رواية بيت السلايف الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم خديجة السيد
رواية بيت السلايف الجزء الخامس والعشرون
رواية بيت السلايف البارت الخامس والعشرون
رواية بيت السلايف الحلقة الخامسة والعشرون
كان دياب بدخل المخزن الخاص به مليء بالفاكهه وبعض العمال كانوا ينظمون صناديق الفاكهه في اماكن منظمه وعلي جانب آخر كان يقف ضاحي بوجه شاحب اللون وعيونه تلمع بخوف وتوتر وهو يتذكر تلك المصيبه التي اخذها من ماهر منذ ساعه
نظر ضاحي عده مرات حوله بترقب وحذر وهو يضع كيس المخدرات بمخزن دياب الذي أعطاه له ماهر حتي يضعها في سرايا عيسي ويتم القبض عليه بتهمة الاتجار في المخدرات ويتخلص منه ، ليسمع صوت هاتفه ويجيب عليه ليقول ماهر له:
– ها ياضاحى عملت ايه حطيت المخدرات اللي اديتهالك في بيت عيسى ولا لسه
نظر ضاحي حوله بخوف شديد وقال:
– لاه لسه هو اني لحجت اعمل حاچه اني لسه واخذها منك دلوج وبعدين عيسى عنده فرح دلوج في داره
جز ماهر علي اسنانه بغضب وقال بحده:
– يا غبي ما دي فرصتك عشان تخلص منه والفرح شغال كده والكل مشغول حاول تدخل وتحط المخدرات في اي مكان في السرايا وبلغ البوليس بعد كده على طول
ضاحي بحده مكتوم وقلق:
– احترم نفسك يا ماهر ومن غير شتيمه انت مديني تهمه لازمنا افكر جبل ما اتجفش بيها و اروح في داهيه بدل عيسى اني دلوج حطيتها في مخزن دياب لحد ما اتصرف واشوف عتدخل كيف سرايا عيسى
ابتسم فجاه ماهر بخبث هاتفا:
– هو انت حطيتها في مخزن دياب دلوج ماشي فكر على مهلك وبراحتك جوي
افاق ضاحي من شروده علي صوت سرينه الشرطه انتفض برعب ليلاحظ دياب حالته وتسأل بشك:
-مالك يا ضاحي مش على بعضك ليه في حاچه حصلت
هز راسه برفض عده مرات برعب ليقترب الضابط ومعه العساكر ويامر الضابط قائلا:
-فتش المخزن
عقد دياب حاجبيه بدهشة متسائلا بحده:
– يفتشوا ايه يا حضره الضابط هو في ايه بالضبط
– عتعرف دلوج في ايه
نظر له دياب بضيق شديد وقبل ان يتحدث اقترب العسكري يحمل كيس المخدرات قائلا :
-لجينا ديه يا فندم
-و ديه ايه ديه بجى ان شاء الله مخدرات ابتلع ضاحي ريقه بصعوبة شديدة وخوف تحت انظار دياب المصدوم الذي صاح بغضب:
-المخدرات دي مش بتاعتنا
– الحديد ديه بجي في الجسم المخزن ديه بتاع مين فيكم
جز دياب علي اسنانه بعنف شديد وقال بحده:
-المخزن بتاعي اني
– معني اكده المخدرات بتاعتك هي كومان
نظر ضاحي برعب الي الضابط و ضغط دياب علي يده بعنف وقال…
***
خرجت اسيف للخارج وهي تشعر بالضياع والصدمة، بينما بالداخل رمقها بنظر وعيد قاسيه ثم نظر حوله بترقب وخوف يبحث عنها ثم خرج الي الخارج يراها تصعد سيارتها بسرعه البرق ليصيح منفعل: -اسـيـف.. اسـيـف
ركض جلال يبحث عن سيارته سريعا وصعد بها و سار خلفها دون تفكير وهو يحاول ابطاء من سرعته خوفاً عليها لكن هي لم تستمع اليه كان هدفها الوصول الي والدها باقصى سرعه لديها
***
في السرايا بداخل غرفه المكتب الخاصة بعيسي خرجت صفيه وهي تنفجر فى بكاء مرير لتسرع امها خلفها تهز راسها بياس واحباط علي افعال ابنتها الوحيدة لكن تعرف جيدا هي من فعلت ذلك بنفسها ودائما كانت تحذرها من عشقها لجلال
انزلت صفيه دموعها بمرارة فقد طعنها بكلماته القاسية عيسي منذ قليل وغير ما فعلته في اسيف فلقد علم، لتتحول صدمتها داخلها تدريجياً الى رفض ونفور لتلك الاجراءات التى تمت بغير علمها كانت فرحتها منذ بدايه اليوم لا توصف لكن ختمت بصدمه كبيرة وحزن
التفتت كل الأنظار اليها بعد بكائها هذا لتسرع عديله متسائلة باهتمام:
– بت يا صفيه مالك بتبكي ليه وبعدين خارچه ورايحه فين ديه بجى دارك خلاص
نظرت اليها بحسرة ورحلت وخلفها امها بصمت عقدت حاجبيها فرحه بدهشة و خرج عيسي من المكتب بهدوء وصمت لتقول عديله بضيق:
-عيسي هو چلال راح فين وكيف يسيب مراته صفيه تمشي من الدار بعد ما كتب الكتاب تم انت رايد الناس تاكل وشنا
قبل ان يجيب عليها لمح في الخارج سياره شرطه تصف جانب وهبط منها ضابط ليتقدم منه عيسي متسائلا بهدوء:
– خير يا حضره الضابط
– خير يا عيسى اني خابر ان مش وجته و انك عندك فرح النهارده بس للاسف لازم تيجي معايا دلوج المديريه دياب ولد عمك مجدم فيك بلاغ انك حطيت لي مخدرات في المخزن بتاعه
تقدمت منهم فرحه ببطء بفضول حتي تعرف ماذا يحدث لكن شهقت بصدمه وهتفت بخوف:
– ديااااب اخوي
تطلع فيها عيسي بحده ثم قال بصوت اجش:
– طب يا حضره الظابط اتفضل واني چاي وراك بعربيتي
تنهد الضابط بالموافقه وصعد سيارته ادمعت عينيها بالم وقالت بحزن:
– عملتها يا عيسى اخذت تارك من اخوي وارتحت ولبسته جضيه مخدرات
لوي شفتيه بسخرية دون تعليق ثم صعد السياره خلف الظابط بهدوء نظرت فرحه بترقب وصدمه من هدوء عيسي كأنه كان ينتظر او يعرف ماذا كان سيحدث منذ قليل و أن الشرطه ستأتي.
انفجرت تبكي بهستريا وسط كل هذا الكم من الكراهية والحقد الذي اصبحت حولها من عيسي فلقد اكتفت ولم تعد تستطيع مواصلة التحمل و فاض بها الكيل اخذت تبكي بشدة على فقدان اخيها وعيسي
***
في منزل صلاح الجبالي قال ماهر ببرود شديد:
– ما قلتلك مش انا اللي بلغت البوليس يا ضاحي عملي صداع ليه روح شوف مين شافك وانت بتحط المخدرات في مخزن دياب و بلغ عنك
صاح ضاحي بغضب شديد:
– ما حدش كان يعرف غيرك يا ماهر انت بتكره دياب واما صدجت ان المخدرات في المخزن بتاعه وجولت فرصه وجاءتلك لحد عندك وتخلص من الاثنين
ابتسم ماهر بخبث هاتفا بجدية:
– طب نفرض حديدك صوح تقدر تثبت حاجه ولا تعمل حاچه يا ضاحي
ضاحي بحده قائلا:
– يعني انت اللي بلغت البوليس فعلا يا ماهر صوح بتضحك عليا وتشتغلني عشان تخلص من اخوي انت لازما تيجي معايا دلوج وتجول للحكومه ان المخدرات بتاعتك انت عشان اخوي يطلع براءه
انفجر ماهر ضاحك بسخرية باردة وقال بحقد:
– بقى عاوزني اروح اعترف على نفسي عشان اطلع اخوك براءه ده انا اما صدقت خلصت منه وعقبال ما اخلص من عيسى هو كمان
ثم نظر الى ضاحي بحده واضاف بعنف:
– يلا يا ضاحى من هنا وبطل وجع دماغ عشان اللي في دماغك ديه مش هيحصل
***
فتحت الخادمه باب الفيلا قليلا ولم تنتظر اسيف لتبعد الباب بقوه وتدلف الي الداخل حيث كان والدها يجلس يقرأ جريده وتركها عندما راى اسيف امامه تنظر اليه بوجه شاحب اللون وعيونها بها دموع قال بخضه:
– في ايه مالك, انتي مش قلتي هترجعي لجوزك ايه اللي رجعك ثاني بسرعه في حاجه حصلت هناك جلال ما رضيش يرجعك ما تنطقي يا بنتي مالك عامله كده ليه
صمتت برهة قصيرة ونظرت لاعينه بقوه متسائلة:
– انت بعت الارض بتاعه ماما لجلال مقابل يوافق يتجوزني
احمد بصدمه وهتف بتوتر:
– جبتي الكلام ده منين
تحشرج صوتها و اخذت تصارع وتحاول بكُل قدرتها على ان تستنشق نسمة هواء قائله:
– انا عاوزه رد واضح انت بعت الارض لجلال ولا لاء
لم يتحدث او ينظر اليها اتسعت عيناها بالم فمعني ذلك ان الحديث صحيح تابعت وشعرت بالدماء الحارة تندفع في شرايينها قائله بحسره:
-يبقى صح, بعت الارض لواحد ما تعرفوش وكنت مستعد تديله اي حاجه عشان بس تخلص من بنتك
بنتك اللي مش طايق تبص في وشها عشان بتفكرك بماضيك مع مراتك الاولانيه اللي اتجوزتها بالغصب اللي اتجوزتها بسبب ابوك اللي كانت السبب في فراقك ما بين حبيبتك ثريا هانم ياااه ما كنتش اعرف انك بتكرهنى قوي كده لدرجه مستعد تبعني بالرخيص اوي كده طب كنت وفرت على نفسك و قلتهالي كنت انا اللي بعدت عنك من نفسي بدل ما انت عمال تعمل مؤامرات وتتفق مع ناس من ورايا
احمد بحزن:
– اسيف حبيبتي اهدي الموضوع مش كده انا بس كان نفسي تبطلي العند اللي انتي فيه, كنت خايف عليكي انتي كنتي بتاذي نفسك اول حد ما كنتش عارف نهايه اللي انتي فيه ده ايه
وفي ذلك الأثناء دلف جلال وهو يقترب منها بخطوات سريعة، ثم وقف خلفها بصدمه وهو يستمع الى حديث اسيف .
نظرت الي والدها وغضبها يتصاعد اكثر في نغمة الم:
-لا بجد قلبك عليا اوي كده انا بهمك انت بتخاف عليا طب من امتى و كنت فين لما كنت بعيط طول الليل لوحدي ومش لقياك جنبي كنت فين لما كنت بروح اصاحب ناس معرفهمش واحكيلهم عشان انت مش فاضيلي وطول الوقت مع مراتك وبنتك الثانيين وانا مش في حياتك كنت فين لما حسيت ان قلبي اتكسر وملقيتش حد يطبطب عليا لما ماما ماتت كنت فين لما رحت مصحه نفسيه عشان اتعالج من الوحده وفراق أمي وسبتني وبقيت لوحدي كنت فين وانا لازم اجرب عشان اعرف الصح من الغلط مع انك ليك تجاربك في الحياه وكان ممكن تفهمني الصح ايه والغلط ايه من غير ما اقع في الغلط و افضل اعاند واخاف اجرب احب لاتساب ذي ماما في يوم واتخان، ها كنت فين ..كنت فين في حياتي كده لما انا دلوقتي بقيت بهمك فجاه زي ما انت بتقول دلوقتي
نكس احمد راسه في خزي منها لم يستطع النظر اليها وهي في تلك الحاله ذبحته نبره صوتها الحزينه والمقهوره ودموعها الحبيسه داخل مقلتيها الرافضه للنزول حاول ان يرد عليها ولكن الحروف هربت منه احس غير قادر على النطق لسانه عاجز وهو يستمع معاناتها كم احتقر نفسه لم يتخيل ان تحملت كل ذلك العذاب لوحدها واين كان هو بالفعل
انخرطت فجاة في ببكاء وهي تضع يديها على صدرها بتعب تمتمت بعذاب:
– مش لاقي رد صح ماما كان معاها حق لما قلت لي بلاش تثقي في الرجاله عشان ما لهمش امان بلاش تحبي عشان هتتعبي .. بس تعرف مش انا قلت لك رغم كل اللي انت عملته فيا ما كنتش عارفه اكرهك بس دلوقتي لقيت السبب القوي اللي يخليني اكرهك
تطلع فيها احمد بدهشة وحسره وصمت رفعت عينيها الباكيتين الحمراوتين وهي تري ثريا وهايدي قادمين علي الصوت اليها تمتمت وهي ترمقها بالم، وهو خفق قلبه بعنف حينما تابعت بسخرية:
-ثريا هانم جت اهي عندي شك كبير انه وراء كل اللي حصل هي الراس المدبر زي ما بيقولوا وانت كالعاده ماشي وراها مش انتي برده اللي فضلتي تزني عليه لحد ما جوزني ويرميني لاي راجل عشان تخلصي مني زي ما خلصتي من ماما زمان يلا انا قدامك اهو تعالي اشمتى فيا تعالي شوفي انجازاتك نجحت ازاي وبتفوق كمان
صدمت من حديثها وقالت بارتباك واضح:
-في ايه مالك بتكلميني كده ليه, واي الكلام اللي انتي بتقوليه ده وانا مالي ومال جوازك
حركت راسها بنفي قائله بابتسامة ساخرة:
– لا ما تعمليش فيها طيبه و وش البراءه ده مش عليا ده انا اكثر واحده حافظاكي بني ادمه حقوده وخطافة رجاله وكنتي السبب في موت ماما لما بعتلها صور فرحكم واتصلتي بيها عشان تحرقي قلبها اكثر وانتم بتكتبوا كتب الكتاب
نظر احمد الي ثريا بصدمه وهتف بحزن:
– الكلام ده حصل يا ثريا
بلعت ثريا ريقها بصعوبة ثم حمحمت بتوتر طفيف صامته نعم صحيح لكن كان وقتها تصرف طائش نتيجه غيرتها من حياه والده اسيف قالت اسيف وسط ضحكتها البارده :
– ايه ده انت ما كنتش تعرف انت متجوز مين يلا اشرب بقى
تقدم جلال بخطوات بطيئة اخذ نفس عميق حبسه داخل صدره واطلقه مره واحده يحاول تهدده توتره ولكنه فشل مما سمعه منها وعندما رفع راسه يواجهها صدم من نظره عينها اليه تلك العينين التي طالما نظرت اليه بكل عشق وحب فما سابق كانت تحمل كل ذلك العذاب داخلها لمده سنوات طويلة وهو لم يعلم قد ندم اشد الندم انه لم يحاول التساؤل عن ماضيها ومعاناتها التي كانت تحملها لوحدها الان فقط فهم حالتها ولما كانت دائما تهرب من عشقها له التفتت بغير تفاجأ الي جلال وهي تهدر بشراسة:
– ايه ده جلال هنا كمان بس كويس انك جيت عشان تعرف ان احمد بيه بعلك بيعه خسرانه وان اللي قدامك دي واحده مريضه نفسيه
نظر لها بصدمه ثم الي احمد و عيناه المخيفة يحدقان به بغضب لماذا لم يقول له كل ذلك الحديث وانها عانت وكانت مريضه نفسيه كان يجب ان يعطي له خبر حاول جلال التحدث باشفاق والم من حالتها الصعبه التي امامه قائلا:
-اسيف انا
ارتجفت شفتاها قائلة بمرارة:
– انت خاين
اتسعت حدقتاه وهو يهمس:
– خاين
ابتسمت له ببرود رغم الم عيناها ثم تمتمت بصوتٍ هادئ نوعًا ما:
– امال ليها لقب غير كده انتم الاثنين خائنين زي بعض انتم الاثنين كنتم اكبر غلطه عملتها في حياتي ان اديتكم فرصه من ثاني انتم الاثنين اكبر خدعه كانت في حياتي
نظر احمد الي ابنته بدهشة وحزن من هذا الحديث لكن هو من اوصلها لذلك ، قبض جلال على كفيها وهو يقول برجاء:
– اسيف انت فاهمه الموضوع غلط انا حبيتك بجد والله العظيم كنت هاقول لك على كل حاجه بس كنت مستني الوقت المناسب وكنا علي الاقل نثق في بعض اكثر من كده الاول
حاولت تحرير يدها من قبضته وهي تقول بالم:
-بس تصدق الارض قليله برده على انك تستحمل واحده زيي ما انت برده تعبت اوي معايا المفروض المقابل كان اكثر من كده استحملت عنادي وزعيقي وطريقتي الصعبه معاك ده غير التمثيل اللي قعدت تمثله عليا انك قد ايه بتحبني و واقع في غرامي لا بجد شابوه ليك ده انا صدقتك بجد انك حبتني
تقدم وقبض على ذراعيها يهزها بقوة قائلا:
-يا اسيف عشان خاطري بلاش طريقتك دي انا فعلا حبيتك
وضعت يديها على صدره دون شعور وهي تقول بصوتٍ يقطع نياط القلوب:
-وانا كمان حبيتك بجد علي فكره مش عارفه كان عقلي فين لما فكرتك غيرهم ممكن تساعدني اطلع من اللي انا فيه مبقتش عارفة اعيش مرتاحه انا عايزة ارجع زي الاول، وقت ما ماما كانت موجوده في حياتي عايزة اضحك عايزة افرح عايزة احب مش عايزة اعيط عايزة ابقى قوية وحُرة من احزان وجع قلبي، عايزة اعيش حياه طبيعيه والله العظيم انا تعبت من اللي انا فيه بجد
حرك جلال راسه بالم وهو يقول بخفوت:
– اهدي يا اسيف، وصدقيني انا باحبك لا بعشقك كمان انا محبتش حد في حياتي قدك و مش هسيبك والله مش هسيبك لغاية ما تحققي كل ده، بس اهدي وثقي فيا
اغمضت عينيها وهي تهدر بمرارة:
-اظن كفايه عليك كده استحملتني كثير دلوقت جي الوقت انك تريح نفسك من واحده اهلها مش ما استحملهاش هتستحملها انت طول حياتك لاء كفايه
رد عليها وقلبه يخفق بعنف خشيًا من الاجابة: -قصدك ايه
ابتسمت له بتصنع وقالت بهدوء:
– طلقني يا جلال وانساني من حياتك وانت كمان انسي ان ليك بنت من مراتك الاولانيه
وضع احمد يده على قلبه بتعب شديد ونظر الى ابنته بحزن ,قال جلال بلهجة حزينة وياس:
– لاء مش هقدر بلاش تصعبيها عليكي وعليا انا معترف اني كنت غلط من البدايه
ثم وجهه حديثه الي احمد بحده قائلا بغضب:
– بس هو السبب كان لازم اعرف كل حاجه عنك منه من قبل ما اتجوزك, والله لو كنت عرفت الحقيقه كلها ما كنتش هسيبها انت اب انت وانت مش عارف قد ايه بنتك كانت تعبانه وبتتعذب
سقط احمد بتعب جالسا على ركبتيه واضع يديه على صدره محاولة التنفس بصورة غير طبيعية بعد ما مر بهِ احس بعدم التنفس بسهولة والاخنتاق، فاقتربت منه ثريا وهايدي بقلق و تساءلت ابنته الصغيرة بخوف:
– بابي مالك
اقترب جلال سريعا يسنده قائلا بجدية:
-عمي مالك انت كويس اطلب دكتور
لم يجيب احمد عليهم من قوه الالم لكنه اغمض عيني بتعب شديد واحس انه سيفارق الحياه لتصرخ ثريا وابنتها بذعر وجلال ثبت مكانه بصدمه ولم يعرف ماذا يفعل
اما اسيف لم يتحرك لها جفن واحد من عينيها ثابته علي وضعها لم تركض الي والدها تطمن عليه بل رحلت بخطوات بسيطة وهاديه للخارج تتمنى لا رجعه اليها مره ثانيه مهما كلفها الامر
تحرك جلال اخيرا واخذ هاتفه من جيبه واتصل بالاسعاف والتفت للخلف بلهفة يبحث عنها وتفاجا باسيف غير موجوده خلفه ولا بالفيلا باكملها وسيارتها تركتها امام باب الفيلا
***
في القسم جلس عيسي أمام دياب وعلي جانب بينهما الضابط الذي قال:
– يا چماعه عيب اكده انتم اهل في الاخر
عيسي بجمود:
-ما تجول الحديد ديه يا حضره الظابط للبيه اللي بيتهمني زور مخدرات ايه اللي هحطها في المخزن اني كنت جاعد لا بيا ولا عليا في الفرح وانتم جيتوا اخذتوني بنفسكم
دياب بحده قائلا:
– بس مش صعب عليك الحركات دي يا عيسى ما انت ممكن تاجر واحد يحط المخدرات عندي في المخزن وانت في الفرح عشان التهمه ماتلبسكش
عيسي ببرود:
– جلتلك مش اني روح شوف مين رايد ينتجم منك الظاهر حبايبك كثير
وقبل ان يجيب عليه دياب بغضب دلف المحامي الخاص به عيسي وقال:
– الحمد لله يا جماعه انا لسه جاي من معمل الجنايات والتحاليل اثبتت انها حنه مش مخدرات يعني استاذ عيسى يقدر يطلع براءه عادي واستاذ دياب كمان
***
في المستشفى فتح احمد عينيه بتعب شديد ونظر حوله بلهفه يردد:
– اسيف.. اسيف بنتي فين
نظر جلال له بصمت و اقتربت منه ثريا وهايدي التي قالت بقلق وهي تمسح دموعها:
-بابي حمد لله على سلامتك
مسكت ثريا يده بحنان قائله بحب:
-حمد لله على سلامتك يا احمد كده تخضني عليك يا حبيبي
ابعد يده عنها بحده قائلا بغضب:
– اسيف فين يا جلال
قال جلال بحزن:
– معرفش
شعر بالبرودة تزحف بداخله عقد حاجبيه بدهشة متسائلا بحده:
– يعني ايه ما تعرفش مراتك فين بنتي فين اسيف فين
نظر له بياس وهمس بصوت مرتجف:
– ما اعرفش بجد فين عقبال ما اتصلت بالاسعاف بتلفت ورايا ما لقيتهاش حاولت اجري الحقها بس ما لقيتهاش اختفت وما اعرفش راحت فين
اهتز جسد احمد بعنف كمن ضربته الصاعقة فور سماعه كلماته تلك هامسا بصوت لاهث متقطع:
-رجعلي اسيف يا جلال رجعلي بنتي هي لو عليها مش هترجعلنا ثاني دور عليها ورجعها بنفسك
هايدي بحزن:
– بابي عشان خاطري اهدي الدكتور قال حالتك خطيره ما ينفعش تعمل مجهود وتتعب نفسك كده
ربت علي كتف ابنته بحنان هامسا بصوت ضعيف:
– انا مش هرتاح واهدي غير لما اشوف اسيف قدامي وتسامحني
نهض جلال من فوق المقعد للخارج و هو محنى الراس وقد ارتسم الحزن و الالم فوق وجهه لا يعرف اين ذهبت اسيف ولا من الممكن قد تكون رحلت.
صعد داخل السياره و هو يضغط بيده فوق جبينه فقد بدا الالم يعصف براسه من كل الاحداث الذي مرت عليه اليوم منذ البداية مجئ اسيف اليه السرايا بكامل ارادتها ثم ذهبت وتركته عندما صدمت بصفيه ومعرفتها للسبب الرئيسي لزواجه منها وهو ارض والدتها يعلم انها كانت البداية قبل ان يعرفها لكن هو احبها قبل ان يعرف انها هي العروسه التي طلب احمد منه يتزوجها ثم بالاخير معاناتها بسبب والدها وغير السنوات التي قضتها في المصحه النفسيه كم من الالام والعذاب التي عاشته بمفردها، ليت كان يعلم منذ البداية علي الاقل كان من الممكن ان يختلف الامر
خف قلبه قليلا وهو يشعر به يتالم عليها , نظر امامه بحزن وهو يتذكر حديثها و افعالها منذ بداية زواجهما فهو الان بات يعلم سبب حالتها تلك
ليت اخبرته بكل شىء من البداية بالاضافة لصدمتها وهى تتخيل مصيرها كمصير والدتها والذى تاكد بما فعله جلال معها من صفعها في مره بسبب غضبه عندما صاحت بوالدته عديله ليت علم بمعرفة الحقيقة الكاملة من قبل , اغمض عينيه بحزن على حالتها , كان يعلم ان هناك سر تخفيه وهو السبب الرئيسى وراء كل تلك العصبية والانفعال الدائم والذى ابت مسبقا ان تخبره به بل اكتفت باخباره أنها لا تريده ولا تريد ان تحبه ولكنه لا يلومها فهو بات الان يعلم بكافة مخاوفها وسيعمل جاهدا على مساعدتها حتى تصل لبر الامان , لن يزيد من مخاوفها بل سيحاول قدر استطاعته تبديلها بكافة الوسائل
لكن اين هي الان تنهد جلال بتعب شديد ليطلع هاتفه حتي يتصل على عيسي ويخبره سبب غيابه لا يعرف كم المده التي سوف يستغرقها في رحله البحث عنها
فتح هاتفه فهو مغلق منذ الصباح الباكر واول ما فتحه وصلت بعض مكالمات عمل و ثانيه رسالة صوتية من اسيف تفاجأ بالامر في البداية وفتح الرسالة سريعا بلهفة حتي صدم وهو يسمع اسيف تتحدث قائله بانها ذاهبة اليه في الطريق و اعترافها أخيراً بحبها له و حتي مأساتها مع والدها احمد و والدتها حياه حكت كل شي اليه معني ذلك انها تحبه بالفعل والدليل كانت تريد ان تحكي له كل شئ
شحب وجه جلال فور سماعه صوت اسيف المرتجف وهي تقص عليه ما عاشته لوحدها وكان يسمع صوت بكائها وشعر بروحها الشبه متهالكه
استمر هكذا حتي شعر جلال برجفه من الصدمة والارتباك تتسلل الى جسده فور سماعه آخر ما قلته، تمالك نفسه قائلا بهدوء محاوله التقاط انفاسه بعدم تصديق :
– حـ حامل
اهتز جسده كمن ضربته الصاعقه هاتفا و قد بدات الدموع تملئ عينيه بفرحه:
– اسيف حامل
***
دلف عيسي للسرايا لتقول عديله متسائلة بضيق شديد:
– كنت فين يا عيسى كيف تسيب فرح اخوك اكده الناس مشيت
عيسي بهدوء:
-معلش ياما كان عندي مشوار مهم وبعدين اديني جيت اهو
عديله بحده قائله بغيظ:
– وچلال فين كيف هو كومان يسيب عروسته صفيه تمشي لوحدها مش المفروض النهارده دخلتهم وتجعد في الدار معانا إيه اللي مشيها فجاه هي وامها اكده
تنهد عيسي قائلا بضيق:
– طب ياما بعدين عاشوفلك الامور دي
عديله بغيظ:
– هو ايه اللي بعدين بجول لك اخوك بعد ما كتب كتابه على صفيه مشي وهي مشيت هي كومان, هو اني كنت بجوزهم لبعض عشان كل واحد يجعد في دار هو انتو مخبين عليا حاچه ولا ايه
عيسي بنفاذ صبر:
– ياما جلت لك بعدين
***
دلف دياب غرفته متجمدا بمكانه عندما وقع عينيه على جميله التي كانت جالسة فوق الاريكة و هي محنية الراس و قد ارتسمت ملامح الحزن فوق وجهها اسرع متجه نحوها سريعا جالسا على عقبيه امامها محيطا وجهها بيدها متمتم بلهفة:
-چميله مالك يا حبيبى فى ايه
اعتدلت في جلستها وهي تضع يدها اعلى بطنها المنتفخة قليلا فقد اصبحت بالشهر الخامس قائله بهدوء:
– ما فيش حاجه زهقت من القعده والحبسه في الاوضه على طول دي
جذبها دياب برفق من ذراعها منهضا اياها من جلستها تلك هامسا بصوت ضعيف :
– طب بلاش تجعدى اكده غلط عليكى وعلى اللي في بطنك معلش يا حبيبتي ,حجك عليا خابر ان اني السبب في حبستك دي بس غصبا عني خايف عليكي حد يؤذيك ثاني
ثم جذبها بحنان مجلسا اياها فوق ساقه اخذت جميله تطلع بقلق الى وجهه الذى كان يكسوه الحزن والالم هامسة بصوت مرتجف:
– فى ايه يا دياب مالك يا حبيبى انت كويس في حاجه مضايقاك هو انت ليه مش بتشاركني همومك
همهم مجيبا اياها بصوت منخفض و هو يدفن راسه بعنقها محيطا جسدها بذراعيه ضامما اياها اليه بقوه شاعرا بالخوف عليها يسيطر عليه من فقدانها هي ام ابنه الذي ينتظره بفارغ الصبر فبعد محاولات احلام لقتلها عده مرات وليس مره واحده فقط لم يعد يعلم ما يجب عليه ان يفعل بتلك الحيه احلام وكيف التخلص منها
لذلك اخفي خبر انقاذ ابنه وان جميله مازالت حامل و منعها ايضا من الخروج من الغرفه حتي الطعام اصبح ياتي به من الخارج من خوفه عليها يرغب باخفاءها بعيدا عن جميع من حوله حتى لا ياذوها به ليقول:
– ما فيش حاجه يا جلب دياب شوية مشاكل فى الشغل مش اكتر
اومات له راسها بصمت راسما ابتسامة لطيفة فوق شفتيه مقبلا عينيها بحنان هامسا من بين انفاسه الحارقه:
– بحبك يا چميلتي
اسندت جبينها فوق جبينه هامسه امام شفتيه بشغف:
-و انا بعشقك يا دياب
ممررا يده بحنان بين خصلات شعرها الحريرى متاملا بشغف وجنتيها باللون الاحمر لكنه افاق من تامله هذا عندما لاحظ كوبا من العصير اعلي الطاولة قريبا منهم انتفض دياب واقفا ونهضت جميله من فوق ساقيه قائلا بخوف مشيرا بحده براسه نحو كوب العصير :
-ايه ديه
اجابته جميله باضطراب و هى تنظر مكان ما يشير:
-كوبايه عصير يا حبيبى مالها
خطف دياب الكوب بحده شاعرا بالقلق يحتاجه قائلا بخوف:
– مين اللي طلعلك الكوبايه دي وبتشربي وتاكلي من الدار ليه مش اني حذرتك ما تكليش حاچه ولا تشربي من اهنه واني اجيبلك الاكل كل يوم واني چاي وكل اللي انتي رايداه يبجى بتطلبي ليه من اهنه شربتي حاچه من الكوبايه دي
قالت جميله بدهشه تطلع اليه بشك:
– يعني ايه مشربش ولا اكل من البيت هو في ايه بالضبط يا دياب
صاح دياب باصرار وخوف:
– انطجي شربتي منها حاچه ولا لاه
انتفضت جميله بخضه من صوته قائله بصوت منخفض:
– لا ما شربتش وست عواطف اللي طلعتها لي
تنهد دياب براحه بال و وضع الكوب واقترب منها قائلا بهدوء فهو يعلم بان كلماته تبدو غريبه بالنسبه اليها:
– ما تزعليش مني يا چميله بس صدجيني اللي بعمله ديه لمصلحتك ومصلحة ابنك
هتفت جميله بحده:
– دياب هو ايه، وايه السبب اللي يخلي احلام تسقطني وتوصل انها عاوزه تموتنى كمان
اجابها بارتباك شديد:
– واني مالي اعرف منين
هزت راسها برفض وقالت بضيق:
-لاء اكيد تعرف يا دياب الموضوع مش غيره احلام مني عشان واحده غريبه دخلت بيتها وهتاخذ منها البيت وهتبقى هي المتحكمه بدالها لا الموضوع اكبر من كده وبلاش تخبي حاجه عني عشان انا مش بعمل حاجه الايام اللي فاتت غير اني بقعد افكر في الف فكره تاجي فدماغي
ابتعد عنها ببطئ متمتما بوجه محتقن بشدة حيث لم يعد يمكنه ان يخبئ عليها الامر اكثر من ذلك ليقول:
– عشان عينها مني
هزت جميله راسها بعدم فهم:
– عينها منك ازاي مش فاهمه
ضغط علي يده بعنف وقال بحده:
– عينها مني يا چميله يعني مش فاهمه بتحبني وريداني
رمشت عدة مرات واصابها بصدمه كبيرة لكنها عندما شعرت بيده تمر بحنان فوق ظهرها مقبلا اعلى راسها قائلا بتردد:
– چميله انتي ساكته ليه
همست جميله بصوت مرتجف ضعيف:
-عاوزني اقول ايه
اجابها و هو يتطلع بقلق الى وجهها الذى شحب بشدة:
-اي حاچه مش كنتي رايداه تعرفي احلام رايده تموتك ليه
نظرت اليه داخل عيناه بقوه متسائلة بصوت متقطع:
– طب هي عينها منك طب وانت ايه شعورك من ناحيتها
نظر لها بدهشة و هو يضغط بيده عليها بحده و الالم يعصف داخله:
– افهم من سؤالك ده ايه انتي شاكه فيا يا چميله
همهمت جميله ساخطه دافعه اياه بصدره بخفه قائله:
– مش كده بس عاوزني اسال لك ايه لما تقول لي مرات اخوك بتحبك ومش بس كده كمان عاوزه تسقطني ، بتحبك من امتى وانت تعرف من امتى وليه ساكت طول المده دي كلها
نظر لها بخيبة امل وقال بحزن:
-خابر تقريبا من اول شهر جواز ليها في الدار واكيد مش هروح اجول لاخوي مراتك بتحبني
رفعت جميله وجهها تتطلع اليه قائله بصوت غاضب و غيره:
– فالحل بالنسبه لك تسيبها تحبك وتسيبها تموتني صح
جز علي اسنانه بغضب وقال بعصبية:
– ومين جالك ان اني سكتلها لما عرفت اللي حصل ديه اني رحت ضربتها و زعجتلها وحذرتها لو عملت اكده ثاني حسابها المره دي عيكون واعر
تطلع إليها بإحباط وقال بسخرية:
– ما توقعتش يكون رد فعلك اكده يا چميله ولا تشكي فيا ولا تساليني سؤال كيف ديه وانت شعورك ايه من ناحيتها
توترت قليلا عندما شعرت بجسده يرتجف بقوة احاطته بذراعيها تضمه اليها ممرره يدها بحنان فوق ظهره محاولة تهدئته هامسه بندم فقد احست بانها تهورت معه في الحديث :
-غصب عني يا دياب مش قادره اصدق اللي انت قلته لي يعني كل اللي كانت بتعمله معايا كان بدافع الغيره مش قادره استوعب ولا اتخيل انها كل ده كانت عينها منك و بتحبك وانتم عايشين في بيت واحد
اقترب محيطا خصرها بذراعيه جاذبا اياها بالقرب منه ضامما اياها الى صدره بشدة كما لو كان يرغب بتخبئتها به فلا يزال خوفه عليها يسيطر عليه فاقرب الناس اليه هما من قاموا باذيتهم ليقول بحزن:
– امال اني اعمل ايه اني كنت بحاول بكل الطرج ابعدها عني كنت بحاول بكل الطرج محرجش ضاحي ويعرف حاچه كيف ديه عشان منظره جدامي
لتقول بصوت منخفض وبقلق:
– بس انت غلطان يا دياب المفروض تقول لاخوك هي زودتها قوي ما حدش عارف المره الجايه هتعمل ايه وبعدين انا بصراحه خفت ربنا يسترها معايا انا وابني
شدد دياب ذراعيه من حولها عندما شعر بخوفها بين ذراعيه بحنان قائلا على الفور رافعا راسها اليه:
-معاكي حج لازمن اتصرف هما حلين لا اشوف دار ثانيه نسكن فيها اني وانتي والبنته بعيد عن اهنه لا عاجول لاخوي علي كل حاچه واللي يحصل يحصل
***
ضغطت فرحه علي الزر لتغلق هاتفها الخاص بها بعد ان اطمأنت علي اخيها دياب ثم تنهدت بحزن عميق وذهبت تجهز حقيبتها للرحيل
خرجت من شرودها على صوت ارتطام باب الغرفة حيث دلف عيسي فاغلقت حقيبتها وهى تضع بها ملابسها كى ترحل عقد حاجبيه بدهشة متسائلا بحده:
-ايه اللي طلع التليفون ديه اني مش كنت حاطه في الدولاب وجفلت عليه بالمفتاح
اجابت فرحه بهدوء:
– اني اللي طلعته كسرت الدولاب وطلعته عشان اطمئن على اخوي
جز علي اسنانه بغضب وقال بحده:
– بتكسري كلمتي يا فرحه اني مش جلتلك ما تتصليش بحد حتي من اخواتك ولا التليفون ديه تمسكيه ثاني من غير اذني
هزت راسها قائله بعدم مبالاة:
– ولا جصرت كلمتك ولا حاچه اديني ماشيه وسايبها لك
ضيق عينه باستنكار وقال بحده:
– ايه الشنطه دي ومين جالك اني عسمحلك تمشي و تهمليني
تطلعت فيه بضيق ثم ألقت حقيبتها بعنف قائلة بصوت ضعيف تبكي بصمت علي حالها فقد فاض الكيل وتعبت بشده منه :
– هو انت رايد ايه بالضبط يا عيسى رايد تشوفني مكسوره جدامك و مذلوله علي طول بتكرهني ولا بتحبني رايدني في حياتك ولا مش رايدني رايد تنتجم منى في اخواتي وابوي اللي عملوا زمان اتفضل رايد تفضل تحاسبني على غلطه عملتها واحده في حياتي وكل يوم بتاسف وندمانه وانت مش رايد تسامح برده مش عمنعك اعمل كل اللي انت رايده اكسر فيا و اوجع فيا اكثر بس في النهايه سيبني امشي عشان اني تعبت و ما بجتش رايده
وقف عيسي متسع العينين عندما سمع كلماتها و قد صدمته اجابتها عليه ليقول بصوت مهزوز:
– بجيتيش رايده ايه بالضبط يا فرحه ما بجيتيش رايداني اني
أخذت فرحه تصرخ باكيه بمرارة :
– انت اللي ما بجتش رايداني من البدايه يا عيسى وشكلك بتعمل كل ديه عشان امشي واني جلتها لك يا عيسي لو لمست حد من اخواتي مش عاجعدلك فيها وعتكون خسرتني وانت اما صدجت وما كدبتش خبر ورحت لبسته في جضيه
اجابها عيسي وهو يتأمل بالم وجهها الشاحب من شدة الضعف والبكاء التي تعرضت له الايام السابقة وكأنه الان لاحظ ماذا فعل بها و اوصلها ليقول:
-هو اني لو كنت عملتها كان زماني دلوج جدامك اهدي و اعجلي يا بنت الناس ما فيش مخدرات من الاصل
لكن علي عكس من ذلك أخذ انتحابها يزداد بشدة مما جعل عيسي يضغط علي يده بعنف يكتم الما عليها وهو يراها في تلك الحاله كما كان يريد الذهاب اليها و يشدد من احتضانها لها، لتقول قائلة بصوت ضعيف :
-خابره طلعت حنه دياب جالي بس الله اعلم انت كنت جصدها وطلعت معاك اكده ولا انت ما تعرفش ولا ايه اللي حصل وفي النهايه مش عاستنى لما تعملها بجد وانت جلتها لي صريحه يبجى عستني ايه اكثر من اكده
نظرت اليه بغضب وصدرها كان يعلو وينخفض بعنف مكافحا لالتقاط انفاسها بحدة:
– الغريبه ان انت كنت هادي وساكت كيف ما تكون كنت خابر ومستني اني ماشيه يا عيسى وياريت ورجه طلاجي تبعتهالي في اجرب وجت
كانت عينيه مسلطة علي تلك المتالمه بشده يسال نفسه هل هذه هي نفسها فرحه زوجته لكن لا كأنها تبدلت الي اخرى نظر بغضب وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعره:
-وانتي بجى جررتي ونفذتي دلوج بتامريني يا فرحه طب تمام لمي شنطتك ورجعي هدومك في الدولاب من ثاني عشان ما فيش خروج من اهنه ولا في طلاج
سألته فرحه من بين شهقات بكائها الحاده بسخرية وصوت عال :
-اللي يشوفك اكده يجول واجع في عشجي ومش بتجدر تستغني عني ما يعرفش اللي فيها انك بتكرهني ما بجتش طايج تشوفني واني السنين اللي فاتت كنت معيشه نفسي في وهم انك بتحبني وخايف عليا بجد
ماذا تقول هذه الغبيه هو يعشقها بالفعل وما فعله معها بدافع الغيره قائلا بجدية:
– وبعدهالك يا بنت حماد لمي الدور شايفه نفسك جوي وبتعلي حسك عليا اكده ليه
هزت راسها بالايجاب بمرارة وقالت:
-ايوه بنت حماد انت جبت اللي فيها بنت حماد اللي نصب على ابوك زمان واخذ الارض منه بنت حماد وخيت دياب وضاحي اللي ولعوا في ارضك ورايدين ياخدوا حجهم منك بنت حماد اللي راحت تجابل طالجها من وراك عشان كانت نيتها خير بس لاه هي غلطت ولازمنا تدفع ثمن غلطتها طول عمرها ,و غلطه اخواتها شوفت كل ديه حصل ولسه بيحصل عشان اكده لازمنا امشي
صمتت برهة تاخذ نفسها ثم همست بصوت ضعيف:
-ما هي دي المشكله يا عيسي ان اني من نسل حماد اكثر عائله بتكرهك وليك عداوه ما بينهم الموضوع كان صعب اكمل من البدايه ولا اي حاچه تربط ما بينك وما بيني كل حاچه كانت واضحه جدامي من الاول بس اني اللي كنت مصممه اكمل عشان كنت بحبك كنت ماشيه وراء جلبي ودي كانت اكبر غلطه
بدات تبكي وتنتحب بشدة هرول هو اليها ياخذها بين ذراعيها يحتضنها بشدة وهي تبكي ابعدها عنه عيسي مرر يده علي وجنتيها يزيل الدموع التي كانت تغرقها لكنها هي انتفضت مبعدة يده عنها علي الفور ليقول بندم :
– بس يا فرحه خلاص اهدي اذا كان على موضوع ماهر اني سامحتك فيها وكفايه عاااد اللي حصل بس حسك عينك تجبليه ولا تكلميه من ورايا تاني و..
هتفت فرحه تقاطعه باستنكار ساخره:
-ياااه أخيرا العمده عيسي عفي عني وغفر لي لا ده اني لازمنا ازغرط وافرح بجي اخيرا سامحني لاه ديه اني الدنيا مش سيعاني
ابتعدت عنه فرحه بعنف وهي تمتم بصوت ضعيف من بين شهقات بكائها:
– واللي عملته فيا واللي كنت بتقوله لي و تسم بدني بيه ليل ونهار وحرجت جلبي؟ اياكي اشوفك ولا المحك وجت ما اني نازل ومعدي في السرايا اياكي تجعدي تاكلي جدامي على سفره واحده اياكي تمدي يدك في وكل تعملي واني ادوجه وحسك عينك تباتي معايا في اوضه واحده و معايرتك لي اني مش بخلف كل ديه ورايدني ارچع اتعامل عادي ولا اكن في حاچه حصلت
ارتبك عيسي فور رؤيته للالم الذى ارتسم داخل عينيها اجابها عيسي نهي علي الفور بصوت قاطع مصدوم حقا:
– بتجولي ايه يا فرحه هو اني كنت باعمل كل ديه معاكي هو اني عيارتك انك مش بتخلفي جبل سابج طب ميتي
هتفت فرحه بغضب وهي تنتفض مبتعده عنه :
-كومان مش فاكر كنت بتعمل معايا ايه لا حصل يا عيسى وحصل اكثر من اكده كومان ديه اني كنت كيف الجربانه اللي كنت خايف تجرب منها واني كنت طول الوجت ساكته ومستحمله
تطلع بندم يشعر انه السبب في انهيارها بذلك الشكل والسبب الرئيسي في حزنها و ضغطه الشديد و المتواصل عليها فبداخله حرب طاحنه تدور بين قلبه ومشاعره واحساسه وعقله المقتنع بذنبها والمؤيد لعقابها كرجل صعيدي ليقول بصوت متقطع :
– طب اني ااا مش
قاطعته فرحه وقد التمعت عينيها بالدموع:
– اني لازما امشي من اهنه
نظر عيسي بحده قائلا بغضب:
– جلت لك مش عتمشي يا فرحه
تمتمت بصوت منخفض متجهم:
– لا عمشي يا عيسى
اخذت حقيبتها ليسرع عيسي يغلق الباب بالمفتاح ونظرت اليه بحده متحدثه:
-عتحبسني ولا ايه
قال عيسي بصوت اجش ولهجه امر:
– اه يا فرحه لو وصلت للحبس عاحبسك جلت لك مش عتمشي من اهنه يعني مش عتمشي
لتقول وهى تنظر اليه بعينين متحجرة بالدموع:
-ايه لساتك رايد تنتجم منى اتفضل ما اني جلتلك جبل سابج اللي جدامي ديه ما بجاش عيسى اللي اني حبيته بس خلاص ما بجاش فيا حاچه تنتجم منى ,خلصت عليا يا عيسى
شحب وجه عيسي فور سماعه كلماتها تلك شاعرا بالندم يتاكله من الداخل بينما ضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت تنظر اليه وعينيها تنبثق منها خيبة الامل اقترب منها ببطئ محيطا وجهها بيديه برقة قائلا بصوت يتخلله الياس والندم:
– جسما بالله كان غصب عنى اني مش خابر كنت بعمل اكده كيف ولا باجول لك الحديد ديه ولا خابر كنت باجول ايه اصلا انا لسه دلوج بس واخذ بالي اني كنت بجول ايه منك
همست هي بصوت مرتجف بينما شاعرة بقبضه حادة تعتصر قلبها:
-بس جلتها وحصل خلاص كيف جدرت تشك فيا بالشكل ديه كيف جدرت تعاملني اكده انا مش عشره يومين معاك عشان من اول غلطه تعلجلي المشانج وتظن فيه الظن الوحش ديه
انخفض ضاغطا شفتيه فوق جبهتها هامسا بصوت اجش بينما نظراته تصرخ بعشقه لها:
– اني اسف معاكي كل الحج تزعلي مني بس كل الحكاية انى كنت محتاج اجعد وافكر بعجلى علشان احاول ابص للموضوع بنظره ثانيه بس عمرى ما كنت عجدر ابعد عنك او اسيبك
انتفضت مبتعدة عنه مزيحه يده التى كانت تحيط وجهها بحده تمتمت بقسوة :
-جلتلك اللي حصل حصل ولازما امشي الايام اللي فاتت ظهرت حاچات كتير على حجيجتها وخلتني اخذت بالي من حاچات ما كنتش حاسبها من الاول واننا ما ننفعش لبعض يا عيسى
صاح عيسي من بين اسنانه المضغوطتين بقسوه وقد بدات البرودة تتسلل الى جسده:
– اسمعيني زين يا فرحه مش عتمشي من اهنه وانتي خابره اكده زين اني طالما رايد حاچه بعملها هعملها غصبا عن اي حد وبعدين عتروحي فين عتروح عند اخوكي دياب هروح هناك وراكي على طول وعنعمل مشاكل اكثر ما بينا ويا عالم عترسي على ايه المره دي
اهتز جسدها بعنف كمن ضربتها الصاعقة فور سماعها تهديده ذلك همست بصوت ضعيف منكسر:
-انت بتلوي دراعى يا عيسى ولا ايه
قال عيسي ببرود مصطنع وهو يخفض راسه بارتباك:
– احسبيها كيف ما تحسبيها يا فرحه بس مشيان من اهنه مش عتمشي
تنفست بعمق قبل ان تتمتم ببرود :
-اكده ماشي يا عيسى بس خليك فاكر انت اللي بدات
ابتلع ريقه قائلا بتوتر :
– طب يلا شيلي شنطتك وروحي نامي علي فرشتك
نظرت اليه بحزن وقالت بسخرية:
-لا ديه كرم كبير منك كومان عتسمح لي انام جارك
اخفض راسه شاعرا بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا، ثم ذهبت وهى تتجه نحو الفراش و ارتمى هو جالسا بانكسار فوق المقعد يفكر كيف يعيد فرحه اليه
***
فى صباح اليوم التالى كانت نادين تقف امام المراه تضبط ملابسها حينما استيقظ زين من نومه, وما ان راها حتى اعتدل فى الفراش قائلا بنوم:
– انتي رايحه فين
اجابت نادين بابتسامة خفيفه:
-رايحة الشغل يا حبيبي
هتف بها زين قائلا باستغراب:
-رايحة الشغل ليه
استدارت نادين ونظرت له قائلة بابتسامه:
– هكون رايحة الشغل ليه عشان اشتغل كفايه بقى بقالى كتير قاعدة فى البيت
تنهد زين بضيق شديد هي محقه فقد اعتاد على وجودها بالمنزل الفتره الماضيه فقد قدمت علي أجازه ,نهض زين من على الفراش وتوجه اليها قائلا: -ما تخليكي احسن يومين كمان
ابتسمت له نادين وهي تتحسس وجنته قائلة:
-ما ينفعش يا حبيبي هنبقى احنا الاثنين في البيت طب مين كده هيباشر الشركه لازم انزل واشوف شغلي
نظر لها زين مطولاً ثم هتف قائلا بتردد:
– طيب استنانى هلبس واجى معاكي انا بقالى كتير مروحتش معاكي الشغل
اتسعت عيني نادين بصدمه وقالت بعدم تصديق: تيجي معايا فين
هتف بها زين بتوتر:
-هاجي الشركه معاكي يا نادين في ايه
قالت نادين بسعاده:
-بتتكلم بجد
هز راسه بهدوء مبتسماً وقبلها على جبينها قائلا: استنيني هنا خمس دقائق هلبس واجيلك على طول مش هتاخر
أومأت برأسها بالإيجاب بفرحه وهي لا تكاد تصدق حتي الآن.
***
جلس عيسي علي طاوله الطعام وبجانبه عديله و ابنه صالح وفرحه كانت تطعمه بيدها متجاهله نظرات عيسي المراقبه لها بضيق شديد حتي فاق علي صوت عديله قائله بصوت اجش:
– هو اخوك ما اتصلش بيك لحد دلوج
اجاب عيسي وانظاره متعلقه اعلي فرحه بشغف:
-اخوي مين
عديله بغيظ متحدثه بحده:
-اخوك چلال يا عيسى ما تركز معايا عيفضل اكده مختفي وما نعرفش راح فين وسايب مراته
انتبه اليها وتطلع فيها بدهشة متسائلا:
-مراته مين دي اللي سيبها
جزت علي اسنانها بغيظ متحدثه بغضب:
-صفيه يا عيسى انت مالك النهارده مش مركز في حديدي ليه ايه اللي واخذ عجلك
ختمت حديثها تنظر الى فرحه بغيره, تنهد عيسي قائلا بهدوء:
– اطمني ياما وما تجلجيش چلال اتصل بيا وجالي هو في المستشفى مع والد مراته اسيف عشان تعبان هبابه و اول ما يطمن عليه عيرچع ان شاء الله على طول
عديله بغضب:
– اسفين تاني يا دي ست اسفين اللي مش عارفين نخلص منها دي
عقد حاجبيه بدهشة متسائلا:
– اسفين، مين ياما اسمها اسيف
نظرت له عديله بغيظ وقالت بحده:
– زفت الطين قطرانه الهم كان عيطلجها بيروح ليها ثاني ليه, وبعدين هو مش اتجوز من بنت خالته صفيه يبجى احسن حل يسيبها ولا عشان صفيه طيبه ومش بتتحدد عيسوج فيها
هز راسه بسخرية هاتفا وهو ياكل الطعام:
-صفيه طيبه اه انتي عتجولي لي الغايب حجته معاه ياما
وضع الطعام في فمه وبدا يمضغ حتي بصق الطعام يقرف قائلا:
-ايه الجرف ديه مين اللي عمل الوكل ديه
اكلت عديله طعامها بشهيه مفتوحه الذى يوضع امامها , وقالت فرحه ببرود:
– اللي عمل اكلك ام العربي
نظر الي باقي الطعام بضيق مكتوم وقال:
– امال باقى الاكل مين اللي عمله
اجابت فرحه ومازالت تحافظ على برودها:
– اني
جز علي اسنانه بحده وقال مبتسماً بغيظ:
– طب اشمعنا اني وكلي ام العربي اللي عاملاه من ميتى واني باكل من يد ام العربي ما انتي خابره ان اكلها مش جد اكده و اني متعود على اكلك انتي
لوت فرحه شفتها بسخرية هاتفه باستفزاز: -سلامه عجلك يا عيسى هو انت بتجول الحديد وتنسى ولا ايه هو مش ديه كان طلبك من الاول ما انت بجيلك كام يوم بتاكل من ايديها وساكت
تنهد عيسي قائلا بضيق:
– ماشي ديه كان من كام يوم دلوج رايد اكل من يدك اغرفي لي شويه
سحبت فرحه طبقها و اكلت باستمتاع قائله:
– كان على عيني بس احنا عاملين على جدنا اني ومرات عمي وصالح وبس
عيسي بغيظ شديد:
– واشمعنا اني مش عامله حسابي بجي ابن البطه السوداء اني ولا ايه
عديله بزهق:
-في ايه يا عيسي واجع دماغنا ليه ما تاكل من اللي جدامك وخلاص مش ديه كان طلبك من الاول صحيح
نظر الى الطعام بجوع وقال بانزعاج:
-ودلوج غيرت رايي هي شغلانه حطي لي شويه باميه من عندك يا فرحه وخلصيني عشان جعان
فرحه ببرود قائله:
– لاه جلتلك عاملين على الجد ولو مش عاجبك بجي مشيني
عقدت حاجبيها عديله باستنكار وحده:
– مالك يا بنت فاطمه شايفه نفسك جوي اكده
تنهد عيسي بياس وقد فهم نتيجه ما فعله ليقول بلين:
– اكده يا فرحه اهون عليكي تمشيني من غير غداء افرضي اغمى عليا من جله الاكل عتبجي مبسوطه يعني
توترت بقلق من حديثه لكن هزت راسها برفض سريعا وقالت بعند:
-اه يرضيني
تنهد عيسي بضيق وسحب الطبق من أمام والدته الذي لا تاكل منه واخذ ياكل بشراسة و تلذذ جزت علي اسنانها فرحه بغضب وقالت :
-جلت لك مش عاملين حسابك سيب الاكل
وضع الطبق فارغ في غضون ثواني متنهد بشبع قائلا بشغف:
– اكلت خلاص تسلم يدك الاكل چميل جوي النهارده
صاحت فرحه بحده وعناد:
– لا مش چميل بجي عشان ديه اكل مرات عمي و الملح قليل
كانت عديله تجلس في الوسط بينهما حتي اقترب عيسي مبتسم بحب وقال:
– مش انتي اللي عملتي بيدك بجى مسكر
اخفضت فرحه راسها بخجل ولم تعلق من مفاجآتها حديثه حتي لوت عديله شفتها بسخرية وهي توزع نظراتها الي الإثنين :
– يا نحنوح مالك ياواد
ارتبك باحراج ونهض عيسي يحمحم قائلا:
– احم مافيش اني رايح الشغل عن اذنكم عارجع الساعه تسعه بالليل هاه ابجي اعملي حسابي في العشاء يا فرحه
نهضت تصيح فرحه بعناد شديد وغيظ:
– لاه مش عنعمل حسابك والاحسن ليك تجيب أكل معاك سامع .
***
في منزل زين دلف يبحث عنها بعينيه شوقا لرؤيتها لم يمر سوي بضع ساعات منذ خروجه من المنزل لكن اصبح يعتاد و يشتاق اليها ويدعو مرور يومه سريعا ليعود لها، يسأل نفسه كثير هل احبها بهذا السريعة ام كان يعشقها بالفعل في البداية وتلك الامور التي كانت بينهما هي من ابعدتهم عن بعضهما البعض وزرعت فجوه كبيره بينهما
لكن تاكد ان نادين كانت اكبر جائزة في حياته و تستحق التنازل قليل منه مثل ماهي فعلت معه وحاولت ارجاعة الي بيته وحياته معها وابنته والتقرب منه رغم بعده عنها بكافة الطرق
حتي اصبحت تشاركه كل اهتماماته حتي الرسم الذي لم يتخيل يوم ان تحاول التعلم لاجله هو فقط ماذا كان ينتظر ويتنمي أكثر من تلك الحياه زوجه متفاهمة وتحبه.. في فتره اسيل كان يحتاج لذلك التفاهم والاهتمام بشده وعندما اختفت افتقد كل ذلك .
اسيل هل يعقل قد نسي اسيل من حياته بتلك السريعه بالفترة الماضية ولم يعد يفكر فيها إطلاقاً حتي لم تاتي في خياله مجرد لمحه بسيطة بالطبع فهو لم يحبها من الأساس هو احب اهتمامها به فقط وايضا اختفائها ذلك فجاه اثار الشكوك داخله بانها كانت فتاه طائشه تلعب به وخير ما فعله البعد عنها فهو لا يعرفها جيدا تذكر حديث اخيه جلال فقد قال له نفس الحديث هو لم يعشقك هو يريد نفس تجربه نادين ان يشعر أنه يختار في حياته بلا قيود لكن احب تجربه نادين اكثر
25=ج2=تكمله الفصل الخامس والعشرين
_________________
اخذ نفس عميق محاولة الخروج من شروده بهدوء وقال مبتسماً
– نادين
سمعت صوت خطواتها الصغيرة المتحمسة قبل ان يراها تخرج من المطبخ بابتسامه واسعه واعين لامعه تقدمت منه بسعادة يتمايل فستانها بدلال عليها لقد كان محق في الاختيار ابتسم لها واردف: سلام عليكم عامله ايه
بادلته الابتسامه بحب وقالت:
– عليكم السلام الحمدلله اتاخرت ليه
وضع الهاتف والمفاتيح علي الطاولة بجواره و بدا في فك أزرار القميص بدايه من عنقه قائلا: -ولا اتاخرت ولا حاجه يا دوبك خلصت مهرجان لوح الرسم واتعشيت مع واحد صاحبي قابلته بالصدفه هناك
اختفت ابتسامتها لتردف بصوت يشوبه الحزن:
-انت اتعشيت
رفع حاجبه بتعجب ليهز راسه بالايجاب نظرت حولها بضيق و انزعاج لتقول:
– المهم انك اتبسطت
عقد حاجبيه زين باستغراب وقال:
-مالك
هزت نادين راسها بنفي قائله بهدوء:
-مفيش هدخل انام عايز مني حاجه
تعجب من تغيرها وتحولها من السعادة للحزن و رغب قلبه بان تبقي قليلا فاردف بخفوت وهي تلتفت للذهاب :
– انتي هتنامي بدري علي طول ليه مش هتقعدي معايا ذي كل يوم مع بعض
نظرت له بخيبه امل قائله بابتسامة مصطنعة:
-لا خلاص هدخل انام بقي انا كنت فاكره هترجع جعان و مش هتتعشى زيي فقلت استني نتعشا سوا , بس شكلك ما قدرتش تستني لما ترجع البيت ناكل سوا
نظر اليها بتفهم و بضيق شديد من نفسه متسائلا: هو انتي لسه متعشتيش
هزت راسها بنفي وحزن وهي تقول:
– مش مهم بقي انا مش جعانه اصلا
اقترب منها يلمس وجنتيها وهو يميل عليها يقبل جبهتها قائلا :
– استني بس انتي قفشتي على طول ليه ما فيش مشكله اكل معاكي ثاني يلا نتعشي سوا
قالت نادين بانزعاج:
– ما انت لسه متعشي هتاكل يعني بالغصب ثاني
رفع حاجبيه ليردف مشاكسه :
– وجعت يا ستي ثاني عندك اعتراض ولا ايه وبعدين ما انتي لسه قائله عامله حسابي في الاكل ولا كانت عزومه مراكبي
حاولت كبت ابتسامتها ولكنها فشلت في التحكم لترحل من امامه بابتسامة سعيده لتجهيز وجبه العشاء جلس كلاهما يأكلون وسط انظارهم المتبادلة ليقول متسائلا:
– هي الفيلا ساكته ليه امال فين وتين والخدم
اجابت نادين بابتسامة خفيفه وهي تضع اليه قطعه اللحم الطازج :
-وتين نامت من بدري عشان مدرستها بكره الصبح والخدم انا مشيتهم من بدري برضه
رفع حاجبيه قائلا بمرح:
-على كده انتي اللي طبخه بقى النهارده
هزت راسها بالايجاب مبتسمه بتوتر وقالت:
– هو ما عجبكش الاكل
هز زين براسه برفض قائلا بابتسامة عريضة: -بالعكس الاكل يجنن تسلم ايدك ، الاكل جميل اوي
اتسعت ابتسامتها بسعادة وهي تردف:
– بالهنا والشفا هحاول بعد كده افضى نفسي يوم حتى في الاسبوع واطبخ ليك بايدي
ابتسم بداخله و هو يراها تسعي لاسعاده ليمسك قطعه صغيره من الطعام يقربها من فمها رمشت مرتين قبل ان تفتح فمها برقه تتناولها منه ثم فعلت المثل ليتناولها من يدها بنهم و سعادة, سرح في تصور حياتهم معا هي تعطيه الامل في نجاح تلك العلاقة بينهما فهو في اشد الحاجة لها ليشعر بالاستقرار و السعادة أخيرا معها
اتسعت عينيها ونظرت له فوجدته يطالعها بحب و عيون غائمة و لايزال اصبعه علي شفتيها يمرره ذهابا و ايابا خجلت لتنظر الي اسفل تراقب ابهامه قبل ان يبعده ويضعه علي شفتيه حمحم قائلا بهدوء:
-انا بفكر ان شاء الله هسافر الصعيد عاوز ازور اخواتي واطمن على ماما
قالت نادين متسائلة بقلق:
-ليه في حاجه حصلت هناك
هز راسه برفض قائلا بقلق:
– مش بالضبط بس حاسس في حاجه هناك بتحصل لما بتصل بيهم هناك بيردوا مره وعشره لاء غير بينهوا المكالمه على طول معايا عندي احساس ان في حاجه بتحصل عندهم وهما مش راضيين يقولوا ليا
شهقت بخضه وقالت بخوف:
– وفرحه كمان مش بترد عليا بقلها اسبوعين يا ترى ممكن إيه اللي حصل هناك زين عشان خاطري خذني معاك انا كمان عاوزه اطمن
نظر لها يهز راسه بالإيجاب و شعور اخر عميق يغيم داخله يصرخ قلبه بان اصبح لا يستغنى عنها من الأساس ولا لديه اختيار غير ان تذهب معه
تنهد بعدم احتمال لتلك المشاعر التي تتدفق منه لها لتنهض هي سريعا بخجل من نظراته وهو ايضا بلهفه نهض واصبح امامها عقدت حاجبيها باستغراب وقبل ان تتحدث لتساله هل يريد شئ خرجت شهقة لم تكتمل وهو يرفعها بين ذراعيه و يبتلع تلك الشهقة بين شفتيه.
فلم يستطع مقاومتها وهو يشعر بها مستسلمة بين ذراعيه لتهون عليه جنونه بانه ليس الوحيد العاشق الهاوي بينهم وهو يلثم عنقها بعنف ويرتفع بشفتيه ليضم شفتاها بقوة غير مقصودة بينما هي أغمضت عينيها برفق و بالفعل بدأ جسدهم وقلوبهم بالارتخاء و الاستسلام
***
أطلقت صفيه العنان لدموع عينيها ابت كرامتها ان تذرفها أمامها كم يصعب شعور الكره من من تحب ،كم يصعب شعور الحب من طرف واحد ،كم يصعب شعور الوصول لقمه السعاده الي ارض التعاسه
اخذت تبكى بحرقة مريره منذ تلك الليلة القاسيه دلفت والدتها لتقول بحده:
-انتي لساتك بتعيطي من ساعتها، يا ترى دي بجى ندم ولا حقد ولا لسه بتفكري تنتجمي من مين تاني
نظرت اليها بحسرة وبصوت هامس هتفت بحزن :
-انتي كنتي خابره من البدايه كل حاچه ياما ومع ذلك ما جيتيش وجلتلي ليه
نظرت لها بحده قائله بانفعال قوي:
– اجول ايه وانتي خليتي رجبتي جد السمسمه جدام الناس عاجبك اللي عملتيه ديه واللي عملتيه مع جوزك وخلتيه سابك يوم فرحك الناس دلوج تجول ايه ولا عملتك السوداء راحه تعملي عمل لابن خالتك عشان يحبك بالغصب
اخفضت صفيه راسها بارتباك وكسره لتقول امها بتحذير:
– يا ترى ناويه علي ايه يا بنت بطني، اسمعيني زين اني ساكتلك كثير وفوتلك اكتر بس طالما وصلت لاكده يبجي جسما بالله العظيم لو عملتي حاچه ثاني اني اللي عرميكي بره الدار وما ليش صالح بيكي اني تعبت منك ومن عمايلك السودا ديه
انتفضت صفيه بخضه علي صراخ والدتها واخذت تبكي بشدة علي حالها فأصبحت مكروهه من الجميع .
***
في المستشفى رفض احمد الطعام ولا تناول الدواء مما تدهورت حالته الصحيه للاسوء وكان علي لسانه دائما اين اسيف اقتربت ثريا بتردد قائله بحزن: وبعدين يا احمد انت كده بتموت نفسك بالبطيء طب اشرب الدواء عشان تخف بسرعه وتطلع تشوفها راحت فين ان شاء الله هي كويسه مجرالهاش حاجه
تحدث بوجه شاحب من الارهاق وقال بحده:
-انتي ايه اللي جابك انا مش قلت لك مش عايزه اشوف وشك هنا ثاني كفايه انك انتي السبب في اللي حصل لبنتي
ادمعت عينيها بحزن فهو دائما كل ما يراها يطردها ويقول لها بانها السبب فما حدث لابنته لتقول مبررة:
– يا احمد ماينفعش تحاسبني على غلطه عملتها وانا كنت طفله مراهقه عندها 19 سنه مشوشه ومش واعية بتعمل ايه الغيره كانت عمياها
احمد بحزن:
– بس بسبب الغلطه دي دفعت بنتي ثمنها غالي قوي حياه امها ماتت من الحسره
انفجرت ببكاء وندم حقيقي:
-والله العظيم ندمت كنت عاوزه احرق قلبها عشان اخذتك مني لقيت نفسي بتصل بيها واقول لها ان انا اتجوزتك وبعتلها صورنا مع بعض
ادمعت عينيه بحزن وقال :
– ياتري انتي فين يا اسيف محتاجلك اوي يا بنتي اديني قاعد متكتف ومش عارف طريقها فين مكسوف من نفسي قوي لما جلال سالني عن عناوين اصحابها ولا قرايب ممكن تكون عندهم ما عرفتش اجوبه اقول له ايه لاني فعلا ما اعرفش ليها اصحاب.. دلوقت بس اخذ بالي أن انا كنت بعيد عنها قد ايه عرفت دلوقت كان قصدها ايه لما قولتلها انتي ليه كده غير اختك قالتلي يمكن تكون هي لقيت حاجه انا ما لقيتهاش هي فعلا ما لقيتش مني اهتمامي بيها ولا حب وخوف عليها
اخفض راسه بندم شديد وقال:
– بقيت بس ملاحظ تغيرها وكرهها ليا وطريقتها في العصبيه والعناد بس ما سالتش نفسي في مره إيه اللي خلاها كده مع ان الاجابة كانت واضحه قدامي انا السبب
انهمرت دموعه من عينيه قائلا بحزن:
– نفسي ترجعلي من ثاني في حضني وتسامحني والله هعوضها على كل حاجة بس ترجعلي خايف عليها اوي تعمل في نفسها حاجه يا ترى انتي فين يا بنتي
بكت ثريا بشده بندم ايضا علي ما كانت تفعله باسيف الان فقط احست بخطاها الكبير تجاهها وكم الالم التي كانت السبب بها
مسح احمد دموعه بحسره ليلاحظ تاريخ النتيجة المعلقه في الحائط المشفي ويسرح بعد يومين من ذلك التاريخ يوجد حدث هام!. وما كانت تقول له اسيف دائما
– انتي اكيد اتجننتي سافرتي الصعيد لوحدك من الصبح افرضي كان جرالك حاجه وبعدين كنتي بتعملي ايه في الصعيد
– النهارده سنويه ماما وانت كالعاده نسيتها نفسي مره في حياتك تفتكر اليوم ده
***
كانت فرحه خلال تلك المدة تعامل عيسي بجفاف و تجاهل وترفض الصلح ودائما تتحدث عن الرحيل من هنا اذا لم يعجبه الامر فقد ظلت فمنذ تلك الليلة ترفض الاستماع اليه ولا الحديث معه
و بالرغم من معرفتها و تاكدها من ندمه علي ما فعله لها وعدم وضع المخدرات لدياب الا ان شكه بها وما فعله بها قد المها كثيرا
دلف عيسي الغرفة ليجد فرحه جالسه فوق الفراش تشاهد احدى المسلسلات التركيه وقف عدة لحظات متاملا اياها بشغف بينما نيران الاشتياق تندلع بقلبه اقترب منها ببطئ و برغم علمه انها لن تجيب عليه كعادتها مؤخرا الا انه تمتم بهدوء:
– سلام عليكم
صمتت ولم تجيب ولا تحرك راسها حتي مما اغضبه تمالك اعصابه وذهب الى المرحاض رفعت عينيها تنهدت بحزن علي وصلوا اليه لكن هو من بدا و مازالت تتذكر افعاله، خرج من المرحاض بعد ان بدل ملابسه ركزت عينيها متصنعه النظر الي التليفزيون وهى عاقده الحاجبين راسمه الجديه فوق وجهها عندما راته يتجه نحو الفراش ،شعرت فرحه بالتشوش عندما راته استلقى بجوارها و عينيه مسلطه فوقها حاولت التركيز على الكلمات هاتفة بحده مصطنعة:
-بتعمل ايه يا عيسى مش اتفجنا عتنام على الكنبه
اقترب منها ساند راسه علي السرير هامسا بصوت اجش:
– بكفاياكي عاااد يا فرحه بجيلي اسبوعين سايبك براحتك تعملي فيا ما بدالك واجول معلش اني اللي غلطان بس مش ملاحظه انك زودتيها شويه
ابتلعت ريقها بتوتر مديره له ظهرها جاذبه الغطاء ونهضت تمسك وساده حتى لا تضعف متمتمه بحده لاذعه:
-خلاص براحتك اديني سايبالك السرير اشبع بيه اني عانام على الكنبه
زفر عيسي بغضب ممررا يده بين خصلات شعره باحباط قبل ان يتمتم بصوت مختنق:
– خلاص خليكي مترحك اديني اني اللي سايبها لك مخدرة
اخذ عيسي يتطلع اليها بصمت عدة لحظات متاملها بحب وقال بندم:
– مش ناويه بجى تسامحنى
لم تجيب عليه لكن تنحنحت وقد شعرت بالنيران تشتعل بجسدها اثر قول عيسي:
-ما كنتش خابر انك جلبك جاسي جوي اكده يا فرحه
تطلعت فيه باستنكار واجابته فرحه ببرود و هى تعود مكانها متراجعه الى الخلف تستند لظهر الفراش قائلة بهدوء:
-البركه فيك بنتعلم منك
قال عيسي بترجي :
– طب خليكي احسن مني وسامحي
هزت فرحه راسها بالرفض قائلة ببرود مغلوب ببعض الم:
-ما فيش حد احسن من الثاني يا عيسى وعلى رايك جو الطيبه والمسامحه ديه ما بجاش ياكل منه بطلناه
هز راسه بياس واحباط متوجه الى الاريكة وقال بصوت منخفض:
– طب تصبحي على خير
لكن لم تجيب ايضا
***
كان ضاحي يجوب الغرفه ذهابا وايابا بالداخل وهو يتذكر ما فعله ماهر له حيث كان سيضيع اخيه دياب في السجن طول حياته لولا ستر الله خرج اخيه وكانت المخدرات عباره عن حنه لا يعرف كيف حدث ذلك عندما أخبره اخيه بذلك، حتي ماهر اخبره بغضب بانه قد بدل المخدرات وهو منفعل:
– يعني ايه المخدرات طلعت حنه انت بدلتها ولا ايه
لكن ذلك لم يحدث ولم يبدل المخدرات لا يعرف كيف حدث ذلك لكن لا يهم طالما اخيه بخير نفي كل الافكار السيئه من راسه التفت ليخرج ليلمح شئ بالارض معدن يلمع نزل علي ركبته حتي ياتي به ليعتلي وجه بالصدمة فقد كانت تلك الساعه تخص دياب لكن ماذا تفعل هنا صاح ضاحي بصوت عالي:
– احلام
جاءت احلام بضيق وقالت:
-بتزعج ليه چاي اهو رايد ايه
رفع يده بساعه دياب ناظر اليها بغضب شديد: -ساعه دياب اللي جابها اهنه في الاوضه بتاعتي اني وانتي
ابتلعت ريقها بتوتر وتذكرت قد وقعت من دياب عندما جاء الي هنا وضربها فهي المره الوحيد التي دخل فيها الغرفه صمتت برهة بقلق شديد لا تعرف ماذا تقول حتي فكرت ان تستغل الموقف لصالحها لتقول بخوف :
-اني ما كنتش رايده اجول لك عشان ما تجاطعيش اخوك بسببي بس بصراحه الموضوع زاد عند حد جوي
جز علي اسنانه بحده وقال بانفعال:
– انطجي بسرعه تجصدي ايه
تصنعت احلام البكاء قائلة بحزن زائف :
– عاجول لك بس بالله عليك تصدجيني اني لاحسن اخوك دياب هددني لو جبتلك خبر باللي حصل هيموتني
صاح ضاحي بغضب و بعصبية مفرطة:
– ما تخلصي في يومك و جولي
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بخبث وارتباك : -اخوك دياب حاول اكثر من مره يعتدي عليا واني والله العظيم كنت بمنعه واجول له عيب ديه اني مرات اخوك بس هو كان بيضربني جامد ويجول لى اني باحبك انتي و عيني منك و عاوزك وساعات كان بيجول لي اطلب الطلاج من ضاحي و تتجوزيني اني، اني احسن من اخوي وبحبك
احمرت عيناه بصدمه وشراسه اكملت احلام مكرها ببكاء مصطنع:
– لما سالتني من شهر اكده اللي على وشي ديه ومين ضربك جلت لك ساعتها شديت في الحديت مع ابوي وعليت صوتي عليه راح ضربني بس كذبت عليك كان منه هو عشان حاول معايا ثاني يعتدي عليا بس اني منعته
صرخ بحده قائلا بانفعال:
– واني كنت فين وكيف ما تجوليش حاچه كيف ديه
اخفضت راسها بحزن وانكسار زائف قائله بخجل مصطنع:
-كان بيستناك تخرج من الدار ويدخلي ولما ما يعرفش معايا كان بيضربني ويهددني هو اني اجدر علي اخوك دياب يا ضاحي برضه
***
– ايـن ذهـبـت اسـيـف؟!.
قد مر اسبوعين وجلال يتسال نفسه كل يوم وليله اين قد ذهبت اسيف ،كان جلال جالسا بسيارته كعادته بتلك الفترة , يقضى اغلب وقته باحثا عن اسيف يجوب الشوارع ويسال عنها الجميع لم يمل على مدار الاسبوعين الماضية رغم ان لا يعرف لها احد ولا اين يبحث لكن لم يفقد الامل غاضب منها بشده انها ذهبت ومعها قطعه منه كم يريد ان يراها مره اخري ويضمها الي صدره بقوة وشغف و يعبر لها عن فرحته بخبر حملها .. حمل والدها سبب اختفائها وعاتبه بشده
علي ما فعله بها في الماضي رغم تعبه وارهاقه الشديد والواضح عليه حيث رفض تناول العلاج حتي يتم العثور على ابنته لكن لا يحمل الخطا الي والدها فقط هو ايضا اخطا في حقها لكن رغم عنه لم يكن يعلم حالتها وتلك الماساة التي تعيشها لكن مع ذلك حاول بكافة الطرق اصلاح الامور فهو يعشقها ولا يستطيع الاستغناء عنها
مسح الدموع المنهمرة من عينيه وهو يميل براسه على المقود يدعو الله ليل نهار ان يجد اسيف لا يعلم اين ذهبت , لكن متاكد انها لم تغادر البلاد , جواز السفر الخاص بها كما هو بالمنزل مع والدها , رافض العودة الى الصعيد و يعود للمنزل حتي يغفو عدة ساعات في فنادق ثم يعاود للبحث عنها بجنون حتى عمله لم يعد يتوجه اليه فقد كره العمل الذي كان السبب في فقدان اسيف منه تلك الارض التي اشتراها من والدها ابتسم بمرارة وهو مازال منكس راسه حتى اخواته رافض الرد عليهم الا مره واحده اجاب باختصار شديد احمد والد اسيف مريض ويحتاج الى الوقوف جانبه.
يعلم بانه هو السبب الرئيسي فى كل ما حدث لاسيف وفى هروبها بتلك الطريقة , يتمنى فقط لو تعود وسيبذل اقصى ما بوسعه كى يجعلها سعيدة لن يبكيها مجددا , يقسم انه لم يكن يعلم انه يعشقها بتلك الطريقة سوى الان حينما غابت عنه تماماً.
تنهد بتعب شديد من ارهاقه من ذلك العشق نعم يعترف بهذا هو يحبها و بشده ولن يفكر في الزمان ولا المكان ولا الطريقه هو فقط تايه بين مراسم حبها اه من ذلك العشق الذي لا يعلم الراحه ابدا
رن هاتفه فانتفض سريعا يبحث عنه بالسيارة أمله ان تكون اسيف والتى اغلقت هاتفها تماما منذ ذلك الحين ولم تفتحه ولو لمرة واحدة , تطلع بشاشته فوجدها احمد والدها فأجابه على مضض قائلا:
-عايز ايه
– انا عرفت ممكن تلاقي اسيف فين يا جلال
***
جلست بجانب الشرفه بشرود كانت تضع السماعات في اذنيها بينما تشغل صوت اي اغاني حتي تطرد الافكار التي تجرفها نحو تيار قوي لا مجال للرجوع منه حتما التفكير الكثير يقتل بالبطيء لكن يكفي هروب، كل شئ اصبح واضح امامها ، كل الاسرار الخفيه كشفت و وضحت انها الوحيده التي لا تعرف وكانت مخدوعه بينهما صدمه كبيره تعترف بذلك المتها كثير ايضا احبته بصدق لذا لا تعرف اين تهرب من ذلك للاسف فهي حقيقة
أغمضت عينيها بقوه والدموع حبيسه داخل عينها تتمناه الهروب من روحها الموجوعة ذلك الذهاب الي روح اخري شعور الالم الشديد صعب جدا وصفه ولا تحمله احست بضغط حاد يتضخم في صدرها وكره كالوباء يتفشى داخل روحها التائهة لقد باتت تكره نفسها وتكره كل شيء حولها لا احد يترك لها راحه البال كل ما تريده الراحه فقد فاض الكيل وتعبت بشده
ازال السماعات عن اذنيها هامسا: -بتعملي ايه, الاكل زي ما هو جنبك برده ماكلتيش ولا حتى شربتي كوبايه اللبن احنا اتفقنا علي ايه من شويه يا اسيف
التفتت الي مصطفى وقالت بخفوت:
– مش جعانه بجد يا مصطفى شكرا
جلس جانبها بضيق قائلا بعتاب:
– هو ايه اللي شكرا يا اسيف انت حامل ما ينفعش كده مش اتفقنا زعلك وحزنك حاجه و انك تاكلي وتهتمي بصحتك عشان الجنين حاجه ثانيه
ابتسمت له ابتسامه باهته:
– حاضر شويه وهاكل
بادلها الابتسام وهتف متسائلا:
– برده مش عاوزه تحكيلي اللي حصل بينك وبين جلال انا مش عاوزه اعرف حاجه طالما مش عاوزه تتكلمي بس انا مستغرب انتي كنتي خلاص رايحه تصالحيه ايه اللي حصل فجاه خلاكي تقلبي عليه كده
بهتت ملامح اسيف عند نطق تلك الكلمات تشعر بالمرارة فى حلقها من الحقيقة لو تعلم طبيعة الوضع من البداية كانت تعيش سعادة زائفة نظراتها الموجوعة جعلته يتراجع عن كلامه ويستسلم مغمغمًا:
– خلاص يا حبيبتي مش هغصب عليكي طالما مش عايزه تحكي
حدقت اسيف به تتامله وهي تشعر بالم حقيقي لتقول بشرود:
– تعرف ساعات الواحد بيبقي لي طاقة تحمل حتي لو بنحبهم وبنموت بالتراب اللي بيمشوا عليه لينا طاقه لو نفذت بنحتاج وقت طويل جدآ عشان نرجع تاني بس للاسف عمرنا ما هنرجع زي الاول
صمت ولم يجيب مصطفى وقالت متسائلة وهي تحدق بالفراغ :
– هو انا ممكن يكون العيب فيا انا من الاول
هز كتفه قائلا باهتمام :
– ممكن ليه لاء كل بني ادم خطاء بس الاهم ان احنا نتعلم من اخطانا ومنكررهاش تاني
زفرت اسيف انفاسها بعنف هاتفه بصوت مخنوق:
– يعني العيب فيا ولا فيهم نفسي اعرف بجد مين المظلوم انا ولا هما مين اللي غلطان انا ولا هما بس انا متاكده ان انا غلطت ايوه غلطت عشان وثقت وحبيت ما كانش لازم احب ولا اثق في حد بعد كل اللي حصلي وشفته من احمد بيه لماما ما بقتش عارفه اتعاطف مع مين طب انا غلطت في ايه عشان يعملوا فيا كده
اخفضت اسيف عينيها الباكية اليه تظهر بهم نظرة اقل مايقال عنها قاتلة تحمل من الانكسار والالم اطنان قائلة بحسرة وصوت هامس :
-احساس وحش وصعب اوي لما تشيل شيلة مش شيلتك لما تتوجع وتدفع حساب مش حسابك ويداس عليك وتفضل معاهم عشان محتاجينك وضمنين وجودك بس شعور مؤذي لاقصى درجه الواحد ممكن يحس بي
نظر مصطفى لها بعطف واخذت اسيف تبكى بحرقة اكبر بالم :
-انا ممكن اكون شخصيه مريضه نفسيه ولسه متعلقة بالماضي وماثر فيا عشان كده خسرت ناس وكسرتهم ونفسي اقولهم انا اسفة بجد مكنتش اقصد اكسر حد بذنب حد بحبه او معرفتش احب مكنتش قادرة انسى او مش عارفه مع ان هو مع اول مشكله اول شخص سابني
قال مصطفى موضحًا:
– تقصدي مين باباكي ولا جلال
أغمضت عينيها بقهر عينيها تشبه الرخام فى برودتها و بصوت واضح النبرات حاد كسكين تقول:
-الاثنين،الاثنين دائما بيعتبوني ، الاثنين دائما شايفيني ان انا وحشه وبغلط ،الاثنين ما كانوش شايفين غير نفسهم وكل اخطائي انما انا وعذابي و وجعي لاء ،و الاثنين حبيتهم وكسروني والاثنين خذلوني
قالت والدموع تنهمر من عينها تضيف بصوت متحشرج من البكاء:
– انا مشاعرى ماتت من ناحيتهم انا كنت جنبهم طول الوقت وانا بتعذب وما طلبتش منهم حاجه كنت كل اللي عاوزاه يسيبوني في حالي
نطق مصطفى وقال باشفاق:
– معلش يا اسيف فتره وتعدي يا حبيبتي ان شاء الله بكرة ربنا يعوضك باللي احسن منه
اخفضت اسيف عينيها داخلها يمزقها جرح غائر تنزف منه. مسحت دموعها ساخره:
-ثاني! لا خلاص لحد هنا واكتفيت جربت الحب وتعبت ايه هجرب المره دي صالونات
ابتسم مصطفى لها بسخرية الم وقال:
– والله من واقع خبرتي كده مش عايز افاجئك بس جواز عن حب او جواز صالونات مش فارقة كتير الحب الحقيقي بيبان بعد انتهاء فترة الانبهار بيبان بعد ما يتقفل علينا باب واحد و تبان عيوبنا اللي فضلت متدارية وقت طويل جدا ساعتها بعد فتره طويله بس الحب بيظهر والدنيا يا تتحول للاحسن او للاسوء وفي النهاية طرف منا بيقرر الانسحاب
نظرت اليه باستغراب وقالت مبتسمه وسط دموعها:
– يبقى خليني احسن من غير جواز اعنس زي ما بيقولوا افضل
ابتسم مصطفى بخفه لها لتتقدم امه منهم قائلة بضيق:
-اه ولله يا بنتي ،علي راي المثل بره وجوا لبستلك وانت مايل واهي يعدلك
نظر مصطفى واسيف الي بعض ليضحكوا علي حديثها لتكمل أم مصطفى تقول بضيق:
– انا عارفه رجاله ايه اللي مش بتفهم دي بقي في راجل بيفهم يزعلك ولا يسيبك سيبك انتي وانسي وما تحطيش في دماغك ولا يستاهل دمعه واحده من عينيك عشانه
ابتسمت لها اسيف بهدوء لتتذكر متسائلة:
-هو انت صحيح ايه اخبار البنت اللي كنت هتتجوزها من الصعيد
تنهدت والدته بحزن وقالت:
-دي اتجـ..
قاطعها مصطفى بجمود وقال:
– ما حصلش نصيب
اخذت اسيف نفس عميق لتقول:
– معلش يا مصطفى جيت و لغبطلك حالك بس ما لقيتش حد اروحله غيرك وكمان ما كنتش عاوزه حد يعرف مكاني
هز راسه بتفهم وقال بابتسامة عريضة:
– ده بيتك يا اسيف مش محتاجه تستاذني قبل ما تيجي وتقعدي فيه انا وماما فرحنا قوي لما اتصلتي بيا وقلتلي هتقعدي عندي
***
– ديــاب ..!!
انتفض دياب بذعر علي صياح ضاحي اخيه نهض من اعلي الأريكة بالصالون متقدم منه بقلق فقد خمن أن ربما حدث شئ له لكن تفاجا بضاحي يقوم بتسديد اللكمات له بعنف
هبطت جميله علي الاصوات العالية بخوف واقتربت تقف من اعلي الدرج تضع يدها اعلى بطنها تشاهد بذعر ما يحدث وعلي الجانب الاخر احلام تقف امام غرفتها بابتسامة شر وانتصار لتلمح بطن جميله المنتفخة قليلاً متطلعة نحوها بشك وحقد .
انصدم دياب مما يفعله اخيه ولا يعلم ماذا حدث و رافض رد الضرب له ظل يسدد له اللكمات الحاده وهو يهدر باعلى صوته مرددا:
– هي وصلت بيك الوسخ* تتعدى على شرف اخوك
ابعده دياب بعنف عنه أخيرا وقد بدات الدماء تنزف من كلا من انفه و فمه قائلا بغضب وبصوت لاهثا : طول عمري خابر انك غبي ومتهور ومش بتفكر كومان بس توصل بيك ال** وتصدج واحده واطيه و زباله كيف دي وتكدب اخوك
قال ضاحي و هو يلتقط انفاسه بصعوبه:
-وليه ما تجولش ان انت اللي زباله وواطي وبتبص على مرات اخوك وكان عينك منها باماره الساعه اللي وجعت منك في اوضتها وكشفتك بجى كل يوم بتستناني اطلع وتدخل ليها الاوضه وتحاول تعتدي عليها ولما هي ترفض بتضربها
شهقت جميله بصدمه و وضعت يدها فوق فمها وقد ارتسم الارتعاب فوق ملامح وجهها فور رؤيتها لوجه دياب الذى كان كالبركان الذى على وشك الانفجار باى لحظة:
– مش باجول لك غبي هي اللي عينها منى من اول يوم جت في اهنه الدار واني كنت بطنش و كانت بتحاول معايا اكثر من مره بطريجه مباشره وغير مباشره لحد ما جلتها لي في وشي اني بحبك انت ومستعدة اطلج ونهرب ونتجوز
شحب وجه احلام برعب ان يصدق ضاحي حديث دياب، لوي شفتيه بسخرية هاتفا بحده:
– ايه عتجلب الايه عشان تبرأ نفسك انت اللي كلب و ال* وعينك منها وبعدين هي عتكدب ليه والدليل الساعه بتاعتك .
تنهدت احلام براحه كبيرة لكن صمتت بارتباك مبتلعة الغصه التى تشكلت بحلقها بصعوبه عندما رمقها دياب بنظره قاسيه ثم وجه حديثه الي اخيه قائلا بخيبة امل:
– لا يا اخوي يا ولد ابوي و امي مش عدافع عن نفسي ولا هبرأ نفسي طالما انت صدجت وشكيت في اخوك
ابتسم بسخرية مريرة وحزن يضيف:
– لا واني اللي ما كنتش برضا اجول لك ولا بخليك تحس بحاچه عشان منظرك جدامي حتى لما حاولت تجتل مراتي و ابني جولت انت ما لكش ذنب في حاچه هي اللي واحده رخيصه و واطيه وما تستاهلش لكش
صاح ضاحي بحده و هو يدفع نفسه اليه يجذب ملابسه بعنف:
– احترم نفسك و حاسب على حديدك و ما تغلطش فيها ,دي اشرف منك ميت مره اني عاسيبلك الدار وامشي اني وهي وعيالي
ليكمل متمتما من بين اسنانه بقسوة وقد التمعت عينيه بشراسة :
– بس اوعاك تفكر الموضوع خلص لحد اهنه , لاه دي البداية يا دياب واعمل حسابك من اهنه ورايح مش عنتجم من عيسى على حجي وبس لاه عنتجم منك انت كومان
اهتز جسد دياب بعنف كمن ضربته الصاعقة فور سماعه كلماته تلك هامسا بصوت لاهث متقطع: ضاحي لو مشيت وصدجت واحده كيف دي، يبجي بتجطع اخر صله ما بينا
تطلع فيه بحقد قائلا :
-ما هي اتجطعت من دلوج خلاص يا ولد الغريب
رحل ضاحي من امامه بكره لاذع وعينيه تنضحان بالحقد وقال بحده :
-وانتي واجفه بتعملي ايه يلا بسرعه لمي هدومك انتي والعيال عشان مش عجعد ثانيه واحده اهنه
هزت احلام راسها بالايجاب بصمت وهي تشهق شهقات بكائها المصطنع اسندت جميله نفسها ونزلت بخطوات بطيئة حتي وصلت اليه،اخفض دياب راسه برفض وعدم تصديق بان اخيه صدق زوجته وكذبه هو
ثم سمع صوت جميله قائلة:
– دياب هي الساعه بتاعتك كانت بتعمل ايه في اوضه احلام ؟!.
شعر دياب بقبضه حاده تعتصر قلبه فور كلمات جميله فهل ما زالت تشك في للمره الثانيه ضغط فكه بقوة حتى كادت اسنانه ان تنكسر محاولا السيطرة على نفسه حتى لا يندفع نحو تلك الخبيثة احلام و يقتلها بيده
***
وضعت اسيف الزهور امام قبر والدتها حياه ونزلت علي ركبتها مبتسمه بالم حاد كالسكين داخلها قائله محاولات التماسك
-ازيك يا ماما وحشتيني اوي عارفه ان انا مش بريحك في دفنتك حتي, كل يوم والثاني باجي احكيلك على مشاكلي واعيطلك وازعلك وخليتك تشيلي هم اكثر ,نفسي اخليكي ترتاحي وارتاح انا كمان بس يا ريت بايدي الظاهر كده انا وانتي مكتوب لينا العذاب طول العمر
حتى يوم ما فكرت ان الدنيا خلاص هتضحك لي و هعيش مرتاحه مع الانسان اللي انا حبيته واختارته بس للاسف طلع طول الوقت ماحبنيش وكان بيخدعني وانا كنت مقابل ارض كان عاوزها من بابا ، اه بابا برضه اللي انتي حبتيه قلتلك ده بني ادم اناني و مايستهلكيش حتى انا تعبت منه انا مش عارفه انتي كنتي مستحملاه ازاي ولا حبتيه ليه اهو رماكي واتجوز عليكي وانا كمان على فكره جلال اتجوز عليا
شعرت بالم عاصف يضرب قلبها بشدة و روحها متالمة وهي تضيف
-حسيت دلوقتي باللي انتي حسيتي بيه عرفت الوجع والدموع اللي كنت بشوفها في عينيك طول الوقت كان معاكي حق لما قلتلي اللي بيحب مش بيرتاح
تنهدت لتخرج كل احزانها في دموع حارقه تخرج من قلبها الممزق ملت من مصيرها لتقول
-كان معاكي حق لما قلت لي الرجاله ملهاش امان كان معاكي حق لما قلت لي بلاش تثقي في حد بس للاسف انا ما سمعتش كلامك سامحيني يا ماما يا ريتني كنت سمعت كلامك من الاول
ازالت الدموع التي تغطى وجنتيها بكف يدها سريعا وقالت بابتسامة خفيفه:
-بس تعرفي وسط الالام دي كلها في حاجه حلوه برده انا حامل يا ماما كان نفسي تبقي موجوده وانا باقول لك خبر ذي ده متاكده انك كنتي هتفرحي من قلبك قوي
رفعت يدها تقرأ الفاتحه لها بصوت منخفض ثم ألقت نظره علي قبر والدتها وهي تنهض واقفه ببطئ لكن فجاة شعرت بشخص يقف خلفها و رائحة عطره مألوفة جدًا عليها ليتغلغل عبر مسامات روحها انكمش قلبها وانقبضت معدتها بعنف بينما استولي الجمود القاسي على جسدها فانه هو جلال
– ازيك يا اسيف وحشتيني اوي
التفتت اسيف سريعاً ناظره اليه بدهشة فكيف علم طريقها ابتسم جلال بحنان شاعراً بقلبه يتضخم بداخل صدره و هو يراقب يدها التى فوق بطنها بحمايه وخوف .
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)