رواية بيت السلايف الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم خديجة السيد
رواية بيت السلايف الجزء الحادي والعشرون
رواية بيت السلايف البارت الحادي والعشرون
رواية بيت السلايف الحلقة الحادية والعشرون
في ايطاليا كان يجلس جلال في الفندق اعلي الاريكة وبيده عده اوراق عمل ولم ينتهي بعد تقدمت منه اسيف قائله بابتسامة:
– حبيبي قوم نام شوية انت بقالك كثير قوي بتشتغل من ساعه ما جينا
بادلها الابتسامه وهو يقبل يدها :
– شوية يا حبيبتي خمس دقايق بس
اسيف بضيق :
– على فكرة انت بقالك ساعتين بتقول خمس دقايق بس مش ملاحظ كده انت مش لوحدك انتبه شويه في بـني ادمه جايه معاك
نظر اليها جلال ليقف بابتسامة ماكره :
-صحيح دا انا وحش اوي
واقترب منها بسرعه لتعقد حاجبيها بدهشة لتركض لخارج الغرفة
جلال بضحك:
– طب بتجري ليه دلوقت مش انتي اللي عاوزني اسيب شغلي واقعد معاكي
نظرت اليه بحنق من خارج الغرفة قائله:
– على فكره انا ما قلتش كده انا عايزاك تستريح شويه
تقدم منها ببطء و وقف امامها قائلا بحنان:
– يا حبيبتي ما انا فهمتك اللي فيها قبل ما نجي هنا, انا عندي شغل هنا كثير اخلص الاول و افضالك يا جميل
لتقول اسيف بضيق مصطنع:
– وتفضالي انا ليه انا عامله عشان مصلحتك و راحتك
مد جلال كفيه يمسك اناملها الرقيقين بينهم ينحنى بوجهه فوق اذنيها حتى كادت شفتيه ان تلامسهم هامسا بانفاس دافئة بنبرة مرح:
– طب ما انا مصلحتي وراحتي معاكي انتي
تسارعت انفاسها تغمض عينيها وهى تشعر بارتطام انفاسه العطرة الدافئة بجانب وجهها الساخن فتزيد كلماته الهامسة من دقات قلبها تسارع فاعلة بها الاعاجيب من الاحاسيس الجميله التي قد اعتادت واحبت قربه تلعثمت اسيف لاتدرى ماذا تقول فاخذت تحاول تجميع افكارها قائلة :
-جلال اتلم بدل ما..
صمتت فجاءة عن تكملة حديثها حين امسك خصرها لتصطدم بصدره تسمع تساؤلا الرقيق الهامس:
– ما ايه .. هتعملي ايه يعني
تعلقت عينيها بليل عينيه مع امواج عينيها بشدة جعلتها تشعر كما لو كانت تطفو بروحها بسعادة وخفة:
– ولا اقدر اعمل حاجه قصاد عيونك الحلوين دول
اقترب جلال بوجه منها مشيرًا إليها يسألها بخبث مرح: اموت واعرف اللي غيرك كده ، بس مش مهم
وقبل ان تغلق جفنيها بخجل كان قاطعها بشفتيه بقبلة طويله حانيه متعمدا فقط اسكاتها ولكنها خطفتها من افكارها لتعجز عن وصف هذا ، تاهت بين مراسم حب شفتيه المهاجمة لها ببساطه وكان لديهم وقت العالم كله
ابتعد عنها ليكافئها بابتسامه جانبيه تعشقها وهو يمرر ابهامه علي وجنتيها ليقترب ليخطف قبله اخري لترفع يدها الثقيله من الجبس مما ازعجه ليردف قائلا بحنق:
– هو هتفكي امتي انا زهقت منه, ده بقي عامل زي العاق في حياتي
أخفضت اسيف راسها بخجل تهز بالنفى بين ضحكتها الرقيق:
– ما قلت لك بعد اسبوعين
***
كان دياب يرتدي ملابسه وهو يتحدث مع جميله التي كانت ترقد مغمضه عينيها ولم يلاحظ ليقول: النهارده عحاول اچي بدري عشان نروح للدكتوره سوا
لم تجيب عليه ليكمل قائلا بجدية:
– وابجى خلي بالك من نفسك و ما تتحركيش كثير ولا تشيلي حاچه ثجيله ولا اجولك بلاش تنزلي من الاساس تحت عشان ما تحرجيش دمك مع احلام واني هاوصي عواطف عليكي كل شويه تشوفك رايده حاچه
استغرب عدم ردها ايضا عليه فهي منذ قليل كانت تتحدث معه التفت اليها بطرف عينيه نحوها لكنه شعر بالصدمه عندما وجدها قد غرقت بالنوم وهى جالسة تسند راسها الي ظهر المقعد ظل يراقبها عدة لحظات عاقد ما بين حاجبيه بدهشة قائلا بصوت عالي:
– چميله
لكن لم تجيب ليقترب منها قائلا بضيق:
– چميله انتي نمتي وانا بكلمك طب جومي نامي على السرير عشان ظهرك ميوجعكيش چميله
نظر وعينيه تشتعل بقلق شديد وهوي يهزها برفق ولم تستجيب مما زرع الخوف داخله قائلا بذعر: چــميــله.. چــميــله ردي عليا
فتحت عينيها ببطئ لتجد دياب أمامها وقد شحب وجهه من الخوف ،عقدت حاجبيها متسائلة:
– في ايه بتزعق ليه
تنهد دياب مجيب براحه كبيرة:
– يا شيخه حرام عليكي كل ديه نوم وما سمعتيش ده اني دمي نشف من الخوف
اعتدلت في جلستها تنظر اليه باستغراب وقالت : ليه كل ده في ايه
ابتسم دياب و انحنى مقبلا خدها بحنان وهو يتمتم:
-لا ما تاخديش في بالك شكل الايام الچايه عيطلع عيني بسبب ابنك ديه
مررت جميله يدها فوق بطنها متحدثه بضيق:
– هو كان عمل لك ايه بس ما هو نايم في حاله وسايبك, بكره لما يجي هيطلع عينك بجد من شقاوته
احاطها دياب بذراعيه مقرب اياها منه هامسا باذنها وعلى وجهه ابتسامه ماكره:
– شجى هااا طيب نبجى نشوف موضوع الشجاوة ديه بليل لما اچي
ابتعدت عنه جميله و هى تتمتم بلهاث وقد احمرت وجنتيها بالخجل:
-دياب يلا روح شوف شغلك
ضحك بسعاده وهو يمرر يده بحنان فوق وجنتيها بشغف:
– انتى لساتك لحد دلوج بتتكسفى، ماشي اني ماشي خلي بالك من نفسك و من اللي في بطنك
***
على طاولة العشاء حيث تواجد عيسي على رأسها وامه على يمينه فقط ففرحه حبيسه في غرفتها منذ قدومها من الخارج بحجة ليس لديها شهيه الان، لم يعجبه عيسي هذا الحديث فكر بان فعلت ذلك عن قصد بعد ما حدث في الصبح عندما تحدثت عن اخيها دياب، يعترف بانه زودها معها وهي ليس لديها اي ذنب بما يفعله اهلها لكن في النهاية هي أحد من افراد العائلة
لتقول عديله متسائلة بضيق:
– اخوك چلال ما اتصلش بيك من ساعه ما سافر ولا زين هو كومان ، ايه كل واحد فيهم مراته عصيته علينا
اجاب عيسي بهدوء:
– الغايب حاجته معاه ياما اكيد اللي منعهم الشديد الجوي
قالت عديله بجدية:
-احوال اخواتك مش عاجبني الايام دي يا عيسى
تطلعت فيها باستغراب وقال:
– ليه ياما اكده بس مالهم ما هما كويسين الحمد لله, چلال اهو الحمد لله احواله بجت تمام مع مراته وزين مع الوجت ان شاء الله عيتعدل ويعرف مصلحته فين
هتفت به باصرار وقوه:
– حامي على اخواتك يا عيسى ما حدش في الدنيا دي كلاتها رايد الخير ليهم غيرك اوعي في مره تبعد عنهم وتسيبهم صدجني هايضيعوا من غيرك انت سندهم في الدنيا يا عيسي ، والعجل لما بيجع بتكتر سكاكينه
ثم هتفت بنبرة ذات معني ارعبت عيسي قائله:
-دول نجطه ضعفك في الدنيا يا عيسى
قال عيسي بجدية:
– بعد الشر عليهم ياما ، ما تجلجش عليهم
نظرت اليه بحنان قائله بحب:
– شايل الهم من صغرك معايا يا حبيبي من وهم صغيرين حتى لما كبروا معلش بكره ربنا يهديهم و يريحوك
لتهز بيدها بيأس هاتفه بقله حيله:
مع اني اشك ان ديه يحصل اخواتك كل واحد فيهم في موال شكل
امسك يدها بحنو قائلا بعتاب:
– ما تجوليش اكده ثاني مره ياما دول ولادي مش اخواتي والي يمسهم يمسني زيهم بالظبط
***
كانت تجلس احلام بصالون بابتسامة شر وهي تنتظر صياح اي شخص يدلف غرفه جميله ويلاحظ موتها نعم فتلك الحبوب كانت سم وليس اجهاض، فهي تريد التخلص من جميله بشكل نهائي واي يكن السبب
تطلعت لعواطف الخادمه الكبيرة بدهشة وهي تحمل صينيه الطعام لتصعد السلالم لتنهض قائلة بحده:
– طالعه فين بالصينيه دي
توقفت عواطف ونظرت اليها لتقول بهدوء:
-ديه فطور لست چميله هي اللي طلبته مني عشان مش رايده تنزل تفطر تحت و دياب بيه وصاني عليها كل طلباتهم موجابه وما جولهاش لاه على حاچه
نظرت احلام بصدمه وهتفت بتردد:
– چميله هي اللي طلبته جصدك طلبته منك بالليل جالتلك الصبح صوح
عواطف برفض هاتفه:
– لا يا ست احلام هي اللي طلبته بنفسها من هبابه اني طلعتلها من بدري اطمئن عليها كيف ما جالي دياب بيه
اتسعت عيني احلام لتقول متسائلة بقلق:
– ولما طلعتلها الصبح كانت عامله كيف كانت تعبانه في حاچه بتوجعها
عواطف باستغراب:
-بعد الشر عليها يا ست احلام ديه كانت زي الفل وصحتها زينه عن اذنك يا ست احلام
لتصعد السلالم عواطف وعين احلام متسعة بذهول كيف مازالت حيه ولم تموت لتصيح بغضب:
– بـت يـا زيـــنـــب
هرولت زينت بقلق اليها لتتقدم منها سريعا احلام تمسكها بعنف هاتفه:
– انطجي حالا واياكي تكذبي العلبه اللي اديتهالك امبارح حبوب الاجهاض حاطتي منها في العصير و اديتي لچميله كيف ما جلتلك
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت:
-ايوه يا ست احلام حصل
صاحت احلام بعصبية مفرطة:
– كداااااابه ، عواطف لسه طالعه ليها بصينيه الاكل وچميله سليمه و ما ماتتش
لتقول زينب ببراءة زائفه:
تموت ايه يا ست احلام كفى الله الشر دي حبوب اجهاض والنتيجه مفروض تظهر عليها بعد اسبوع كيف ما جالتلي مش ديه حديتك برضه
جزت علي اسنانها بعنف لتفهم بانها قد فهمت لعبتها ولم تضع الحبوب اليها وهي الان تستدركها في الحديث قائله بحده:
– غوري من وشي دلوج
نظرت اليها زينب مطولا بجمود ثم رحلت وهي تتحدث مع نفسها بضيق شديد :
– زين اللي اني اخذت بالي ان كانت مدياني سم مش اجهاض من الورجه اللي كنتي حطاها فوج العبله عشان تدري بيها الكلام اللي عليها وطلع سم لولا ان العلبه وجعت غصب عني منى في الميه والورجه راحت و قرات الكلام وعرفت وما حطتش حاچه في العصير لست چميله كنت زماني اني اللي رحت في داهيه دلوجت بسببك
***
ازدادت شهقات نادين اكثر وهي تتذكر ضعفها كانت سوف تتحدث وتخبره بكل شئ ، حتي تريح حالها لكن خوفها ، نعم تعترف انها جبانه امامه ان لم يتركها لكن هل ستسلم الي مصيرها هكذا
استمعت لغلق باب المنزل لتعرف بانه جاء من الخارج مسحت دموعها سريعا وتنهدت بهدوء وانتظرت دقائق لكن لم يأتي اليها لتسمع صوته قائلا:
– داده انعام من فضلك اعملي لي كوبايه قهوه وهاتيهالي علي ورشه الرسم
-حاضر يا زين بيه
استمعت للحديث اخذت تبكي بصوت مسموع علي حالها مع معشوقها القاسي الذي بلا قلب ، لتاتي في بالها فكره لتنهض سريعا تنفذها دلفت الي المرحاض وغسلت وجهها جيد من البكاء و وضعت مكياج بسيط ليدري اي اثار للبكاء وذهبت الى الخزانه ترتدي فستان بسيط قصير بدون اكمام لونه اخضر ، وذهبت الى المطبخ سريعا تلحق داده انعام وتاخذ منها كوب القهوه وتدلف الي ورشه الرسم و وضعت القهوة جانبه حيث كان يجلس امام لوحه خشب يرسم بها قائلا دون النظر:
– متشكر يا داده انعام
حاولت رسم ابتسامه قائله:
– بترسم ايه
انتبه زين اليها باستغراب وقال:
– نادين بتعملي ايه هنا
هزت كتفها بهدوء واجابت ببساطة:
-عادي لقيت نفسي زهقانه ومش بعمل حاجه قلت اجي اشوفك ،اصل النهارده الجمعه و مواريش شغل في الشركه ، يضايقك لو قعدت معاك
عقد حاجبيه بدهشة وتعجب فهي لاول مرة تدلف هذه الغرفه من الاساس حيث كانت أحيانا تقول انها تكرهه وهتف بحيره:
-ماشي براحتك
ابتسمت بينما اكمل هو الرسم علي اللوحه الفنيه لتنظر اليها بانبهار:
– ما كنتش اعرف ان رسمك حلو كده جميله اوي يا زين بجد تسلم ايدك
توقف عن الرسم بصدمه هل تشكر في رسمه بالفعل ما سمعه حقيقة لكن كيف فهي تكره عمله و كل ما يخص الرسم بشده لانه يشغله عن الذهاب الى الشركه لتكمل قائله ومازالت تحافظ على ابتسامتها:
-ما تعلمني الرسم يا زين
نظر اليها بذهول قائلا بعدم تصديق:
– نـعـم انتي بجد عاوزه تتعلمي الرسم يا نادين
هزت راسها قائله بهدوء:
– اه فيها ايه بقعد اوقات كثير مش بعمل حاجه ففكرت اتعلم اهو اتعلم حاجة جديده واتسلي
عقد حاجبيه بدهشة قائلا بصوت مرتبك:
– لا بلاش هتزهقي بسرعه وهتكرهيه الرسم اكثر ما انتي كرهاه، شوفيلك حاجه ثانيه تضيعي بيها وقتك
استقامت متقدمة منه لتمسك بحنان يده لينظر اليها ياعين متسعه قائله بحب :
– طب ما تحببني فيه
***
كانت فرحه جالسة على السرير تشعر بالالم داخلها يفتك بجسدها الهزيل بسبب احساسها بالذنب تجاه عيسي ماذا فعل حتي تكذب عليه وتخون ثقته ندمت اشد الندم للذهاب الى ماهر وصدقت حديثه ماذا اذا كان راها عيسي بدل من دياب التخيل حتي صعب ..
تتذكر اول ايام من زواجهما كان يعاملها كالملكة المتوجة علي راسه ومازال يعاملها معامله حسنه يكفي انه راضي بها وهي عقيمه ولا تنجب ولا يريد الزواج بغيرها خوفا علي مشاعرها ايوجد انسان مثله في الكون وكانت مقابل معاملته الحسنه الخيانه وطعنه في ظهره هكذا تعلم انها كانت غبيه وعقلها مغيب عندما ذهبت اليه لكن كانت نيتها خير
كم تريد ان تخبره بهذا الحديث وما فعلته من ورائه حتي تريح ضميرها لكن هل تملك القدرة لذلك هل تستطيع تقبل رد فعله حينها
قطع افكارها دخول عيسي الجناح اشاحت وجهها بعيد عنه بخجل من نفسها لاحظ ذلك هو مما استغرب بشده ما بها دائما تحاول البعد عنه وعدم الجلوس معه مثل الايام السابقة تقدم قائلا:
-وبعدهالك يا فرحه عتفضلي اكده كثير بعيد عني كل ديه عشان خاطر اخوكي دياب
صمتت لـبرهه ليكمل قائلا بجدية:
-ما اني عشان اكده يا بت الناس جلتلك خرجي نفسك من الموضوع ديه شوفتي ادينا زعلنا من بعض واتخانجنا اهو على حاچه مش مستاهله
هتفت فرحه بحزن:
-هو اني لما اخاف عليكي انتي واخوي دي حاچه مش مستاهله يا عيسى اني مش رايداك تفضل اكده طول العمر في خلاف مع دياب
تقدم جالس جانبها وقال بصبر:
– ولا اني يا فرحه مبسوط بللي احنا فيه بس هو اني السبب يعني بايدي الحل ومش رايد احل فكرك عجبني جوي خلافنا مع دياب وضاحي بس مش بيدي حاچه صوح ولا حديدي غلط
أخفضت راسها بانكسار وقالت بخفوت:
-معاك حج اخواتي دائما هم بيبدوا بالغلط وسواء انت او اخواتك مش بتعملوا حاچه بالعكس كومان بتحاول تحل و تمنع چلال ان يتهور ويعمل حاچه ليهم
تنهد عيسي بياس وقال بهدوء حكيم:
– لازمنا اعمل اكده يا فرحه عشان دول في الاخر ولاد عمي بس ما كذبش عليكي مش خابر عافضل اكده ماسك اعصابي لحد ميتى اخواتك مفكرين سكوتي ضعف وجله حيله اني لو رايد اعمل فيهم حاچه كنت عملت من زمان واجدر بس مش بنسي ان دمنا واحد واحنا اهل
عندما تقابلت عينيها بعيونه لم تقدر لتقول ببكاء عالية:
-اني اسف يا عيسى سامحني
عقد حاجبيه بدهشة قائلا بصرامة:
– واه ليه البكاء عاااد وبتعتذري على ايه اصلا لو جصدك لما جالتلي واتكلمتي معايا اخر مره على دياب اني ما زعلتش منك ساعتها انتي معاكي حج تخافي و تجلجي هما اخواتك في الاخر ومن حججك تطمئني عليهم
ضغطت على شفتيها بعنف كم كانت تريد تريح ما بصدرها من اوجاع فهذه اول مرة تكذب عليه او تخفي شئ لذلك احساس الذنب يأكلها هاتفه:
مش لوحدهم رايده اطمئن عليهم اني رايده اطمئن عليك انت كومان
شدها اليه الي احضانه بحنان قائلا بحب:
– اني بخير وزين طول ما انتي جنبي يا فرحه أغمضت عينيها بانكسار اخذت تبكي بشدة مره اخري مرددة:
– اني اسفه يا عيسي والله ما كنت اجصد اللي انا عملته
حوط خصرها بشده اليه يحاول يهديها وهو متعجب من حالتها معتقد انها حزينه علي شيجارهم منذ ايام بسبب دياب اخيها طبطب عليها بحنان ومسح دموعها .
***
دفشت محتويات التسريحة بقوه وغل بعد فشل خطتها ولم تنجح في قتل جميله ولا الجنين مرادفه بغضب شديد:
– غبيه اني اللي استاهل, اني اعتمدت على واحده كيف زينب
جلست احلام بالارض قائله ببكاء :
-دياب ليا من اول يوم شفته اهنه في الدار وعيني وجعت عليه لازمنا يكون ليا باي طريج ويحبني حتي لو اضطريت اني اقتل بس ميكونش لحد غيري
قالت جملتها الاخير وهي تلقي الاباجوره التي جانبها بالارض وتحطمت علي الفور بجنون قائله: -وغلاوتك عندي يا دياب لا تكون ليا باي تمن حتي لو جتلت چميله
ثم تطلعت لانعكاس وجهها بالمراه الذي امامها تحدث نفسها بضحكه ساخره قائله بشر:
– معلش يا چميله بجي انتي اللي عتشيلي الليله كلاتها بس انتي اللي مش رايده تبعدي و اضطرتيني لي اكده
نهضت سريعا تاخذ هاتفها من اعلي الفراش تتصل باحد واجاب قائلا:
– ست احلام خير
كان ذلك غفير يعمل مع والدها قالت بجدية: -اسمعني زين يا مطاوع رايداك تعمل لي خدمه وعتاخد جصادها فلوس كتيره جوي بس اياك ابوي يعرف حاچه
اجاب مطاوع عليها:
– انتي تؤمريني يا ست احلام جولي واني انفذ على طول من غير ما يعرف حد واصل
ابتسمت بشر هاتفه بقسوه:
– رايدك تجتل
***
في حي شعبي بداخل منزل صغير بدأ مصطفى يرتب ملابسه في الحقيبه للذهاب الي الصعيد يباشر اعماله هناك كان في البداية يقلق من أجل أن يتقابل اسيف هناك او يراها حتي لا يسبب لها المشاكل مره ثانيه ، ومن جهة اخرى ترك والدته لحالها لكن هي من أقنعه بالسفر وأن لا يوجد خطر ليتركها وانها خطوه جيده له .
***
بعد اسبوعين، دلفت والدته صفيه وقالت:
-يلا يا صفيه عشان تتغدى وما تجوليش لاه بكفاياك عااد مش عاتصومي على الاكل
لم تجيب صفيه كانت تبكي بصمت فعندما ذهبت قبل ايام الي السرايا علمت من فرحه ان جلال واسيف قد سافروا ، اوجعها قلبها والغيره بدات تنهش في قلبها كلما تخيلت انهم يقضوا اجمل الاوقات هناك مع بعض وهي هنا تندب حظها اللعين ظلت على تلك الحالة حتى بدا يعلو نحيبها فنظرت لها والدتها باستغراب قائله:
– في ايه يا بت انتِ بتعيطى ليه
غلبتها دموعها وانفجرت باكية:
– هو اني وحشه ياما
عقدت حاجبيها بدهشة وقالت بحده:
– جطع لسان اللى يجول اكده عليكي ، ديه انتي زينه البنته كلاتهم
اخذت تشهق بقوة وتقول بصياح مرير:
– امال ليه ما حدش بيحبني ليه چلال يختار اسيف ويسيبني اني مع انها مش بتحبه واني اللي بحبه مهما اعمل ومهما بحاول برده شايفني كيف اخته وبس ،ليه حظي اكده في الدنيا اشمعنا يوم ما اعشج اعشج واحد مش بيحبني
نظرت اليها باشفاق تجيب:
– عشان يا بنتي بتختاري اللي مش ليكي جلتها لك بدل المره الف متمشيش ورا حديد خيتي عديله، مش هي خيتي بس برده اني اللي باجول لك متصدجهاش عشان هي لساتها معيشة نفسها في الوهم ولادها مش لساتهم عيال صغيرين عتمشي كلمتها عليهم دول بجوا رجاله كبار و من حجهم يختاروا
قالت صفيه بحقد وغيره:
– وما يختارنيش اني ليه ناجصه ايد ولا رچل
قالت والدتها بجدية:
-جلت لك مش ليكي مش نصيبك يا بنتي و بكره يجيلك اللي احسن منه وتجول لي امي جالت
أغمضت عيناها بشده تذرف الدموع بمرارة قائله باصرار:
– بس اني مش رايده غير چلال ياما
قالت امها بحزن عليها:
-يبجي عتعيشي في عذاب طول عمرك يا بنتي.
***
تخلص جلال من أعماله هنا في ايطاليا ليبدا رحلة مع اسيف التي قد خلعت الجبس دلفت مع جلال الفندق وهي تلف شاش طيبه حول ذراعيها قائله براحه:
– ياه اخيرا خلصت من الجبس ده انا كنت خلاص جبت اخري منه
اغلق الباب ونظر لها جلال وهو يزفر بضيق و يتذكر حادث يدها ثم اقترب قليلًا وقال:
– معلش اديكي فكتي وخلصتي منه
هزت راسها مبتسمه وهي تراه ينظر اليها بترقب بشكل ملحوظ ليتلاعبت باصابعها بتوتر فامسك يدها ليُطمانها ثم اقترب من وجهها بالضبط من شفتها لتتحدث وشفته علي بعد انش من شفتها:
– هو انت وراك شغل ولا خلاص خلصت
همس بصوتٍ اجش:
-لا خلاص خلصت
فمال هو براسه اليها لتقول بنبرة عميقة لاول مرة تلتمسها به هامسه بعبث:
-يعني هنروح
ضحك جلال وقال بمُزاح:
– انتي عاوزه نروح
تنهدت ثم قالت بضيق:
-مش عارفه اللي انت تشوفه بس ملحقناش نتفسح ولا نتفرج على البلد هنا
ابتسم بهدوء و وضع يده حول خصرها واردف بنفاذ صبر وقال:
– تعرفي اني من ساعة اما شوفتك وانا عاوز اطلب طلب منك
عقدت حاجبيها وهتفت بخفوت متسائلة:
– و ايه اللي سكتك المده دي كلها اتفضل
اقترب و امسك يدها فحاولت ابعادها ولكنه عاد يُمسكها ليقول بهدوء وخفة هامس باذنيها: عاوزك
حبست انفاسها بصدمة فرفعت عينيها المُضطربة اليه فهالتها عُمق مشاعره وعنفوانها لتُخفض سوداويها عنه بسرعة من جرأته جذبت يدها وقالت بـتلعثم:
– مـ مش فاهمه
همس بصوتٍ اجش:
-لا فاهمه وانا هساعدك كفايه الوقت اللي راح
تراجعت خطوتين للخلف ثم قالت وهي تبتلع ريقها بصعوبة:
-مش هينفع
قال جلال بإصرار:
على فكرة انا جوزك وحلالك
صمتت دون ان ترد زفر هو بضيق ثم ابتعد قليلًا وقال بحنان:
– هو انتي مش بتحبني يا اسيف ، عاوزاني افضل جنبك مش ده كان كلامك ليا ولا رجعتي في كلامك ومش عاوزاني ، امشي
انتفضت صارخة بهلع:
– لا عاوزك ..اوعي تسيبني
تنفس بغضب وقال:
-امال ايه بقي
ردت عليه هي بتوتر مخجل :
– طب اعمل ايه
ابتسم بحب ثم همس بصوتٍ وقح:
– اخلعي هدومك
لتشهق بصدمة وقالت بتلعثم عندما لاحظت إصراره ولا مفر اليها منه:
– طـ طب غمض عينيك
رفع حاجبه بدهشة وقال:
– ما قولتلك انا جوزك على فكره
لتزفر هي نفسًا مُرتجف ومحذر:
– چلال
مال اليها قائلا بعشق:
– روح جلال
ابتعدت عنه بحذر، نفخ بضيق ثم اغمض عينيه قبل ان تخونها شجاعتها ثم نزعت عنها ثيابها ماعدا قميص قصير يصل لبعد ركبتها وقبل ان تُخبره بانتهائها كان هو فتح عينه بالفعل لتشهق بصدمة وهو يرى جسدها الانثوي بكل مقوماته الفتّاكة صرخت بفزع قائلة:
– جلال انت كنت بتضحك عليا ده اسمه غش علي فكره
صمت وهو ينظر اليها بانبهار وما بين ثانية واخرى كانت هي تحاول تخفي جسدها بيدها وهو امامها يرمقها بعينيه السوداويين واللتين قد تحولت الى بركتين عميقتين مظلمتين برغبه دفينه ابتلعت ريقها بصعوبة وقلبها يضرب جنباتها بقوة و شعور اخر عميق يغيم داخله، لامس وجنتيها فاغمضت عينيها بخجل و بعدم احتمال لتلك المشاعر التي تتدفق منه لها، خرجت شهقة لم تكتمل وهو يرفعها بين ذراعيه و يبتلع تلك الشهقة بين شفتيه
كان يدور بها او انها فقط من تشعر بالدوار بسبب تلك القبلة ،امسكت بكتفيه بقوة لتشعر اسيف بمشاعر لاول مرة تجتاحها عاصفه هبت داخلها بالنار اذابتها مما حول الجليد يلتهمها يقطع كل جزء منها لتقوم بتذوق اجمل شئ راته عينها وشعرت به في حياتها
اتسعت عينيها بشدة وقُبلته الجامحة تضرب راسها فتُصيبها بدوار والقُبلة تتحول لقُبلات احداها خفيفة والاخرى عميقة شديدة العُمق بمشاعرها.. ليحس بعد دقائق جلال يريد امتلاكها اخيرا لكن احس بعدم السيطرة علي نفسه من قربها ليبعد عنها واقفاً فجاءه يهم بالخروج
اما اسيف وكانه قطع عليها لحظات النعيم و زمجرت عندما فصل قبلته عنها متسائله بانفاس لاهثه:
– جلال رايح فين
نظر بشرود وقال بحزن عميق:
– مش عاوزه استغلاك انا عاوزكٍ اه بس لازم برضاكي انتي كمان
ليرحل سريعا بلهفة حتي لا يتراجع
***
عقد زين حاجبيه بدهشة متسائلا:
– مش معقول هو ده رسمك فعلا يا نادين ما توقعتش انك تتعلمي كده مني بسرعه
ابتسمت نادين باتساع اخيرا وجدوا رابط مشترك بينهما لتقول:
– بس مش زيك بصراحه انت اللي طلعت فنان بجد يا زين .. بجد أستمتعت وعرفت دلوقتي ليه متمسك بالرسم كده
بادلها زين الابتسامه بعدم تصديق بانها تتحدث بذلك عن موهبته ولا تسخر منها مثل السابق
وهتفت وهي تنهض قائله بهدوء:
– انا هقوم اعمل كوبايتين قهوه زي المره اللي فاتت ونقعد نشرب سوا مع بعض ونكمل
نظر اليها زين بدهشة وقال بحيره:
– هو انتي ما زهقتيش هتكملي بجد يا نادين
هزت راسها لتقول بعبث:
– عاوزه الصراحه زهقت
وضع الرسمه من يده باحباط وقال بضيق:
– خلاص يا نادين ما تغصبيش على نفسك حاجه مش حباها اكيد وراكي شغل روحي شوفي وراكي ايه احسن
كتمت نادين ابتسامتها من ملامحه وهتفت:
– لا انا لقيت طريقه ثانيه بستمتع بيها اكثر وانا بتفرج عليك وانت بترسم ، اذا يعني ما عندكش مانع ولا هيضايقك أن اتفرج عليك وانت بترسم
اتسعت عيني زين بصدمه وهتف بسعاده:
– لا لا خالص تمام اقعدي مش هتضايقيني ولا حاجه
هزت راسها بابتسامة لتقول:
– طب هروح اعمل القهوة بسرعه وجايه
بعد خمس دقائق عادت اليه ليجلسوا سويا يتحدثان وهو يحتسون مشروب القهوه , نظر لها زين بابتسامة خفيفه تذكر اهتمامها به والتى باتت لا تفارقه تقريباً ما ان يتواجد بالفيلا حتي غرفه الرسم التي كانت من المستحيل دخولها ولا ان تشارك زين الرسم حتي تعلمت منه بصدر رحب وتفاجا بها تمدح برسمه باعجاب شديد
وبدأت كل يوم تاتي اليه بأكواب القهوة وتجلس معه بورشه الرسم ترسم معه أحيانا و تشاهده وهو يرسم وفي النهاية تعطي رايها في اللوحه الذي كان ينتظره بشغف.
***
كانت تجلس جميله في حديقه الفيلا مرتدية النقاب وحولها البنات تلعب معهم بابتسامه مرح حتي اولاد احلام معها فهي لا تاخذهم بذنب ما تفعله معها احلام التي كانت تجلس اعلي المقعد علي بعد مترات منها تضع رجل فوق رجل بتكبر وتمسك كوب الشاي تحتسي باستمتاع وعلي وجهها ابتسامه عريضه وكانها كانت تنتظر شئ سوف يسعدها ، نظرت احلام الي البوابه يوجد غفير واحد فقط مشغول في عمل الشاي فوق الحطب لتنظر الي جميله و الاولاد منشغلين في العب ثم ضغطت علي الهاتف تتصل باحد واغلفت علي الفور كأنها تلك الاشارة .
نظرت الى الفراغ مصطنع الانشغال في اي شئ وعلي بعد ظهر رجل ملثم الوجه فوق السطوح وبيده سلاح مصوب ناحيه جميله نظرت احلام بطرف عينها بسعاده لتتنفس الصعداء وهي تتمني داخلها بنجاح مخططها الثانيه للتخلص من جميله.
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)