رواية بيت السلايف الفصل الثاني 2 بقلم خديجة السيد
رواية بيت السلايف الجزء الثاني
رواية بيت السلايف البارت الثاني
رواية بيت السلايف الحلقة الثانية
بــعــد مــرور ســت ســـنــوات
في داخل قصر عيسي الجبالي بينما كان الجميع في حركه غير عادية ليسود جو من البهجة والسرور والتوتر بين جميع ساكنيه استعدادا لاستقبال ذلك الغائب عن الوطن منذ اكثر من سـت سنوات من خارج بـلاد الـغـرب ليقرر اخير العودة والاستقرار و هو جـلال الجـبـالـي .
يركض طفل صغير يرتدي عبايه صعيديه وخلفه تنهج بانفاس الاهثه قائله:
– يا صالح ابوس يدج اجف وبطل چري تعبتني واياك و تعالي كل
توقف خلف طاولة الطعام يقول بعدم رضي:
– لاه يا فرحه مش رايد ما عحبش الواكل المسلوج
تقترب فرحه منه بلين لتقول بحنان :
-معلش المره ديه بس عشان زورك اللي تعبك
هز راسه هاتفا باشمئزاز ليقول بكدب :
– لاه انا بجيت زين خلاص انا اكلت اصلا مع ابويا الصبح
زمجرت بحده وحذر:
– وبعدين جولنا نبطل كدب انت كنت نايم اكلت ميتي بجى وبعدين وياك لازم تاكل عشان تاخد العلاچ
تنهد مجيب بحنق طفوليه حتي تشفق عليه وهو يقترب منها محاولة كسب طيبتها :
-يا فرحه بجي مش عحب الواكل المسلوج شوفيلي واكل تانيه
– انتي يا اللي اسمك فرحه سايبه الطبيخ على النار و رحتي فين البنته عيجهزوا لوحدهم جوه
قبل ان تجيب فـرحه على صالح لتسمع صوت صياح عديله التي اصبحت تجلس ولا تقدر علي السير مثل سابق مع كبر السن، فقد اعتادت فرحه عليها هذا لترد :
– انا اهنيه يا مرات عمي
لتقول عديله مبوخه اليها :
– اهنيه عتعملي ايه مش وراكي حاچات كتير چوه اچري يلا سعدي البنته في الطبخ وبطلي دلع و مرجعه عنديكي
هزت راسها بلا فائده لتنظر الي صالح الذي ابتسم باتساع حتي يهرب من الطعام :
– شايف يا سي صالح اديك چبتلي الحديد
ابتسم برضا لتقول بجدية مصطنع :
-بتضحك طب والله ما انا سايبك غير لما تاكل وتاخد الدواء كُمان
***
اشرقت الشمس نورها لتتسلل اشعتها الذهبية الدافئة وتستند على جفونه المنغلقة وهو نائما اغاظه الضوء المُسلّط عليه ليتململ على الفراش الراقد عليه بضيق ويرفع مرفقه ليحجب مقلتيه المنكمشة دون فائدة .
ولجت وهي تسير ببطء شديد وتنظر يمينها ويسارا حتي لا يراها احد جالت بعينيها لتجده نائم يمط بجسده العضلي العاري مغمض العينين، تاملته بحب واضح بعينها كم تتنمي ان يصبح لها في يوم ولكن هو دائما ما يتجاهلها، تعرف ان صعب المنال، لتقترب منه بهدوء بعد ان اغلقت الباب جيد وتتلمس صدره العاري فزفر بحنق متثائب دون النظر اليها معتقد زوجته :
– بس يا سلمى
– سلمي مين هي سلمى فاضيلك.. سلمى جاعده على التليفون زي عادتها
فتح ديـاب عينيه عندما استمع الي صوتها لينهض عن سريره سريعا وعندما راها قريبة الي هذا الحد هتف بسخط:
-انتي بتعملي ايه اهنيه
هتفت بلا مبالاة وبجحود ولا كانها زوجة اخيه :
-اصباح الخير يا حبيبي
نظر اليها بوجهه محتقن من شدة الغضب فقد كان كالبراكن الذى على وشك الانفجار باى لحظة انتفض من فعلتها : حبيبك مين يا مره يا مجنونه انتي اطلعي بره شكلك اتچنتي خالص هي حصلت عتخشي اوضتي اطلعي بره بدل ما هنادي على جوزك
اطلقت ضحكه بسخرية واثقه :
– چد ! طب مستني ايه ما تنادي يلا
امسك بذراعيها بحده ناظرا اليها بصمت عدة لحظات مروا عليه كالدهر، احكم قبضته عليها بقوة و عينيه تعصف بالغضب :
– هو انتي ما عندكيش حياء جوزك في الاوضه اللي چنبي ودخله اوضه اخوه عادي اكده انتي جنس ملتك ايه
اطبقت احلام على يده التي فوق ذراعيها بحنان قائله بحب تتمني تمتلكه :
– عشان عحبك انت و رايدك انت يا دياب انا عمري ما حبيت ضاحي وجبلت اتجوزو عشان ابجى جنبك حتى انت وقعت مع واحده مش عتحبك زيي ولا عتهتم بيك طلجها وانا اتطلج كُمان ونتجوز يا دياب !
نفض يدها عنه بنفور وهتف دياب بصوته الصارم الجاد:
– بعدي عني جسما بالله لو ما احترمتي نفسك يا احلام و شلتيني من دماغك لا تصرف تصرف امعاكي مش عيعجبك انتي مش جد غضبي
ابتسمت له هامسة مما اثار غضبه :
– حتى غضبك ديه برضه عحبه
لكنها اطلقت تاوه منخفض عندما نزلت قبضته القويه على وجهها بقوة متمتما جاززا على اسنانه بضيق لتقول بهدوء مصطنع :
– وماله مش بيجولوا ضرب الحبيب زي واكل الزبيب تسلملي يا غالي
***
وضعت حـياه يدها علي فمها وصرخت باعلي ما فيها لكن صرخه بلا صوت لم تريد احد ان يسمع صوتها و بالأخص ابنتها اسـيف استمرت بالصراخ والدموع تنهمر من عينيها بالم شديد فمنذ قليل جاء لها خبر زواج زوجها عليها من مكالمه مجهوله الهويه لا يهم من إرسالها لكن الاهم أنها بالفعل تاكدت بصوت وصوره من حقيقة زواجه بواحده اخري وشاهدته بنفسها كم كان سعيد .
سعلت بحشرجه قاسيه جعلتها تتاوه وتنزف دماء من فمها فهي مريضه بمرض خبيث ولا يعلم احد وتموت بالبطيء تتاوه بقوه والم شديد فتحت عينها بصعوبة شديدة تشعر بكل عظمها تتألم وبكل أنحاء جسدها تتسائل ايمكن النـهاية الآن .
سندات راسها بجزع بداخل غرفتها والباب مغلق عليها لتفكر فوراً في ابنتها الصغيرة لا يوجد احد يهتم بها غيرها وما مصيرها الان .!
ظلت تسعل وشعرت بانها ستختنق فقامت من مجلسها نحو الهاتف لتتصل بزوجها احمد السيوفي تستغيث بـه ولكن لم يرد عليها مثل كل مره أغمضت عينيها بـقهر وحسره ثم سمعت صوت طرقات علي الباب من ابنتها الصغيرة تبكي بحرقه قائله بخوف عليها فقد سمعت صوتها تتألم لكنها لم تستطيع النهوض إليها حتي فقدت الوعي :
– يـا ماما افتحي الباب بقي عشان خاطري .
-يـا سـت اسـيف .. يا سـت اسـيف اصـحى
شهقت بقوه وهي تنهض نصف جالسه وتنظر حولها بذعر بانفاس لاهثه بصعوبه لتهدئ قليلا عندما علمت بانه هذا الكابوس الملازم اليها منذ الطفوله حتى الان لتصرخ بغضب :
– خلاص صحيت بطلي خبط على الباب و غوري
ابتلعت الخادمه ريقها بتوتر لتنزل الي الأسفل سريعاً.
**
في منزل بسيط جدا في احد الاحياء الشعبية بالقاهرة نجد سيده كبيرة تجاوزت الاربعين تقطع حلقات البطاطس وامامها ابنها الكبير والوحيد يتحدث معها وهي تنظر اليه باهتمام بينما تحولت فجاه ملامحها باستنكار وحده :
-بتقول مراتك راحت فين يا موكوس
نظر حوله بخوف شديد متمتم بارتباك :
– يا ماما وطي صوتك لا حد يسمعك انا مش ناقص فضايح اكتر من كده بقولك جميله مصممه تروح تكشف عند دكتوره عشان تشوف تاخر الحمل من ايه وانا زهقت من زنها فوافقت تروح
تركت ما بيدها وعلقت بشده بغيظ :
– ما انت يا أهبل هتفضح نفسك لما تروح معاها عشان تكشف عند دكتوره دي
هتف محمد بغباء :
– طب وانا مالي ما هي اللي هتكشف مش انا
جزت على اسنانها بضيق من غباءه كانه طفل صغير امامها وليس شاب قد بلغ الـ 40 عاما : -ماشي لما تروح لي الدكتوره وتكشف عليها وما تلاقيش عندها حاجه تمنع الحمل هتطلب على طول جوزها عشان يكشف هو كمان
تسال بتراقب وخوف :
– ايـه وهي ممكن الدكتوره تعرف ان انا
زمجرت امه بعصبية :
– يا ابن الهبله ماهي دكتوره اكيد هتعرف اللي فيها مش شغلها .!
تنهد مجيب بحنق :
-يا ماما بطلي شتيمه بقى وانا كنت اعرف منين ما هي اللي فضلت تزن على دماغي
لتقول بسخرية :
– يا خيبت ابنك الوحيد . اعمل معاك ايه بس عارف البت دي لو عرفت حاجه مش هتسكت و هتفضحنا
ابتلع ريقه قائلا بذعر : معقول طب اعمل ايه ؟! شوفي لي حل ابوس ايدك يا ماما . هي خلاص كشفت ومستنيه النتيجه هتطلع بعد أسبوع
تنهدت بحيره تفكر بمكر حتي تنقذ ابنها :
-اسمعني كويس ما تخليهاش تروح تستلم النتيجه اتحجج انك هتروح تكشف انت كمان لما ترجع قولها ان العيب منها هي
ليقول محمد متسائلا بتوجس :
– طب ما هي ممكن تقرأ وتعرف الحقيقه
قالت بفروغ صبر وغضب:
– ما انت يا غبي هتأخذ الورق من الأساس ولا تروح المستشفى ولا حاجه قول لها كده بالبق النتيجه فهمت ولا لاء
هز راسه هاتفا بطاعه وتوتر :
– اه اه فهمت خلاص يا ماما حاضر.
***
بداخل فيلا احمد السويفي سحبت سيجارة من العلبه الخاصة بها لتجربها لاول مرة وهي تنظر الى خارج النافذة والعمال تحت يجهزون الحفله، ثم سحبت نفس بعد ان اشعلت النار بها لتدخل ثريا بصدمه:
-يا نهارك اسود انتي بتشربي سجاير يا اسيف ؟
اجابت بتعجرف وقح قبل ان تنظر لبرهة اليها بابتسامة صفراء خبيثة:
– في حاجه اسمها استئذان قبل ما تخشي الاوضه على حد ولا ما تعلمتهاش في بيت ابوكي ما انتي شكلك لسه ما تعودتيش على العز يا بنت بياعة البليله
نظرت لها ببرود متجاهلة كلامها وهمست بقصد:
-لا انا متعود عليه من زمان صحيح مامي كانت بتبيع بليله بس على الاقل دخلت جامعة مش كنت بيئه وصعديه و مش بتعرف تقرأ زي ناس
توقفت حروفها عن النفاذ لوهلة بعضه بحلقها التي تمنعها إنعقاد حاجبيها الرقيقين بضيق قبل أن تقول بحده :
– انتي قصدك ماما صح بس على الاقل برضه مش خطافه رجاله وبتكلم واحد كان متجوز ومخلف
جزت ثريا على اسنانها بضيق شديد لتحاول تخفي غضبها منها قائله بمكر:
– مش هتباركيلي يا اسيف النهارده عيد جوازنا انا واحمد الـ 17 سنه عقبالك يا حبيبتي لما تتجوزي واحد يحبك زي احمد حبيبي
هتفت اسيف بمكر يجوفه الكثير والكثير من التهكم:
-احب يمكن ! بس ابقى خطافه الرجاله لا.
تطلعت ثريا اليها بضيق شديد تمنت ان تشوه ملامحها وجهها الوسيمه الشامته لتلقنها درسا لا تٓنساه، ظلت صامتة دون ان تعطيها الجواب، تاففت بغضب لتخرج
أغمضت عينيها اسيف بـقـهـر لتنظر الي صورة امها اعلي الكومود فهمست بارتجاف حاولت بكل جهدها اخفاءه إلا انه دون فائدة:
– لو كنتي زمانك عايشه كنتي انتي دلوقتي اللي بتحتفلي بعيد جوازكم مش هي !
ثم همست بشرود وغل :
– بس ما تقلقيش هخدلك حقكٍ منهم واحد واحد
***
كان دياب ينظر الي المراه ويعدل عبائته وينظر بعيونه السوداء الكحيله بتركيز بينما اقتربت من الخلف زوجته سلمي بغنوه قائله :
-عانك اسعدك اني يا حبيبي
قاطعها باشارة من يده قائلا بانزعاج :
– انا عارف اساعد نفسي زين
لتقول باصرار:
– تؤ طب ليه ما اني اساعدك مش اني سلمي مراتك حبيبتك برضه
قال دياب بصوته الرجولي الخشن هاتف بثقة:
-رايده كام يا سلمى
سلمي بتوتر:
– تجصد ايه
دياب وهو يرجع جسده الي الخلف ويعدل من عبائته و عاقد حاجبيه بقوه وغضب :
– يعني وفري كل اللي بتعملي ديه و جولي رايده كام فلوس، و بلاها الحنيه اللي نزلت عليكي مره واحده ديه انا عارفك وحافظك زين يا سلمي
همست ببرود قائله:
-عاوزه 10,000 عشان اشتري شويه لبس وحـ…
اتاها صوت دياب وهو يهمس بصلابة حانية وهو يمد يده قائلا :
-هششش خلاص مش رايد اعرف عتعملي بيهم ايه اتفضلي
انفجرت شفتيها بسعادة وهي تاخذ المال منه ليهز راسه بخيبة امل منها ومن طمعها كم كره اللحظه واليوم الذي تزوج امرأه مثلها ، سارت نحوه ثم انحنت براسها وطبعت قبلة على خده وهمست بحب مصطنع :
متشكري جوي يا حبيبي
ابتعد عنها بنفور نظر لها ديـاب بضيق فرد عليها بصلابة و اشمئزاز منها و أردف :
جولتلك بعدي عني لازم تعرفي كل اللي بيني وبينك انتهى واللي مخليني سايبك على ذمتي لحد دلوج البنته وبس غير اكده كنت زماني طلجتك
جزت على اسنانها بضيق شديد منه لتهز راسها بابتسامة صفراء،صمت دياب بيأس منها وتنهد بهدوء، مرادفا وهو يرحل:
– خلي بالك من البنته زين سامعاني
****
كانت جميله تقف خلف حوض المطبخ تغسل الاطباق بتعب و ارهاق شديد و واضح على ملامحها، أغمضت عينيها بـقهر تتمنى ان تفقده نهائيا من ذاكرتها.. فقدت والدها و والدتها في حادث قطار وهي فـي سن 16 من عمرها . اللحظات تلك كانت امر واقسى ما مرّ عليها رؤيتها تصرخ… تصرخ من اعماق قلبها بطريقة مفجعة على فقدان اهلها والاصعب عليها ما حدث بعدها .
لم تكن لديها غير خالتها و زوج خالتها وابن خالتها محمد الذي تزوجته في عمر الـ 17 بعد سنه من فقدان اهلها ،كانت حياتها صعبه وقاسيه حقا، و ها هي الآن تمت العشرون عاما من عمرها و زوجها في الـ 40 عاما. ومر علي زوجها ثلاث سنوات من العذاب والقهر و الخذلان بكل قسوة تزوجته وهو اكبر منها
بـ 20 سنه.. اخرجتها خالتها من المدرسة و زوجتها ابنها محمد بحجت انه لا يجوز ان تجلس في المنزل بدون صفه صدمت من الحياه الزوجيه بعدها مع محمد لم تكن تعرف معنى الزواج من الأساس.
شخص سطحي اناني لايفكر بغير نفسه فقط، كم ملت من الحياه معه تريد تركه ولكن كيف واين تذهب، لم تعرف اهتمام او حب في حياتها مطلقاً ،لم تكن لديها الشجاعة لترفض هذه الزيجه من الاول، دائما تشعر انها كالدميه يحركها الجميع علي كيفه فليست الحياه صعبه مع زوجها فقط بلا مع خالتها ايضا ،تعمل لها كخادمه، لا تشعر بأنها صاحبة منزل فهي دائما تشعر بالضعف ، بالاخص بعد ان عرفت انها لا تنجب مثل ما اخبرها زوجها، اه كم كانت تريد ان تنجب طفل حتي يساعدها على تجاهل الياس والقهر الذي تعيش به ليل ونهار .
هتفت ام محمد بغضب كالعادة :
– يلا يا جميله وراكي ترويق وغسيل قد كده هتفضل اليوم بطوله عندك في طبقين .
أجابت وهي تتنهد بضعف :
– حاضر يا خالتي
***
في القاهره بشركه من احد شركات عائله عيسي الجبالي الخاصة باللحوم ويديرها زين الجبالي وزوجته نادين عز العمري أو من الأساس نادين عز العمري فقط ، هي من تعمل بها بجدية واهتمام من كل طرف يخص الشركه باكملها، فهي ناجحه جدا في عملها وتحب اعمال الهندسه والزراعة، والشركه من الأساس أصبح لها إسم من أجل تعبها هي.. عكس زين الجبالي لا يحب عمل الزراعة إطلاقاً رغم أنه خريج كلية زراعة لكن درسها لأجل أمه فقط !
وتصميمها هي وعيسى لأنها دائما تخاف ان يبتعدون الإخوة عن بعض ويخرجون عن اطار الزراعة، لكن لم يحب زين الزراعة فيوم ولا العمل في الشركه وحاول كثير ان يدخل كليه فنون جميله فهو يحب الرسم !
تذكر عندما جاء بعد نجاحه في الثانويه . حضنه عيسي بابتسامة عريضة :
– مبروك يا زين على نجاحك يا اخويا بكره ان شاء الله عجدملك في كليه زراعه
اجاب زين بتلعثم :
– بس اني يا اخويا مش رايد الكليه ديه اني رايد فنون جميله
عقدت عديله حاجبيها متسائلة بجهل :
-يعني ايه الكليه ديه يا عيسى بيشتغلوا بيها ايه يعني
تنهد عيسي بعدم رضا مجيب امه :
– رسم ياما ورج وجلم وشويه شخابيط وعيسموه فنان .!
شهقت عديله بعدم تصديق :
– ايه اللي انت رايدو ديه يا زين، مافيش الكليه ديه خالص وعتدخل زي اخواتك كليه زراعه !
آفاق من شروده زين على صوت العميل فهو الآن باجتماع مهم ونادين معه تشرح بجدية وذكاء ليسأل العميل زين متسائلا:
-على كده عاوزين نسبه اد ايه
انتبه زين له قائلاً بتوهان :
– هاه! خمسه في المئه تقريبا
شهقت نادين بغيظ منه ليقول العميل باستنكار :
-بضاعه بملايين عاوز فيها خمسة في الميه . ده انت على كده زبون لقطه
همهم العمال بضحك مكتوم مما اثار غضب زين لينهض قائلا بحده :
– ما تحترم نفسك انت في شركتي يعني ممكن اطردك بره .!
العميل بعدم مبالاة :
– وانت ركز شويه في الاجتماع
وقفت نادين تدخلت سريعاً لتحل كعادتها وحمحمت هاتفه:
-معلش يا فندم اكيد مش قصده انا هقول لحضرتك النسبه قد ايه .؟
نظر إليها باعجاب :
– هو في حد بيتكلم غيرك في الاجتماع ده انتي لولا وجودك كانت الشركه باظت من عدم تركيز البيه
حاولت تبتسم بامتنان لتهمس لزوجها :
– اقعد يا زين ما يصحش كده
جز علي اسنانه بغضب شديد ليخرج للخارج تنهدت بضيق شديد منه لتجلس وتكمل باقي الإجتماع.
***
جلست عائلة الجبالي تتجمع على الغذاء داخل الصالون يتوسط الجلسه عديله كعادتها و يسارها عيسي الجبالي و يجلس علي يمينه جلال بعد ترحيب شديد وحار من الجميع عـلى عودته و بجانب عديله فرحه و صالح، وكانت عديله ترسم اللامبالاة فوق وجهها من ثرثرة فرحه حول طعام عديله الخاص بحرص قائله كل حين :
-لاه ده ما عينفعش عشان الضغط، لاه ده ما عينفعش عشان السكر،لاه ده ما عينفعش عشان الدكتور مانعو
لتصيح بغضب وضيق :
– هو انتي يا بنتي حد مسلطك عليا ما تحوش مراتك عني يا عيسى
ابتسم عيسي بهدوء :
– في ايه ياما خايفه عليكي
نظرت لها عديله بضيق :
– خايفه عليا ولا شمتانه فيا عشان مش عارف اكل كل حاچه
اتسعت عيناها بدهشة قائله:
– انا برضه مرات عمي عشمت فيكي انا خايفة عليكي عشان ماتتعبيش
ابتسم جلال عليهم فدائما هم هكذا ، هتفت عديله بنفاذ صبر :
– خليكي في نفسك ،ثم تساءلت هو فين زين يا عيسى هو مش عارف انه اخو راچع النهارده
أجاب عيسي قائلاً مبتسماً :
– لسه ما جاش ياما
قالت هي بحنق :
-تلاقي مراته هي اللي مخلياه مش عاوز يچيء انا عارفه اللي خلاني اوافق يتجوزها بنت الوزير دي
هتفت فرحه بعتاب :
– نادين هو في حد طيب زيها، دي ولا بتهش ولا بتنش
لوت شفتيها بسخرية هاتفه:
– ايوه يا اختي ما انتم اتلميتو علي بعض
ليقول جلال بهدوء:
– الغايب حچته معاه يا ماما
نظرت اليه بدهشة وبعدم رضا:
– ماما ! هو انت رحت بلاد بره عشان تعوچلي بوجك كيف زين
اتسعت ابتسامة جلال قائلا بشقاوه :
– والله وحشني نقارك يا عديله لاه ما تخافيش اللغه الصعيدي لسه محافظ عليها
***
كان ديـاب حماد الجبالي يجثم على مقعده المخملي فشركه الصغيرة والمتوسطة بالصعيد مزارع فاكهه وخضروات يجلس بهيبته المعتادة وهو يتابع اعماله بكل بهدوء ودقة، وفجاة خرج من انهماكه بهذه الملفات والحسابات التي امامه على صوت الضجه من أجل الترحيب بعوده جلال الجبالي انزعج و تجاهل ما يحدث، متابعاً عمله بضيق جلي ويبعد الأفكار والماضي
تافف بحنق شديد ليضع يده السمراء على لحيته الناعمة يسرح مما حدث بالماضي، جفلت فجاه برعب من صوت أخيها الصارخ بغضب مخيف:
-اتچنتي يعني ايه اتجوزتي عيسي وانتي عارفه زين العداوه اللي ما بيننا على موضوع الأرض
انهمرت فـرحه دموعها رغما عنها وهي تهز راسها لكلا الجانبين برفض لقد حسم الامر! وتزوجت ماذا تفعل ولمن تلجأ؟! وهي خائفة بشدة نظرت الى دياب باستنجاد ليومئ براسه برفض وكانه يعلم ما يدور بعقل طفلته فهو من رباها لتهتف :
-يا دياب انا متجوزتش من ورائكم امك هي اللي طلبت اكده من عيسى وبعدين في حاچه مهمه لازم تعرفها موضوع الأرض ده كله على بعضه طلعت كذبه وطمع من امك
صاح ضاحي بصوته الرجولي الخشن بجنون وسخرية :
-الله من اولها بقيتي بتدافعي عن چوزك يا فرحه
همست بصوت خافت:
-اني مش بدافع عن حد يا ضاحي امك جالتلي اكده جبل ما تموت ولازم تصدجوها
ليقول ديـاب بصوت حاسم فمن الصعب يلين هذا القلب بسهولة :
– جصر الحديت لا تتطلجي من عيسى وتعيشي معانا يا بنت الناس اما ترمي نفسك لعايله عديله بس تنسي انك ليكي اخوات .
آفاق دياب من شروده بحزن عميق على اخته فـرحـه ،على صوت صلاح الخبيث :
-چلال رچع النهارده عندك خبر بكده
هز راسه بهدوء فهتف ضاحي بسخط:
– عمالين يحتفلوا بفلوسنا واد المركوب احنا هنفضل ساكتين لحد امتي يا دياب على حجنا
ابتسم صلاح بمكر ليقول لاستفزازه:
– سيبه يا ضاحي شكله اكده صرف نظر عن الموضوع من زمان
أردف ضاحي وهو يرمقه بحنق و بغضب:
-صوح الحديت ديه يا دياب
زمجر دياب بتهديد ليهمس بحده:
– من ميتي واني بسيب حجي يا عمي اني بس سيبهم يفرحوا وقريب عخلي فرحتهم ديه رماد !
تامل حدقتيه عينيه ولهيب الشر واضح بهم قائلا بابتسامة عريضة:
– اهو اكده تعجبني يا ابن حماد
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)