي وامك هيوافقوا بالعكس هيعندوا برده اكثر ، وانا شاكك اصلا انك اللي انت فيه ده في حاجه غلط ومش راضي على اللي انت بتعمله
تطلع فيه مطولا بحزن ثم هتف بغضب واصرار: -تمام و انا كمان هعند ، و هعمل اللي في دماغي برضه وهتجوز اسيل
***
دخلت نادين الي فرحه حيث كانت تجلس بجانب الشباك تنظر اليه بتوهان حتي تقدمت منها نادين وهزت كتفها بحنان قائله:
– ايه اللي فيكي يا فرحه ؟
نظرت لها فرحه بصدمه وهتفت بابتسامه:
– نادين جيتي ميتى ما حستش بيكي ، حمد لله على سلامتك يا خيتي
تنهدت نادين بهدوء متسائلة بشك:
– انتي كنتي بتعيطي يا فرحه؟ ومال وشك اصفر كده ليه انتي فيكي ايه؟ مالك يا حبيبتي ايه اللي مزعلك ومضايقك كده ؟ انا من ساعه ما كلمتك الصبح وحسيت من صوتك في حاجه جيت لك على طول
هزت راسها برفض هاتفة بابتسامة مصطنعة:
-لاه اني زينه ؟ يخرب بيت عجلك يا نادين ضربتي المشوار ديه كله عشان تساليني مالي ما اني جلت لك في التليفون بخير مكبره ليه الموضوع و مصممة ان في حاچه
نادين باصرار:
– عشان هو فعلا في حاجه هو مش احنا اخوات يا فرحه ليه يا حبيبتي عايزه تخبي واجعك عني هتقولي لمين غيري يعني
وكانها كانت تنتظر بالفعل احد يحادثها ويسالها عن حالها وماذا بها؟ لتدمع عينيها ببكاء شديد حار ولا تستطيع التحكم بنفسها لتذهل نادين من حالتها وتتقدم منها سريعا وتحضنها وتمسح علي ظهرها لتخفف عنها
ابتعدت عنها بعده فتره لتسالها مره اخري نادين بحزن:
– ايه اللي حصل يا فرحه لكل ده شكلك شايله حزن كبير جواكي
ابتسمت فرحه وسط دموعها وقالت :
– يعني انتي اللي زينه يا نادين ما انتي كومان شكلك في حاچه
تنهدت نادين بقوه وارهاق لتقول:
– حاجات مش حاجه واحده بس اوعدك هقول لك كل حاجه عشان محتاجه مشوره من حد ،حاسه ان عماله اغلط كثير وكل ما احاول اصلح حاجه بغلط اكثر محتاج حد ينصحنى اعمل ايه؟ بس لما اعرف اللي فيكي انتي الاول ؟
مسكت فرحه يدها بحنان وقبل ان يتحدثون دخلت اسيف لتتفاجا بنادين لتصمت حتي هتفت نادين بتردد:- ازيك يا اسيف عامله ايه؟
هزت راسها بمعني بخير حتي لاحظت دموع فرحه لتتقدم منها سريعا بلهفة:
-مالك يا فرحه بتعيطي ليه؟ هو انتي ليه مصممه تخبي عليا من الصبح وكل ما اجي اسالك ما ترديش تقولي مالك بقى ؟
نادين بعدم رضي:
– شوفتي هي كمان، لحظه معنى كده ان في حاجه فعلا قولي وريحينا يا فرحه
أغمضت عينيها بالم شديد ثم فتحتها لتقول بصعوبة:
– ماشي انتم كده كده هتعرفوا وكومان عشان تبركوا لعيسي عيتجوز خلال اسبوع اكده او ممكن اجل كومان واني موافجه
قالتها بسخرية ألم فهي تعرف حماتها جيدا سوف تسرع في الموضوع , اتسعت عينيهم بعدم استيعاب كل من نادين واسيف التي قالت لها بغيظ شديد:
– انتي غبيه
امسكت فرحه دموعها بمرارة حتي لا تنزل وتضعف:
– ليه اكده يا خيتي بس هو انا عملت حاچه غلط ده المفروض يحصل من زمان, عيسي صبر عليا كثير جوي وهو عايش معايا وصابر انى مش بخلف اظن من واجبي دلوج عليه اوافج انه يتجوز ويجيب اخ لصالح
_________
– انتي غبيه
امسكت فرحه دموعها بمرارة حتي لا تنزل وتضعف:
– ليه اكده يا خيتي بس هو انا عملت حاچه غلط ده المفروض يحصل من زمان, عيسي صبر عليا كثير جوي وهو عايش معايا وصابر انى مش بخلف اظن من واجبي دلوج عليه اوافج انه يتجوز ويجيب اخ لصالح
نهضت نادين بصدمه:
– انتي بتقولي ايه يا فرحه انتي ازاي توافقي على حاجه زي كده؟ ازاي هتستحملي ده يحصل ان واحده تشاركك في جوزك قدام عينك وانتي موافقه ؟ مش ده اللي كنتي مموته نفسك من العياط عليه وهو في المستشفى
اسيف بسخرية وقسوه:
– لا ما شكل الهانم كده كانت بتضحك علينا وكل ده كان شغل اونطه وانها مش زعلانه عليه ولا حاجه بدليل اهو موافقه ان يتجوز عليها وعادي مش فارق معاها
نهضت فرحه بغضب وهي تصيح بعنف:
– الله يسامحكم ما انتم مش عارفين اللي چوايا اسكتوا بجى طالما انتم مش مكاني كل واحده فيكم عايشه مرتاحه ومش حاسة بالنار اللي چوايا مش خابره يا اسيف هانم يعني ايه انك تعيشي مع جوزك وانتي حاسه طول الوجت انك ست مش كامله في نظر اللي حواليكي مش خابره يعني ايه يكون جوزك والانسان اللي بتحبي محتاج حاچه وانتي مش عارفه تلبهاله وبعدين انتي لو مكاني كنتي هتعملي كيف ما عملت بالضبط واكثر
اسيف بانفعال قوي:
– انا لو مكانك هعمل حاجه من الاثنين طالما بيعاملني كويس وراضي بيا وانا كده هعيش معاه وانا ساكته ومش هارمي ودني واسمع لحد مش عاوز غير تعاستي، او اطلق منه بهدوء من غير ما اوجع نفسي احسن ما اشوفه كل ليله عايش حياته قدامي ومرتاح وعادي كده وانا بموت كل ليله بسببه، انتي عملتي كده بسبب حماتك صح
كانت تتحدث اسيف وهي تتخيل معاناة حياه والدتها, لتجيب فرحه بمرارة:
– مرات عمي ما لهاش ذنب في حاچه يا اسيف, ده حج عيسى وكان لازمنا اوافج عليه
جزت اسيف علي اسنانها بغيظ شديد منها متحدثه بشراسه واصرار ان تتراجع عن قرارها:
– توافقي على ايه يا مجنونه هو انتي فاكره الموضوع سهل كده لما تجيلك واحده وتاخد مكانك في كل حاجه في حياته وانتي بعد كده مش هيبقي ليكي مكان، فوقي يا فرحه انتي مش هتعرفي الوجع اللي هتحسي بيه ساعتها هيكون قد ايه ، اوحش حاجه في الدنيا لما تكوني بتحبي حد وترضى تعيشي مزلوله لي عشان هو يعيش مرتاح هتندمي ساعتها اوي يا فرحه, وهتتمنى الزمن يرجع بيكي ولا انك تعملي اللي انتي عملتيه ده ، بس ساعتها مش هتعرفي ترجعي في كلامك ثاني ولا اي حاجه لان هيكون فات الاوان وما حدش هيسمعلك ولا هيحس بيكي وانتي بتموتي في اليوم الف مره
هزت راسها نادين لتقول بحزن عليها:
– اسيف معاها حق يا فرحه اللي انتي بتقوله ده مش هتقدري عليه قدام لازم ترجعي في كلامك حالا، عيسي بيحبك ومستحيل في يوم يستغنى عنك
لتقول فرحه بحسره والم شديد:
– غصبا عني مش عاجدر اسيبه ومش عاجدر اتفرج عليه وهو نفسه في حاچه ومش عارفه اسعدوا بيها ، وبعدين خلاص مش عاجدر اجول لهم لاه بعد ما شوفت سعاده مرات عمي اد ايه لما جولتلها انا موافجه ان عيسي يتجوز و ااا و كمان خلاص مرات عمي اتفجت مع العروسه
لتصيح اسيف بنبرة حادة تلعن هذه المراه بداخلها اصبحت تكرهها بشده:
– ايوه مرات عمك ايوه هي وش المصائب كلها ؟ هي الست دي عملالكم كلكم ايه عشان بتسمعوا كلامها على طول كده من غير تفكير ، ايه ما فيش مخ
قالت نادين باستغراب:
– لحقتوا تلاقوا عروسه امتى يا فرحه هو الموضوع ده من امتي بالسرعه دي
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة لتقول بثقل:
– بجاله يومين اكده بس العروسه واحده صاحبتي كانت متجوزه ومطلقه دلوج
نادين بذهول وعدم تصديق:
– بتجولي ايه يا فرحه انتي كمان هتجوزيه واحده صاحبتك
فرحه بحزن عميق:
– عجبت مرات عمي واني موافجه
تطلعت اسيف فيها بعدم تصديق لتقول بغضب شديد:
-لا ده انتي ما فيش مخ خالص ؟ والست اللي تحت دي اللي عامله فيها الكبيره وفاهمه كل حاجه ما عندهاش دم ولا احساس ، بس انا هعرف ازاي اوقفها عند حدها
ركضت اسيف الي الخارج تحت انظار نادين وفرحه باستغراب من رده فعلها لتصيح فرحه بلهفة و قلق:
– اسيف استنى انتي رايحه فين ؟ الحجيها يا نادين
***
رفعت عيناها جميله بلهفة عندما دلف دياب من الخارج اخيرا فكانت تجلس تنتظر إياه حتي جاء اخير تقدمت اليه بحب وقالت بنبرتها الناعمه:
– اتاخرت ليه؟ فضلت مستنياك كثير ؟
ابتسم دياب بحبه الصادق وواضحة لا ريب فيه: -معلش حجك عليا كنت بجيبلك دول
نظرت الي الحقيبة التي بيده لتظهر مجموعة من الكتب لتفهم بانها تخصها و لاجل دراستها صمتت وهي فيما قلبها قد تسارعت دقاته فرحا بما تراه من عشق خالص صاف موجه لها وحدها وجزعا من عبارته التي تتمنى فيها لها كل اهتمامه خاص بها هي ان تعيش اطول من عمرها لاجله هو فقط هل تعتقد انها تستطيع الحياة بعده ولو لدقيقة واحدة؟
طوال السنوات التي عاشت فيها محروما من السعادة بل ومن لحظة تفكير فيها بدون هو في حياتها كانت اشبه بالنيت الحي وحدها ؟
اقتربت جميله منه تأخذ الكتب ليمسك يدها بقوه ولم يتركها لترفع عينيها بتلقائية تنظر اليه وبدلها النظره بشوق وتذكر في بدايه حياتهم كانت بعيد عنه كلما حاول التقرب هو وطيفها الذي كان يلمحه خطفا واحساسه بانها معه في نفس المكان يتشاركان الهواء ذاته كان يقضيها حتى يلحق بها هناك، حيث يدعو الله ليلا ونهارا وفي كل صلاة ان يجمعه بها وقد تحققت الامنيات واصبحت اليه وتعشقه ايضا
سارع دياب بكتم فمها بقوة حينما مال عليها ملتقطا ثغرها بقبلة نارية وتحاول هي التجاوب معه والانتصار علي خجلها معه لتستطيع أيضا في كل لحظة يتشاركون سواء.
ليسارع اليها يحملها بين ذراعيه و وضعها علي الفراش والكتب على الأريكة الجلدية ثم استدار سريعا اليها متجها نحوها وهو يفتح ازرار العبايه ويضيع فمه بين شفتيها ويسحبها معه في عالمهما الوردي ليرحل معها في عالم جديد عليها لم تكن تتوقع وجوده ابدا .
***
كانت عديله تجلس اعلي المقعد بهدوء وتغمض عيناها بنعاس براحه وسكينه حتي اقتحمت بقوه هذا الهدوء لتفتح الباب بحده وتدلف منه اسيف قائله بهجوم:
– هو انتي يا وليه انتي مش ناويه تخليكي في حالك وتبطلي تدخلي نفسك في اللي ما لكيش فيه؟
استيقظت بهلع ونظرت حولها بعدم فهم:
-بسم الله الرحمن الرحيم، ايه في ايه ؟؟ يا بت اني كنت كلمتك ولا جيت جنبك وهو جري شكل للبيع وخلاص ؟
لحقها كل من نادين وفرحه اللتان اصبح يركضون خلفها وهم لا يفهمون لماذا هبت تركض بهذا السريعه عندما علمت بمواقفه فرحه بزواج عيسي فصرّت اسيف على اسنانها مكررا باصرار:
-ما انتي طبعا لازم تعملي فيها الملاك البريء زي كل مره عشان تصعبي عليهم ويقولوا ليكي حاضر ونعم وطلباتك كلها موجابه
ضغطت على شفتيها بعنف هاتفه بغضب:
– في ايه يا جليله الحياه انتي, انتي بتكلميني اكده ليه يا بت؟
زمت شفتيها وهي ترمقها بنظراتها الحانقة قبل ان تقول بحده:
– ما لك ومال فرحه بدخلي نفسك ما بينها وما بين جوزها ليه؟ عماله تدي نفسك الحق تمشي حياتهم على مزاجك ليه؟ هو انتي فاكرة عشان هو ابنك ودول عيالك تبقي ليكي الحق تستعبديهم دول بني ادمين زيك وبيحسوا؟
انكمشت حدقتيها بغضب مخيف عديله وطفح الكيل من تدخلها في الحديث وطريقتها بالكلام معها بهذه الوقاحة دون خوف او احترام منها ثم زمجرت باهتياج، مُثبتة نظراتها الشرسة بمقلتيها امام اسيف:
-انتي اللي مالك وما لهم دول عيالي اني.. اني اللي ربيتهم وتعبت فيهم وشجيت عليهم سنين ياما لحد ماكبروا وبجوا رچاله ومن حجي اني لوحدي بس اللي امشيهم على مزاجي ويسمعوا كلمتي ، وبعدين اني عملت ايه غلط اني رايده مصلحه عيالي
ثم نظرت إلى فرحه نظره حاده قائله :
-رايحة تشتكيني يا فرحه ما كانش العشم يا مرات ابني
هزت راسها فرحه بتوتر حيث قامت بجرّها من ذراعيها ومع نظرات نادين وهي مندهشة من تصرف اسيف فلم يتوقع احد هذا الهجوم لتقول بتبربر:
-والله ما اشتكيتك لحد يا مرات عمي، تعالى بجى معايا الله يسامحك بدل ما حد يسمعك وتجيبلنا الكلام.
نزعت يدها بعنف من قبضتها وصاحت بغضب وعنف شديدان و تكمل حديثها موجه الي عديله: -اوعي يا فرحه سيبيني، وانتي فاكره انها مش هتروح تبخ سمها لاولادها وتقول انا عملت ايه زي المره اللي فاتت لما راحت غيرت كلامي ووصلت لجلال كلام ثاني، طب كلام بكلام بقى اسمعي.. انتي واحده انانيه و استغلاليه بتستغلي على طول طيبه اللي حواليكي وخصوصا اللي بيحبوكي، عارفه ان عيالك عمرهم ما هيرفضوا ليكي طلب تروحي قلبي وش الغلبانه وتستعطفي فيهم و تمشيهم على مزاجك وتستغلي حبهم ليكي
اشتعلت النيران باوداجه عديله من حديثها الوقح معها فجاهدت على كبت غضبها, و تابعت اسيف باصرار حديثها بضيق لتزمجر بعصبية:حتي فرحه الغلبانه ما سلمتش منك عاوزه تقهريها وتخريبي عليها ليه حرام عليكي مش شايفه شكلها ونفسيته بقيت عماله ازاي بسببك انتي سبب كلامك معاها ومعايرتك انها مش بتخلف وكل ده ليه عشان مش بتخلف هي كانت بمزاجها يعني ده امر ربنا زي ما ممكن ربنا برده يرزقها بحماه ما عندهاش رحمه ولا قلب زيك
شهقت نادين بصدمه وتطلعت فرحه حولها بتفحص وحذر من وجود احد من اولاد عمها يسمعها وهي تتحدث بهذه الطريقة فسوف يحدث مشاكل كبيرة جدا لتقول بتوسل:
– يا بنت الناس ربنا يرضى عنك اجفلي خشمك ديه بجى هتودينا في داهيه وعتخربي على نفسك
اقتربت نادين تهمس هي الاخري بقلق:
– اسيف فرحه معاها حق انتي زودتيها قوي لو حد دخل هيفهم غلط اسكتي بقى وتعالى نطلع احسن
– هو في ايه اللي بيحصل اهنه؟
آتاهم صوت عيسي فتساءل بقلق وبصلابة حانية,جفلت فرحه برعب وقالت بتلعثم:
– هاه لا ما فيش حاچه اني كنت بس بسال مرات عمي رايده اجهز الغداء دلوج ولا لاء استني هبابه؟ بس طالما جيت هجهز يلا يا بنات تعالوا معايا ساعدوني
هتفت عديله من مكانها صارخة بغضب عارم فمن المستحيل ان تصمت وتتغاضي عن كل ما حدث: استنوا منك ليها لا يا اختي الموضوع مش اكده تعالي يا عيسى شوف اللي اخوك بلانا بيها ومش محترمه الكبير وبتجل ادبها على امك.
***
في شركه احمد السيوفي بداخل مكتبه نهض بحده قائلا:
– نعم بتقولي ايه جلال اتخانق مع مصطفى وضربه كمان ازاي ما حدش يجي يقول لي ويديني خبر باللي حصل
هتفت السكرتيره قائله بتبربر:
– يا فندم كان حضرتك عندك مندوب مهم دخلك بعد استاذ جلال و ما كانش ينفع ادخل لك فجاه كده واقول لك انهم بيتخانقوا، الوضع بره كان صعب الشركه كلها كانت بتتفرج و استاذ جلال بيسحب اسيف هانم وخرج بيها من الشركه
نظر لها بصدمه وهتف متسائلا بعصبية:
– واستاذ مصطفى فين انا حذرته ما يتكلمش مع اسيف بنتي ثاني ما بيسمعش كلامي ليه؟
السكرتيره بتردد:
– بصراحه يا فندم الظاهر ان هي اللي راحتله عشان كانت الخناقه في مكتب العملاء، وكمان مصطفى بصراحه كان بيضرب وساكت وما عملش حاجه غلط, ده استاذ جلال ضربه جامد
تنهد احمد وهو يجلس مره اخري وقال:
– طب ابعتيلي مصطفى
قالت السكرتيره بزعل عليه:
– مصطفى مشي من الشركه يا فندم بعد ما حاولوا يسعفوه جرحه وساب لحضرتك الورقة دي
عقد حاجبيه متسائلا:
– فيها ايه الورقه دي؟
السكرتيره بهدوء:
– استقاله مصطفى يا فندم
***
هتفت عديله من مكانها صارخة بغضب عارم فمن المستحيل ان تصمت وتتغاضي عن كل ما حدث:
-استنوا منك ليها لا يا اختي الموضوع مش اكده تعالي يا عيسى شوف اللي اخوك بلانا بيها مش محترمه الكبير وبتجل ادبها على امك
تحركت فرحه سريعا بلهفة قائله بخوف:
– مش للدرچه دي يا مرات عمي متكبريش الموضوع عاااد هي شكلها في حاچه متضايجها وما كانتش تجصد معلش امسحيها فيا اني
ضيقت عديله عينيها ثم اشارت بسبابتها وابهامها سويا الي فرحه بصرامة وهي تقول:
-اكتمي خالص انتي يا فرحه حسابك لسه معايا بعدين، واللي عملته الهانم دلوج وجله ادبها معايا مش هتعدي على خير غير لما يجيلي حجي ثالث ومثلث واني جاعده
اسيف ببرود:
– هو انتي فاكراني اني هاخاف ولا تكونيش ماسكه عليا زله, ولا طيبه زيهم وهقول لك ماشي ومعلش ، لا انا بقي كنت اقصد كل كلمه قلتها لك
عديله بغضب:
-سامع يا عيسي بنفسك انتي سكتلها ليه؟
التفت عيسي وهو قابضا على مرفقي ليتحكم باعصابه مما سمعه فهي بالنهايه والدته طالع اسيف قائلا وتساؤل بهدوء:
-اللي حصل يا مرات اخوي؟
تطلعت فيه عديله بستهجان وتساؤل :
– انت لسه عتسالها يا عيسي دي
تتطلع عيسي وهو يزفر حتي لا ياخذ قرار يندم عليه وبصوت عال صاح باسيف امرا:
-امي اسكتي انتي واني عتصرف ،وانتي رايد تفسير حالا باللي سمعته ايه اللي حصل وليه كلكم واجفين اكده؟
اخذت اسيف نفس عميق لتقول بهدوء:
– تمام الهانم مراتك راحت تقول لوالدتك انها موافقه انك تتجوز واحده تانيه وامك ما كدبتش خبر وطبعا قعدت تفرح وتهلل وكمان اخترت لك العروسه صاحبه فرحه وكل ده قدام فرحه من غير حتى ما تراعي مشاعرها , وليه وليه عشان صعبانه عليا الحاله اللي وصلتلها فرحه وبتكلم مع مامتك وبحاول اخليها تصرف نظر عن موضوع جوازك وتحلى عنها شويه
تطلع عيسي في فرحه سريعا بحده والتي اخفضت راسها بتهرب لتكمل اسيف بنبرة حادة من صمته: -انت ساكت ليه ولا عاجبك انت كمان؟ حرام عليكم هي كانت عملتلكم ايه؟ مش كفايه شايله البيت كله فوق راسها وساكته ودائما جنب اي احد فينا تعبان او زعلان من حاجه، رغم حزنها بتساله و تصمم تعرف في ايه وبتحايل وتطيب خاطره
نظرت الي عديله بحده قائله:
– حتى انتي ذات نفسك يا ست عديله فرحه زي الخدامه تحت رجلك عمرها ما بتقول لك على حاجه لا
ثم ارجعت نظرها الي عيسي لتكمل:
– وانت يا استاذ عيسي دي كانت بتموت في الثانيه الف مره عشان سابتك في المستشفى ومش قاعده جنبك تطمن عليك وكلهم طردوها و خلوها تمشي عشان والدتك ما كانتش رحماها بالكلام هناك, وابنك واللي بتعامله ذي ابنها واكتر؟ هو ده رد الجميل ليها للي هي بتعمله فيكم كلكم ترموها لمجرد سبب تافهه مش بايدها وانها مش بتخلف؟
لتقول عديله بنبرة مغتاظه:
-وانتي مالك هي كانت عينتك المحاميه بتاعتها؟ ابني و رايده مصلحته دخلك ايه انتي ما بيننا خلاص عينتي نفسك واحده من العيله وبجى ليكي راي
اسيف بعنف:
-لا عشان مش برضي بالظلم و اللي بتعملوا ده اسمه ظلم وافتراء
تنهد عيسي بياس وقال بصرامة:
-انا نفسي اعرف جبتوا منين ان اني عتجوز وكومان دورتوا على عروسه ؟ احنا مش كنا جفلنا الموضوع ده خالص ياما
لتقول عديله ببراءة مزيفة :
-صح يا عين امك بس فرحه جاءتلي وجالتلي اني موافجه ان عيسي يتجوز ويجيب اخ لصالح يعني كل حاجه تمت بموافجتها من الاول واني ما غصبت حد على حاچه، ما تتكلمي يا ست فرحه ساكته ليه؟
قطبت اسيف وهتفت حانقة:
– هي وافقت عشان تريح نفسها من زنك وتخلص من معايرتك ليها في الراحه والجايه لكن هي من جوها بتتقطع ومش راضيه علي اللي بتعمله وانتي عارفه كده كويس ومع ذلك ولا همك ومكملة عادي في الموضوع .
عيسي بنصف عين وقد داهمه الغضب لدى تذكره لكلمات فرحه في الامس واصرارها علي الزواج: -ما تتكلمي يا فرحه الحديت ديه حصل فعلا ؟
فرحه بمرارة وهي تزفر بعمق لتقول بصوت متقطع:
-ه‍ـ ااا يعني ااه
عيسي وهو يحاول تمالك اعصابه:
– اكتمي خالص يا فرحه مش رايد اسمع حسك دلوج، وعشان نجفل الموضوع ده خالص اني مش عتجوز حد، وما طلبتش من حد يدور لي على عروسه، ومش عتجوز من بعد فرحه.. سامعه يا فرحه سامعه يا ياما
ابتسم الجميع بسعاده وراحه من نادين واسيف ليحين دوره فرحه التي اطلت النظر اليه بذهول وهي تسمع صوته الرجولي العميق منه دغدغت اوصالها رغما عنها فاشاحت بوجهها جانبا تبتسم بفرحه كبيره , لتصيح عديله باستنكار وصدمه:
– حديد ايه ديه يا عيسى انتي بتكسر حديد امك وانت خابر زين ان اني من زمان نفسي اشوفلك عيل ثاني
قاطعها عيسي رافعا يده بصرامة بلهجة لا تقبل النقاش وهو يعيد حديثه:
– واني بجول لك اني مش عتجوز من بعد فرحه ولو فضلتي مكمله في الموضوع ديه اعرفي انك بتخسريني ياما او اعتبرني موت بالنسبه لك
اشرقت اسارير فرحه بسعاده وهو يعلن بعدم زواجه بغيرها فقد ازاح جبل من فوق قلبها كاتم علي انفاسها ثم تطلع عيسي الي فرحه التي أخفضت راسها بخجل وهي تفرك يدها بتوتر وقال بصوت حاده:
– جدامي يا فرحه رايد اتحدد امعاكي في كلمتين
مشت فرحه ببطء خلفه، بينما لاحظت عديله سعادة اسيف اعتقدت أنها تتعمد ذلك لترسل لها أنها انتصارت عليها لتقول بهتاف حاد عال: -فرحانه جوي يا اختي حسبي الله ونعم الوكيل فيكي، كل من تحت راسك كان خلاص هيوافج و يتجوز ويجيب لي حفيد، بس لازم تحشري نفسك في اللي ما لكيش فيه اني عارفه امك وابوكي كانوا فين وسابوكي دايره تجلي ادبك على الكل ؟ ما هي امك الظاهر جبل ما تموت ما عرفتش تربيكي زين
وكان اخر كلمات عديله كانت اشعلت عود من النار في القشة، ضيقت اسيف عينيها واقتربت من حماتها حتى وقفت امامها وقالت بلهجة تحذير واضحة:
– نعم؟ سمعيني تاني كده؟ قولتي ايه؟ انتي تعرفي ايه عن ماما عشان تجيبي سيرتها
اشاحت عديله بيدها باستهتار لاسيف واجابت بقسوه وهي لا مبالية بمدي المها:
-اعرف ايه بجي بعد حديتك الماسخ ديه؟ غير انتي جليلة الرباية وعاوزة اللي يربيكي زين، انما عجول ايه ما انتي متربتيش من اصله
صاحت اسيف بحدة قوية:
– اسكتي خالص ما تكمليش انا ما اسمحلكيش انك تجيبي سيرة امي الله يرحمها علي لسانك، امي احسن ام وقلبها انضف قلب، الدور والباقي على اللي قلبها اسود من كتر الكره والحقد والغل اللي ماليها
نظرت نادين اليهم بقلق وقالت بنفاذ صبر:
– ما خلاص بقى يا جماعه انتم هتفضلوا تتخانقوا للصبح ما تخليني نقفل بقى على الموضوع
حدقت عديله فيهم بحده وصرخت بغضب حتى ان معالم وجهها غدت في غابتها من كثرة الانفعال: -الموضوع لسه ما انتهاش يا ست نادين ولا مش سامعه جله ادبها معايا ؟وما اكونِش اني عديله اما اربيكي من تانيْ؟ انتي فعلا رايده تتربي من اول وجديد ما تاجي تاخديلك جلمين احسن؟ ايه الفُجر اللي انتي فيه ديه يا بت
هتفت اسيف بقوه:
– انا متربية احسن منك وقطع لسانك و ايدك قبل ما تتمد عليا .
– اســــــيـــــف
ليصرخ جلال الذي تكاد النار تخرج من عينيه وهو يهرع الى والدته فيما تحرقها هي نيران غضبه: -انتي اتجننتي ولا ايه؟ ايه الكلام اللي بتقوليه لامي ديه؟ هي حصلت لكده يا شيخه انتي ايه ده انا لسه ما خلصتش ولا حسبتك علي اللي عملتيه في شركه باباكي ادخل دلوقتي بالصدفه والاقيكي بتقلي ادبك عليها بالشكل ده ؟
دلف خلفه زين سريعا علي الصوت ليتفاجا بجلال يصيح به زوجته اسيف, عقد حاجبيه بدهشة وتقدم من زوجته هامسا:
– هو في ايه؟
هزت راسها بمعني ليس الان وهي تضع يدها على فمها بخوف مما سوف يحدث الان فقدوم جلال اصبحت العقده اصعب حلها عن سابق، لتمسك عديله بيده ابنها باستنجاد وتهتف انها علي اوشكت الاغماء و هتفت الاخيرة بتعب زائف و وهن مصطنع:
– الحجني يا چلال، الحجني يا ولدي، شوف مراتك من الصبح وهي نازله تهزيج فيا، ومن شويه كانت بتهددني انها عتضربني يا ولدي
ليتقدم منها جلال سريعا يقف امامها ليهدر بها صارخا:
-هي حصلت عايزه تمدي ايدك على امي؟ انتي فاكره نفسك ايه وهو انا عشان بحبك وعماله افوتلك كل شويه مصيبه؟ هتسوقي فيها كل شويه؟
نظرت اسيف بغضب الي عديله وهي تمادت في تمثيل دور الضحية لتقول منفعل:
– ديه كدابة؟
جلال وهو يرفع يده عاليا:
-اخرسي جطع لسانك
لتشهق نادين وتلتفت الى جلال وزين تقدم منه بصدمه ليسمك كتفه قائلا بصراخ:
– جلال
شهقة كانت من الجميع ويده تهاوت على وجه اسيف بقوه لتضع اسيف يدها بالم شديد تحاوط وجهها، طالعته وهي تضع يديها الاخري على فمها وتهز براسها مرارا من اليسار الى اليمين في عدم تصديق وليس الصدمه كانت من الجميع فقط بل كانت من جلال نفسه أيضا فلم يصدق انه فعل ذلك لكن هي من اغضبته, تحدث مبررا لنفسه ذلك.
صدمت عديله في البداية من رد فعل ابنها لكنها بعد ذلك ابتسمت بشماته عندما تذكرت ما فعلته بها، نزل عيسي وفرحه سريعا علي الصوت ليسال عيسي بنبرة امر:
– في ايه اللي حصل؟ عملتوا ايه ثاني ؟
زين بتردد:
– جلال ضرب اسيف بالقلم علي وشها
شهقت فرحه بصدمه وهتف عيسي بحده:
– الحديد ديه صوح يا چلال انت عملت اكده؟ رد عليا؟
لتهتف اسيف من وسط ذهولها وبيدها تحاوط على وجهها، وهي تصرخ فيه هاتفة:
– انتي بتمدي ايدك عليا، بتضربني عشان امك؟
صاح جلال بتحدي وعناد :
-و اكسر دماغك كمان دي امي ، يعني خط احمر واللي يجي جنبها امحيه من على وش الدنيا
نظرت اسيف له بكره شديد في تلك اللحظة لتقول بجدية وحزم:
– طب تمام قوي انت لحد هنا وجبت اخرك معايا، ورحمه امي يا جلال اللي اتهانت من امك ما انا قاعده لك هنا فيها ولا ثانيه واحده ، وابقى مش متربيه صحيح لو ما خرجتش من هنا و رفعت عليك قضيه خلع
ضغط جلال علي يده بعنف يكتم غضبه فقد هنا احس ان قد خسر اسيف للابد ثم امسك يدها بشده وقال بصوت قوي:
– ده لو حد سامحلك تخرجي من هنا على رجليك سليمه امشي اطلعي علي فوق يا اسيف ومفيش خروج من هنا ساااااااااامعة
قال زين بجدية:
– جلال كفايه كده بقى الامور مش بتتحل كده
تقدمت نادين من اسيف تمسك كتفها قائله بتوسل:اسيف تعالي معايا نطلع فوق عشان خاطري وكفايه كده
تجاهلت الجميع ونظرت في عينيه بقوه قائله وباصرار:
-انت فاكراني بقول مجرد كلام ولا بهوش انا طالما قلت كلمه يبقى هتتنفذ اوعي ايدي، هامشي حتى لو على جثتي
قالتها بتحدي ودفعت يده بقوة لتصعد الي اعلي لتجهيز حقيبتها للرحيل ، نظر الجميع الي جلال بعتاب الذي انزل راسه بضياع صاحت عديله بغضب شديد:
– ما في 60 داهيه يا اختي فاكره عيتحايل عليكي كيف المره اللي فاتت
سحب عيسي جلال من كتفيه بحده قائلا بحذر ولهجه امر حتي يطيع اخيه بالفعل:
– اطلع دلوج صالح مراتك لا الا انسي انك ليك اخ اسمه عيسى، طالما مش عامل لي حساب ليا يلا
قال جلال مبرر ما فعله:
– يا عيسى انت ما شفتش حاجه دي
عيسي بصرامة:
-عارف اللي حصل كله واكثر منك كومان بس مش بتتحل الامور اكده اني كنت لسه عجعد واصافي الكل من بعض بس انت بغباءك اتسرعت وصعبت الامور اكتر
نظرت عديله بغيظ شديد من ابنها لتقول بوهن مصطنع:
-تحلى وتصافي ايه، اللي حصل ما لوش حل اوعى تسمع حديد عيسي يا چلال اني مش عارفه ماله النهارده عمال يتحمجلها جوي اكده ليه
ادمعت فرحه عينيها بحزن فقد احست ما حدث لها من تحت راسها هي لتقول:
– سايج عليك النبي يا چلال اطلع صالحها هي ما لهاش ذنب في حاچه هي كانت بتدافع عني كله مني اني
لم يفهم جلال ماذا تقصد ليلمح اسيف تخرج من الغرفه وتحمل الحقيبه الخاص بها وتقف امام ادراج السلالم، فهو يعلم اذا رحلت بالفعل لن تعود اليه مهما حاول ارجاعها
ركض اليها يصعد السلالم سريعا وهو يسحب الحقيبة منها قائلا بنبرة قاسيه:
– انا قلتلك ما فيش خروج من هنا مصره بعد كل اللي حصل برضه تكسرى كلمتي
اسيف ببرود واستفزاز تقصده:
– اذا كان انت كلك على بعضك مش مهم بالنسبه لي هتفرق معايا اكسر كلمتك ولا لاء؟ اوعى من قدامي و هات الشنطه
جز علي اسنانه بعنف هاتفا:
-مش هاديكي حاجه، ومش هتمشي، اسمعي الكلام بقى وادخلي الاوضه
امسكت اسيف طرف الحقيبه و بصوت عال غاضبه :
– ايه هتحبسني غصب عني مش طايقاك يا اخي طلقني بقى وابعد عني
احمر وجهه من الغضب عندما تحدثت عن الطلاق ليقول بشراسة:
– مش هطلقك يا اسيف انتي بتاعتي انا مش هتخرجي من هنا
نظرت اليه اسيف بحنق قائله بحذر:
– قلت لك ابعد عن طريقي
جلال بحده اكبر:
– مش هبعد
تضايقت اسيف من اسلوبه لتسحب الحقيبة بعصبية مفرطة و جلال مثبت الحقيبة بين يده بقوه واصرار حتي تركها من شده الدفع ليختل توازن اسيف دون وعي وتسقط فوق ادراج السلالم ولم تستطيع التحكم بنفسها ولا هو استطاع الامساك بها ، تجمد مكانه من الصدمه والرعب حتي صرخ جلال بخوف :
– اســــــيـــــف
** ** **

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى