روايات

رواية بيت السلايف الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الجزء الثالث والعشرون

رواية بيت السلايف البارت الثالث والعشرون

بيت السلايف
بيت السلايف

رواية بيت السلايف الحلقة الثالثة والعشرون

الفصل الثالث والعـشرون
_____________________
لا يوجد شيء بالحياة اصعب من انك تكتشف ان حياتك المليئة بالسعادة والحب كانت مجرد وهم لا اكثر خاصة و انت تعلم بانك عاشق حتي انك تامل ان تنتهي تلك السراب بالفراق وتريح نفسك, لكن لا تمتلك القويه لذلك بالعتاب مجرد عتاب، نعم اكثر كمالا و ارقي و ارحم من الفراق و اذا حتي لا يستطيع فعل اي شئ، دون سابق حساب او عقاب، لانك عاشق
كان يقف جلال يسند راسه علي زجاج الشباك بداخل الفندق بصمت غريب و خلفه اسيف تجلس اعلي الفراش وهي تبكي بصمت و تحتضن الوساده هكذا كان الحال عندما عادوا من اليخت الي الفندق تنهدت اسيف بضيق مكتوم
ثم مسحت دموعها بغضب و وقفت امامه تنتظر لكي يتحدث، ظلت تنتظر و تنتظر حتي ملت الانتظار،همت بالرحيل ليوقفها بصوت جامد :
-عاوزه ايه تاني مش قلتلي روحني اديني جابتك الفندق عاوزه ايه
أغمضت عينيها بقوه والدموع حبيسه داخل عينها لقد تذكرت كل شئ كل الايام وكل الاسابيع الماضية والاخير والتي مرت عليها في سعاده وحب وامان وكان كل ذلك بامر منها وبموافقتها نعم تذكرت لكن لا تفهم لما هي اصبحت هكذا مستسلمه له و خاضعه لكل امر منه حتي اعترفها بحبه قد اعترفت به مما المها اكثر فهي اخذت وعد علي نفسها لا تحب ولا تعشق واذا حدث في يوم لا تعترف بذلك مثل ما قالت لها والدتها حياه لا حب ولا امان لي جنس رجل لكن قد كسرت الوعد
التزمت الصمت لدقيقة، ترمقه بنظراتها القاتلة، و اعين جامدة من اثر بكاء دام طويلا، لتقطع صمتها بسخرية :
– يعني جايبني هنا هتفرق في ايه ما خلاص اللي انت كنت عاوز توصله وصلته اللي كنت عاوزه مني ومحافظة عليه اخذته بس خليك فاكر حاجه واحده ان كل ده ما كانش بيرضا
لو كانت الكلمات تقتل لاردته قتيلا بالحال، ما اصعب ان تفقد الحب والسعادة وحبيبتك امام عينك في لحظه, هل يوجد شيء بالكون يفقده اكثر, هو يعترف لنفسه بانها لم تحبه، لكنها أعطته كل شيء،اكملت حديثها بنبرة لا تقبل النقاش :
-عارفه دلوقتي اللي بيدور فى راسك طب ازاي و كنت بعترف لك ان موافقه و اا و بحبك بس كل ده برده حصل من غير رضايا او كنت عايش في وهم
جلال بجمود :
– معنى كلامك ده انك كنتي طول الوقت بتشتغليني
خرج صوتها مبحوحا ليصل بالكاد الي مسامعه تصيح بحسره والم:
– يا ابني افهم بقى انا فعلا كنت بعمل وبقول كنت بقرب منك وانا عاوزه كده بس ما كانش برضايا ما كانش مزاجي ما كنتش عاوزه كده كنت انا اه نفس البني ادمه اللي قدامك دلوقتي بس مش عارفه اللي كان حاصل لي بجد وخلاني كنت كده ساعتها
– وده اسمه ايه بقى فزوره دي انتي كنتي بتضحكي عليا ولا ايه بالظبط
قالها بسخرية شديدة، لتكمل وهي تقول بتقطع وضعف:
– لا دي الحقيقه والله ما كنتش بشتغلك طب نفترض ان انا فعلا بشتغلك و بضحك عليك زي ما بتقول هفضل معاك طول الوقت كده مستسلمالك ال 24 ساعه ولا حتى دقيقة واحدة بتغير معاك وابقى اسيف القديمه طب ازاي وانت ماشكتش ولا لحظة واحده ان فيا حاجه طب هعمل كده ليه وانا كنت خلاص ثاني يوم ماشيه وانت موافق
اتخذ الحوار منحني حاد، ليزفر بعمق محاولا التمسك بهدوء، فتحدث محاولا ايجاد اي سبب لما هي فيه الان :
– انا فعلا كنت شاكك ان فيكي حاجه و انك مش طبيعيه ومش على بعضك عشان كده كنت طول الوقت كنت بسالك وانتي ردك عليا انا موافقه ومش هتمشي وتسيبيني
صمتت قليلا لترد قائله بقسوة، و كسرت كبرياءه الذكوري :
– قلت لك ما كانش بمزاجي ساعتها ده كان مجرد وهم, والاحسن كمان تحاول تنساه
رفضها التام كادت ان تفقده صوابه، هو لم يعتد علي تلك الباردة منذ شهر على الاقل، وحديثها القاسي، والعنيد، هو اعتاد علي اخري مطيعة هادئة حنونة لاقصي الدرجات حتي انه كان يظنها حبيبته و زوجته، قطع تأملها ببرود وقال :
– يعني انتي فاكره كل حاجه كانت بتحصل ما بينا وكلامك معايا
أغمضت عينيها بقوه والم وخوف ان ربما مال قلبها له رغما عنها، لم ترغب باعطائه اي مشاعر فانتزعتها هي غصبا علي قدر الامكان لكن الان حدث شئ غير متوقع و تتذكر ايامها معه الفتاه المطيعه فقط و مشاعرها ايضا لتقول بضياع:
-ايوه افتكرت كل المشاهد اللي حصلت ما بيننا بتعدي قدام عيني كانها سيناريو فيلم شايفه نفسي وانا كده بس مش انا حاسه كاني كنت متخدره ساعتها مش واعية باللي انا باعمله او كنت زي العروسه البهلوان اللي بيحركوها بخيوط زي ما هم عاوزين بس لاء دي مش انا
ليناظرها بصدمة شديدة، ليجد نفسه اقترب منها بسرعة شديدة يمسك ذراعيها بعنف هاتفا بعصبية وبجنون:
– ما تسكتي بقى عمالة تقولي لي شويه ما كانش بمزاجي وشويه ما كنتش راضيه على كل اللي كان بيحصل ما بينا انتي عاوزه توصلي لايه بالضبط ان انا مجنون واللي كانت معايا و في حضني قبل كام ساعه بس كان مجرد وهم زي ما عماله تقولي طب ازاي عاوزاني انسى احلى ايام عشتها في حياتي معاكي وانتي كنتي موافقه انتي عارفه انتي بتوجعني قد ايه دلوقتي عارفه انا حاسس بايه دلوقتي من كلامك اللي عماله تقولي ولا همك بيجرحني ازاي حتي.
تحدثت بكل قسوه لكي تكمل اهانتها له، لكي تشعره بالمزيد من دونيته و يشعر بنغز بقلب اصابته قائله بحزن:
– انتي عاوز تشايلني ذنب حاجه انا ما كنتش وعيه ليها
ماذا قالت للتو هذه المجنونة، تسمي احلي ايام قد عاشها معها وهم بدأ لثواني لم يعد ما سمعه، لكن بمرور دقيقة ليصيح بقسوة :
– هو ايه اللي ما كنتيش وعياله ما كنتيش وعيا لنفسك لما اترمتي في حضني كل يوم وانتي مبسوطه وسعيده ما كنتيش وعيا لنفسك لما سلمتلي نفسك وانتي موافقه ما كنتيش وعيا لنفسك لما قلتلي بحبك وكل كلام العشق ليا ما كنتيش وعيا لنفسك لما كنتي بتقربي مني مزاجك وتبقي عاوزاني ذي ما انا عاوزك
تحدث بصوت باهت متألم:
– و وعودك انك مش هتسيبيني ثاني فين كل ده
نظرت اليه باستعطاف و الم من حالته اشفقت عليه بالفعل لكن ليس بيدها حيله هي الاخري لا تعرف ماذا حدث ولا كانت تريد ان يسئ الوضع هكذا
هدر بها بعنف شديد، ليتابع بالم:
– ده انتي زي اللي طلعتيني لي سابع سماء ونزلتيني على جدور رقبتي
ابتسم بالم و خزي لما يحدث به، فما يحدث قد أصابه بمقتل ظل علي نفس ابتسامته الساخرة، المتالمة نعم اصبح الظالم الان، والجاني بحقها, فاض به الكيل نظر لها بقوة و الم ليصيح منفعل:
– ازاي عاوزاني انسى كل ده وتقولي لي وهم لاء اسف يا اسيف ما كانش وهم كانت حقيقيه
أجابته بتوتر و هي تفرك يديها بارتباك واضح توقفت لتنطق بحزن :
– انا عاوزه ارجع مصر عاوزه اروح لبابا
قال جلال بصرامة:
– حاضر هنرجع مصر بس على السرايا مش عند ابوكي
***
جاءت من خلفه عديله بلهفه وسعاده كبيرة قائلة: -انت اتجوزت يا عيسى اخيرا يا ولدي مبروك يا حبيبي عجبال ما تجيب الولد الثاني
– لااااااا .. لاااااا عيسي
صرخت فرحه فجاه بألم رهيب يسيطر علي جسدها استعدادا لتلقي خبر زواج عيسي من غيرها بصدمه كبيرة لتفتح عينيها بهلع وتشعر بذراعين تحاولان احتضانها وتهدئتها الا انها حاربتها بعنف وهي تصرخ وتبكي الا انها انتبهت على صوت منخفض وكانه ياتي من بعيد وهو يحاول تهدئتها :
– فرحه اهدي يا حبيبتي اهدي ده مجرد كابوس متخافيش فتحي عيونك يا حبيبتي
ارتعشت فرحه بخوف وهي تنظر لوجه اسيف وخلفها جلال الذي يتطلع اليها بقلق وهي تنظر حولها بدهشة وتقول بخوف:
– انا.. انا فين
مسحت اسيف دموعها عن وجهها بحنان ليقول جلال باشفاق:
– احنا المفروض نسالك السؤال ده بتعمل ايه في اوضه الضيوف نائمه هنا ليه انا كنت لسه راجع انا واسيف من بره وسمعنا صوت صريخ من الاوضه طلعنا نجري نشوف في ايه اتفاجئنا ان انتي هنا و بتصرخي
نظرت لهم فرحه ثم حولها بذهول:
– يعني ده كان حلم مش حقيقي
اسيف بحنان وهي تحتضنها:
-ده مجرد كابوس متخافيش شكله كان كابوس وحش قوي
نظرت فرحه حولها بدهشة وهي تستوعب أخيرًا ان كل ما راته كان كابوساً لكن هل من الممكن تعيشه علي أرض الواقع مع زوجها في ذات يوم.
تنهدت فرحه بارتياح وهي تغمض عينيها ودموعها تسيل بدون توقف وغرقت في موجه من البكاء الشديد لم تتوقف عن البكاء اتسعت عيني كل من اسيف وجلال بعدم فهم لا يعرفون شيئا و لما حالتها هكذا ولما تنام هنا هتف جلال بقلق شديد:
– في ايه بس مالك هو في حاجه حصلت عيسي بخير و امي
هزت راسها بالايجاب بصمت قبل لحظة انهيارها في بكاء بشكل هستيرية فزواج عيسي لو اصبح بحق سوف يكون نهايتها حقا عقدت حاجبيها اسيف بدهشة و هي تتامل وجهها الشاحب لتقول:
-طب هو فين عيسي سايبك هنا لوحدك ليه
ارتسمت معالم الدهشة والقلق على وجوه جلال واسيف الذي عند ذكر اسم عيسي وكان من طعنها بقلبها بخنجر قاسي لتنفجر فى بكاء مرير لتسرع اسيف لاحتضانها بحنان تهمس لها بكلمات مهدئة، للحظات طويلة يسود الصمت المكان الا من شهقاتها العالية، هدئت شهقاتها لتصبح تنهدات ضعيفة من البكاء لترفع اسيف راسها موجهاً حديثها له وقالت بهدوء:
-جلال لو سمحت سيبنا لوحدنا ، وانا هحاول اتكلم معاها واهديها و ان شاء الله تبقى كويسه
نظر الى فرحه بقله حيله واوماء براسه بالايجاب ليلمس كتف اسيف بحنان ليتفاجا باسيف ابعدت يده بحزم دون النظر اليه وهي تطبطب علي فرحه و تضمها وبهدوء، تنهد جلال بياس حزين ورحل .
***
جلست نادين بغرفة النوم تراجع بعض الحسابات الخاصة باعمال الشركه التي قامت بها مؤخرًا، ثم طرق زين باب الغرفه وهو يحمل لها كوبين من القهوة ، تهلل وجهها قائله :
– معقول يا زين جايب القهوه بنفسك ما ناديتش عليا ليه كنت جبتها لك انا
وضع الاكواب اعلي طاولة صغيرة قرب منها قبل ان يقول بابتسامة:
– هو انا عندي اغلي منك يعني عشان استخسر فيه كوبايه قهوه
نظرت له نادين بقلب قد اصبحت دقاته عاليه من شده الفرحه التى تشعر بها نتيجه حديث زين معها فهل يُحبها من جديد ..هل عاد له عقله وقرر ان يكون حياته معها أخيرا و أعترف بخطأ وعاد ترتيب حياته معها هي وابنتها وما ان همت بالتحدث حتى قاطعها زين قائلا:
– لقيتك مشغوله وبترجعي اوراق قلت اعمل كوبايه قهوه لي وليكي واجي واقعد جنبك ، يضايقك في حاجه
توقعت بعدها ان ينصرف ، لكنه جلس على كرسي قريب منها ابتسمت له بسعاده لتقول:
– لا طبعا اتفضل
طوى اوراق للرسم خاصه بيه جانبًا ، ونظر اليها في اهتمام : هو محدش اتصل بيكي من الحفله من ساعه ما روحنا امبارح
عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة بعدم فهم:
– حد ذي مين
قال في ارتباك حاول ان يخفيه :
-حد زي طارق ده
حاولت كتم ابتسامتها بصعوبة من شده الفرح بان بدا يغار عليها, ثم هزت راسها برفض بصمت
فاوما زين براسه إيجاباً بارتياح وفتح ورقة الرسم وبدا فيها بانشغال غافل عن عيونها لاتستطيع التعبير بحرية عنه و لم تستطيع سوى ان تترك لسعادتها وفرحتها العنان فتظهر مرتسمة فوق كل حنايا وجهها لتشعر بنفسها داخل حلم رائع تخشى الاستيقاظ منه تدعو الله ان يكمل تلك الفرحة على خير لها
رفع عينه لينظر لها بهدوء لتخفض راسها بالاورق وهي تهز جسدها بتوتر رفع بصره اليها يسألها :
– مالك يا نادين انتي سقعانه
صمتت نادين مكانها مرتبكة لا تدرى كيفة الرد عليه فشعور ارتجاف جسدها من فرط السعاده نهض عن كرسيه جذبها اليه حتى كادت ان تلتصق بصدره العريض يسالها بنفس همسه مبتسماً برقة:
– كده احسن
وقد توردت وجنتيها، اومات برأسها بالايجاب بخجل مررا انامله بين خصلات شعرها برقة لتندس نادين فى صدره لتحتويها ذراعيه يخفى جسدها بين أحضانه ظلا على هذا الوضع طول الليل .
***
– مش ناويه تتكلمي بقى يا فرحه وتقولي مالك
هتفت بها اسيف بقله حيله بعد خروج جلال فهي صامته، نظرت لها فرحه بحزن وهى تتمنى لو تخبرها بان عيسى هو سبب حزنها وما بها وهي من أخطأت فهو قد مل منها او اصبح يحبها ولا يطيقها
نظرت الي اسيف بحزن و هزت راسها بالايجاب كتشجيع لها بان تتحدث واخذت نفس عميق فرحه لتبدا بقص كل ما حدث معها وما فعلته بحق عيسي و رد فعله التي صدمها هي حقا
هتفت اسيف قائله بحده:
– وطالما انتي كانت نيتك خير من الاول ساكته على إللي بيعمله معاكي ليه يا فرحه انا مش مصدقه ان عيسي يصدق حاجه زي كده انك لسه بتفكري في طليقك وبيعاملك المعامله الوحشه دي
اخفضت راسها قائله بانكسار:
– اوعى تفكري ان اني مش زعلانه على عمايله معايا ولا مصدومه زيك بالعكس اني موچوعة جوي بس اللي مخليني ساكته عشان خابره انها غلطتي من الاول
اسيف بغضب:
– واعتذرتي وندمتي خلصنا مكبر الموضوع ليه كده اوي
هزت راسها برفض هاتفه بجدية:
– لاه يا اسيف الموضوع مش سهل اكده ولا اي راچل يتجبله علي نفسه ان شاء الله عياخد وجته ويسامحني
جزت علي اسنانها بغيظ متحدثه بحده من ضعفها:
-ولو ماسامحكيش يا فرحه هتفضلي كده مزلولة قدامه وساكته علي اهانتك
أغمضت عينيها بألم شديد وصمتت لا تعرف حقا مصيرها بالفعل فما هو قادم .
****
نهض عيسي مبتسماً عندما لاحظ دخول جلال اليه وقال:
– چلال حمد لله على سلامتك جيت ميتى
ضمه اليه بحنان عيسي وقال جلال بحب:
– الله يسلمك يا اخوي لسه چاي من شويه بس كنت عند امك جولت اسلم عليها الاول عشان ما تزعلش
هز راسه بالايجاب يحاول ان يبتسم له ليقول جلال باستغراب بعد ان شعر به شئ:
– صحيح يا عيسى واحنا راجعين من بره انا واسيف سمعنا صريخ فرحه الظاهر كانت بتحلم بكابوس وحش وبعدين ايه اللي منيمها بعيد عنك
شعر بنغزه في قلبه لكن تجاهلها وقال بهدوء غريب:
-نورت دار ابوك من ثاني يا اخوي
عقد حاجبيه بدهشة وتعجب وهتف بحيره:
– في ايه يا عيسى انت سامعني كويس باقول لك فرحه تحت تعبانه اوي انا سايبها مع اسيف عماله تعيط ومش بتسكت انا توقعت اول ما اقول لك هتجري تشوفها ما لها, هو انتم متخانقين مع بعض ولا ايه
عيسي بحده:
-چلال اني عمري ما بدخل بينك وبين مراتك غير لما طلبت مني اكده جبل سابج انما من نفسي لاه يا ولد ابوي وانت كومان اعمل كيفي وما تدخلش نفسك في اللي ما لكش فيه
نظر اليه جلال بصدمه وهتف:
– هو في ايه بالضبط ما لك يا عيسي بتكلمني كده ليه
تجاهل حديثه قائلا بجدية:
– روح ارتاح في اوضتك انت اكيد تعبان من السفر
نظر له بهدوء وقال بحزن:
– ده شكل الموضوع بينكم كبير قوي اول مره تسيب فرحه تبعد عنك وتبات بره الاوضه ولا انك تسيبها زعلانه اكده وتتعامل مع الموضوع عادي
صمت ولم يجيب عليه ليقول جلال متنهد:
– طب مش عاوز تحكي لي ليه هو انا حد غريب عنك يا عيسي طب بلاش تحكي لي روح صالحها وشوفها مالها دي فرحه يا عيسى عارف يعني ايه فرحه هو انا اللي هقول لك برده
***
– اذا عجز القلب عن احتواء الصدق عجز اللسان عن قول الحق
كان دياب يجلس اعلي الفراش يشعر بالصدمه والضياع بعدما استمع الي حديث عمه صلاح وماهر وخرج من الفيلا بعدها وكأنه لم يسمع شئ شعر بان عقله قد طار لا يعرف ماذا يفعل الي متي سيتحمل هذه الصدمات احس بعجز بالفعل لذلك فضل الصم، لوعة وحزن وتشتت صراع مع المجهول من داخل عقله اندست جميله فيه تضع راسها فوق كتفه تهمس:
-ايه اللي مطير النوم من عينك وشغلك قوي كده
اغمض عينيه يتعب وقال:
– تعبان جوي يا چميله
وضعت يدها على كتفه بحنان قائله بقلق:
– سلامتك يا حبيبي مالك ايه اللي تعبك حاسس بايه
نظر لها بحزن عميق وقال بشرود:
– جلبي اللي وجعني ضميري اللي معذبني خابره يا چميله لما تكتشفي فجاه انك كنتي غلط والناس اللي حواليكي كلها كانت صوح رغم انهم حذروكي
عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة بعدم فهم:
-انا مش فاهمه حاجه انت تقصد ايه بكلامك
نظرت بخوف عليه بينما هو نظر لوجهها قائلا بشوق وحب:
-خليكي جنبي يا چميله ما تزعليش مني في اي حاچه عملتها جبل سابج لو زعلتك مني اعذريني اكيد عتبجى غصبا عني
لترفع راسها تحيط وجنته بكفها تديره لها تقبله فوق شفتيه برقة وحب لعدة لحظات تهمس فوقهم:
-ما لك بس يا روحي ايه اللي مزعلك
اغمض دياب عينيه يتنهد بقوة يشدد من احتضانه لها كمن يريد دسها بين ضلوعه هامسا لها: -اني بحبك جوي يا چميله
لتقبله مرة اخرى ثم همست بعدها:
– وانا كمان بعشقك يا قلب جميله
***
في السرايا علي طاوله الطعام جلس الجميع للتناول نظر عيسي ليلمح فرحه تضع الطعام وتسحب الكرسي معتقد بانها سوف تجلس لينهض لكن تفاجأ بها تسحب الكرسي لصالح ابنه و وضعت الطعام له و رحلت دون حديث حمحم بهدوء ثم جلس، ترقب الجميع ما يحدث بدهشة وحزن، وجلال الذي لا يعرف ماذا حدث اوصلهم لتلك الحالة افاق علي صوت عديله قائله بابتسامة:
– كول يا ولدي تلاجيك هفتان من اكل جيطاليا دي و اكيد مراتك ما كانتش بتاكلك ولا مهتمه بيك
قالتها وهي تنظر الي اسيف بضيق لكن تجاهلت اسيف ذلك، فكل ما اصبح يشغلها الرحيل من هنا باسرع وقت
اغمض عيسي عينيه بضيق وهو يلعب بالطعام دون شهيه ثم نهض قائلا بضيق:
– الحمد لله شبعت
رحل دون انتظار تعليق أحد ثم عقد حاجبيه أخيه متسائلا:
-باجول لك ايه ياما ما تعرفيش اللي حصل ما بين عيسى وفرحه خلاهم اكده
هزت راسها برفض وقالت بضيق:
– سالت اخوك جبل سابج وما رضيش يجول حاچه شكل الموضوع اكده كبير ما بينهم وفرحه عملت حاچه واعر جوي زعلته
تنهد جلال مجيب بزعل عليهم:
– ربنا يهديهم
نطقت اسيف بهدوء:
– طب ما تحاولي انتي يا طنط مع عيسي, هو بيحبك وبيسمع كلامك اكيد انتي يعني مش مبسوطه وانتي شايفاهم كده من غير حتي ما تعرفي ايه اللي ما بينهم, بس عشان خاطر فرحه حتى لو هي غلطت ما تستاهلش منك تقفي جنبها
نظرت عديله بحده قائله بانفعال:
– مش انتي اللي علي اخر الزمن عتعلميني اعمل ايه و عتبجى حنينه وخايفه علي عيالي اكثر مني وبعدين احنا خمنه ان فرحه هي اللي غلطانه بس معنى حديدك انك خابره ايه اللي ما بينهم
قال جلال بصرامة:
-انتي عارفه حاجه يا اسيف وساكته طب ما تقولي لينا عشان نساعدهم
اسيف بجمود:
– لا ما اعرفش حاجه بس صعبان عليا فرحه مش اكتر
لوت عديله شفتها بسخرية هاتفة بغيظ:
-هي دي تعرف تطلع منها بعجاد نافع سيبك منها ولا عتعرف حاچه, ابجى حاول مع اخوك ثاني ممكن يحكي لك وانتي خليكي في نفسك عشان ما يحصل كيف المره اللي فاتت وترچعي تزعلي وتجولي رايده امشي
ابتسمت ابتسامه صفراء وقالت ببرود:
– لا ريحي نفسك يا طنط انا كده او كده ماشيه قريب بس اطمن على فرحه بس
تجمد جسد جلال فور سماعه كلماتها تلك ابتلع الغصه التى تشلكت بحلقه بصعوبه يتطلع اليها بضعف منكسر ..رفعت عينيها بتردد اليه ظلت جامده بمكانها تنظر اليه بتردد لا تدرى ما يجب عليها قوله لكنها شعرت بقبضه حاده تعتصر قلبها عندما تمتم بصوت مختنق :
-الحمد لله شبعت عن اذنكم
رحل وعلقت عديله قائله باستهزاء:
-الظاهر مش عيسي بس اللي زعلان من مراته يا مرات ابني
***
استيقظ دياب ليجد جميله تنظر إليه نظرة حنان وتريد الاطمئنان عليه، مال على وجنتيها يقبلها برقه شديده وهو يقول بعشق:
– أنا زين يا چميله.. متقلقيش عليا..
ابتسمت له بحب مما جعله يزمجر ويقبلها بنهم ولهفه ليتوه بداخل جنة عشقها في حين لفت جميله يدها حوله تجذبه اليها بلهفة .
أسند دياب ظهره على الفراش بهدوء صامت ثم احتضنها بحنان ويده تمر على ذراعها بعشق وهو يرفع ذراعيها يدلك اصبعها بحنان ثم تحدث قائلاً باهتمام :
– حاسه بوجع لسه دراعك بيوجعك يا جلبي
دفنت راسها في جوف رقبته وهزت راسها برفض ليحتضنها دياب بحنان اكثر اليه حتى كادت ان تلتصق بصدره العريض ليقول بحذر:
– چميله رايداك الايام الچايه تاخدي بالك من نفسك جوي
احست ببعض الجديه من حديثه مما جعلها ترفع راسها من جوف رقبته وتنظر له بقلق:
-ليه, هو في حاجه حصلت ، دياب عشان خاطري ما تخبيش عليا حاجه
مد دياب كفيه يمسك اناملها الرقيقين بينهم، انحنى بوجهه فوق أذنيها هامسا بانفاس دافئة:
– ما فيش حاچه حصلت يا جلب دياب بس اني جلجان عليكي وعلى اللي في بطنك والبنته كومان, اديكي شوفتي كنتي بعد الشر عليكي يا حبيبتي كان ممكن تموتي لولا الرصاصة عدت وجرحت كتفك بس الحمد لله و اني لحد دلوج ما اعرفش مين اللي عمل اكده خصوصا بعد ما أتأكد ان عيسي مستحيل يعملها
عدلت جلستها لتنظر إليه قائله باستغراب:
– يعني انت خلاص اتاكد ان عيسي مش هو اللي عملها طب اتاكد ازاي
تنهد وهو يقول لها بضيق:
-اني خابر عيسى زين دي مش عمايله و لما سالته چالي انه مش هو واني مصدجه (مصدق)
عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة بشك:
-وصدقت على طول كده هي في حاجه حصلت يا دياب و انت مخبي عليا
ضمها دياب اقرب اليه وهو يقول بحنان:
-وبعدهالك يا چميله يعني اكده مش عاجبك و اكده عاجبك اسمعي حديدي وخلي بالك من نفسك
اومات براسها بالإيجاب باستسلام، ثم نظر لها دياب قليلاً و ضمها اليه بعشق جارف وهو يرفع وجهها اليه يتامله بحب .
***
لوعة وحزن وتشتت قلوب تان من شدة لوعتها وحزنها، وعقول تصارعها الهواجس وتجعلها اشلاء من قمة تشتتها فهذه لعبة الاقدار وليس لنا فيها إختيار.
عاد جلال لاحضان الوطن من جديد لربما كي يدفن في باطن ترابها او ربما يولد بها من جديد وتكون منحة مستترة خلف محنة قاسية في تلك الحرب الداخلية والخارجية معا ترى من سينتصر في تلك المعركة الحامية
أرجع جلال راسه للخلف اعلي الأريكة شارد بتلك اللحظة التي ظن بها انه قد حلق لاقصي ارتفاع قد طال اجنحته، دون حذر و بشدة ولكن في اللحظة التالية كان قد احتضن الارض الصلبة بقسوة شديدة، تلك هي الحياة و شكلها الحقيقي، حياة عنوانها التعب و الالم، و السعي الدائم للبحث عن شئ واحد يرغبه و كأنه اكسيرٌ للخلود نعم انها السعادة، ذلك المصطلح الخرافي الغير موجود، حتي تظن أحيانا انها اسطورة وضعها البعض لكي يصور الحياة بشكل اكثر مثالية مع اغفال الجميع انك طالما بقيت بتلك الحياة فلن تستطع ايجاد السعادة، معادلة بسيطة للغاية، سعادة و حياة لا يجتمعان أبدا.
خرجت اسيف من المرحاض تجفف شعرها لتشهق بقوه وهي تتفاجا بجلال يجلس في الظلام صامت ناظر للفراغ ابتلعت ريقها بتوتر من حالته وحاولت تمر بجانبه دون اصدار صوت لكنه هتف وقال بهدوء:
– اسيف
اجابت اسيف بتوتر:
– نعم
نهض جلال بغضب شديد وقال:
-ايه اللي انا سمعته تحت ده مين قال انك هتمشي تروحي عند باباكي
رفرفت برموشها عدة مرات وهي تهمس:
– انا اللي قررت كده اظن كفايه كده اللي حصل ولازم امشي من هنا
نظر اليها بحسره قائلا بانفعال:
– كده من دماغك من غير ما تاخدي اذن جوزك وبعدين هو ايه اللي حصل هو انتي لسه في دماغك الكلام الاهبل ده
حاولت كتم غضبها هي الاخري لتقول بهدوء:
-جلال هو انت كل ده مش مصدق اللي حصل ماكنش رضايه و ان انا كان فيا حاجه
هز راسه برفض قائلا بجدية:
– لا بالعكس يا اسيف انا بقيت متاكد ان انتي في حاجه حصلت لك خلينا متفقين على كده احنا الاثنين بس ايه هي ما نعرفش
هتفت اسيف بصوت هادئه:
– طب تمام كفايه خساره لحد كده ولازم ابعد ونطلق
سهم اصاب قلبه، تتحدث بكل هدوء و تتكلم الصدق ولكن تجهل الحقيقة فإنه اخر شخص يمكن ان يتركها . كان عليه التزام الهدوء واحتوائها فحبس حزنه والم، وتحل بالصبر لعل فرج الله قريب واردف :
– وانتي خسرتي بقى ايه، قصدك عشان لمستك يااه مشمئزه قوي كده مني وكرهاني للدرجه دي على فكره اللي حصل ده كان لازم يحصل من زمان عشان انتي مراتي مش واحده خاطفها من الشارع واغتصبتها زي ما انتي قولتي
تطلعت بحدقتاه في عطف وشفقة لما وصلت اليه الأمور هكذا فهي تريد الرحيل:
-يا جلال افهمني انا مش بكرهك
وجدته يتنهد الما ويزفر وهو يحاول ان يكون هادئا عكس الم عيونه وملامحه:
– كل ده مش بتكرهيني امال لو كنتي بتكرهينى كنتي عملتي فيا ايه اكثر من كده، اسيف انتي مش متخيله الالام اللي سببتها لي، انتي عامله تدوسي عليا بكل جبروت وقسوه
فأجابته بقوة نبرتها التي تتحدث بها:
– ثاني هتحملني الذنب ثاني ما انا عشان كده ما كنتش عاوز حاجه تحصل بينا ولا كنت بقرب منك عشان ماتعشمش نفسك بحاجه عمرها ما هتحصل ولا تتوجع كده لما ننفصل عن بعـ..
قاطعها جلال وهو في حالة يرثى لها فهو لم يتعرض لمثل هذا الموقف الذي ليس بالهين والضعف،لن يتحمل تلك الالام وهى تتعامل معه بقسوه وهو بعشق فهي حبه الاول :
– ما كفايه بقى انتي ايه يا شيخه شايفني موجوع ومجروح قد ايه وانتي ولا همك وكل اللي عاوزه انك تمشي من هنا وانا مش مهم
انتفضت اسيف بخضه من صوته وملامحه التي بدت كقطعة من الصخر القاسي، الذي لا يشعر و لا يوجد لديه اي اشارة حسية، خرج صوته جامدا لتزيد من عذابها و الم ضميرها لظلمه دون قصد منها و تقديم قربانا لحبا دمر ما كان يكنه لها من حب و احترام حاولت الرحيل من امامه فقد طال الحديث اتجه اخر لا تريده وهو الانفعال فحتي الان فهي تقدر حالته, لكن تفاجات بجلال يمسك ذراعيها بقوه ويجلسها اعلي المقعد رغم عنها ونزل بركبته امامها وصاح بنبرة عاشق مجروح:
-اسيف انا بحبك, لا انا بعشقك وبموت فيكي عايزة تعرفي ليه انا رافض الطلاق و متمسك بيكي انا بعمل كده لاني حبيتك ومش من يوم كتب كتابنا بس لا من زمان ، بقالي اكتر من ايام وشهور و انا معجب بيكي ، لما شفتك وانتي حزينه و بتعيطي علي قبر في المدافن وانا كنت بزور ابوي الله يرحمه سمعت صوت عياط جامد لما بصيت ولقيتك انتي و سمحت لنفسي ابصلك و ادقق في وشك ساعتها انا حسيت بانجذاب ناحيتك بس مكنتش حاسس بي يعني ايه حتى كمان حسيت بغيره ايوه قلت لنفسي هي عماله تعيط بحرقه و زعلانه قوي كده على مين على جوزها ولا حبيبها ولا خطيبها كنت بتقطع من الغضب والغيرة ومن غير ما احس ما كنتش اعرف ساعتها انها والدتك
نظرت اليه بصدمه وهي تشعر بذهول الذي اجتاحها بعنفوان وكان له راي اخر علي اصرار الحديث :
– وبعد ما عرفت بجوازنا قربت منك اكتر و الايام اللي قضيتها معاكي و اللحظات اللي كنت ببوسك و بحضنك كانت زي الحلم انا مبنكرش انه في البداية كان مجرد اعجاب بس لما اتعلقت معاكي اكتر وشوفت تصرفاتك وطريقة كلامك وقوتك وعنادك اللي مجنني على طول بس حتي دول عشقتهم فيكي
يسير في درب عرقها طويل ملئ بالاشواك غرث بزورها منذ زمن بعيد وها هو الان يحصد جراحها وقد امتلئت عينيه بدموع حبيسه وهو تابع:
-انا اتعلقت بيكي لدرجه كبيره اوي يا اسيف وماتعرفيش كنت فرحان ازاي لما قلتيلي انك بتحبيني و بداتي تبدليني نفس المشاعر, اللي كنت فاكر انها مستحيل تحصل في يوم وتحبيني، لما شوفتك مع اللي اسمه مصطفى ده انتي مش متخيلة انا حسيت بايه صحيح كان لازم اسيبك تشرحيلي بس عنادك ..
للحظة شعر انه لديه هموما تكفي العالم باسره و تفيض، ارتمي جالسا علي اقرب مقعد، و تحدث بصوت باهت متألم:
-خلاني خفت تكون دي النهاية معاكي وتكوني بتحبي مصطفى او غيره حتي عشان كده من غير تفكير ضربته, صدقيني انا مكنتش في وعيي اساسا ولما وقعتي من علي السلالم خفت تحصلك حاجة خفت تتاذي ساعتها مفكرتش حتى في حبك لغيري او زعيقك مع والدتي رغم اني كنت متضايق منك قوي ساعتها عشان امي بالنسبه لي خط احمر بس انا فكرت فيكي انتي وبس وخفت تضيعي مني
تنهدت اسيف اعلي المقعد بتعب ، تابع بالم و كأنه شخص افتري الاثام الكثير و الكثير، طالبا العفو و الغفران:
– اسيف تقدري تقولي كده انا بقيت مجنون بيكي, عارف ان انا متسرع ساعات و معاكي انتي بالذات لما الموضوع بيوصل لغيرتي او انك تسيبيني بموت بجد ، تعرفي كمان انا بصحي قبلك وانتي نايمة و بقعد اتامل فيكي لحد ما الشمس تطلع بخاف اصلا اصحي ما لقكيش يوم جنبي او تمشي وتسيبيني
انحدرت دموعها علي وجهها بغزارة ، اول مره في حياتها امامه هو بالذات ما اصعبها عليها، لتبكي رثاء لقلبه, حتي انه بات من الصعب تجميعه مرة اخري, لا تعرف لما صعب عليها تراه هكذا وداخلها تهشم لاشلاء دقيقة للغاية اكملت بصوت يغلبه كأنه علي حافه انهيار:
– اللحظات دي اللي كنت بقعد ابص في وشك كانت بتنسيني تعب اليوم الطويل كفاية عليا اشوفك حتى لو مسمعتش صوتك و اتامل فعيونك الخضر اللي مجننيني حتي لما كنت افضى مبلاقيش حاجه اعملها من غير ما احس علي نفسي بفكر فيكي و بتخيل شكلك قدامي شعرك عيونك غمازتك اللي بتبان لما تضحكي خدودك شفايفك صورتك علقت في دماغي كنت بستنى امتى اخلص شغلي واجري على البيت عشان اشوفك رغم ان انك كنتي بتستقبليني ببرود وقسوه بس برده ما كنتش بقدر على بعدك طيب تصدقي لو قلت لك حتى جنانك وخناقاتك معايا وحشتني .
فارت جميع مشاعره وارتفعت لعناء السماء تلك المشاعر التي عزفت على اوتار قلبه فتلك الكلمات جعلته انتشي من الداخل فمعنوياته كرجل اتمحت فهو كان لا يعرف للضعف عنوان له كانها حقنتنه بجرعة عاطفية زادته قوة برغم عتابها المستتر عن ما حدث والرحيل الا انها تفوقت في اختيارها للرحيل بل احرزت هدفا بل اهداف بداخله وجعلته استقبلها بكل خوف وضعف:
– و تجاهلك لمشاعري كانت اكبر الم لي, بس في الحقيقة كنت بحاول ارضيكي دائما كنت بتمنى اشوف ابتسامتك الحلوة دي حتى بحلم ساعات ولما كنتي معايا مبسوطه كنت خلاص رتبت حياتي وسعادتي على كده وانتي معايا وحتي بقيت احلم بطفل يربطني بيكي اكتر
اخذ نفس عميق ليهدا ضربات قلبه بعنف هاتفا:
-هتقولي لي ان انا كنت بستغل الموقف اللي انتي كنتي فيه ، اه يا اسيف وده من حقي واحد محروم من كل السعاده اللي قدامه عاوزه يكون رد فعلي ايه
صمت برهة قصيرة واغمض عينيه بحزن من تلك الرهبه التي تسير به ليكمل قائلا:
-ومنعتك من انك تسيبيني لان فكره انك تسيبيني بتوجعني بجد وانا تعبت دلوقتي بجد من كل حاجه و تعبت من قلبي اللي بيحبك وانت دائما تتجاهليني, تعبت من المونهدى معاكي على الفاضي
تطلع بعينيها لياسرها قائلا على اوتار الم تعزف داخله بلا توقف :
وانتي بعد كل ده جايه تقولي لي انسى اللي حصل بيننا وننفصل ارحميني شويه يا اسيف انا عمري ما كنت اتخيل في حياتي ان اترجي حد بالشكل ده عشان يفضل معايا
احست بشعور غريب، سيئ لا تريد ضعفه ولا تريد الموقف الذي اصبحت به لا تعرف من أخطأ و من المجني عليه لكن لا تريد ذلك
الشعور داخلها لتهب صائحه:
-وانت كمان ارحمني ما تفكرش انا ما بحسش وان كلامك ده مش هياثر فيا انا مش عارفه اللي جرالي يخليني اوصل للمرحله دي واسفه ان انا علقتك بيا و وصلتك لكده بس ارجع ثاني واقول لك انا ما كنتش اقصد اي حاجه من اللي حصل انا مشوشه مش عارفه اتصرف ازاي بجد
ساد الصمت قليلا علي كليهما، لم يجد احدا منهما ما يمكن قوله، كل منهما يدافع عن ثمن خطا ليس خطاه، هو يدفع ثمن مشاعره التي تحركت تجاه امراة عنيده احبها بل عشقها، و تلك التي احبها تدفع ثمن ليس خطاها انما خطا والدها الذي احب امراه ليست زوجته
انما زوجته أحبته لكن لم يبادلها العشق بلا كم اوجعها بحب فتاه اخري وتزوجها مما زاد الطين بله انها مريضه سرطان اه منهن فهي من تدفع ثمن اخطاء الجميع، ثمنا غالياً دفعته من سنوات عمرها .
لا يوجد اقسي من اكتشافك انك قد اهدرت الكثير من حياتك و انت تقاتل لربح قضية خاسرة، تقاتل بشراسة و تدافع باستماتة هو عن حبه وهي عن معاناه اسريه، لن يفهم ما يحدث الان، فالحياه التي بها الكثير و الكثير من التعب و الالم، الكل يعاني منها فا مقابل الحياة المستقرة و الدافئة التي يريدها الكثير و الكثير، يتم دفع ثمنا باهظا لها، ثمنا كبيرا من المشاعر الاهتمام الحب و الالم نعم الالم الم يسبق لها يوما ان رأته اما تتالم لالم وليدها ألم تراه يوميا وتدفع من طاقتها و مجهودها لكسب معركه لا تعرف مع من تحارب
ليقف امامها بثبات شديد، و قوة غير معهودة عكس انهياره قبل قليل، وصاح بتلقائية:
-مش جايز تكوني فعلا لما سبتي نفسك حبيتني
غمغمت باقتضاب و بحده:
– لو سمحت ما تتكلمش على لساني, انا عارفه كويس احدد مشاعري و..
قاطعها جلال وهو يتنهد بصعوبة :
-طب ما تجربي تقربي وتحبيني هتخسري ايه
– هخسر كثير انا وعدتها اني عمري ما هامن لجنس راجل واحب .
همست قائله داخلها و تنهدت ألم من اجل امها وحزنها علي حالها .
***
بعد مرور يومين اتجه زين بخطوات بطيئه متثاقله نحو باب الغرفه ينوى النوم و راحه فكان بالخارج يشاهد حفلات مهرجان للفنون الجميلة دلف الغرفه لكن توقف مكان يبتلع لعابه بقلق فور ان راى نادين متكوره فوق الفراش وبصوت ضعيف تتألم وهى تنتحب بالبكاء.
نظر وعيناه تشع بخوف عليها بينما كان ياخذ خطوات سريعة نحوها قائلا:
– نادين في ايه يا حبيبتي مالك بتعيطي ليه ايه اللي حصل
رفعت عينيها تنظر اليه بدموع قائله:
– مافيش متشغلش بالك
زين بغضب مقلق:
– هو ايه اللي ما فيش و ما اشغلش بالي ما تنطقي يا نادين في ايه اعصابي تعبت
شعرت نادين برجفه تسرى بجسدها لكن تجاهلتها مقتربه من جسده الذى كان يكاد يجلس جانبها حتى التصقت به تماما وهي تلف ذراعيها حول خصره محتضنه اياه بشدة قائلة بصوت متحشرج ممتلئ بالدموع:
– النهارده في شركه كبيره كنت ماضيه معاها اخيرا العقد بعد تعب ومجهود بس اتفاجئت النهارده انها بتنسحب ولغت العقد من غير سبب
احاطها جسده بذراعيه يبادلها العناق بقوه متمتما بصوت اجش:
-يا شيخه حرام عليكي تعبتي اعصابي كل ده عشان شركه لغيت العقد ما في 60 داهيه حرام عليكي ده انا لما دخلت وشوفتك بالمنظر ده افتكرت في مصيبه
همست نادين بصوت حزين :
– ما هي مصيبه فعلا يا زين ده تعب ومجهود سنين يروح كده في غمضه عين قدامي دي حاجه ما تزعلش
قال بهدوء و هو يمرر يده بحنان فوق حاجبيها يفك غضبها:
-طب معلش ولا يهمك هم اللي خسرانين ولله هم يطولوا يشاركوكي ولا هيلاقوا ذيك اصلا ما تزعليش يا حبيبتي
نظرت اليه بحزن لتفتح فمها تتحدث لكن ابتلعت جملتها عندما انحنى زين ملتقطا شفتيها فى قبله حارة فى محاوله منه لتشتيت انتباهها عن مخاوفها لينجح فى ذلك عندما بدات نادين تستجيب لقبلته مصدره تاوه منخفضا، أبتعد اخيرا وقال بهدوء:
-خلاص فكي بقى اقول لك تعالي نروح السينما نتفرج انا وانتي على فيلم
اخفضت راسها بخجل تهز رأسها بالنفى قائله بابتسامة:
-خليها يوم ثاني شكلك جي تعبان
ابتسم زين قائلا ببساطة وكانه قد نسي تعبه كله مقابل حضنها و شاهد ابتسامتها :
-انا مش تعبان انا كويس وعايزك تقومي تلبسي دلوقتي ونروح السينما هاه ايه رايك نشوف فيلم كوري مش انتي بتحبي الافلام الكوري برده
أبتسمت ابتسامة حالمة فوق وجهها لا تصدق لتقول بسعاده :
– صح بس .. انت لسه فاكر بحب ايه
***
يجب ان تبكي عندما تكون حزينا
ابكي كما تشاء ابدا من جديد
ابكي واخرج كل مافي صدرك اليوم
جلست اسيف فوق الفراش بصمت تنظر حولها تراقب كل شئ داخل الغرفه باعينها حتي جاء النظر الي الفراش الذي احتواها بداخل احضانه ذلك الحضن جعلها تشعر ببعض الدفئ لاول مرة في حياتها بعد موت حياه والدتها مسحت باناملها اخر دمعه قد ذرفتها بياس تفكر ما معني ان تشعر بامان ودفئ داخل احضانه نعم تتذكر رائحته الرجوليه حتي وانفاسه اللاهثه بجسدها كما تشعر بقشعريرة تسير بداخل قلبها و دقاته العاليه هل تعلن الوقوع بالحب
تحاصر انفاسها وتضيق عليها الضيق من تلك الفكره لا من المستحيل و اذا الوعد ، وعد والدتها اليها بعدم الثقة برجل او عشقه ومثال صغير والدها
لا تنكر انها عاشت معه ايام كانوا كالنعيم واكثر كيف لا وهو يجعلها تعيش معه اقصى حالات الحب و المتعة التي لم تتعرف عليها يوما الا بعد زواجها منه طردت سيل ذكرياتها وهي لا تنكر حالته الصعبة لاول مرة في حياتها تري جلال القوي ينهار امامها هكذا كم اشفقت علي حالته ولا تريده هكذا ضعيف وكم كانت تريد اخذه بين احضانها بحنان واحتواء ولا ترى حزن في عينيه ، عادت لوعيها و ادركت ما تفوهت به ماذا هل صحيح احببته احبت ونست ماضي والدتها و والدها ومن الممكن ان تكن مثل امها في يوم لكن ما باليد حيله الرحيل بلا رجعه هو الحل
***
في الصباح فتح عينيه و وجدها تنظر له باعين مدمعه حمراء كانها ترجوه ان يصر على عشقها ويحكم رايه الا يخذلها، ان يفى بوعده الا يتقهقر عند اول مشكله واول اعتراض
كان ينظر بعينيها بعجز والم، حبيبته امامه تتالم ولكن حديث ماهر يدوى فى اذنه كالرصاص, شعور العجز مؤلم خصوصا امام من تحب بالاخص اذا كنت عاجز امام ما تريده ان كنت مكبل باشياء كثيرة لا فكاك منها
حاولت ان تحبس دموعها ان تطمثها بقوه وتحدثت بصوت رغما عنها خرج متحشرج:
– اني اسفه اني دخلت الاوضه بس طلعت اصحيك عشان راحت عليك نومه شكلك اكده
اعتدل في جلسته ولم يجيب عليها مما المها تشعر ان اصبحت بالنسبه له كالهامش لا وجود لها في حياته لتقول:
– متخافش مش اني اللي محضرة الفطور خليت ام العربي تعمله ليكي بيديها هي لو مش متاكد نادي عليها واسالها بنفسك
نظر لها عيسي بشرود هكذا اصبحت حياتهم الان بللت شفتيها ببطء وقالت:
-انا بره لو عزت حاجه انده عليا عن اذنك
***
بعد مرور اسبوع دون احداث جديده عدل عيسي هيئه ملابسه وهو ينزل سلالم السرايا ليقف عندما سمع صوتها تنده عليه قائله :
– عيسي
التفت اليها بهدوء وقال:
– خير يا اسيف رايده حاچه
وقفت امامه لتقول اسيف بهدوء:
-معلش هعطلك شويه فاكره اخر خناقه اللي حصلت ما بيني انا وجلال لما وقعت من على السلم وقبلها كنت زعلت والدتك و انت طلبت مني اروح اعتذر لها مقابل ان اطلب منك اي حاجه وانت هتنفذها
تنهد عيسي بضيق قائلا بنفاذ صبر:
– مع اني مش وجته ومش فايج بس تمام اني عند وعدي وحديدي كيف الميزان ولا بيطب ولا بيزيد اتفضلي رايده ايه
اسيف بدون مقدمات:
– عاوزك تصالح فرحه وقبل ما ترفض خليك فاكر انك وعدتني وانا كمان عارفه الموضوع كله ايه, وسبب الخناقه
تطلع اليها بدهشة ثم قال بغضب بارد:
– ديه لوي ذراع بجى ولا ايه, هي الهانم اللي طلبت منك اكده صوح
هزت راسها برفض وقالت بضيق:
– عيسي انت بقيت ليه تتكلم عن فرحه بالطريقه دي وتاخذ عندها فكره وحشه, هي ما تعرفش اصلا ان انا هروح اقول لك ولا اكلمك في حاجه زي ده ولا ليها علاقه , بس انا بعمل كده عشان صعبانه عليا بجد وانت كمان يا عيسى صعبان عليا صدقني بكره هتندم لو فضلت ماشي بالطريقة دي معاها
نظر لها بحدة قائلا بحده منفعل:
– اني ماندمتش في حياتي جد ما كنت بعاملها بما يرضي الله لكن هي عملت ايه, استغفليتني وراحت تشوف طلجها من ورايا
اسيف بجدية:
-اسمها هو اللي ضحك عليها واستغل طيبتها, وهو عارف ومتاكد انها طيبه وها تصدق على طول وعلى نيتها عيسى انا مش هشكر في فرحه قدامك واقعد اقول فيها شعر لانها فعلا احسن واحده شفتها وعاشرتها بجد و خساره بجد ليك لو خسرت واحده زي فرحه وبعدين انت عمال تحسبها كده, احسبها بطريقه ثانيه وريح نفسك وضميرك هي راحت له عشان بتحبك وخايفه عليك حاجه كمان لازم تكون عارفها ان طلقها ده انا متاكد و متخيله زمانه دلوقتي فرحان ومبسوط باللي حققه و يحتفل بانتصاره ان وقع ما بينكم و وصل لي اللي هو عاوزه و زيادة كمان لان واحد زي كده اكيد شيطان عشان خاطري بلاش تناوله اللي في باله
صمت لحظه وهو يفكر في حديثها بالتاكيد ماهر الان في اسعد اوقاته لو علم ما حدث بينه وبين فرحه بل سوف يحاول التقرب منها كما يقال يصطاد في الماء العكر افاق علي صوت اسيف قائله بترجي:
– راجع نفسك كويس يا عيسى انا في النهايه مش هغصبك تصالح فرحه وترجعها بالعافيه بس لو مش راضي تسامحها كده وتنسي الموضوع يبقي طلقها احسن و ريح نفسك وريحها هي كمان من العذاب اللي هي فيه
نظر لها بنظرة غضب مكتوم ورحل لتتنهد بيأس وترحل هي الأخري..
***
عقدت فرحه حاجبيها بدهشة وتعجب وهتفت بحيره:
– يعني ايه الحديد ديه يا اسيف اني مش فاهمة حاچه كيف تكوني حاسه بكل اللي حواليكي بس انتي ما كنتيش رايده تبعدي عن چلال ايه كان معمول ليكي عمل
بالطبع قالتها دون قصد ولم تقصد احد وأن هذه الحقيقة بالفعل ,اجابت اسيف بشرود:
– ما ده اللي مجنني يا فرحه مش عارفه بجد الشهر اللي فات ده انا كنت كده ازاي انا تعبت من كثر التفكير ومش لاقيه حل لي اللي انا كنت فيه
هزت راسها فرحه بحيره شديدة تفكر ماذا اصابها لتقول:
-تعرفي اني كومان كنت حاسه ان فيكي حاچه وانك كنتي مش على بعضك بس ما كنتش فاهمة برده فيكي ايه حتى جلت اكده لي عيسي ساعتها انتي فيكي حاچه مش معجول التغيير ديه مره واحده اكده من غير سبب
نظرت اليها اسيف متحدثه بتردد:
– بمناسبه عيسى يا فرحه انا كلمته عليكي وعملت حاجه بس ما تزعليش مني
لتبدا تقص عليها ما حدث، تطلعت فيها بعتاب وقالت بحده:
– ليه اكده يا اسيف اكده عيفتكر ان اني اللي جلتلك تجوليله وبعدين مش رايده مشاكل ما تدخليش نفسك احسن كفاياكي اللي انتي فيه
تنهدت اسيف بضيق مكتوم وقالت:
– انا اسفه ما تزعليش مني هو فعلا فكر كده بس ما تخافيش انا قلت له ان انتي ما تعرفيش حاجه عن الموضوع ده وما لكيش دعوه وانا باكلمه من نفسي عشان صعبان عليا اللي انتم فيه
فرحه بحزن:
– شوفتي مش جلت لك على طول فكر ان اني وشك فيا عيسي بجي بيكرهني يا اسيف
هزت راسها برفض وقالت بجدية:
– ايه اللي انتي بتقوليه بس ده يا فرحه عيسي بيحبك ده بيعشقك كمان واللي انتم فيه ده سوء تفاهم و ان شاء الله مع الوقت هيروح لحاله وبعدين لو ما كانش بيحبك ما كانش عتبك كده يا فرحه
نظرت الى الفراغ بحزن فقد المها كثير وفقدت الامل في ذلك:
-تفتكري هيجي يوم ويسامحني بچد اني خلاص فجدت الامل من طريجته معايا
تنهدت اسيف بعطف عليها لتنهض فرحه تستاذن لترحل الي غرفتها اومات براسها بالايجاب بصمت .
لتنهض لترحل هي الاخري لتتفاجا بجلال خلفها وهو يقول بسخرية:
– طب ما انتي بتعرفي تحلي مشاكل غيرك اهو طب ما تحلي مشاكلنا احنا كمان طالما عامله فيها مصلحه اجتماعيه و عارفه الصح من الغلط اهو
فهو استمع الي حديثها مع عيسي ايضا أغمضت عينيها بقوه قائله بعمق:
– جلال احنا معندناش مشاكل او في مشكله واحده وهتتحل اول ما نطلق و ننفصل
جز علي اسنانه بعنف شديد قبل ان يسحب يدها بقوه يصعد بها الي الاعلي رغم عنها وادخلها الغرفه
لتقول اسيف بصدمه وحده:
– في ايه انت بتشدني كده ليه لو فاكر الكلام اللي قولته لما رجعنا من بره هياثر عليا ويخلينا اقعد تبقى غلطان عشان انا برده مصره امشي وقبل ما تحملني الذنب انت كمان غلطان عشان قربت مني و انت عارف ومتاكد ان انا فيا حاجه يبقى انت اللي علقت نفسك في الوهم مش انا و …
قبل ان تكمل حديثها وقف بحده يطيح بالطاولة امامه لتصرخ بخضه وهي تضع يدها علي راسها تستمع الي صراخه المدوي:
– انتي ايه معندكيش دم مابتحسيش ارحميني بقي انتي كل يوم بتموتيني بكلامك ده انتي كل ثانيه بتدبحيني بغباءك , ارحميني يا شيخه و ارحمي عيشتنا اللي بقت سوده
رجعت خطوات للخلف جعلت سائر جسدها يرتعش تقدم امامها قائلا بغضب وهو يمسكها بحده يحاول ادخال كلماته الي عقلها عنوة:
– اسمعيني كويس بقي عشان انا جبت اخري منك انا مش هطلقك و شغل الجبروت اللي بقيتي فيه ده مش عليا انا عامل حساب لحبي ليكي وعمال اتكلم بلين وبهدوء وانتي مفيش فايده ده انا شويه وكنت هابوس ايديك ورجلك عشان تقعدي يا شيخه, انتي ما عندكيش قلب يحس بيا
خرجت شهقات بكائها خفيف بخوف منه وهي تبعد عيناها عن نظراته المتهمة فاردفت بقله حيله و حزن :
-انا اسفه مش قصدي بس ارجوك ابعد عني و طلقني
أعادها بين يده مره اخري يمسكها بعنف اكبر حتي اعادت راسها تنظر الي عينيه بنظراته التي تعكس موت قلبه عليها:
– لو فاكره اني حتى لو طلقتك هبعد عنك واسيبك تبقي اكيد مجنونه انتي لسه ما تعرفنيش كويس يا اسيف يمكن انتي سهل تنسيني لانك ما حبتنيش اصلا في يوم طول حياتك معايا ويمكن انتي خدعتيني من الاول وكنتي قاصده
تاوهت بألم من قوه يده حول ذراعيها و أخفضت راسها بحزن علا صوته وهو يهزها بعنف : -بصيلي وانا بكلمك وحطي عينك في عيني

تكمله الفصل الثالث والعـشرون
_____________________
تاوهت بألم من قوه يده حول ذراعيها و أخفضت راسها بحزن علا صوته وهو يهزها بعنف : -بصيلي وانا بكلمك وحطي عينك في عيني
نظرت اليه ودموعها تهبط استكمل حديثه وهو يشد علي كل كلمة قائلا:
– مش عاوز جو الصعبانيات ده لانك انتي خلاص ما عدتيش هتصعبي عليا ثاني مش انتي اللي عاوزه توصلني لي كده اشربي بقى وصدقيني يا اسيف لو وصلت اني اكسرك واعيد تاسيسك من اول و جديد مش هتهز وانا بعملها عشان كده بالذوق بالعافيه هتفضلي جنبي انا مش لعبه في ايدك تقرري بمزاجك تقعدي شويه معايا وشويه عاوزه تمشي او تسيبني في اي وقت ، انتي فاهمه
صرخ بحده عندما حاولت التحدث لتغلق فمها بيدها بخوف وهي تشاهد عيونه تزداد سواداً بغضب و غل مع كلماته حتي دفعها بقوه و بحده واتجه كالاعصار يبحث عن مفاتيحه الغرفه وسحب هاتفها ايضا قبل ان يخرج من الغرفه تماماً .
***
اشعل النار بعود خشبي علي جذور الخشب وفي لحظات قليلة، تضاعفت الجذوة وتحولت الى السنة لهب تغذي بشراهة على الاخشاب التي جمعها عيسي وجلس امامها اعلي المقعد في خارج السرايا اسند ذقنه علي راس العصا التي يحملها دائما بين يده
من الحكمة ان نسير في دروب الحياة بتعقل فرب ضارة نافعة واحيانا يكمن الخير في الشر هكذا علمتنا الحياة.. رجل اجبرته العادات والتقاليد الاقتران بابنة خالته ورد الفتاة البسيطة ،عاش عمر قليل معها حتي فارقت الحياه وهي تولد ابنه صالح تركته له صغير يحتاج الى رعايه كبيرة
وكان للقدر راي اخر حتي اوقع له القدر امراة بديله تشاركة حياته وتكون وجهة مشرفة له راعت الام و الابن وحتي الاخوات وهو ايضا حظى علي اهتمام كبير، لم يري منها اي خطا او عدم مسؤوليه بل حب وحنان واهتمام وهو ايضا أعطاها اكثر من ذلك و لكن دائما يشعر بأنه لم يكتفي برد الدين إليها
ففرحه جيدة ومميزه و هذا بشهادة الكثيرين ممن حوله وهو اولهم كان اكبر رجل محظوظ للحصول على انثى رقيقة تتميز بمظهر جذاب وملامح جميلة, كامله مكمله
فهى ابنة العم التي لم تبخل قط ان تكون فتاة احلامه التي طبق عليها مفاتن خبرته في فن العلاقة معها اصبحت فرحه اغلي ما في حياته ولا يستطيع في الصبح الا يرى وجهها وابتسامتها المشرقه, حتي كان يدعو الله كثيراً ويشكره علي هذا الزواج الصالح لكن فما بعد؟.
استنشق الهواء وزفره وهو يدعو الله ان يصلح له الحال ويهدي من روعه.. ابعاد فرحه عنه لم يكن سهل اصبح يشعر ان الحياه دون طعم و كئيبه
لكن هو في النهاية رجل صعيدي لا يتقبل عقله ما فعلته ان تذهب الى رجل وتقابله مهما كان السبب عقله لا يتقبل اهدار كرامته و العاشق المغوار الذي لا يتقبل عقله ما فعلته..
وفي ذلك الأثناء جاء جلال وجلس جانبه بصمت هو الاخر منذ ما حدث اصبحت اسيف تتعمد اغداقه بالمزيد من مشاعرها الفياضة، وهو يلهو نفسه بالعمل لكن لا يزيحها عن تفكيره ابدا، اصبحت حياته مسخرة لها فقط، يوم الي سابع سماء ويوم الي سابع ارض و هو مجرد هامش بنفسه اليها، تريد الرحيل وتتجاهل حالته هل لقد انتهي اوانه، كما انتهت علاقته بها و في يوم سيوافق على الطلاق، كل ما يفعله معها علي سبيل الحب والعشق والاشتياق الذي يرغب أن تبادله مشاعره أيضا
اكتفى من انتظارها تحبه وتعشقه في يوم، وهي توقفت عن اشتياقه لها الايام الماضية او الوهم الذي كان يعيش فيه كما هي تقول، لم تعطي للقلب اي فرصة اخري، قررت التخلي عنه و الذهاب، و عدم الالتفات له مرة اخري وكل هذا من نفسها دون اذن منه, يعلم ان الحل بيده ان يتركها ترحل ويخلص نفسه من العذاب لكن القلب يريد عكس ذلك
المه بفقدان عشقها لا يمكن وصفه، و جرح كبرياءه الذكوري من تجنبها بات قاتل، و اصبح اكبر مخاوفه هو طلبها للطلاق بعد ان اصبحت قادرة علي العيش بدونه والرحيل
تنهد جلال قائلا بعمق:
– وبعدين يا عيسي هتفضل كده مش ناوي تصالح فرحه طب بلاش احكي لي حتي في ايه وصلكم لكده عجبك يعني الوضع اللي ما بينكم ده
اجاب عيسي بصوت اجش:
– انت شاغل نفسك بينا ليه يا چلال خليك في مشاكلك وما تسالش كيف ما اني ما مسالتكش
مالك, مع اني متاكد ان في حاچه حصلت بينك وبين مراتك
هز راسه متنهد بحزن يحاول خروجه من ذلك الوضع الذي لاول مرة يراه هكذا:
-طب سيبك مني فرحه عملت ايه لكل ده
صمت ولم يجيب عليه ليقول جلال بياس:
– طب بلاش اعرف بس اكيد هي ما كانتش تقصد تزعلك يا عيسى فرحه بتحبك وما لهاش غيرك عجبك الوضع اللي هي فيه كل واحد منكم بينام في اوضه و بياكل لوحده انت مش شايف حالتها بقت عامله ازاي انت راضي وعجبك اللي هي فيه جبت القسوه دي كلها منين يا عيسي
صاح عيسي بانفعال قوي:
=ما خلاص بجى عاااد يا چلال اني اللي فيا مكفيني انا مش ناجص وجع دماغ هي حره اني ما ليش دعوه بيها ولا بجي بيهمني حد و رايد تجول عليا قاسي ومش بحس ماشي يا سيدي اني بجيت اكده حتى انت يا چلال رايد تروح تتخانج مع دياب اتفضل مش عمنعك
عقد حاجبيه متسائلا باستغراب:
– هو الموضوع يخص دياب طب فرحه مالها
قال عيسي بغضب بارد:
– هملني في حالي يا چلال جولت عاوز ابجي لوحدي
***
وضع المفتاح في الباب ودخل جلال الى جناحه يسير بخطوات ضعيفة متثاقلة ينظر باتجاه الفراش ليجد اسيف ممده مستيقظة ناظره الي سقف الغرفة بصمت ليجلس بضعف فوق احدى المقاعد بتعب يشعر بضربات قلبه عاصفة تدوى بصوت عالى فوضع يده فوقه يحاول تهدئة تلك الضربات فجلس مكانه لبضع دقائق شارد الذهن لا يعى شئ حوله
اما هي عندما سمعت صوت الباب يفتح فرفعت راسها سريعا تحاول رسم القوة والعزيمة فى عينيها استعدادا لما هو اتي فهى فى اشد الاحتياج لهم فى مواجهتها القادمة للرحيل لكن صمتت عندما رات حالته الضعيفه تلك فظلت تتابعه بعينيها تمررها فوقه باشتياق فهى و رغم كل ما حدث مازالت تشتاق تود لو ترتمى بين ذراعيه علها تنسى كل ما يوجعها ويالمها بينهم تتنمي ان لا تفوق من الاساس وتظلمه معها كل تلك الاسباب من تجعلها تريد الرحيل
شعرت بالم عاصف فى قلبها وهى تعى انها سبب وجعه الان هي من صنعه له وانه لم يعد من الممكن لها ان تختبئ فى احضانه بعد الان, خرجت منها تنهيدة عميقة بصوت عالى وصل الى مسامعه ليرفع راسه فورا اتجاهها يراها جالسة بجمود ليقول بصوت هامسا :
-عارفه يا اسيف لما تحطي راسك علي المخده وتحسي ان عقلك بيتخدر وعينك بتستسلم للنوم وفجاه تيجي علي بالك فكره ترعبك وتقلق منامك اهو انتي الفكره دي اللي بتفوقني وتطير النوم من عنيا
ضاقت عينى اسيف بشدة قائلا ببرود مصطنع:
-وده حب ولا كره
ظلت اسيف تتابعه بعينيها تشعر برجاء ضعيف هو يقول بنبرة مشوهه بالم:
– ده وجع
وقف جلال ينظر اليها لعدة لحظات ترى فى عينيه الكثير والكثير من المشاعر المتلاحقة لكنها لا تستطيع قراءة اى شيئاً منهم وهى فى حالتها هذه تراه وهو يتراجع للجلوس جانبها اخر الفراش يخفض راسه قائلا بمرارة:
-وجع اني ابقي ضعيف قدامك بالشكل ده وانتي ولا همك وقلقان اجي في يوم ازهق وحبي ليكي ما يبقاش كفيل يشيل تعبي منك و رعب انك تمشي وتسيبيني وتكوني لغيري
ابتلعت اسيف لعابها بصعوبة تشعر بخيبة املها تصعد الى حلقها بغصة جعلت من الصعب عليها الحديث فتصورت سيحاول ان يصيح ويتشاجر مره اخرى لكن حزنه وضعفه ما جعلها تصمت هي الاخري أخفضت راسها تهمس بصوت اجش من اثر محاولاتها عدم البكاء امامه:
– علي فكره انا مش قطه عشان تحبسها كده وتقفل عليها الباب بالمفتاح وما تفكرش بالطريقه دي هتمنعني امشي بالعكس كده هعند اكثر
ابتسم بسخرية هاتفا بحسره:
– انتي بتعملي حاجه غير العند حاضر مش هقفل عليكي الباب تاني
أغمضت عينيها بقوه تمنع الدموع تتساقط و تمدت جانبها تعطيه ظهرها محاولة النوم حتي تكتم الحرب التي بداخلها لتتفاجا به يتمدد لينام جانبها ويده تجذبها اليه بشوق فيضمها بقوة الى صدره هامسا بخشونة :
– تصبحي على خير
توقع منها النهوض او تبعد يده لكن اخفضت راسها باستسلام لتنسدل خصلات شعرها حول وجهها كستار و اغمضت عينيها بقوه اكثر ولم تتحرك أو تجيب واستسلمت للنوم
***
اطفا عيسي النار وهو ينهض ليتفاجا بضل امامه رفع راسه ينظر الى الشخص ليحمرا وجهه بغضب شديد:
– انت ايه اللي چابك اهنه
تنهد مجيب قائلا:
– اهدي يا عيسى واسمعني اني رايدك في موضوع مهم يخصنا احنا الاثنين
قال عيسي بصرامة:
– اني ما فيش حاچه بيني وبينك غور يلا من اهنه, بدل ما اعمل حاچه مش عتعچبك تاني
تنهد بياس وهو ينظر الى عيسي ويرفض الرحيل وتجاهل غضبه الشديد فهو يعرف انه محق .
***
كان يجلس ماهر بغضب شديد وهو يفكر ماذا سيفعل مع دياب و عيسي و بالاخص عيسي حتي تعود اليه فرحه، انتبه الي والده صلاح يدلف ومعه فتاه شابه صغيره قد تجاوزت العشرون ليسمع صوت أبيه يقول بابتسامة:
-ادخلي برچلك اليمين يا عروسه
نهض ماهر بغضب متسائلا بشك:
-مين دي يا بابا
عدل الجلباب بفخر ليقول بابتسامة عريضة:
– دي مراتي الچديده سلمي علي ماهر ابني يا سماح
ابتسمت سماح لتقول:
– اهلا يا ماهر
جز علي اسنانه بحده وقال بانفعال:
– جايب عيله قد بنتك وتقول لي مراتي يا راجل عيب على شيبتك اللي زيك قاعد في بيته مستني اخرته
لوت العروسه شفتها بسخرية ليقول صلاح بصرامة:
– چرى ايه يا ماهر انت عتحاسبني ولا ايه ما تنساش نفسك ده اني ابوك يعني اعمل اللي اني رايده و بمزاجي اني وانت ما لكش صالح بيا
نظر له بحدة ثم امسك يد العروسه مبتسماً وهو يصعد بها الي غرفته تحت انظار ماهر المشتعل بغضب مكتوم وحقد قائلا:
-بجي فيها جواز و بعد كام يوم يقول لي مبروك جاءلك اخ و يورث معايا كل حاجه ويشاركني فيها بس لاه ده مش هيحصل على جثتي
***
دلف عيسي غرفته تفاجأ بفرحه تقف في وسط الغرفه تحمل بين ذراعيها ملابس ليقول بحده:
-بتعملي ايه اهنه, اني مش منبه عليكي ما تدخليش الاوضه دي ثاني
كم المها حديثه لتقول فرحه بصوت مرتجف: -حاضر كنت باخذ هدميتين وخارچه على طول
عيسي بجمود:
– طب مش خذتي اللي انتي عاوزاه يلا علي بره
اخفضت راسها بانكسار لترحل من جانبه ابتعدت تنظر له والدموع تجمعت في عينها وهي تقول بتعب :
– عيسي هو انت ممكن تتجوز عليا في يوم
التفت اليها بحده ماذا تتحدث هذه الغبيه هل عادت مره ثانيه الي موضوع الزواج والخلفه ليقول عيسي بجدية:
-انتي بتجولي ايه
تطلعت فيه بدموع تغرق وجهها وهي تقول بخوف وضعف:
– جصدي انت ممكن تتجوز عشان توجعني اكثر ما فيش حاچه هتكسرني غير دي.
هو من المها وايضا يبحث عن الاشياء التي تكسرها هل هي تراه هكذا نظر لها بلوم وانهارت في البكاء بوجهها الشاحب كالاموات لا روح فيه عينها الحزينه حمراء ككاسات الدم من كثرة البكاء كل ذلك وتتساءل هل يظل يبحث عن انكسرها أكثر.
اغمض عيسي عينيه بضيق من ضعفه امامها ليقول بحده :
– هملني في حالي يا فرحه
***
في الصباح الباكر خرجت جميله من غرفتها الي المطبخ حتي تحضر الفطور الي دياب رغم أنه حذرها من عدم الحركه الكثير ولا النزول لفعل شئ لكن لم ترد عليه فهي تعودت و تحب ان تعد له الفطور في الصباح كل يوم كرمز تعبير عن حبها له دلفت للمطبخ وكان لا يوجد احد فيه فمازال الجميع نائم حتي زوجها تركته ونزلت تعد الفطور قبل ان يستيقظ
وكانت غافله عن العيون التي كانت تراقبها باهتمام وكانت أحلام الخبيثة التي كانت تنظر حولها بتأكيد عده مرات من لا يوجد احد يراها وفتحت زجاجة الزيت و سكبت منه علي الارض الكثير و ذهبت سريعاً عندما سمعت صوت أقدام قادمه من الاعلي و اختبأت بعيد تراقب باعينها ماذا سوف يحدث
هبط دياب الدرج بضيق شديد فعندما استيقظ ولم يرى جميله جانبه هبط سريعا حتي يبحث عنها بقلق و في ذات الوقت خرجت جميله من المطبخ تحمل صينيه الطعام وعلي وجهها ترتسم ابتسامه حالمه عندما رأيته امامها
وضعت احلام يدها المرتجفه فوق وجهها بارتباك عندما رأت دياب لتشعر بقلق ان تفشل خطتها سحبت نفسا مرتجفا داخل صدرها محاوله ان تهدئ من ذعرها وهي تقف بعيد تراقب الوضع.
تنهد دياب براحه عندما راها بخير امامه وتقدم منها وقبل ان يتحدث سرعان ما ابتلع باقى جملته بذعر عندما تحولت ملامح وجهه إلي نظرة مرعبه
وهو يشاهد بسرعه البرق اختل توازن جميله عندما داست علي قطرات الزيت وشعرت بشئ لين يسحب اقدامها وسقطت صينيه الطعام أولا ثم سقطت هي ايضا اعلي الارض بقوه علي ظهرها
صاح دياب بجنون و هو يسارع ضربات قلبه بعنف ورعب:
– چميله
استمع الى صراخها المتالمه وهمست بصوت مرتعش وهى تنتحب بانفاس لاهثه بصعوبة :
– ابني.. ابني
شعرت بجسدها الم حاد اياها حتى غابت عن الوعى تماماً اندفع دياب على الفور يقبض على يدها بهلع ليتمتم و هو يستمع صراخاتها المتالمه بوجع :
-لاااا ابني لااااا چـمـيـله.. چـمـيـله

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى