رواية بيت السلايف الفصل الثامن عشر 18 بقلم خديجة السيد
رواية بيت السلايف الجزء الثامن عشر
رواية بيت السلايف البارت الثامن عشر
رواية بيت السلايف الحلقة الثامنة عشر
_________________ انصدمت فرحه وهي تصيح بحسره:
– ديه انتي مش مجنونه، ديه انتي رايده ضرب الچزمه الصيني بتاع امي يخرببيتك
لتقول صفيه وسط دموعها بمرارة حقيقي:
ايوه اتجننت كله منكم؟ ومنك انتي كومان يا خالتي ؟ كل شويه تجولي لي هانت وچلال عيطلجها ولا أهي لساتها جاعده على ارابيزي
نظر الجميع إليها بصدمه من ضمنها جلال واسيف التي أمسكها جلال من كتفيها بحمايه من غضب صفيه بعيد, هبطت فرحه تلم الاطباق قائله بغضب شديد:
– طب انتي مچنونه وعجلك رايح منك وجلنا ماشي، طب اني مالي ومال الطباج بتطلعي غيظك فيهم ليه يا مفتريه ؟
تجاهل عيسي حديث فرحه وهتف بحده:
– باه عليكي ما خلصنا اني مش فاهم نازله نواح وعياط ليه ، ما يكفيش جله الادب اللي عملتيها من شويه ومحترمتنيش، وعماله تكسري في الحاچه وتعلي صوتك ، مالك ومال چلال ومراته
اخذت صفيه تبكي بشدة لتقول عديله باشفاق عليها:
– يا بنتي ما كفاياكي بكي عاااد ، عتوجعي في جلبك
لتقول فرحه وهي علي وشك البكاء:
– واللي مرميه على الارض ديه هي والطباج مش وجعه جلبكم عليها ،ايه اللي عملتي في الطباج ديه ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي، دي كانت اول طلعه ليهم ملحجتش اتهني بيهم
إستمرت صفيه في البكاء دون توقف ثم رفعت عينيها لتنظر إلي عيسي بغل:
– لا ديه مالي وليا في أخوك كومان اكثر من الهانم مراته، ما تتكلمي يا خالتي
تطلع في والدته بتلقائية وقال بشك:
– وايه دخل أمي بالموضوع ،مالك ياما ومالها ؟ اوعي يكون لساتكم بتحكوا في موضوع زمان ؟
عديله بتوتر:
– هاه هو آآآ أصلي
جزت علي أسنانها بعنف هاتفه بعصبية:
– هاه واصل ايه يا خالتي ما تجولي لي الحجيجه، مش انتي جلتلي عتجوزيني چلال حتى لو عابجى مراته الثانيه
عقد جلال حاجبيه بدهشة ليقول بغضب:
– نعم مين اللي هيتجوز تاني أنا ؟ الكلام ده حصل ياما ؟
أخفضت رأسها بتهرب من نظرات أولادها الاثنين, لتقول صفيه ببرود:
– ايوه حصل وجلتلي اكده بدل المره اثنين و ثلاثه و عشره ، ولا انت عتكسر كلمه امك يا چلال
لمت فرحه بعض الأطباق السليمه جانب بحسره ليقول عيسي بعتاب:
– ليه اكده ياما بتعشميها بحاچه ليه؟وانتي خابره زين ومتاكده انها مش عتحصل
قالت فرحه ببكاء متحسره:
-من 20 طبج وفنجان شاي ميفضلش منهم من غير خمسه بس ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا شيخه
لتقول عديله بضيق:
-يوووه أهو إللي حصل بجي، وبعدين الهانم اللي متجوزها دي مش چاي على هوايا، واهو مش مرتاح معاها ومطلعه عينه ليل ونهار، وهو ولا عيعمل حاچه عيب ولا حرام ديه چواز على سنه الله ورسوله
ابتسمت صفيه بتشفي من حديثها معتقده بأنه سوف يتقبل الزواج منها, ليتنهد جلال بعمق مجيب بجدية :
– مش حرام اه بس مش بالغصب ياما، وانتي يا صفيه اسمعيني كويس، انا ماوعدتكيش بحاجه ولا في يوم لمحتلك حتى ، وحتى لو حياتي عذاب مع اسيف برده مش هتجوز غيرها ولا بعدها تمام
تجاهلت اسيف حديث الجميع لترحل لغرفتها ترتاح وخلفها تحرك جلال يحاول اسندها رغم اعتراضها علي لمسها لكنه أصر يصطحبها إلي غرفتها, ونهض خلفه زين وزوجته أيضاً.
نظرت فرحه إلي زوجها قائله بغل:
– وحج الطباج مش عتاخذه منها يا عيسى
صاح عيسي بانفعال:
– الله يحرج الطباج والسنين الطباج علي اللي بيطفحوا فيها ، في ايه انتي الثانيه عامله منيحه علي شويه طباج ..ما في داهيه روحي اشتري غيرهم
لتقول بصوت متحشرج من البكاء:
– مش بالفلوس يا اخوي ديه الصيني بتاع امي فاهم يعني دي الوليه أمي جعده سنين تحوش فيهم عشاني و حرمت نفسها تاكل فيهم برضه عشاني تيجي الهانم بنت خالتك في ثانيه تكسرهم
عيسي بحده قائلاً:
– خلاص يعني خلصت المشاكل كلها عشان اجعد احل في مشاكل طجم صيني ، مااتكسر وخلصنا
أما عن صفيه شعرت بالإهانة لتغمض عينيها تريد الاختفاء من تلك اللحظات القاسية والألم الرهيبة التي تشعر بها الآن كما يصعب وصفها وأردفت بصوت منفعل من وطأة الألم والعجز:
-سامع حديد ابنك يا خالتي كله من مراته
أجابت عديله بقله حيله:
– معلش يا بنتي ، حجك عليا اني
قالت صفيه بعدم استوعب وعيناها تدمعان رغمًا عنها بقسوة:
– هي عامله لي عمل ولا ايه مخلياه مش شايف غيرها ،بس جسما بالله لاوريها
قال عيسي بصوت عال و بحذر: صـفـيـه
انتفضت مكانها بخوف من صوته, ليكمل بلهجة حادة وأمره:
– يعني غلطانه ولساتك بتجاوحي كومان؟ لو فكرتي بس تعملي ليها حاچه اني اللي عجفلك وما تخلقش لسه اللي يؤذي حد من عيله الجبالي واني موجود ، ويلا من اهنه وما ترجعيش غير لما تعرفي الأدب كيف ولما تكوني چايه لناس تحترميهم في بيتهم ، طالما مش عامله احترام لحد
ذرفت الدموع بقهر من عينيها لترحل بغضب شديد لتجز فرحه علي أسنانها بغيظ متحدثه بحزن:
– ايوه يا اختي دبدبي وانتي ماشيه وكملي على الباجي منه ، طب انتي مشكلتك مع اسيف و چلال اني مال طباج امي ، حسبي الله ونعم الوكيل
عديله بعتاب موجه حديثها إليه:
– ليه اكده يا ولدي بس؟ كسرت بخاطرها؟
أجاب عيسي بصوت أجش لايقبل النقاش:
-سيبيها ياما عشان بعد اكده تحترم اللي اكبر منها ولا عجبك إللي عملته، روحي يا فرحه هاتي العبايه خلينا اغور من اهنه واشوف مصالحي
فرحه بعدم رضا:
– طب والطباج ؟
هز رأسه بيأس هاتفاً بقله حيله:
– غوري يا فرحه من جدامي دلوج بدل ما اكمل لك علي باجي الطجم
***
ابعدت اسيف يده جلال عنها بعنف وقالت بحده: -خلاص ابعد عني انا عارفه اساعد نفسي بنفسي مش اتشليت يعني
هز رأسه بيأس هاتفاً بخفوت:
– بعد الشر عليكي ليه كده، انا بساعدك عادي يعني ، احم اسيف بالنسبه لي اللي حصل تحت وكلام صفيه اوعى تاخذي على كلامها و تزعلي انا والله عمري ما وعدتها بحاجه ولا لمحتلها حتى هي إللي دائما حاطه في دماغها ومتاكده اني في يوم هتجوزها واحبها ، لكن انا باحبك انتي
قالت أسيف ببرود:
-تفتكر يا جلال وانت مش هاممني في حاجه دلوقتي يبقى هزعل ليه؟ حتى لو كلامها صح واتجوزتها براحتك اعمل اللي تعمله ، انت عمرك ما كنت تعنيلي حاجه
تساءل جلال بنبرة شجية متنهد بحزن:
– هو انتي مش ناويه تبطلي الدبش اللي بتحدفيه ده
لا تعرف لما هزتها نبرته الحزينه ثم هزت رأسها بعدم مبالاة مصطنع:
– ده مش دبش، دي الحقيقه وانت عارف كده كويس جدآ, وهقولها لك للمره الالف اول ما اشد حيلي و اخف واقدر امشي أن شاء الله هخرج من هنا واروح بيت بابا
قال جلال متسائلا بثبات:
-هو انتي للدرجه دي بتكرهينى يا اسيف ؟
نظرت له بتوتر وهي تشعر حقًا بحزن مما قالته له وقالت بضياع :
– آآآ انا ما بكرهكش
تطلع فيها بإحباط وقال جلال بإختناق:
– ولا بتحبيني صح ؟
إزدردت ريقها بينما تشيح بعينيها لتنتبه الى نظرات جلال المسلطة عليها بغضب خفيف مع ألم شعرت به رغم اخفاء تنهدت أسيف بعمق مازالت صامته, هتف جلال بجدية بينما عينيه تنظر إليها بألم:
– الاجابه وصلت ،عن اذنك
ليرحل بعد ذلك بينما أحست بضغط حاد يتضخم في صدرها وكره كالوباء يتفشى داخل روحها التائهة لقد باتت تكره نفسها وتكره كل شيء حولها، لا أحد يترك لها مكان واحد لتتنفس به كما تستطيع يا الله لا ينقصها هذا الشعور أيضا الذي كانت تتجاهله منذ زواجها من جلال واقتربه منها رغم اعتراضها طول الوقت، لكن أصبح الشعور واضح داخلها ولا يفيد التجاهل .
***
خرجت جميله من غرفتها إلي المطبخ لتصنع الشاي والفطور لدياب وبدأت في تسخين المياه لتشعر بدوار قليلاً و رائحه الشاي تثير غثيانها ولكن تجاهلت هذا الشعور الذي يراودها باستمرار ولا تعرف السبب لتشعر مره أخري بتوكع شديد فمنذ ليلة امس تشعر به لتركض الي الحوض وهى تستفرغ كل ما بجوفها تأوهت بخفه وهى تمرر يدها فوق معدتها عندما سمعت خطوات قدم خفيفة ودخلت أحلام علي الصوت و عينيها منصبه باهتمام فوق جميله التي كانت تغسل فمها جيدا لتقول متسائلة بحده :
– ايه الجرف اللي علي الصبح ديه ، مش جادره تلحجي نفسك وتچري على الحمام.
اجابتها جميله بصوت منخفض متعب:
– مش قادرة تعبانة اوى مش عارفه مالى من امبارح ، شكلي اخذت دور برد ثاني
عقدت حاجبيها بشك متمتمه بصوت مهزوز بعض الشئ:
-هو انتي اللي فيه ده جاءلك اكثر من مره، هو انتي لحقتي تحملي منه ولا ايه.
هتفت جميله بارتباك و قد اتسعت عينيها:
– بتقولى ايه آآآ لا.انا مش حامل
شعرت جميله بالبرودة تتسلل بجسدها فور تذكرها بأن من الممكن يكون حديث أحلام صحيح فهي سليمه وما حدث في الماضي من زواجها الأول كأن مجرد خدعه والآن يمكن أن تحمل بطفل من دياب، انتهت من اعداده الفطور لتضع الابريق في صينيه وبجوارها كاسات الشاي ، ثم ابتعدت جميله بضعف لترحل للخارج
وقد شحب وجه أحلام حتى اصبح كشحوب الاموات لتقول بعدم استوعب وحقد:
– البنت دي مستحيل تكون حبله ، من دياب ولو حصل هجتله بايدي دول، ومش خليكي يا چميله تتهني بي لا إنتي ولا دياب.
***
كان الثلاث سلايف يجلسون في الحديقه يحاولون مواسات فرحه في كسر اطباق الصيني هتفت فرحه بين بكائها وهي تقطع في المناديل الورقيه آلتي أمامها:
-خلاص الصيني ما بجاش عاااد ينفع ،كله من اللي ما تتسماش صفيه ، لازم تطلع غلها فيه
نظروا اسيف ونادين إلي بعض يحاولون كتم ضحكاتهم لتقول نادين بجدية مصطنع:
– خلاص معلش بقي يا فرحه هتقضي طول اليوم عياط ، علي شويه أطباق و راحوا يا حبيبتي مش مستاهله يعني
سحبت منديل أخري من العلبه ثم مسحت دموعها لتقول بضيق:
– طب بس ما تجوليش شويه اطباج؟ انتي مش خابره دول كانوا بالنسبه لي ايه شجي امي كله راح في ثانيه جدام عيني ، ما لحجتش افرح بيهم يا ريتني ما طلعتهم ، آه
كتمت أسيف ابتسامتها بصعوبة لتقول :
– طب خلاص هو راح يعني ايه اللي هيفيد من اللي بتعمليه، اقول لك على حل
لتقول فرحه بحزن:
-إيه
قالت اسيف بجدية مصطنع :
– طالما صعبان عليكي قوي كده الاطباق هاتي لزق واقعدي لزقي فيهم وحطيهم قدام عينك ورجعيهم مكانهم وما تستعملهمش ثاني
لتقول نادين مؤكدة حديثها:
-اه، او حطيهم قدامك علي الحيطه كانهم برواز صور، ومالي عينك فيهم في الرايحه وفي الجايه كده
نظرت فرحه إلي الاثنين بعدم تصديق قائلة بحزن: انتم بتتريجوا عليا ، ماشي يا نادين و ماشي يا ست أسيف
إلي هنا لم يتمالكون انفسهم وانفجروا في الضحك عليها لتقول أسيف وسط ضحكتها:
– لا أنا مش قادره أمسك نفسي اكتر من كده،اصل بصراحه يا فرحه منظرك كأن نكته قوي، وانتي عماله ماسكه في الاطباق وبتعيطي وتقولي الصيني بتاع أمي راح خلاص .
لتقول نادين بصعوبة من الضحك:
– آه والله انا مش قادره اصدق انك عامله كل ده عشان شويه اطباق ، ما خلاص يا فرحه الموضوع مش مستاهل
فرحه بزعل:
– اكده ماشي حتى انتم الله يسامحكم ، اني ما حدش في الدار ديه حاسس بيا ولا بجهرتي على الطباج كيف
أسيف بضحك:
– ثاني انا والله كنت ماسكه نفسي بالعافيه علي منظرك، معلش والله مش قادره أمسك نفسي اكثر من كده
نظرت فرحه لهم بضيق شديد ثم نهضت بغيظ منهم لتقول نادين بصوت عال:
– خلاص يا فرحه احنا اسفين ما تزعليش، تعالى بس
لينظرون نادين واسيف إلي بعض وينفجروا بالضحك أكثر .
***
بعد اسبوع كان جلال بداخل الاسطبل ثم سمع هاتفه يرن أخرجه من جيبه وتطلع بشاشه الهاتف ليجد رقم والد أسيف تنهد بضيق شديد وأجاب: -الو يا عمي ازيك عامل ايه ؟
– لسه فاكر تردي عليا؟ هو في ايه، ولا انت ولا أسيف بترد عليا, من ساعه اللي حصل في الشركه وانا قلقان جدا و عاوز اطمئن ، ايه اللي حصل بالضبط واللي يخليك تضرب مصطفى ؟
قال جلال بصرامة:
– وما سالتش البيه اللي مشغله عندك ليه؟ الهانم بنتك قالتلي هروح اشوف واحده صاحبتي شغاله في الشركه عندك وانا وافقت بحسن نيه ما اعرفش انها كانت راحه تقابله من ورايا
– جلال حاسب على كلامك؟ طريقتك فيها اتهام لبنتي، اسمعني كويس أسيف ممكن تكون فيها كل العبر الى انها تخون أو تكدب، بنتي وانا عارفها كويس
جلال بغضب قائلاً:
– امال كذبت عليا ليه وهي راحه تقابله من ورايا؟ مع اني محذرها ملهاش علاقه بي خالص ولا كلام حتى في التليفون منعها
-اكيد عشان منعتها تشوفه كذبت عليكي، انا حاولت برده زيك امنعها تقابله بس هي مصره تكلمه, وبعدين ما تخليش مخك يروح لبعيد هما اللي بينهما صداقه وبس ، انا حتي ذات نفسي قلتلها في مره لو في حاجه بينك وبين الولد ده خليه يتقدم وانا ممكن اساعده، وهي رفضت وقالتلي احنا اصحاب وبس
جلال بانفعال دون وعي:
– يا صلاه النبي (عليه افضل الصلاه والسلام) صحاب عادي صح، والمفروض انا اسكت بقى كده, اسف يا استاذ احمد الكلام ده مش عندنا و لما بيحصل بنسمي حاجه ثانيه انا مكسوف اقولها لحضرتك عشان ما تزعلش مني ، بنتك غلطت غلطه جامدة قوي
أحمد قائلاً بحده:
– ما تحاسب على كلامك يا جلال من ساعه ما كلمتك وانت عمال تغلط في بنتي؟ و بصراحه كده شكلي انا اللي غلطت لما جوزتها لك مش ملاحظ من ساعه ما اخذت الارض مني وانت عملت تسوق فيها وتغلط ومش همك حد؟ ايه خلاص خذت اللي انت عاوزه بقى وبتفكر تلغي الاتفاق اللي كان بيننا ؟ على العموم براحتك عاوز تطلقها اتفضل انا مش همنعك ,تحب امتى الطلاق ونتفق
أجاب جلال عليه بتوتر وقلق:
– ايه اللي حضرتك بتقوله ده انا اصلا ما كانش في دماغك موضوع الارض ولا بفكر كده، ولا بفكر خالص اطلق أسيف ,والاتفاق إللي كان ما بيننا انا اصلا لغيته، وانا مكمل دلوقتي مع اسيف عشان بحبها مش عشان موضوع الارض, انا اسف لو ضيقت حضرتك بكلامي من غير ما اقصد, بس اللي حصل صعب اتقبله خارج عن عادات وتقليدي اللي اتربيت عليها
أحمد بجدية:
-وانا كمان بنتي متربيه كويس يا جلال, وانت كمان غلطت زيها، ما كانش ينفع تتخانق في الشركه وسط الموظفين وتضرب مصطفى وتسحبها كده عارف دلوقتي هيقولوا عليكم ايه؟ ميت فكره هتيجي في دماغهم و لما هيصدقوا يتكلموا فيها الصح كنت حسبتها على جنب وفهمتها الصح وحسبتها في بيتك مش وسط الناس
صمت لحظه فقد أحس بخطاه الكبير ليقول:
– ما هي اللي فضلت تعند معايا لما سالتها بتعمل ايه معاه؟
– طب وايه الجديد ما انت عارف دماغها وعنادها وانا حذرتك منها ومن تصرفاتها, يبقى الصح تسكت انت وتحاسبها بعيد.
تنهد جلال مجيب بحنق قائلاً:
– اهو اللي حصل بقى خلاص
– وعلى فكره انت مكبر الموضوع، الولد مصطفى ده بقاله اكتر من 6 شهور معايا في الشركه و بصراحه ما شفتش منه حاجه غلط او تصرف غير محترم ، وهو فعلا باين عليهم صحاب بس ، ولعلمك كمان مصطفى بعد اللي حصل قدم استقالته
جز علي أسنانه بغضب وقال بعصبية مفرطة:
ثاني حضرتك هتقول لي اصحاب؟ مش هينفع الوضع ده معايا لازم يبطلوا يكلموا بعض سواء بقي بالوحش ولا بالحلو استاذ مصطفى بتاعكم ده برضه لازم يبعد عنها
– خلاص قصر الكلام حل امورك مع مراتك بهدوء وعقل، ودلوقتي اديني أسيف بنتي عاوزه اطمئن عليها مش بترد على التليفون خالص
قال جلال بقلق فهو أخذ منها الهاتف حتي لا ترحل أو تتحدث مع أحد فما حدث لها :
– هاه حاضر
***
اخذت صفيه تبكي بشدة وحسره حتي قالت صديقتها ورده بضيق:
– يا بنتي بطلي عياط كل ديه عشان چلال بتاعك والله ما يستاهلش اللي انتي عامله في نفسك ديه عشانه
صفيه بمرارة:
– بس يا ورده ما تجوليش عليه اكده چلال يستاهل كل العشج اللي في جلبي لي، واني متاكده لولا الزفته مراته كان زماني دلوج اني مكانها و متجوزه چلال و بيعشجنى اني ، بس اني مش خابره طلعتلي منين بس ست اسيف.. دي كيف اللي سحراله
لتقول ورده بتفكير:
-طب ما تعملي انتي كومان زيها وتسحريله عشان يحبك زيها واكثر
صفيه ببلاهه:
– كيف ديه
لتقول ورده بجدية:
– فاكره البنت عنيات صاحبتنا والولد مرزوج اللي كانت بتحبه وهو متجوز صحبتها وكان منفضلها طول الوجت، اتجوزته من يومين اتنين بس وبجيت مراته خدامه ليها كومان
اتسعت عيني صفيه بصدمه وهتفت بحيره:
-واه حصل كيف ديه، ديه كان مرزوج يطيج العمى ولا يطجها
نظرت ورده حولها بتراقب, لتفهم صفيه لتقول بنفاذ صبر:
– اتحددي على طول امي مش اهنه
هزت راسها لتجيب:
– في واحده اسمها سمندا بيجولوا وصله جوي وما فيش حد وصاها ولا طلب منها أيتها حاچه إلا وهي منفذه لي طلبه حتي لو كان ايه، والبنت عنايات راحتلها عشان تسحر لمرزوج ويتجوزها
أمسكت صفيه يدها بلهفه شديدة:
– فين الست دى وساكنه فين؟ انا رايدها حالا دليني عليها بسرعه يا ورد
ابتسمت ورده قائله بحذر:
– عيني بس دي ثمنها غالي جوي ؟
لمعت عينيها المنتفخة من البكاء بشغف وشر:
-ما فيش حاچه تغلى عليا طالما عتجيبلي چلال لحد عندي
***
دلف جلال الجناح الخاص به هو و زوجته باحث بعينه عن اسيف حتي وجدها تجلس أعلي الأريكة وتشاهد التلفاز تقدم منها بهدوء واشاحت هي وجهها بعيد عنه ليقول بعد أن وضع هاتفها جانبها:
– تليفونك أهو عندك ، بس اول حاجه اتصلي بباباكي عشان قلقان عليكي قوي
قالها ورحل دون انتظار حديث منها عقدت حاجبيها بدهشة وتعجب من افعاله ثم سمعت صوت هاتفها يرن برقم والدها لتجيب عليه:
-الو يا بابا
– أسيف حبيبتي انتي كويسه؟ ما كنتيش بتردي عليا الايام اللي فاتت ليه
تجاهلت حديثه متسائلة باهتمام:
– هو مصطفى فعلا قدم استقالته
– يادي مصطفى اللي مش جايبلنا غير الكلام والمشاكل ، ايوه فعلا قدم استقالته وريحنا منه ومن مشاكله
لتقول أسيف بغضب شديد:
– مشاكل ايه هو كان عملك حاجه حرام عليكم هو عشان غلبان هتجبوها في، هو افتري و خلاص.. لو في حد غلط في الموضوع ده هيبقى احنا كلنا غلطنا في حقه مش هو ، بابا لو سمحت حاول ترجعه الشغل من تاني
أحمد بدهشة وقال بحده:
– نعم انتي عاوزاني اروح اتحايلك عليه ولا إيه؟ وبعدين حد قاله يمشي هو اللي مشي من دماغه، وبصراحه احسن حاجه عملها
هتفت أسيف بضيق مكتوم:
– وفيها ايه لما تروح تتحايل عليه مين اللي غلطان في حقه مش انت و البيه التاني جلال, انت ما شفتش منظره واللي عمله في ولا ايه؟ هو كان عامل ايه لكل ده ،هو كل اللي كان نفسه فيه يشتغل بمرتب كويس عشان يصرف على مامته انت مش عارف ظروفه شكلها ايه
أحمد هاتفا بلا مبالاة:
– وانا مالي كنت خلفته ونسيته ما يروح يشتغل في اي حته ثانيه ؟ هتشيليني ذنبه ليه ؟
هزت رأسها بيأس هاتفه بقله حيله وحزن:
– ما فيش مره اطلب منك حاجه وتعملهالي أو اكون متعلقه بحاجه وبحبها وما تكونش انت السبب في حرماني منها؟
عقد حاجبيه باستغراب متسائلا:
– وانا عملتلك ايه بس؟ و قصدك ايه في السبب في حرمانك منها ؟
أمسكت دموعها بمرارة لتقول ببرود مصطنع: ولا حاجه ما تاخدش بالك، انت مش اتطمنت عليا انا كويسه، يا ريت تحاول تتصل حتى بمصطفى وبلاش تروح له طالما متضايق قوي كده من مروحك لي ، وتعرض عليه شغل بره الشركه الرئيسيه و شوف لي شغل في فرع تاني
***
وضعت الصينيه اعلي الطاولة ونظرت إلي دياب كان يعدل ملابسه للرحيل وقالت بتوتر:
– الفطار يا دياب
أبتسم دياب بحنان قائلاً وهو يتقدم منها :
– تسلم يدك يا چميله, مش خابره ليه غاويه تتعبي نفسك ما تطلبي من اي حد يعمل الفطور وخلاص
جميله تضغط علي يدها مؤزاره اياها محاولة اطمئنانها من الرهبه التي إصابتها منذ قليل وقالت بحب:
– تعبك راحه يا دياب انا متعوده على كده من زمان, وبعدين انا ببقي مبسوطه لما اعمل لك حاجه بايدي ولا انتي مش بيعجبك اكلي
رفع رأسه مسلطاً نظراته بعينيها قبل ان يحيط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحوه بحمايه اكثر وهتف:
– هو ايه اللي ما عجبنيش بس, ديه إني ما بجتش اخرج من الدار كيف الاول وباجي في ميعاد الاستراحه اكل اهنه عشان حاجتين اثنين بس.
عقدت حاجبيها متسائلة باهتمام:
– ايه هما
ظل محتضاً اياها بين ذراعيه بحمايه ممرراً يده بحنان فوق ظهرها متمتماً لها بصوت هادئ لطيف ساحر لها بلطف وممرراً يديه فوق وجنتيها برقه:
-أول حاچة عشان ادوج من اكلك اللي كيف الشهد من يدك دول ، وتاني حاچه واهمهم امللي النظر في عينك اللي كيف لون البحر دي و وشك إللي كيف الجشطه، يا جشطه إنتي
ابتسمت باتساع علي دعابه لتقول بتراقب:
– بتحبني يا دياب
نظر لها باستغراب من سؤالها وهو يخفض رأسه مقبلاً جبينها بحنان:
– تبجى عبيطه لو لساتك بتسالي او شكه بعد كل ديه يا چميله ، وبعدين اني بعمل اكثر من الحديد بحبك بالافعال اللي بعملها وانتي تشهدي بكده صوح
ضامماً اياها بين ذراعيه دافناً وجهه بعنقها يستنشق رائحتها الخلابه التى يعشقها وهمست جميله ترغب في التأكد:
– مين قال كده لا طبعا لازم اسمعها برضه، الافعال كويسه وكل حاجه بس برده الكلمه بتفرق معايا زي ما انا بقعد اقولها لك على طول ، بحبك يا دياب
احاطها بذراعيه القويه تضمها اليه بشده وهي بينما تمرر يدها بحنان فوق ظهره ونبضات قلبهم تضرب بعنف، ظلوا على هذا الوضع عدة دقائق قبل ان يرفع رأسه اليها متمتماً بصوت اجش :وانا باعشجك يا چميله
تراجعت جميله الى الخلف متفاجئة من اعترافه حابسه أنفاسها بقوة وقد اخذت دقات قلبها تزداد بعنف حتي ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها من شدة السعادة ، اشتعل وجه جميله بالخجل لم تتوقع أن ينطق بها بهذه السهولة متمتمه بمرح اكتسبته في الفترة الأخيرة منه تقلد لهجه الصعيديه :
-صوح يا دياب
ابتسم دياب بشده وقال بعشق :
– صح الصوح يا جلب دياب
***
كأنت فرحه في المطبخ تشرف على الطعام مع مساعدات المنزل حتي استمعت إلى صوت هاتفها لتجيب بابتسامة مشرقة:
– ازيك يا چميله عامله ايه؟ والله انتي بنت حلال كنت لسه بفكر فيكي عشان اكلمك
زمت شفتها بعتاب خفيف قائله:
-يا سلام ما انا لو كنت في دماغك كنتي جيتي و ذورتيني ذي الأول، مش كل مره تطلعي لي بحجه شكل؟
فرحه بارتباك:
-معلش بجى مشاغل ، طمنيني عليكي عامله؟ودياب عامل معاكي ايه هو والبنته؟
حمحمت جميله قائلة بإحراج شديد:
– احنا كويسين كلنا؟ فرحه كنت قصدكي في خدمه انا عارفه ان المفروض واحده غبيه تطلب منك طلب زي ده بس انا مش لاقيه حد غيرك ومحتاجة حد جنبي قوي دلوقتي
فرحه بقلق شديد:
– في ايه مالك؟ وغويشتيني عليكي؟
ضغطت على شفتيها بضيق وقالت بخجل: عاوزاكي تيجي معايا النهارده وانا رايحه المستشفى، عاوزه اكشف تحليل حمل
لتقول فرحه بسعاده مندفعه :
– بجد حامل
ثم انطفأت سعادتها متذكر وهي تقول بتعجب:
– بس كيف انتي مش جلتلي جبل سابج انك مش بتخلفي؟
***
جلس عيسي يقلب نظراته بينهما، كانت أسيف تشيح بعينيها بعيد عن جلال الذي كان وكأنه يجلس فوق مقعد ونظراته تلحقها بشده، تحدث عيسي وقطع الصمت السائد بقوله:
– وحدوا الله
عقد جلال حاجبيه وقال:
– لا اله الا الله
هتف عيسي بصرامة:
– في ايه عاااد، هو انتم منزليني من الاوضه عشان تسمعوني سكوت بعض، ما تتحدتوا إني مش فاضي و رايد اطلع انام انا مش رائج لوچع الدماغ بتاعكم ديه، ومشاكلكم اللي مش بتخلص
قالت أسيف ببرود:
– والله انا ولا نزلت حد ولا ناديت علي حد انا اتفاجئت بام العربي بتقول لي تعالى كلمي أستاذ عيسي عاوزك في موضوع مهم ، ونزلت اتفاجئت ثاني بجلال قاعد معاك, انا بقى اللي عاوز افهم في ايه بالضبط منزليني ليه ثاني ؟
عيسي بإستغراب:
– انا مشيعتش لحد ليكي, واتفاجئت كيفيك بأم العربي بتناديني وبتقول لي جلال عاوزك تحت
ابتسمت أسيف بسخرية هاتفه بضيق:
– كده وضحت، جلال هو اللي مجمعنا
هتف جلال بظفر:
– ايوه انا اللي بعت أم العربي ليكم انتم الاثنين عشان زهقت وقرفت من وجع الدماغ اللي انا بقيت عايش في ليل ونهار، انا اتكلمت معاكي كثير بهدوء و انفعال وانتي مش راضيه تسمعي كلمتي ومصممه على اللي انتي عاوزاه، قلت طالما كبرتي عيسى وسمعتي كلامه ادخله ما بيننا يحل مشكلتنا ممكن العقده تتفك علي أيده واخلص
اسيف باستنكار:
هو انت مفكر بالطريقه دي هسمع كلامه وانفذه غصب عني تبقى غلطان
جلال بحده:
– وانتي كمان غلطانه مش لوحدي
ليرد الاثنين في نفس واحد:
أسيف بعناد: لا
جلال بإصرار: آه
هز رأسه بيأس ثم تنهد عميقا قبل أن يردف موجهة حديثه الى جلال :
– بكفاياكم عااااد، انا مش فاهم اصلا خناجاتكم دي عن ايه ولا اللي حصل بينكم، احكي و خلصني خليني اطلع انام يا چلال
اخذ نفس عميق جلال وبدا يقص عليه كل ما حدث من البداية أن شاهدها مع مصطفى إلي النهايه.
– يعني أنت حسب اللي سمعته منيك أن المشكلة أنه أسيف كذبت عليكي وراحت تجابل زميل ليها في الشركه من غير ما تجولك صوح يا چلال؟
قاطعه جلال هاتفاً:
– لاء، مش كده وبس الهانم بتكلمه من ورايا كمان وحذرتها اكتر من مره وكسرت كلمتي
نهرته أسيف قائله:
– ما تكمل يا جلال وتحكي كل حاجه طالما انت اللي عاوز اخوكي يدخل ما بيننا، البيه كمان ضرب مصطفى من غير ما يسمعني و جرجرني وراء وسط الناس في الشركه
نظر عيسي له بحدة قائلاً بغضب:
– باه، انت عملت اكده صوح يا چلال ،مجرمين احنا عشان نضرب في الخلج من غير سبب
جلال بضيق:
– انا ما كانش جصدي بس ردها اللي استفزني
نظرت اسيف باستنكار وقالت بحده:
-هو ايه اللي ما كانش قصدك ده ان خرشمت وش الراجل خالص وكنت السبب في استقالته،انت متخيل حاله عامل ايه دلوقتي وهو الوحيد اللي كان بيصرف علي مامته
جلال بنفاذ صبر:
– يووووه انتي ليه مصمم تشيليني ذنبه انا مالي بيه، وبعدين خلينا في مشكلتنا احنا والأهم انا اتاسفت وانتي برده مش راضيه تقبلي اسفي اعمل لك ايه اكثر من كده
اسيف بلا مبالاة:
-عادي تطلقني .
ليهدر جلال بغضب ينفي الخوف الذي احتل قلبه ما ان سمع طالبها للطلاق باستمرار:
-شوفت اسلوبها المستفز ثاني. عندي حق أنا ولا لاء
عيسي بصرامة:
-باه، بكفاياك جولت طالما جايبني يبجى اسمعوني مش عتسمعوا نفسك وبس
ثم وجه حديثه الي أسيف قائلاً بجدية:
– اسمعيني يا اسيف اني عجول اللي عليا واللي في ضميري وانتي حره في اختيارك مش عغصبك على حاچه كيف ما انتي فاكره ، جوزك من حجّه يّعرِف انتي روحتي فين وجيتي منين، وما ينفعش تكذبي عليه ولا تكسرى كلمته، اني خابر انك لساتك مش واخده على عوادنا ، بس ما ينفعش تتحددي مع شاب وانتي متجوزه ده حتي الشرع مش محلل بكده
ابتسم بخفه جلال قائلاً بعتاب:
– أهو، عرفتي اني معايا حق
جزت علي أسنانها بغيظ متحدثه بغضب:
– انا ما اعترضتش انه من حقه انه يعرف, لكن مش من حقه انه يزعق لي بالشكل ده ومش من حقه يضربه بالطريقه الهمجيه دي، ومش من حقه يكلمني بتلميح انا ما اقبلوش وانا شايفه نظرات شك واتهام في عينيه، ولا من حقه أنه يضربني كمان
ثم نهضت وهي ترمق جلال نظرات ألم كم أوجعته لتقول بخفوت ولهجة تحذير واضحة تلون صوتها:
– يا استاذ عيسي أنا اتضربت واتهنت قدام الكل هنا في بيتك وهناك في الشركه! و الله وأعلم دلوقتي بيقولوا عليا ايه وهم شايفينك ساحبني وضرب مصطفى من تحت راسي، ده غير زعيق وطريقة كلام وتلميحات أنا مقبلهاش، أنا مش ممكن هستنى هنا بعد كل اللي حصل لو سكت تاني هيزيد فيها ولازم أضع حد للي انا فيه، وأرجوك يا استاذ عيسى انا اللي بترجاك تدخل و اتكلم معاه وخلّيني أمشي من هنا
لترحل إلي الاعلي دون سمع رد أحد أخفض جلال رأس بألم وبياس تطلع اليه عيسي بحزن علي أخيه الغالي قائلاً:
– اسمع حديدها و سيبها تمشي يا چلال
إتسعت عيني جلال بصدمه وهتف بهلع:
– انت بتقول ايه يا عيسى انت مش سامع كلامها دي لو مشيت مش هترجع ليا ثاني
عيسي بجدية:
– متهيالك! وبعدين هي مش جطه عتحبسها علي طول، هي بيك او بغيرك عتمشي يعني عتمشي خليها برضاك احسن وادي لنفسك هدنه تبعدوا عن بعض شويه
هز رأسه برفض وعجز وقال بصوت مخنوق مريره:
-مش هقدر على بعدها يا عيسى دي بقيت اكتر من روحي, انا بحبها قوي، وعارف ان حبي ليها بقى لدرجه تخنق وامتلاك بس غصبا عني.
ابتسم بخفه علي عشق أخيه الذي أصبح واضح للكل ليقول بلين محاوله استسلام لرحيلها :
-طب سيبها اسبوع واحد حتي تروح عند ابوها تهدأ ،صدجني الأمور عتهدا شويه ما بينكم لكن اكده ما فيش حاچه بتتحل ، فكر زين وبلاش تهور
***
كأن يجلس زين بغرفته متذكر حديثه مع جلال ليله أمس حيث قال لها بجدية تآما:
– اسمعني كويس يا زين وبلاش تهور وتخرب حياتك على الفاضي، استني حتى لما البنت ترد عليك وتقول لك موافقة على الجواز منك افرض قلتلهم دلوقت أمك وعيسي وقلبوها خناق ومن ناحيه ثانيه البنت ترفض تتجوز منك يبقى انت كسبت ايه غير انك خربت حياتك وخلاص
نظر له بحنق ثم أجاب زين باستغلال :
– طب لو نفترض البنت ردت و وافقت هتساعدني يا جلال ؟
جلال بضيق:
– لما ترد عليك الاول يحلها ربنا ساعتها
اعاده حديثه قائلاً بإصرار :
– هتساعدني يا جلال ولا لاء ؟
صمت لحظه وهو يفكر ليقول بنبرة هادئه:
– حاضر يا زين لو اتاكدنا من اخلاق البنت وانها كويسه مش مجرد واحده بتضحك عليك ، وانت بتحبها فعلا ، هافكر ازاي نخلي عيسى ووالدتك يوفقوا علي جوازك منها
ابتسم زين بسعاده وقال:
– اتفقنا
***
بداخل غرفه المستشفى مدت يدها الممرضة باختبار حمل وقالت بابتسامة:
-اتفضلي ديه اختبار حمل والحمام من اهنه
هزت فرحه رأسها بالايجاب بابتسامه واخذته منها هاتفه بشكر:
-متشكرين
ابتلعت ريقها جميله بصعوبة شديدة وقالت مرتجفه:
– أنا خايفه يا فرحه مش عارفه ليه ممكن اكون مش حامل؟
فرحه وقد شعرت بالقلق من نبرة صوتها تلك لترد نهى و هى ترفع الاختبار قائله باطمئنان ومزاح:
– مش ممكن ليه مش متجوزة ولا ايه ، ولا كنتِي انتى و دياب بتلعبوا استغمايه طول جوازكم؟ وبعدين نسيتي مخططتي ولا ايه ، تنكري
اشتعل وجه جميله بالخجل لتكمل متمتمه فرحه بصخب:
– ما تجلجيش هي في الاول بس رهبه الخوف ، بس بكره تتعودي واشوفك بتجرى ورا عيالك بالشبشب وصوتك مسمع لي حد عندنا في البلد كلاتها
ضحكت جميله على كلماتها وهي تنظر إليها بإستغراب من هذه المراه أهي ملاك بالفعل ليس بشر مثلهم, فعندما قالت لها بأنها تريدها في شئ قد حرمت هي منه ركضت إليها دون تفكير والآن تحاول تمزحها لتتخلي عن توترها وخوفها, لتقول جميله بحزن:
-عمرى ما فكرت او تخيلت ان ممكن اكون حامل
أمسكت يدها بحنان قبل أن تتحدث بعتاب:
-بس ما لكيش حج يا جميله تخرجي من دارك من غير اذن دياب؟ انتي مش خابره بينشفوا دماغهم في الحته دي جد ايه مش ناجصين مشاكل
زمت شفتها بضيق قائله:
– مش عاوزه اعشمه علي الفاضي يا فرحه وبعدين لو حصل نفسي اعمل له مفاجاه حلوه
نهضت تساعد جميله قائلة بحنو:
-ان شاء الله عيحصل يلا جومي جربي الاختبار واني استناكي اهنه، وسمي الله جبل ما تدخلي و سيبيها على ربنا
حاولت رسم ابتسامه ثم نهضت ببطئ متجهه نحو الحمام بعد ان شرحت لها فرحه كيفيه اجراء الاختبار من الروشته، غابت خمس دقائق وخرجت، انتفضت فرحه واقفه فور رؤيتها تخرج من غرفة الحمام تحمل الاختبار بيدها و على وجهها لا يفسره ثم رسمت ابتسامه مشرقة واضعه يدها فوق بطنها هاتفة بسعادة و هى ترفع عصا الاختبار امام عينين فرحه بعدم استوعب:انا حامل يا فرحه ، حامل
هرولت فرحه نحوها تحتضنها بقوة وهى تبكى بسعادة هاتفه بفرحة عارمه:
-مبرووووك ،مبروووك يا حبيبتى الف مبروووك
لتكمل وهى تبتعد عنها بفرحه صادق :
– دياب هيطير من الفرحه لما يعرف ، مـــبـــروك يا چميله
أدمعت عينيها بألم ونظرت إليها لتقول بحماس:عقبالك يا فرحه, تعرفي انا سمعت في مره ان الواحده وهي بتولد ممكن تدعي لحد بالذريه الصالحه وربنا بيتقبل منها ويرزقك ، و ان شاء الله انتي اول واحده هادعيلك
مسحت دموعها بهدوء مصطنع وقالت بلا مبالاة زائف:
-خلاص بجى عاااد يا چميله اني سلمت امري لربنا ونسيت الحكايه دي من دماغي خالص الحمد لله على كل شيء
***
جلست صفيه ومعها صديقتها ورده في ذلك المنزل آلتي دلتها عليه صديقتها ورده تلك الدجاله، لا تستطيع وصف مدى الشر الذي بقلبها تجاه تلك عائلة الجبالي، وصلت الكراهية بها لدرجه الي فعل ما يغضب الله ويلعنها؟ تستعين بتلك الشيطانة الدجاله التي تسمي سمندا في سبيل إيذاء اسيف، فلم يدعي أحد إليها فرصه أخري ، هكذا أقنعت نفسها بما تفعله صحيح
شحب وجه صفيه وهي تطلع الي المنزل يكاد يحاط على وجهها أن يصاب بالرعب من كل شبر في منزل وحتي الحيطان التي تحمل تعابير شيطانية،أرادت الرجوع لكن، كانت تحاول تمالك نفسها، بينما تجلس بجوارها رفيقتها في مشوار البؤس هذا، ورده ، التي قد تعاطفت مع صفيه، فتتعاطف معها بكل غباء وتنصحها بالاستعانة بتلك سمندا الدجاله
واخيرا خرجت تلك الدجاله سمندا كأنت شابه صغيره في العمر سمراء البشره مرتدي ملابس سواد رابطه وشاحه اسود أيضا حول رأسها وجلست أمام موقد بخور كبير، كانت تضع عليه بعض الأشياء فيزداد تصاعد الدخان في حين كانت تقرأ بعض الكلمات الغير مفهومة، ثم تساءلت بلهجة مصريه: طلباتكم ايه؟
عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة بعدم تصديق و باستنكار:
-ايه ديه هي ديه الدجاله يا ورده؟ ديه عيله صغيره شكلها وكومان مصريه؟ اني رايده واحده عجوزه ومن الصعيد هم اللي بيعرفوا يجيبوا جرار الموضوع كله
أسرعت ورده تخبط صفيه في جنبها بحذر وهي تقول بارتعاش:
– يا بت اجفلي خشمك واتكلمي معاها عدل انتي مش خابره الست سمندا وصله كيف؟ وهي اللي عتنفذ لك كل طلبات بالحرف
تطلعت فيها صفيه بعدم تصديق قائلة بضيق بينما ناولتها كيس كأن بداخله ملابس خاصه بجلال :
– اما نشوف مع اني مش واثجه فيها ،اتفضلي دي حاچه من جطر چلال وعحاول المره الچايه اشوفلك حاچه من جطر اسيف مراته
رمقتها سمندا بنظرة سوداء وهي تحدق فيها بقوة في حين ازدادت تغضنات بشرتها السمراء وهتفت بحدة:
– انا عشان اول مره تجيء لي هعدي كلامك الاهبل ده ومش هحسبك عليه، بس المره الجايه يا شاطره تاخذي بالك بتقولي ايه عشان مزعلكيش وانا زعلي وحش ، والهبل اللي في ايدك ده ما يلزمنيش
ابتلعت صفيه ريقها بصعوبة من نظراتها قبل أن تسأل:
– امال انتي رايده ايه؟انا رايده منك طالبين، اول حاچه تخلي چلال يحبني اني و يكره مراته، وثاني حاچه تبعدي اللي اسمها اسيف عنه ان شاء الله تؤذيها و أني تحت أمر الاسياد في كل طلباتهم
نظرت لها مطولا بابتسامة متهكمه ثم وضعت حبات علي موقد البخور فيزداد تصاعد الدخان في وقالت:
– اسمعيني كويس انا اعمالي مش بتنزل الارض أبدا واسالي قبلك اذا حد فيهم جالي مكسور الجناح الا وطلبه نافذ، وجو الاسياد عاوزين ايه واعملي زار وشغل الاونطه ده مش تبعي ، لو عاوزه تقضيها نصب ما ليش فيه شوفي حد غيري، اما عاوزه تكملي معايا يبقي تسمعي كلامي وانتي ساكته
هتفت صفيه بلهفه شديدة:
– يعني تجدري تخلي چلال يحبني و يكره مراته؟ لو عتعملي لي كده إني من يدك دي ليدك دي في اي حاچه، بس كيف ديه.. ده دايب في مراته جوي ومش شايف غيرها
سمندا بجدية:
– اول حاجه متساليش ازاي علي حاجه عشان ده شغلي إني بقي، وثاني حاجه انا ثلاث حاجات مليش فيهم الموت و المرض والحب ، عشان دول بايدي ربنا
هتفت صفيه بصوت أشبه بالبكاء:
– يعني ايه ما فيش حل چلال عمره ما يحبني ؟ امال اني چايه لك ليه
نظرت سمندا بحده وقالت بثقه:
– اسمعيني للاخر يا بت وبطلي زن انا بحب اكون صريحه من البداية، انا صحيح ما اقدرش اخليه يحبك بس اقدر اخليه يتعلق بيكي جدآ لدرجه ميرفضش ليكي طلب حتى لو قلتي له ارمي نفسك فى البحر هيرمي نفسه وهو ساكت
أشرقت أسارير صفيه وهي تهتف بسعاده:
– صوح حتى لو طلبت منه يطلج مراته ويتجوزنى؟
هزت راسها بثقه وقالت:
-حتى لو طلبتي منه لبن العصفور ، هيتعلق بيكي لدرجه كبيره يفضل تحت رجلك، بس كله بحسابه طبعا
ابتسمت باتساع وهي تتخيل هذا اليوم لتقول بفرحه:
– خابره لو اللي بالي حوصل، ليكي منّي حلاوة حلوة كبيرة جوي جوي ، هاه طلباتك ايه؟
بعد عده دقائق من الحوار عن المال الكبير الذي طلبته سمندا بإصرار وافقت في الأخير صفيه مقابل الحصول على جلال مقدم لها علي طبق من ذهب .
غابت سمندا إلي الداخل لمده ليست قصيره ثم بعد مده خرجت تحمل بيدها زجاجة صغيره سوداء بها سائله أبيض وقالت بحرس:
– اسمعيني في اللي هقوله كويس ونفذي بالحرف، العلبه دي هترشي منها ثلاث نقط على اي مشروب او اكله بيحبها عشان تتأكدي أنه هيدق منها وهيخلصها كلها،سمعاني كويس ثلاث نقط بس ومع كل نقطه هتقري الكلام إللي في الورقه ديه عشان يزيد تعلقه بيكي إنتي بس
هزت راسها صفيه بابتسامة سعيده وهي تاخذ منها الزجاجه والورقة واكملت سمندا قائله بثقه: وبعدها مهما عِملتله مراته ، مش هيقدر يقربلها, حتى لو كانت قدامه ملكه جمال الكون, وحبه ليها هيكرهها كره العمى.. خلاص بقى في غشاوه بقيت علي قلبه ومش هيشوفها ولا هتاجي في دماغه اصلا؟وهتبقى انتي الاصل ليه وبعدها بساعات بس تاجي هنا وتجيبي لي البشارة
انصرفت هي و ورده وهي تنظر إلى الزجاجه وتحلم باللحظة التي سيكره فيه جلال أسيف ويطلقها ويطردها من حياته ولا يعد يطيق حتى ذكر اسمها أمامه ،وتكون هي الزوجه والحبيبة إليه بعدها .
***
جلست احلام تضع قدم فوق قدم بتكبر كأنها تنتظر شئ يحدث بفضول حتي دلفت جميله وعلي وجهها ابتسامه كبيره لتقول ببرود:
– كنتي فين كل ديه يا سلفتي من غير ما تاخذي اذن جوزك
نظرت إليها دون إهتمام فهي لا تريد شي يعكر صفوها قائله :
كنت مع فرحه وخليكي في حالك
لتسير إلي الرحيل لتمسكها أحلام من كتفها بحركه سريعه قائله بابتسامة مصطنعة:
– آه مش تجولي اكده معاكي حج بصراحه تروحي تواسيها بعد اللي دياب عمله في جوزها عيسى لا حول ولا جوه الا بالله ديه كان هيموت فيها
ذهلت جميله ولم تجد جوابا لحديثها الغير الواضح في عينيها ليزدرد ريقها بصعوبة ثم تحدثت بصوت مهزوز:
– آآ وهو دياب ماله ومال جوز فرحه
شهقت بتصنع وابتسامة سخرية صغيرة تشكّلت على طرف فمها الذي يقطر سُمًّا:
– معجول ما تعرفيش كل ديه إن دياب هو اللي كان السبب في حرج الارض وكان هيموت عيسى كومان لولا ستر ربنا، امال الحكومه اللي كنت داخله وخارجه ديه عشان ايه ؟
انسحب الهواء من حول جميله وشحب وجهها بصدمه مما تسمعه .
***
هتفت أسيف متسائلة بابتسامة:
– صفيه بطلت تيجي ليه هي خافت منك ولا إيه
فرحه بضيق:
– يا اختي افتكريلنا حاچه عدله، وبعدين بعد ما طلعتي انتي وچلال، عيسي حذرها ما تجيش الدار تاني اهنه غير لما تعرف غلطها
تسألت اسيف بلا مبالاة زائف:
– وهي كانت ليه محموقه أوي كده على جلال؟ هم كانوا مخطوبين أو قرين فاتحه قبل كده
هزت راسها برفض هاتفه بجدية:
– لاه ولله ما حصلت حاجه كيف دي، هي بس عينها على جلال من وهي صغيره وحاطه في دماغها أنهم هيتجوزوا في يوم ، بس هو الشهاده لله جلال عمره ما كانت في دماغه ولا لماحلها بحاچه، بس الحمد لله أن اتجوزك انتي ديه إني فرحت جوي أصل صفيه عندها ربع ضارب في دماغها لو كانت جت اهنه وشها في وشي على طول كانت عتجنني ونجضيها خناج ليل ونهار
قالت اسيف بغيظ:
– ليه يا فرحه بس يا ريته كان اتجوزها وخلصت أنا، اهم لايقين الاثنين على بعض
فرحه بعتاب:
– والله يا اسيف انتي ظالمه چلال ديه ما فيش اطيب منه ولا احن من جلبه, جربي انتي منه بس وانتي عتعرفي زين و هتلاقي انك جد ايه كنتي ظلمه
هزت راسها بلا مبالاة لتكمل قائله فرحه باشفاق: بس تعرفي والله صعبانه عليا البنت صفيه هي بتتصرف من غير تفكير على طول، الله يسامحها مرات عمي هي اللي كانت معشماها بجواز چلال منها, و اتعلجت بي جوي، بس طيبه وجلبها ابيض برده
نظرت إليها باستنكار وقالت:
-هو انتي يا فرحه كل الناس عندك طيبه و قلبها ابيض؟امال مين اللي شرير في الدنيا وقلبه اسود
فرحه بطيبه:
– ماهو ما فيش حد بيتولد وحش وقلبه اسود يا اسيف، كل واحد ولي أسبابه وعذر للي بقى فيه دلوج
ابتسمت أسيف بسخرية هاتفه بألم:
– مش كل حاجه لازم ليها عذر ، في قلب اسود كده من غير اسباب؟
***
دلف دياب من العمل باحث بأعينه بلهفه عن جميله حيث كانت تستقبله مثل كل يوم لكن الليلة لم يجدها ، أصاب بقلق أن يكن قد أصابها مكروه ليذهب إليها سريعاً صاعد إلي أعلي حيث تفاجأ بأحلام تقف أمامه وهي تنظر اليه بتركيز فيما تنفث السم في أذنيه وابتسامة ماكره:
– اللي بتدور عليها مش اهنه كيف كل مره
عقد حاجبيه باستغراب لتكمل و تظاهرت بالبراءه: يا دياب أني خابره ان مراتك لساتها ما اتعاوّدت على طبْعِنا وعاوايدنا، لكن برضيكي أني ما يرضينيشي ان حد من اهل البلد يشوفوها وهي ماشية لوحدها أكده عيجولوا إيه وجتها؟
ليهب بغضب فيها:
– انتي تجصدي مين بحديدك ديه، مين دي اللي خرجت لوحدها
نظرت في عينيه بثقه وقالت بخبث لتصب الزيت فوق النار:
– چميله، هي ما خدتش اذنك يادي العيبه ديه اني اللي اكبر منها واجدم منها ما اجدرش بس اهوب ناحيه الباب خطوه من غير اذني جوزي
احمرّت عينا دياب لتصبح بلون الدم، وما ان همّت أحلام بالكلام حتى قاطعها بالركض إلي الاعلي .
***
دلفت السرايا وأقتربت صفيه من فرحه التي اشاحت وجهها بعيد بضيق مكتوم لتجلس صفيه بابتسامة باردة:
– كيفك يا نادين
ابتسمت نادين بود بصمت لتقول صفيه ببرود: كيفك يا فرحه انتي كومان ، مالك مبوزي اكده
ليه؟ لتكوني لسه شايله مني من موضوع الصيني اللي كسرته معلش غصبا عني
نظرت فرحه إليها بغضب وقالت:
– بت انتي چايه ليه بعد اللي عملتي مش عيسي حذرك ما تجيش اهنه ثاني
صفيه ببراءة زائف:
– ما اني چايه عشان اكده چايه اتاسف لكم ، ما تزعليش مني حجك عليا ، وهي فين الهانم جصدي أسيف عشان اتاسف لها هي كومان
نادين بهدوء:
– اسيف نائمه فوق يا صفيه ، الدواء بتاعها في منوم بينيمها ومش هتصحي دلوقت
لتقول فرحه بحده:
– مش خلاص اللي انتي چايه عشانها مش موچوده دلوج اتكلي على الله بجى، يلا أنا كل ما بشوفك بفتكر اللي عملتي في الصيني غوري من وشي
صفيه ببرود:
– ما خلاص يا فرحه كل ديه عشان شويه طباج يطلعوا بكام يعني وانا ادفعهملك
نظرت إليها فرحه بعصبية متحدثه:
– تدفعيلي ايه يا مجشفه انتي هو انتي حيلتك حاچه، هو اني عامله كل اللي اني فيه ديه عشان معيش فلوس اشتري غيره، حد يناولني حاچه اخبطها بيها المستفزه دي
وفجاه هبطت برأسها لتأخذ الحذاء آلتي ترتدي بغيظ لتقترب منها نادين مسرعاً:
-فرحه خلاص معلش اهدي بقى
جزت فرحه علي أسنانها بغيظ متحدثه بغضب:
-سيبيني عليها يا نادين اني مش هضربها اني ععرفها غلطها بس
نفخت بضيق صفيه لتنهض قائلة:
– اني عطلع أشوف خالتي جبل ما امشي متشكرين على واجب الضيافه يا فرحه ، رايده تضربيني عشان شويه طباج
قالت فرحه بغيظ:
– برده هتجولي شويه طباج، ما تجوليش شويه طباج يا بارده
لتقول صفيه باستفزاز:
-امال هما ايه ، جوالب جبنه قريش
انزلت فرحه الحذاء أرضا بيأس هاتفه بحنق شديدة : خابره انتي يا بت يا صفيه.. إنتي بت حلال وربنا هيديلك ان شاء الله على جد نيتك السوداء ديه, ايوه اسمعيها مني ما تستغربيش و تبرجيلي اكده.. ديه اني عاصحى الفجر مخصوص عشان أصلي وادعيلك كومان، واني رافعه يدي هطلب من ربنا يرزجك بحماه و جوز يطلعوا عليكي الجديم والچديد .واني واحده محروج دمي ليله ونهار و ليا الچنه عشان مستحمله حماتي و مستحملاكي إنتي كومان، وان شاء الله عيتجبل مني ..و خذيها مني نصيحه وجولي فرحه جالت هجع (هقع) في شراء اعمالي
وضعت نادين يدها على فمها تكتم ابتسامتها بصعوبة، و رحلت صفيه من أمامها وهي تسير بدلال.. إتسعت عيني فرحه قائله بنبرة مغتاظه:
– شوفي البنت بتمشي كيف رايده تحرج دمي اكثر.. روحي يا شيخه ربنا يسخطك جرده وسط جبلايه جرود (جبلايه قرود) من عينتك
***
كانت جميله تجلس أعلي الفراش تحاول أن تنفي حديث احلام من عقلها وعدم تصديقها فهي أصبحت تعرفها جيداً دائما تريد افتعال المشاكل بينها وبين دياب من غير أسباب
ليفتح الباب فجاه ودلف دياب الى الداخل، و ما ان رأته حتى تقدمت ناحيته وهي تهتف بفرح لرؤيته:
-دياب حبيبي حمد الله على السلامة
ثم تعلقت بعنقه ورفعت رأسها لتقبله على وجنته كما اعتادت ليبتعد بوجهه عن مرمى قبلاتها فقطبت بإستغراب وقالت بابتسامه سعيده:
– عندي ليك خبر حلو أوي هيفرحك أنا حامـ.
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)