روايات

رواية بيت السلايف الفصل السابع 7 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الفصل السابع 7 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الجزء السابع

رواية بيت السلايف البارت السابع

بيت السلايف
بيت السلايف

رواية بيت السلايف الحلقة السابعة

_________________ في قصر عيسي الجبالي سحب شقيقه جلال الي غرفه فارغ تسال جلال باستغراب مصطنع:
– في ايه يا عيسى بتشدني كده ليه
اجاب عيسي بجدية:
-عشان اعرف اتحدد براحتي امعاك، ايه موضوع الجواز من بنت احمد السيوفي ديه . هو انت معرفتش تاخد الارض منه جلت تاخذ بنته ؟
عقد حاجبيه وقال :
– نعم اللي انت بتجوله ديه يا عيسى وانا من ميته وانا تفكيري اكده ديه انت اللي مربنا وعرفني زين

هتف به بلهجة حادة وامره:
– يبجى بلاش لف ودوران يا ابن ابويا وجول الحجيجه انا مش زي امك عتصدج الكلمتين بتوعك شفتها بالصدفه في مصر واعجبت باخلاجها طب ميته الحديد ديه، ده انت المره الوحيده اللي شفتها وكنت عتروح تكلمها انا شديتك و منعتك عشان ما تجرججش ؟
قال جلال بتوتر اخفاء:
– لا ما انا رحت ثاني و شفتها و…

عيسى بنبرة حذره:
– چلال ما بحبش الكدب وانت عارف اكده زين تنهد مجيب وقد حسم امره بقول الحقيقة:
– طب عاجولك بس بالله عليك اوعي تجول لامك حاچه من الحديد ديه؟
عيسى بنفاذ صبر:
– اسمع الاول وبعدين احدد
فلاش باك
احمد بجدية:
– قلت لك قبل كده مش عاوز فلوس انا عاوز حاجه ثانيه خالص انا عاوزك تتجوز بنتي اسيف.
عقد جلال ما بين حاجبيه بعدم استيعاب ثم اردف بتلقائية مستنكرًا :
– نعم.
ضيق احمد عيناه بتنمر وهو يقول متفهم :
– انا عارف ايه اللي بيدور في دماغك دلوقتي
اكيد بتقول الرجل المجنون ده وايه الطلب الغريب اللي بيطلبه مني اتجوز بنته مره واحده واكيد كمان مخك جابك لحاجات مش كويسه لا اللي يخلي يجوزني بنته وشكل الموضوع في انه انا هجاوبك على كل ده وهريحك

انصدم جلال حقا من هذا الطلب الغريب لكنه حاول فك عقدة لسانه وهو يقول بنبرة يلوح منها التوتر:
-انا اا. انا ما قصديش كده بس.
اوما احمد متجاهلا حديثه ثم اخبره باختصار :
– انا زمان والدي غصب عليا اتجوز واحده مش بحبها كانت من الصعيد فرضها عليا عشان كنت بحب واحده ثانيه، حصلت طبعا مشاكل كثير عشان فضلت على علاقه مع الانسانه اللي بحبها حتى بعد الجواز وغير ان حياه مراتي الاولانيه كان عندها كانسر وماتت كانت حالتها متاخره و زمان ما كانش في علاج زي دلوقتي وخلفت منها بنتي اسيف، وبعد موت حياه بسنتين اتجوزت ثريا مراتي الثانيه اللي كنت بحبها

كان يريد جلال التحدث لكن أشار احمد بيده وهو يلهث قائلا بتعب:
– طبعا اسيف بنتي كانت رافضه ده جدا وعلى طول في مشاكل مع ثريا و معايا عشان اتجوزت بعد مامتها وهي ما قدرتش تنسى والدتها ومعاملتي ليها وعلى طول كرهه ثريا ومحملاني الذنب ان انا السبب في موت امها.
غامت عينـاه بافكاره التي تنضح من عقله وهو يتذكر ما كانت تفعله اسيف وهو يضيف :
– الاول كنت بقول ده عادي اي واحده مكانها هتعمل كده برضه اتحرمت من امها في سن صغير وكنت بفضل اديها اعذار ومعاقبهاش علي اخطائها، طبعا دي كانت اكبر غلطه كنت بعملها وانا مش واخذ بالي.. عشان كده اتمادت في أفعالها بقت دلوقتي عنيدة جدا والكل بقى يشتكي منها وطريقه كلامها بقيت وحشه و شخصيتها صعبة في التعامل مع الكل ومعايا بالاخص حتي هايدي اختها عمرها في حياتها ما اعتبرتها اختها عشان بنت ثريا.

– للدرجه دي! طب انا برده مش فاهم اللي هيحصل لما اتجوزها انا شايف بصراحه ده مش حل، ده غير واحده بالمواصفات دى اكيد هترفض الجواز مني؟

قالها جـلال مذهولا مما يسمعه عن هذه الفتاه ليكمل احمد قائلا:
– ثريا مراتي الثانيه في مره قالتلي ان الحل انها تتجوز واحد شديد وصارم عشان يعرف يتعامل معاها ويبطل لها عنادها ده . ويكون من الصعيد يتجوزها ويشوف حل معاها
ضحك جلال بنبرة ساخره:
– اسف بس انت جبت منين ان ده الحل.. انا اسف يعني انت كده بتعقد الامور اكثر غير انكم واخدين فكره عن الصعيد غلط. مش فاهم متوقع مني اول ما اشوفها ازعقلها و اقول لها كده غلط ما تعمليش اكده.

هتف احمد به بلهجة حذر بجدية:
– طبعا لا الموضوع ده لو حصل انا مش هقبل بي، حتي بعد ما تتجوزها هفضل معاك خطوه بخطوه وهاخد عليك وعد كمان ..انا مش عاوزك تضربها ولا تربيهلي انا عاوزها تعرف انها كده بتاذي نفسها قبل ما بتاذي اللي حواليها وتفوق من اللي هي فيه

تجهمت ملامحه جلال وهو يقول بخشونة :
-انا عمري في حياتي ما شفت ابويا الله يرحمه بيمد ايده على امي ولا حتى أخواتي مع ازواجهم.. وما تربتش على كده وعمري في حياتي ما هعملها.
ابتسم احمد بخجل وقال:
– انا كنت عارف كده ومتاكد انك شخص محترم ومن عيله كويسه امال انا اخترتك انت بالذات ليه في الموضوع ده، يا ابني افهمني ما تفتكرش القاعده اللي انا أعدها والكلام اللي بقولهلك ده سهل عليا ربنا وحده اللي عالم بحالي. غير التعب اللي انا تعبته وده كان بسببها برضه عشان من يومين قالتلي في وشي انها بتكرهني، ومش قادر انساها من ساعتها

قد اشفق جلال علي حالته لكنه بالفعل في موقف صعب وحرج ولا يعرف بماذا يجيب:
– انا عارف ومقدر حالتك ربنا ان شاء الله يقويك عليها بس اللي بتطلبه مني ده صعب وما تعودتش اخذ موافقه من نفسي على حاجه مش مالي ايدي منها
عقد ما بين حاجباه وهو يحدق به :
– الموضوع مش هياجي مره واحده واحده واحده اتعرف عليها وما حدش مننا يجيبلها سيره الاتفاق اللي بينا ده، ولا حتى ان انت نفس الشخص اللي كنت عاوز تشتري الارض مني، طب اقول لك على حاجه خليها فتره خطوبه بس، وبعد كده اتحجج باي حاجه وسيبها

مط جلال شفتاه بلا مبالاة :
-مش هينفع عيلتنا مش بتعترف بموضوع الخطوبه والكلام ده، انا لو قلت لهم عاوز اتجوز هيقولوا كتب كتاب على طول غير أن انا مش هعرف احكم عليها بمجرد حته دبله في ايدينا، مش بقول لك انت مصعب عليا موضوع
– طب مش عاوز منك موافقه دلوقت، وتعالي عندي اخر الأسبوع واتعشى عندي اكنك جاي تتكلم معايا في شغل وشوفها واتعرف عليها، عشان الموضوع يتم بالشكل ده وما تشكش في حاجه

تسال جلال بتراقب:
– طب انا لو وافقت علي طلبك هشتري الارض منك ازاي؟ هي مش المفروض مكتوبه باسم بنتك؟
اجاب احمد موضح:
– اسيف عامله لي توكيل بيع وشراء ليا عشان ادير نصيبها من ورث امها اللي في الشركه وانا ممكن ابيعلك الارض ساعتها بيع وشراء عن طريق التوكيل وتعمل المشروع
#نهاية الفلاش باك
اتسعت عينى عيسي بذهول من حديثه جلال ومن طلب احمد السيوفي لزواجه من ابنته.

***

نظر لها دياب بصدمه مستنكرا حديثها من هي لتتجراء وتتحدث معه هكذا، قائلا بجنون :
– هو مين ده اللي مش محترم وهمجي انتي بتهزقيني في بيتي؟ ديه انتي يومك اخبر، مين البهيمه ديه وبتعملي ايه اهنه ومين الحمار اللي دخلها بيتي من غير اذني؟

– انت يا ديـاب. اللي جبتها اهنيه.
قالها ضاحي باستغراب ليعقد ديـاب حاجبيه متسائلا بحده و اردف بتلقائية مستنكرًا :
-جبت مين يا مخبل انت هو انا اعرف اصلا انـ. ا.ا.ا انت تجصد ايه؟
هتف ضاحي متسائلا بتعجب:
– مالك يا ديـاب عامل الغاغه ديه كلها ليه ديه چـميـله مرتك.

شهقت بقوه جـميـله و وضعت يدها فوق فمها من الصدمه ،اوما لاخيه دون انتباه لما قاله بينما هو الاخر عيناه تلمعان بوميض غريب .
بدا ديـاب مصوب عيناه علـيها رويدًا رويدًا وهو يتـنفس بصـوت مسموع وبمجرد ان استوعب الامر كله .

كور ديـاب فجاه قبضتـاه معًا. يشعر بالغليان الذي كان فتيله رؤية تلك الفتاه امام عيناه ورغبة عنيفة بالقتل تتولد داخله وهو ينظر الى الشال علي الارض الذي سقط من فوق شعرها وهي تقف أمام اخيه دون حجاب .
بينما احلام الأخري تردد بحنق واضح وكانها انتشله هو من جنة الخلد :
– هو انتم لسه عارفين بعض دلوج يا دي الخيبه في حد في الدنيا يتجوز حد ما يعرفش شكله

قالت جـميـله بسرعة وهي تغمغم بصوت حاولت سرقة بذور الخوف منه :
– ا.ا.ا انا اسفه مكنتش اعرف انك
قاطعها ديـاب بحدة مُخيفة قاسي كمخالب الشيطان :
– ولا كلمه حطي الشال على راسك واطلعي على فوج .
حينها همست جـميـله بصوت يكاد يسمع :
– طب انا.
غامت عينـاه وهو يقول بخشونة :
– جلت ولا كلمه على فوج
ارتدت جـميـله الوشاح حول وجهها باحكام كي لا تظهر خصلاتها ، وذهبت وتركتهم.. لتصعد الدرچ سريعا فسألت احلام دياب بنبرة مستفزة مبتسمه :
-لما انتم مش عارفين بعض من الاساس كنت بتتجوزوا ليـه؟

مط ديـاب شفتاه بلامبالاة و غادر الي اعلي خلفها بكل هدوء وكانه لم يحدث اي شيء
تنهد ضاحي بعدم اهتمام : -خلاص يا احلام هم ما شافوش بعض غير دلوج يلا بينا علي فوج احنا كمان قبل ما العيال يصحوا

***
في فيلا احمد السويفي كانت اسيف تجلس بالصالون تمسك مجله تقرا فيها باهتمام وبجانبها هايدي اختها مرتدية نظاره القراءه وتمسك كتاب بين يديها و تذاكر دروسها باهتمام هي الاخرى. نزلت ثريا من غرفتها متجهة الى ابنتها لتخبرها تذهب للنوم لكنها تفاجأت بزوجها احمد يدخل مربط يده بشاش قطن، شهقت بقوه قائله بخوف:
– احمد مالك يا حبيبي
قامت هايدي مسرعاً الى والدها قائله بذعر :
– بابي
تنهد احمد مجيب بتعب:
– اهدوا انا كويس مجرد حادثه بسيطه انا قدامكم كويس اهو
ثريا بخوف:
– كويسه ايه بس امال رابط ايديك ليه كده
احمد بجدية:
– يا ثريا ما تقلقيش انا كويس قدامك اهو

نظرت اليه متحدثه وهي تقترب منه بقلق:
– طب تعالي اسند عليا عشان تطلع ترتاح يا حبيبي
امسكت هايدي يد والدها الثانية ونظر احمد اليها بحنان ثم القي نظرة على ابنته اسيف التي كانت تجلس كما هي ولم تتحرك من مكانها بالعكس تماماً كانت مشغوله بالقراءة المجله بعدم مبالاة ليقول بحزن:
– مش هتيجي تطمني عليا يا اسيف
اجابت دون النظر اليه بعدم اهتمام:
– انت مش لسه قايل انك كويس وبعدين ما انت زي الحصان قدامي اهو

جز علي اسنانه بحده من برودها ليعرف بانها لم تتغير بسهولة قائلاً بقله حيله من جحود ابنته عليه بحزن:
– يلا يا ثريا طلعيني فوق عاوز استريح مش ناقص وجع قلب

***
في فيلا زين الجبالي كان يجلس أمام التلفاز بعدم اهتمام لما يشاهد ونظر في ساعة يده بقلق على زوجته فلم تأتي حتي الان منذ خروجها، حتي دلفت نـادين من باب المنزل ليقف و اقترب منها ليتحدث :
– نـادين انتي كنتي فين كل ده اتاخرتي اوي وكمان مش بتردي علي تليفونك

نظرت اليه مطولاً متحدثه بنبرة ساخره:
– ايه قلقت عليا . اطمن كنت مع مريم بنت عمي
عقد حاجبيه متسائلا:
-اكيد قلقت. مالك انتي كويسه
لنتذكر حديثه مع والدها عن ارض بيع اخيه لتقول متسائلة :
– زين هو انت رجعتني ثاني ليه بعد ما كنا خلاص متفقين علي الطلاق وما كنتش طايقني.

اتسعت عيناه بتعجب ثم تحدث بارتباك واضح مما زاد الشك داخلها:
– ايه اللي خلاكي تسال سؤال زي كده دلوقت اا ما انا قلتلك حسيت إني اتسرعت
كسى الاستنكار معالم وجه نـادين لتسأل :
-بس.. ما فيش سبب ثاني
صمت ولم يعرف بما يقول بانه عاد لها من اجل عدم قبول والدته واخيه عيسي الطلاق.
لوت نـادين شفتيها بسخرية من صمته لانها تعرف الاجابه:
– ايه هي صعبة الاجابه أوي كده.. على العموم انا عرفت الاجابه ايه؟
– ايه
اجابته بمرارة :
– انك بتحبني وكمان عشان العشره اللي بينا مش كده

قال زيـن بتلعثم:
– اه طبعا عشان بحبك
نظرت حولها متسائلة باهتمام:
_وتين فين؟
اجـاب زيـن عليها :
-فضلت مستنيكي وبعد كده لما غلبها النوم طلعتها فوق في الاوضه

تحركت تجاه غرفه ابنتها لتقول ببرود:
-تمام تصبح على خير
اوما زيـن بهدوء يخفي خلفه توتره ليقول :
– وانتي من اهله
قالها وتنهد قائلا مجيب عليها لا يعرف ماذا بها وتغيرها فجاه حتي سمع صوت دقات هاتفه ليجيب قائلا باهتمام:
– ايوه يا استاذ عز بجد كلمته على موضوع الارض.. ده جلال هيفرح قوي لو وافق على البيع

كانت نـادين في الاعلي تقف في منتصف الدرج الفيلا واستمعت بحسره وألم اليه لتعرف بأنه يتحدث مع والدها عن مشروع اخيه الذي أرجعها من أجله فقط لتشرد فجاه في حديثها قبل قليل مع مريم.. تفكر بأن من الممكن هذا الحل الوحيد.

***
جلست جـميـله تبكي وترتجف من الخوف وتردد :
-غبيه.. غبيه من امتى وانا برد اصلا على حد لازم اتسحب من لساني واغلط فيه اهو طلع جوزي استلقى وعدك بقي منه، زمانه بيقول عليا دلوقتي واحده مش كويسه وبعدين ما هو اللي بدأ الاول وغلطت فيا وفكرني حراميه يا ترى هيعمل فيا ايه؟ من اولها كده شكلي بداتها بدري .

وفي ذلك الأثناء دخلت طفله صغيره تدعي فـرحـه من باب الغرفه عندما استمعت صوتها تبكي اقتربت منها متسائلة:
– عتبكي ليه يا ابله ؟
مسحت دموعها المنهارة بسرعه قائله بصوت تحاول ان تبدو طبيعيه:
– لا يا حبيبتي مش بعيط ولا حاجه انتي ايه اللي مصحيكي لحد دلوقت
هتفت فرحه باحباط : – اصل متعوده على طول انام چار ابويا نسيت انك موجوده وابوي اتجوزك انا هروح انام في اوضتي.
اتسعت عيناها بلهفة لتقول تلقائيًا وكانها وجدت طوق نجاة :
– لا لا استني انا مش متضايقة تعالى نامي جنب باباكي زي ما انتي عاوزه

فرحه بسعادة :
– صوح يا ابله
قالت جـميـله بابتسامة محببة :
– ايوه يا حبيبتي
وقفت جـميـله بخوف عند دخول ديـاب الغرفة لهيئة المعتادة اقتربت فرحه ببراءة:
-ابويا انت زعلت ابله چميله ليه كانت بتعيط
داعب ديـاب انفها بيده وهو يقول بحنان:
– روحي يا فرحه انعسي جنب اختك ملك
هزت راسها برفض وقالت:
– لاه انا عنعس كيف كل مره جنبك وابله چميله موافجه صوح يا ابله

عَلت انفاسها وكلماتها وهي تحاول تطمن نفسها واسكات ذلك الخوف بصعوبة شديدة وقالت:
– ا.ا. اه
ليرفع حاجبه تزامنًا بسخرية مع حروفه وهو يرد بخشونة:
-طب روحي على الفرشه وانا شويه وجاي جنبك انعس
ذهبت فرحه تمدد جسدها علي الفراش وظل دياب واقف امام جـميـله التي اشتد خوفها وبكائها منه منتظره مصيرها .
-خدي وحاولي تهدي

كان يعطيها مناديل تفاجات به ولم تاخذها منه من خوفها فرماها بجانبها بلا مبالاة وظلت تنظر للاسفل بخوف ،وجلس هو على الكنبه التي امامها وهو ساند على ركبتيه ثم مد يدة ورفع راسها :
– انا عجول حديدي مرة واحدة ..اولا المهزلة اللي حصلت تحت مستحيل تتكرر مرة تانية اتعودي لما اجولك كلمة تتسمع فورا مفهوم ثانيا ممنوع تخرچي من الاوضه مين غير ما تحطي طرحه على راسك وتغطى شعرك زين.
وبالنسبه لجله ادبك اللي عملتيها تحت ولسانك الطويل تتلمي وتجصري بدل ما اقطعه ليكي خالص
بعدت جـميـله وجهها عن يدة وهي تشهق بالبكاء:
-والله ما كنت اقصد ما كنتش اعرف انك انت جوزي انا لسه شايفه شكلك دلوقت ما كنتش اعرفك

استمع لصوتها المبحوح من البكاء اطربه صوتها المؤلم، دياب تحدث بصوت هادي : – من غير بكاء انا بتحدد بهدوء ولازم تعرفي ان ديه مش رد فعلي العادي انا بس عدتها عشان اول مره. لكن بعد اكده هاخذ اجراء مش هيعچبك لو فكرتي بس ما تحترمنيش وتقللي مني
لتتنفس ببطء تهدأ بكائها بهذة الطريقة مس قلبه وهو لا يريد ان يلين هكذا ليقول بخشونة:
– رايد اسمع صوتك انا مش بتحدد مع الخرس
هديت جـميـله قليلا وتكلمت بصوتها الرقيق الهادي :
– حاضر

اهتز ديـاب لنبرة صوتها فرد عليها متحمحم:
– طب يلا روحي انعسي جنب فرحه وانا شويه وجاي وراكي
اتسعت عيناها بفزع وهي تسأله :
-ورايا فين هو انا هنام جنبك
زمجر فيها بغيظ :
– امال هتنامي فين هي الست مش مكانها الاصلي جنب چوزها؟

بللت شفتاها والتوتر يزحف لكافة جوارحها ببطء ثم خرج صوتها مبحوحًا يحتجزه القلق :
– هاه، اه ماشي اسفه ما كانش قصدي بس لسه مش متعوده
ذهبت جـميـله للداخل، و وقف ديـاب امام النافذة الكبيرة وظل فترة ينظر للخارج ليهدا ضربات قلبه، ثم تقدم للداخل و تفاجأ بفرحه ابنته تنام في حضن جـميـله براحه وهي تضمها.

***
باحدى الأحياء الشعبية، والبنايات ذات الطراز القديم، صفت اسـيف سيارتها امام تلك البناية شبه قديمة، و نظرت حولها لا تعرف اين المنزل بالتحديد لتلمح شاب يقف امام مقهى لتذهب اليه تسأله:
– لو سمحت ما تعرفش فين بيت مصطفى ايوب
نظر الشاب الي هيئتها باهتمام وقال باعجاب:
-ايوه يا عسليه ساكن هنا فوق الدور الخامس
هتفت اسـيف بقرف ولم تعلق علي نظراته وهي ترحل:
– شكراً
-اي خدمه .

سمع مصطفى صوت طرقات علي الباب ليذهب ويفتح مرددا:
– ايوه يا اللي بتخبط جاي . اسـيف انتي ايه اللي جابك هنا.
نظرت اسـيف الي ما يرتدي من عباءه طويله كانت تراه لاول مره مرتدي هكذا لذلك انفجرت بضحك عليه قائله:
– ايه الجلابيه اللي انت لابسها دي، منظرك نكته بيها بقالك كثير مش بتيجي الجامعه قلت اجي اسال عليك

قبل ان يجيب عليها تقدمت والدته منه باستغراب قائلة:
– مين يا مصطفى اللي علي الباب . انتي عاوزه مين يا حبيبتي
ابتسمت اسـيف قائله بود:
– انا اسـيف زميله مصطفى في الجامعه اصل بقاله كتير مش بيجي الجامعه قلت اجي اسال عليه

تفاجات والدته لحظه من جرأتها لتاتي الي هنا منزل ابنها فهي في منطقة شعبيه، ثم حمحم مصطفى وقال:
-احم دي اسيف يا ماما بنت صاحب الشركه اللي بشتغل فيها وهي اللي جابتلي الشغل
ابتسمت لها قائله بسعادة:
– بجد هو انتي .اه طبعا يا حبيبتي تنوري اتفضلي جوه

وضعت اكواب عصير الليمون فوق الطاولة تقول بابتسامة:
-شرفتينا مصطفى حكالي عنك ، والله بنت حلال عامله شويه ملوخيه تستاهل بقك
ابتسمت لها اسـيف ليقول مصطفى بضيق بتحذير:
– ماما خشي جوه يا حبيبتي .. خشي ملوخيه ايه الساعه سبعه الصبح. يلا جوه ربنا يهديك
والدته بلا مبالاة:
– وفيها ايه الحق عليا مش عاوزه تنزلوا على لحم بطنكم طب خلاص هعمل لكم فطار عادي اتفضل انزل هات فول

هتفت اسـيف بهدوء:
-لا يا طنط متشكره انا اصلا ما بفطرش كده الصبح بدري
مصطفى بغيظ:
– يا ماما ابوس ايديك خشي جوه ملوخيه وفول ايه بس
نظرت والدته بضيق اليه وقالت بحده:
– في ايه يالا مالك عايزه اعمل الواجب مع الضيفه. خلاص خلاص حاضر لو عزت حاجه انده عليا . شرفتينا يا حبيبتي

دخلت الي الداخل لتقول اسـيف بين ابتسامتها:
-مامتك عسوله اوي ربنا يخليهالك
تنهد مصطفى وقال باستغراب:
– انتي ايه اللي جابك يا اسـيف كده بدري الصبح كنت اتصلتي بيا بدل ما تضربي المشوار
– ما اتصلت و تليفون كان مقفول وبعدين في ايه من ساعه ما شفتني عمال تقولي اللي جابك ..ايه ما كنتش عاوز اجي واشوفك

هز راسه برفض قائلا سريعا بتوضيح:
-مش قصدي والله معلش تلاقي تليفوني فصل شحن ما اخدتش بالي. بس مش حابب حد يشوفك عندي ويقول كلمه وحشه في حقك
اسـيف بعدم اهتمام:
– ما يقولوا.. انا مش بيهمني حد طالما مش بعمل حاجه غلط المهم ما كنتش بتيجي الجامعه ليه

قال مصطفى بهدوء:
– ابدا كنت مشغول في الشغل مع باباكي ما حبيتش اكوم عليا شغل كثير من اولها متشكر قوي يا اسيف مش عارف اقول لك ايه على الشغل اللي جبتهلي

عقدت حاجبيها متسائلة بشك:
– وهو بيديك شغل كثير اوي ليه؟ هو مش عارف انك بتدرس ولا هو غاوي يضايقني انا وخلاص
هتف مصطفى وقال سريعا:
– لا لا الموضوع مش كده انا بس عشان لسه في الاول ولسه بثبت نفسي. انتي ايه اخبارك كويسة وصحيح احمد بيه ما جاش الشغل من اسبوع والناس في الشركه بتقول اول مره يغيب كده .. هو في حاجه

اسـيف شردت في مرضه والحادث الذي فعله منذ اسبوع وقالت بخفوت :
-عادي تعب شويه بس هو كويس … كويس ما تقلقش يومين وهينزل الشغل من ثاني
مصطفى احس انها ليست علي ما يرام وقال متسائلا بقلق:
– انتي كويسه يا اسـيف شكلك فيكي حاجه هو باباكي تعبان قوي كده

تنهدت بضيق شديد وقالت بغضب لا تعرف سببه:
-ما قلتلك كويس وانا كمان ما فيش حاجه و هزعل عليه ليه اصلا عادي… مانمتش بس كويس.. يلا قوم البس عشان نروح الجامعه كفايه كلام هنتاخر .

***
في فيلا احمد السويفي بداخل مكتبه يجلس وعلي المقعد الذي امامه تجلس زوجته تحدت قائلا بعد أن اغلق الهاتف مع جلال هاتفا :
– اعملي حسابك يا ثريا جلال واخوه عيسي جايين النهارده يتغدوا معانا
تنهدت بضيق ثريا لتقول بقلق: – انت لسه برده مصمم على اللي في دماغك يا احمد ما بلاش

تطلع اليها بدهشة وقال باستغراب:
– غريبه يعنى مع إنك اول واحده كنتي مرحبة بالفكره وانتي اللي اقترحتي عليا اجوزها خايفه ليه دلوقتي
اجابت ثريا بقلق:
– عشان ما بقتش تمسك اعصابك معاها زي الاول خايفه في مره تمسك فيها وما تقدرش و يحصل لك حاجه بلاها احسن انا خايفه اوي من رد فعلها اكيد مش هتسكت وتوافق على طول كده

قال احمد بجدية: – بس انا بقى مش هسكت وهفضل مصمم على جوازها من جلال اوعى تفتكري انا بعمل كده عشان اعاقبها لا .. هي في النهايه بنتي برده بس لازم اجي عليها شويه عشان تفوق من اللي هي فيه

***
توسد جلال سيارته السوداء الفخمة و يتبعه الشخصيين منهم عيسي الجبالي والسائق و كان عيسي يرمقه بنظرات عدم رضا؟ لما هو ذاهب يفعله حاول التحدث معه كثير بان يرفض عرض احمد السويفي بزواجه من ابنته فاحس اخيه وضع نفسه في مكانه بيع وشراء

– انت چري حاچه لعجلك يا چلال كيف توافج على حاچه كيف اكده تتجوز واحده ما تعرفش عنها حاچه لا وكمان ابوها ذات نفسه هو اللي طلب منك تتجوزها عشان مش جادر علي تربيتها انت ضامنها ولا تعرف اخلاقها ايه ودي بجى لو حبيت تشتكيها لابوها هتشتكي لمين؟ اذا كان ابوها ذات نفسه هو اللي بيعها ليك .

كل هذه التساؤلات دارت في عقل جلال ايضا،نظر لنفسه غير مصدِّقا لما هو ذهاب اليه هو لا يريد الزواج ليس فقط منها بالذات لم يفكر يوماً بأمر كهذا؟ لم يحب اي فتاة قبل سابقاً كان العمل المقام الاول في حياته ،لذلك هو ايضا ذهاب لاجل العمل فقط حتي يحصل على الارض ويكتمل مشروعه. وبلا وعي بدأ يفكر في هذه الحسناء الجميلة التي راها في المقبرة لكن بما يفكر هو لم يراها غير مره واحده ولم يلتقي بها مجدداً ، لا ينكر بانه يشعر تجاهها ليس الإعجاب بل بالعشق.. لكن اين هي، نظر الي عيسي الا انه لم يعطيه مجال لذلك وقال كلامه:
-عيسي ممكن تسمعني كويس لان مهما تتكلم انا هفضل مصر على الجواز من بنت احمد السيوفي انا مش فاهم فين المشكله دي مجرد صفقه هتجوز بنته وهكمل المشروع .

بعد اصرار كبير وافق عيسي بان يذهب معه بقله حيله وغير رضا علي هذا الزواج حتي والدته عديله كانت ترفض بشده ايضا هذه الزيجة نظرت اليه متحدثه بنبرة حادة:
– رايد تتجوز بنت مصراويه زي اخوك زين ومالها صفيه بنت خالتك متربيه زين؟ انت مش شايف اخوك مش مستريح مع مراته المصراويه رايح انت كمان تعمل زيه.
و رغم كل هذا الرفض كان اصرار جلال الكبير والمستمر اوقف الجميع بشكل تام .

فاق من شروده وما ان وصل الى فيلا احمد السويفي ترجل من سيارته بخطوات واثقة جامدة وايضا عيسي خلفه نظر ليرى احمد جالس ينتظره سار عيسي نحوه وهمس باحترام:
-سلام عليكم
احمد بابتسامة عريضة بحنية ورد عليه:
-وعليكم السلام ، اتفضلوا اقعدوا. تشرفنا انا احمد السيوفي اتقابلنا قبل كده صح

عيسي بهدوء:
– صوح .
انصاع عيسي وجلال لامره بكل هدوء وجلسوا امامه، لينظر جلال الى ملامحه المرهقة وتساءل بقلق:
-حضرتك بقيت بخير؟ لسه تعبان؟ شكلك مش كويس
أبتسم احمد وبداخله يتمنى أن يكن احسن الاختيار في زوج الي ابنته وهمس:
– انا بخير يا جلال ماتقلقش

هز جلال راسه بهدوء ليدخل الخادم وبيده واجب الضيافة. بينما كانت اسيف تجلس اعلي تنظر من خارج النافذة علي جلال وعيسى. باستغراب من هويتهم ومن هما؟ ثم هز كتفها سريعاً بلا مبالاة لتكمل قراءه المقال الذي بين يديها باهتمام.

***

في الصباح بداخل قصر عيسي الجبالي تقدمت صفيه بابتسامة وهي تبحث بعينيها:
– اصباح الخير يا فرحه باجولك ايه هو.
قاطعتها فرحه قائله بضيق:
– ما اعرفش هو فين نزل الصبح مع عيسى وما رجعش لحد دلوج حلي عن نفوخى بجى
عقدت حاجبيها متسائلة:
– هو ايه اصله ده هو انا جلت حاچه ولا لسه فتحت بجى

فرحه بنفاذ صبر:
– اصل انا عارفه اللي فيها هتسالي على چلال كيف كل مره فانا بوفر عليكي الحديد و بجولك ما اعرفش هو فين
جزت على اسنانها بضيق :
– ياساتر عليكي الواحد ما يعرفش ياخذ منك عقاد نافع ما اعرفش عيسى مستحملك على ايه يا شيخه
اتسعت عيني فرحه بدهشة من عدم احترامها وقالت:
-بجى اكده مستحملني يا اختي كيف ما چلال مستحمل زنك ومجيك كل شويه فوج راسه
نظرت إليها صفيه بنظره حادة وغضب وقبل ان تجيب دلف جلال مع عيسي لتذهب اليه بابتسامة مشرقة :
-ازيك يا چلال عامل ايه واخبارك ايه

هز جلال راسه بهدوء وقال موجه حديثه الي فرحه:
– بقول لك ايه يا فرحه جهزي نفسك انتي وامي هتيجي معانا عشان ناوي اخطب.

لتقول فرحه بعدم تصديق: ومين العروسه!

ابتسمت صفيه بسعادة معتقده هي من تكون العروسه لكن خاب املها حين قال عيسي بخشنـة:
-اسيف بنت احمد السيوفي راچل اعمال في مصر.

اطلقت فرحه بسعادة: لوووووووووووولي

**
في منزل دياب حماد الجبالي صاحت احلام بصوت عالي :
– چرى ايه يا مرات دياب هتفضلي نايمه طول اليوم عندنا شغل وخبيز
نزلت جميله بهدوء هاتفه:
– ايوه كنتي بتنادي عليا

وضعت يدها فوق خصرها وقالت بنبرة ساخره:
-لا يا اختي بنادي على خيالك.. و بكلم نفسي اصل اتچنيت، بجول لك تعالي ساعدينا انا والبنته ولا هنجعد نخدمك وانتي قاعده فوق… ولا تكونيش حاطه على رجلك نقش الحنه
استغربت من لهجتها وقالت بطاعه:
-لا حاضر هاجي

***
بعد اسبوعين.اشرقت الشمس نورها لتتسلل اشعتها الذهبية الدافئة وتستند على جفونها المنغلقة وهي نائمة، اغاظها الضوء المُسلّط عليها تململت على الفراش الراقدة عليه بضيق لترفع مرفقها وتضع الوسادة فوق راسها دون فائدة فزفرت بحنق من الضجة التي بالخارج لا تعلم مصدرها، قبل ان تنهض عن سريرها متثائبة انها الساعة السادسة صباحا فقط كان الجميع منهمكا في تحضيرات شئ ما ولجت للخارج وهتفت بسخط:
– ممكن افهم بتعملوا ايه؟ وايه الدوشه دي؟

قبل ان يجيب العامل جاءت ثريا قائلة بابتسامة:
-معلش يا اسـيف استحملي يا حبيبتي اصل باباكي عنده حفله مهمه النهارده
اسيف بنبرة حادة:
– حفله ايه اللي بتجهزيها الساعه سته الصبح وبمناسبه ايه؟

اجابت ثريا بتوتر:
– هاه بمناسبه صفقه باباكي كسبها بالشغل. وعايز الكل يبقى موجود .
تنهدت بضيق شديد ولم تعلق لتذهب للداخل لعلها تنام.

***
انتهى زين من صلاته ثم ارتدى ملابسه المكونة من بنطال اسود و عليه قميص ابيض اللون. وجانبه تقف نادين تعدل هيئتها في المراه و تركت شعرها الحريري يزين ظهرها و ارتدت نظرتها الشمسيه و حذاء ثم اخذت حقيبتها بيدها ليقول زين:
– يلا يا نادين هنتاخر على الفرح
– طب أسبق انت وانا جايه وراك اصلي لسه قدامي كثير عقبال ما اجهز

هز راسه وهي يهتم بالرحيل وقال:
– طب تمام بس ما تتاخريش بدل ما يمشوا و يسيبونا
خرج زين وخرجت نادين بعده وذهبت الى غرفته المخصصة للرسم وتأكدت من اغلاق الباب وهي تستغرق النظر مع كل جزء حولها بالغرفه وحديث ابنه عمها مريم بتردد حولها.
– معقول في راجل ما لوش ماضي ولا عرف ست قبل كده ممكن انتي اللي مش واخده بالك

اخذت نفس عميق واخرجته ببطئ وهي تبحث بداخل الغرفه عن اي شئ ضد زين. ظلت اكثر من نصف ساعه تبحث ولم تجد شيء مريب.

ثم تنهدت بضيق وياس من نفسها انها سمحت للشك يدخل داخلها تجاه زوجها زين. التفتت لترحل لتلمح صندوق اسود مترب تحت طاولة عقدت حاجبيها متسائلة نفسها ما بداخله. لتكسر فضولها لتاخذه وفتحته لتري ما بداخله كان مجموعه من الورق غير مهم وبينهما ورقة بلون مختلف مطويه لتفتحها وتفاجات بصوره فتاه جميله.

أصابها الذهول من تكون هذه الفتاه؟ لم تراها من قبل وانتبهت خلفها بعض كلمات مكتوبه.
“الى اجمل وارق ما رأت عيني حبيبتي . اسـيف.” وكانت دموع عينها تسيل مع كل كلمه بالم.

***
وصل موكب عائلة الجبالي لمنزل احمد السويفي هبط جلال يسير بهيبة وسط رجال العائلتين استقبله احمد السويفي و زوجته ثريا بترحيب وقال جلال :
– السلام عليكم
اجاب احمد السويفي و زوجته ثريا :
– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
هتف احمد بتفهم:
– اتفضلوا من هنا

لوت عـديـلـه شفتيها بسخرية هاتفه بغيظ بهمس الي فرحه التي تسند عليها:
– هم دول اللي رايد يناسبهم العنوان باين من اوله دول جالعين اكثر ما لابسين
ردت عليها فرحه بصوت منخفض:
– بس يا مرات عمي، بدل ما حد يسمعك مش ناجصين فضايح
– ما يسمعوا يا اختي هو انا بخاف

جلس الجميع في صوان كبير أعده احمد خصيصاً بالحفل لاجل سيدات الصعيد فهو يفهم العادات والتقاليد و احضر حفل المزدوج والذي كان مفروش بالكامل بالسجاد الاحمر وامتدت امامهم موائد كبيرة مليئة بكل انواع الضيافة وبعد الترحيب والضيافة المعتادة تنحى احمد السويفي بجلال جانبا حتى لا يسمعه احد، نظر احمد في عين جلال وبنبرة حادة تغلفها العاطفة:
-النهاردة هاديك امانة غاليه قوي عليا و اوعدك انك في يوم هتيجي تشكرني و تدعي لي أن اديتهالك بس دلوقتي عاوزك توعدني تصونها .

قرأ جلال في عين احمد الخوف على ابنته فنطق بكلمة واحدة خرجت من جوفة لا يدري هي جاءت كرد فعل لما شعره من صدق احمد وطلب حمايته كرجل صعيدي شهم و همس :
– اوعدك.
ابتسم احمد وقال:
– مش عايز تشوف شكل عروستك
حمحم وكأنه تفاجأ بالسؤال او لم يخطر علي باله من قبل، قرأ أحمد الحيره في عيناه بعد ان اشار له وتوجه بالكلام لجلال:
– هي اللي قاعده هناك دي لوحدها.

نظر جلال بتلقائية علي مكان ما أشار ، كانت اسـيف تجلس بفستان اسود قصيره تبدو مثل الاميرات بشعرها المرفوع قليلا من الامام على شكل تسريحة بسيطة ناعمة وبقيته منسدلا على طول ظهرها لتبدو كالملاك

بينما مساحيق التجميل الخفيفة التي وضعتها زادتها جمالا ورقة على جمالها الخلاب، وكانت تمسك بين يديها هاتفها تعبث به بلا مبالاة لما حولها فهي حتي الان لا تعرف لما تجمع هذه الناس ولم تقتنع بانه حفل عمل .

كان واقفاً بهيبه الرجولية وطلته البديعة، متازرا بدلة سوداء وقميصا رماديا . وقع جلال اول شئ علي فستانها القصير بغيره راجل صعيدي ينظر لها الجميع ويراها هكذا الي زوجته المستقبلية. راها اخيرا و وقعت عيناه الي وجهها ليخفق قلبه بقوة من شدة جمالها الذي لم يرى مثله قط.

ولكن لاحظ شيئا اهم، هذه نفس الذي راها من قبل بداخل المقبرة ،هي التي كان يبحث عنها منذ ان راها و وقع اسيره اليها. ونسي كل شئ ويفكر فيها فقط ، الان سيصبح كل هذا الجمال ملكه لوحده لم يستطيع ان يحيد عينيه عنها ولو لثانية مع كل نظره يسير بها نحوها يشعر بانه يغرق اكثر واكثر.

وقف يتامل حمرة وجهها التي تزين وجنتيها ، فابتسم بهيام وسعاده لم يستطع أخفاها، الان ادرك انه يعشق هذا الملاك التي جعلته يحب ولاول مرة طوال حياته .

***
انزلت اسيف الهاتف من بين يديها، تطلعت حولها بملل لتنهض تسير و اصطدمت فجاه بجسد أبتعد عنها قائلا باعتذار:
– اسف ما اخذتش بالي

قالها زيـن قبل أن يصيبه السكون النفسى حين تفاجا بها أمامه، ما الذي تفعله في حفل زواج اخيه بحق الله ليس من العدل ان يراها بعد اكثر من اربع اعوام لم يعرفها منذ ان تركها او يسمع اي خبر عنها خلالهما ليقول بهمس:
-اسـيف.

امتدت يدها بشكل تلقائياً لتزيل احدى خصلات شعرها الشاردة على وجهها وينقبض فؤادها بذات اللحظة بالم غير طبيعي لا تعلم كيف نطقت شفتاها بتلك الكلمات من صدمتها:
– زيـن.

ازدردت غصّتها الكاتمة انفاسها وهي ترى فتاة ما تقترب بجانبه ولا تكون غير نـادين التي طول الحفل كانت تنظر اليها تشبه على وجهها راته من قبل لكن الان عرفت من تكون؟ و من غيرها صوره الفتاه التي يحتفظ بها زوجها داخل غرفته .

نـاديـن بكل تاكيد بامكانها ان تتماسك وتطمس وجعها تحت قلبها دون ان تسمح لاحد، يري بالظهور ملامح حزن او الم على وجهها حتي لا يشعر احد ولكن هذا ليس سهلاً كيف ترى من احبها زوجها امامها وتستطيع الصمت كيف ستتحمل كيف؟

حاولت اسـيف. ضبط نفسها لترحل من هذا الموقف الغريب الذي اوقعها فيه القدر.. لكن فجأة اضاءة النور على المنصه ليظهر احمد يقول:
– مساء الخير قبل ما نكمل الحفله حابب اقول لكم خبر مفرح عشان نكمل فرحتنا مع بعض كلنا.

كل الانظار تسلّطت عليه باستنكار وتعجب فتطلع احمد الى اسـيف. ثم الى جلال الذي هز راسه بنعم بهدوء وهتف احمد:
– بما ان جميع اصحابنا واهلنا واقاربنا مجتمعين اليوم وما فيش اجمل من التجمع ولا من المناسبة السعيدة دي باني عدى 10 سنين على مجموعه شركات A.m، فانا فكرت ما فيش مناسبه احلى من كده باني اعلن كتب كتاب اسـيف. بنتي علي جلال الجبالي.

اسـيف. واين اسـيف. الان . .

وقفت بصدمه كبير، فماذا يقول؟ ما الذي تفوه به بحق الله؟ لتشعر كأن تم القاء دلو كبير من الثلج على وجهها،هو بالتاكيد ليس واعي لما نطق به، هي ستتزوج ومن شخص لا تعرفه..
لا مستحيل .. تطلعت الى والدها باستنجاد لتجد والدها يحدق بها بهدوء وصبر ثم راته يقترب منها و بجانبه مأذون.

_________________

راى زيـن اسـيف امامه كانت اكبر الصدمه له وهي ايضا، ثم تطلعوا الي بعض بمشاعر مختلطة ما بين خوف وتوتر اختلفت نظراتهم عن الجميع الي مكان بعيد لا يعرف غيرهم الي اخر حوار دار بينهما. .

– يا اسـيف افهميني انا فعلا معجب بيكي نفسي اتجوزك واكمل حياتي معاكي بس محتاج وقت بس زي ما قلتلك استني لما اشتغل عشان اعرف افاتح اهلي في موضوع الجواز من بره العيله

قالها زيـن لاسـيف كانت شابه صغيرة وقتها في الثانوية قد تعرف عليها زيـن بالصدفه واعجب بها واعترف بحبه لها وفي ذات يوم رحبت هي بالفكرة لكونها صغيره و وحيده كانت تحتاج الى حد بجانبها، لكن لم تستمر علاقتهم سوي أربع شهور من الخناق والمشاكل دائما في علاقتهم وكانت اسـيف حينها بالنسبه له، عكس مواصفات أحلامه الذي يريدها زيـن لذلك لم يضغط عليها عندما ذهبت وتركته، أما اسيف اعتبرت هذه العلاقة اكبر قرار تسرعت آخذته .

أجابت اسـيف بغضب شديد:
– وانت بقى لسه واخذ بالك دلوقت ان اهلك مش موافقين على الجوز مني؟ ولا كنت كل ده بتلعب بيا اسمعني كويس يا زين انا همشي من هنا وانسي خالص انك كنت تعرفني في يوم وعارف لو فكرت تيجي المدرسه هبلغ عنك واقول لمدير المدرسه و بابا انك بتضايقني سامعاني.

تسلّط زيـن نظره علي احمد السيوفي باستنكار وتعجب من حديثه عن الزواج معني ذلك هي عروسه اخيه جلال.. انتبه زيـن لنـاديـن التي كانت تقف خلفه وهي تمسك يده لينظر لها باستغراب ويتساءل:
-نـاديـن انتي هنا من امتى.

ابتسمت له بالم طال وقت وهي جانبه ترى مشهد العشق وصله الشوق بينما تطلعت الى والدها باستنجاد لتجد والدها يحدق بها بهدوء وصبر ثم رأته يقترب منها و بجانبه مأذون رشقت اسـيف والدها بنظرات مصدومة كل من في الحفل ينظر لها جميع العيون تحدق بها بتراقب منتظر عقد القران يتم! فهذا زواج وليس خطوبة او مجرد عقد يتم وبعد ان تغادر القاعة وتغير رايها وتزجرهم على هذه المهزلة التي احدثها والدها وتقول انها لا تريده لان والدها يريد ان يزوجها الان ولكن كيف ومتي؟

عرفت الان لم كل هذه التجهيزات كانت تتم منذ الصباح وعلي اعلي درجه من اجل حفل زواج وليس حفل عمل؟ لقد خدعها حقا. لكن لماذا؟

ستجن لا محال هذه الصدمات كثيرة عليها، تطلعت الى والدها لا تعرف ماذا تفعل لتحرر من هذا ترجوه ان يساعدها و ينقذها من هذه المصيبة ان يحميها ويعترض ولكن والدها مزّق نياط لبّها وهو يهمس لها:
– يلا يا اسـيف تعالي عشان المأذون يكتب الكتاب.

تطلعت اليه ساخره،والدها يفاقم الضغط عليها، لما يفعل كل هذا بالتأكيد يعاقبها علي افعالها مع زوجته المصونه ثريا هانم او هي صاحبه الفكره كلها فهو لا يعترض علي قراراتها، نظرت حولها عسى ان تلمح بعض الدعم بعيني اي شخص ولكنها لم تنال غير الصمت، الصمت فقط جميعهم مبتسمين لا يوجد احد يساعدها لا احد يدري حجم المعاناة التي تعاني منها.

احاط والدها بيدها بيده وسار بها جوارهما شخص لا تعرف من حتي الان لكن بالتاكيد العريس! توجهت نحو الشيخ تمنت ان لا ينتهي الطريق تمنت ان لا تصل الى المنصة حيث يجلس المأذون تمنت.. وتمنت ولكنها وصلت في نهاية المطاف وجلست بجانب والدها

غمغمت بألم تتوسله ان يرف بها وينهي كل هذا فبالتأكيد كابوس مزعج وينتهي:
– بابا انت بتعمل ايه.
نظرت اليه يتوسل، ارادت ان تقول لا لست موافقة تمنت ان تعترض ولكن والدها قاطعها بسرعة وكانه ادرك ما تود قوله:
– الناس كلها بتبص علينا يا اسيف وفي كاميرات صحافه واعلام بتصور عاوزاني اتفضح وسط الناس كلها.
للمرة الاخيرة نظرت الى باستهزاء فهو من وضع نفسه في هذا الوضع وليس هي، فهل هي لعبه بين يديه؟ فكرت لحظه بان تهرب وتترك الجميع فمن متي يهتم احد؟ احست برعشة خوف في جسدها لاول مرة تحس بها و رأت الخوف في عيني والدها من رفضها خوف وفي نفس الوقت مترقب متلهف ليسمع موافقتها.

ولكن ليس والدها هو الوحيد كأن ينتظر ردها فجلال تراقب بخوف ردها علي أحر من الجمر، وكان علي الجهه الأخري زين فقد احس من صمت اسيف بأن يوجد شئ غريب يحدث من صمتها هكذا وبحاله لم يراها من قبل فهو يعرفها جيداً.

من جهة والدها اليمنى كان يجلس المأذون بالاضافة الى والدها تجلس امامه، لم تسمع اي كلمة قالها الشيخ عقلها وقلبها غادرا جسدها تود فقط ان تلقي نفسها بزاوية ما وتجهش ببكاء عنيف رغم انها تكره البكاء والضعف لم يكن حلمها ان يتم زواجها بهذه الطريقة كيف ستتقبل ان زواجها وخطوبتها حدثا بهذه الطريقة وتحت تاثير هذا الضغط لماذا هي من بين الجميع.

وسط هذه الافكار سمعت صوت المأذون يقول: اسيف احمد السيوفي موافقة يا بنتي على الجوازه بكامل قواكي العقليه وما حدش غصبك.

ألقت نظره خاطفة بحده علي جلال بانه يعرف بانها مغصوبه علي الزواج منه لعلها تاتي منه لكن خاب ظنها عندما تطلعت الى جلال لتجده بالمقابل يتفرس النظر بها بانتصار وابتسامة خبيثة ظهرت على ثغره لم تفهمها، انزلت راسها وهي تشعر ان تم غدرها..تم اجبارها ولكنها غير قادرة على الإعتراض بحرف كانها مقيدة .

أغمضت عينيها تنعي نفسها للحظة ثم همست وكأنها تودع حياتها بنفسها وكانها ذاهبة للاعدام الحروف انبثقت من فمها كخناجر تطعن حلقها وفمها: موافقة

تعالى صوت التصفيق والزغاريد وهي لا تتمنى غير الاختفاء بل الانقراض كيف وافقت؟ كيف؟ فقط تم الزواج واصبحت ملك شخص لا تعرفه.

بعيد عن ضجة الحفل كانت تجلس فـرحه سارحه في مكان خاص بها هي ومن أحبته فقط. وهو عشقها الوحيد التي اعترفت بانها لم تحب غيره رغم زوجها الاول عامر ولكن عيسي عشق اخر لم ينسي تتمني ان تقضي ايامها وعمرها كلها معه لكن للقدر راي اخر.
رغم حبها الي عامر في الاول ولكن عيسي حبه واهتمامه وحنانه ومعاملته الحسنه استطع كسب قلبها.

شردت في أول يوم دخلت القصر وهي زوجته نظر عيسي اليها وقال بصوته الرجولي الخشن: صالح نعس في فرشته؟
أجابت فرحه بهدوء:
-ايوه رضعته من الرضاعه بتاعته ونعس
ظلت مكانها حتي أتاها صوته وهو يهمس بصلابة حانية:
– ماشي تعالي چاري يا فرحه رايد اتحدت معاكي شويه

جلست امامه على الفراش باحترام وانصياع ليقول:
-شوفي يا بنت الناس انا خابر انك متجوزاني عشان ترضى امك جبل ما تموت الله يرحمها وخابر انها صعبه عليكي تربطي حياتك بواحد مش بتحبيه بس احنا الاثنين في وضع صعب عشان كده لازم نتعايش مع اللي بجينا فيه وطول ما انتي بتراعي ربنا في امي وابني عتلاجي مني معامله زينه و هتجي (هتقي) ربنا فيكي زي ما وعدت امك.

هزت فرحه براسها بتوجس مفكراً في شئ تريد التحديث به فبدا عيسي قائلا بجدية شديد:
-وحاچه كومان بلاش تخشي في خناقه مع امي يا فرحه لأنها مش هتكون لصالحك! ما تستنيش مني اجي على امي عشانك إلا امي يا فرحه خط احمر.. في حاچه في حديدي مش عاجبكي يا بنت الناس.

اجفلت عينيها بقلق وهي تفرك في يدها بارتباك وقالت:
– لاه حديدك كله زين بس رايده منك طلب واحد بس؟
تنهد عيسي بهدوء مرادفا:
– كل طلباتك مجابه من غير ما اعرف
نظرت له بابتسامة هادئه وقالت بحنو:
– تسلملي. مش رايده في مره تبصلي ولا تعاملني علي اني بنت حماد الجبالي واخيه دياب الجبالي وتاخذني في الرچلين بين مشاكلكم.. فهمني يا ابن عمي

ربت عيسي بحنية بيده الخشنة على ظهرها ورد عليها حتي يكسر التوتر الظاهر عليها:
– فاهم يا فرحه حاضر كل اللي انتي رايده هيحصل ورايد اطمنك وتثجي (تثقي) فيا ان عمري ما كنت ظالم و راجل و قد كلمتي طالما الكلمه طلعت من خاشمي.
نطقت فرحه سريعاً بلهفة:
– يتقطع لسانى لو جلتها في يوم انت راچل وسيد الناس كلها

ابتسم عيسي لها علي حديثها واقترب منها حتي أغمضت عينها وأصبح أمامها فقبل عينها ثم العين الأخري وبدا يغرقها بقبلات حارة علي كل وجهها حتي وصل الي هدفه شفاها الصغيرة الورديه، بينما لم تعد فرحه في وعيها كعادتها دخل كالاعصار وهز كيانها قطع عيسي قبلته ليسند براسه علي راسها وترك انفاسهم تتلاقي واحس بدقات قلبها وكانها تنبض في قلبه، ليفكر هل يكمل ما بدأ الان ام ينتظر اكثر؟ عيسي بصوت مبحوح :
– افتحي عينك

فتحت عينها كالمنومة مغناطيسي ونظرت في عينيه السوداء كالليل لتري نظرة غربيه غير واضحه وابتسامه الامل علي شفتيه وقال متسائلا:
– لو مش رايده يحصل حاچه ما بينا النهارده مش هزعل ولا هتضايج الأيام لسه ما بينا كثير
اجابت فرحه بخجل وبتلعثم طفيف: :
– اا اني اني اا
تسأل عيسي باستغراب :
– انتي ايه؟

أغمضت عينيها مرة أخري بسرعه من الخجل ، فابتسم عيسي علي برائتها وقبل رأسها و سحب الغطاء عليهم حتي ينام لكن تفاجأ بـها ترمي نفسها بين ذراعيه.لم يصدق عيسي ما فعلته، هل هذه فرحه الخجوله تلك التي القت بنفسها بين احضانه جاهزة بأهمية، شدد من احتضانها ساندا راسه الى شعرها وهو يقول باهتمام:
-افهم من اكده ايه
رفعت فرحه راسها ناظرة في عينيه بين دخان مقلتيه حتي أردفت وهو يميل عليها بنظرة راغبة :
– جصدي موافــ
لتضيع باقي الأحرف بقرب منها بين شفتيها التي دهشة منه فلم يستطع المقاومة ليقطف ثغرها الشهي بقبلة تحمل اشواقا جمّة فيتنفس انفاسها ملتهما شهقتها بين انفاسه الساخنة.

بعد وهلة كبيرة اضطر للابتعاد عنها لحاجتهما الى الهواء ولكنه رفض الابتعاد عنها ليظل محيطا خصرها بذراعيه القويتين بينما ظهرت ابتسامة خجولة سعيدة ترتسم على شفتيها اللتان تحملان اثر اكتساح لها وهي تدفن وجهها في صدره الواسع بينما تطرق دقات قلبها السريعة سمعها بقوة شديدة هاتفة باعتراف لم يتعدى شفتيها بحبه لهذا المقتحم الذي انتزع حبها سارقا قلبها بالرغم منها.

– مالك يا به عماله تضحكي وتكشري على ايه هو حد اتحدد امعاكي ولا چي جنبك
قالتها عديله باستغراب وسخرية الي فرحه لتفوق من شرودها قائله بتوتر:
– هاه لا ما فيش حاچه يا مرات عمي

____________________________

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى