رواية بيت السلايف الفصل الثالث 3 بقلم خديجة السيد
رواية بيت السلايف الجزء الثالث
رواية بيت السلايف البارت الثالث
رواية بيت السلايف الحلقة الثالثة
في شركه زين بالقاهرة تقدمت نادين من السكرتيره متسائلة :
-زين جوه يا مروه
اومات براسها بالايجاب قائله بتردد :
– ايوه يا استاذه نادين جوه بس قاللي متخليش حد حتي لو حضرتك ؟
كان زيـن في مكتبـه كالعادة يمسك القلم بين اصابعه الخشنة يتلاعب به مع الاوراق يرسم حتي يخرج غضبه فهذه عادته ،استفاق من شروده على صوت زوجته نادين لتقول بغضب:
– ممكن اعرف ايه اللي انت عملته في الاجتماع ده هو انت على طول كده مندفع كنت هتبوظ الشغل وكل التعب اللي تعبناه على الفاضي انت عارف شركه زي دي هتفرق معانا ازاي لما نمضي معاها
صمت ببرود ولم يجيب ،فصاحت مستنكرة:
– زين انت بتعمل ايه ؟ بترسم! وانا قاعده بتكلم معاك في موضوع مهم وانت ولا هنا انت مش هتبطل الشخابيط اللي بتعملها دي
اشار لها زيـن براسه بعدم مبالاة وقال:
– مش هابطل . وبعدين انتي مش خلصتي كلامك اتفضلي خلصي اللي وراكي عشان نروح الصعيد جلال رجع النهارده !
اتسعت حدقتاها بغيظ من بروده لتهمس :
-ماشي يا زيـن
***
– جميله حبيبتي اقفي على اطراف صوابعك وايدك وراء ظهرك ده عقابك لمدة نصف ساعة !
قالها محمد بهدوء بها بعد ان رجع من عمله و راها توجد بداخل الشقه التي امام منزلهم والباب مفتوح وتجلس مع احد الجيران رغم انها كانت فتاه لكن غضب بشده ، كانت دموع جميلة تملأ عيناها الزرقاء الجميله مثلها لكنها تملاها الدموع المنهمرة لانها بكت فترة و توسلت كثيرا بضعف .
– خلاص يا محمد سامحني مش هعمل كده تاني بس بلاش عشان خاطري تعاقبني العقاب ده
اشار لها محمد بسبابته نحو الحائط بتصميم :
– جميله من غير كلام كثير يلا يا حبيبتي اسمعي الكلام انتي غلطتي ولازم تتعاقبي
هزت راسها بضعف من بين دموعها المنهمرة فوق وجنتيها بترجي شديد :
– والله هي اللي نادت عليا كانت عاوزه مني اخلي بالي من ابنها عشـ
– هشششش اتكلمتي كثير وعقابك كده ممكن يزيد يلا اقفي على اطراف صوابعك وايدك وراء ظهرك ده عقابك لمدة نصف ساعة!
تنهدت بضعف لتعرف لا مفر امتثلت جميله لعقاب محمد زوجها الذي يجلس اعلي الفراش وهو ينظر بساعه يده ليمر الوقت . ضغطت على شفتها بعنف من الالم فساقها بدا يصيبها بوجع شديد يسري في عروقها يمنعها مواصلة عقابه حتي لا يزيد العقاب خوفا من عقاب أشد …
بعد قليل خلصت المده قال لها ان تقترب منه فوقفت جميله مترددة فالاقتراب مؤلم ،تحدث محمد وعيناه تحده لا تتزحزح ومد يده لشعرها البني بلون القهوة يتحسسه بشغف شديد وقبض على ضفيرتها الطويلة الملقاة بانسيابية خلف ظهرها ولفها حول يده لفتين وسحبها بعنف وهتف بهدوء حين صرخت لكنها اخرست نفسها بخوف منه وقال بنبرة تهديد :
– اتعلمتي الدرس يا قلبي …
هزت راسها قائله بخوف :
-والله العظيم ما هعملها ثاني ولو نادت عليا بعد كده هعمل نفسي مش سامعه ومش هكلمها خالص .
ابتسم بانتصار :
– شاطره يا حبيبتي دلوقتي نكمل باقي العقاب انا عاقبتك عشان فتحتي الباب من غير اذني لحد غريب مع اني محذرك ، دلوقتي عقابك علي انك رحتي شقه ناس منعرفهاش ويا عالم كان ممكن حد يعملك حاجه وحشه هناك ؟
امتعض وجهها وانكسرت ملامحها برعب بينما التعب والاجهاد واضح عليها :
– بس ما كانش موجود غير ست بس .!
– هشششششششش .!
***
كان والد محمد راقد اعلي الفراش لينتفض من الفزع عندما سمع صوت صارخة قادمة من غرفه ابنه فقال متسائلا:
– ايه الصوت ده ؟
هتفت زوجته بعدم مبالاة:
– تلاقي ابنك بيضرب جميله زي كل يوم تلاقي عملتله حاجه
تنهد بحنق قائلا:
– ادي اللي ابنك فالح فيه بيتشطر علي البنت انما تعليم وشغل فاشل وبيتشطر على البت الغلبانه، إللي طول النهار في شغل البيت وهو بليل ضرب فيها عارفه البنت دي لو عرفت موضوع البيت والدكان هتطلع القديم والجديد علينا ومش بعيد تطردنا في الشارع
لوت شفتيها بسخرية هاتفة:
في ايه مالك هي صعبانة عليك و لا ايه وبعدين ما انت كسبت زيك زينا . ادينا خذنا البيت و قاعدين فيه وانت فتحت الدكان بقاله مع انك ما كنتش راضي في الاول .؟
هز راسه باهتمام ليقول بتوجس :
– يا وليه كنت خايف لما تقولي للبنت ان ابوها كتب لينا البيت والدكان بتاع ابوها باسمنا خوفت جميله متصدقش وتطلب اوراق اثبات بكده بس طلعت هبله وصدقت على طول بس الحمد لله ما طلبتش حاجه ده احنا كنا خلاص إيجار البيت عمال يكتر علينا وكنا هنطرد في الشارع .!
ام محمد بحده:
– هي كانت تقدر تكدبني ده انا خالتها يعني في مقام امها
قال بسخرية:
– لا ونعمه الام بصراحه . ما تقومي تسكتي ابنك عاوز انام من صوت الصريخ ده .!
***
كانت فـرحـه جالسه على الاريكة بالصالة في مـنزلها متربعه بقدميها اعلاها وعلي حـجرتهـا صحن كبير بـداخـله حبات ارز ابيض تلتقط حصاه السوداء منه وهي تتابع احد المسلسلات التركي بالتلفزيون باهتمام لتسمع صوت طرقات علي الباب
لتصيح دون نقل عينيها عن التلفزيون : -افتحي الباب يا ام العربي
تقدمت سيده قد تجاوزت الاربعين لتفتح الباب لتدخل صفيه بنت خالتهم واخت المرحومه ورد بلهفة تبحث بعينها عن شئ لتلوي شفتيها بخيبة امل لتتقدم متسائلة فـرحـه :
-هو مش چلال رچع النهارده يا فـرحـه
هزت راسها بالايجاب دون النظر اليها لتقول صـفيـه بضيق :
– ما تتحدتي امعايا عدل زي ما عتحدد امعاكي
عقدت حاجبيها بدهشة قائله بحده:
-في ايه يا بت مالك بتزعجي اكده ليه ما اني هزتلك راسي يعني ايٍوه
نظرت حولها بلهفة :
-طب هو فين .؟
اجابت فرحه بعدم مبالاة :
-خرچ مع عيسى ما اعرفش راحوا فين هماليني بجى
هتفت وهي تهمس مبتسمة برقة غير معهودة :
-طب عيرچع ميتا اتوحشتو جوي
رفعت حاجبيها لاعلي قائله بحده:
– شوفي البت وجله حياها . ما تتحشمي يا بت عيب تجولي الحديت ديه
هزت راسها ببرود قائله باستفزاز:
– لا مش عيب فيها ايه ابن خالتي وفي حكم خطيبي
تساءلت مستنكرة :
-واتخطبلك ميتا بجى
مسكت احد ضفايرها من تحت حجابها بدلع : -خالتي عديله هي اللي جالتلي انه عينه مني وطلبني منها اطلعي انتي منها بس يا فرحه
وضعت يدها فوق ذقنها بدهشة من وقحتها :
-شوفي البنت وجله ادبها ده احنا ما كناش بنته على اكده
-هو انتي حاسبه نفسك بنت يا معدوله
قالتها عديله من الخلف وهي تجلس اعلي كرسي متحرك هي ليست مشلوله لكنها لا تقدر أحيانا على السير التفتت فرحه بشهق :
– بسم الله الرحمن الرحيم خضتيني يا مرات عمي
عديله بغيظ :
– ايه يا اختي شوفتي امنا الغوله ولا ايه
نظرت اليها وهي تجز على اسنانها بضيق :
– مش جصدي يا مرات عمي
عديله بحده :
-بصيلي جوي يا بت تعالي ساعدينا رايدي اجعد على الكنبه
هزت رأسها بعدم فائدة لتتقدم منها لكن سبقت قبلها صفيه قائله :
-تعالى يا خالتي واني اساعدك
جلست عديله بمساعدة صفيه و ابتسمت لها قائله:
-تسلمي يا حبيبتي عامله ايه ؟ وامك عامله ايه ؟
جلست جانبها قائلة بابتسامة عريضة:
– زينه انا وامي كّمان
نظرت عديله الي فرحه بغيظ ثم مالت هامسه:
– ما تخافيش يا بنياتي عجوزك چلال غصب عن عين اي حد
اتسعت عيناها بفرحه قائله بابتسامة :
– ان شاء الله يخليكي ليا يا خالتي
هزت فـرحـه راسها قائله في نفسها بعدم رضا: جاعده عماله تخطبي للواد من غير رائيه
رمقتها عديله نظره خاطفة بحده :
-عتفضلي واجفه عندك كثير يلا روحي جهزي الغدا عشان صفيه تاكل امعنا
نهضت بغيظ لتسمع طرقات عـلي الباب لتصيح :
-يا ام العربي افتحي الباب
تقدمت السيده مره اخري لتفتح الباب لتبتسم الي نادين التي تحمل طفله صغيره في الخامسه من عمرها ابنتها هي وزين لتقول :
– ازيك يا ام العربي
ابتسمت لها قائله:
– بخير يا ست نادين
فـرحـه من الخلف بسعادة:
– نادين !
***
صفت سيارتها امام باب الجامعة لتنزل منها وتقف بفستان اسود طويل صيفي وحذاء ذو كعب عال بينما شعرها القصير نسبيًا مرفوع بطريقة عشوائية وبعض الخصلات الشاردة انسدلت لتهب وجهها ذو الملامح الجميلة الهادئة سحرًا خاصًا مع ملامح الجمود لتلمح شخص ما يجلس في كافتيريا الجامعه لتاتي اليه تجلس امامه :
-مالك يا درش قاعد مبوز كده ليه
تنهد مجيب بحنق:
– سيبيني في حالي يا اسيف انا لسه مفركش من شويه
لتقول ببرود :
– بجد و زعلان بدل ما تفرح هو حد عارف يفركش الايام دي
نظر اليها ليقول سريعا:
-يا شيخه يعني المفروض افرح
ابتسمت قائله من بين ضحكتها الهدوء:
– افرح..افرح ما حدش واخذ منها حاجه هو حد يفكر يرتبط الايام دي اصلا وبالذات البنت اللي كنت مصاحبها دي
مصطفى بضيق:
– انا بتكلم بجد يا اسيف هايدي سابتني وبعد ثلاث سنين كنت معلقها وتقول لي خلينا اخوات
نظرت اسيف اليه باشمئزاز:
– معلقها .! ما ليها حق تسيبك بصراحه
مصطفى بزعل :
– كده يا اسيف الله يسامحك بدل ما تصالحينا على بعض
هزت راسها بفروغ صبر وقالت بضيق:
– بقول لك ايه؟ انا فيا اللي مكفيني مش ناقصاك انت و الزفته بتاعتك
عقد حاجبيه متسائلا:
– ليه وانتي مالك في حاجه حصلت
قالت اسيف بسخرية:
– ثريا هانم قاعده بتحتفل بعيد جوازها المجيد بس على مين فكرني هسكتلها
ارتسم القلق فوق ملامح مصطفى قائلا:
– عملتي ايه بس يا وش المصايب
صمتت لعدة ثوانى وهي تتذكر ما فعلته قبل أن تأتي لتهز راسها بخبث :
– كل خير !
كان من بعيد يقف شابين ليقول احد منهم بمكر:
-ايه لسه منفضالك يا معلم
جز علي اسنانه بغضب وقال بحده :
-بس يالا هي مين دي اللي تقدر تنفض لحمزه الانصاري ،هي بس بتتقل شويه بس مسيرها تسلم .!
***
في شركه احمد السيوفي كان يعمل حتي اتصلت به زوجته واول ما أجاب أصبحت تصرخ بانهيار ، قال بضيق :
-في ايه يا ثريا براحه مش فاهم بتقولي ايه ؟
صاحت بغضب شديد وانهيار :
بقول لك شوفلك صرفه في عمايل بنتك دي انا تعبت معاها ومن اللي بتعمله فيا
احمد بتوجس :
– عملت ايه ثاني ؟
زفرت ثريا بقلة حيلة تهمس بغيظ :
-قول ما عملتش ايه ؟ انا هلاقيها من قله ادبها وطوله لسانها ليل ونهار ولا عمايل العيال اللي بتعملها معايا الهانم بنتك قطعتلي الفستان اللي كنت هحضر بيه عيد جوازنا انا مش هسكت على عمايلها دي كثير اتصرف يا احمد
هز راسه بفارغ الصبر وقال بجدية :
– طب اهدي يا ثريا وانا لما هاجي هكلمها و اشوف عملت كده ليه ؟
اسرعت ثريا تحدثه سريعا قائلة:
– طب انا هالبس دلوقتي ايه ؟
احمد بضيق:
– ما تتصرفي يا ثريا انا في الشغل دلوقتي مش ناقص وجع دماغ .
اغلق الهاتف وتنهد بعمق قائلا بيأس :
– وبعدين معاكي يا اسيف مش ناويه تجيبها لبر مش فاهم بتعملي كل ده ليه بس !
***
جلس عيسي وجلال بداخل مكتب صغير خاص بعيسي الذي قال متسائلا :
-ادي يا سيدي جاعده موضوع ايه بجى اللي رايد تتحدد فـيه
قال جلال بهدوء:
-شغل ان شاء الله انا لما سافرت هناك المانيا جاتلي فكره مشروع نفسي انفذها هنا يا عيسي
عقد حاجبيه متسائلا بحذر :
-والمشروع ديه عيكون عن ايه ان شاء الله
هز راسه هاتفا بعد ان فهم ما يدور براسه اخيه اجابه مطمئن :
– ليه علاقه بشغلانا ما تخافش مش هطلع عن اطار الزراعه واللحوم
قال عيسي مبتسماً :
-اذا كان اكده ماشي . شوف عتحتاچ ايه واني عچمعهوملك باذن الله
نظر اليه بامنتان وقال :
– تسلم يا عيسى طول عمرك جدع
امتعاض ملامحه وجهه قائلا:
– هو اني عابجشاش عليك اياك ديه حجك من ورث ابوك الله يرحمه
ابتسم جـلال بحنان مقابل بينما قال بجدية:
– يعني عاوز تفهمني ان كل اللي صرفته عليا من تعليم وسفر ولبس وكل مستلزماتي انا وزين كل ده من الورث ،مش بقول لك طول عمرك جدع يا عيسى
– وهو عيسى بس اللي جدع يا جلال
قالها زين الذي دخل عليهم مبتسماً لينهض جـلال بسعادة:
– زين وحشتني يا خويا .
***
قالت فرحه بابتسامة :
– ليكي وحشه يا نادين
بادلتها الابتسامه بحب :
– وانتي كمان يا فرحه وحشتيني اوي . وبعدين انا بتصل بيكي على التليفون ونتكلم
لوت شفتيها بعدم رضا قائله:
-هو التليفون زي ما عتكوني جدامي برده يا نادين .. بتفرچ (تفرق) طبعا
صمتت وهي تنظر اليها بحب ففرحه لها معزه كبيرة لها، لتقول فرحه :
-مش ناويه تخاوى أروي يا نادين
أجابت نادين ناظره اليها بتركيز بينما طغى على صوتها نبرة الحزن :
-مش لما استقر الاول في حياتي يا فرحه وابقى افكر في عيل ثاني انا اصلا الايام دي براجع حساباتي وبفكر اطلب الطلاق .!
قالت فرحه وقد شحب وجهها وغابت ابتسامتها:
-طلاج ايه بعد الشر !
***
رحل عيسي ليترك مساحه للاخين جلال و زين مع بعضهما البعض، وهتف جلال بصدمه :
– بتقول ايه يا زين عاوز تطلق نادين . طب ليه ؟
اجاب زين وهو ينظر الى جلال بهدوء:
– مش عاوزه اظلمها معايا اكثر من كده يا جلال
سال جلال بنبرة مستفهمة :
– مش فاهم وضح؟ هو حد كان غصبك ما كل حاجه تمت برضاك يا زين مش انت اللي اخترتها
نظر زين الي جلال ببرود واجاب:
-ايوه ما قلتش حاجه هي انسانه جميله ومحترمه من ساعه ما قابلتها في الجامعه وانا اعجبت بها وبذكاءها وطلبتها للجواز .!
قال جلال زاجرا اياه بعنف :
– وبعد سنه خلفت منها بنت .! فين المشكله بقى؟
أومأ زين براسه برفض وقد بدا قناع البرود بالتصدع وبدات عصبيته المشهور بها فالفترة الاخيرة بالظهور وقد فاض به :
-اقولك الحقيقه يا جلال جوازي من نادين كان مجرد عند مع امي وعيسى عشان صمموا ومردوش يدخلوني جامعه فنون جميله ولما رفضوا جوازي من نادين، افتكرت رفضهم للجامعه فاخذتها عند دي قصاد دي! بس بعد الجواز بمده قصيره تعبت من العيشه وحسيت انها مش هي دي الانسانه اللي انا عاوز اكمل معاها
قال جلال منتقدا :
-بقي كل ده يطلع منك يا زين انت كده اناني اوي
اجاب زين بعد ان زفر بعمق محاولا الهدوء: -عارف عشان كده ده اللي محسسني بالذنب وعاوز اطلقها ؟
علق جلال بهجوم :
-وانت لما هطلقها هتحل حاجه يا زين
هز براسه نافياً بقوة وهو يهتف مجيبا:
– مش عارف بقى بس انا مش مرتاح خالص وحاسس ان العمر بيجري وانا محققتش حاجه في حياتي.. ولا الجامعه اللي كان نفسي فيها ، ولا حتى الجواز .!
***
كانت اسيف تضحك بشده كلما تخيلت منظر ثريا وغضبها من تخريب الفستان لها وهي تسرد الي مصطفى الذي ظل يعتابها لكن هي هزت راسها بعدم مبالاة لتتفاجا بشخص يضع يده حول عينيها لتهب تقف بغضب شديد وهي تزيل يده عنها :
-انت اتجننت ايه اللي انت بتعملته ده . ازاي تتجرأ و تلمسني
أبتسم حمزه وقال بتسليه :
– ما براحه على نفسك يا قطه انا كنت بشيل حاجه على شعرك غلطت انا . ولا ايه يا صفصف
مصطفى بهدوء :
-عيب اللي انت عملته ده يا حمزه
عقد حاجبيه بحده وقال بغضب:
– نعم يا روح امك حمزه حاف كده انت هتنسى نفسك يا يالا . الله يرحم ايام ما كانت امك بتشتغل عندنا خدامة في القصر بتاعنا
ثم قال متسائلا بخبث بعد أن لاحظ ملامح وجهه الحزينه والخجل من حديثه :
– اللي قولي صحيح يا صفصف هي لسه بتشتغل في البيوت ؟.
ابتلع ريقه قائلا باحراج بعد ان لاحظ بعض الناس بداخل الجامعة ينظرون اليه :
-الله يسامحك
حمزه يضحك بقسوه :
– لا عندك دم وبتحس زينا اهو
جزت اسيف على اسنانها بحده وقالت بسخرية :
-امه اللي بتشتغل خدامه دي و مش عجباك احسن من ابوك الحرامي اللي واكل فلوس الناس يا حمزه
حمزه بغيظ :
-ملكيش دعوه انتي يا اسيف واطلعي منها
امسكت يده مصطفى لتشده معها قائله بحده :
-ملكش دعوه انت بيه ولا بيا يلا يا مصطفى نلحق المحاضرة
***
ذهب جـلال الي غرفته القديمة في القصر لينظر الي كل ركن فيها بحب واشتياق والي بعض الكتب والملابس ثم فتح حقيبه ملابس لياخذ منها قميصه الكحلي ليرتدي امام المراة وكان قوي البنيان ولديه عضلات من يراها يعرف انه يمارس الرياضه والجيم ارتدي نظاره شمسيه سوداء تخفي ملامح عينيه العسليه الحاده ولكن كانت ملامح وجهه واضحه لينزل يسير في الصعيد كما اشتاق الي كل ركن في هذا البلد.
***
اغلقت فرحه باب الدولاب والتفتت الي عيسي كان يرتدي جلبابه الصعيدي لتقول بعتاب:
-شوفت امك عملت ايه النهارده نازله زن في ودان البت صفيه انهي عتچوزها چلال
تطلع عيسي فيها باستغراب و عدم رضا مما فعلته امه ليجلس اعلي الفراش قائلا بعقلانية:
-جالتلي على الموضوع ديه بس انا جلتلها ماتتفجيش على حاچه غير لما نشوف راي چلال الاول
اقتربت منه وقالت بضيق:
– لاه بجى امك مش صابره
اعتدل عيسي فى جلسته يعقد حاجبيه باهتمام قائلا بحزم:
-طب وماله البت زينه ونعرفوها منيح احسن من غيرها !
لوت شفتيها بسخرية وغيظ:
-اهو ديه نفس حديت امك بالضبط، يا عيسى ديه چواز لازما وحكما يكون بموافجته هو مش حد يغصبه عليه
نظر اليها عيسي بتسليه :
– شوف مين اللي عيتحدد طب ما في واحد اتچوز بماشوره ناس ثانيه قبل سابج
رفعت فرحه عينيها اليه تهمس بحده :
– جصدك ايه يا عيسى انك متچوزني غصب
تنهد مجيب وهو ينهض :
– يا ستي انا جلت اكده همليني عاد من الموضوع ده مش وقته
وقفت امامه لتقول بحزن:
– لاه كنت تجصد انك متچوزني غصب صوح
قال عيسي بحزم وشده:
– اني ما حدش يجدر يغصبني على حاچه مهما كانت يا فرحه
ثم أبتسم وهو يهمس بحنان شديد :
– وچوازي منك كان برضايا انتي بجيتي غاليه عليا جوي يا فرحه
ابتسمت فرحه بسعادة فالفترة الاخيرة اصبحت تعشقه وكل اهتماماتها في الحياه إسعاد عيسي وأنه يبادلها نفس العشق . ثم قبلت وجنتيه بحنان وانحنت بجراءة اعتاد عليها عيسي منها تقبل شفتيه وبادلها بتلقائية هو الآخر يلتهم شفتيها باهتمام شديد ، لف هو يده حول خصرها ثم رفع عيسي وجهها المبتسم إليه وهو يقول بأسف :
-اني لازمن امشي دلوج
أسرعت تهز راسها لتهمس له فرحه بخفوت: -استني رايح فين هو انت عتفضل مهملني اكده طول الليل لحالي
قال عيسي بخشنـة :
– اجعدي مع امي تونسوا بعض و انا رايح اجعد مع اخواتي مستنيني تحت
ابتسمت فرحه وهي تندس اكثر بداخل احضانه :
-طب عستناك مش عنعس جبل ما تيچي
تنهد مجيب بعمق قائلا:
-ماشي
***
اغلقت باب الغرفه ببطء بعد ان تاكدت ان لا احد بالخارج حتي يسمع حديثها لتخرج هاتفها وتضغط على الزر ليجيب صوت شخص :
– ايه يا مزه انا جهزت كل حاجه مش هتاجي ولا ايه اتاخرتي اوي وانا مبقتش قادر الصراحه ؟
تطلعت حولها لتجيب مبتسمه بخبث :
– يا واد براحه على نفسك مش بتوكد الاول ان ما فيش حد چنبي وعجبال ما چوزي نزل.. بس متخافش هو لسه نازل من شويه
تنهد بصوت عالي راغب بها :
– طب يلا بقي مستنيه ايه يا سلمي !
أردفت سلمي بغنوه :
– حاضر نصف ساعة و چايه ؟
***
دخل جـلال الى القصر بعد جوله في الصعيد لعدده ساعات ليجلس في الجنينه مع صالح ابن عيسي و اروي إبنه زين، ابتسم لهم وهو يلعب معهم حتي نادت عليهم فرحه ليدخلوا الي الداخل .
ابتسمت صفيه باتساع فقد كانت تراقبه حتى يبقي بمفرده وتتحدث معه تقدمت وهي تعدل من طرحتها وعبائتها الرمادية اللون تضيق فوق صدرها تتهادى، ثم اتجهت الي جلال تهتف بسعادة غامرة :
-حمدلله على السلامة يا چلال . متعرفش اد ايه انت كنت وحشنى
لتصمت تحاول إصلاح كلماتها بخجل مفتعل
– اجصد وحشتنا كلتنا يعنى
تطلع جـلال الذي يجلس يريح ظهره فوق مقعده ينظر اليها يقيمها من اعلاها الى اسفلها بضيق يدرك محاولاتها الدائمة للفت انتباهه لها فهى منذ الصغر تحاول التقرب منه وهو يستقبل هذا بعدم مبالاة وهى لا تمل من تلك المحاولات والتى اصبحت واثقه بانه في يوم سوف يستسلم لها نظر اليها مستمعا قائلا بكسل :
-منيح يا صفيه اخبارك انتي ايه وخالتي
هتفت صفيه بلهفة شديدة وهي تجلس امامه :
-كلتنا بخير طول ما انت بخير جولي بجى بلاد بره حلوه
لم يرفع جلال عينيه عنها لا ينكر بانها فتاه جميله وتقربه من العائله واعجابه أحيانا من افعالها واهتمامه بها ما يجعله يتغاطى عن محاولاتها المراهقة هذه للفت انتباهه لها لكن ليست تحمل مواصفات هذه الفتاه التي يبحث عنها ولا وجدها حتى الان ! ثم اجاب قائلا :
-اه زينه
لتقول بغيره واضحة :
– وحلوين كُمان بنته بره
قال بعدم مبالاة :
– عادي كل بلد فيها الوحش وفيها الحلو
هتفت صفيه باصرار :
– ايوه يعني عجبوك يا چلال
اخذ جلال ببطء ينظر اليها بتركيز ليقول بجدية :
-عجبوني بمعنى ايه جصدك منظرهم يعني منظرهم مش وحش بس انا يهمني اللي چوه مش المظهر يا صفيه
مده يده ليضع السكر في كوب الشاي اسرعت صفيه تلتفت حول الطاولة تضع هي بدل منه تميل عليه بحركة اغراء مقصودة ترفع وجهها اليه قائلة برقه :
– اه طبعا انا مش جصدي حاچه عفشه يعني يوم ما عتتجوز .. عتتجوز من الصعيد
تقابلت نظراتهم لترفرف برموشها ببطء ولكن لا فائدة وهى تراه يرجع الى الخلف فى مقعده قائلا ببرود وعدم مبالاة:
-لسه بدري على الموضوع ديه انا دلوج في دماغي شغل وبس!
بهتت ملامحها تعتدل فى وقفتها قائلة باحباط :
-ربنا يوفجك يا ابن خالتي
***
أبتسم مصطفى وقال بخفوت :
– متشكر اوي يا اسيف عشان اللي عملتي مع حمزه عشاني
هزت راسها بعدم مبالاة قائله بحزم :
– بطل هبل ياض انا ما عملتش حاجه هو عيل متخلف مش متربي اصلا ويستاهل . وانت بطل تبقى ضعيف و رد عليه بعد كده بدل الكلمه بـعشره
مصطفى بزعل :
– انا مش قداكم يا اسيف . انتم وراكم اهلكم راجل اعمال انما انا مليش حد اسند عليه زيكم
صمتت اسيف بغضه داخلها لتقول ببرود :
-مش دائما الاهل سند يا مصطفى تعالي ندخل المحاضرة احسن
***
فى أحد الأحياء الشعبية بشارع مزدحم بالناس والصراخ والصياح العالي بخوف كانت العيون متسعة بصدمة وتنهمر منهم بعض الدموع بغزارة من المنظر الشنيع لا يستطيعون تصديق ماحدث حتى الان وانها في لحظة واحدة اصطدمت سيارة احد ما موتوسيكل و انتهت بكارثة وموت جميع الركاب فى كلتا السيارتين.
السائق المتهور الذي صدم موتوسيكل امامه وبعدها فقد اتزانه على دراجته البخارية فسقط منها شاب وسيده مرتدية نقاب ارتطما بالارض بقوة و فاقدة الوعي والسائق بـداخل السياره ينزف بشده، وبعد فترة عندما اجتمع اهل الحي يطلبوا الإسعاف ويحاولون اخراج الرجل السائق من السيارة و اسعاف السيده المنقبة مجهولة الهوية والرجل، كان المنظر اقل ما يقول عليه بشع لا تتحمله بعض العيون،ولكن يا تري من هما ؟ وماذا فعلوا ؟ حتي ينالوا هذا العقاب.
_______________________________
يتبع……
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)