رواية بيت السلايف الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم خديجة السيد
رواية بيت السلايف الجزء الثاني والعشرون
رواية بيت السلايف البارت الثاني والعشرون
رواية بيت السلايف الحلقة الثانية والعشرون
لتتنفس الصعداء وهي تتمني داخلها بنجاح مخططها الثانيه للتخلص من جميله.
ابتسمت جميله بعفوية وهي تلعب مع الاطفال ثم اوقعت لعبه من يدها لتنزل براسها تاخذها وفي نفس الوقت اطلق الراجل الملثم عليها الرصاصة و انطلقت صرخة الاطفال برعب في حين شعرت جميله بذراعيها ينزف بالم برعب وهي تستمع الى أصوات الرصاص الذي يطلق عليها من كل جانب و يستهدف من الخارج لينهض الغفير بفزع اليهم يحمل سلاحه
بينما شعرت جميله وباقتراب الموت منها بشده فأغلقت عينيها تستسلم لمصيرها المظلم الذي ينتظرها .
***
وصل جلال واسيف بعد مده.. هبط جلال يفتح الباب السياره لها وتنهد بضيق وهو يرى ملامحها العابسه ليمسك يدها ويسيرون لمطعم جميل ترك يدها وشد الكرسي حتي تجلس وذهب ليجلس امامها وبعد عده دقائق وضع النادل اطباق طعام التي طلبها جلال وذهب لينظر اليها جلال بهدوء وقال:
-اسيف حبيبتي يلا عشان تاكلي
اسيف بضيق:
– انا قلت لك قبل ما ننزل ما ليش نفس بس انت اللي صممت
تنهد جلال مجيب بزعل:
– انتي لسه زعلانه مني
هزت راسها سريعا برفض قائله:
– انا مش زعلانه منك انت اللي زعلان مني يا جلال ومش عارفه ليه بس على العموم انا اسفه
امسك يدها بحنو قائلا:
– لا ما تقوليش كده يا حبيبتي انا مش زعلان منك
ابتسمت اسيف له علي لمسته قائله بحزن:
– امال بتبعد عني ليه
نظر اليها جلال عدة ثواني ثم قال بقلق:
– اسيف انتي ممكن تسيبني في يوم
اتسعت عينيها بشدة وقالت بلهفه:
-ايه اللي انت بتقوله ده يا جلال ، انا مستحيل
اعمل كده، انا ابعد عنك اكيد لا
هتف جلال بلهفه متسائلا بخوف:
– بجد يا اسيف بتقولي كده من قلبك ، عمرك في يوم ما هتندمي على جوازنا
اسيف بقهر:
-لا طبعا بس انت اللي بتبعد عني مش انا و ده اللي مضايقني و مزعلني منك
قبل يدها بعشق خالص وابتسم قائلا بسعاده:
– لا خلاص ما تضايقيش ولا تزعلي اوعدك من هنا ورايح مش هبعد عنك انا كمان يلا ناكل بقي
هزت راسها بالايجاب بفرحه وبدأوا في تناول الطعام ، ثم ذهبوا ركبت معه سيارته ليضع بعض اغاني مزيله لملامحها العابسه لتنسجم مع الاغنيه وتفاجا باسيف تغني بصوتها رقيق ناعم جدآ.
وبعد ربع ساعة اوقف جلال السيارة أمام الفندق لتهم بالترجل منها وهي تحمل اكياس الملابس التي اشتراها لها .
***
دلف عيسي الى الجناح بخطوات مرهقة جذب انظاره جلوس فرحه على الكنبة تحتضن جسدها بذراعيها ويبدو انها تبكي بصمت, رفعت عينيها بعد لحظات علي صوت خطوات قدمه لتظهر امامه منتفختين حمراوتين بشكل جعل قلبه ينبض بالم اقترب منها مسرعا واحاط وجهها بكفيه وهتف بنبرة جزعة :
– مالك يا فرحه بتعيطي ليه
هزت راسها بتوتر وقالت بصوت متحشرج : مفيش حاچه
اقترب اليها بحنان يمسح وجهها بانامله وهتف بجدية :
– فرحه انتي بجالك اسبوعين على اكده وكل مره تجولي لي حجه شكل فيكي ايه يا بت الناس اني مش حمل اللي انتي بتعمليه ديه لو كل ديه عشان موضوع اخوكي انـ..
قاطعته من وسط شهقاتها المتتالية :
– عيسي اني غلط غلطه كبيره جوي ، و رايداك تسامحني
عقد حاجبيه باستغراب وقال بقوة:
– غلطه ايه ديه
قالت بصوت باكي مرتجف بصدق :
– عجول لك بس بالله عليك ورحمه ابوك يا عيسى تسامحني وما تعملش حاچه تودي روحك في داهيه , بس مش جادره اسكت احساس الذنب بيموتني كل يوم
عيسي بصرامة وبريق شرس يلمع بين مقلتيه: اخلصي و جولي في ايه اني مش ناجص لت الحريم ديه ، عملتي ايه يا فرحه مخلياكي مش جادره تحطي عينك في عيني اكده
اخذت تنظر الى عينيه السوداوين بملامح خطيرة قبل أن تقول بصوت مرتجف:
– انا خرجت من وراك وجابلت ماهر
قد تسلط الشيطان امامه ونسيت من هو عيسي الجبالي وكيف يكون غضبه الذي لا قبل للرجال به, فهو كالبركان ما ان ينفجر لا يبقى ولا يذ ليرد بهدوء خطير :
– كملي مينفعش تجي اهنه وتسكتي متخليش مخي يروح ويودي
صمتت فرحه في ذعر بينما اقترب عيسي و مد يده ليقبض على راسها فسقط وشاحها جانباً بينما تتاوهت بألم وهو يقول بصياح وغضب جعل اوداجه تنتفخ وبشدة وقد نسي من فرحه وطاهرتها لكن غيرته كرجل صعيدي يصعب توقفها:
-انــــطـــجـــي
***
بعد مرور ساعتين
ترجل دياب من سيارته بخوف للمستشفي سريعا ودلف الإستقبال يسال عن زوجته وعلم مكان الغرفه وذهب اليها
تقدم دياب من الغرفه ولاحظ الدكتوره ليقول بصرامة:
– مراتي چميله حصلها ايه
هتفت الدكتوره وقالت بهدوء:
– اطمن حضرتك ده مجرد خدش رصاص في ذراعها و عالجنها
تقدم دياب بتعجل دون ان يجيبها وتوجه الى داخل الغرفه وهو يكاد يركض ليجد سيده في اواخر الاربعينيات ذات بنيه قويه تجلس على مقعد مريح بجانب الفراش تنهد دياب وهو ينظر بارتياح الى الفراش الممتدة فوقه زوجته وحبيبته جميله الغارقه في النوم بفعل المخدر التي اعطاته اليها الطبيبة
وقفت السيده باحترام في حين توجه دياب اليها وهو يقول بقلق:
-چميله .. چميله
تقدم بفزع وهو يجلس على الفراش بجانب جميله الغارقه في النوم ثم مال عليها يرفعها بين زراعيه بشوق وتوتر ويده تضمها اليه بخوف وهو يقبل اعلى راسها ويضمها اليه بحمايه ليقول بصوت مخنوق من شدة التأثير:
– چميله حبيبتي ما بترديش عليا ليه ايه اللي حصل لك يا جلبي واني بعيد عنك
دخلت الدكتوره وقالت :
– ما تقلقش انا اديتها مخدر عشان اعرف اخيط الجرح دلوقتي هتفوق
ابتسمت الممرضة بخجل عليه وفتحت جميله عينيها ببطء وهى تهتف باسم دياب بخوف , عاودت غلق عينيها وهى مازالت تتمتم باسمه شعرت بمن يربت على راسها بحنان ففتحت عينيها فطالعها اول شئ وجه الممرضة ابتسمت لها قائلة:
-حمد لله على سلامتك
رفع دياب وجهها الملطخ بالدموع الجافه يتاملها بعشق وشفتيه تمر بلهفه على وجهها:
– چميله.. حبيبتي انتي زينه حجك عليا اني كنت بعيد عنك وانتي تعبانه
حاولت التركيز لتقول بتعب وارهاق:
– انا كويسه
تنهد دياب بارتياح وقال بصوت خافت وهادئ:
-الحمد لله .. الحمد لله
ثم تطلع حوله حمحم وابتعد عنها باحراج وقال : الحمد لله
ابتسمت الدكتوره وقالت بهدوء: انا بلغت الظابط وهيجي كمان شويه يحقك
معاكم المدام اتضربت بطلق ناري وكمان ممكن لقدر الله كان حصل لها حاجه
انتبه دياب علي حديثه الطبيبة نظر لها بحدة قائلا بغضب:
– اضربت برصاصه انتي بتجولي ايه يا دكتوره مين ديه اللي كان رايد يجتل چميله هي ما لهاش اعداء اصلا و بلدها القاهره حتي مين ديه اللي يجدر يهوب ناحيه حد من عائلتي ديه اني كنت نسفته من علي وش الدنيا
قالت الدكتورة:
– يا استاذ اهدي واللي حضرتك بتقولي مش هيحل حاجه الاحسن لو شاكين في حد تقول للظابط وهو يتصرف ومش شرط حد عاوز يقتلها هي.. ممكن كان يقصدك انت
وهنا صمت دياب لحظه يفكر بعدم تصديق في عيسي هل من الممكن أنه هو من ضرب جميله حتي ينتقم منه لاجل ما فعله في الارض هتف بعدم استيعاب وصدمه:
-معجول عيسي
_____________________
كان يجلس ماهر بضيق مكتوم وهو يتذكر تفاصيل مشاحنه مع دياب، دلف دياب وهو يبحث بعينيه عنه الى ان وجد ماهر جالسا على الأريكة و يتطلع امامه ببرود فاقترب منه قائلا بغضب:
– اه يا حيوان
انتفض ماهر وهو ينظر له بصدمة فلكمه دياب فترنح للخلف ساقطا على الاريكة ,هم دياب بلكمة مجددا فمنعه صلاح والده قائلا بجدية:
– خبر ايه يا دياب بتضرب ابن عمك ليه
لم يجيب بل كان ينظر لماهر بغضب شديد, امسك دياب بياقة قميصه قائلا بغضب شديد وهو يرفعه من جلسته:
-اسمعني زين ياض انت من غير لت وعجن كتير هي كلمه واحده، لا ديه تحذير كومان لو هوبت ناحيه فرحه ثاني لاكون كاسر رچلك الاثنين وسط الخلج كلاتهم
ابعد ماهر يديه قائلا بغضب وهو يعتدل فى وقفته: ايه مالك داخل اكده ليه انا عملت لك حاجه ولا جيت جنبك ولا جنب اختك ما انا قلتلك هي اللي …
هم دياب بلكمة فمنع نفسه علي اخر لحظه قائلا بشراسة:
-اخرس يا كلب يـ* اني اكذب الدنيا كلاتها ولا اصدج حاچه علي خيتي انت اللي تربيتك زباله و واحد ابن الـ** وما تعرفش يعني ايه اصول
ثم نظر الى صلاح بحذر وقال بحده:
– ابجي علم ابنك الاصول وربي يا صلاح بيه من اول وچديد بدل ما انت ملهى في جمع الفلوس والمخططات اللي بتعملها ليل ونهار
ابتلع ريقه صلاح قائلا بتوتر:
– ما اني مش فاهم هو عمل لك ايه بس ما انت لو تجول لي وانـ
قاطعه دياب بلهجة حادة وأمر:
– اني مش جاي اتحدد كثير لان اللي زيك ما يستاهلش العتاب بس جسما بالله يا ماهر لو عرفت انك كلمت فرحه ثاني ولا فكرت بس تهوب ناحيتها لا عجلب عليك واني جلبتي وحشه يا ماهر حتى اسال ابوك
نظر ماهر بغضب مكتوم وهز راسه عدة مرات صلاح بخوف حتي رحل دياب للخارج ليقول صلاح بحده:
– في ايه انت عملت ايه بالظبط
ابتسم ماهر بخبث وهو يقص علي والده ما فعله مما جعل والده يطالعه بدهشة ومكر قائلا بضحك:
-يا ابن اللذين ديه انت طلعت دماغك شيطان كيف ابوك بالظبط
***
صمتت فرحه في ذعر بينما اقترب عيسي و مد يده ليقبض على راسها فسقط وشاحها جانباً بينما تتاوهت بألم وهو يقول بصياح وغضب جعل اوداجه تنتفخ وبشدة وقد نسي من فرحه وطاهرتها لكن غيرته كرجل صعيدي يصعب توقفها:
-انــــطـــجـــي
نظرت اليه فرحه وقد غرقت معالم وجهها في دموعها المنهارة ليكمل بعدم تصديق قائلا بحده: انتي واعية للي جولتيه ديه فاهمه معناه ايه لما تروحي تجابلي راچل من ورا جوزك لاه وكمان يكون الراچل ديه ابن عمك وطليجك
هزت راسها بسرعة وقالت بخوف محاولا التحدث :
-ااا عـ عيسى لاه اوعي تفهم اكده
ابتسم من زاويه فمه ساخره ليقول بين غضب واسى:
– امال ايه هو الصوح يا بت عمي ايه لساتك بتفكري فيه وحنيتي للجديم ما عاوزاش تنسى اللي فضلها عليكي وراح اتجوزها من وراكي عشان مش بتخلفي
نظرت إليه بمرارة فهذه اول مرة يعايرها بعدم الإنجاب في حياته ولاول مرة تري قسوته اقتربت منه حتي تحاول التحدث لكن دفعها بقوة جانبا, كأنه لا يري امامه سوى الغضب والغيره فقط
فرحه بشهقة عالية:
-انت بتجول ايه يا عيسى, اني مستحيل ابص لغيرك
عيسي بصرامة وبريق شرس يلمع بين مقلتيه:
-سنين واني شايل جوايا ومعبِّي, واجول خلاص يا واد احنا ولاد انهارده, فرحه ما لهاش ذنب بللي بيعملوا اخواتها, فرحه اكيد نسيت ماهر ومش في عجلها, سنين واني كاتم جوايا, فكرك مش شايفك واحده من عيله حماد الجبالي اللي ابوها اتفج مع عمي صلاح علي ابوي عشان ياخذ منه شجى عمره وارجع اجول فرحه ملهاش ذنب في اللي بيعمله دياب وكان اخرها حرج الارض و كان هيكون السبب في موتي
ليصرخ عاليا:
– لكن توصل بيكي انك ما تعمليش جيمه وتكسري عيني يبجى لاه ادفنك مُطرحك ولا انك تكوني سبب في اني احط راسي في الطين على اخر الزمن لاه ومن فُجرك راحه لي وكومان برجليك
شعرت وكان عده طعنات شقت قلبها بجرح عميق بداخلها, لم تصدق فرحه ما سمعته اذنيها, هل الذي امامها ذلك عيسي الذي احببته, فجاه تغيرت صورة فرحه في نظره هو ذلك الرجل التي كانت تسيّرها رهبتها القويه, لم تسال نفسها هذا الصامد ما شكل جبروته وغضبه عندما يشتعل,كانت طوال الوقت تخشى وتهابه لشخصيته القوية, لكن عندما تزوجته لم تري اي غضب ولا اهانه بلا كان طيب متصالح مع ذاته وعاقل ذو صفات طيبه والتي اكتسبتها منه ،هو الدائم الابتسام والطيبة, لذلك كان عيسي هو فتى احلامها, بينما الذي امامها صورة مطابقة منه لكن ليس هو عيسي
ارتمت هي اسفل قدميه وقالت وهي لا تتصور ان تخلو حياتها من عيسي, فهذا رجلها وحبيبها قبل ان يكون ابن عمها هتفت برجاء:
– جسما بالله ويمين تلاته ان عمري ما اتحدت مع ماهر واصل, بعد جوازي منك غيرشي هو اليوم دِيه مره واحده, انت مخبرش اني كنت راحه ليه اصلا ليه هو كان بيتصل بيا كثير بس اني عمري ما كنت برد عليه عشان باحبك يا عيسي وانت مالي عيني, اني اللي خلاني اروحله لما اتصل بيا وضحك عليا وجالي معايا فيديو مصوره لابوه وهو بيعترف ان الارض بتاعتك انت واخواتك, اني اما صدجت عشان الخلاف اللي ما بينكم يروح وترجعوا كيف زمان انت و دياب بس احلفلك على مصحف اني من وجت ما بجيت مرتك على سنة الله ورسوله عمري ما فكرت في غيرك واصل, اني مش خاينه يا عيسى, مش خاينه يا ولد عمي
جذب بعنف يده بعيدا ونظر بشراسة اليها متسائلا:
– هو كومان كان بيتصل بيكي من ورايا ديه انتي شكلك ملبساني العامه من زمان يا فرحه جابلتي فين وكام مره
هبطت دموعها تغسل عينيها الى الاسفل خدها لتقول بمرارة:
– بس يا عيسي ما تجولش الحديد ديه اني مش اكده وانت خابرني زين اني بس اللي السكينه سرجتني و اتسرعت وفكرت من غير عجل
كان يشعر بها، بتمزقها و يشعر بكل شيء تمر به ولكن لم يجيب بل كان هو من يجرح مشاعرها و يؤلم احساسها اكثر
جز علي اسنانه بعنف هاتفا بعصبية مفرطة:
– مش دي الاجابه اللي مستنيها كنت بتجابليه فين يا فرحه
نظرت له بياس واجابته بمرارة :
– هي مره واحده بس طوعته ورحت اجابله عشانك انت واخوي تتصالحوا وجابلته في مكان عام في الشارع عند جبله الترعه واول ما حسيت من حديته بيلاوع مشيت وسبته على طول حتى اسال دياب ، هو شافني واني معاه و زعجلي برده
نظر اليها بعدم تصديق واشاح بعينيه بعيدا, فانحنت على يده تقبلها وهي تغسلها بدموعها هاتفة:
– احب على يدك تصدجني, صدجني وسامحني, اني طول عشرتي امعاك زعلتك مني واصل, كل اللي كنت بتجول عليه كنت بنفّذه بالحرف الواحد, ربيتلك ابنك على انه ابني وكنت راضيه, اني خابره ان اني غلطانه واعمل ما بدالك فيا مش عجول لك لاه بس لاه متوجعنيش وتكسرني اكده, ما جدراشي يا عيسي, إلا تيجي منك انت افهمني
قال بقسوة واستهزاء:
– هي كومان فيها دياب ، وليه جيتي على نفسك وحكيتلي ما كنتي كملتيها من ورايا و غفلتني اكثر كان بيتحدد امعاكي من ميتى
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة و تزال راكعة على ركبتيها امامه وتحدثت بتلعثم واضح:
-يوم ما دخلت المشفى بس اني جفلت السكه في وشه والله العظيم ورحمه ابويا وامي هو ديه اللي حصل
هز رأسه باسى واسف, وهو يردف بغضب:
-اخر حاچه كنت اتوقعها تيجي منك انتي يا فرحه
نهضت بصعوبة من الاجهاد والتوتر النفسي لتقول بترجي مرير:
– غلطت وانت طول عمرك جلبك ابيض وبتسامح سامحني يا عيسى اغفرلي احلفلك بالله انه ما في حاچة في بالي من الحديت الجديم دِيه, اني بحبك جوي يا عيسي يمكن اكون زودتها لما رحت لي ماهر ااا بس انا اهو جدامك وبجول لك حجك عليا
رفع راسه ناظرا اليها ليرد بحدة:
– بسامح في اللي يستاهل يا فرحه مش لما يكون الغلط راكبك من ساسِك لراسك
نظرت بيأس وقالت فرحه بمرارة:
– واني ما استاهلش منك تسامحني يا عيسى جي عليا بالجوي اكده ليه يا ابن عمي
نظر اليها بغضب وجذب يده من بين يدها وهو يزفر بضيق شديد ليرحل للخارج دون اجابه لتسقط ارض وهي تسدل عينيها الى الاسفل بانكسار موجوع لتدخل في نوبه بكاء مرير
***
بعد منتصف الليل في ايطاليا ينظر نحو السقف غرفه الفندق و الهواء العليل يحرك الستائر والقمر يسقط شعاعه علي الغرفه وعلي صدره تنام المراه التي جعلت قلبه ينبض من جديد ،اسيف كانت نائمه بهدوء واصوات تنفسها منتظمة وشعرها البني الحرير مبعثر خلفها واعلي صدره
تاملها جلال علي ضوء القمر بحب لا يصدق حتي الان انها اصبحت اخيرا زوجته ولاول مرة في حياه يشعر بالسعادة، كانت غائبه عنه وكان يظن انه سوف يظل حزينا شاردا ضائعا ولكن اصبحت حبيبته طول العمر وبين يده الان امسك بيدها يقبلها بعشق جارف وهو يتذكر تفاصيل ما حدث بينهما منذ قليل
بعد ان اوصل جلال اسيف الي الفندق وحمل معها شنط الملابس الذي اشتراها لها منذ قليل استأذنت اسيف لترتيب وتنظيم الخزائن هز جلال راسه مبتسم و دلف الي الشرفه يعمل كم اتصال الي الصعيد يتصل على المنزل يحادث والدته ويطمئن علي الجميع. وعندما انتهى من محادثة والدته دلف يبحث عن اسيف وهو ينده عليها عدة مرات ولم تجيب
– اسيف بتعملي ايه ده كـ ..
قالها وهو يفتح باب الغرفه ابتلع كلماته ما ان وقعت انظاره علي اسيف تقف بثوب احمر من الساتان المزين كان يبدو أنها تبدل ملابسها كانت امامه شبه عاريه بذلك القميص القصيرة يظهر جسدها الذي لامس الارض, بشعرها القصيرة نسبه و وجهها المزين بحمره الخجل وحمره شفتيها المخمليه الكريز, جعلته يبتلع ريقه بجفاف حلقه وهي تجرفه لمشاعر كان قد كتمها منذ اول يوم زواج مراعاه حالتها ولكن الان تقف امامه بابتسامة خجوله تهتف بحياء:
– كنت عاوز حاجه بتـ ..
لم تكاد تكمل كلماتها حتي تفاجات به يهم بها ليكمل باقي زواجهما يشعر لاول مره كما تمني, اشتهي طول ايام واسابيع وشهور يسكت شوق وجوعه بقبلات متتاليه ولمسات اذهبت عنه هموم ايام وطول ليالي. يمنح زوجته لذه وشعورا غريبا استحقته بجدراه حتي هي لم تبخل عليه لتغدق عليه بانوثتها وتطربه بصوتها الناعم العذاب، كانت حقا تمتلك شعور غريبا تجاه ليس كسحر لكن كحقيقة
لذلك استسلمت له دون مقاومه حتي هو شعر بذلك انها لا تمانع لذلك اقترب هذه المره دون تراجع ، لينتهي به الأمر مستلقيا على ظهره وزوجته تتوسط صدره بخجل شديد تشعر بشفاه علي جبهتها وانفاسه الذكية تداعب وجهها .
تنهد جلال مبتسماً بعشق وكأنه امتلك العالم واصبحوا زوجان ، زوجان عاشقان .
***
– مـــاهــــر مـــاهــــر انت فين أطلع بره لو راچل مـــاهــــر
قالها بصراخ كبير وخرج ماهر باستغراب بالفعل حينها اقترب من عيسي وتفاجئ عندما جذبه بعنف من ياقه قميصه وهو يصرخ فيه بجنون :
– كيف تسمح لنفسك تجرب على واحده متجوزه الظاهر ابوك من كثر ما هو مشغول سابك لتربيه الشوارع والنتيجه اهي طلعت واحد ما عندوش نخوه ولا دم يبلف على الحريم من وراء رجالتهم ،ده انا هشرب من دمك دلوج
نظر اليه ماهر بغضب و صراخه الذي ارعبه فعليًا لكن تشجع رغما خوفه ليقول بسخرية :
– مش ممكن تكون هي اللي جاءت لي بمزاجها لما زهقت منك اصلك بصراحه يا عيسى شكلك مش من النوع اللي بيفضلوا الستات مره واحده تموت متعمرش معاك والثانيه تحن لجوزها الاولاني
ليكمل ببرود غير عابئ بالنار التي تشتعل امامه:
– وحسيت انها غتسرعت ونفسها تسيبك و ترجع للحب القديم يبقى ما تجيبهاش فيا بقى انت اللي مش مالي عينيهم
اتسعت عيناه عيسي بذهـول وهو يحدق بعيناه التي تفيض غلا وشراسة وغيرة ،
ليقترب بوجهه امامه ناظر بعينه بقوه ارعبته وهو يرفع راسه بشموخ :
-طب وليه ما تجولش انهم بيسبوك عشان انت مش راچل اصلا في نظرهم
احمرت عيناه ماهر بغضب شديد وقال:
-مين ده اللي مش راجل يا***
ولكنه لم يكمل وبدا عيسي وهو يدفعه بجسده نحو الحائط بقسوة حتى عاجله بلكمة عنيفة جعلت ماهر يرتد للخلف بقوة ليقع من المفاجاة ليظل عيسي يضربه بحركات عشوائية تعبر عن غله الذي يحتجزه بحاجز من الثبات، فظل يزمجر بجنون وكانه انفجر،وهو يردد بصوت كان كالسياط تجلده :
-هجتلك يا ابن الـ** هجتلك
فساله ماهر بنبرة مستفزة مبتسمًا لاهثه من الضرب :
– ايه شكلك مضايق ايوه هي قالتها لك في وشك مش عاوزك خلي بقي عندك دم وطلقها هي كانت ليا من الاول وهترجعي ليا يا عيسى
ازداد جنون عيسي الذي ازدادت ضرباته عنفًا فيه وبالرغم من الالم الذي حط بجسد ماهر الذي ارتمى ارضًا من كثرة ضربات عيسى الا ان ابتسامة مستفزه علي وجهه،استمر بضربه في اماكن متفرقة في جسده وكانه مع كل ضربة يقتل خلية من خلايا كرهه له ولعائلته
و لولا الحظ دلف صلاح من الباب فكان في الخارج ليفزع من منظر ابنه وعيسى يعتلي بضربه مبرح. كاد أن يفقد وعيه فعليًا ولم يتركه حتى جاء صلاح يبعده عنه بصعوبة
***
في منزل دياب
اسند دياب جميله اعلي الفراش قائلا بجدية: -سمعتي حديد الدكتوره اياكي تتحركي وهي عتعدي عليكي بعد يومين تشوف الجرح
هزت راسها بمعني بنعم لتقول بضيق متعب: -خلاص يا دياب قلتلي يجي عشر مرات واحنا جايين في الطريق حاضر مش هتحرك وانت ما تخافش اوي كده انا كويسه
نظر اليها بغضب مكتوم ليقول بحزن:
– عارفه الرصاص بس لو كانت جت في مكان ثانى غير ذراعك كان ممكن ايه اللي يحصل الحمد لله على كل شيء
ليكمل تابع بتوعيد:
– بس جسما بالله ما عارحم اللي عمل اكده
– مش اللي انت بتفكر فيه يا دياب
قالتها جميله بجدية فقد سمعت حديثه في المستشفى لتكمل قائله:
– بلاش تظلم حد يا دياب وانت مش متاكد وبعدين ايه اللي يخلي عيسي جوز فرحه يعمل كده بس
اجاب دياب بحده:
– عشان موضوع الارض اللي حرجته بينتجم منى فيكي اكيد
تنهدت بضيق قائله وهي تحاول جذب انتباهه عن الحقيقة حتي لا يتهور:
– طب لو نفترض كلامك صح ، ايه اللي يخليه يسكت المده دي كلها ، موضوع الارض ده عده عليه شهور ما كان عمل كده من بدري
لوي شفته بسخرية هاتفا بغضب:
– ما تبجيش طيبه اكده يا چميله بزياده جايز يكون كان بيخطط ومتربص ليكي عشان يختار الوجت الصوح ويعمل عملته كيف ما يكون كان مراجبنا ومستني اليوم والوجت اللي مش موچود فيه في الدار وبعدين لو مش هو مين غيره هيكون رايد يؤذيكي
هزت كتفها بعدم معرفه لتقول يتعب:
-ما اعرفش والله يا دياب انا بجد ما شفتش حد انا كنت مشغوله مع الاولاد بلعب معاهم وفجاة سمعت صوت صريخ الاولاد وحسيت بوجع بدراعي الحمد لله انها جت سليمه بس عشان خاطري بلاش تتهور قبل ما تتاكد حتي
وقبل ان يجيب عليها سمعت صوت هاتفه ليجيب ليسمع صوت فرحه تقول وسط شهقاتها:
– ورحمه ابوك وامك لا تلحج عيسى يا دياب اني جلتله على كل حاچه عن موضوع ماهر وهو راحله دلوج الحج ليموته ويودي نفسه في داهيه
***
اتق شر الحليم اذا غضب.. فتصرفه بالسكوت والمسامحة يدل على قدرته على التحكم في نفسه وفي غضبه الى حد معين ولكن ان ازداد عن ذلك فمن الطبيعي ان يغضب حتي الغضب قليلا علي ما يشعر به الان عـيسي
كذب وخداع، كراهيه وحقد وغيره ..خذلان كل تلك الصفات يشعر بها لا يصدق حتي الان ما فعلته فرحه به اتذهب الي رجل غريب عنها والاصعب كان طليقها في يوم مهما كانت الظروف والاسباب لا يرى غير تلك الاسباب وانها اخطات خطا كبير لا يستطيع الغفران
ذهابها مع شخص ما يشعل بريق الغضب في عيناه وتبرز عروق عنقه بشكل مخيف واشتد يده على شكل قبضة مُعدًّا نفسه للهجوم على اي من يكون ثم سار نحوها كالصقر الذي يحلق نحو فريسته بلا تفكير الي ماهر حتي يصب غضبه قليلا لكن ذلك حتي لا يخمد النار التي تشتعل داخله
– عيسي
قالها دياب بجمود لا يعكس ولا يعبر عما كان عليه قبل قليل منه تجاهه، لكن ذهب سريعا اليه عندما سمع بكاء فرحه و ذهابه الي ماهر ومن الممكن ان يقتله ، هو كان سوف يذهب اليه ليعرف هل هو من ضرب جميله بطلق ناري ام لا، تطلع عيسي ببرود يخفي خلفه الحمم البركانية المتقدة بثناياه تابعه وهو يخرج من السيارة بثبات كان يقودها سريعا حتي يلحقه قبل أن يتهور لكن نظر الي الدماء التي بيديه ليعرف بان ذهب اليه وانتهي الامر
– موته ولا لسه
قالها دياب بسخرية, ليفهم عيسي عن من يتحدث ليقول بجمود:
-فارج معاك جوي لسه عايش ولا ميت ما صحيح مين غيره هو و ابوه اللي هيخطط ليك مره تولع في الارض وتجتل و تحرض واحده متجوزه على جوزها لحد ما اطلجها وترجع لابن عمك من ثاني هو ديه بجي كان الاتفاج اللي ما بينكم
نظر دياب بقوة ثم صاح يساله مستنكرًا :
– ليه شايفني مش راچل عشان اتفج على حاچه كيف ديه معاهم ،وبعدين لما انت اكده عامل فيها شيخ منصر و مابتغلطش مش لما تعوز تاخد تارك برده تأخذه من رچاله مش من حريم
عقد حاجبيه متسائلا بحده:
-وضح حديدك تجصد ايه
نظر اليه بحده متسائلا بخشونة:
– عسالك سؤال يا عيسى وخابر زين انك لو طلعت انت اللي عملتها مش عتكذب وهتمشي تفتخر انك عملت اكده انت اللي ضربت چميله مراتي بالنار وكانت هتموت لولا ستر ربنا
ابتسم بقوه عيسي وهتف بصوته الصارم الجاد: اديك جولتها لو عملت هامشي افتخر بكده
وارتفعت شفتيه الى الجانب بسخرية قائلا:
– الظاهر اكده اعدائك بجوا كثير يا دياب ابجى خلي بالك من نفسك واهل بيتك
جز علي اسنانه بعنف هاتفا بعصبية مفرطة:
– يعني مش انت يا عيسي اللي ضربت مراتي بالنار
اشتعلت النيران باوداجه فجاه فجاهد على كبت غضبه ليحل مكانه البرود المثلج وهو يغمغم:
– اني عمري ما كانت نيتي الانتجام ولا اخد طار من حد بس الحديد ديه كان مش دلوج
تساءل بضيق ليزمجر بعصبية:
– يعني ايه
انكمشت حدقتيه بغضب مخيف وطفح الكيل به من سكوته و مسامحته عن الجميع , ليقول بتهديد مُثبتا نظراته الشرسة بمقلتيه:
– يعني من اهنه ورايح مش عاسكت لاي حد على اي حاچه يعملها معااااايا ومهما كان مــيــــن وبذات انت يا دياب رصيدك عندي من الانتجام عالي جوي ولازمنا ارد لك كل حاچه عملتها معايا زمان يا دياب
قبض دياب على يده بقسوة ثم زمجر باهتياج قائلا:
-هات اخرك يا عيسي وريني عتعمل معايا ايه
ارتفع حاجبه الى الاعلى بسخرية تامة ليحدق به بشراسة مرعبة قائلا:
-ثمن اللي انت عملته فيا يا دياب هيدفعه غيرك واختك هي اللي هتدفع تمن اخطائك وغبائك علي انك صدجت في يوم ان الارض بتاعتك كنت بحامي زمان وبسامح على حجي لكن دلوج جي وجت الحساب
امسكه دياب من تلابيبه يزمجر فيه بجنون وكانه سيرتكب جريمة حتمًا :
– وانت مالك ومال فرحه حسابك معايا اني يا عيسى
امسك يده بعنف عيسي يهدر بغضب :
-ما هي غلطه هي كومان ولازم تتحاسب مش راحت تجابل ماهر من ورايا من غير ما ترجع لي ولا تعمل لي حساب المفروض انت لو راچل فعلا تحسبها على عملتها .
دياب بانفعال:
– هتستجوي على حريم علي اخر الزمن يا عيسى
ثم اخذ نفس عميق بضيق قائلا:
– طب طلجها او سيبها اني اربيها و احاسبها على غلطتها ، انما اوعي تفكر يا عيسى تمد يدك عليها ولا تعملها حاچه واسكتلك هي اصلا لما كانت بتتحدد معايا عشان اجي الحجك كانت معيطة يعني شكلك عملت لها حاچه
اشتعل غضبا من سيطرته المهيمنة وهتف بنبرة تشع تملكا:
– ما لكش صالح مراتي واني اعرف اربيها زين
صاح بنبرة عاليه:
– ودي أختي يا عيسى
تطلع فيه بجمود وقال بنبرة حادة :
-تصدج صوح كيف محسبتهاش اكده فرحه فعلا خيتك وخيت ضاحي و ابوها عمي حماد المحترم اللي راح يلعب علي ابوي هو وعمي صلاح عشان ينصبوا علي ابوي يبجي كيف ما لهاش ذنب بس اوعدك من اهنه ورايح يا دياب هي اللي هتشيل شيلتكم كلكم واحد واحد
ليفقد السيطرة دياب و بدا يضربه بعنف ويكرر سؤاله بلا توقف يهاجمه :
-هطلجها يا عيسى
عيسي يسحبه من ملابسه بعنف وهو يصرخ فيه هو الآخر :
– مش هطلجها يا دياب
***
اقتربت لتهمس له في أذنه تداعب عنقه بانفاسها: الفطار بقي جاهز مش عاوز تفطر معايا
رمش عيونه جلال ببطء عندما شعر بانفاسها وخصلات شعرها الناعمة علي بشرته ليستمتع بها ملتزما الصمت لأنها لمست وجنته بشفاهها لتطبع قبله ناعمه كانت اجمل ما قد يتلقاه في الصباح ، تكتسح ملامح وجهه ابتسامه عريضه ليقول ببحه رجوليه ناعسه:
– خايف افتح عيني اكون بحلم كل ده
اتسعت ابتسامتها هي ايضا تجيب:
– تؤ مش حلم دي حقيقيه
فتح عينيه ليجده ملامحها السعيدة، ليتأملها قائلا بشرود:
– خايف اتعود على الوضع ده
هزت كتفها بهدوء واجابت ببساطة:
– طب ما تتعود على كده فين المشكلة
اعتدل اليها وتلقاها ذراعه يحتضنها بعشق شديد وهو يمرر يده على جسدها يطمئن نفسه قبلها ثم قبل اعلى راسها وهو يقول:
– معني كلامك مش هتمشي وتسيبيني
احتضنته اسيف اليها بشده وهي وضعت يدها على وجنته لتقول بحب:
– مش عاوزه اسمع منك الكلام ده تاني انا معاك ومش هسيبك ومفيش حد هيقدر يبعدنا عن بعض
مرر جلال يده بحب بداخل خصلات شعرها البني الغزير وهو يقول بنبرة حانيه: – انا مليش غيرك يا اسيف ولو في يوم فكرتي
تمشي وتسيبيني هضيع من غيرك مش هقول هموت لاني في النهاية هعيش بس هبقي اللي عايش من غير روح مش هقدر اكمل من غيرك حياتي
احتضنها وضمها اليه بقوه وهو يقول بصرامة هادئه:
-احنا هنبتدي مع بعض بدايه جديده خالص هننسى فيها كل الي فات ، بدايه مفيهاش غير اسيف وجلال بس
رفعت اسيف وجهها اليه وهي تبتسم بسعاده:
– ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك ابدا
مال جلال على شفتيها يقبلها وهو يقول بشغف: الشفايف الحلوه دي بتقول ايه مش سامع
نظرت اليه اسيف بابتسامة عريضة:
– بتقول ربنا ميحرمنيش منك ابدا
احتضنها جلال اقرب اليه وهو يهز راسه برفض قائلا:
– مش دي اللي قبلها الكلمه التانيه
اسيف بخجل:
– قولت حبيبي و..
ليبتلع باقي كلماتها بداخله ويده تلتف حول خصرها تضمها اليه وهو يقبل عنقها بعشق ثم بدأ يقبلها بنهم ولهفه شديده ليتوه بداخل جنة عشقها .
***
صرخت احلام بعصبية وهي تتحدث مع الراجل التي استاجرته لقتل جميله :
– يا غبي يا حمار يا اللي مش بتفهم عامل فيها جامد وهتعرف تموتها اهي الطلجه جت في ذراعها ولسه عايشه
– يا ستي احلام طب اني ذنبي ايه والله لولا أن هي اللي اتحركت كان زمانها ماتت
جزت علي اسنانها بعنف هاتفه بغضب:
– طب اجفل يا غبي وتستخبي في اي حته الكام يوم دول, عشان اكيد مش عيسكتوا وهيبلغ البوليس مش ناجصه مصايب
جلست احلام في غرفتها تاكل في نفسها من الغضب الشديد فهذه ثاني مره تحاول قتلها ولا تستطيع وتنجي بكل سهولة، المره الاولى عندما امرت زينب ان تضع السم في العصير وتعطيه لها لكن لقد كشفت لعبتها زينب بالصدفه ، والمره الثاني اتفقت مع رجل يعمل مع والدها حتى يقتل جميله لكن دائما للقدر راي اخر .
احلام بقسوة شديدة:
– ماشي يا چميله الثالثه ثابته ،وهتموتي المره الچايه علي يدي
***
اسعى للهروب من حطام الحب، دون فائدة اينما اذهب يتبعني، كيف لي المتيم بالعشق الهروب كيف ودونه يموت، فاقدا للروح وكيف يبقى يرافقه، وقربه يؤلمه محتارٌ انا بين نارين احدهما اشقى واقسى من الاخر وفي كلتا الحالتين ساحترق لكنني ساحترق بنار العشق، اذ كان هذا يكفيكِ
دلف عيسي بخطوات سريعة الي الغرفه ليجد فرحه نائمه على الأريكة وهي تبكي و تحتضن الوساده نهضت سريعا اردت ان تتحدث لكنه صرخ بها بعنف هادرا:
– اكتمي خالص مش رايد اسمع حسك تليفونك فين هاتيه
انتفضت بخوف من صراخه العنيف لتذهب تاتي بالهاتف لياخذه منها بحده رفعت راسها قليلا بعد ان اخذت نفسا طويلا لتقول بقلق:
– عيسي انت عملت ايه في ماهـ
اقترب منها سريعا ودنى نحو وجهها المتورد من اثار البكاء ليسحب قبضتها بعنف، يصيح بتهديد:
-اياكي يا فرحه اياكي تنطجي اسمه على لسانك ثاني سااااااامعه
هزت راسها بنعم وتبكي بشده وهي تقول بتقطع وضعف:
– بس اني ،اني كنت خايفه عليك
ثم تابعت ببكاء وهي تحاول الابتعاد عنه:
– اني خابره انك زعلان مني وحجك عليا يا اخوي بس جسما بالله اني ندمت ومش عاعمل اكده ثاني
لم يتأثر لحديثها عليه فقد اشتد سخطها منه فدفعها عنه بقبضته ليقول بنبرة حادة: التليفون ديه هيفضل معايا واياكي تتحددي مع حد ان شاء الله حتى اخواتك
وهنا أنتبهت الي وجهه المتورم شهقت بصدمة لم تستطع اخفائها وهي تضع كفها الصغير على فمها وتراجعت للخلف مستنكرة لتقترب تضع يدها على وجنتيه بخوف: من عمل فيك اكده انت اتخانجت معاه وضربته صوح
بعد يدها بعنف عنه وهمس بخشونة:
-بعدي يدك عني ديه اخوكي اللي رحتي تستنجدي بي لاه وكومان رايد يطلجك مني خابره يا فرحه لو جي اهنه وكلمك و وافجتي على حديده هعمل ايه
_____________________
بعد يدها بعنف عنه وهمس بخشونة:
-بعدي يدك عني ديه اخوكي اللي رحتي تستنجدي بي لاه وكومان رايد يطلجك مني خابره يا فرحه لو جي اهنه وكلمك و وافجتي على حديده هعمل فيكي ايه
نظرت اليه هامسه بالم:
-مش عيحصل مش عابعد عنك يا عيسى
تحدث بقسوه شديدة و استهزاء:
– واني مش رايد اكده عشان سواد عيونك اني عشان ما حدش يجول عليا ما عرفتش اربيكي ولا اجدر عليكي فبعتك لاخوكي
ضغطت علي اوجعها واهانتها بصمت ليقول عيسي بجمود:
– غوري من اهنه وشوفيلك حته تنامي فيها مش طايجكي الليله جدامي
لم تصدق ان الذي امامها هو عيسي ويتحدث معها هكذا ، كيف وهي تراه دائما يضحي لاجل سعادتهم وسلامتهم، اوجعها اكثر إهانته لها وصدمتها تدرك انها مخطئة، تدرك انها قامت بشيء لم يكن عليها فعله ولا يتحمله رجل غيره ، تانيب ضميرها يكاد ينتزع روحها من جسدها نيران حارة تكوي دمائها دون رحمة قلبها يتلوى بؤسا على ما تصل له، لم تعد تستطيع التصرف كما يجب تشعر بالضياع ضياع قاسٍي وكانها طفله صغيره ولدت للتو على هذه الدنيا حين سمعت كلامه القاسي الذي لم يكن الا بمثابة مضاعفة.. تدرك فداحة ما قامت به تحشرج قلبها ولعا وكربا رباه على ما يعينها فليكن بعونها الله فقط
***
أجمل ايام مرت علي اسيف وجلال ، لقد عاش معها في ايطاليا احلي أيام حياته لم يكن يحلم يعيشها قضى عطله جميله علي الشواطئ علمها السباحه، كما علمها ركوب الدراجات والخيل التي كانت لاول مرة تجربها معه وكانت دائما نهايه الليل سهرات امام البحر تحت غزل جلال لها فكان اسعد اسبوعين مره عليه وهي معه، وهما يبدوان صفحه جديده في تاريخ حياتهما
كان جلال يستلقى بجانبها وهو يضمها اليه ويحتضنها بشده دون ان يتحدث ويده تمر على شعرها وهي ما زالت مستيقظة تشاهد التلفاز ثم ابتسم وهو يهمس بحنان شديد:
– انا عمري ما تخيلت اني افرح كده انتي خليتي قلبي يعرف العشق انتي اجمل حاجه حصلت ليا في حياتي يا اسيف
نظرت إليه تبتسم بسعاده تخبره هي الاخري:
– انا كمان عمري ما اتخيلت ان احس بالفرحه دي كلها ربنا يخليك لي
نظر لها بدهشة وهتف بعدم تصديق:
-ربنا يخليك لي ده انا بجد يا اسيف
ضحكت عليه رغم دائما تخبره بذلك لكن طول الوقت لا يصدق:
– ايوه هو في حد غيرك قدامي انت اكيد
ابتسم بسعاده وهو يضمها اكتر ويقبلها من وجنتيها بشغف قائلا:
– بحبك يا اجمل حاجه في حياتي
قالها ليدمج شفتيه مقابل شفتيها في قبله شغف طويلة مرر جلال يده عليها بتملك وعشق شديد وهو يلتهم شفتيها و….
***
جلس عيسي علي طاوله الطعام بجانب عديله وكانوا البنات يضعوا الطعام بينما قالت عديله بغضب قائله:
– وعلى اكده عملت محضر في الحراميه اللي طلعوا عليكم وضربوك ولا لاه هم مش عارفين انت مين ولا ايه
اوما عيسي براسه ببرود صامت لتكمل عديله بسعاده:
-مش اخوك كلمني وانت بره
عقد حاجبيه متسائلا:
– انهي واحد فيهم
عديله بضيق:
-چلال يا عيسي ما تركز معايا اتصل على تليفون الدار وانت بره وجالي أنه زين هو ومراته وجريب عيرجعوا
اقتربت فرحه بتردد تضع الطعام معهم واول ما جلست فرحه نهض عيسى بجمود وقال:
– طب زين انك اطمنتي عليه
عقدت حاجبيها عديله باستغراب متسائلة:
– رايح فين يا عيسي مش عتاكل ولا ايه ديه فرحه عامله النهارده الوكل اللي بتحبه ومتوصيه بيك
نظر اليها باستخفاف وقال ببرود:
– عشان اكده مش عاكل شبعت
رحل عيسي واخفضت فرحه راسها بحزن والدموع تتساقط من عينيها بالم لتقول عديله بشك:
-في ايه يا فرحه عملتي ايه لجوزك يخليه مش طايجك اكده جومي يلا صالحيه وحبي علي راسه
تنهدت فرحه بياس فهي لا تفعل شئ غير ذلك حتي يعفو عنها لكنه يرفض بكافه الطرق لتقول عديله بضيق:
– انتي لسه جاعده يلااااا جومي
***
بعد مده ليست طويله كانت تقف اسيف امام المراه ترتدي فستان رمادي واسع انيق وترفع شعرها في تسريحه انيقه فاخيرا وافق جلال ان يخرجوا الي سهره تبع الفندق لتتنفس بضيق قائله بصوت عالي:
– يا جلال يلا الحفله كده هتخلص
كان بداخل المرحاض ياخد شور حتي اجاب من الداخل:
– ربع ساعه يا حبيبتي وخارج
لتقول اسيف بحنق خفيف:
– طب انا هسبق تحت ولما تخلص تبقى حصلني
امسكت حقيبتها الصغيرة وخرجت للخارج ، ليخرج جلال في نفس ذات الوقت يلف البشكير حول خصره ، جفف شعره هاتفا معتقده هي بداخل:
– كنتي بتقولي ايه و انا جوه ما سمعتكيش.. يا حبيبتي.. اسيف انتي فين
***
– مساء الخير
رفعت اسيف راسها لتجد شخص وسيم في اواخر الثلاثينيات من عمره يمد يده لها بكاس من الشراب
اسيف بدهشة: مساء النور اسفه مبشربش
ابتسم الرجل بسماجه شديده ليجلس امامها قائلا: -من ساعه لما شفتك قاعده لوحدك وانا قلت الملامح دي مصريه تحبي اجيبلك حاجه خفيفه بدل الفودكا
اسيف بجديه:
-متشكره اوي انا مبشربش خمره خالص ومن فضلك يا ريت تقوم عشان انا مستنيه حد
الرجل وهو ينظر لها بطريقه جعلتها تشمئز ليقول باستفزاز:
– بس انا مش شايف حد جي على العموم اديني قاعد معاكي لحد ما يجي اهو نسلي بعض
اسيف بغضب:
– افندم ايه نسلي بعض دي هو انا اعرف حضرتك ما تقوم
ابتسم الراجل باصرار و وقاحه:
– يا ستي بسيطه نتعرف انا اسمي هشام محمود مهندس فـ..
قاطعته اسيف بغضب وقد شعرت بالاختناق:
– مش عاوز اتعرف على حد واتفضل قوم بدل ما اندهلك الامن
الرجل بخبث :
– اهدي بس مالك عصبيه ليه طب خذيلك بق من العصير ده و روقي دمك
نظرت له بحده قائله بانفعال:
-قلتلك لاء و انت قليل الادب ومش محترم ولو ما مشيتش من هنا حالا انا هـ
ضحك الراجل مقاطع اياها باستفزاز اكبر:
– هتعملي ايه انا عاوز اشوف اخرك يا قمر
– طب ما تشوف اخرى انا احلى
ليرتفع صوت جلال فجاه وهو يضع يده على كتف الرجل بغضب مكتوم لتقول اسيف بارتياح:
– جلال كويس انك جيت اتاخرت ليه
نظر إليها نظره توعيد ثم قال بغضب بارد:
-انت شخص وسخ وما عندكش دم وثاني مره ما تفرضش نفسك على واحده مش عاوزك
ابتلع الرجل ريقه بخوف وهو يقول بتوتر:
– ايه يا عم وانت مين اصلا هو انا كلمتك اوعي كده انت مش عارف انا مين
سحب الراجل في اقل من ثانية يلكمه بعنف هاتفا بعصبية مفرطه:
– لا ياروح امك انت اللي ما تعرفش انا مين بس هعرفك انا مين دلوقت
صرخت اسيف بفزع وخوف علي جلال ليقترب الامن حتي يفضوا الاشتباك بعد معاناة طويلة من جلال الذي لم يترك الرجل حتي أعطاه درس قاسي، انسحب الرجل بسرعه وتوجه للخارج وهو يكاد يركض وتاسف الامن بشده عن ما صدر من ذلك الراجل وتمني اليهم حفله سعيده لكن في حين وضع جلال يده على خصر اسيف بتملك وهو يقول بهدوء:
– قدامي
اسيف بارتباك:
– جلال هو اللي ..
جز علي اسنانه بحده بهمس صارم:
– اخرسي وامشي قدامي علي الاوضه وحسابي معاكي لما نوصل
***
صرخ جلال عليها بغضب يعنفها علي خروجها من الغرفه دون اذن ولا معه قائلا:
-اللي خلاكي ما تستنينيش لما اخرج معاكي عجبك اللي حصل تحت ده
اسيف باعتراض خائف:
-و انا مالي ماهو اللي قليل الادب حذرته اكثر من مره يقوم هو اللي غتت وفضل قاعد
جلال بضيق وهو يبتسم بصرامة ساخره:
– ماهو الكلب ده متجراش عليكي الا لما شافك قاعده لوحدك ومش معاكي راجل
ثم قربها منه وهو يقول بغضب مكبوت ليمسك يدها بقوه:
– انا مش وافقت ننزل سوا وقلت لك قبل ما ادخل الحمام تستنيني، و اخرج ملاقيكيش واقعد ادور عليكي وانا مرعوب ليكون جرى ليكي حاجه اتاريك نزلتي والبيه بيحاول تحت يتحرش بيكي
ابتلعت ريقها بتوتر من غضبه تتأوه من يده التي ضغطت عليها بقوه وعنف لتقول:
– والله قلت لك ان انا هسبق تحت لحد ما تخلص وتحصلني
صاح بها بعصبية وغيره:
– ما سمعتش انا حاجه بعد كده تترزعي مكان ما انا موجود فاهمه
ادمعت عينيها بالم شديد لتقول بصوت منخفض: سيب ايدي يا جلال
عقد حاجبيه متسائلا بحده لينظر بصدمه الي يدها التي ضغط عليها بقوه وعنف واصبح بها كدمات حمراء تركها سريعا لتبتعد عنه وهي تفرك بها بالم والدموع تنهمر من عينيها هتف جلال بتوتر: اسيف انا اسف ما خدتش بالي والله
نظرت اليه بدموع عتاب ولم تجيب تنهد بغيظ مكتوم من نفسه اجلسها اعلي الفراش وذهب المرحاض وعاد اليها انحني يجلس القرفصاء امامها بندم:
– انا اسف يا اسيف ما كنتش قاصد اكدملك دراعك كده ، هاتي احطلك مرهم هيخفف الوجع شويه
قالها ولم ينتظر ردها امسك ذراعيها يضع من المسكن عليه برفق ثم يفركه بخفه باطراف اصابعه وهو يوزع الدواء حول كدمتها ، كانت تنظر له بابتسامة صافيه تعشق اهتمامه منه او بدي اهتمامه بها تحاول جذب انتباهه باي طريقة اذا كان متلهيا عنها باي شئ اصبحت تريده ان يدللها طول اليوم لا تريد تركه يذهب للعمل او يبعد عنها تريد دائما النوم في احضانه الدافئه التي يضمها اليه بتملك وحنان ما هذا الشعور حتي غيرته عليها اصبحت تعشق كل تفاصيلها وتذكرت غيرتها الشديد هي ايضا
ركضت اسيف بضيق شديد وخلفها جلال ويحاول معها قائلا بتبربر:
– يا ستي والله العظيم ما بصيت لها يعني بذمتك اسيب القمر اللي واقف جنبي و هبصلها هي برده
وقفت ونظرت اليه بحده متحدثه بحزن:
– بس هي كانت بتبصلك يا استاذ دي كانت هتاكلك بعينيها
تنهد جلال مبتسماً قائلا بقله حيله:
– طب انا مالي بيها مش هي اللي بتبص انا كنت جيت جنبها ولا كلمتها
نظرت اليه اسيف بغضب شديد وقالت :
-شايف بتبص لك ازاي لسه يلا بينا نمشي مش عاوزه اخرج
اي سحر هذا ام عشق بالفعل ..
أما هو كان يحاول جهد كبح رغبته الشديدة التي اشتعلت في جسده بسبب ملامسته لبشرتها الغضه لو تعلم ما تاثير جسدها عليه وعشقها الفؤادي الذي اصبح كالمجنون ولا يتحكم في اعصابه عندما يرى غيره يقترب منها يعرف ان غيرته الزائد ربما تسبب له مشاكل لكن لا يقدر على ذلك فهو ينجذب اليها من اي حركه او كلمه وعن قربها الغريب الذي اصبحت تريده دائما جانبها
انتهي مما يفعله واستقام يبتسم لها بمجهود اضناه حتي تظهر ابتسامه طبيعيه وقال:
– شويه والكدمه تخف يلا قومي البسي عشان نخرج
***
كانت نادين تقف امام المراه تضبط ملابسها في حين استيقظ زين من نومه وما ان راها حتى اعتدل فى الفراش قائلا بنوم:
– صباح الخير رايحه فين على الصبح كده يا نادين
اكلمت ارتدي ملابسها واجابت بهدوء:
– قول مساء الخير الساعة ثلاثه العصر فيه حفلة مهمة تخص الشغل ولازم احضرها
عقد حاجبيه متسائلا:
– حفله ايه على الصبح كده
انتهت من هيئتها والتفتت اليه بابتسامة:
– يا حبيبي ما انا لازم اكون اول الموجودين عشان اشرف على الحفله بنفسي
فرق عينيه جيدا وصمت فجاءة عن تكملة حديثه وهو يراها ترتدي فستان قصيره فوق الركبه دون اكمام لونه احمر مثير ومكياج خفيفه نهض بحده قائلا بغضب:
– و ايه اللي انتي لابساه ده بقى ان شاء الله
توترت ملامحها كليا وهي تقول بعدم فهم مصطنع: ماله الفستان مش بقول لك حفله و فيها ناس مهمين لازم اكون على اعلى مستوى ما بينهم
جز علي اسنانه بحده قائلا بغيظ مكتوم:
– لازم يعني المنظر ده عشان تبقى على اعلى مستوى
تجاهلت حديثه قائله بابتسامة:
-ما تيجي معايا الحفله يا زين
قال وهو يجلس بعدم مبالاة :
– انتي عارفه ان انا ما ليش في الجو ده
نظرت اليه بضيق شديد وقالت:
-بس انت جوزي وطبيعي تكون معايا
نظر اليها زين بتوتر يعلم انها محقه وقال برفض:
– بس انا مش حابب احضر مبحبش الحفلات اصلا والجو ده وانتي عارفه
تنهدت بقله حيله وقالت بترجي :
– بس انا عاوزك تكوني معايا وانت لازم تتعلم تحضر الحفلات دي وتتعرف علي العالم اللي بره يا زين دي شركه مش شركتي انا
نهض بضيق مسك بابهامه خصلة من خصلات شعرها بحنان وقال بجدية :
– و احنا الاثنين مش واحد مش هتفرق مين يحضر بقول لك ايه غير الفستان ده قبل ما تنزلي
زمت شفتيها بغضب مكتوم وقالت بعناد:
– لا هو عاجبني ، وهفضل لابساه عن اذنك بقي
***
جلست اسيف امام البحر تشاهد اروع منظر تراه العين، بحر وسماء صافية تغمض عينيها وتتنفس بعمق فتشم رائحة الرمل المبلل ورائحة عطر لم يمسسه بشر في صنعه ليجلس بجانبها يحيطها بذراعة بتملك ولا يستسلم لرغبتها في ابعاده وقبلها من جبينها وقال بصوت هادئ :
-اسيف اهدي يا حبيبتي ما تزعليش مني عشان زعقتلك أنا بس بغير عليكي وبعدين هتفضلي ضربه الوش الخشب ده من اول ما خرجنا
لتقول اسيف بضيق مصطنع:
– ما انا قلتلك ما ليش دعوه هو اللي قعد وانا حاولت امنعـ..
قاطعها جلال قائلا بهدوء:
– انا عارف وسمعتك وانتي بتحاولي تقومي علي فكرة بس انا عتابي عليكي انك نزلتي من غيري وما تستنيش افرضي كنت اتاخرت دلوقتي وماجيتش في الوقت المناسب اكيد كان هيتمدى اكتر
نفخت بضيق ولم تجيب ،قال بنبرة حنونه:
– خلاص يا حبيبتى ممكن ننسى الموضوع بقى بلاش نقلب نكد انا اسف ما تزعليش مني انا بحبك وبغير عليكي
ابتسمت باتساع وهو يرفع كفها المرتبط بكفه بحنان يخبرها:
– عجبك المكان هنا مبسوطه ومش زعلانه على الحفله
اومات براسها قائله بابتسامة:
-لا المكان هنا جميل بعيد عن الدوشه احسن
نظر لها وابتسم بحب قائلا:
– طول ما فيا نفس هعمل اي حاجه عشان ابسطك ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
قالها بحب لتنظر هي له بعاطفة قويه تهمس له بوله:
-ويخليك لي كفايه وجودك جنبي يا جلال
ابتسم بسعاده وانحني يلثم شفتيها في قبله حنونه شغوفه اخجلتها بشده وهي تنظر حولها تهمس له بعتاب:
-جلال عيب الناس بتبص علينا
قال بابتسامة لعوبه:
– لما بسمعك بتقولي يا جلال ببقي نفسي اقطع شفايفك دي من البوس ما تقوليش الناس بقي يولعوا
نظرت إليه بابتسامة خجل وهي تهمس بغيظ: انت بقيت قليل الادب اوي علي فكره
ابتسم ضاحكا وهو ينهض يسير معها قائلا بخبث لم يخفيه عليها:
– طب يلا على الفندق وانا اوريكي قله الادب على اصولها شكلها ايه .
***
هتفت عديله بجدية:
– مالك يا عيسى ومال فرحه عملت ايه عشان تجلب عليها اكده اني ملاحظه من بدري بس مش رايده اتحدد
هز راسه برفض قائلا بهدوء:
– ولا حاچه ياما ما تشغليش نفسك انتي
عديله بزعل:
– اكده يا عيسى عتخبى عليا عتخبي على امك هو انت ليك حد غيري تحكيله و تشكي همك
نظر لها بحزن عميق ليقول بابتسامة باهته:
– لاه، ما ليش اكيد غيرك ياما بس مش رايد اوجع دماغك على الفاضي ادعيلي انتي بس
نظرت اليه بحنان قائله بحب:
– دعيالك يا ولدي من غير ما تجول اني مش عتدخل عشان مش خابره الموضوع ايه ومين فيكم اللي غلطان وطالما مش رايد بس متاكده انك مش عتظلم حد يا عيسى صوح يا ولدي
صمت لحظه يفكر هل ظلم فرحه لكن نفي ذلك سريعاً فهي من ظلمت نفسها وليس هو.!.
***
نفخ زين بضيق شديد وهو يتذكر ملامح نادين العابثة وغضبها منه يعلم انها محقة هو زوجها ولابد من وجوده جانبها في كل وقت لكن يكره هذا العمل بشده ولا يطيقه واذا ذهب مره واحده يعلم جيدا بعدها ستكن البداية و تطلب منه بعد ذلك الذهاب مره و وراء مره حتي يعمل بالشركه
قطع أفكاره اتصال برقم غريب اجاب زين قائلا:
– الو مين معايا
– ايوه يا استاذ زين انا مدام عزه السكرتيره كنت عاوزه اسال على مدام نادين هي ما جتش الحفله ليه لحد دلوقتي انا اتصلت بيها تليفونها مقفول هو في حاجه
عقد حاجبيه بدهشة متسائلا بقلق:
-هي مين اللي ما جتش يا عزه دي نازله من الساعه ثلاثه انتي هتقلقيني ليه
– خلاص يا استاذ زين اهي جت قدامي اهي مع استاذ طارق ده كان هيموت من الخوف هو كمان عليها و اول ما اتاخرت دقيقه واحده عن ميعادها بس ,طلع بالعربيه يدور عليها اكيد لاقيها الحمد لله انها بخير اسفه على ازعاج يا استاذ زين
صاح زين بغضب شديد مما يسمعه هاتفا بجنون: – استني، طارق مين ده ويقلق عليها بتاع ايه الو الو عزه انتي رحتي فين يووووه دي قفلت
نظرت عزه السكرتيره لها بخوف :
-اديني عملت اللي انتي قالتلي عليه بالحرف و قفلت السكه في وشه كمان بس اللي احنا عملنا غلط يا استاذه نادين ممكن يحصل مشاكل ما بينكم بسبب اللي انا قلته
نظرت نادين لتقول بابتسامة عريضة:
– ما تقلقيش كلها نصف ساعه وهتلاقيه داخل علينا دلوقتي
عزه بشك:
– انتي فرحانه انا خايفه قوي بصراحه عليكي اصلك ما سمعتيش صوته كان عامل ازاي
اتسعت ابتسامتها بسعاده لتقول:
– بجد كده احسن هيجي دلوقتي غصبا عنه الحفله, انا هروح اقف مع طارق الغلاس واستحمل رخمته شويه لحد ما يجي زين
عقدت حاجبيها بدهشة وتعجب وهتفت بحيره:
– لا انتي كده بصراحه زودتيها قوي انتي عارفه ومتاكده ان طارق عينه منك وفعلا بيقرب منك وانتي بتصدي يعني دلوقتي لما يصدق وهيعدي يتمدي
نادين بحماس:
– ما ده اللي انا عاوزاه
***
اذا يوما مللت مني ارحل لم اعاتب
اما انا فاني ساكتفي بدمعي وحزني
فالصمت كبرياء والحزن كبرياء اذهب اذا اتعبك البقاء فالارض فيها العطر والنساء والاعين الخضراء والسوداء وعندما تريد ان تراني وعندما تحتاج كالطفل الى حناني فعد الى قلبي متى تشاء.. فانت في حياتي الهواء وانت عندي الارض والسماء اغضب كما تشاء واذهب كما تشاء واذهب متى تشاء لا بد ان تعود ذات يوم عندما تعرف ما هو الوفاء لكن لا تستمر وتعذبني معك.
اقتربت فرحه بتردد لتضع يدها برفق علي عيسي حتي يستيقظ حيث كان يرتاح قليلا من التفكير ليتنفض اعلي الفراش بغضب شديد وقال:
– اني مش جلتلك ما تهوبيش ناحية الاوضه دي ثاني
نظرت اليه بيأس هاتفة بحزن :
– يا عيسى حرام عليك اللي بتعمله فيا وفي نفسك ديه انت عارف و متاكد ان عمري ما خنتك ولا بفكر حتى, و لو شاكك في اكده ما كنتش سبتني على ذمتك بعد كل اللي حصل انا ما جاليش نوم طول ما انا بعيد عنك و بفكر كيف ارضيك
هتف عيسي بحده:
-وانتي اللي عملتيه فيا في ثانيه اكده يتمحي
نظرت اليه بضيق لتقول وسط شهقاتها :
– مالك يا عيسي بتتحدد اكده كيف ما اكون عملت حاجه كبيره ، اني خابره ان اني غلطت و مستعدة اعمل اي حاچه عشان تسامحني
اشاح وجهه بعيد عنها بجمود لتقول بانكسار:
-ما كنتش اعرف ان زعلك واعر جوي اكده يا ابن عمي
ابتسم من زاويه فمه ساخراً ثم رفع عيسي يده مانعا اياها من المتابعة وقال بجدية وهو يميل لياسر عينيها في نظرة قوية: اني خابر يا فرحه انك ما خنتنيش بس برده انتي مش بتخليني انسى بس تفتكري ما زعلتش انك حطيتي راسي في الطين و حسستيني اني مش راچل بعامله كيف دي لاه يا فرحه عامله كبيره جوي وصعب تتنسى.. صغرتني جوي جدام نفسي
انفجرت ببكاء قائله بلهفه والم:
– معاش ولا كان اللي يجول عليك اكده ديه انت تاجي وراسي وسيد الرجاله كومان بس حجك عليا ما تزعلش مني وسامحني ما اني طول عمري بغلط وبتعلم منك وأنت طول عمرك بتسامح
-صوح سامحتك واحتويتك كثير بس اخذت ايه فى الاخر غير الغدر منك
تنهد عيسي بوجع ليقول بنبرة تحذير:
– اخر مرة اسمحلك تغلطي يا فرحه واسامحك واعدى اكده عادي حتى اللي عمله اخوكي انتي اللي هتشيلي اخطائه وحذاري يا فرحه تتحدى مع ماهر ثاني ومالكيش صالح بيه واصل, ولا بموضوع الارض.. ده موضوع الرجالة هي اللي تتكلم فيه, مفهوم ولّا لاه, ما عاوزش اتحدت في الكلام دِيه تاني
اومات بالإيجاب وهي تسدل عينيها الى الاسفل, تنهد عيسي بياس وهو يطالع عيونها الحمراء من كثرة البكاء و وجهها الشاحب, ثم اشاح وجهه بعيدا وهو يقول بصوت خشن:
– خلاص شوفي عتعملي ايه وهمّليني لحالي, عاوز ارتاح شوي
غادرت بقله حيله وحزن متجهة الى الخارج ليتابعها عيسي بجمود لعينيها ودموعها تغرق وجهها ، ولكن تسأل ترى هل هي دموع الندم ام الحزن ام الغضب ممن كان السبب فيما حدث من وجهة نظرها و اخر من وجهه نظره والي متي سيستمر الوضع هكذا
***
دخل زين الي الحفل سريعا بسبب مكالمة عزه السكرتيره وما أخبرته به، قد طار عقله مما جعله يضطر الي تبديل ملابسه سريعا اخذت عينيه تبحث عنها بلهفه بين الحشد عن نادين لتلتمع عينيه حابسا انفاسه فور وقوع عينيه عليها حيث كانت تقف في اخر البهو مع شاب غليظ و تضحك بمرح على كل شئ قد يقوله لها ليس بسبب خفة دم طارق لكن قد رات زين مقبل عليها و ابتدأت في خطتها باحتراف
شعر بضربات قلبه تزداد بشدة وهو يتامل جمالها الصاعق في ذلك الفستان الذى كانت ترتديه حيث كانت ترتدي فستان من اللون الازرق الغامق المزين بالورود الرقيقه محكم التفاصيل حول جسدها مبرزا قوامها الرائع اما شعرها فاصبح ذو بريق لامع يتلالا بجمال فوق كتفيها كشلال من الحرير اقل ما يقال عنها انها رائعة عكس الفستان الآخر الاحمر القصيرة ، معني ذلك بدلت ثيابها من اجل حديثه ابتسم بخفه لكن اختفت الابتسامه سريعا عندما زادت صوت ضحكتها الرقيق عالية.
شعر باختفاء العالم من حوله وهو يراها امامه بكل هذا الجمال عينيه تتشبع بكل تفصيلة صغيرة لها بشعرها وتسريحته الخلابة انتهى بذلك الفستان و الذى اختطف دقات قلبه
لكن هي زوجته هو.. ملكه وحده فقط وكل هذا الجمال له.
اقترب ولف ذراعه حول خصرها بتملك فور ان اصبح بجانبها دون ان يلقي التحيه على الحاضر طارق مما اغضبه بشده واتسعت عينيه بقوة قبل ان ينحنى مقبلا نادين فوق وجنتيها مما جعل وجهها يشتعل بالخجل وصدمة لم تتوقع ان يفعل ذلك همست بصوت منخفض محرج وهى تنظر نحو طارق الذي كان وجهه احمر من الغضب وقالت:
-زين بتعمل ايه هنا
انحني نحوها جاذبا اياها بجانبه اكثر وهو يهمس لها بصوت اجش كأنه يريد يثبت الي الجميع انها ملكه وحده هو فقط هتف ببرود:
– معلش يا حبيبتي على التاخير بس رجعت في كلامي و قولت ما ينفعش اسيبك لوحدك برده
لوي شفتيه طارق ساخراً:
– بصراحه معاك حق واحده سيده مجتمع زي نادين برده لازم تخاف عليها اوي
ضغط علي خصرها بقوه ليكمل طارق بخبث: اصلي هي بصراحه تهمني قوي
صاح زين بحدة وهو يشير بيده بتحذير:
-افندم
تراجع طارق في حديثه بارتباك ومكر:
– قصدي تهم شركتها معانا معلش اصل التعبير خاني
تمتمت نادين بارتباك من الجو الذي اصبح مشحون وهي تزيح يده عن خصرها لكنه زمجر بقوه ونظر اليها برفض لتقول بتوتر: -طب نسيت اعرفكم ببعض ده زين جوزي وشريك معايا في الشركه طبعا وده استاذ طارق رجل اعمال
ابتسم طارق بسخرية مستفزة وهو يقول:
– هو انا بصراحه كنت فاكر ان الاشاعات اللي كنت بسمعها عليكم صح انكم اتطلقتوا , من قله ما حدش كان بيشوف في الحفلات غير نادين لوحدها بس
شعرت نادين بجسد زين يتجمد اسفل يدها مما جعل نيران الغضب تشتعل في صدره يرغب بخنق هذا طارق بيده لكن قاطعه زين بغضب وهو يرمقه بنظرات حادة بثت الذعر بداخله :
– اسمها مدام نادين
فرفع طارق أصابعه امام عينيه وهو يقول له بغرور:
– اه صح معلش اصلا التعبير خاني من العشم بقى اصل احنا بقالنا كثير بنشتغل مع بعض اعرفك بنفسي بقى انا طارق الـ
رفع راسه ينظر اليه عدة لحظات ببرود قبل ان يتمتم بهدوء:
-مش مهم اتعرف عليك
رفع حاجبيه بغضب وقال بغيظ:
– نعم
اجابه زين بجدية و هو يهز راسه ببرود :
-قصدي عاوز مراتي في موضوع مهم معلش اصل التعبير خاني
***
أحبك جدآ واعرف ان الطريق الى المستحيل طويـل واعرف انك ست النساء احبك جدا واعرف اني اسافر في بحر عينيك دون يقين واترك عقلي ورائي واركض اركض اركض خلف جنونـي .
ايا امراة تمسك القلب بين يديها سالتك بالله لا تتركيني لا تتركيني فماذا اكون انا اذا لم اكوني احبك جدا وارفض من نــار حبك ان استقيلا, وهل يستطيع المتيم بالعشق ان يستقيلا وما همني ان خرجت من الحب حيا وما همني ان خرجت قتيلا.
ابتسمت اسيف بسعادة وخفق لبّها وهي تستنشق الهواء المنعش بداخل نافذة السيارة التي يسوقها جلال للوصول الى رحله لقضاء وقت سعيد لاجل اسعاد اسيف ، كان كل ما يفعله لها هو السعاده والحب والاهتمام ، اي امراه مجنونه لا تقع بعشق رجل مثل ذلك، فكل أوامرها موجبه وازدادت وتيرة انفاسها
من كثرة المشاعر التي تشعر بها من قربه كانت مندمجة بشرود فيه بعينين تلتمع بشغف
نظر اليها جلال ليتامل وهي مغمضة العينين بابتسامة شاردة التي تزين وجنتيها فابتسم بهيام لم يستطع اخفاءه الان ادرك انه يعشقها حتي النخاع هذه الملاك جعلته يحب ولاول مرة طوال حياته
لم يستطيع ان يحيد عينيه عنها ولو لثانية مع كل خطوة تسير بها نحوه قريبه يشعر بانه يغرق اكثر واكثر.. حبها كل يوم يزداد بقلبه بل لنقل هو تعدّى بكثير مراحل الحب هو اصبح يعشقها وهائم بها تنهد بهدوء وهو يقترب منها التفتت تلقائيا عندما شعرت بقربه نظر لها بابتسامة عاشقة: يلا حبيبتي وصلنا عامل لك شو هيعجبك قوي النهارده
ابتسمت اسيف بخجل وهمست ولاول مرة بعد انتظار دام طويلا بالنسبة له:
– جلال انا بحبك
خفق قلب جلال بسعادة ولمعت عيناه العسلية حتى اصبحت تضيء كنور الشمس وهمس بهيام:
-قوليها تاني يا اسيف عيديها
اخفضت اسيف راسها وهمست بصوت منخفض من شدة الخجل:
– بحبك يا جلال
تنهد جلال تنهيدة عاشق الى حد النخاع:
– يااه يا اسيف واخيرا ما تعرفيش كنت مستني اللحظه دي قد ايه مستني اسمع الكلمه دي منك ومن شفايفك الحلوه دي
لم تستطع اسيف رفع راسها من خجلها المفرط ابتسم وهو يرفع وجهها اليه مبعدا احدي خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها قبل ان يحيط وجهها بين كفي يديه برقه وحنان وهو يمرر أصابعه فوق وجنتيها قائلا:
– وانا كمان بحبك ،حبيبتي انا عامل لك مفاجاه
ابتسم بسعاده لتقول بحب:
– لسه في مفاجاه ثاني يا جلال هي مفاجاتك مش بتخلص
هز راسه بهدوء مبتسماً وقال بحنان:
– طبعا يا قلب جلال مش كان نفسك المره اللي فاتت تركبي يخت انا بقى اجرتلك يخت في البحر بعيد عن عيون الناس عشان تعومي براحتك
لمعت عينيها بسعاده وهي تنظر اليه بعدم تصديق اوما راسه بالايجاب و قد ارتسمت ابتسامه مشرقه فوق وجهه يتابع طفولتها تلك باستمتاع بادلته اسيف الابتسام تردف بحماس : -طب يلا
اخذ يدها وهبط بها الي اليخت و دلفوا الي الداخل حيث انبهرت اسيف بمنظر اليخت الرائع يقضون اسعد الاوقات فيه
وقف عدة لحظات متاملا اياها و عينيه تلتمع بالشغف قبل ان يخفض راسه متناولا شفتيها فى قبلة حارة يبث بها حاجته اليها لتبادله هي الاخري قبلته تلك بشغف تاوهت بصوت منخفضا عندما اخذ يعمق قبلته محتويا جسدها الغض بين ذراعيه جاذبا اياها نحو جسده الصلب اكثر بينما اخذت دقات قلبهما تزداد بجنون ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يرفع راسه ببطئ ساندا جبهته فوق جبهتها و صدره يعلو وينخفض بشدة مكافحا لالتقاط انفاسه بينما كانت هى مغمضة العينين تلهث بشدة، وقف متأملا اياها عدة لحظات ممررا يده ببطئ فوق شفتيها المنتفخه اثر قبلته تلك قبل ان يهمس فى اذنها بصوت اجش:
– ما تشيليش هم اي حاجه يا اسيف طول ما انتي معايا احلمي بس وانا احققلك
نظرت اسيف بخجل له وهمست :
– نفسي انا كمان أسعدك
انحنى ضاغطا شفتيه فوق جبهتها مقبلا اياها بحنان وهو يحتويها بين ذراعيه اكثر بحمايه ليقول بنبرة تملك:
– حبيني ده كل اللي انا عاوزه منك
فتحت فمها لتتحدث لكن ابتلعت باقى جملتها عندما انحنى جلال ملتقطا شفتيها فى قبله حارة فى عاصفه وما بدات اسيف تستجيب لقبلته مصدره تاوها منخفضا ليغرقان بعدها فى عالمهم الخاص.
***
بعد ان انتفض زين مبتعدا عن ذلك ما يدعو طارق فارك وجهه بغضب موجه حديث اليها التي تقف كالطفل تفرك يدها بقلق:
– انا نفسي اعرف ايه اللي موقفك مع الحيوان ده بتعملي ايه ، وكنتي بتضحكي على ايه قبل ما ادخل قال لك ايه بسطك قوي كده
قالت نادين تمتم بارتباك:
– واقفه معاه عادي ده صاحب الصفقه شئ طبيعي اقف معاه وبعدين انا كنت واقفه لوحدي هو اللي جالي و..
قاطعها زين وهو يصيح بشراسة قائلا ساخراً:
– وكنتي واقفه لوحدك برده لما اتاخرتي وقلق عليكي البيه و راح يجيبك يقلق عليكي بتاع ايه هو مين اصلا ولا يقربلك ايه
ابتسمت باتساع داخلها على غيرته وقالت بحده مصطنعه:
-على فكره انت السبب ، ايوه ما تبصليش كده قلت لك تعالي معايا من الاول بس انت كالعاده طنشت كلامي لو كنت معايا دلوقتي ما كانتش العربيه عطلت منى في الطريق وانا لوحدي و يا عالم كان هيحصل ايه ولولا طارق بس اللي لاحظ تاخيري ماكانش زماني دلوقتي هنا
شحب وجه زين فور سماعه ذلك تمتم بقلق بالغ: عربيتك عطلت طب ما اتصلتيش بيا ليه
قالت نادين بضيق وياس:
– التليفون فصل شحن اتفضل يا زين روح انا كويسه وما تعطلش نفسك
قاطعها على الفور هامسا لها بهدوء:
– لا يا نادين مش هروح هفضل معاكي
رفعت نادين وجهها الي زين تهمس بصوت منخفض :
– زين انت مش متعود تعمل حاجه غصبا عنك بلاش تقعد وانت مش عاوز كده
جذبها من يدها وهو يبتسم اليها بحنان قائلا:
اديكي قلتيها بنفسك ما بعملش حاجه غصبا عني وانا عاوز اكمل الحفله برضايه تعالي بقي لما نشوف الناس وتعرفيني عليهم معادا الواد الرخم اللي كنتي واقفه معاه ده
اومات له نادين براسها وهي تبادله الابتسامة بسعادة ظل زين طوال الحفل ممسكا بيد نادين محيطا اياها بتملك حتى اثناء تحدثه مع احد الاصدقاء عن الاعمال المشاركه بينهم وكانت نادين في قمه سعادتها
***
كان ماهر يجلس على الأريكة يضم جروحه بغضب وهو يشعر بألم شديد يحاط جسده بالكامل هتف صلاح بغلاظ:
-اديك عمال تضرب مين عيسى شويه و دياب شويه وكل اللي انت بتخططله كله راح على الفاضي
جز علي اسنانه بعنف شديد وقال بتوعد خطير: وديني لا اوريمهم الاثنين وبالذات عيسى اللي عامل راجل عليا وهاخذ منه فرحه برده
لوي شفتيه بسخرية هاتفا:
– اه جولتلي بجي فرحه هو انت عامل كل الحوار ديه عشان فرحه مش رايد الارض ولا تنتجم ولا حاچه
صاح ماهر بغضب شديد وغيره:
– ايوه عشان فرحه وهفضل اعمل كل حاچه لحد ما اخرب عليهم كلهم وعيسي يطلق فرحه وترجعلي ، عيسى هو اللي اخذها مني هي كانت ليا من الاول وهترجع لى من تاني
في ذات الوقت كان دياب علي الابواب امام منزل صلاح فقد جاء الي ماهر مره اخري حتي يتشاجر معه فهو السبب فما حدث إلي اخته فرحه اصبح يكره تلك العائله بشده تقدم ودلف وقبل ان يضع يده على باب المنزل تسمر مكانه باطراف جسده وهو يستمع الى حديثهم و الذي اشعره بصدمه كبيرة حقيقي وعدم تصديق .
***
في اليوم التالي تململت اسيف بنومها شاعرة بثقل غريب فوق خصرها حركت راسها ببطئ لتشعر بملمس غريب اسفل راسها بدلا من ملمس وسادتها
فتحت عينيها ببطئ ونظرت بصدمه لتقع عينيها علي المكان الذي هي فيه بذهول اين ومتى جاءت الي هنا لتقع عينيها فوق صدر رجل نائما بجانبها انتفضت مبتعده عنه تهم بالصراخ ليسرع الرجل بوضع يده فوق فمها مانعا إياها من الصراخ نظرت اليها جلال بحنان معتقدا كانت تحلم بكابوس سيئ و هو ينحنى فوقها هامسا باذنها: اهدى يا حبيبتى في ايه دي انا ، انا جلال
ابتلعت اسيف صرختها الفازعة عندما استوعبت اخيرا ان هذا الرجل ليس الا جلال زوجها لكن هذا لم يمنعها من صدمتها انتفضت فى مكانها فزعة تنظر اليه باعين متسعه كانها قد استيقظت لتوها من كابوس مرعب و هى تمتم بصوت مرتجف:
-ااا انا هنا بعمل ايه
احاطها بذراعيه بصمت جاذبا اياها اليه مربتا فوق ظهرها بحنان مقبلا اعلى راسها قبل ان يدفن راسه بعنقها يستنشق رائحتها بشغف:
– يا حبيبتي في ايه مالك احنا جينا امبارح اليخت ده
ابتعدت عنه اسيف ببطئ متمتمه بدهشه وهى عاقده الحاجبين بعدم تصديق لتقول بغضب :
– ابعد عني انا هنا بعمل ايه
ابتعدت عنها باستغراب اجابها جلال بهدوء و هو يبعد بيده بحنان خصلات شعرها المتناثرة فوق عينيها:
-احنا هنا في ايطاليا
اتسعت عيني اسيف بصدمه اكبر لتقع عينيها علي جسدها الشبه عاريه فوق الفراش ولا تغطيها سوا ملايه خفيفه وهو راقد جانبها عاري الصدر أيضا.
همست اسيف بصوت مرتعش ضعيف وهى تدفعه فى صدره محاوله ابعاده بعنف هاتفه بعصبية وبجنون:
– يا نهار اسود ..يا نهار اسود
صمت بدهشة من حالتها الغربيه احكم قبضته فوق يديها التى كانت لاتزال تدفعه بها محاولا تهدئتها متمتما من بين انفاسه اللاهثه :
– اهدي يا حبيبتي مالك بس
لكنها ظلت على حالتها الهسترية تلك كأنها لم تحدث مما جعلها تصرخ به بعنف وشبه جنون: -انت عملت فيا ايه.. انت اغتصبتني
***
استيقظت فرحه تشعر بألم عاصف يضرب عنقها بشدة فقد ظلت طوال الليل تتقلب فوق تلك الأريكة فهي تنام في غرفه الضيوف وليس بها سرير او مقعد مريح, فعيسي يرفض رفض تام ان تجمعهم غرفه واحده و سرير واحد مره ثانيه
كانت تشعر وكان احدهم قد طعنها بخنجر فى قلبها وهى تتذكر ما يفعله بها عيسي في الاسبوعين السابقين يرفض النوم معها يرفض الطعام من يدها يقلب وجهه بغضب عندما يراها لذلك اصبحت تبعد عنه هذه الفترة مثل ما يخبرها دائما. لا اريد ان اراكي وغير حديثه الصعب معها و رفض كل محاولات الصلح
لتتساءل هل سئم منها عيسي ,هو لم يخبرها باى كلمه تعبر عن الانفصال , حتى ان البريق الذى وجدته بعينيه من حب وشوق لقد اختفى وحل مكانه كره وغضب منها ليس له نهايه وتتساءل أيضا هل تستحق كل هذه المعامله منه هي أخطأت تعترف بذلك وندمت وتعتذر طول الوقت لكن هو يرفض التصالح واصبح شخص اخر قاسي جدا , هل تسرب الحب بينهم الذي مر عليه السنوات ولما لم يخبرها بذلك كى تنزع حبه من قلبها هى الاخرى وترحل وترحم نفسها من العذاب
اطلقت صرخة مكتومه متالمة عندما شعرت باشواق تضرب قلبها بعنف مسببا لها الالم داخلها اخذت تتوجع بصوت منخفض وهي تحاول النهوض ببطئ من فوق ذلك المقعد مقاومة ذلك الالم الذي يعصف بها مما جعلها تنفجر في البكاء وضعت قبضتها فوق فمها في محاوله منها لكتم شهقات بكائها التي اخذت تزداد حتي لا تيقظ احد في المنزل ويراها تتألم هكذا فهي لا ترغب بان يعرف احد ما حدث ويراها وهي ضعيفة بهذا الشكل و يسخر من المها شامتا بها .
تعرف أن عيسي رجل شرقي وصعيدي الطبع يرفض فعلها الشنيع لذلك معه كل الحق لكن هي ليست ملآك وكل بني ادم خطاء لكن لقد تعبت حقا من هذه المعامله
في ذات الوقت استمعت الي صوت للخارج صوت انثي تضحك بشدة ودلال عقدت حاجبيها بدهشة وتعجب لتخرج تري ما يوجد بالخارج.. تجمدت مكانها وقد شحب وجهها والهواء من حولها من صدمتها
فقد كان عيسي يجلس وبجانبه فتاه صغيره شديدة الجمال كانت بحضنه تضحك وهو يضع يده حول خصرها بتملك وعلي وجهه ابتسامه عريضه واستمتاع وهي بحضنه .
ازالت الدموع التي تغطى وجنتيها بكف يدها سريعا متصلبة وهي تحاول بقدر الامكان التحدث حيث يضربها الالم اكثر و هتفت بصوت مهزوز:
-مين دي يا عيسى
اخفضت رأسها الفتاه التي بحضنه بخجل مصطنع وقال عيسي ببرود:
– مراتي
جاءت من خلفه عديله بلهفه وسعاده كبيرة قائلة: انت اتجوزت يا عيسى أخيرًا يا ولدي مبروك يا حبيبي عجبال ما تجيب الولد الثاني
– لااااااا.. لاااااا عــيــســي.
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)