روايات

رواية بيت السلايف الفصل الحادي عشر 11 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الفصل الحادي عشر 11 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الجزء الحادي عشر

رواية بيت السلايف البارت الحادي عشر

بيت السلايف
بيت السلايف

رواية بيت السلايف الحلقة الحادية عشر

هتفت عديله بجدية وقوه:
– مكنش عينفع اجعد احط يدي على خدي واجعد اتفرچ عليك انت واخواتك؟ الحزن مش عيفيد بحاجه ولا عيرجع اللي راح؟ عود نفسك يا عيسى حزنك يبجى في جلبك بس وقوتك في عجلك؟
اخذ نفس عميق ليقول بابتسامة حزينه مرسومه بالم علي ملامحه بعجز :
– عارفه ياما احلى كلمه بحب اسمعها منك؟ لما تجولي لي اني اللي حته منك مش انتي اللي حته مني؟ انتي اكثر من روحي ياما
اوعى تفرجي في يوم مع الحبايب وتسبيني؟
مسحت يدها على وجهه بحنان قائله بحب:
-ما اني اللي حته منك فعلا يا عيسى؟ امال اني رجعت اجف على رجلي من ثاني لوحدي ما انت سندتني في كل حاچه, وشلت الحمل معايا من صغرك؟ من و انت عيل صغير شجيان يا ضنايا معايا عشان اخواتك؟
تنهد عيسي قائلا:
– المهم العبره في النهايه ياما؟ شوفي احنا دلوقتي بجينا ايه؟ جدرنا الحمد لله اني وانتي نعدي الصعب؟ ربنا يخليكي لنا وما يحرمناش منك
هتفت عديله بقصد:
– ولما انا غاليه عليك جوي اكده و بتحبني؟ مش رايد تريح جلبي وتتجوز وتجيب اخ لصالح؟
اغمض عيني عيسي بيأس وقال بهدوء:
– مش عينفع ياما؟ وحياتي عندك كومان تحاولي تنسي الموضوع ده خالص
نظرت اليه بدهشة متحدثه بعتاب:
– اول مره تقول لي لاه على حاچه يا عيسى كنت طول عمري اجولك شمال تجول لي حاضر ياما يمين اوامرك ياما؟ ده انت الوحيد في اخواتك اللي عمرك ما كنت بتجول لي لاه على حاچه؟ كبرت عليا وبتجولي لاه يا عيسى
هز راسه برفض قائلا سريعا: – معاش ولا كان اللي يكبر عليكي ياما؟ بس عشان انتي عودتيني من صغري و ربتينى ما بجاش جليل الاصل وناكر الچميل؟
قالت عديله بحسره:
– وانا بجى اللي جليله الاصل ونكران الچميل يا عيسى؟ الله يسامحك يا ابني بطني؟ اوعي تفكر يا عيسى اني بكره فرحه لا خالص ديه كيف بنتي واكثر كومان ؟
ادمعت عينيها ونظرت اليه بخزع وقالت بحزن:
-ربنا اللي عالم معزتها عندي و بحبها جد ايه؟ بس يا ابني ببص لي جدام انت لازمك بدل الولد اثنين وثلاثه؟ اني خابره انك بتجولي عليا ظالمه ومش بتحس بغيرها كومان, بس عشان أنا أم يا عيسى لازم ابص لجدام واعمل حساب لغدر الزمان؟
قبل يدها عيسي وقال بنص بابتسامة :
– ياما انا خابر انك بتحبي فرحه وانك مش ظالمه، اني اخر واحد توضحي لي انتي رايده ايه؟ عشان انا اكثر واحد فاهمك وعارفك زين
لتقول عديله بلهفه :
– طب وغلاوتي عندك يا عيسى لا تفكر في الموضوع ثاني وتتجـ؟
قاطعها عيسي بحده قائلا:
– ما تكملهاش ياما و تحلفيني بغلاوتك عندي وانتي خابره زين اني مش هرد لك طلب ساعتها وهنفذلك اللي انتي رايده؟ ما تستغليش حبي ليكي ياما؟ وبعدين صدجيني اني كومان بعمل لمصلحتك مش رايد حد في يوم يقول عليكي نصف كلمه وانك كنتي ظالمه
عقدت حاجبيها بخبث متسائلة بشك:
– طب عيني في عينك كده يا عيسى مش بتبجى نفسك اوجات؟ في اخ لي لصالح؟
هز رأسه هاتفا بتلقائية و دون تفكير:
– لا ياما ماعفكرش في الخلف تاني, خابره ليه ؟ عشان انتي عودتني دائما اكون راضي باللي ربنا اداهولي؟ تصبحي على خير ياما
تنهدت بضيق شديد واضح وقالت بخيبة امل: -وانت من اهله يا ولدي
***
في جناح العروسين احكم جلال علي خصرها وهي تنام بهدوء وسكينه في حضنه براحه كبيرة؟ لكن هو فقد ذهب النوم من عينه واي نوم وحبيته تنام في أحضانه كان يتطلع اليها بتراقب واهتمام وبدقة في تفاصيل وجهها الناعمه ولون بشرتها, نظر الي رقبتها كانت تنتشر عليها شامات الجمال, كانت مثل الملاك حقا و هداها وهي نائمه فقط؟ و انفاسها علي بشرته؟ استمع بها ملتزمة الصمت ليدفعه ذلك للمس وجنتيها بشفته يطبع قبله ناعمه كانت اجمل ما قد تلقاه في هذا اليوم
استند راسه علي الوساده وهي مازالت تنام في احضانه استند ليفكر بانه داخل إلي مرحله صعبه معها وقد بدات الموجهة الصعب ليشرد في حديثه امه قبل الزفاف بالحظات؟
دخل جلال غرفه عديله كانت تجلس اعلي الكرسي وسرعان ما أبتسمت له بادلها الابتسامه بحب و اقترب منها يجلس على ركبتيه امامها متسائلا:
-خير ياما كنتي عاوزاني في ايه؟
ابتسمت عديله تنظر اليه بحب و تلامس وجهه متحدثه بصوت حزين :
-خير يا ولدي, كبرت يا چلال وجه اليوم اللي شفتك عريس فيه؟ خابر ابوك لو كان عايش كان هيفرح جوي باليوم ديه
امسك يدها من اعلي وجهه وقبلها بحنان:
– الله يرحمه ياما, البركه فيكي بجى
ابتسمت واضافت بعطف امومه :
– عروستك كيف البدر المنور يا ولدي؟
أكملت بغيظ من تصرفاتها:
– صحيح لسانها طويل حبتين و رايده جطعه, وشكلها عصبيه كومان بس زينه
ابتسم جلال علي حديثها لتكمل قائله:
-عاجول ايه طالما جلبك اختار وحكم ربنا يهينكم ببعض ويسعد جلبك كومان وكومان
جلال باندهاش:
-وانتي عرفتي منين ان جلبي حكم؟ ايه مكشوف عنك الحجاب يا عديله؟؟
ابتسمت على دعابة وقالت بفخر:
– وانت مستجل بيا ولا ايه؟ هو الشعر الابيض ديه والشيبه اللي اني فيها من جليل؟و عيغفلوني و نظري الضعيف وانا شايفه عيونك اللي فضحاك يا ابن عديله
جلال بحب:
– وعيوني كانت باينه فيها ايه؟؟
قالت عديله بنص ابتسامة متحدثه بحنان:
-عيونك كان واضح فيها العشق ومفضوح؟ ولما كانت اهنه كنت رايد تاكل البنيه بعينك؟ وشكلك كومان عتتعب معاها جوي من نشوفيه راسها؟ هاه اكمل ولا كفايه يا ابني حسنين؟
ختمت حديثها قائلة بخبث, ليقول بذهول و بعدم استوعب:
– خلاص ؟عتقولي ايه ثاني كفايه اكده؟
نظرت له بجدية قائله بتحذير:
– تعاشرها بشرع الله يا ولدي, و عاملها زين يا ابني كيف ماربيتك انت واخواتك؟ و اوعي عصبيتك في يوم تخليك تمد يدك عليها ولا علي اي حرمه, ولا تيجي عليها .. اللي بيمد يده على حرمه مش راچل يا چلال و انا ربيت رچاله صوح يا ولدي
هز راسه هاتفا بجدية مؤكداً حديثها قائلا بابتسامة:
– صوح ياما انتي ربيتي رجاله وعيفضلوا رجاله طول عمرهم, ورافعين راسك؟
***
في منزل زين بالقاهرة, كانت تجلس نادين بجانب زين وهو نائم فهو اصر ان يذهبوا الي القاهرة بعد الزفاف مباشره كانت جالسه بوجه شارد تفكر في آخر محادثه بينهما عبر الفيسبوك ؟
– سألته قائله؟ مالك في حاجه مضايقك؟
ابتسم زين بحزن وقال:
– انا تعبت اوي يا اسيل ما فيش حد يفهمني ولا يراعي شعوري و دائما بيسخروا من احلامي انا مش فاهم بيعملوا معايا ليه كده؟ فاكرين بالطريقه دي هيخلوني اعمل اللي هم عاوزينه واشتغل في الشركه غصبا عني و أعمل حاجه مش بحبها يبقى غلطانين عشان هم كده مش فاهمين انهم بيجرحوني و بيخلوني اعند اكتر؟ نفسي مره يسألوا نفسهم انا عاوز ايه؟ ومحتاج ايه؟ وبعمل كده ليه؟ غاوي وجع دماغ وخلاص ما اكيد في سبب؟ نفسي مره انا اللي اقرر مستقبلي وانا عاوز ايه؟ مش هم؟
استغربت من حديثه نادين حقا لتسال:
– انا مش فاهمه في ايه بالضبط ممكن توضح اكثر؟ هو انت بتتكلم على مين؟
-لاسف بتكلم على اهلي ومراتي كمان الي كنت طول الوقت بحس بالذنب تجاهها و بعاتب نفسي عشان ظلمها كنت بقول هي ما لهاش ذنب في حاجه؟ هم السبب مش هي بس النهارده فاجأتني وجرحتني زيهم هي كمان؟ هما ليه مش فاهمني؟ او مش عاوزين يفهموني؟
صمتت نادين بدهشة من حديثه فماذا يقصد بانها جرحته مثلهم وماذا فعله أهله ايضا؟ لتسأل قائله بتردد:
– وهي مراتك عملت ايه عشان تقول كده وجرحتك ازاي؟ مش ممكن تكون مش تقصد او انت فهمت غلط؟ ما فيش اهل قاصدين يجرحوا اولادهم؟
-لا في وبالعكس قصدهم جدا في كل حاجه بيعملوها معايا انا ساعات بحس ان هما بيدفنوا احلامي
– طب ممكن تحكي لي الحكايه بالضبط لو ما عندكش مانع يعني؟
اغمض عينيه زين بتعب ليكتب اليها؟ :
– حاضر هحكيلك لاني نفسي حد يسمعني بس من غير ما يسخر مني الحكايه ابتدأت لما رحت اطلب من اخويا الكبير ان ادخل جامعه فنون جميله .
تحدث زين معها في كل شئ عن حلمه وطموحه ولا احد يرد ان يكمل في هذا المجال؟ من جانب اخيه الكبير وامه وان لا يصح يخرج خارج اطار عادات وتقاليد العيله من وجهه نظره ومن جهة اخرى؟ زوجته يقصد هي بالتاكيد تضغط عليه دائما ليعمل في الشركه ولا يصح ان يترك شركته الخاصه به كذلك، وتحدث ايضا عندما قالت له زوجته وسخرت من هوايته بأنها مجرد رسومات و يجب ان يتركها،اخبرها أنه وحيد دائما ولا احد يفهمه اطلاقا؟
افاقت نادين من شرودها وهي تنظر اليه نظرة غربيه لاول مرة تشعر بالندم تجاهه وكم ندمت على الحديث معه بهذا الطريقه لكنها حقا كانت لا تقصد ولا تعلم بان الرسم مهم جدا لهذا الدرجه له
حدثت نفسها قائله بحيره شديد:
-ايه يا نادين من اولها كده هيصعب عليكي عشان قال اي كلمتين ما لهمش معنى ، بس انا فعلا زودتها ما كانش ينفع اقول له كده انا برده مهما كان مش عاوزه اجرحه ، وهو كان ينفع يجرحك يعني ولا فكر فيكي حتى انتي ناسيه يوم ما اتفقوا على الطلاق وكان كل حاجه جاهزه لولا موضوع ارض اخوه رجع في كلامه بس عشان مصلحه اخويا ، لا طبعا مش ناسيه بس برده حتى لو هسيبه ما ينفعش اجرحه حتي لو مش بحبه، انا مش كده مش دي اخلاقي ومش عاوزه ابقي كده زيه ، ما يصعبش عليكي غالي هي دي كانت اول مره تتصدمي فيه ولا يعمل حاجات تضايقك ده من اول اسبوع جواز و انتي شوفتي منه وشه الثاني ؟؟ عدم اهتمام و عدم مسئوليه حتى الحب اللي وعدك بي ساعه الخطوبه كله كان كذب في كذب ، فوقي يا نادين مش من اولها كده هيضحك عليكي بكلمتين ، صح انا لازم اكمل اللي بداته خلاص احنا معدناش ننفع لبعض وبعدين هو اللي ابتدأ مش انا
ارجعت راسها للخلف،و أغمضت عينيها بتعب من التفكير وحزن لتكمل محدثه نفسها وبعدين لو نسيت كل ده مش هنسى انه كان يعرف واحده وبيحبها قبلي, ده كمان لسه محتفظ لحد دلوقتي بصورتها, يعني اكيد لسه بيفكر فيها؟ انا صحيح ما اعرفش العلاقه كانت بينهم ايه زمان بس اكيد كانت علاقه حب ايه اللي يخليه يرسمها بنفسه و يفضل محتفظ بالصوره بعد السنين دي كلها
لتتذكر يوم الزفاف جلال, بانه رفض ان يذهب ويسلم علي العروسه ورفض ايضا ان يظهر هذه الليلة في الصعيد واصر ان يعودا الى القاهرة مباشره, بحجه العمل؟؟ ابتسمت حينها بسخرية داخلها اي عمل يهتم به ومن متي وذلك مما زاد الشكوك داخلها اكثر؟
نظرت اليه وهو نائم بألم: تبقى مصيبه فعلا يا زين لو لسه بتفكر فيها حتى بعد ما بقت مرات اخوك
***
في مكان بعيد عن العيون وصل صلاح بصحبة غفيره الى مخزن قابع على بعد كبير من البلد كان المكان محاط برجال بأجسام ضخمه, ابتعد الحارسان الواقفان امام الباب جانبا ليدلف صلاح ومعه الغفير الى الداخل كان الظلام يسود المكان الذي يضيء مصباح قديم موضوع على الحائط في اخر المخزن, تقدم راجل بسن الاربعين يرتدي بدله سوداء من مصدر الضوء ليشاهد صلاح, و من دون حديث اشار الرجل بيده الي احد حارس يعمل معه لياخذ الشنطه من صلاح ويفتحها لتظهر أموال كثيراً بها ثم ليعطيه حقيبة سوداء…
ابتسم صلاح بابتسامة عريضة وطمع وهو يفتح الحقيبة ويراه اكياس المخدرات نعم فصلاح يفعل كل شئ غير مسموح فكل ما يهمه في الحياه المال فقط
هتف صلاح قائلا بسعادة:
– تشكر يا بيه ؟ ويا ترى الصنف الجديد ديه ايه اخباره ماشي في السوج كيف اللي جبله
اجاب الراجل بصوت حاد واجش:
– وانت عمرك أخذت مني حاجه بطاله ومش ماشيه في السوق انت مش عارف بتتعامل مع مين كويس ولا ايه؟
هز راسه برفض قائلا سريعا:
– لا لا لا يا بيه والله ما اجصد ؟ على العموم تشكر على البضاعه سلام عليكم
***
في المساء دخل دياب الي غرفته وهو يشعر بالارهاق يتملك جسده يرغب بالنوم لمدة طويلة دون ان يقظه احد لكنه لا يمكنه النوم لاكثر من ساعه واحده؟فقد تخلص من عمله باكراً حتي يستطيع الاستراحه هذه الساعه ، لكنه وقف متجمد بمنتصف الغرفة عندما راي جميله تجلس فوق الفراش تدفن وجهها بين ركبتيها التي كانت تضمها الي صدرها و هى تنتحب بشدة اسرع على الفور نحوها والقلق يملكه تمتم بصوت اجش وهو يقف بجوار الفراش:
– في ايه؟ ايه اللي حصل؟ عتبكي ليه ؟
أغمضت عينيها بالم فقد شعرت بنيران تشتعل بيدها كانها تلتهم وعندما سمعت الي صوته ولم تجيب و اخذ انتحابها يزداد بقوة مما جعل قلبه ينقبض داخل صدره بالم وجلس بجوارها فوق الفراش قائلا بهدوء:
– طيب فاهميني عتبكي ليه بس ؟ اللي حصل لي كل ديه؟
ليكمل بنفاذ صبر عندما لم يتلقى منها اجابه وشك:
-فى حد زعلك اهنه من الدار؟
رفعت جميله ببطء وهي تهز راسها بالنفى وهي دافنه يدها اكثر بين ساقيها تخفيها من الحرق وهى تمتم بصوت منخفض :
– لا مفيش بس؟
انتفض واقفا بحدة وهو يهتف بنفاذ صبر :
-بس ايه اخلصي واتحدتي على طول اني راچع من الشغل تعبان مش ناجص الدلع الماسخ؟ و..
مسحت دموعها لتظهر يدها اليه ابتلع باقي جملته بصدمة يشعر بلكمه قوية سددت بمعدته عندما راى يدها المتورم بشده والتي كان يسودها الاحمرار الشديد وقف متجمد عدة لحظات غير قادر النطق بحرف واحد لكنه تنحنح قائلا بصوت مرتبك فى نهاية الامر:
– ايه ده ؟ ايه اللي حصل في يدك؟
هزت جميله راسها وهي تبدأ في الانتحاب بشدة مرة اخرى وغير قادرة على الحديث وهي تتذكر تحذير احلام؟
كانت بعد سكب الماء المغلي فوق يدها تجلس جميله في غرفتها تحاول لف يدها بصعوبة من الالم وهي تبكي بشدة ثم فجاة انفتح الباب بقوه لتدخل احلام بابتسامة عريضة:
-مالك عتبكي ليه؟ يا سلفتي الميه كانت سخنه جوي عليكي معلش عشان بعد كده تحرمي
ترفع عينك وتردي وتبجحي في اسيادك؟
نظرت اليها جميله بغضب لتنهض قائلة بحده:
-انتي ما عندكيش دم ولا احساس انتي السبب في اللي حصل لي وكمان جايه تهزري وتشمتي فيا؟ نفسي اعرف انا عملتلك ايه من ساعه ما جيت وانتي مش طايقني ليه؟ مع اني ما عملتلكيش حاجه خالص بس والله ما هسكت زي ما سكت علي المره اللي فاتت لما شغلتيني خدامه في البيت وكنت كل ده فاكره بامر دياب؟ بس لما يجي دياب هقول له على كل حاجه
انفجرت احلام بضحك بشده لتقول باستفزاز : -تصدجي خوفت ؟ بس احب اجول لك انك لسان على الفاضي و مش عتجدري تعملي حاچه واصل؟
جزت علي اسنانها بضيق شديد وقالت:
-لا هقول له يا احلام وهتشوفي بنفسك؟ هيعمل فيكي ايه؟
توقفت عن الضحك لتنظر اليها بغل وتقترب منها تمسك يدها بعنف مسبب الالم اكثر اليها متحدثه بصوت خطيرة :
-مش اني اللي اتهدد ونصيحه منى يا چميله اسلمي من شري انتي لسه لحد دلوج ما تعرفنيش زين؟ ديه اني ادفنك مكانك وما يهمنيش حد؟
بعدت احلام يدها بعنف لتتالم جميله و ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة لا تنكر خوفها منها لتقول بشجاعه مصطنع:
– برده هقوله
ابتسمت احلام باستمتاع لتقول متسائله ببرود :
-الي صحيح يا جميله اخبار خالتك ايه؟ اديتيها الفلوس اللي كانت رايدها منك وطلبتها من قيمه اسبوع اكده؟
ثم اكملت حديثها وهي تنظر اليها بخبث:
– ولا سرجتها كيف ما جالتلك خالتك؟
اتسعت عيني جميله بذهول لتصمت من الصدمه كيف علمت هذا الحديث فهي لم تتحدث مع احد فيه؟
لتضغط احلام علي زر الهاتف الذي كان بين يديها يتصل علي زوجها ضاحي الذي رد عليها بماذا تريد لتجيب قائله احلام بابتسامة مكر تحت انظار جميله التي توترت بشده
– الو خير يا احلام؟ رايده ايه؟
-خير يا ضاحي بس كنت بطمن عليك يا حبيبي وكومان كنت رايده أسألك لجيت الفلوس اللي كانت ضايعه منك من يومين؟
– لا والله خالص دوري عندك كيف ما جلتلك؟ اني متاكد ان رجعت بيهم الدار بس مش خابر راحوا فين فجاه فص ملح وداب؟ دول 5,000 بحالهم يا احلام هيكون راحوا فين بس؟
لتقول احلام ببراءة زائف:
– معلش يجي يا ضاحي فداك المهم صحتك؟ على العموم واني هدور ثاني عندي ممكن الاجيهم؟ يلا بجى كفايه اكده عشان معطلكش سلام
لتنظر الي جميله التي شحب وجهها بسبب خوفها لتسأل احلام قائله بحده:
– اكده برضه يا چميله بجى دياب يامنلك على الدار وانتي تسرجي الفلوس لخالتك ما كانش العشم يا سلفتي
همست جـميـله بضعف وقد بدات الدموع تنساب من عينيها مغرقة وجنتيها:
– انتي بتقولي ايه والله العظيم ما سرقت حاجه ولا اعرف فلوس جوزك دي حاجه عنها خالص ولا شفتهم حتي ولا اعرف مكانها فين؟
ضحكت احلام بشده لتقول ببرود:
– طب ما اني عارفه انك ماسرجتيش حاچه ما اني اللي مخبيه الفلوس بايدي؟
جحظت عينيها بدهشة ونظرت اليها لتقول بصدمه:
– ايه؟ انا مش فاهمه حاجه ؟
اقتربت منها احلام ونظرت في عينيها بقوه قائله بتحذير:
– انا عفهمك الفلوس دي مش هتظهر خالص لانهم اتصرفوا خلاص وضاحي حبيبي وجوزي عيفضل فاكر انهم مسروجين منه؟ لان اني اللي عادخل الفكره دي في دماغه تجاهك وعاقول أن شفتك كذا مره وانتي خارجه من الاوضه بتاعتنا و لما سالتك بتعملي ايه جلتي لي بتنظفي الاوضه؟ وغير ان انا سامعه بودني اني والخدامه خالتك وهي بتحردك تسرجي الفلوس
اكملت حديثها قائلة بخبث ذئب:
– وشوفي بجى ضاحى ودياب عيعملوا فيكي ايه لو عرفوا انك انتي اللي سرجتي الفلوس ؟بس طول ما انتي ساكته وبتسمعي حديدي زين ؟ عجفل خشمي وطبعا مش محتاجه اجول لك دياب ما يعرفش حاجه ان اني اللي دلجت الميه السخنه على يدك بدل ما المره الچايه تبجى على وشك
ابتلعت ريقها بصعوبة وخوف وهي تتذكر حديثه احلام تلك اللئيمه لتضغط باسنانها فوق شفتيها بقوة محاولة كتم تلك الدموع الغبية التي علي وشك فضح امرها؟
اقترب دياب منها رافعا وجهها اليه يمرر ابهامه ببطئ فوق شفتها محرراً اياها من بين اسنانها وهو يتمتم بصوت اجش:
– مالك بس؟ فهميني ايه اللي حصل ليديك وخليها بالشكل ديه؟
نظرت اليه عده ثواني قبل ان ترمي نفسها بين ذراعيه تخفي وجهها في صدره وهي تمتم من بين شهقات بكائها الحادة:
– مش عارفة ايه حصل مرة واحدة، انا كنت بعمل كوبايه شاي في المطبخ وفجاه غصبا عني الميه السخنه ادلقت على ايدي؟ وبقت كده حاسه كان نار فيها هو انا كده ايدي اتشوهت؟
اتصدم دياب من رميها بحضنه بهذا الشكل لكن هي بحاجة اليه بشده تجمد جسده عندما شعر بها بين ذراعيه لكنه سرعان ما زفر ببطئ محيطا اياها بذراعيه القويه يضمها الي صدره بحنان وهو شاعرا بالضيق يجتاحه عند رؤيته لها بهذه الحالة من الضعف اخذ يمرر يده برقه فوق ظهرها وهو يتمتم بهدوء مطمئنا اياها:
– لا متخافيش دى اكيد حرج بسيط ما تجلجيش، انا عتصل دلوج بالدكتور وعخاليه ياجي حالا
ابتعدت عنه جميله ببطئ تضع يدها فوق وجهها تحاول اخفاء دموعها وكذبها عنه حتي لا ينكشف امرها بينما اخرج دياب هاتفه ليجري اتصالا بالطبيب بان ياتي الي الدار حالا ، فامسك بيدها السليمه يبعدها عن وجهها لتتوقف عند البكاء لكنها رفعت يدها مرة اخرى باصرار تخبئ وجهها وتبكي التفت نحوها يجذب يدها بعيدا عن وجهها قائلا :
– وبعدهالك عاد بطلي بكي خلاص بجي؟ الدكتور زمانه جاي وان شاء الله حاجه بسيطه
أخفضت جميله راسها قائلة بصوت مرتجف:
– ان شاء الله
تسال دياب بتراقب وحذر:
– من ميتى والميه السخنه ديه اتلجيت على يدك؟
اجابت جميله والدموع تنهمر من عينيها بالم:
-من الصبح
جز علي اسنانه بغضب وقال بحده قائلا:
– كيف من الصبح وما تتصليش بيا تجولي لي؟ واللي معاكي في الدار ما حسوش عليكي عاد ولا ساعدوك ولا يطلبوا الدكتور
لتقول بصوت منكسر ضعيف:
– ما انا لما اتحرقت طلعت قعدت هنا في الاوضه ما كنتش عايزه حد يشوف ايدي بالمنظر ده
رفعت يدها فوق يدها الاخري تخبئ بها الحرق عنه لكنه اسرع بامساك يديها مقيدا اياها خلف ظهرها بقبضته قائلا بحنان وهو يمرر عينيه فوق ملامح وجهها بابتسامة المشرقة :
– مين جالك ان شكل يدك بشع؟ ديه انتي كيف القمر حتي اهو
ارتعشت شفتيها بابتسامة خجله تشعر بدفئ غريب يسرى بداخلها عند سماعها كلماته تلك قربها ببطئ من جسده وهو لايزال مكبلا يدها خلف ظهرها انحنى نحوها هامسا بحنان:
– مش عايزك تخافي ولا تجلجي ؟ دلوج الدكتور عايجى ونطمن
ثم اكمل بتحذير:
– وبعد اكده اي حاجه تحصل تتصلي بيا على طول من غير لما تستني اجي؟ حتى لو مشغول سامعه
هزت جميله راسها بطاعه وهي تمتم بابتسامه رقيقه متناسيه قلقها السابق: تمام
وقف دياب متأملا ابتسامتها تلك وهو يشعر بضربات قلبه تزداد بشده قبل ان يحرر يديها من قبضته و يذهب بها نحو الفراش لتستلقى عليه اثناء انتظارهم للطبيب؟وبعد حوالي ربع ساعة جاء الطبيب وظل دياب واقفا بجسد متوتر وعينين قلقه يراقب فحص الطبيب ليدها ويلف الجرح مما المها بشده, ولكن عندما التفتت هي نحو دياب لتنظر اليه وعلامات القلق باديه علي وجهه فور رسم علي وجهه ابتسامة و هو يهز راسه لها يطمئنها مما جعلها ترسم ابتسامه مرتعشة فوق شفتيها غصب عنها متناسيا وجعها ؟
ظل الطبيب يلف يدها حتي انتهى ثم كتب لها عدد ادويه مسكنه لالام و كريم مرطب علي يدها وبعد ذلك طمن دياب وذهب للخارج
اعتدلت في جلستها فور دخول دياب الغرفه وهو يحمل حقيبه لتعلم بانه قد اتى بالدواء الخاص بها جلس بجوارها ببطئ وهو يتامل ملامح وجهها المتجهمه بنظرات ثاقبة :
– في ايه تاني مضايجة ليه دلوج ؟ مش الدكتور خلاص طمنا يبجي ايه لزمته الجلج
كانت شارد بالفعل تفكر في تلك الخبيثة ثم
اجابته جميله بصوت مرتجف:
-مش قلقانه ولا حاجه؟
اوما لها براسه بالايجاب قائلا وهو لا يزال يحاول فتح العبوة متسائلا:
– انا مش خابر ليه ما فيش حد من البهايم اللي تحت حس بيكي و ساعدك ؟ ماشي حسبهم امعايا بعدين و..
قاطعته جميله بارتباك:
– مـ ما هما ما كانوش موجودين انا لما دخلت المطبخ ما كانش حد موجود وشافني
قال دياب بنبرة حادة وهو يمرر اصبعه الملئ بالكريم الطبي فوق يدها يدلكه برقه حتي لا يتسبب في المها:
-ما ديه في حد ذاته انيل حسابهم معايا واعر جوي من ميتي وهم بيسيبوا المطبخ ؟ بعد اكده لما تعوزي حاجه تطلبيها من الخدم
اومات له جميله راسها بصمت كانت لا ترغب ان تتحدث معه اكثر ويشعر بشيء ثم
أغمضت عينيها بقوه فجاه عندما شعرت باصابعه تمر فوق يدها المتورمه يدلكها برقة ايقظت حركته تلك استجابه حارة في سائر جسدها تستمع بالشعور باصابعه فوق يدها لكنها لاحظت توقف حركة يده فوق يدها فتحت عينيها ببطئ لترى سبب توقفه لكنها شهقت بخفة عندما وجدت وجهه لا يبعد عنها الا انشات قليله و الرغبة تحترق في عمق عينيه الدخانية همست بصوت مرتجف ضعيف: ديـاب؟
وكان هذا اكبر خطا فعلته تنده اسمه لاول مرة في حياتها وبهذا الرقه، ضمها له وهو يهبط براسه الى شفتيها بعجز متنقلا بشفتيه بين وجنتيها وشفتيها وتلك الماسة التي تفقده عقله؟
تجمدت كل خلية بجسدها وهي تلمح عينيه المفتوحة تحدق بها وترمقها بنظرات هائمة سرعان ما تحولت الى تلك النظرة التي اصبحت تالفها في عينيه مؤخرا؟ وقبل ان تفكر بالتحرك وجدت ذراعه تطوق كتفيها وعنقها لتجذبها فوق صدره وهو يقبلها بشغف ورقة ويهمس باسمها بتوق شديد، فوجدت نفسها تستسلم له لاول مرة وتبادله قبلته ، ظلا يتبادلان القبلات بشغف لدقائق لم يعرف عددها؟
لكنه انتفض واقفا مبتعدا عنها يدير ظهره لها وهو يضم قبضته بقوة بجانبه محاولا السيطرة علي تلك الرغبة التي تشتعل بجسده زفر ببطئ ثم اتجه نحو الطاولة متناولا كوب الماء الموضوع فوقها مناولها اياها ثم اخرج حبه من الدواء الذى وصفه لها الطبيب تناولتها منه وهي تخفض راسها بخجل ظلت محتفظة بالحبة بين يديها تنظر اليها بتردد لتاخذها بخجل ثم حمحم قائلا بهدوء :
-اسف واوعدك ديه مش عيحصل ثاني ؟ اني خابر ان انتي مش رايده اكده برضه
رفعت جميله عينيها الزرقاء الذائبة ونظرت اليه بحزن عميق فقد فهمت ما يلمح اليه عندما رفضت قربه اليها لكن كانت وقتها معتقده انه يكره ويعاملها بذل عندما وقعت في حفره تلك الخبيثة احلام التي اوهمتها بان دياب هو من امرها بتنظيف المنزل؟
حمحمت بقوه لتفتح فمها قائله له حتي توضح سواء الفهم فكانت تريد منه ان يضل معها اطول مده لكن خرج مسرعا وتركها مما اصابها بحزن وخيبة امل؟
***
استيقظ جلال صباحا على اشعه الشمس المزعج التي اضاءت باستمرار في وجهه ففرك وجهه بانزعاج بالوسادة البيضاء التي ينام عليها ليضع يده جانبه علي الفراش ليجده خالي فتح عينيه بانزعاج جلي شبه نائم
ثم نظر حوله بتوجس فتذكر انه في السرايا ودار ذاكرته حول امس والزفاف, بان تزوج اسيف والحديث الذي دار بينه وبينها حتي اخذها بالاخير بين ذراعيه لكن اين هي الان؟
نهض سريعا يبحث عنها وهو ينده بصوت عالي: اسيف؟ اسيف انتي فين؟
بحث في المرحاض وفي كل مكان لم يجدها مما اصابه بقلق اين ممكن تكون ذهبت؟ احتقن ملامحه بضيق جلي وهو يتذكر كيف تصرفت بتعجرف وتسلط معه و كانت تطيق الحديث معه, هل ممكن ذهبت الى القاهرة لهذا السبب
خرج من تفكيره الغاضب على صوت ام العربي المساعده بالمنزل وهي تحمل صينية الطعام مبتسمه بفرحه قائله:
– مبروك يا ابني الف مبروك عجبال ما اشيل خلفك الصالح يا ولد؟
حاول رسم ابتسامه ليقول بتوجس :
– صباح النور يا خالتي, ما تعرفيش اسيف فين
وضعت الصينيه فوق الطاولة تقول بتوتر:
– جصدك مرتك يا ولدي اه شفتها الصبح
تسال جلال بلهفه:
-طب هي فين؟
هزت كتفها بعدم معرفه لتقول:
-ما اعرفش يا ولدي اني شفتها الصبح خارجه من بره الدار ولما سالتها رايحه فين بوجت كيف ديه؟ ما ردتش عليا وخرجت
اتسعت عيني جلال بصدمه وهتف بحده:
– نـعـم خرجت فين؟ هي تعرف حد هنا عشان تروحله؟ وازاي تخرج في وقت زي ده من غير اذني
خرج جلال خارج غرفته بغضب حتي يذهب يبحث عنها لكن قابلها في وجهه وهي قادمه من الخارج صعدت السلالم و وصلت لباب الغرفه الجناح الخاص بهم, فاشاحت نظراتها عنه بضيق ثم سارت متجاهلة اياه بفظاظة وسرعان ما كان يوقفها صوته المغتاظ من كل ما فعلته و تجاهلها له:
– مش من الواجب و الذوق تجولي صباح الخير لما تجابلي حد وخصوصا ان الحد ده جوزك؟
زمت شفتيها وهي ترمقه بنظراتها الحانقة قبل ان تهمس:
-صباح الخير؟ حلو كده؟
وما انا ارادت متابعة مسارها اوقفها مرة اخرى بسؤالهِ بهدوء مصطنع غير ما يشعر به ويريد ان يفعله بها لكن يحاول التماسك: كنتي فين؟
– وانت مالك؟ دخلك ايه
ردت بتعجرف وقح وكانه ليس له الحق ان يسال زوجته؟ اشتعلت النيران باوداجه من طريقة حديثها الوقحة معه فجاهد على كبت غضبه ليحل مكانه البرود المثلج وارتفعت شفتيه الى الجانب بسخرية وهو يغمغم:
– لا فعلا ما ليش حق اسال مراتي المصونه كانت فين؟ في وقت زي ده وليله الصباحيه كمان
قبل ان يصمت لبرهة ويضيف بابتسامة اصرار خبيثة:
-ممم بس معاكي حق تقلي ادبك, ما انتي لسه ما تعرفنيش كويس بس قريب جدا صدقيني هعلمك ازاي تتكلمي باحترام مع جوزك
نظرت له ببرود متجاهلة كلامه وهمست بخفوت: انا محترمه غصب عنك ومش هتيجي انت علي اخر الزمن تعلمني اتكلم واتعامل ازاي؟
لم تختفي الابتسامة عن ملامح وجهه الجذابة ودنى منها بهدوء نمر متربص لتتراجع تلقائيا للوراء الى ان توقف قبالتها تماما ليحني راسه رويدا وتتقابل ذهبتيه مع فضيتها ثم همس بصوت اثار القشعريرة في اوصالها:
– عارفه انا ماسك اعصابي دلوقتي عليكي ازاي؟ واللي بيدور في دماغي من ساعه لما عرفت انك خرجتي الصبح من غير اذني وشفتك جايه من بره؟ ودلوقتي اتكلمي قبل ما تشوفي تصرف ما يعجبكيش كـــنــتــــي فــيــن مــن الصــبــح
ختم حديثه بصيح عالي مما أخفاها لاول مرة من شخص، تطلع اليها بضيق شديد تمني ان يشوه ملامح وجهها الوسيمة ليلقنها درسا لا يُنسى بقيت صامتة دون ان تعطيه الجواب الذي ينتظره ليبقى هو يتفرس ملامح وجهها الناعمة بتمعن انعقد حاجبيها الرقيقين بضيق ، تاففها اللطيف من عجرفتيه كطفلة صغيرة وغضب ملامحها لتبدو فتاة مدللة كنجمة بحر جذابة.
انتظر لبعض الوقت علّها تعطيه الجواب الذي ينتظره منها مرّ القليل من الدقائق ليبدا صبره بالنفاذ من سكوتها الذي استفزه فهتف بنبرة حادة جعلت قلبها يرتعد من الخوف:
– ايه اتخرستي مش هتردي عليا اسيف اتكلمي انا صبري بدا ينفذ وده مش لمصالحتك ابدا؟
قالت اسيف بتلعثم:
– وانت اصلا عاوز تعرف كنت فين ليه؟ مصر ليه؟ هتستفيد ايه لما تعرف؟
تساءل بضيق ليزمجر بعصبية:
– مش ده الجواب اللي مستني منك؟ اكسبي هدوئي وانطقي وما تخلينيش افقد اعصابي؟
ابتلعت ريقها بصعوبة وبرز الخوف جليا على ملامح وجهها من صوته العال الغاضب فهمست بارتجاف حاولت بكل جهدها اخفاءه الا ان دون فائدة:
– اا اوعي تفتكر ان انا خايفه وبترعش من الهبل اللي انت عمال تعمله ده؟ بس عشان تريح فضولك هقولك؟
ارتفع حاجبه الى الاعلى بسخرية تامة ولم يستطع انكار اعجابه بها فها هي حتى رغم خوفها وارتباكها الظاهر تحاول التظاهر بالقوة والصمود اراد الرد عليها ولكنها سريعا ما كانت تضيف لتمنعه من التكلم:
-كنت بزور قبر ماما
حملق بها متسمر مكانه بذهول ليتذكر بانه اول لقاء بينهما في المدفن كانت تبكي وهي راقد امام مدفن فقد فهم الان علي من كانت تبكي؟ ثم هدى قليل و زفر بغيظ وضيق وهمس بصوت منخفض:
-وما قلتيش ليه قبل ما تخرجي و كنا رحنا مع بعض؟ وبعدين هي مامتك مدفونه هنا في الصعيد؟
هزت راسها قائله بتوضيح:
– ايوه هي اصلا اصلها من الصعيد؟ وعيلتها هنا وادفنت هنا؟
تنهد بارتياح شديد عاليا قبل ان يغمغم جلال بحنان:
– بعد كده يا اسيف لما تيجي تخرجي لازم تقولي لي الاول تاخذي الاذن مني وتشوفي اذا كنت هاقول لك اه او لا؟ انتي مش عارفه انا حسيت بي ايه لما صحيت ما لقيتكيش جنبي و خرجتي، افرضي دلوقتي كان حصل لك حاجه؟
ختم حديثه وهو يمسح على ذراعيها بحنان توقفت حروفها عن حلقها لوهلة لتقول بصوت منخفض:
-كان هيحصل لي ايه يعني؟ وبعدين انا جيت كذا مره هنا وعارفه الطريق كويس
ابتسم جلال وقال بصوت ناعم وباصرار:
– برده بعد كده المفروض اعرف كل تحركاتك وتاخذي اذني يلا تعالي نفطر سوا
***
جلست عديله براحه فوق الاريكة العريضة بالصالة الخارجية امام باب السرايا, و امامها فرحه تعد الافطار مع المساعده بالمنزل جزت علي اسنانها بضيق شديد عديله من تاخير جلال في النزول منذ الصباح والان في العصر ايضا شكت بان يغيب متعمدا.
فمن البداية أخذته تلك الفتاه منها كما اعتقدت عديله والغيره اصبحت تحرقها تجاه ابنها الثاني ايضا جلال فقد كان الاول بالتاكيد عيسي, فهي اعتدت علي اولادها دائما بجانبها وهي رقم واحده بالنسبة لهم كما هم ايضا؟
– روحي يا بت يا فرحه عيطي (اندهي) على خيك چلال مش هيفضل طول اليوم في الاوضه؟
هتفت بها عديله بنبرة حادة, اتسعت عين فرحه قائله بدهشة:
-اعيط على مين يا مرات عمي دول عرسان, المفروض نسيبهم براحتهم خالص
نظرت اليها عديله بغضب لتتجاهلها و تعالي صوتها صائحه :
– يـــا جـــــــلال ؟جـــــــلال
لكن ما من مجيب فهمهمت بحنق:
– هما نايمين نومه اهل الكهف ولّا ايه؟
تطلعت فرحه والفتيات إليها بدهشة وهو يكتوا صوت ضحكاتهم, لتصيح عديله بصوت قويه وباصرار:
-يـــا جـــــــلال ؟ انت يا ولدي؟
ظلت هكذا حتي نزل جلال وخلفه اسيف بعد سماع صوتها, ليتقدم جلال منهم يقبل يدها بحب واحترام لتبتسم عديله بابتسامة عريضة وانتصار تغيظ اسيف التي كانت تقف في الخلف تعقد حاجبيها باستغراب شديد منها ثم اشاحت وجهها عنها باستنكار؟
تقدمت منها فرحه بعد ان اطلقت ام العربي زغروطه عاليه لتقول فرحه بسعادة وهي تحضن اسيف وتقبل وجنتيها عده مرات مباركه لها :
-مـــبروك يـا عــروســه الــف مـبـــروك
ابتعدت اسيف عنها بصعوبة لتقول متنهدا من تصرفاتها المبالغة : شكرا
تطلعت فيها عديله وقالت بجديه :
– ايه يا عروسه مش تجربي مني عشان اسلم عليكي وابارك ليكي
نظر لها جلال واشار يعينه ان تذهب لها وهمس:
-وطي بوسي ايديها؟
نظرت اليه بحنق مكتوم عده لحظات تستوعب ما قائله لتقول متسائلة:
– نــعــم و ده ليه ان شاء الله, تكونش امي
شهقت عديله لتقول بغضب:
– وانتي تطولي يا اختي ابجي امك, وبعدين دي عادتنا اهنه و لازم تتعودي على كل حاج
چه اهنه في الدار وتنسى عادات مصر خالص, مش اهنه ينفع تتمرجعي كيف مصر
رقمها جلال بنظره حتي تصمت فهو لايريد فعل المشاكل بينهم من البداية, لان يعرف جيداً الاثنين
تجاهلت نظراته وتنهدت اسيف ببرود شديد لتعقد ذراعيها امام صدرها لتقول ببرود:
– طالما مش عارفة بعمل ايه في مصر , يبقى احسن تسالي قبل ما تقولي اي كلام ملهوش معنى عشان انا مش كنت بتمرقع هناك ولا هبقى بتمرقع هنا وبعدين طالما انتي شاكه كده في عاداتي وتقليدي في مصر كنتي ليه من الاول وافقتي عليا وجيتي الفرح؟
اتسعت عيني فرحه بدهشة من جراءة اسيف وكذلك عديله التي ضغطت علي اسنانها بعنف هاتفه
-والله وعرفت تختار صوح يا جلال الماشوره باينه من اولها الهانم بتبجح فيا؟
سحبها جلال من ذراعيها بحده قائلا:
– ايه اللي انتي بتجوليه ديه؟ امي اكيد مش جصدها واتكلمي زين امعاها
ابتعد يده عنها بعنف وقالت بحده اكبر:
– لما هي كمان تتكلم معايا كويس من الاول
ليدلف عيسي من الخارج لينظر اليهم باستغراب قائلا:
– سلام عليكم في حاچه ولا ايه؟
تدخلت فرحه حتي تهدأ الوضع:
– لا مفيش حاچه يلا يا چماعه الغداء خلاص جهز
***
صاح دياب بغضب شديد وهي ينظر الى العاملين بالمطبخ بحده قائلا:
-انتم شغلتكم تكون ايه اهنه ؟ مش المفروض جايين اهنه خدمتكم في البيوت واصحابها
هتفت احد الخدمات قائله بارتباك :
-ايوه يا سي دياب بس
قاطعها ديـاب و عينيه حمراء من الغضب :
-مابسش بعد اكده تكونوا موجودين على طول,تبجوا في المطبخ وما تخليش چميله تعمل حاچه ولا تدخل المطبخ لوحدها اديها اتحرجت وما حدش منكم حاس بيها
قالت الخادمة الاخري بتلقائية :
– يا سيدي دياب اني رحت اجيب طلبات للدار وعجبال ما جيت من بره سمعت صوت خناج ست احلام مع ست چميله
اتسعت عيني دياب وهو يتطلع بها بغموض:
– عيد اللي انتي جولتي اكده ثاني, هي احلام كانت مع چميله في المطبخ بتعمل ايه
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بخوف من احلام :
– هاه هو حضرتك ما كنتش خابر امال انت كنت عتتحدد على ايه؟
صاح دياب بنبرة حادة وصوت بصرامة:
– انا سالتك سؤال ترد عليا على طول مش تساليني احلام كانت بتعمل ايه مع چميله في المطبخ انـــطــجــــي؟
***
تجمعت العائلة حول مائدة الغداء والتي غاب عنها شخصين زين وزوجته نادين, كانت فرحه تشرف على الطعام مع الخدم كعادتها, حتي انتهت اخيرا وجلست بجانبه عيسي وكذلك جلال بجانب اسيف؟
هتف جلال متسائلا:
– عملت ايه في الانتخابات يا عيسى ده خلاص فاضل شهر لازم نبدا نعلق اليفط ونعمل اعلانات
اجاب عيسي بجدية: – مش دلوج يا چلال خليك انت بس مع عروستك شويه وبعد كده نبدا نجهز
تدخلت عديله ترفع حاجبيها بحده:
– وهو عيفضل على طول جاعد جنب الهانم ولا ايه؟ ما لوش مصالح هو كومان
سمعتها اسيف ولم تجيب عليها, ليقول عيسي بجدية:
– مش اكده يا ياما بس برده عشان العروسه ما تزعلش وده حجها برضه
هز راسه برفض قائلا:
– عيسى كلامك معايا انا بس وانا بقول لك انا فاضي ممكن نبدا من بكره
تنهد مجيب باستسلام :
– خلاص براحتك انت حر
فرحه بعدم رضي قائله:
– ماتكبر دماغك من موضوع العموديه ده يا عيسى اني مش مرتاحه
عديله بسخرية:
– وانتي من ميتي يا اختي ليكي راي في حاچه كيف ديه, ديه حديد رچالي و الراي راي عيسي وبس
نظرت فرحه اليها بحنق واحست انها احرجتها لتقول متحدث لاستفزازها قائله:
-ايوه بس اللي مش واخذه بالك مني يا مرات عمي ان اني ابجى مرات عيسى؟ وليا راي ونصف كومان عشان عيسي جوزي
عديله بحده:
– انتي اتجنيتي يا بت في عجلك ولا ايه عتردي عليا انتي كومان؟
لتقول بصعبانيه مصطنع:
– ما انا خلاص شكلي اكده بجيت ملطشه بين مرتاتكم “ازواجكم”
تطلع جلال الي اسيف بغضب وقال بحذر:
– معاش ولا كان اللي يزعلك يا اما حجك عليا اني, واللي حصل النهارده ان شاء الله مش هيتكرر تاني مش اكده يا اسيف
نظرت اسيف لعديله باستخفاف وسخرية منهم ثم نهضت لتصعد لفوق وخلفها جلال
ترك عيسي معلقه الطعام امامه الطبق وقال بهدوء:
-فرحه اسمعي حديد امي و ما تدخليش نفسك في اللي ما لكيش فيه, هي معاها حج ليه بتدخلي نفسك في حددينا
ابتسمت عديله بشماته, مما اغضب فرحه اكثر لتقول بحده :
– هو ديه اللي ربنا جدرك عليه, امي معاها حج ليه مش مراتك وحجي ادخل في اللي يخصك و؟
قاطعها عيسي بصوت صارم:
– فــرحــه علــي فــــوج
نظرت فرحه اليه بدهشة وخزع, ليكمل عيسي قائلا بصوت حاد واجش:
– طالما وصلت بيكي الجرأة تعلي صوتك على امي يبجى على فــــــوج ؟ يــــلا
ذهبت فرحه مسرعا لفوق دون الحديث, تنهد عيسي وهو يمسح على وجهه بضيق مكتوم, لتربت عديله علي كتفه بحنان قائله بغيره:
-هدى نفسك يا ضنايا معلش, ديه اكيد وش العروسه شكل وشها وش نحس, من البدايه اهو اتخانقنا وكنا هنمسك في بعض من عينها انا عخلي ام العربي تبخر الدار؟
***
دلف عيسي الى جناحه و سرعان ما خرجت فرحه من غرفة النوم الملحقة بالجناح على صوت صفق الباب بقوة,نظرت الى عيسي الذي وقف يطالعها بنظرات غامضة حاولت التحدث مدعية القوة:
-بجي يصوح يرضيك تزعّج لي جودام الجاعدين كلاتهم كيف البت الصغيرة؟
تقدم عيسي بخطوات بطيئة حتى وقف امامها واجاب بصوت هاديء يخفى وراء غضبا مستعار:
– وانتي يصوح تبجحي في امي جودامي وجودام الجاعدين؟ وبعدين انتي مالك انتي صوح بتدخلي نفسك في حديد رچالي ليه؟
ابتعدت عينيها عنه وقالت وهي تهرب بنظراتها من نظرات عينيه القوية :
-انا ما غلطتش يا عيسى انت جوزي وانا خايفه عليك
تحدث عيسي بصوت هادئ من بين اسنانه المطبقة:
-انا جلتلك ايه زمان يا فرحه؟ من اول ما حطيتث رچلك في الدار وانا حذرتك ما تخشيش مع امي في خناج وحاولي تتلاشيها و تبعدي عنها عشان مش عتبقى في صالحك ؟صوح
فرحه باضطراب وتحدثت موضحاً بحده :
– صوح بس امك اتحددت معايا بطريجه وحشه جدام اخوك چلال ومراته احرجتني جدامهم واني يعني كنت جلت ايه لكل ديه؟ اني مهما كان مرتك يعني كرامتي من كرامتك
شعت عيني عيسي بغضب ناري قائلا:
– ومين جالك اني كنت عسكت يا ام مخ تخين لو كنتب صبرتي بس دجيجه كنت جبتلك حجك ورديتلك كرامتك جدام اللي جاعدين ؟ بدل ما انتي تردي على امي جدامهم من غير احترام ولا خشي؟ لكن عنعمل ايه في لسانك اللي مسحوب ديه
نظرت اليه بتوجس احست بانها بالفعل تسرعت في الرد على عديله امام الجميع لكن غضبها عماها, بالتأكيد لو انتظرت في الرد دقيقة واحدة كان عيسي قام باخذ حقها, اكمل عيسي وهو يقبض بشدة على راس عصاه قائلا بصوت اجش:
-الحرمه اللي ما بتعملش احترام لجوزها وترد على كبير العيلة يتعمل امعاها اكتر من اكده, شكلك رايده تاديب من اول وچديد يا فرحه؟
فرحه بشهقة عالية:
-انت بتجول ايه يا عيسي رايد تضربني؟ ما عملتهاش الست سنين اللي فاتوا في جوازنا چاي تعملها دلوج يا ابن عمي؟
تحدث عيسي بصوت ساخراً:
– دلوج بجيت ابن عمك, ما من شويه عماله تجولي لي انا مراتك ولازم اجول رايي
نظرت اليه بحزن لتقول فرحه بدموع :
– طب اعملها يا عيسى اكده وشوف مين عيجعد لك فيها بعد اكده, اني ما اتبهدلش على اخر الزمن ليه ما ليش اهل
ثم همست فرحه بغير تصديق:
-اني مش مصدجة, انت عمرك ما اعملتها, رايد تضربني يا عيسى بعد العشره دي كلها؟ طب ايه رايك بجي لنا رايح دلوج دار اخويا دياب
عيسي بصرامة وبريق شرس يلمع بين مقلتيه: هتخوفني باخوكي ولا ايه؟ اترزعي مطرحك ما فيش خروج من اهنه,مش ععرف احكم عليكي ولا ايه؟
نظرت اليه فرحه وقد غرقت معالم وجهها في دموعها المنهمرة قائله بقهر:
– انا مش بهددك ولا بخوفك بدياب يا عيسى, بس الواحده مننا لما ما تلاجيش الامان في دار جوزها لازم تتدور عليه في دار اهلها
اتسعت عيني عيسي بدهشة قائلا بضيق شديد:
-هي وصلت لكده يا فرحه, مش لاجيه الامان في دارك؟
قالت فرحه بسخرية الم:
– وهي فين داري ديه يا ابن عمي؟ هو في صاحبه بيت بتتهان و تتداس على كرامتها في دارها برضه؟
هز راسه بياس يحاول تهدا نفسه هاتفا:
-استغفر الله العظيم يا رب
ليكمل عيسي بصوت حنون يغلبه الحده من حديثها قائلا:
– بس يا فرحه بطلي هبل دي دارك انتي وما حدش يجدر يجول لك ثلث الثلاثه دارك اللي انتي خليتيها تبجى سرايا بحج وحجيجي خليتيها حس بنفسك فيها يا فرحه؟ عاوزه تمشي وتهملينا عشان تبجى ظلمه من تاني
اشاحت وجهها بعيد وهي تمسح دموعها, اقترب منها ناظرا اليها بتركيز واجاب بتان وهو يضغط على حروفه:
-بتداري وشك عني بعيد يا فرحه اول مره تعمليها, للدرچه دي زعلانه مني؟
ابتسم عيسي ابتسامه صغيره ليقترب منها يقبل راسها قائلا:
– طب حجك عليا يا ستي وادي راسك ابوسها
ابتعدت عنه سريعا لتقول بحده:
-اني مابتخدش على قد عجلي يا عيسى
– ومين بس اللي جال لك بخدك على جد عجلك يا بنت الناس, مش انا غلط اديني بصالحك اهو
فرحه بسخرية هاتفة:
– لا يا اخويا ما تجيش على نفسك سيبني اتفلج احسن
عقد حاجبيه متسائلا :
– ايه مش عاجبك ابوس راسك عشان ارضيك, طب اعمل ايه؟
تنهدت فـرحـه بصوت عالي كم كانت تريد كثير وكثير منه؟ لكن هو لم يفهم عليها او حتي يفعل ما تريده؟ تطلع عيسي اليها وهو يراقب ملامح وجهها بعطف شعـر بشئ ما يتجمد داخله منذ متى كان قاسيًا لهذه الدرجة فهو حنون مع الجميع؟ الا زوجته فـرحـه ، فـرحـه اكتر انسانه تستحق حب وتقدير منه, كم احزنه كلماتها، انتبه لها عندما اخترقت اذنيه حروفها التي عانـقت الالـم علنيًا امامه وهي تقول بصوت حزين :
-مش رايده حاچه روح شوف مصالحك؟ اللي عاوزاه مش بترضى تجوله
ولكن الصدمه ان هو استجاب بل هو لا يقدر اصلًا على غير الاستجابة لطلبها شعرت فجاءه بيـده تسحبها له وهي تنكمش بين احضانه مغمغمة بصدمه, ليقربهـا منه اكثر حتى بات يغطيها بجسـده وهي تتشبث باحضانـه الدافئة تحسس جبينهـا برقـة وهو يثبت جبينه على شعرها المنسدل هامسًا بصوت شارد ماسور :
-انا اسف لسه زعلانه مني؟
لم تجيب عليه كانت في عالم اخر وما ان استوعبت انها بين احضانه بالفعل هتفت بصوت يكاد يسمع : هاه
كانت تنظر له بصمـت متعلقة بافكار في شباك اللاوعي وهو الاخر نظر علي عينيها كالمسحور حتي اشار لها وهو يخبرها بصوت واهن :
– باجول لك انتي رضيتي و سامحتيني اكده ولا لسه ؟
حركت كتفيها صعودا وهبوطا بلا مبالاة مصطنع وقالت بغرور زائف:
– لاه مش بطال؟
***
كانت جميله تجلس اعلي الفراش شاردة الذهن لكن انتبهت عندما دخل دياب يتطلع اليها بغموض ليقول متسائلا:
– يدك اخبارها ايه دلوج لسه بتوجعك
همست جـميـله بصوت منخفض: لا كويسة
-ممممم من ميتي وانتي بتشربي شاي يا چميله بجيلك كثير اهنه في الدار وعمري ما شفتك بتشرب شاي
قالت جميله بتلقائية واستغرب:
– شاي ايه انا عمري ما شربت شاي ولا بحبه ولا ..
صمتت وابتلعت ريقها بصعوبة وبتوتر فقد فهمت ما يقصد, رشقها بصوان قاسي من حدقتيه وهتف:
– ما تكملي سكتي ليه؟ طب اجولك اني بجي انك واحده كذابه والسبب في حريج يديك احلام عشان كانت بتتخانج معاكي ودلجت الميه السخنه من براد الشاي عليكي صوح
ثبتها مكانها لتزداد ريقها وتغمغم بتوتر:
– مش بظبط ه‍ـ؟
هدر دياب بعصبية مفرطة وغضب شديد منها وهو يقترب منها ليمسك ذراعيها بقوه لدرجه نهضت من علي الفراش :
– بس بجى كفايه كدب انتي ايه يا شيخه ما عندكيش دم ولا كرامه كيف تسمحي لواحده كيف دي تجل منك و تهينك بالشكل ديه لا وكومان تحرج يدك وكل ديه و ساكته واعرف بالصدفه من الخدم اللي في الدار طب ليه

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى