روايات

رواية بيت السلايف الفصل الخامس 5 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الفصل الخامس 5 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الجزء الخامس

رواية بيت السلايف البارت الخامس

بيت السلايف
بيت السلايف

رواية بيت السلايف الحلقة الخامسة

قد تبدو حياتنا هادئة على الدوام وقد تبدو الأحداث اليومية كما لو انها عادية وتحصل بشكل روتيني لا اكثر ولكن احيانا ان جلسنا بمفردنا واخذنا نفكر بكل هدوء قد نجد بعض الاشياء حدثت بشكل مفاجئ وغريب والاغرب انها مرّت مرور الكرام رغم غرابتها وعدم توقعنا لتلك الاحداث

اغلق العمده باب الغرفه وترك والد محمد في الخارج حتي يتحدث مع دياب بجدية :
-اهدي بچي يا دياب اني جبتك اهنيه بعيد عن الراچل اللي بره عشان اعرف اتحدد امعاك زين

ﺻﻚ ﺍﺳﻨﺎﻧﻪ ﻭقال ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ﻋﻜﺲ ﻛﻞ ﺍﻟﻐﻀﺐ الذي ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ :
– عتتحدد امعايا في ايه يا عمده اني مش عتجوز ولا بفكر في الجواز تاني جوازي من سلمى كرهني في صنف الحريم كلتهم انا لولا البنته كان زماني مطلجها وبعدين ديه راچل نصاب مش همه ابنه اللي مات اد ما يهمه القرشنات اللي رايدها مني

تحدث قائلا بعقلانية:
– مش انت بس اللي اخدت بالك انه راچل نصاب انا كمان عرفت نواياه من ساعه لما جالي بس احسبها زين وفكر فيها يا دياب انت مهما طال الايام مسيرك هتحتاج حرمه تخدمك وتشوف عيالك وبعدين ممكن تكون البنت زينه غير حماها اللي بره ديه غير ان هي ما بتخلفش اتجوزها وتكسب فيها ثواب وتربيلك عيالك ولازم تعرف ان ممكن يرفع قضيه بچد وياخد منك الفلوس غصب عنك خليك انت انصح منه وخذ اللي محتاجه منه واخرسه في نفس الوقت

صمت ديـاب بتفكير في حديثه حتي اتات فـي عقله احلام هذه المراه اللئيمه والخبيثة التي لا يعرف ماذا يفعل معها حتي يخلص منها وفي نفس الوقت يخاف ان يقول لاخيه حتي لا يتهور ولكن اصبحت المدة الاخيرة تقترب منه بشده ولا تمل ومن ناحيه اخري بحاجة بالفعل الي شخص يراعي بناته.
***

في سرايا عيسى الجبالي، صاحت عديله بغضب شديد:
– طلاج ايه يا زين انت جري لعجلك حاچه من ميتي والحريم او الرچاله في عيلتنا بيطلجوا
قال عيسي بخشنـة :
-صوح يا زين حديد ايه ديه تطلج نادين دي كويسه وعمرنا ما شوفنا منها اي حاچه وحشه ده غير انها ماسكه الشغل في الشركه كله عنك
جز زين علي اسنانه وهتف بحده:
– يا سيدي هي حلوه وجميله وفيها كل عبر الدنيا كلها بس مش بحبها ومش عاوزها مش مرتاحين مع بعض
عديله بجديه واصرار:
– جلتلك ما فيش طلاق يا زين انا صحيح ما كنتش موافقه تتجوز من بره العيله من الاول لكن دلوج في عيله صغيره بينكم ومش هستحمل اشوف حفيدتي راجل تاني بيربيها ولاه انت ما فكرتش انها مسيرها هتتجوز في يوم
زين ببرود:
– طب ما تتجوز ما هي هتكون طليقتي بعد كده هي حره
قالت بصوت صارم:
– زين انا كلمتي واحده وما فيش طلاج ماتشوف اخوك يا عيسى
عيسى محاولا تهدئتها :
-اهدي انتي ياما وانا عتحدد امعاه تعال معايا يا زين
صاح زين بغضب اعمي:
– هو ايه اللي تعالي معايا يا زين هو انا عيل صغير وسطيكم هتفضلوا لحد امتى تختاروا وتقرروا كل حاجه تخصني وانت يا كبير العيله هتفضل لحد امتى ظالم

عيسي بصدمه وهتف بجزع:
– اني ظالم يا زين
ليكمل زين قائلا بعصبية مفرطة :
-ايوه ظالم، نفسي مره تفكر فيا وانت دائما بتغصبني على كل حاجه هاتلي حاجه واحده اخترتها انا وافقت عليها مفيش طبعا لانك على طول اناني ومش بتفكر غير في نفسك، يبقى ظالم ولا مش ظالم؟.
***

في فيلا احمد السيوفي
تسال احمد باهتمام :
-انتي كنتي فين من الصبح كده
اسيف وهي تزفر حتى تضبط نفسها وتقول بنبرة حاولت قد ما تقدر انها تكون ثابتة:
– كنت بزور قبر ماما النهارده يوم وفاتها بس حضرتك كالعاده نسيت، نفسي مره تفتكر
اتسعت عيناه بصدمه وهتف بحده :
-يعني انتي كنتي في الصعيد لوحدك هناك في وقت زي ده افرضي كان جرالك حاجه ازاي ما تقوليش حاجه زي كده وتاخدي اذني هو انتي خلاص ما لكيش اب

قالت اسيف ببرود:
– حضرتك كنت مشغول مش فاضيلي وبعدين انا رحت وجيت على طول اهو
نظر لها بضيق وقال احمد بغضب :
-هو انتي مصره تحرقي دمي على طول هو انا هاستنى لما يجريلك حاجه اياكي تروحي مكان زي كده من غير ما تقولي لي
ابتسمت له بتهكم مرددة:
– هو حضرتك هتقعد تتكلم في الموضوع ده كثير خلاص انا رحت واللي حصل حصل
تنهد مجيب بياس :
-لا الموضوع لسه مخلصش خلينا دلوقتي في المصيبه الثانيه اللي عملتيها ازاي تمدي ايدك على زميلك في الجامعه

صاحت بغضب:
– ده واحد حيوان وعاوز يتربى على طول بيضايقني فكان لازم اوقفه عند حده
نظر لها بتوبيخ وقال احمد بحده :
-تروحي ضرباه هو احنا خلاص بقينا بلطجيه كل ما حد يضايقك تروحي ضرباه مفروض كنت تيجي تقولي لي وانا اتصرف مش هتفاجئ بوالده بيتصل بيا يعاتبني
ربعت ذراعيها مقابل صدرها لتقول بلا مبالاة:
– اهو اللي حصل بقي
احمد بصيغه امر:
– اسمعيني كويس هتطلعي دلوقتي تلبسي و تروحي معايا عشان نعتذر لزميلك
عقدت حاجبيها لتقول بعصبية :
-اعتذر لمين ده هو اللي غلطان مش انا
هتف احمد بلهجة امر حاده دون نقاش:
– من غير ولا كلمه هتيجي معايا وتعتذر لي
***

في فيلا والد نادين كانت تجلس بجانبه تتحدث:
– يا بابي ممكن تسيبك من التليفون اللي في ايدك ده وتركز معايا
تنهد مجيب:
– ادي التليفون اهو يا نادين اتفضلي عاوزه ايه
هتفت نادين بدون مقدمات:
– انا عاوزه اطلق من زين
اتسعت عيناه بصدمه وهتف بحده :
-افندم عاوزه ايه هو انا سمعت صح عاوزه تطلقي ، ولا انا اللي مابقتش اسمع كويس
أجابته نادين بهدوء:
– لا سمعت صح انا عاوزه اطلق واتفقت كمان انا و زين على كده بس للاسف اخوه و والدته مش موافقين بس انا بقى مصره على الطلاق

هتف بحده :
-انتي اتجننتي يا نادين طلاق ايه وليه كل ده اللي حصل ما بينكم عشان يوصل للطلاق
همست نادين بوجع صادق تحاول بكف الطرق اخفاء مشاعرها :
-ولا حاجه ما فيش حسينا أن احنا مش مرتاحين مع بعض واتفقنا على الطلاق
قال بسخرية:
– لا يا شيخه لا فعلا سبب كبير وصعب ما ينفعش تفضلوا مع بعض وانتم مش مرتاحين
نظرت اليه متحدثه بضيق :
-هو حضرتك بتتريق عليا

قال عز بجدية :
-طبعا لازم اتريق امال بتكلم جد هو ده سبب للطلاق ده انتم غلبتم العيال الصغيره،اسمعيني كويس يا نادين وبطلي هبل انتي وجوزك ده جواز مش لعب عيال لازم تكونوا قد المسؤوليه انتم ما بينكم بنت هتضيع و سطيكم ده غير ان انا داخل على انتخابات الموضوع ده لو اتسرب لحد هيقولوا مش قادر يحل مشاكل بنته امال هيعمل ايه في مشاكل البلد
قالت بتهكم مرادفه:
– يعني ايه يا بابي انت بتفضل الشغل عليا
هتف مستنكرًا :
-انا عمري ما كان تفكيري كده وانتي عارفه كده كويس
ثم ربت عز على كتفها قائلا بحنان:
-اسمعيني يا حبيبتي وافهمي كلامي صح زين من الصعيد يعني لو اطلقتي منه ممكن ياخذ البنت ومش هيستحمل تتجوزي بعده وانا حذرتك من كده من قبل الجواز منه صح ولا لا

ابتسمت نادين بمرارة:
– بس احنا اتفقنا البنت هتفضل معايا وهو وافق
اطلق تنهيدة طويلة واردف متهكمًا:
– ده مجرد كلام بس عشان لسه في الاول لكن بعد كده مش ده اللي هيحصل بلاش ندخل في مشاكل مع العيله دي زين كويس يا نادين حاولي تقربي منه وتحلوا مشاكلكم

***
-كتب كتابك اخر الاسبوع اللي چاي كيف و على مين؟ انت مش كنت رافض الجواز من شويه اللي غير رايك فجاه
قالها ضاحي بدهشة كبير ،التزم دياب بالصمت لدقيقة ثم تنهد وهو يقص عليه كل ما حدث وسبب جوازه .. صاح ضاحي بغضب:
– مين الراچل ده اتچن ولا ايه في عقله عشان يفكر يهددك هو مش عارف عيتحدد مع مين
كانت احلام تضع الطعام اعلي السفره همت بالرحيل ليوقفها صوت دياب جامد:
– خلاص يا ضاحي الموضوع خلص انا اتفجت مع جوز خالتها علي آخر الاسبوع ندله (ننزل) مصر عشان نكتب الكتاب اهو مش هخسر حاچه تراعني وتراعي عيالي
إلتزمت احلام الصمت لدقيقه تستوعب الصدمه ترمقه بنظراتها القاتلة وهو قابلها بكل جمود مشددا على كلماته و اعين جامدة لتقطع صمتها وهي ترحل لتنفجر ببكاء حاد مزدوج بحزن وحسره.

***

في منزل حمزه الانصاري قالت ناديه والده حمزه بتكبر:
-انتي بقى اسيف ده حمزه مش مبطل كلام عنك بس ليه حق انتي جميله اوي بس انا زعلانه منك بقى كده تضربي زومة
كانت تجلس اسيف بضيق شديد واضح عـلي ملامحها لتهمس بصوت خافت: زومة

تحدث الانصاري زوج ناديه:
– خلاص بقى يا ناديه هم جايين لحد بيتنا يبقى اكيد جايين يعتذروا ونعتبرها دي بدايه تعارف للعائلتين
حمحم احمد قائلا :
-اه طبعا يا استاذ انصاري اسيف عرفت غلطتها ومش هتعمل كده تاني
نظر إليها حمزه بانتصار وخبث :
-ساكته يعني يا اسيف
لاحظت نظراته الانتصار في عينه لتقول بجدية:
-لا ابدا بس مستنيه حضرتكم تخلصوا كلامكم أولا انا مش جاية اعتذر لحد لاني ما تعودتش اعتذر لحد انا مش غلطانه في حقه واذا كان في حد مفروض يعتذر فهو ابن حضرتك اللي مش محترم

اتسعت أعين الجميع بصدمه وهتفت ناديه بحده :
-نعم انا ابني مش محترم
الانصاري بضيق:
– في ايه يا استاذ احمد حضرتك جاي تهزقنا في بيتنا
احمد باحراج :
-لا طبعا
قاطعته اسيف بنبرة حادة قائله بسخرية :
-هو الموضوع اني استاذ زومه مش بيحترم حد و كل ما يشوفني يبتدي يقول لي كلام زباله ومش محترم وبيتعرض لي كثير ومش كده وبس ده غير في ولد زميلنا اسمه مصطفى كانت والدته بتشتغل عند حضرتك في البيت وكل ما يشوفه يقعد يعايره و يحرجه بكده وسط زمايله في الجامعه
صمت الجميع وجز حمزه عـلي اسنانه بغضب مكتوم لتقول اسيف ببرود وانتصار:
– يبقى مين بقى اللي غلطان فينا

***
كان دياب بداخل مكتبه ينظر للفراغ كما هو عـلي الحال، لا يعرف ما يفعله صح ام خطا ، ليدخل عيسي بتردد وخشنه:
– سلام عليكم الباجيه في حياتك يا دياب
رفع دياب عينيه اليه بدهشة :
-عيسى انت ايه اللي چابك اهنيه
تنهد مجيب بهدوء:
– چاي اعمل الواجب والاصول يا ابن عمي
انتفض بحده قائلا بغضب مزدوج بسخرية:
– لاه و انت بتعرف في الاصول والواجب زين يا عيسى وبعدين انا من ساعه ما عرفتك على حجيجتك وانت ما بقتش ابن عمي.

عيسى بخيبة امل:
– لسه مصمم على موضوع الارض برضه كنت فاكرك ناصح وبتفهم مش تخلي واحد ما يسواش حاچه يفرج بينا ويدخل في عجلك كلام فارغ مالوش اساس
جز علي اسنانه وقال بثقه عمياء :
-لا الحديد ده صوح يا عيسى مهما تجول و مهما تعيد مش هصدج غير اللي سمعته من ابوك والارض اللي انت اخذتها دي بتاعه ابويا انا مش بمشي ورا حديد فارغ زي ما انت بتجول انا سمعت الكلام ده من ابوك ذات نفسه

قال عيسي محاولا فتح عينيه عـلي ما هو مخفي:
-مش ممكن تكون غلطان يا ابن عمي
دياب بعصبية و باصرار :
-جلتلك انا مش ابن عمك ويلا اتفضل من اهنيه
هز راسه باحباط هاتفا بيأس كما كان يريد ان يفوق دياب قبل فوات الاوان فهو في الماضي كانوا اكثر من أخوه:
– يا خساره يا دياب.. بجد خساره

***
في قصر عيسي الجبالي هتف جلال بعتاب :
-اهدي بقى يا زين مكنش ينفع الكلام اللي انت قلته جوه ده بالذات لعيسى تصرخ في وشه وتقوله انت ظالم، ده عيسي يا زين انت ناسي عيسي ده عمل عشانا ايه زمان
اجاب زين بقهر:
– لا مش ناسي بس زهقت من تحكماتهم فيا ادخل الجامعه دي، ما تتجوز دي، ما ينفعش تعمل كده ما تطلقش مراتك ايه هي دي حياتهم ولا حياتي.. كل حاجه لازم تكون بامرهم هما طب وانا مفكروش .. عاوز ايه

جلال بتحذير :
-زين ما تخليش غضبك وعصبيتك يخلوك تبقي مش عارف بتقول ايه وبعدين هم مش بيتحكموا فينا كيف ما انت فاهم، انت عارف ومتاكد ان كل حاجه بتم من ترتيبات امك وهي اللي مش عاوزه نفترق عن بعض عشان كده بتبقى مصممه اننا نشتغل في مجال واحد

اغمض عينه بحزن شديد وقال بعدم رضي علي ما فعله : -ما كانش قصدي اتعصب علي عيسي ولله .. بس من كتر الضغوطات واللي انا فيه انفجرت فيه غصبا عني
قال جلال بهدوء:
– طب ولا يهمك اهدي كده وقوم صالح امك وعيسي، عيسي قلبه طيب وهيسامحك على طول
***

بعد أن هدي الجميع بين الجو المشحون في فيلا حمزه الانصاري وحاول الجميع تجاهل الموضوع في الحديث مره ثانيه لينهض الانصاري قائلا:
– طب تعالوا نكمل كلامنا واحنا على السفره بناكل
جلس الجميع على سفره الطعام ليكمل قائلا:
-خلاص كده يا انسه اسيف اديني خليت ابني يعتزل لك.. و اوعدك أنه مش هتعرض لك ثاني
اسيف ببرود:
– تمام ما فيش مشكله ،ساكت ليه يا زومه

وضع سكينه الطعام بعنف في قطعه اللحم بغيظ شديد وقال:
-لا أبدا
الانصاري بجدية :
-خلاص بقى انتم زمايل في الجامعه ما ينفعش حركات العيال الصغيرين اللي بتعملوها دي
هزت راسها قائله بهدوء :
– حصل خير خلاص مش زعلانه بس ياريت فعلا ما يعملش كده تاني
تنهد بضيق حمزه ليفكر بشئ ثم هتف بمكر :
-طب بما اننا صفينا من كل المشاكل و سوء الفهم اللي حصل فانا بنتهز الفرصه انكم متجمعين كلكم وبطلب ايد اسيف يا اونكل

تحدثت ناديه بحماس:
– ياريت يا اسيف ده انتي مش هتلاقي في اخلاق حمزه ابني
قال الانصاري مبتسم:
– انا عن نفسي ما عنديش مانع توافق هي وكل شروطها مجابه ولا ايه يا استاذ احمد
صمت احمد ثم قال بحيره:
– هاه اه طبعا حضرتك غني عن التعريف دي حاجه تشرفني طبعاً و..

نهضت اسيف فجاه بغضب شديد:
– ايه هو ده! هو سلق بيض ما فيش حاجه اسمها تاخذوا راي الانسه اللي هتتجوز ابنكم ولا مالهاش راي
ناديه بسخرية :
-طب اتفضلي رأي حضرتك ايه
نفخت بضيق من اسلوبها لتقول بكل جراءة:
-رايي طبعا اني مش موافقه هو ابنك ده قد مسئوليه بيت ده لسه بيدرس وساقط سنتين في الجامعه اسفه يعني مش ده الراجل اللي شايفه ينفع اكمل حياتي وانا مطمئنة معاه

نظر الجميع الي بعض بدهشه من وقاحتها وجرأة حديثها، وحمحم احمد باحراج شديد ولا يعرف ماذا يفعل، لتمسح اسيف فمها بفوطه الطعام وتقول بكل ببرود، متجاهلا نظراتهم:
– انا شبعت انا هسبقك يا بابا عقبال ما تخلص كلام
***

في المساء دخل عيسي وقبل يد والدته احتراما وحياها بكل حب وجلس يتحدث معها لكنها لاحظت بانه ليس عـلي ما يرام لتقول بحب:
– تعالي يا حبه جلبي مالك يا ولدي
عيسى وهو يقترب منها ويقبل يدها وينام ويضع راسه علي قدميها قائلا بالم :
-تعبان جوي يا ياما

ظلت عـديـله تردد ايات من القران الكريم وترقيه الرقيه الشرعيه وتدعو له بصلاح الحال وراحه البال لا يعلم لماذا شعر بالحزن فجاه و ياتي اليها فهي وحدها من تستطيع ان يظهر ضعفه امامها وتجعله بافضل حال لكن حديث اخيه معه بانه ظالم، تألم قلبه منه فهو يشعر بأن جلال وزين ابناؤه وليس أخواته من لحمه ودمه، وقالت عديله بجدية:
– جوم يا ولدي ارجع جاعتك وارتاح
اغمض عينه بحزن وقال :
-تفتكري ياما احنا ظلمنا زين وجلال عشان كنا بنغصب عليهم يدخلوا الجامعه اللي احنا رايدنها واني ظالم كيف ما جال زين

عـديـله بحده :
-ايه الحديد الماسخ ديه عاااد اوعي كلام زين ياثر عليك انت ما فيش احن واطيب منك يا عيسي
ثم لتكمل بحنان وحب:
– ده انا بحس دايما ان انا اللي حته منك مش انت اللي حته مني، انا بنتك يا عيسي مش امك صوح
ابتسم على حديثها وقبل يدها بحب لتكمل باصرار و قلق ان يفترق الاخوات في يوم من الايام :
-احنا اللي بنعملوا هو الصوح يا عيسي اخواتك لو بعدوا عنك هيضيعوا معليش ساعات بنقسى عـلى اللي بنحبهم عشان نحميهم

تنهد بقوه، لتقول متسائلة بحنان:
– يعني ده اللي مزعلك بس
ابتسم عيسي بحب فهي تعلمه جيدا ليقول :
– رحت النهارده اعزي دياب بس ما رضيش يستقبلني و طردني صعبان عليا اوي وهو سايب نفسه لكلب كيف صلاح، دياب كان اكتر من اخ ليا ياما زمان
عـديـله بعدم رضي:
– واللي يخليك تروحله من الاول الحديد مش هيفيد معاه صلاح بخ سمه فيه و خلاص هو مش مصدج حد وسلم نفسه لي
وقبل ان يجيب سمع صوت مؤلم يعرفه جيد وهو زين :
-عيسى

اشاحت عـديـله وجهها بزعل زائف فهو بالنهاية طفلها الصغير ولا تستطيع الخصام معه، اعتدل عيسي وقال بنبرة ساخراً:
– خير في حاچه لسه نسيت تجولها
تقدم منهم زين بخجل من نفسه فهذه اول مرة يصيح باخيه بهذا الشكل ز قال معتذر :
-انا اسف يا ماما انا اسف يا عيسى ما تزعلش مني مش عارف قلتلك كده ازاي

ابتسم عيسي بحب بتلقائية وهو يفتح ذراعه اليه مثل ما كان يفعل وهو صغير عندما يخطا زين يختبئ بحضنه في الصغر هتف بحنان:
– تعالي يا اخره صبري
تقدم منه زين يضمه بابتسامة عريضة وهو يعتذر منه بشده.
***

في فيلا احمد السيوفي
دخل احمد السيوفي بغضب شديد يبحث عنها مرددا بصوت عالي :
-هي فين الهانم
نهضت ثريا بدهشة:
– في ايه يا احمد مالك
احمد بغضب:
– اخلصي يا ثريا مش وقته هي فين
عقدت حاجبيها باستغراب وقالت ثريا بتعجب :
-قصدك علي اسيف فوق في اوضتها

كانت تجلس اسيف بغرفتها تضع الهاند فري في اذنها تسمع اغاني واقتحم والدها الغرفه تساءلت باستغراب زائف :
-في ايه مالك داخل كده ليه مش تخبط قبل ما تدخل
-يا بجاحتك يا شيخه اديني سبب واحد اني محسبكيش علي اللي عملتيه هناك كده تحرجيني قدامهم

اجابته اسيف باستفزاز:
– لا اسيبهم يحرجوا حضرتك وانت مش عارف ترد تقول ايه وهم بيطلبوا ايدي منك ده انت كنت هتوافق
احمد بحده قائلا :
-ومين قال لك اني كنت هوافق انا كنت هرفض بس من غير اللي انتي عملتيه ده، بس انتي كالعادة اتسرعتي و احرجتيني قدام الناس

هتفت اسيف بحده:
-ما انا قلت لحضرتك من الاول مش عاوزه اروح وانت اللي صممت
ليقول احمد بيأس منها :
-الظاهر الكلام معاكي مش هيفيد بحاجه بس والله العظيم يا اسيف لو ما بطلتي طريقتك في الكلام معايا لا هتشوفي مني تصرف مش هيعجبك
***

وضعت فرحه العباءة فوق كتف زوجها مبتسمه تسأل عيسي باستغراب :
-مالك مبسوطه جوي كده ليه
ابتسمت فرحه قائله بسعاده:
– دياب سامحني وسامحلي ادخل بيت ابويا من ثاني
تنهد عيسى بابتسامة صدق وقال:
– طيب زين ربنا يصلح الحال ما بينكم دائما
وضعت يدها بخفه تمسح على كتفه بحنان قائله بحب :
-ما تزعلش من دياب يا عيسى هو لسه ما يعرفش الحجيجة و مش مصدج بس انا متاكده انه اول ما يعرف هيچي يعتذر لك على طول
هز راسه هاتفا بجدية:
– بس ياريت يكون جريب قبل فوات الاوان

***

قالت والدته محمد بصدمه:
– نعم جايين يطلبوا ايد جميله هو انت كنت رايح تجوز البنت ولا تجيب فلوس لينا
جز علي اسنانه بغضب وقال بحسره:
– لا يا اختي كنت رايح اجيب فلوس بس اهو اللي حصل ده انا اما صدقت اني مشيت من هناك، انا ايه اللي خلاني اروح من الاول

نظرت اليه بحده وقالت بحقد:
– يا مصيبتي السوداء يعني بدل ما تغرقنا احنا في العز بنت المحظوظه اللي جوه دي هي اللي هتغرق فيه
ضغط علي شفتيه السفلي بغل وقال بحقد وطمع :
-واي عز بيضا لها في القفص بنت المحظوظه
***

كان يجلس رجل قد تجاوز الاربعين وبجانبه براد شاي عـلي الفحم مشتعل اقترب جلال منه وقال:
-السلام عليكم
نهض الراجل بترحيب :
-وعليكم السلام خير تؤمر بحاچه

ليقول جلال بهدوء:
– هي الارض دي ملكك
هز راسه برفض قائلا :
-لاه انا مجرد حارس عليها بس بتسال ليه
تنهد بضيق شديد وقال بهدوء:
– انا صاحب الارض اللي جنبك دي وكنت عاوز اشتري الحته دي كُمان عشان اكملها كلها واعملها مشروع
الراجل باعتراض:
– بس الارض مش للبيع يا استاذ

تنهد مجيب بضيق:
– هو انت مش لسه جايل انها مش بتاعتك عتحدد ليه للبيع ولا مش للبيع صاحب الشان هو بچى اللي يجول
أردف الراجل بثقه:
– عشان انا عارف زين صاحب الارض مش بيفكر في البيع خالص
ليقول جلال بفضول:
-وهو مين صاحب الارض اسمه ايه

اجابه الراجل بقوله قائلا :
-اسمه احمد السيوفي
عقد حاجبيه متسائلا بعدم تذكير :
-احمد السيوفي ما سمعتش الاسم ده من جبل سابج
صاح الراجل بتعجرف :
-ازاي ما تعرفوش ده راچل اعمال كبير جوي وصاحب شركات في القاهره

***
ام عند جـميـلـه.. .

خوف قلق رهبة الدموع تتجمع في عيونها من دون ما تشعر هذه اللحظة الحاسمة او الفاصلة الذي تغير حياتها بالزواج من راجل صعيدي وانتقال الي بلد لا تعرفها من قبل فقبل عده ايام قالت خالتها بدون رحم وقسوة بانها سوف تتزوج من راجل صعيدي حتي تراعي بناته مقابل تسبب حادث محمد زوجها وموت زوجته، وحاولت بكفي الطرق الرفض من الزواج مره اخري فقد استهلكت كل طاقتها في زوجها الاول ولا تريد ان تكرر هذه المرحلة مره ثانيه ، لكن ضعفها واستسلامها تغلب عليها ولم تستطع الرفض اكثر من ذلك ، لؤلؤتيها الشجية لم ترى قط طعم النوم خوفها وحزنها تغلبا على سلطان نومها وداسا بكل فظاعة عليه ليسحقاه بشهقاتها ودموعها التي لم تتوقف قط.

ثم نهضت بصعوبة ودلفت الى الحمام لتتوضا وتقضي فريضتها عسى ان يفرج الله همها ويزيل كربها،فتشعر بالاختناق والعسر ابان ان يكتفيا منها يجاهدان على قتلها تموت في الثانية الف مرة الالام جسدية الالام نفسية والاقصى من ذلك كله الالام ضعفها وظلمها دائما وكل ذلك يقضي عليها ببطئ

***
في مكتب عيسي ،قال عيسي بعتاب:
– اللي خلاك تسال بس ما انا جلتلك اني عشوف الموضوع لازمتها ايه اللي عملته
جلال بنفاذ صبر:
– مستعجل جوي يا عيسى وعاوز اعمل المشروع هو جاللي الارض بتاعه واحد اسمه احمد

عقد حاجبيه بدهشة وتعجب وهتف بحيره:
-كيف ده انا باعت واحد من اللي شغالين امعايا وجاللي الارض بتاعه واحده اسمها اسيف
نظر له بصمت قليلا بحده وقال بصدمه :
-نعم هو الراچل كان بيشتغلني ولا ايه ازاي امال مين احمد السيوفي ده، ده جاللي رجل اعمال كبير جوي في مصر
انتبه عيسي وقال باهتمام:
– احمد السيوفي!! لحظه أكده اللي عرفته أن صاحبت الارض اسمها اسيف السيوفي معنى اكده انها بنته
جلال بتفهم:
– يعني الارض بتاعه واحده تؤ الموضوع شكله اتعجد ولا ايه
هز راسه عيسي وقال بثقه :
-ولا اتعجد ولا حاچه انا عندي فكره احنا ناخذ بعضنا وننزل مصر و هناك نفاتح الراچل في موضوع بيع الارض ونشرح كل حاچه بالتفصيل لي، ممكن يوافج على البيع

***
بعد اسبوعين، استمرت الزيارات بين دياب و ضاحي والعمده حتي لا يتهور دياب، كان معهم خطوه بخطوه وبالفعل طلب دياب يد جميله الذي لم يراها حتي الان،وبعد اسبوع جاء الرد الي دياب بانها موافقه على الزواج منه بالطبع لم ياخذ احد رايها لكن فكروا بطريقه اخري بأن بعد زواج جميله من دياب سينالون من الحب جانب.

-بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير هتف الماذون الجمله الشهيره ليختم زواج جميله ودياب.!!

انحبست جميله انفاسها ودقات قلبها تتسارع والدموع تتجمع بعيونها وقالت وسط شهقاتها :
– بالله عليكي يا خالتي بلاش تجوزيني واحد معرفوش انا مش عايزه اتجوز تاني خلاص
صاحت بغضب وقسوه:
– ما تبطلي زن بقي وبعدين خلاص كتب كتابك تم بره وبقيتي مراته اتفضلي جهزي حاجتك عشان تروحي مع جوزك، وبعدين يا اختي زعلانه ليه ده انتي داخله على عز
ما كنتيش تحلمي بي

في الخارج مال ضاحي بهمس:
– اني مش مصدج اللي انت بتعمله ديه يا دياب تتجوز واحده ولا تعرفها ولا عمرك شفتها جبل اكده ولا تعرف اصلها منين اذا كانت زينه ولا لأ
هز راسه بعدم اهتمام ليقول :
-يعني حتى لو سالت عليها وما عجبتنيش هعرف اتراجع؟ ما خلاص اللي حصل حصل واللي كان كان واتبست فيها
حمحم والد محمد وقال :
-مبروك يا بيه

نظر دياب اليه بقرف ولم يجيب ليقول بدل منه العمده الذي كان شاهد عـلي كل شئ من البداية :
-الله يبارك فيك، كده من دلوجتي بجيتوا نسايب وخلاص وما بجاش في مشاكل بينكم
قال والد محمد سريعا :
-مشاكل ايه بس ربنا ما يجيب مشاكل يا بيه
عقد حاجبيه دياب وكانه تذكر حالياً يسأل :
-هو ابنك اللي مات عنده كام سنه
اجاب والد محمد قائلا:
– 40 سنه بتسال ليه

لوت شفتيه بسخرية وقال بهمس :
-40 سنه على كده مراته نفس السن ولا اقل هه وانا اللي كنت فاكر انا اكبر منها شكلها اكده هي اللي اكبر مني انا شكلي اتسرعت في الجواز عـلي راي ضاحي

بعد فتره خرجت ام محمد وخلفها تسحب جـميـلـه رغم عنها وهي مرتدية النقاب نعم فهي منقبه فقال العمده بابتسامة :
-مبروك يا بنتي
صمتت ولم تجيب ليقول دياب بضيق في نفسه ولم ينظر اليها :
– هي شكلها خرسه ولا ايه

شعرت بموجه من الخوف والرعب تجتاحها تسارعت دقات قلبها وهي تقف مكانها اخفضت راسها للارض بحزن وخجل ولم تنظر الى احد رفع دياب عينيه بتلقائية يريد ان يراه زوجته المصونه من تكن لكن تفاجأ بالنقاب الاسود عليها يخفي جميع ملامحها ،تنهد داخله لا ينكر بانه اعجب بارتداء النقاب فكم كان يعرض الامر عـلي سلمي لكنها كانت ترفض بشده لتظهر جمالها للجميع، لكن تسال اي جمال فـي سيده تجاوزت الاربعين

والد محمد بحده:
– احم ما تردي يا بت علي البيه و شيلي النقاب ده ما حدش غريب هنا
هتف دياب بصرامة:
– خلاص ولا تشيل ولا تحط حاچه الوجت اتاخر وعاوزين نمشي جبل ما الليل يليل

***
في فيلا احمد السويفي بداخل غرفتهم تحدثت ثريا بتهكم:
– يعني حمزه الانصاري ابن رجل الاعمال بنفسه يطلب ايد بنتك وترفضه بالطريقه دي هي اتهبلت
تنهد احمد مجيب بتعب :
-انا تعبت معاها مش عارف اعمل ايه كلام واتكلمت و زعيق وزعقت وحذرتها اكثر من مره بس هي ما فيش فايده عنيده ودماغها ناشفه

جزت ثريا على اسنانها بضيق و قالت:
– بصراحه بنتك زودتها قوي يا احمد وطول ما انت ساكت كده هتفضل تسوا فيها واديك قلت ما عملتش حساب ليك قدام الناس و احرجتك
احمد بضيق شديد :
-طب اعمل ايه معاها
هتفت ثريا بفروغ صبر:
– بنتك دي عاوزه واحد يربيها من اول و جديد

نظر لها احمد بحده:
– ثريا حاسبي على كلامك انا بنتي متربية كويسه
ادركت ثريا نفسها سريعا قائله بارتباك:
– اا طبعا يا حبيبي انا ما قلتش حاجه بس انت مش قادر ولا عارف تشد عليها ماتفكر يا احمد تجوزها ؟ ممكن لما تتجوز تبقي قد المسؤوليه فعلا وتعرف قيمتك يا حبيبي

عقد حاجبيه بدهشة متسائلا:
-نعم انتي فاكره الجواز هيحل حاجه بالعكس دي هترفض اول حاجه طبعا وهتعمل مشاكل تاني يبقى محلناش حاجه
اقتربت تجلس بجانبه متحدثه بلين: – ما انا مش ده اللي اقصده انا قصدي تجوزها واحد شديد وصارم عشان يعرف يتعامل معاها ويبطل لها عنادها ده هم قرايب حياه مامتها مش من الصعايده ما تكلم حد و تشوف واحد منهم يتجوزها ويشوفلك صرفه معاها بدل يا عالم المره الجايه هتعمل لك مصيبه ايه

صمت لحظه وهو يفكر في حديثها بالفعل اصبحت اسيف متهورة بشده، لكن هل الزواج هل الحل نفض هذه الافكار سريعا قائلا:
– تؤ حياه ما كانش ليها قرايب في الصعيد غير عمها ومات بعد جوازنا بشهرين ثم اني مش هقدر اعمل اللي بتقوليه ده اروح اجيب واحد معرفوش واقوله تعالي ربي بنتي اللي مش قادر عليها
لوت شفتيها بعدم رضي قائله باحباط:
– خلاص براحتك بس بعد كده ما ترجعيش تشتكى منها

***
ضاقت عيني احلام بحده وهي ترى امراه متنقبه تدخل وراء دياب و ضاحي زوجها ،لم يحتاج الامر الى تفكير كثير بالتاكيد هي العروس تقدمت منهم بلهجة ساخره وراءها غضب كبير وغيره تحاول كتمان الأمر:
– اهلا يا عروسه
اجابت جميله بصوت منخفض، ابتسمت قائله باستهزاء: – ما تعلي صوتك يا عروسه خايفه ليه ما تخافيش احنا مبناكلش بني ادمين
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت برقه غير مصطنعه :
-ااا الله اا يـبارك فيكي

تدخل ضاحي وقال بهدوء:
– خلاص يا احلام هي مكسوفه شويه بكره هتاخد عـلي العيشه امعنا وانتي ما تتكسفيش يا مدام احنا اهنيه كيف اخواتك وما حدش عيعملك حاچه وحشه انا اسمي ضاحي اخو دياب وديه احلام مراتي

اقتربت احلام من دياب تهمس بخبث:
– مالك سرحان ليه هي العروسه ما عجبتكش ولا ايه
جز دياب علي اسنانه بحده ولم يعلق ليقول موجه حديثه الي جميله:
– دول بناتي ملك وفرحه عاوزكٍ تتعرفي عليهم وتخلي بالك منها منيح وكٌمان اقلعي النقاب ديه انتي في الدار مالوش لازمه تلبسيه طالما مش بره الدار ما فيش حد غريب اهنيه كيف ما لسه ضاحي جايلك، و هو كيف اخوكي
لم تجيب، وتنهد دياب بغضب من صمتها لكن تمالك نفسه ليرحل للخارج :
-انا هامشي انا ورايا شغل سلام يلا يا ضاحي

احلام بفضول وغيره : -ما تقلعي النقاب بچي الرجال مشيوا خلينا نشوف شكلك
رفعت جميله عينيها الزرقاء ونظرت حولها وبتردد خلعت النقاب لتتسع احلام عيناها بصدمة كبيرة من.!!!

***
بداخل مكتب السيوفي دخلت السكرتيره ليتساءل احمد بانشغال :
-في ايه يا عزه
قالت عزه بقله حيله:
-في ناس عاوزه تقابل حضرتك بره انا اول مره اشوفها ومفيش معاد سابق بس هم مصممين يقبله حضرتك
نظر اليها متسائلا باستغراب:
– ما قالوش اساميهم ايه

هزت راسها السكرتيره بنفي:
– لا قالوا هم شكلهم من الصعيد واحد اسمه عيسى الجبالي والتاني اسمه جلال الجبالي
عقد حاجبيه بدهشة وتعجب وهتف بحيره:
-اول مره اسمع اساميهم طب ما قالوش عايزين ايه مني.
هزت برأسها بالنفي ،ليقول احمد بجدية:
– طب دخليهم خلينا نشوف عاوزين ايه

بداخل مكتب السيوفي قدم جلال متحدث بعد ان قص عليه كل شئ من البداية حتي المشروع والارض:
– ودي اوراق المشروع عشان لو مش مصدق
هتف احمد باعجاب:
– ما شاء الله دي فكرتك انت
هز راسه بهدوء، فهتف احمد بجدية:
– انا طبعا مبسوط ان شاب في سنك يطلع منه الافكار المذهله دي وكان نفسي اساعدك باي حاجه بس للاسف موضوع الارض ده مش هقدر اساعدك فيه

جز علي اسنانه بحده حاول اخفائه متحدثا باحباط:
-ليه اطلب اي مبلغ فيها واحنا مستعدين نشتريها
قال احمد بجدية: – يا ابني والله ما حكاية فلوس هي لو بتاعتي اديهالك من غير فلوس كمان بس الارض مش باسمي ولا بتاعتي دي بتاعه بنتي ومش بتفكر تبيعها عشان دي الحاجه الوحيده اللي فاضله ليها من والدتها الله يرحمها يعني للاسف مش هقدر اساعدك بحاجة الموضوع مش بايدي
صمت جلال بضيق شديد ،تنهد عيسي وهو ينهض قائلا:
– يلا يا چلال الظاهر ما لناش نصيب نشتريها

***
في الجامعه بداخل الكافتيريا تجلس اسيف ومصطفى يتحدثون ومن بعيد يراقبهم حمزه الانصاري بضيق شديد وهو يتوعد لها في سره ليتحدث مصطفى قائلا :
فاكره يا اسيف اول مره اتقابلنا
اجابت اسيف بنبرة ساخره :
-اه فاكره هو ده يوم يتنسي

تحدث مصطفى بابتسامة عريضة:
– صح كنتي لسه داخل الجامعه لقيت مجموعه شباب بيعكسوكي ورحت بكل شجاعه وشهامه عشان ادافع عنك و..
قاطعه إياه اسيف ببرود : -ورحت اضربت انت و نزلوا فيك ضرب لحد ما اغمي عليك وانا اللي ضربتهم و حشتهم عنك و وديتك المستشفى ومن هنا بقينا صحاب

مسح علي عنقه مصطفى باحراج :
-احم احم انتي لسه فاكره
اسيف بحده :
-بس يا اهبل هو حد قال لك تتخانق خناقه انت مش قدها من الاول ده كان كل واحد فيهم قدك مرتين
تنهد مصطفى بضيق مزدوج بحسره:
– يعني الحق عليا وبعدين انا نيتي كانت شريفه حتى اضربت وبعدين ما كنتش اعرف انك هتقومي بالواجب وزياده وما شاء الله ضربتي العيال كلهم لوحدك

نظرت اليه متحدثه وهي تراقبه وهو عينه تنظر الى الخلف حيث كانت فتاه وشاب يجلسون للخلف:
– يستاهلوا، انت بتبص على ايه؟ مش دي علا اللي كنت ماشي معاها وسبتوا بعض بس واضح انها ما بتضيعش وقت
هز راسه هاتفا بخفوت:
– ايوه هي
عقدت حاجبيها وقالت بغضب:
– ومالك حزين كده ليه ما تغور في داهيه بذمتك دي واحده تزعل عليها خليك متاكد يا مصطفى انها ما تستاهلكش والدليل اهو

ابعد عينه عنهم وقال بقهر:
– عارف يا اسيف بس للاسف عرفت متاخر مش قادر انسى كلامها واهانتها ليا لما جيت اتقدم ليها قالتلي انا مش هتجوز واحد امه كانت بتخدم في البيوت و هتصرف عليا منين
ابتسمت اسيف قائله بحب أخوي وقالت :
-معلش يا حبيبي ما تحطش في دماغك وانسي
مصطفى بحسره:
– بس هي معاها حق انا كنت هصرف عليها منين انا فعلا كنت بدور على شغل بس ما حدش راضي يشغلني عشان مش معايا شهاده
لسه
ضاقت عينها متسائلة:
– انت عاوز تشتغل يا مصطفى
هز راسه بالايجاب قائلا بخيبة امل :
-يا ريت حتى اشيل الحمل من على امي بس مش هينفع لما اتخرج الاول
صمتت لبرهة ثم هتفت اسيف بحماس :
-طب انا ممكن اكلم بابا واخليه يشغلك معاه في الشركه
مصطفى باستنكار:
– و هو هيوافق يشغلني من غير شهاده بلاش يا اسيف عشان ما يحصلش مشاكل بينكم بسببي
لتقول اسيف بثقه:
– ما لكش دعوه انت انا هتكلم معاه وهخليه يوافق

***
أمام شركه احمد السيوفي حيث كانوا كلا من عيسى وجلال يخرجون ليقول عيسي بجدية:
-ما لك قالب وشك اكده ليه كل ديه عشان موضوع الارض ما تزعلش بكره من النجمه ها بيع الارض واشوف لك ارض ثانيه مساحتها اكبر واحسن كومان
تنهد مجيب بحنق ويأس
– لسه هاستني يا عيسى الارض موقعها عجبني انا لما صدقت لقيتها انا من رايي نحاول تاني مع الراجل ممكن يرضى المره دي انا مش عارف هو عاوزها في ايه اصلا ما هو شغله هنا في مصر يعني الارض موجوده زي قلتها وما حدش محتاجها في حاجه

قبل ان يجيب عيسي اطلق جلال شهق الم وهو يشعر بجسد قوي يصطدم به بعنف،ليجد شابه هي من تصادم به لا يعرفها وقبل ان ينظر اليها حتي يتعرف على هويتها انطلقت سريعا للداخل الشركه وهو تقول سريعا :
-اسفه
نظر بعنيه تتاملها بسخريه وهو يقول بتهكم:
-ايه قله الزوق دي مش تقف حتي وتعتذر
تحدث احد العاملين بالشركة حمحم قائلا:
-احم معلش يا فندم دي انسه اسيف بنت صاحب الشركه اكيد مخدتش بالها
قال عيسي بخشونـة:
– معلش يا چلال يلا بينا احنا جبل الليل ما يليل عشان نرچع الصعيد

لكن جلال كان ينظر اليها وهي تقف بظهرها منتظره الاسانسير يفكر في شئ بعد ان علم من تكن وتسأل عيسي باستغراب:
– چلال وجفت ليه
نظر اليه متحدث بجدية:
– استني يا عيسي هي دي صاحبة الارض اللي عاوزينها انا بفكر اروح اكلمها في موضوع الارض وهحاول معاها ممكن توافق تبيعها
__________________________

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى