روايات

رواية بيت السلايف الفصل السابع والعشرون 27 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الفصل السابع والعشرون 27 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الجزء السابع والعشرون

رواية بيت السلايف البارت السابع والعشرون

بيت السلايف
بيت السلايف

رواية بيت السلايف الحلقة السابعة والعشرون

______________________ كانت اسيف تجلس بجانب الشباك في غرفتها بشرود حتي دلف والدها مبتسم قائلا:
– قاعده لوحدك ليه ما تطلعي تقعدي معانا بره انا واختك
نظرت اليه متحدثه بلا مبالاة:
– ما فيش عادي عاوزه اقعد لوحدي شويه
احمد بياس هاتفا بقله حيله:
– ثاني لوحدك يا اسيف احنا مش اتفقنا بلاش القاعده لوحدك دي يا بنتي امال احنا موجودين في حياتك ليه وبعدين انا عاوزك زي ما تقربي مني تقربي من اختك برضه
تنهدت اسيف لتقول بهدوء:
– انا مش قصدي حاجه.. انا بس عاوزه اقعد لوحدي مش اكثر
احمد بهدوء وقال:
– طب ممكن اقعد معاكي شويه و نتكلم
هزت راسها بالايجاب بصمت ليتقدم منها احمد يجلس جانبها قال :
-هو انتي ناويه تعملي ايه في حياتك مع جلال
توترت بشده وقالت بلا مبالاة زائفة:
– مش ناويه اعمل حاجه مش ده اللي بفكر فيه اصلا
احمد بتردد:
– كنت عايز اقول لك حاجه يا بنتي بس ما تفهميش غلط ولا تزعلي مني ايه رايك تروحي لدكتور نفساني ممكن يساعدك في حالتك دي
انتفضت اسيف بذعر وهي تتذكر تلك السنوات التي قضتها في المصحه النفسيه و ضعفها و وحدتها لتقول اسيف بضعف:
– لا لااا انا مش هروح مصحه نفسيه ثاني انا مش مجنونه، تاني عاوز تخلص مني وترميني انا نفسي اعرف حاجه واحدة لما انت مش طايقاني كده وبتزهق مني بسرعه ليه بتحاول تقرب مني وتقربنا من بعض ,لو مش عاوزني ابعد عني انا مش عاوزه منكم حاجه غير انكم تسيبوني في حالي انا مش عاوزه حاجه منكم ولا طلبت حاجه انت اللي بترجع تقرب مني مش انا عشان تريح ضميرك وخلاص
نهض احمد بلهفه يضمها اليه بحنان قائلا برفض:
– والله العظيم يا بنتي ما اقصد كده انتي فهمتي كلامي غلط انا عاوز مصلحتك عشان شايفك تعبانه وتائهه طول الوقت فقلت الحل تروحي لدكتور نفسي بس لو مش عاوزه خلاص ولا اكني قلت حاجه خلاص يا حبيبتي انسى
بكت بشده وهي تضمه اليها اكثر بخوف وجسدها يرتجف تنهد بتعب وهو يحتضنها اكثر اليه ويحاول يطمنها وهو يتذكر لحظة انهيارها بين ذراعيه ويتذكر شعوره القاتل بالخوف من فقدانها وهو مستعد بالتضحية بكل ما يملك حتي تعود اليه، نظر احمد اليها بحزن وندم علي ما قاله لها:
-بس يا حبيبتي خلاص ما تزعليش مني انا اسف مش هخليكي تعملي حاجه غصب عنك من هنا ورايح
***
انتظر زين في كافيه علي النيل مجئ اسيل فقد أخبرته بانها بعد نصف ساعه سوف تكون في مصر استغرب حديثها بشده ماذا تقصد بانها توجد في مصر أليس هي مصريه بالاساس
هي قالت له ذلك في بداية تعرفهم علي بعض لكن اجابت بتوتر انها خارج مصر هذه الفترة لم يعطي اهتمام للموضوع كثيرا ثم اعطاها اسم الكافيه الذي يقابلها به ومما زاد شكه تجاه الموضوع اكثر انها لم تعرف المكان بسهولة كانها اول مره تاتي مصر غير لهجتها الصعيدي التي تنهي حديثها بها كل مره فلم يعد يفهم شئ
افاق من افكاره علي دخول دلال الخادمه الصغيرة عليه واقتربت منه فهو يعرفها جيدا تعمل في السرايا بالصعيد وامها ايضا عقد حاجبيه بدهشة وتعجب وهتف بحيره:
– دلال انتي بتعملي ايه هنا
ابتسمت دلال بتوتر واضح وقالت بخجل:
– ااا اني اسيل البنت اللي كانت بتتحدد امعاك في التليفون و بعتلك رساله من يومين
نظر لها بذهول قائلا بعدم استوعب :
– مستحيل
جلست امامه اعلي المقعد بارتباك شديد من كشف كذبها فهي تحبه من مده قصيره منذ ان عملت في السرايا وراته وكانت تنتظر مجئه بفارغ الصبر وان ينظر اليها حتى لو مره واحده لكن كان يتجاهلها دائما لذلك تريد استغلال الفرصه لتقول بتلعثم:
– لاه اني يا سي زين اللي كنت بتحدد امعاك في التليفون على طول بس ما رضيتش اجول لك عشان كنت خايفه و عـ عشان بـ بحبك
نهض زين بغضب شديد وقال بثقه:
– انتي كذابه مستحيل تكوني اسيل في اكثر من سبب يخليني ما صدقش انك انتي نفس البنت اللي كانت بتكلميني في التليفون اول حاجه واهم حاجه لغه الصعيد بتاعتك اسيل كانت على طول بتكلمني بالمصري وعمرها ما وقعت بلسانها وكلمتني بالصعيدي غير لما كلمتني من يومين بس غير انها كانت ساعات بتقول كلمات في نفس الحوار واحنا بتتكلم بالانجليزي وساعات فرنساوي كمان وانا عارف ومتاكد انك مش متعلمه وما دخلتيش مدارس لغات ومعاكي محو اميه بس نيجى بقى لاهم نقطه انا كلمت اسيل اكتر من مره في التليفون وصوتها كان غير صوتك خالص وبرده بتكلمني بالمصري يبقى ازاي
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغ بخوف وصمتت بذعر فقد انكشف كذبها بسهولة فهي لم تفكر في ذلك لانها ساذجه مراهقه تصرفت بطيش دون وعي وعندما سمعت الحوار الدائر بين فرحه و نادين عن ذلك الموضوع اسيل لكن ليس بالكامل طبعا وقد رمت الخط نادين في سله المهملات امامها ايضا وهي تدلف لهم بالقهوه فكرت ان تحاول تخدعه بانها هي نفس الفتاه اسيل ربما يحبها هي فهي سمعت نادين اكثر من مره تتحدث مع فرحه في ذلك الموضوع وانه لم يرى اسيل ولا مره
صاح زين بعنف اخافها بشده و نظرات الناس في الكافيه اليهم باستغراب وتعجب لكن هو لم يهتم:
– انطقي دلوقتي حالا عرفتي موضوع اسيل منين وجبتي خط التليفون منين كمان بدل ما والله العظيم اتصل بوالدتك وابوكي في البلد وهم يتصرفوا معاكي
نهضت بفزع لتقول برفض وببكاء :
– لااا احب علي يدك يا زين بيه ما تجولش حاچه لابوي ولا وامي , دول يموتوني فيها لو عرفوا خبر اني جيت مصر وشوفتك واني عاجول لك كل حاچه سمعتها من ست نادين
تطلع فيها باستنكار وقال بحده:
– نادين! ونادين مالها بالموضوع ده انتي هتحاولي تكدبي عليا وتخدعني ثاني ولا ايه
***
تنهدت فرحه بضيق شديد وهي تقلب في القنوات بريموت التلفزيون بملل تحاول ان تشغل نفسها في اي شئ حتي تخرج عيسي من تفكيرها فقد اشتاقت اليه كثيرا اقتربت منها جميله تجلس جانبها وقالت بابتسامة:
– خلاص الاكل فاضل له نصف ساعه ويجهز يكون دياب جيه و البنات في المطبخ خلصوا
هزت راسها بالايجاب قائله بضيق:
– ما جلتلك اجي اساعدكم وانتي ما رضيتيش
جميله بعتاب:
-يا بنتي هو وانتي جايه تقعدي ترتاحي ولا تتعبي نفسك
فرحه بزهق شديد:
– هو اللي زيه وش راحه , اني اخذت على اكده زهجنه من الجعده عطج من جنابي يا چميله حتى البنت احلام مش موچوده كنت غلست عليها ولا اطلع غلي شويه فيها ولا حتى ضربتها اهو اسلي نفسي باي حاچه
ضحك عليها جميله قائلة:
– يااه زهقانه للدرجه دي
اومات لها براسها بتذمر:
– جوي جوي كان زماني دلوج مرات عمي هي اللي بتناجر(بتتناقر) معايا شويه واني انااجر معاها شويه واليوم يعدي علي اكده
– هو انتي لازم تناقري مع حد يا فرحه ده انتي غريبه قوي
انفجرت ضاحكة عليها لتتابع بخبث:
– طب ما وحشتكيش المناقره مع عيسى هو كمان
توترت بشده عند ذكر اسم عيسي لتقول بحده مصطنعة:
– تصدجي يا بت طلعتي خبيثه لا يا اختي ما وحشنيش
جميله بعدم اقتناع:
-طب عيني في عينك كده
جزت علي اسنانها بغيظ متحدثه:
– يوووه وبعدهالك يا چميله معايا النهارده في ايه هي هرمونات الحمل جلبي عليكي
جميله بضيق:
– ما بلاش الكلمه المستفزه دي بتخنق منها انتي و دياب عليا
تساءلت فرحه بجدية:
-الا جولي لي يا چميله هو ايه اللي حصل بين دياب و ضاحي عشان يسيب الدار فجاه اكده
جميله بتوتر واضح:
– مـ ما اعرفش ابجى اسالي اخوكي دياب
فرحه بسخرية:
– يعني اكده مش هشك ان في حاچه ما تجولي انتي يا چميله وخلاص
تنهدت جميله بحزن:
– اقول لك على حاجه احسن وخديها نصيحه مني بلاش تعرفي حاجه عن الموضوع خالص كفايه اللي انتي فيه وكبري دماغك وصدقيني هتندمي لو عرفتي حاجه خليكي كده احسن وهما ان شاء الله يتصالحوا
***
دلف زين بجسد منهك فقد حاول طول الطريق تهدئت بركان الغضب المشتعل بداخله فاذا كان عاد الى المنزل وهو بتلك الحاله كان سوف يؤذيها بطريقة لا يمكن ان يغفرها لنفسه فمنذ معرفته باللعبة الحقيرة التى تم ايقاعه بها و هو يشعر بالنيران تاكله من الداخل اكان طول هذه المده مخدوع فيها شعر بصدمه كبيرة وخزع كان حبها له نتيجه لعبه و الاتفاق تم مع ابن خالتها ريم حتى يوافق على الانفصال ويطلقها متذكرا رفضها الاستمرار للانفصال منه فى بادئ الامر و محاولته فى اقناعها بان الطلاق ليس حل وتراجع عن فكره الطلاق من اجل اهله في البداية فقط
كان دائما يلوم نفسه علي ما يفعله بها هي وانه بعيد عنها طول الوقت كان يعتقد انها بريئة لكن كل هذا ما كان الا جزء من مخططها اللعين حتى تجعله يقع فى شباك اسيل وتمسك عليه دليل للطلاق
اشتد وجهه بقسوة فور ان تذكر حديث دلال عنها وكل ما سمعته الحوار الدائمة بينها وبين فرحه لا يصدق ولم يستوعب عقله, انها كانت تخططت وتلعب عليه لعبه قذره مثل تلك ليس من المعقول ان نادين كانت نفسها اسيل وكانت تتحدث معه طول هذه الفتره حتي يقع لها ويتم الطلاق حسب رغبتها ويتم فضحه امام اهله هل فكرت في ذلك لكن لا انها انانيه حقا
قبض على يده بقبضة حاده حتى ابيضت مفاصل اصابعه عندما صدح بعقله صوت يسخر منه فقد نجحت فى ذلك بالفعل قد وقع في عشقها واحبها بالفعل لكن كنادين زوجته الحنونه وحبيبته كان يخطط بان بعترف بحبه لها فلم يكن يتردد لحظة واحدة فى ان يفعل ذلك حتى يجعلها فقط سعيدة لقد عشقها حد الجنون بل اصبحت الهواء الذى يتنفسه شعر بالدموع تلسع عينيه لكنه قاومها بقوة
فقد اصبح مغفلا على يدها لعبه تتحكم بها كيفما تشاء اوقات تمثل انها اسيل واحيانا نادين غصه حادة ضربت قلبه فور تذكره ان كل ما عشوا سويا لم يكن الا من ضمن مخططها ولم يكن سوا خداع من قلبها …
لتخرج امامه نادين مرتدية مريله المطبخ تحمل بيدها صحن طعام كانت تعده بالمطبخ اليه وضعته اعلي السفره جانب باقي الطعام لابد انها كانت تحضر حفله عشاء خاصه بهما ابتسمت بعشق وهو تشعل الشموع المعطرة اعلي السفره ثم ألتفتت لتجهز حالها وتطفي الانوار لتعد اليه مفاجاه رومانسيه
اقترب منها ببطئ متاملا ملامح وجهها فمن يراها بهذه البراءه لا يمكنه ان يصدق ما فعلته به تشكلت غصة حادة بحلقه فور تذكره لحظاتهم سويا و التى ما كانت الا تمثيلا من قبلها طوال تلك الفترة وقعت عينيها عليه كان يقف بوجه قاتم حاد اقتربت مسرعه نحوه بابتسامة خفيفه: حبيبي وحشتني اوي ثواني اطلع اغير هدومي وانت كمان وننزل نتعشى سوا
نظر لها ساخرا من نفسه قبل منها بينما اخذت النيران تضرب بصدره من جديد ليقول بجمود: -سيبك من العشاء دلوقتي في حاجه مهمه لازم اقولهالك
اقتربت منه واضعه يدها فوق ذراعه قائلة بقلق مراقبه نظراته الحاده التى تمر فوق وجهه:
– مالك يا زين فى ايه في حاجه يا حبيبي انت كويس
ازاح يدها من فوق ذراعه بحدة وهو يتمتم بغضب:
-انا تمام ما تقلقيش
ليكمل وهو يتجه اليها بوجه متصلب حاد:
– نادين هو انتي ليه بطلتي تطلبي مني الطلاق
اتسعت عيني نادين بذهول تراقب وجهه شاعره بالحيرة و هى تطلع بصدمه :
-واطلب الطلاق ليه هو احنا مش خلاص يا حبيبي مش اتصالحنا مع بعض واتحلت كل مشاكلنا و بقينا كويسين مع بعض
اقتربت منه ببطئ محاوله معرفة ما به قائله بصوت منخفض :
– مالك يا زين هو انت كويس وايه الكلام الغريب اللي انت بتقوله ده هو انت عاوز نطلق يا حبيبي امال ليه من كام يوم كنت لسه بتقول لي نفسي في طفل ثاني منك
لتكمل عندما لم يجيبها و ظل وجهه على حدته قائله بإحباط :
– طيب لو فى حاجة مضايقاك تقدر تحكيلي نفكر سوا و هنلاقى ليها حل أكيد ايه اللي مضايقك بس يا حبيبي
– نادين انا بحب واحده غيرك اسمها اسيل
قالها وهو يتنفس بعمق محاولا تهدئة الغضب الذى لا يزال يعصف بداخله حتى لا يقوم كارها تصنعها للبرائه امامه بهذا الشكل و واضاف بجفاء :
– اتعرفت عليها من على النت وقت ما كنتي بعيد عني وبدانا نتكلم ونتعرف وانا طلبتها للجواز وهي وافقت و انتي كنتي عاوزه تطلقي من الاول صح عشان كده الافضل ان احنا ننفصل وكل واحد يشوف حياته بعيد عن الثاني
ظلت نادين متجمدة بمكانها تتطلع الي زين وهي تستمع الى حديثه منه شاعرة بقبضة حادة تعتصر قلبها بقسوة، تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط علي شفتيها مرفرفه لرموشها المبلله محاولة كبت دموعها وعدم اظهار تاثر حديثه القاسي عليها ولا تعرف بماذا تجيب واي اسيل التي دخلت حياته مره ثانيه
ابتسم زين بسخرية على شكلها هذا متمتما بحده لاذعه بحده مرمقا اياها بنظرات قاسية:
– ايه اوعي تكوني زعلانة عشان هنسيب بعض مش ده كان قرارك من الاول
مر الارتباك فوق وجهها قبل ان تتمتم بعدم فهم: اسيل مين اللي طلبتها للجواز و وافقت
رفع هاتفه في وجهها علي اخر رسائل ارسالتها إليه وهم متفحصا اياها بنظرات ثاقبة قبل ان يتمتم بهدوء:
-اسيل عمران دي
هزت راسها برفض عده مرات وهي تقرا محتوي الرساله بصعق فليس هي، من الممكن اقتحم أحد شخصيتها بدلا منها اخذ صدرها يعلو و ينخفض و هى تكافح لالتقاط انفاسها تمتمت من بين انفاسها اللاهثه بصوت مرتجف وقد شعرت بغمامه سوداء تهل عليها :
– ايه ده مستحيل دي مش اسيل دي واحده بتخدعك دي مش اسيل يا زين متصدقهاش والله العظيم ما دي اسيل.. اسيل اللي بتكلمك كانت انا ..
صمتت نادين مكانها بصدمه بذعر عندما لاحظت تسرعها وما قالته من غضبها وصدمتها ليكمل هو ساخرا بالم:
– بلاش الوش ده والندم عشان انا عرفت كل حاجه اصلا واللي بعتلي الرساله دي دلال الخدامه سمعتك وانتي بتتكلمي مع فرحه وقالتلي علي كل حاجه من شويه
انقبض صدره بالم فور رؤيته للدموع التى اغرقت وجهها راغب بشدة بالالتفات وجذبها بين ذراعيه حتى يهدئها و بالفعل كان يهم بالاقتراب و الذهاب اليها لكنه تجمد بمكانه معنفا ذاته بشدة على ضعفه نحوها بهذا الشكل اشتعل الغضب بداخله مجدداً عندما ادرك كم أصبح ضعيفا اى اصبح لعبة تسيطر عليها بيدها كما كانت تريد بالضبط قبض على يده بقوة متمتما بصوت حاد قائلا:
-انتي طالق
شعرت نادين بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها طلاقها بينما ازداد دموعها بغزارة تقول بصوت مرتجف بشدة وقد بدات فى الانتحاب:
-زين عشان خاطري خليني ابررلك موقفي انا عملت كده ليه عشان خاطري اديني فرصه واسمعني
اطاح بغضب الطعام الموضوعه فوق السفره المجاوره و هو يصرخ بالم وقد اعماه غضبه الذى سيطر عليه واتنفضت بفزع علي صراخه :
-مش عاوزه اسمع خداع وغش ثاني مش بتعملي كل ده عشان تطلقي اديني طلقتك اتفضلي امشي من هنا ومش عايز اشوف وشك ثاني
***
بعد مرور اسبوع
في السرايا جلس الثلاث اشقاء بجانب بعض بوجه حزين فقد ترك كل واحد منهم نصفه الثاني واصبح تائهه من غيره لتقول عديله بندب :
– يا فرحتك باولادك يا عديله اتلميتو انتم الثلاثه على بعض ..سبتوا مراتاتكم وجعدتوا في وش بعض وانت يا استاذ زين مش رايد برده تجول ليه طلجت مراتك ولا عملتلك ايه
نظر لها زين بوجه حزين جدا فهو منذ طلاقه من نادين وتركها دون سماع منها مبرر وجاء هنا ولم يتحدث مع احد في شئ وحبس نفسه داخل غرفته ولم يرى احد ولا يعرف عن نادين وابنته شئ ليقول بالم:
– سيبيني في حالي بالله عليكم يا ماما انا مش ناقص حد
عديله بزعل وضيق:
-ما لازم اسيبك في حالك هو انت اخذت اذن حد لما رحت طلجتها من نفسك من غير مشوره حد وانتم خليكم جنبه لحد ما يجي الدور عليكم و تطلجوا مراتاتكم انتم كومان
نظر جلال وعيسى الي بعض بخوف ان يحدث ذلك في يوم بالفعل فلا احد يعرف مصيره حتي الان مع زوجته ليقول جلال بحده :
– في ايه ياما عماله تقطمي فينا ليه ما احنا عملنا اللي علينا وحولنا نرجعهم بس هما اللي مش راضيين
هزت راسها بياس واحباط اليهم لتكمل حديثها الي عيسي قائله:
– وانت يا عيسي برده مش ناوي ترچع فرحه
اغمض عيني بتعب ويأس فعديله لا تفعل شئ خلال هذا الاسبوع غير أن تسأل متي سوف تعود فرحه الي المنزل مره ثانيه هتف عيسي بضيق شديد:
– ياما هو انت كل ما تشوفي وشي تجولي لي مش عترجع فرحه اللي يشوفك دلوج
ما يشوفكيش وانتي عماله تتخانقي معاها ليل ونهار على اي سبب غير موضوع اتجوز غيرها عليها
جزت علي اسنانها بضيق متحدثه بغضب شديد:
-عشان حمار وهي كومان حماره، اني عمري ما كرهت فرحه بالعكس كنت بحبها جوي واكثر منكم كومان ، بس انت ولا هي كنتم فاهمين اكده و كلكم فاكرين بكرهها كفايه انها شايلاني اني وابنك واخواتك بس لازم كنت ابجى جاسيه (قاسيه) عشان اني ام وبفكر لجدام كنت خايفه عليك من غدر الزمن عشان اكده كان نفسي تتجوز وتجيب اخ لصالح بس عمري ما كرهت فرحه، دي نص جلبي من جوه دي بنتي اللي مخلفتهاش
اخفضت راسها عديله بصوت منكسرة ضعيف: -رجعلي فرحه يا عيسى جلتلك الدار هتضلم وهتبجى كئيبة من غيرها وما لهاش طعم وطلع حديدي صوح.. اني رايده بنتي.. رجعلي فرحه بنتي يا عيسى
***
في فيلا احمد السيوفي جلست اسيف مقابل مصطفى وقالت بعتاب:
-ليه يا مصطفى ما قلتليش انك اتجوزت صفيه بنت خالت جلال
مصطفى بضيق مكتوم:
– عشان الجواز مش هيستمر كده اوكده يا اسيف سوا قلتلك او مش قلتلك انا اتفقت الطلاق بعد شهرين اقولك بقي ليه
نظرت اليه بحزن عليه قائله بتردد:
– يعني انت كنت بتتكلم على صفيه لما قلتلي في بنت في الصعيد هتتجوزها وبتحبها
اخفض راسه بغصه في حلقه وقال بصوت منخفض:
– الظاهر كده مش كل اللي بيحبوا بيطولوا العشق يا اسيف خلاص انسي زي ما انا باحاول انسى
تنهدت اسيف بضيق لاجله قائله بابتسامة مصطنعة:
– طب ما تحاول تسامحها يا مصطفى ممكن تكـ..
قاطعها مصطفى بجمود وقال:
-ممكن تكون ايه يا اسيف ولا مش ممكن انتي ما سمعتيش اللي ان انا سمعته ولا شوفتي حاجه ادي فرصه لمين لوحده بتحب واحد غيري وطلعت ماتجوزانى بالغصب وبعدين قصدك تكون ندمانه يعني دي ماحاولتش حتى تكلمني من بعد ما مشيت وسبتها عاوزيني ارخص نفسي اكثر من كده ليه يا اسيف
مسحت علي ذراعيه بحنان قائله:
– ما تزعلش مني مش قصدي بس
قبل ان تكمل حديثها لمحت جلال يقف خلفهم بوجه غير مبشر بالخير وهو يتقدم بنظره وحشيه تريد الفتك بهم نظر مصطفى باستغراب خلفه ليتفاجا بجلال خلفه لينهض بفزع ليقول جلال بغضب:
– ما تكملوا سكتوا ليه قطعت عليكم الكلام صح تصدق يا مصطفى ده انت فيك شئ كده لله
همس مصطفى بصوت مرتبك:
– انا
هز راسه مؤكدا بتوعيد بنبرة حادة:
– ايوه من يومين بس كنت بتمنى اقابلك في اي حته لو صدفه حتي شوف بقى محاسن الصدف اكون جاي اشوف مراتي الاقيك برضه عندها بذمتك مش فيك شيء لله
ابتلع ريقه بذعر وقال بتوتر:
-ااا ربك لما يريد بقى
نهضت اسيف بقلق شاعره براسها بتشوش من لهجه جلال ليصيح بغضب اعمى اهتز له ارجاء المكان:
– وحياه امي يا مصطفى لا همشيك على نقاله النهارده
ابتعد مصطفى خطوات للخلف ببطء بوجه شاحب كشحوب الاموات وهو يرى اندفاع جلال نحوه على الفور يسدد له لكمه قويه بوجهه كادت ان تطيح براسه وهو يصيح بشراسة :
-بتستغفلني ياض اسالك تعرف مكان اسيف ولا لاء تقولي لا ما شفتهاش خالص وهي طلعت عندك طول المده دي كلها لا وكمان اجي الاقيه قاعد عندها يا ابني اعمل فيك ايه انا تعبت منك كل ما اشوف خلقتك لازم اضربك
لم يدع له الفرصه للرد او ادراك ما يحدث حيث انقض عليه يسدد له لكمات سريعة قويه متتالية سالت الدماء من انفه و فمه و هو يصيح ساببا اياه بافظع الالفاظ حتى اصبح وجه مصطفى غارقا بالدماء حاول الدفاع عن نفسه لكنه فشل فقد كان جلال كالاعصار الغاضب الذى لا يوجد شئ يمكن ايقافه
لم يشعر جلال بنفسه الا كلا من عيسي و اسيف التي أخذت تصرخ بفزع شديد وتحاول تسحبه بعيد بالقوه.
***
اطلق صوت تاوه عالي يخرج من مصطفى وهو يجلس اعلي الفراش بمنزله بمساعده والدته بجواره تحاول تعقيم جروح وجهه التي تسبب بها جلال و الذي تركه بصعوبة شديدة وقد فض كل الغل بداخله تاوه بالم مصطفى وهو يسحب يده والدته قائلا بصوت متقطع:
– بالراحه علي وثي (وشي) يا ماما بالراحه ما فيهوث (مافيهوش) حته ثليمه (سليمه)
ضغطت على جرح وجهه اكثر بغيظ شديد وقالت بحده:
– ولما انت عارف ان وشك ما فيهوش حته سليمه ساكت ليه و سايبه يضربك يا مهزق يا ابن الهبله ما تتلحلح وتضربه انت كمان يا شحط
اشار لها بيده يقول بسخرية:
– اضرب مين بس يا حاد (حاجه) ) ثل (صلي) على النبي انتي مش ثايف (شايف) فرق الطول اللي ما بينا ولا فرق الاحجام، ده حتى المثل بيقول القرد في عين امه غزال مش تنين مجنح
نظرت له بغضب وقالت :
– دافع عن نفسك ان شاء الله تضرب حتي
قال مصطفى بغيظ متحدث:
-هو انا بعمل حاجه غير اني بضرب
تطلعت فيه بنظره غاضبه لتسمع صوت طرقات علي منزلها لتنهض مبتعدة عنه قائلة:
-هروح اشوف مين على الباب ورجعالك اتنيل استني
انتفض سريعا بلهفة قائلا بخوف:
– استني يا ماما ثصي (بصي) من العين الثحريه (السحريه) الاول قبل ما تفتحي الباب ليكون هو وجاي يكمل عليا انا مافيش حيل للضرب تاني قوليله يعدي عليا بعد اسبوع اكون خفيت شويه حتي
تنهدت بضيق شديد منه وذهبت وهي تنفض يدها وفتحت الباب لتتفاجا بصفيه امامها أخفضت راسها بخجل شديد لتقول بصوت منخفض:
-سلام عليكم ممكن اجابل مصطفى
***
جلس جلال مقابل احمد السيوفي قائلا بغضب شديد:
– يعني ايه اسيبها براحتها ومغصبش عليها حاجه حتى لو طلبت الطلاق يعني انا عمال احاول اجي على نفسي وافوت واسكت , و من ناحيه عمال احاول معاها واخليها تسامحك وترضى عنك وانت من ناحيه تانيه تحرضها تطلب الطلاق مني
احمد متنهدا قائلا:
– ممكن توطي صوتك وتتكلم كويس معايا انا ما اقصدش كده بس باقول لك ما تحاولش تضغط عليها وما تنساش انها ما كانتش موافقه على الجوازه دي كلها من الاول وانا بصراحه من هنا ورايح مش هغصبها على حاجه حتى لو طلبت الطلاق منك انا هبقى معاها انت مش متخيل حالتها بقت عامله ازاي
جز علي اسنانه بعنف شديد وقال:
– انا عارف حالتها ومقدر ده كويس جدا ما فيش حد اصلا اكثر مني مقدر حالتها , بس انسي حكايه ان اطلقها دي حتى لو مش علشانها عشان ابني اللي حامل فيه لسه ما جاش على وش الدنيا
اتسعت عيني احمد بذهول قائلا بسعاده:
– هي اسيف حامل
حاول السيطرة على اعصابه وهتف بحده:
– ايوه حامل انا عاوز اعرف حاجه دلوقتي هي اسيف طلبت منك انها عاوزه تطلق مني ولا انت بتقول كده من نفسك
تراجع احمد بعد ان علم بانها حامل قال بتوتر:
– بصراحه لا ما قالتليش بس انا بخمن لقدام ما هي ساكته ولا قالت حاجه بس اكيد مش هتفضل ساكته كثير
تنهد جلال مجيب براحه كبيرة:
– طالما ما قالتش حاجه ما تتكلمش بالنيابه عنها انا متاكد ان سكوتها ده لسه بتشاور عقلها وعاوزاني
في الخارج ابتسم عيسي وقال بحنان:
-كيفك يا اسيف وكيف احوالك و والدك اخباره ايه اني كنت رايد اجي اطل عليه من بدري بس جلت احسن استني لما يخرج من المستشفى
بدلته اسيف الابتسامه وقالت:
– طول عمرك صاحب واجب يا عيسي فرحت قوي اني شفتك وحشني بجد و كلكم وحشتوني اوي حتى طنط عديله وحشتني اخبارهم ايه
ابتسم عيسي بهدوء:
– زين كلهم بخير وبعدين طالما وحشينك جوي اكده تعالى وزوريهم حد مانعك
اسيف بغضب شديد:
– اه طبعا في اللي يمنعني اخوك كفايه اللي لسه عامله من شويه في مصطفى شفت بنفسك متسرع وهمجي ازاي مش عاوز حتى يسال ولا يستنى حد يبرر حاجه داخل يتخانق و يضرب على طول
هز راسه بعدم رضي على ما فعله بمصطفى وقال مبرر:
– معلش معذور ما هو بيغير عليكي برضه
نظرت اليه بحنق قائله بتجاهل:
– اخبار فرحه ايه
تعقد وجهه بحزن حاول أخفاه قائلا بجدية: زينه
لتفهم اسيف أنه مازال ما بينهما مشاكل لتقول بخبث:
– هما مش رجاله الصعيد برضه كلمتهم واحده و وعدهم كمان .
عيسى بغضب مكتوم:
-اخذتي عليا جوي يا اسيف جصدك ان اني مش راچل وبجول حديد مش جده ولا جد وعدي
هزت راسها برفض وقالت بضيق:
– اكيد طبعا مش قصدي كده , وبعدين مش احنا اخوات من عشمي فيك يا سيدي بس عاوزك تصالح فرحه يا عيسى ومش عجبني الوضع اللي انتم وصلتوا لي
تقدم منهم جلال الذي ترك احمد والدها وانهي الحديث معه متقدم بجفاء:
– خلصتوا كلامك ولا لسه
نفخت بضيق شديد ونهضت بحده قائله بغيظ:
– انا هروح اقول لهم يجهزوا الاكل عشان تتغدى معانا يا عيسى.. هتطفح انت كمان معانا ولا لاء
جز علي اسنانه بحده وقال بغيظ:
– اسمها هاكل وحسني ملافظك معايا وانتي كمان هتاكلي
قالت اسيف بجفاء:
-ايوه
صاح جلال بحده:
-خلاص اعملي حسابي
***
بعد رحيل عيسي من منزل احمد السيوفي دخل جلال الي غرفة اسيف المخصصه لها بالفيلا.
وقفت اسيف بمنتصف الغرفة بجسدها عندما رأت جلال يدلف غرفتها لا تدري ما الذي جاء به الي هنا بينما عقدت حاجبيها بدهشة وتعجب لتشيره اليه ليفهم ويقول متنحنح:
– الوقت اتاخر فاستاذنت من والدك اني ابات معاكي وهو ما مامنعش ايه عندك انتي مانع
تجاوزت اسيف متجاهلا اياه تتجه نحو الفراش تنام بينما هو تنهد بغيظ وذهب الى غرفة الحمام يغلق الباب خلفه بصخب بعد مده خرج ألتفتت تنظر اليه بهدوء بينما نظراتها تجمدت باعين متسعه وهي تشعر بالدماء تندفع الي وجهها فور رؤيتها له واقفا عاري الصدر لا يرتدي سوا شورت قصير اسود تنحنحت اسيف تدير وجهها سريعا مبعده عينيها عنه تمتمت بصوت مرتعش وهي تخفض راسها بخجل:
-ايه اللي انت لابسه ده مفكره نفسك قاعد لوحدك مش معاك بني ادمه في نفس الاوضه
اجاب ببرود وهو يضع البدله اعلي مقعد :
– الجو حر واعتقد مش هلاقي حاجه هنا تناسبني البسها والبني ادمه ده تبقى مراتي فعادي يعني
تنهدت بضيق واخفضت راسها بالفراش عدة لحظات تحاول مقاومة خجلها وضيقها الذي اوشكت علي الانفجار وجسدها باكمله كان يرتجف بشده لكنها انتفضت جالسة بذعر عندما شعرت به يستلقي فوق الفراش , ابتعدت اسيف راسها بحركات متعثرة وهي تتمتم بصوت منخفض:
-انت بتعمل ايه انت هتنام هنا
اجابها ببرود وهو يجذب غطاء الفراش فوق جسده:
– امال هنام فين
اعتدلت تفرد ظهرها علي الفراش بضيق شديد منه لكنها اطلقت صرخة فازعه عندما شعرت بذراعي جلال تجذبها الي الخلف حتي اصطدم ظهرها بصدره ادارها نحوه حتي اصبح وجهها يواجهه احاط خصرها بذراعيه جاذبا اياها نحو جسده بقوة بينما اخذت اسيف تقاومه محاولة الابتعاد عنه لكنه شدد من ذراعيه حولها قائلا بهمس:
– تصبحي على خير
رفعت عينيها تنظر اليه بصدمه وهي تتمتم بصوت مرتجف:
– اا جـ جلال ابعد
شعرت وهو يخفض راسه يلثم عنقها بشفتيه برقة:
– تؤ انا مرتاح كده نامي وما تخافش مش هعمل لك حاجه
شعرت اسيف بكامل جسدها يرتجف فور ملامسة شفتيه لعنقها وكان هناك كهرباء تسري في كامل جسدها لتبطل من دفعه بقبضتها عندما دفن وجهه بجوفيها بصمت واغمض عينه نظرت اليه وهو مغمض العينين بنوم هادئ حتي قالت متسائلة بشرود:
– هو انت ايه اللي يخليك مستحملني كل ده يا جلال
فتح عينه ناظرا اليها ثم زاد من احتضانه لها وهو يشعر بكامل جسده يشتعل فور ملامسة لجسدها الغض، اخذت انفاسه تتعالي بقوة لكنه سرعان ما زفر ببطئ محاولا التحكم في مشاعره، ليقول بعشق:
-لازم استحمل واصبر طالما بحبك وعندي لسه امل هتسامحيني في يوم
شعرت اسيف بالنيران تشتعل في صدرها فور سماعها كلماته فتشعر بانها لا تستحق شخص مثله ابعدت يده واعتدلت في جلستها لتقول بضعف:
– ساعات الشخص بيعمل حاجه غلط تجرح شخص تاني بس بيعدي وبيعتذر وبتتصلح بس انا مش كده انا كل شويه بعمل حاجات كتير تجرح الشخص اللي قدامي حاولت كتير اغير من نفسي حاولت كتير اتغير عشاني و عشانك وعشانكم كلكم بس مفيش فايده مش بتغير ولا انا عارفه ابعد عنك ولا عارفه اصلح من نفسي عشانك وبتمنى الزمن يتعاد بيا عشان اصلح كل غلطه عملتها في حياتي
نهض هو الاخري ليحتضنها بحنان وهو شاعر بالم بسبب ضغطه الشديد و المتواصل عليها و ضعفها امامه وهي بداخلها حرب طاحنه تدور بين قلبها ومشاعرها واحساسها والماضي ولا تريد ان تتخطي تلك الحواجز ليقول:
-يا حبيبتي مافيش حاجه اسمها مش عارفه اتغير ولا اصلح نفسي التغيير مش بيجي في يوم وليله محتاج وقت و محاولات مره واثنين وثلاثه ولازم متوقفيش طالما اخذتي القرار انك هتتغيري وانا جنبك يا حبيبتي مش هاسيبك ابدا
اهتز جسدها بعنف فور تذكرها ايام المصحه وتعبها في تلك الفتره بسبب وحدتها لتقول بصوت مرتجف و هى تبتلع الغصة التى تشكلت بحلقها:
– جلال انا مش عاوزه اروح مستشفى نفسيه ثاني والله حاولت اتغير من نفسي بس بلاش تودوني مصحه نفسية انا عارفه ان انا متعبه جدا وليكم حق ما تستحملوش وتزهقوا مني بس انا لو رحت المصحه ثاني هاتعب اكثر انا جربتها مره وقضيت اصعب ايام حياتي هناك
قال جلال بغضب شديد :
– مصحه نفسيه! مين جاب سيره انك هتروحي مستشفى او مصحه نفسيه ثاني
هتفت اسيف وقد التمعت عينيها بدموع حارقة:بابا قال لي لازم تروحي لدكتور نفساني
زفر جلال بضيق من حالها و ربت بيده بحنان فوق يد اسيف قائلا بتفهم:
– يا حبيبتي هو مش قصده كده انك مجنونه ولا حاجه بعد الشر عليكي ولا انه زهق منك هو بس عشان خايف عليكي
كانت اسيف تستمع اليه وهى تشعر بالبرودة تتسلل الى جسدها معتقده بانه موافق على حديث والدها وقد ملل منها لتنتحب بصمت ضاغطة بيدها فوق قلبها لعلها تخفف من الالم الذي يعصف به لتقول:
– انا بس كنت محتاجة تطمني انا تعبت كتير فحياتي وخسرت نفسي ومكنتش مستعدة ادي حاجة تاني لحد مكنش عندي شغف لاي حاجة بس انت قولت انك هتستحملني شوفت بقا انه كان كلام وبس مش فكرة ضامن وجودك بس انا مبقتش عايزة ابين مشاعري لحد عشان ميستغلهاش او لو بينتها مفيش حاجة هتتغير زي دلوقت لما عرفتك نقطة ضعفي انت اهو بتعايرني بيها بس انت مش غلطان انت معذور انا جيت عليك كتير وانت متستهلش بس انت جيت في الوقت الغلط لما خلاص مبقاش عندي مشاعر لاي حد وانا مش هحرجك واقولك خليك جمبي لا هسيبك تمشي عشان ماذكش زي ما انا اتاذيت
نظر اليها بصدمة وحديثها هز جسده بقوة كمن ضربته صاعقه عندما انفجرت اسيف فجاةً فى بكاء مرير صادمه اياه بردة فعلها تلك فهي من تريد الرحيل لكن صدمه لانهيارها هذا شعر بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا عندما راى وجهها الذى اصبح شاحبا بينما اخذت شهقات بكائها الحادة تتعالى بقوة فقد ارعبه مظهرها ذلك اخفض راسه نحوها و هو يتمتم بلهفه محاوطا جسدها بذراعيه و هى لازالت مستلقيه جانبه باستسلام حاول الإقتراب لتهدئتها:
– اسيف اهدى.. اهدى والله العظيم انا مش هسيبك جبتي الفكره دي منين بس انا ما قصدتش من كلامي كده خالص
لكن استمرت تبكي بشدة زفر باحباط ممررا يده بين خصلات شعره و هو يكمل بلهفه :
-خلاص يا حبيبتي اهدي مش هتعملي حاجه غصب عنك ما حدش هيقدر يوديكي مصحه نفسيه ولا لدكتور نفساني حتي اهدى يا قلبي طول ما انتي جنبي ما حدش هيقدر يجي جنبك ولا يؤذيك
اما هي فقد انتهي بها الامر متكورة علي ذاتها تخرج كل احزانها في دموع حارقه تخرج من قلبها الممزق كارهه مصيرها داعيه الله ان ينهي هذا العذاب
نفث بانفاس متقطعة حاد وهو يراقبها باعين ثاقبة لتنظر اسيف اليه بحسره و الم بعينيها:
– ما تسبنيش يا جلال ما تبعدتش عني
نظر لها بحب مقبلا جبينها بحنان و هو يشعر بالندم يجتاحه على حماقته لحديثه الذي لم يوضحه جعلها تفكر في ان سوف يتركها لذلك همس بصوت اجش:
– حاضر يا حبيبتي حاضر مش هبعد عنك خالص
هدا شهقات بكائها عندما بدا يلثم وجهها بقبلات متتاليه حنونه و هو يهمس لها معتذرا بصوت اجش حتى توقف اخيرا يسند جبهته فوق جبهتها يتشرب انفاسها بعشق متطلعا الى وجهها الباكى ونيران الندم تحترق بداخله لتقول اسيف بتردد:
– ولا انا كمان هبعد عنك
وكان حديثها زاد النار المشتعلة داخله اكثر نظر اليها بسعاده متاملا بعشق انفها و وجنتيها المتوردين اثر بكائها وقد شعر باختفاء العالم من حوله و هو يراها امامه بكل هذا الجمال عينيه تتشبع بكل تفصيلة صغيرة بها فقد اشتاق اليها كثيرا
فقد كان يحترق من شوقه لها خلال الايام المنصرمة التقط نفسا مرتجفا قبل ان يخفض راسه متناولا شفتيها المرتجفة فى قبله نهمه حاره لتستجيب له اسيف باستسلام دون جدل مستجيبه له بكامل جوارحها عندما عمق قبلته تلك اصدرت تاوها منخفضا غارقه معه فى عالمهم الخاص الملئ بالشغف.
***
في اليوم التالي جاء عيسي الي منزل دياب طرق باب المنزل فتحت له فتاه منتقبه ليعرف علي الفور انها جميله زوجة دياب حمحم متحدث اليها يعرفها عن هوايته بانه زوج فرحه ابتسمت بسعاده ترحب به ثم دلته علي غرفه فرحه.
دلف عيسي الغرفه ليراها مستلقيه تحتضن وسادتها سقطت بالنوم ابتسم بحب واشتياق لها واقترب يجلس جانبها اخذ يمرر يده بحنان فوق خصلات شعرها الحريريه متاملا ملامح وجهها الرقيقه متشربا تفاصيلها و عينيه تلتمع بالشغف لكنه افاق من تامله هذا حيث تجمدت يده فوق راسها فور ان صدح صوتها وعلى وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه تردد وهي نائمة:
– اختشي بجي عيب اكده
تطلع فيها بصدمه ليعرف انها تحلم وصوت يسخر منها قائلا بحده:
-هو مين ديه اللي يختشي ومالك بتضحكي و فرحانه اكده ليه هو كان بيعمل لك ايه بالضبط في الحلم
استيقظت فرحه علي صوته فتحت عينيها ببطئ لتجد عيسي امامها قريب بوجهه غاضب اعتدلت بفزع:
-عيسي انت بتعمل ايه اهنه
جز علي اسنانه بغضب وقال بحده ساخراً: -كنت جي اشوفك بخير و عامله ايه فكرتك جاعده حزينه واجفلي على نفسك ولا بتاكلي ولا بتشربي من غيري اتاري جاعده فرحانه وكمان بتحلمي
نهضت بغيظ متحدثه بحده:
– واجعد من غير اكل وشرب ليه تكونش مهند بچلالتك
حاول السيطرة على اعصابه هاتف بسخرية:
-ماشي يا ست روبي اتفضلي دلوج جدامي عشان نروح دارنا
فرحه بجفاء:
– اني داري اهنه يا عيسي و مش هروح
تنهد ومن ضعفه نحوها ابعدت يده عنها سريعا متاملا وجهها الملائكى الخلاب شاعرا بطعنه حادة فى صدره قائلا:
– لا حول ولا قوه الا بالله.. يا بنت الناس اجصري الشر وتعالى بالهداوه اني مش فاهم ايه الطحي اللي فيكي ديه مره واحده عايزه تسيبي الدار وتطلجي كومان
نظرت اليه بألم فليس هناك دوافع للتمسك بها او هو لم يشعرها بذلك حتي :
– انت اصلا متمسك بيا ليه مش كنت مش طايجني ولا حتي طايج تشوف وشي مره واحده دلوج بجيت بهمك.. تلاجي اصلا رايد ترچعني عشان مش لاجي حد يخدم امك و ابنك
نظر لها بدهشة وحزن قائلا بعتاب:
– اكده يا فرحه انتي شايفاني اكده
ادمعت عينيها بألم شديد قائله بحسره وهي تصيح بعصبية:
– امال رايد ترچعني ليه متمسك بيا جوي اكده ليه اديني سبب واحد يخليني ارجع معاك
صاح بغضب شديد وقال بعشق اخفاء داخله سنوات طويلة :
– رايدك ترچعي عشان بحبك
شعرت بالهواء ينعدم من حولها من الصدمه لتصرخ بفرحه:
– جالها إبن الجبالي أخيراً
** ** **

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى