روايات

رواية بيت السلايف الفصل التاسع 9 بقلم خديجة السيد

موقع كتابك في سطور

رواية بيت السلايف الفصل التاسع 9 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الجزء التاسع

رواية بيت السلايف البارت التاسع

بيت السلايف
بيت السلايف

رواية بيت السلايف الحلقة التاسعة

كانت احلام تجلس بداخل البانيو بغرفتها تسترخي وتعتني ببشرتها وشعرها وتضع مستحضرات تجميل ماركات عالميه شهيره؟
تدلل نفسها كثير علي امل ان ينظر اليها دياب في يوم ثم اتجهت الى طاولة صغيرة التسريحه تضع عليها كريمات اليد و الوجه والقدم وبدات تعتني ببشرتها بدقه شديد ثم سرحت شعرها
فكانت هذه خطتها تحمل جـميـله اعمال المنزل كلها حتى تهمل في نفسها ولا ينظر لها زوجها وتهتم هي بنفسها لعله يعجب بها دياب ويطلق جـميـله،لملمت شعرها الثائر بربطة محكمة وطالعت نفسها في المرأة بابتسامة غروراً:
– قمر يا بنت يا احلام بكره تشوفي دياب هيموت عليكي كيف عشان تقبلي تتچوزي؟
وضعت الطرحه عليها لتخرج الي جـميـله حتي تحملها أكثر من اعمال المنزل اغلقت باب غرفتها لتتفاجا بشخص أمسك يدها, رفعت عينيها اليه وقالت بابتسامة:
– دياب انت جئت امتى حمد لله على السلامه
ليقف مواجهة وهو لا يزال قابضا على معصمها بقوه قائلا بحدة مكبوتة:
– هو سؤال وتجاوبيني عليه بصراحه انا طلبت منك تطلبي من چميله تعمل حاچه في الدار
اقتربت جـميـله منهم وهي لا تفهم شيء؟ نظرت احلام له ولها بتوجس وقالت بكدب:
– لا ما طلبتش حاچه كيف اكده چبت الحديد ديه منين
– يعني حتى ولا طلبت من چميله تنظف الدار كل يوم وتطبخ
قالها ديـاب وهو ينظر الى جـميـله التي اتسعت عيناها بصدمة وقالت:
– كدابه دي كانت كل يوم مشغلاني شغل البيت كله فوق دماغي وقالت لي ان الكلام ده بامر منك انت؟
هزت راسها احلام بنفي تقول ببراءة خادعه:
– هو انتي عتكدبي الكدب وتصدجها ,هو اني لي حديد امعاكي حتي ,انتي اللي صحيتي الصبح وطلبت امعاكي تروجي الدار من نفسك و اني جلتلك في خدم اهنه وهم اللي بيعملوا شغل الدار بس انتي ما سمعتيش حديد وصممتي تعملي انتي؟ ودلوج ولما لجيتي دياب جبتيها فيا
-والله العظيم مش هو ده اللي قالته خالص متصدقهاش
اشتدت قبضة دياب على معصم احلام حتى انها اطلقت تاوه بألم وإقترب منها وتحدث بغضب:
-چميله مش هتعمل حاچه كيف اكده من نفسها الا لو انتي طلبتها منها ,رايحه تشغلي مراتي خدامه في الدار يا احلام اني خابرك زين وخابر الاعيبك الوس* ديه
غضبت احلام بشدة وجذبت يدها من قبضته بقوة المتها وابتعدت عنه بضع خطوات الى الخلف وهي تكرر باستهجان رغم خوفها الشديد منه :
-اه اوعى سيب يدي انت عتصدجها عاد دي واحده كذابه و رايده توجع الدنيا في بعض
نظرت إليها جـميـله بعينين تغشاهما سحابة رقيقة من الدموع حاولت حبسها فقد احست باهانه شديدة خلال الفترة الاخيرة منها والان فهمت انها كانت تلعب بها وقالت :
– انتي اللي كذابه انا مش عارفه بتعملي كده ليه معايا عملتلك ايه؟ من ساعه ما جيت وانا في حالي وبعيد عنك انتي اللي جيتي لي وقلتلي شغل البيت هيتقسم بيننا وانا وافقت على طول؟ ورجعتي بعد كده ثاني يوم قلتلي دياب هو اللي طلب مني كده ان اعمل شغل البيت كله لوحدي بامر منه وبقيت بعمل كل حاجه كل يوم بامر منك
ضغط علي يده بعنف عندما راى دموعها تنفس و تلهث من فرط افعالها, فيما وقف دياب يطالعها بحده قبل ان يتحدث بهدوء يشبه السكون قبل العاصفة:
– وانتي صدجتي الهانم من الاساس مابتعملش حاچه في شغل الدار ديه بتجعد هانم على الكرسي وبتجعد تتامر فيهم
ثم زفر بضيق وقال بحدة مكتوم:
– انا خابر ان الحديد امعاكي مش عيفيد بحاچه بس ورحمه امي وابويا يا احلام لو هوبتي ناحيه چميله ثاني مش عسكتلك انا عديتها المره دي عشان ضاحي بس؟ اللي للاسف انتي مراته ودلوج اعتذري لي جـميـله
شهقت احلام بسخرية:
– اعتذر! اعتذر لمين والله لو الدنيا انطبجت على الارض ما اعتذر ليها؟ ده انا احلام بنت اركان اكبر تاجر مواشي في البلد كولتها اعتذر لي واحده ذي ديه؟ و لو جعدت تهدد فيا من اهنه للصبح برده مش ععتذر وبعدين عتعمل ايه اصلا عتغصبني ولا عتقول لي ضاحي
ترقرقت الدموع في عين جـميـله وقالت بالم:
– الله يسامحك
سكت دياب قليلا ليتقدم ناحيتها ويقف قبالتها تماماً قبل ان يميل عليها لينظر اليها وغابات الزيتون في مقلتيه اسوادت وهو يشدد على كل حرف يخرج منه:
– ماشي يا بنت بيع البهائم اللي ما يفرجوش عنك حاچه, اني ولا عاجول لضاحي واشغله بالحاچات الهيفه دي ولا عغصبك على حاچه؟ بالعكس انتي اللي عتيجي و تعتذري بنفسك كومان
ضحكت احلام وقالت باستفزاز :
– ودي عتعملها كيف عتنيمني تنويم مغناطيسي اياك عشان اعتذر للسنيوره
تقف جميله وهي تعض على لسانها الذي ناداها من غير وعي منها, هتفت بحزن:
-خلاص انا مش عايزاها تعتذر لي اكيد ربنا مش هيسيب حقي منها
تجاهل دياب كلماتها ونظر الي احلام من فوق كتفه وعلّق ببرود:
– رايده تعرفي هاعملها كيف؟ لا حاچه بسيطه تليفون لابوك واعمامك اهنه في الصعيد واحكيلهم على اللي عملتيه مع مراتي واهنتيها كيف وكومان عازود شويه عليهم من عندي؟ هاه ايه رايك
اختفت ابتسامه الخبث تجاه احلام التي تحولت بخوف فهي تعرف والدها جيدا شديد وصارم في التعامل ومن المستحيل يرفض او يكذب دياب من اجل الاعمال الذي بينهم وقالت بتوتر:
– لا انت بتجول اكده وخلاص اكيد مش عتعمل اكده؟ اا ولا حتى لو عملت برده مش ععتذر لحد مش خايفه
التفت ليتركها بعد ان رماها بنظرة ساخره وقام بامساك جميله من يدها ليرحل بها؟
-استني
قالتها احلام سريعا بلهفة فلو غادر الي والدها سوف تقع في مازق, وقد علمت ان دياب لم يكن يمازح في امور مثل هذا ,ليقف دياب بابتسامة انتصار ضغطت علي شفتيها بغيظ شديد وهي ترى الانتصار علي وجهه
ليقف مواجه لها وهو لا يزال قابضا على يد جميله وقال بحدة مكبوت:
– مش هاستنى كثير ؟
بلعت ريقها وقالت بصوت حاولت اخراجه ثابتاً فخرج مهزوز:
-انا اسفه؟
***
اغلقت اسيف الهاتف بوجه جلال سريعا مما اغضبه بينما تمتم وهو يضرب راسه بجذع شجرة بجواره بخفة بينما يلاحق طيفها الغارب بنظراته المشتعلة وهو يهمس بضيق شديد و رفع عينيه الى السماء مرادفا من اعماقه:
– الصبر يا رب؟
***
جلس عيسي بجانب والدته على الاريكة الخشبية وفرحه تجلس امامهم ناولته قدح قهوته، فعيسي وعديله يعشقان احتساء القوة فاتكا عيسي يحتسي القهوة بتلذذ هو وعديله، ففرحه تصنع قهوة رائعة الصنع، ابتسم عيسي مستمعًا لتلذذها ولمح جلال يدخل بوجه عابس قائلا متسائلا:
– مالك يا چلال في حاچه
هز راسه برفض بهدوء لتمد فرحه يدها اليه بفنجان قهوه هو الآخر وقال بابتسامة:
– تشكري يا فرحه جت في وقتها انا دماغي مصدعه من الصبح؟ قهوتك جت في وقتها فعلا
رفعت راسها تقابل عيناها مع زوجها فتقول هي تسال بفضول :
– عجبتك الجهوه يا عيسى انت كومان
رفع عيسي حاجبيه فهي تعرف جيد رايه أومأ براسه مؤيد كلامه اخيه:
– زينه تسلم يدك يا فرحه, ما حدش بيعرف يعمل جهوه حلوه اكده غيرك
هتفت عديله بغـيره علي عيسي فهي تعتبره اكتر من ابن لها:
– مسخه وعاديه مش خابره عاملين تشكره فيها على ايه؟
تنهدت فـرحـه ولم تجيب فهي تعرف جيد غيرتها منها وصمتها هذا اكتسب عند عيسي إعجاب و إحترام اكثر وطالعها بشغف كبير ، فبراءتها تلك تجعل من قلبه كتلة من النار ، يحتاج اخمادها معها هي فقط من تستطيع
هتفت عديله بحده:
-عيسي
– ايوه ياما؟
قالها عيسي بانتباه
عديله بجديه:
-الناس في البلد وجرايبنا وجيرانا لو عرفوا ان چلال كتب كتابه في مصر من غير ما نعمل فرح اهنه ونعزمهم عيشيلوا منك ومنى لازمن نعمل ليله كبير اهنه؟
اجاب عيسي بهدوء: من غير ما تجولي ياما انا عاعمل اكده فعلا لازم نعلن ونعرف الناس ان چلال كتب كتابه
جلال بهدوء:
-اللي تشوفوه صوح اعمله؟ بجول لك ايه يا عيسى صحيح العمده خلاص عيسيب العموديه والانتخابات عتبدا اول الشهر وهو ما لوش رچاله يمسكوا من بعده خلف بنات بس
هز راسه عيسي هاتفا بعدم مبالاة:
– ايوه عندي خبر بكده بس احنا ما لنا
– تؤ اني بفكر انك تجدم على الانتخابات يا عيسى وتبچى العمده
اتسعت عينيه عيسي بصدمه وهتفت عديله
بسعادة:
– ده يبجى يوم المنى تصدج معاك حج يا چلال ما حدش جدها غير عيسى
فرحه بقلق:
– بس مشاكلها ياما ومش سهله وساعات مش بيجي من وراها خير
– اسكتي انتي ايه دخلك في حديد الرچاله
قالتها عديله بحذر ليقول جلال:
– حجها ياما دي مراته برده وخايفه عليه بس ما تقلقيش يا فرحه بالعكس الناس بتحب عيسي وبتحترمه جدا جلت ايه يا عيسى ساكت ليه
عيسي بجدية:
– من ميتي واني ليا في العمودية والحديد ديه يا چلال انا ناجص مشاغل و وجع دماغ, كفايه عليا انتم
جلال بتوضيح:
– بس انا من رايي تفكر تاني كويس يا عيسى ديه العمده ذات نفسه ساعات لما ما بيعرفش يحل مشاكل البلد بيناديك انت تحل صدجني انت اولي بيها
قطع حديثهم صوت زين ، ونهض جلال من مجلسه متجهًا للخارج ومازال قدح القهوة بيده :
-طب انا عاروح الاسطبل شويه
خرج جلال وجلس مكانه زين وقال:
– وحياتي عندك يا فرحه الحقيني بفنجان القهوه بتاعك
– من عيني؟
ضاقت نظرات عيسي نحو زين بضيق مكتوم من طريقة حديثه مع فرحه بهذا الشكل رغم يعرف طبيعية العلاقه بينهما وبين زين و جلال هما مثل الإخوة هتف عيسي بقصد:
– ابجى خلي بالك من الشركه يا زين ديه مالك انت برده مش ملك حد ثاني
عقد حاجبيه متسائلا:
– ما الشركه شغاله كويس في ايه يا عيسى وانا بروح اشتغل فيها على طول
عيسي بسخرية: – لا ما هو واضح باماره بسالك عن سيوله الشركه مراتك هي اللي ردت وانت معرفتش
جز زين علي اسنانه بحده وقال بغضب مكتوم: حاضر
***
دخلت جـميـله الغرفه وخلفها دياب الذي اغلق الباب بقوه انكمشت جـميـله في نفسها بخوف شديد منه وهو حدقتيه بغضب مخيف ثم زمجر باهتياج، مُثبتا نظراته الشرسة بمقلتيها المذعورة:
– من ميته و الزفته اللي اسمها احلام مشغلاكي خدامه اهنه و شغل الدار فوج دماغك انطجي واياكي تكذبي
تململت بين قبضته بخوف بان جليا على ملامح وجهها البريئه وغمغمت برجاء:
– اا ابعد عني ايدي؟
فصرّ على اسنانه مكررا باصرار:
– لما تردي على سؤالي من ميتى والهانم مشغلاكي كيف الخدامه عندها
استفحلت قوة قبضته على معصمها لتطلق اهة موجوعة وقالت :
-من بعد اسبوع واحد من مجئ هنا الصعيد ودخلت البيت ده
نفض ذراعيها بقوة وقال بابتسامة ساخرة:
– وايه اللي يخليكي تسكتي المده دي كلتها ماسك عليكي ذله اياكي؟ ما جلتليش ليه وجلتلي من اول يوم؟ ولا مش شايفاني راچل واعرف اجيبلك حجك
تعلثمت في الرد واجابت بخوف حقيقي:
-اا ؟ خوفت
صاح دياب بغضب:
– خوفتي من ايه يا مخبله انتي؟ شوفتي ايه مني عشان تخافي بالشكل ديه
-مش من حاجه معينه بس هي كانت دائما بتقول لي انك انت اللي كنت بتطلب منها تخليني اشتغل شغل البيت عشان مش شايفني الا خدامه للبيت و للبنات؟ وكل ده كان بيحصل بامر منك وهي كانت مفهماني كده بس ما كنتش اعرف انها كل ده بتخدعني
صرخ دياب وهو يمسح على شعره بقوة بحركه غير اراديه يفعلها من الغضب: عشان حماره و غبيه خليتي واحده كيف دي ما تسواش حاچه في سوج الحريم تركبك وتخليكي شغاله ليها؟ كيف ما هي رايده ولعلمك اني ولا امرتها بحاچه ولا لي حديد معاها اصلا عشان اطلب منها حاچه كيف دي
هبطت العبرات على وجنتيها وهى تقول بغصة مريرة فى حلقها :
– والله العظيم ما كنت اعرف انها كل ده بتخدعني وكمان
– وكومان ايه انطجي
هزت براسها بخوف هامسة برجاء: كانت مفهميني اني لو ما عملتش حاجه هتضربني زي ما كنت بتضرب سلمى مراتك الاولاني
رمقها دياب بتعجب مما تتفوه به ، فلهذه الدرجة فكرت به هكذا ولا تثق فيه ،فهتف بها بعدم تصديق :
– يا بنت* وانتي صدجتي اي واحده تجول لك حاجه تصدجيها على طول مش باجول لك حماره و غبيه؟ اه عشان كده كنتي عماله تجولي لي اوامرك كلها بنفذها كيف ما انت طلبت و جلبتي عليا فجاه واني مش فاهم ليه؟
نظرت له جـميـله بعينان لامعة من الخجل وقالت بخفوت :
– انا اسفه؟
زفر دياب بضيق ظاهر يقول بحده:
– مش رايد اسمع حسك والاحسن ليكي تغوري من جدامي عشان مش طايجك
تنهدت بانكسار من ضعفها امامه من غيظه :
-حاضر
***
لتدخل هايدي اختها من باب غرفتها وتقول بتردد:
-اسيف ممكن اتكلم معاكي فى حاجه مهمه
امسكت اسيف هاتفها تشغل نفسها لتقول متسائله باستهزاء:
– خير يا ترى الست الوالده بعتاكي عشان في دماغها مخططات ايه ثاني
قالت هايدي بضيق:
– مامي عمرها ما كانت بتخطط لحاجه يا اسيف ولا حتى بتكرهك زي ما انتي فاكره ولو سمحت ما تتكلميش عليها بالطريقه دي.. دي والدتي برضه
انزلت الهاتف ونظرت اليها لتقول بحده:
– بت انتي انا اتكلم بالطريقه اللي تعجبني؟ وبعدين انا ما قلتش حاجه غلط على ست الوالده دي حقيقتها وهي عارفه كده كويس؟ وطالما مش عاجبك كلامي, اتفضلي اطلعي بره انا مش ناقصه خنقه علي الصبح
هايدي بتردد :
– انا كنت جايه اتكلم معاكي زي اي اخت بتتكلم مع اختها مش احنا اخوات برده يا اسيف
اغمّضَت عيناها بضيق ثم فتحتها لتتحدث بجدية:
-طول ما دمك بيجري فيه دم ثريا هانم نبقى مش اخوات يا هايدي ولا عمرنا هنكون اخوات ويا ريت تقولي عاوزه ايه بسرعه عشان مش فاضيه
هايدي بإحباط:
– طالما انتي مش بتعتبريني اختك يبقى مش هتقبلي مني النصيحه
تطلعت فيها اسيف بسخرية ثم بنبرة حادة قائله:
-ايه ده انتي جايه الصبح مخصوص عشان تنصحيني لا فيكي الخير بس وفري النصيحه دي لي والدتك احسن هي محتاجه اكثر مني
***
دخلت جـميـله الى غرفتهما و اغلق الباب خلفها وتوجهت الى دياب حيث كان ممدد جسده علي الاريكة المقابلة للفراش حيث ينام منذ ان رحلت هي وتركته :
– انا جهزت الغداء مش هتاكل
نظر اليها دياب بسخرية وهو يقول ببرود:
-جهزتي الوكل برضاكي ولا احلام غصبتك تعملي ثاني
هزت راسها برفض واجابت:
-لا والله انا اللي عاملاه من نفسي ما حدش غصبني على حاجه هي حتى لما شفتيني تحت ما كلمتنيش ولا جت جنبي ،مش هتيجي تاكل بقى
أردف يرد بحنق:
– مش رايد حاچه كلي انتي ووكلي البنته
جـميـله بهدوء:
-اكلتهم من غير ما تقول؟
ابتسم دياب داخله علي اهتمامها نحو بناته رغم الخلاف بينهم لكن رسم قناع البرود المصطنع واجاب:
– خلاص اطلعي بره رايد انعس
بلعت ريقها وقالت بصوت حاولت اخراجه ثابتا فخرج ضعيفا:
– هتنام دلوقتي تؤ انا مش عارفه انت زعلان مني ليه ما انا في الاخر اللي عملت وشلت الليله كلها فوق دماغي يعني انت مش خسران حاجه
تحدث دياب بغضب دفين:
– تاني عتجولي الحديد العفش ديه؟ مش خسران حاچه؟
ازدردت ريقها بصعوبة واجابت وهي مشيحة بوجهها الى البعيد: -ما انا مش فاهمه انت زعلان مني ليه لحد دلوقت
صاح بصوت كالفحيح يحمل بين طياته غضبا وحشي:
– عشان انت مراتي وكرامتك من كرامتي واللي حصل امعاكي ديه كانه حصل امعايا اني ومعصبني جوي كل ما افكر فيه
لتشعر جـميـله باختفاء الهواء من حولها وترد وقد وجدت صوتها بصعوبة بينما اتسعت عيناها بعدم تصديق تهتف :
– ايه؟ يعني انت زعلان كل ده عشاني انا؟ طب ليه؟
صمت ولم يجيب وهي تتطلع إليه بابتسامة سعيده كانها رات لاول مره احد جانبها ويحميها ويحزن عليها ايضا لمحته في عينيه ولمسته بين احرف كلماته بعيدا عنها, فهو قد دغدغ مشاعر الانثى بداخلها بخوفه وحرصه الذي لمسته في صوته رغم غضبه؟
نهض بحده من اعلي الفراش وتركها بعد ان رماها بنظرة غضب حارقة امتزج فيها خيبة امل جعلتها تقف لا تعلم كيف تجيب او ماذا تفعل, لتتفاجا بنفسها وهي تهتف باسمه عاليا التفت اليها فقالت:
– طب ما انا اعتذرت خلاص اعمل ايه ثاني
لم يجيب عليها تنهدت بيأس لتتفاجا بملك ابنته الكبرى تدخل دون حديث وتبحث باعينها عن شئ لتقول جـميـله متسائله بحنان:
– عاوزه ايه يا حبيبتي
ملك بغضب شديد:
– ما لكيش صالح بيا اني رايده ابوي
عقدت حاجبيها بدهشة قائله :
– باباكي في الحمام؟ وبعدين مش عايزه تكلميني ليه انا عملت حاجه ضايقتك مني
نظرت ملك لها بحنق طفوليه:
– انتي ما تجدريش اصلا تضايجيني خليكي بس جنب فرحه عماله تجربيها منك وطلباتها كلها مجابه
جـميـله بهدوء وصبر:
– و انتي زعلانه مني عشان كده
اشاحت وجهها ملك ولم تجيب لتقول جـميـله بعد ان فهمت غيره الطفلة من اختها:
– ممممم شكلي كده عملت غلطه كبيره اوي
ملك بعبوس شديد وضيق:
– و واعره جوي كومان
ابتسمت جـميـله لها بمرح تتحدث مثلها:
-وكمان واعره جوي؟ لا ده انا لازم اصلح الغلطه الواعره ده بقى
نزلت علي ركبتها أمامها تتحدث بحنان:
– تعالى نعمل اتفاق صغير قد كده هطلع دلوقت معاكي لبره واي حاجه تطلبيها مني هاعملهالك علي طول
نظرت ملك اليها بتفكير :
– اي حاچه اي حاچه
هزت راسها قائله بابتسامة تقلدها:
– اي حاجه اي حاجه
ملك بحذر وكانها اعجبها الاقتراح:
– عاطلب طلبات كثير مش عتجدري و هتتعبي بسرعه
اقتربت منها جـميـله تلثم خدها بحنان وقالت:
-جربينى و انا من ايدك دي لي ايدك دي
هزت راسها ملك قائله بابتسامة عريضة:
– موافجه
وكان كل هذا تحت انظار دياب وهو كان يخرج من المرحاض سمع ابنته تتحدث مع جـميـله بلهجة لم تعجبه اراد ان يخرج يحذر ابنته بانها لا تفعل هذا مره ثانيه لكن توقف خطوه واحده وهو يراقب باهتمام كبير من خلف باب المرحاض الحوار الدار وكيف تعاملت جـميـله مع الموقف بهدوء دون غضب علي ابنته مما جعله يبتسم باتساع فاصبحت جـميـله يوم عن يوم تحوز علي اعجابه الشديد؟
***
حينما تسمع طلقات رصاص متتالية تشق سكون الليل في واحدة من القرى المصرية الصعيد مصحوبة بالزغاريد، فاعلم انها بمثابة اعلان عن فرحه جديد في احدى العائلات، ويعتبر ضرب النار من الطقوس الاساسية في اعراس اهل الريف المصري بشقيه الفلاحين والصعايدة، التي تتميز ايضًا ببعض الخصائص التي تجعلها ذات طابع خاص، وتبدا هذه الطقوس منذ قراءة الفاتحة على الفتاة المطلوبة للزواج ولا تنتهي الا بعد مرور ما يقرب من 40 يومًا على زفاف العروسين؟ لعملة واحدة هي (الفرحة الحقيقية)
وطبعا الرقص لابد وان يصاحب اغنيات الفرح على الموسيقى الايقاعية، اوالايقاع الموسيقى متمثلا فى (الطبلة الفخارية) و التصفيق مع اخرى الى جانب الزغاريد النسائية حيث يصاحب اغاني الافراح العديد من الرقصات الجماعية والفردية، يشكل الرقص لدى النساء اهمية كبرى في تلك المناسبة فهو حالة تعبيرية وعاطفية خاصة ترتبط بقيم وعادات موروثة في كل مجتمع محلي بما يعبر عن ثقافته لذلك تعبر المراة سيدة كانت او فتاة او حتى طفله من خلال الرقص عما يجيش فيها من مشاعر وتفاعل خصوصا في الفرح؟
وهي طقوس مختلفة بين عائلة الجبالي في القصر بالداخل يملأ من الاقارب, رغم كتب كتاب بمصر ولكن هذا لم يمنع الرجال من اطلاق الاعيرة النارية احتفالا بابناء كبيرهم جلال حسنين الجبالي؟
جلست عديله بابتسامة عريضة من اجل ابنها وبجانبها صفيه التي تجلس بوجه عابس بغيره و بجانب اخر نادين بينما ألتفتت النسوة حولهما وهن يلقين اليهن بالتهاني والمباركات
اطلقت عديله زغروطه بسعاده وكانت قد سمحت للنسوة بالاغاني واطلاق الزغاريد فالمنزل خال لهن بينما انتصبت خيمة كبيرة للرجال في الساحة الملحقة بالقصر, السماح للحريم بانشاد الاغنيات والتعبير عن فرحتهم, وبينما جلست فرحه بجانب عديله تتلقى التهاني والمباركات من الحاضرات كلهم كانت نادين تقبع في جانب بعيد عنهم تنظر اليهم دون انتباه.
وصفيه تنظر بغموض بينما يعتمل قلبها بكره اسود وحقد دفين وهي تتوعد في ضميرها انها ستذوق العروس الجديدة التي خطفت جلال منها كما تعتقد الويل على كافة انواعه، لتحل ضحكتها السعيدة وهي تتخيلها الان سعيدة بزواجها من جلال الى دموع حارقة تبكي الساعة التي وافقت فيها على الزواج منه
كانت هناك سيدة متشحة بعباءة سوداء مزينة اطرافها بخرز ملون تمسك بيدها دفّا وتقوم بغناء بعض الاغاني المشهورة؟
ايوة يا واد يا ولعة خدها و نزل الترعة
ولعة يا ولعة طالعة تقشر فى اللامونة
نازلة تقشر فى اللامونة؟ حلف عليها ابن المجنونة ما هى نازلة الترعة؟ ايوة يا واد يا ولعة
طالعة تقشر فى التفاحة؟ نازلة تقشر فى التفاحة
حلف عليها ابن الفلاحة؟ ما هى نازلة الترعة
ايوة يا واد يا ولعة خدها ونزل الترعة
طالعة ابطط فى الرقاق؟ نازلة ابطط فى الرقاق
حلف على بالطلاق؟ ماانا نازلة الترعة
طالعة ااطف فى الملوحية؟ نازلة ااطف فى الملوخية؟ حلف على ابن المؤذية ماانا نازلة الترعة؟ طالعة احشى ورق الكوسة نازلة احشى ورق الكوسة حلف على ابن المنحوسة ماانا نازلة الترعة لوووووووولي
كانت ام العربي مساعده بالمنزل تقف رغم سنها الكبير ترقص ببطء وفرحه لجلال فهي تعتبره بمثانه ابنها لتقف تلهث وهي تقول لفرحه :
– يلا يا ست فرحه تعالى ارجصي شويه
كانت سوف ترفض فرحه حتي لا يراها عيسي ويغضب عليها لكن نظرت عديله لها وقالت باستفزاز:
– وهي فرحه لسه بتعرف ترجص ما خلاص راحت عليها
عقدت فرحه حاجبيها بدهشة قائله بغيظ:
-بجي اكده يا امرات عمي ..طب حزمني يا ام العربي واتفرجي يا حماتي علي الرجص البلدي علي اصوله
كانت ترتدي فرحه عباءه خضراء بدلايات كثيرة لامعة تحيط بخصرها، ابتسمت السيده لتعيد الغناء مره اخري وهي تمسك بيدها دفّا؟
ثم رفعت فرحه ذراعيها تضمهما لاعلى راسها في وضع الاستعداد لتنساب مع الطبله هادئة اولا حركت عليها خصرها بهوادة وتمايلت مع حركاتها الماهره اتسعت عين الجميع بدهشة وانبهار من اداء رقصها وايضا عديله بعد ان تضايقت لكنها الان في حاله سعاده كبير فسوف يتزوج اخر ابنائها جلال وهذا ما كانت تتمناه من الله.
في الخارج وضع عيسي ذراعيه العريضة علي كتف جلال وقال بصوت هادئه:
-مبروك يا اخويا ربنا يتمم لك على خير وتشوف عيال عيالك
ابتسم زين وقال :
-مبروك يا جلال ربنا يتمم على خير
نظر جلال اليهم بابتسامة حب حقيقي:
– الله يبارك فيكم تسلموا ربنا يخليكم لي وما يحرمنيش منكم ابدا
هز راسه عيسي هاتفا بحب ابوي وهو ينظر اليهم الاثنين كانهم ابناء وليس مجرد اشقاء بحب مزدوج بخوف داخله عليهم : يا رب
***
عقدت عديله حاجبيها متسائلة:
– مالك يا بت جاعده مبوزه اكده من ساعه لما جيتي
صفيه بحسره:
– يعني رايدني اعمل ايه يا خالتي اجوم اتحزم وارجص جنب الهانم فرحه؟ واني خلاص هطج من الجهر
عديله بحده:
– ماعاش اللي يجهرك, واني عايشه كل ديه عشان چلال عيتجوز طب وايه يعني ما الشرع حلل لي يتجوز واحده واثنين وثلاثه؟
نظرت اليها صفيه بشك:
-تجصدي ايه يا خالتي ؟ ما تعشمنيش بحاچه ثاني مش عتحصل ؟اني مش ناجصه وجع جلب ثاني
– عيب يا بت هو انا عمري جلت لك حاچه وما حصلتش قريب جوي عخليه يكتب كتابه عليكي ويتجوزك انتي كومان, كيف ما الهانم اللي مجضياها رجص ديه كومان ومخليه عيسي مش مطاوعني لاول مره في حياته يجول لي لاه علي حاچه اطلبها منه؟ عخلي عيسى يتجوز عليها عشان يجيب اخ لي صالح بس اصبري انتي بس؟
قالتها عديله بغل وهي تنظر الى فرحه والسعادة في عينيها واضحه وهي ترقص وابتسمت صفيه بفرحه وهي تتخيل جلال يعقد عليها وتصبح زوجته ايضا.
لتتعالي اصوات الاغاني والفرح
وادحرج واجرى يا رمان وتعالى على حجرى يا رمان دنا حجرى حنين يخدك ويميل
وادحرج واجرى يا رمان وتعالى على حجرى يا رمان دنا حجرى حنين يا رمان يخدك ويميل
يارمان يخدك كدة هووووووووووو
يابو حلاوة تقيل بتاع الخزين يا بصل
يابو حلاوة تقيل بتاع المربة ياجزر
رمانة كبرتى وكلبزتى وبقالك قيمة انا كنت بشوفك ونا اعد سهران ف السيما بطلع ابص علشان البى عليكى والهوى بيجيب
رمانة هاتى بوسة من خدك واه لو من يدك
رمانة والله بحبك وعليكى بغير وادحرج واجرى يا رمان وتعالى على حجرى يا رمان دنا حجرى حنين يا رمان يخدك ويميل يارمان
دنا حجرى حنين ياخدك اووووووووعى رمانة بحبك مع انى دمك تقيل ونا اخر مزهئ منك همشى وابيع منديل وامشى وقول للناس فى الشارع حد عايز منديل رمانة اه يانا ياغلبى رمانة حسى بقى بالبى رمانة اموتلك نفسى يامو دم تقيل؟
كانت فرحه مستمرة في الرقص وفي تحريك شعرها يمنا ويسارا بدلال ليكتشف ذلك الخلخال الذي ترتديه في قدمها
دخل عيسي المنزل يبحث عنها متسائلا ابنه صالح ليدله علي داخل مجمع النساء هز راسه بهدوء لينصرف و يعود الي الفرح ؟ لتتسع عيناه بانبهار بمجرد ان انفتحت نافذة الغرفة مجمع النساء وكانت ترقص فرحه وسطهم
كانت تقف في اخر الغرفة مولية ظهرها للباب وهي مازالت تتمايل بجسدها مع الاغاني وعلي وجهها ابتسامه فرح وكانت متمكنه بالرقص الشرقي؟
وقف يشاهدها منصهرا وقد استدارت مع بدء ارتفاع الموسيقى الراقصة لتلك الاغنية الشعبية الشهيرة ترقص وتتلوي بدلال وغنج محطمه اعصابه فنفخت في الجمر الذي يجري في دمائه تامل ملامحها الحلوة وشقاوتها وسخونة حركاتها متعجبا كالعادة مما تفعله به تلك والذي باتت تشعل نار لا ينطفئ ابدا منذ ان اصبحت حلاله.
لكن فجاة نظر حوله بتراقب وغضب شديد ان كان راها احد غيره وهتف بحده عالي: صالح؟ روح انده فرحه من چوه جولها عيسي رايدك فوج في حاچه مهمه
***
ما ان دخلت فرحه لغرفتها وكان هو يزفر مناديا لها بقوة حتى تسمر واقفا امامها فاغرا فاه مما يراه, النظرة التي اطلت من عينيه لا يراها تحت بوضوح وحاول ان يتمالك فيها نفسه ولم يعانقها عناقا ان يزهق روحها بلا انه كثيرا ما بشعر به رغم انه يتعمد الابتعاد عنها لا تعلم شئ عن هذه الحرب الذي بداخله
ومحاربة مشاعره فهو عيسي حسنين الجبالي وهو اسمه بمفرده تهتز له الابدان وترجف له القلوب؟ لكن امامها كالعصفور بينما هي وقفت في مكانها يكسوها الخجل من نظراته اعلاها الى اسفلها, ليقف بعدئذ امامها وهو يهتف بانشداه مشيرا بسبابتها اليها من الاعلى الى الاسفل:
– انتي كنتي بين النسوان تحت في الفرح اكده؟
عقدت حاجبيها واجابت وقد اعتقدت ان منظرها ليس جيد وهي تنظر الى لباسها:
– ايوة, روحت مع مرات عمي نشتري لولازم الفرح واني اللي جبت الخلجات ديْ, ايه شكلهم مش زين؟
صمت عيسي وهو شارد بنظراته بين خصرها المحكم التفصيل وذراعيها الظاهرين من اسفل الكم الطويل الواسع اذا ما حركتهما تحت بوصلة الرقص فان الكم كان ينحسر الى الاعلى وهذا ما ثار غضبه, ثم رفع عيناه اليها يبتلع ريقه بصعوبة ويجيب بتلكؤ بينما نظراته تدقق في كل صغيرة وكبيرة فيها:
– هو من ناحية انه زين فهو زين الزين كومان؟
ابتسمت له وقالت متسائله:
– صوح عجبك
جز علي اسنانه بحده فماذا يقول لها ،نظر لها باستخفاف مازالت تسال هل اعجبه, رفع اصبعه يلمس به ثغرها الشبيه بثمرة الفراولة الناضجة: وايه ديه كومان؟ حمرة؟ وايه اللي علي عينيكي ديْ
عقدت حاجبيها باستغراب ثم سرعان ما ابتسمت بخبث فقد احست بغيره منه ثم سألته ببراءة:
– يعني اني بدي افهم دلوك ماله اللي لابساه طالما زين مضيج ليه؟
هتف بغلظة:
– عشان من ميتي وانتي ليكي في المسخره دي
اجابت فرحه بعدم مبالاة:
– مسخره؟ ايه بس يا عيسي ما ديه اللي بيتحط في الافراح وكل النسوان عامله اكده في شكلها تحت
اجاب عيسي بحدة:
– انا مالي ومال النسوان اللي تحت انا لي في مراتي وبس
القي نظرة علي مظهرها مره اخري وهتف بغضب شديد: -لاه؟ على جتتي تتحركي خطوة واحدة من اهنيه وانتي بالمنظر ديه تاني همّي بدلي خلجاتك دي بسرعة يلا
قطبت واجابت بحنق مصطنع واصرار:
– عيسى اني مش هغيِّر خلجاتي, طالما هما زينيين اغيِّرهُم ليه؟ يلا يا عيسى بعدين الجماعه يستعوجونا تحت؟
وبدات بالسير امامه ليامرها بالوقوف صائحا: -استني عندك ما يولع الناس تحت مش عتنزلي من اهنيه جلت
وقفت فرحه بضيق وغيظ من تحكمه وعدم اعترافه بغيرته عليها:
– وبعدهالك يا عيسى عاد
ليزمجر عيسي كزمجرة الليث الغاضب ويهتف حانقا:
— وبعدهالك انتي من ميتي وانتي ما تسمعيش اوامري وتنفذيها؟ يا فرحه اني مش عاوز حد يلمحك وانتي اكده, اظن حجي مراتي وحجي عليكي تطعيني
زفرت بضيق واجابت بلهفه:
– طيب مش لمن افهم الاول ليه؟انت بتجول انهم عاجبينك يبجى ليه؟ وبعدين اني يعني عجعد مع رچالة اياك؟ اني جعدتي وسط الحريم بس
هتف عيسي بغير وعي كلما تخيل حد راها بهذا الشكل وهي ترقص وقال بتلقائية وقد ندم عليها بعد ان لاحظ ما هتف به:
-لانك حلوة جووي, واني بغير جوي جوي؟
سكتت لوهلة لتستوعب ما يقول ثم بدا شبح ابتسامة يشق وجهها للظهور حاولت اخفائها سريعا وهي تقول برضا فقد أرضي غريزة الانثى بداخلها :
– حاضر يا سيد الناس كلها عغير خلجاتي دلوج عشان خاطر عيونك
هتف عيسي محاولا تهدئت مشاعره بصوت خافض :
-احم استني كومان اياكي ترقصي لما تنزلي تحت ثاني ؟ احم انا عسبجك على تحت
هزت راسها فرحه بالايجاب بابتسامة عريضة ثم ذهبت تبدل ثيابها؟
***
بعد اسبوع في الصباح كانت فـرحـه جالسه على الاريكة بالصالون في مـنزلها متربعه بقدميها اعلها وعلي حـجرهـا صحن كبير بـداخـله حبات الغله “بليله” كانت تلتقط حصاه السواد منه وهي تتابع احد المسلسلات التركي بالتلفزيون باهتمام, وبجانبها تجلس عـديلـه لتقول:
– ما تچيبي يا بت ريموت التلفزيون ديه رايده احول القناه ديه؟ مش فاهمه منها حاچه
اجابت فرحه دون النظر اليها:
– استني بالله عليكي يا خالتي رايده اتفرچ على الحلجه دي؟ دي الحلجه الاخيره
عديله بضيق:
– ان شاء الله يكون اخر عمرك يا بعيدي ما تچيبي يا بت الريموت وخليكي في الأكل اللي جدامك احسن
فرحه بغيظ مكتوم:
– يا خالتي ما انا بعمل اهو وبنقي الغله اللي طلبتيها مني
عديله بحده قائله: – عشان تعرفي انك واجعي على ودنك انا ما طلبتش البليله بس؟ اسمعي زين مش الدكتوره جالت لي كلي كل حاچه بس بكميات جليله
نظرت اليها متحدثه بحنق:
– حصل، مع انك ما طلبتيش مني حاچه ثاني بس حاضر رايده ايه يا مرات عمي
ابتلعت ريقها بشهيه وهي تقول بحماس:
– اعملي لي دجيت باميه و محشي ورق عنب وفته كشك والشطيطة، وما تنسيش السخينة والمغلى مع الفطير نفسي هفاني عليها
اتسعت عيني فرحه بدهشة قائله :
– يا لهوووي يا مرات عمي عتاكلي كل ديه ,طب السكر والضغط اللي عندك عتعملي فيهم ايه
عديله بغضب:
-انتي عتنجي عليا ولا ايه تكونيش بتاكليني من دار ابوكي جومي يلا اعملي اللي جلت لك عليه
جزت علي اسنانها بضيق مكتوم تحاول التحكم في اعصابها لتنهض بغضب وهي تهمس :
– اني خابره انك بتعملي كل ديه عشان تنكدي عليا وما اتفرجش على المسلسل
عقدت حاجبيها متسائلة بشك:
– بتبرطمي تجولي ايه يا بنت فاطمه
ابتسمت فرحه ابتسامه صفراء:
-مابجولش ,اديني جايمه
رحلت فرحه بغيظ منها لتبتسم عديله عليها بسعادة فهي تحب ان تعكر مزاجها دائما لتلمح زين يقف بالخارج لا يفعل شئ لتقول بصوت عالي ساخره :
– ما تيجي يا واد يا اللي شبه الاجانب انت اجعد معايا
التفت اليه زين باستغراب وقال:
– اجانب! انا زين يا ماما مش عارفاني ولا ايه
عديله باستخفاف:
– لا يا اخويا خابراك زين بس من ساعه ما لويت لسانك كيف بتوع مصر واني مش حساك ابني زين
تقدم يجلس جانبها وقال بهدوء :
– اه لا شكلك زعلانه مني بالجامد يا عديله نعم اديني جيت اهو عاوز ايه
هزت راسها بعدم مبالاة و أشارت قائله:
– ناولني ريموت التلفزيون رايده اتفرج على مسلسل اسمه ايجار حب ولا حب ملبوس مش خابره اسمه ايه عاد؟
عقد حاجبيه بدهشة وتعجب وهتف بابتسامة مرحه:
-عاوزه تتفرجي على مسلسل تركي حب للايجار يا عديله هي وصلت لكده؟ ده ساعات بيبقى في مشاهد جريئه
نظرت حولها لتتأكد من عدم وجود احد مثل فرحه لتقول بتوتر وخجل:
– البنت فرحه كل شويه تچيبه جصادي وتجعد تتفرج عليه شدني؟ وبعدين ما اني بغمض عيني في المشاهد الجريئه ؟ هي مراتك فين
ابتسم زين علي حديث والدته وقال بعدم مبالاة :
-نادين نزلت مصر, هي كده ما تقدرش تقعد ساعه واحده من غير شغل هي اخذت على كده
عديله بعدم رضي:
– وانت منزلتش معاها ليه مش قريشنتك ديه برده كيف ما عيسى جالك؟ اسمع حديد اخوك عيسى هو اكثر واحد مش رايد غير مصلحتك و مستحيل يضرك وعلى راي المثل خف رجلك ترزق
زين بضيق شديد:
– عارف يا ماما عارف الكلام ده كويس مش كل شويه حد يقول لي؟
هزت راسها عديله بيأس منه قائله:
– صحيح ولا ترقع فى الدايب ولا تعتب على العايب
***
– انتي متاكده يا مريم ان خط التليفون ده مش مسجلاه باسم حد ؟ زين عنده في تليفونه خاصيه اظهار اسم صاحب الخط
هتفت بهذا الجمله نادين الي مريم فقد حسمت امرها في انهاء كل شئ بينها وبين زين اجابت مريم بنفاذ صبر:
– يا بنتي سالتيني خمس مرات ايوه يا نادين الخط شارياه من كشك في الشارع ما تقلقيش من حاجه يلا شغلي البرنامج تغير الصوت الاول و اتصلي بي؟ المهم عارفه هتقولي ايه عشان توقعي
صمتت وهي تتذكر الصورة الذي رسمها زين ووجدتها في غرفته و نظرات اسيف الذي لا تعرف ما طبيعه العلاقه بينهما حتى الان لكن لماذا يحتفظ بصوره فتاه حتي الان و حتي بعد زوجها من جلال, تعرف اذا تحدثت سوف تشتعل المشاكل بين زين وجلال فهي رغم كل شيء حدث لكنها تحب وتحترم هذه العائله ومن اجلهم إلتزمت الصمت؟ هتفت نادين بشرود:
– هاه اه عارفه هتصل اهو
بعد ان شغلت برنامج تغير الصوت اتصلت به
وبعد قليلا جاءها صوت زين وقال:
– الو مين معايا ؟
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت :
-مش حضرتك زين الجبالي انا عارفه حضرتك كويس كنت بشوفك في الشركه في مره كنت بملأ ورق التعيين بس ما حصلش نصيب واشتغلت معاكم .
– ايوه يعني عاوزه ايه مش فاهم , عاوزه تشتغلي
اجابت نادين قائله بارتباك :
– لا انا واحده معجبه بيك
زبن بحده:
– باين عليكي هبله احترمي نفسك و ما تتصليش بيا ثاني
اغلق الهاتف في وجهها لتقول بضيق:
– ايه ده ؟ ده قفل السكه في وشي
زفرت مريم لتتحدث بغيظ شديد منها :
– طب ما لي حق ايه الهبل اللي انتي بتقوليه ده صح يا نادين في واحده عاوزه توقع واحد تقول له كده من اول مره انا معجبه بيك؟ كنتي قلتلي انك مش عارفه تتكلمي وانا كنت راستك تقولي ايه
تنهدت نادين بغضب مكتوم:
– يووووه بقى انا زهقت انا مش عارفه اعمل ايه ولا اقول ايه؟ وبعدين كنت خايفه يكشفني
مريم بجدية:
– نادين احنا لسه في الاول لو عاوزه تغيري رايك انا عرضت عليكي الفكره وانتي رفضتي من الاول لما صعبتي عليا عشان مش عارفه تتطلقي منه, وما رضيتش ازن عليكي في الموضوع ثاني عشان معملش مشاكل؟ والنهارده الصبح انتي بنفسك اللي اتصلتي بيا وقلتلي موافقه؟اللي خلاكي تغيري رايك؟
اخذت نفس عميق واخرجته ببطئ لتتحدث بهدوء عكس داخلها:
– ما فيش حاجه الوضع اللي انا فيه هو هو وزهقت ونفسي انفصل عنه باي شكل ما عدتش طايقاه ولا طايق اسمع سيرته ولا طايقه لمسته ليا؟
مريم بشك:
– نادين هو في حاجه حصلت ما بينك وبينه تاني وانا ما اعرفش
حمحمت نادين فهي لا تريد ان تتحدث لي احد حتي لا تثير المشاكل قائله بتلعثم :
– اا لا مفيش المهم دلوقتي هعمل ايه عشان اوقعه واسجل لي
نظرت اليها بعدم تصديق تفكر في فكره اخري لها حتي قالت متسائلة:
– طب هو مش عنده فيسبوك اكيد صح؟ احسن بلاش تكلمي ولا الدخله اللي دخلتيها دي انا معجبه بيك مش هتاكل معاه خليها شات احسن
عقدت حاجبيها وقالت بتوجس:
– طب ما هو اكيد نمره التليفون ظهرت عنده وممكن يعرفني
مريم بنفاذ صبر وحد قليلا :
– في ايه يا نادين وهو هيفضل محتفظ بنمره غلط عنده ليه يعني اكيد زمانه مسحها ومهتمش بالموضوع وبعدين يا حبيبتي اعملي فيسبوك وما تظهريش الرقم؟ جمدي قلبك انتي بس شويه وجربي تكلمي عن طريق فيسبوك احسن
***
بعد مرور عدة أيام، ابتسمت لهم ثريا قائلة:
– اهلا وسهلا نورتونا
هزت راسها فرحه بصمت لتجيب عديله بجديه:
– تسلمي البيت منور بصحابه
نهضت ثريا قائلة بابتسامة:
– شكرا اسيف نازله دلوقتي هطلع استعجلها عن اذنكم
عقدت عديله حاجبيها متسائلة بتعجب:
– بت يا فرحه هي قالت اسمها اسفه, ولا انا سمعت غلط, من جله الاسامي يعني
كتمت فرحه ضحكتها قائله:
– شكلها اكده فعلا يا مرات عمي الله يكون في عونه چلال كل ما يناديها هيتاسف ليها
لوت عديله شفتها بسخرية بصمت لتنزل اسيف من فوق وتتقدم منهم لتنهض فرحه بانبهار:
– بسم الله ما شاء الله ربنا يحرسك من كل عين شافتك و ما صليتش على النبي
عديله بغيظ شديد وهمست:
– عليه الصلاه والسلام؟ عاديه يعني هي دي اللي چلال واجع دماغنا عليها,على راي المثل لبس البوصه تبقى عروسه, هو المكياچ بس اللي بيغير الخلق الايام دي
سمعت فرحه واجابت بهمس:
-ما لكيش حق يا مرات عمي، دي زي القمر
ثم بصوت قالت عال بابتسامة عريضة:
– اهلا اني فرحه مرات عيسى اخو چلال الكبير
هزت اسيف راسها قائله بهدوء:
– اه اهلا؟ بس لمعلومات حضرتك يا طنط انا مش حاطه مكياج ولا حاجه
شهقت فرحه لانها سمعتها و اتسعت عينيها عديله بصدمه وهتفت فرحه بتوتر :
– هاه احم ما تجعدي يا عروسه واقفه ليه هنتكلم واحنا واقفين
تنهدت اسيف وهي تجلس قائله:
– لا طبعا اتفضلي؟ ايه الشنط اللي هناك دي كلها
ابتسمت لها فرحه لتقول :
– دي بجى فضله خيرك رز وسكر وشاي وجهوه و خضار وفاكهه و…
اسيف بدهشة:
– ايه وانا هعمل ايه بالحاجات دي كلها، مش عندنا مثلا هنا لازمتها يعني ايه مش فاهمه
عديله بنبرة حادة قائله بفخر:
-لا بس دي عادات عندنا في الصعيد كيف تموين للعروسه اكده؟ بكره تعرفي عاداتنا وتاخذي عليها يا اسفه
جحطت عينها بذهول :
– نعم اسمي اسيف مش اسفه
هزت راسها قائله بعدم مبالاة:
– يعني فرجت ايه ما الاثنين نفس النطج اسم ملهوش معنى؟ انا مش خابره من جله الاسامي ابوكي ما لجاش اسم غير ديه
رفعت اسيف حاجبيها متسائلة بنبرة حادة:
– ومالو بقى اسمي مش عاجب جناب حضرتك ليه
عديله بوقاحة:
– اسم مايع كيف صاحبتها
ربعت يديها أمام صدرها لتقول ببرود:
– مممم بس عجبني, اما بالنسبة لرايك بقى فمش مهم عندي
اتسعت عيني كل من فرحه وعديله التي جزت علي اسنانها بعنف فلم يتجرأ احد يتحدث معها هكذا لتقول اسيف باستفزاز:
– تشربوا ايه بقي
همست فرحه وهي تنظر الى اسيف في نفسها:
-والله وجاءتلك اللي تكتمك يا عديله ربنا يعدي الايام اللي جايه على خير؟
***
قبلت نادين راسه ابنتها بعد ان نامت وخرجت بهدوء, وذهبت الى غرفتها واغلق الباب خلفها جلست على السرير نظرت الي الهاتف وهي تتذكر حديثها مع مريم ؟
– يا نادين دي فرصتك وهو في الصعيد بعيد عنك, استغلي الفرصه وهو هناك وحاولي تكلمي عن طريق الفيسبوك زي ما اتفقنا ,بس المهم اوعي يمسك تليفونك في مره ويشوف الخط والفيس الوهمي اللي احنا عملناه دلوقت
اجابت نادين: طب هقول ايه؟ يا مريم الموضوع جديد عليا وانا مش عارفه افتح معاه مواضيع زي ايه؟؟
– اعتبري نفسك انك لسه بتتعرفي عليه من اول وجديد؟ زي ما اتعرفتوا على بعض زمان, المهم حاولي بسرعه عشان تكسبي وقت؟
افاقت من شرودها تبتسم بسخرية فلم يكن زيـن تعرف عليها مثلا اي اثنين عشاق كان مجرد اعتراف باعجاب وزواج سريع, احيانا من الاساس تشك بانه تزوجها حتي ينسي حبيته الاول اسيف نظرت الي الهاتف مره ثانيه بتردد فقد حسمت امرها
كان زين يجلس في غرفته علي الفيسبوك ينظر الى اخبار العالم ويشارك منشورات حتي أرسل له أحد المشتركين علي صفحته رساله علي الخاص؟:
-السلام عليكم
انتبه الي الرسالة ارسلت من ايميل فتاه باسم اسيل عمران وصور الخلفيه صوره فتاه حزينه مرسومه؟ واجاب عليها:
– وعليكم السلام اي خدمه اقدر اساعدك بيها؟
اجابت هي دون وقت:
– ممكن اتعرف انا بصراحه شدتني اوي الصور اللي انت منزلها على صفحتك هي مرسومه بايدك صح
زين:
– ايوه انا اللي رسمها كلهم
-بتتكلم جد الصور تهبل ولا المناظر طبيعيه كانها حقيقي وما فيش فرق بينها وبين الحقيقه ممكن اسالك اتعلمت الرسم في اي ورشه
– لا بصراحه ما تعلمتش من حد, دي هوايه من عندي من وانا صغير
– كمان لا واضح ان حضرتك شاطر جدا انا بحب الرسم جدا مع اني رسم وحش ونفسي اتعلم ارسم حلو, بس بصراحه ما عرفتش اتعلم الموضوع كان صعب عليا والناس اللى علمونى مكنش ليهم خلق معايا؟
زين: ليه الموضوع سهل جدا بس تلاقيك رحتي لناس مش خبره في الموضوع
– ممكن، طب انت بتعرض اللوحه بتاعتك دي فين
-اعرض.. لا بصراحه اصلها مش شغلتي انا بشتغل في شركه والرسم مجرد هوايه زي ما قلت لك؟
– خساره بصراحه لوحه ذي دي ما تتعرضش في المعارض ده انت ممكن تخش بيها مسابقه عالميه وتلف بيها العالم كمان و تاخد بيها جوائز
تنهد زين بحزن عميق فهذا حلمه منذ زمن لكن لا احد يفهمه ولا يعطيه الفرصة من عائلته وحتي زوجته، ويرى الجميع الرسم مجرد لا شئ بالنسبة لهم عكس ما هو يراه اجاب عليها لتغير الموضوع :
– النصيب، هو انتي عندك كام سنه؟
ابتسمت نادين وهي تجيب علي الدردشه فقد احست تجاوب زين معها في الحديث:
عندي 25 سنه وانت؟
***
انهى دياب المحادثة الهاتفية مع صلاح عمه فقد عرف بان عيسي تقدم في انتخابات العموديه وقد شعت عيناه ببريق شرس, خطى ناحية باب الغرفة وما ان فتحه حتى وقعت جميله بين ذراعيه.. رفعت عينيها اليه بينما ضغطت يداه بدون وعي منه على خصرها في حين حمحم قائلا:
– ما تواخذنيش
ابتلعت جميله ريقها ثم حاولت دفعه بعيدا براحتيها الصغيرتين وهي تقول:
-انا اللي اسفه ما كنتش اعرِف انك خارج اتفضل
ابتسم دياب واجاب وهو يميل ناظرا في الزرقتين الذائبة لعينيها:
– لاه اني كنت خارچ ادور عليكي؟ چميله هاتي صينيه الوكل اهنه
ابتسمت بعدم تصديق تهتف بلهفة:
– حاضر ثواني و اجيبها هنا,مش هتاخر
تنهد دياب وهو ينظر عليها؟ وحيرته تقتله حتى نومه يرفض سكنى عيناه كي يجبره على فعل ما نوى فلا بديل عن الحوار ,وعدم الخصام ليس لها ذنب فالعيب على احلام الخبيثة مازالت لا تعرفها جيدا؟ حدث نفسه معاتبا هي اولا واخيرا زوجته منذ وقت قصيره لكن اثبتت بمهارة رعايتها لبناته ومعاملتها الحسنة؟
تذكر عندما عرف منها بانها تم أجبرها علي الزواج منه رغم غضبه ويجب عليه وقتها اول شئ يفعله يعاتب خالتها وزوج خالتها,ذلك الراجل الذي كان السبب في الزواج منها من البداية؟ خاف بانه يكون الحل الطلاق وترحل؟ لذلك التزم الصمت وتجاهل الامر؟
لكن لديه اسبابه ربما انانية منه فكان يريد من ترعى بناته و ظن في البداية انه سيقابل زوجة عابسة الوجه سيئة التعامل فى اوائل الاربعين مثل زوجها على اقل تقدير ؟ ولكنه وجدها ترعاه ايضا رغم انها لا تتحدث معه في اول الامر وبعد اسبوع من زواجهم تفاجا بها شابه في العشرين من العمر ؟
اقتربت جميله ووضعت امامه صينية الطعام ووقفت امامه عقد حاجبيه متسائلا:
– اجعدي يا چميله واجفة ليه؟
هزت راسها بطاعه وجلست كانها تنتظر السماح لها بالجلوس جلست جانبه تفرك يديها ولغة جسدها اخبرته توترها ؟ تطلع لها عدة لحظات يقرا لغة جسدها و زيغ بصرها يمينا و يسارا وبعدها سالها بهدوء :
– تصدجي ان احنا اتجوزنا وما نعرفش عن بعض حاچه واصل لحد دلوج
– حاجه زي ايه؟
هتفت جـميـله بعدم فهم ليقول دياب سال بتروي:
-حدتيني عن نفسك يا جميله انا ما خبرش حاچه عندك غير انك كنتي متجوزه وعايشه مع خالتك في مصر؟ حتى كومان سنك معرفهوش؟
تحدثت بخفوت وبصوت خجول و قالت :
– انا عندي عشرين سنة وكنت عايشه مع خالتي وجوز خالتي وابنها الكبير وعشان والدي ووالدتي ماتوا في حادثه وانا صغيره كان عندي 16 سنه فاضطريت اعيش معاهم عشان مليش غيرهم ودرستي وقفت لحد الثانويه العامه عشان بعد كده اتجوزت محمد ابن خالتي و؟ وبس
ثارت دمائه في راسه بغليان واضح كغليان الماء فوق الموقد المسك وهو يقول:
– مممم يعني انتي كنتي عايشه مع ابن خالتك جبل ما تتجوزوا؟ واللي خلاكي تتجوزي واحد اكبر منك بـ 20 سنه؟
هتفت جميله بتلعثم: النصيب؟
وضع دياب يده اسفل ذقنه يريح راسه وسالها بنبرة استخفاف:
-اه اكيد خالتك وجوز خالتك طبعا غصبوكي علي الجواز زي ما غصبوكي عليا طب
ما كملتيش ليه علامك
تنهدت بالم عميق وهتفت :
-جوز خالتي ما كانش معاه فلوس يعلمني ساعتها, هما برده معذورين كفايه ان هما ربوني وصرفوا عليا؟ الاكل برد تحب اسخنهلك ثاني ؟
هز راسه برفض ليمسك المعلقه وبدا في تذوق الطعام, لتلمح جميله الغطاء الفراش الذي تنام عليه فرحه وقع أرض والطفله ترتعش من البرد بالفراش لنتهض مسرعه اليها, عقد حاجبيه باستغراب ليلاحظ ويفهم ما تفعله تغطيها الطفله باحكام, هتف دياب متسائلا:
– هو انتي ما فيش امل تخلفي يا چميله
صمتت لتسيل دموعها في صمت و هو يتابع وهي تغمض عينيها بشدة بالم
– اتفضلي يا هانم التحاليل اللي كنتي هتموتي وتعمليها عشان تخلفي رحت وشفتها النهارده في المستشفى وطلع العيب منك مابتخلفيش و انتي كنتي شاكه العيب فيا انا
قالها محمد زوجها بكل قسوة و اجابت جميله والدموع تترقرق بين جفونها:
-انا ما كنتش شاكه ان العيب منك يا محمد, انا كان نفسي اخلف و ابقى ام
لتقول بامل:
-طب تعالي نروح لدكتور ثاني ممكن يكون في حاجه غلط او في علاج
محمد بقسوة:
-هو ايه اللي غلط هو مش دي شغلته دكتور هو كمان هو انتي غاويه مصاريف على الفاضي, طبعا ما انتي مش تعبانه في حاجه؟
الدكتور قال لي بالحرف انك مستحيل تخلفي؟
هبطت الدموع في عيني جـميـله بالم شديد متسائلة:
– طب هي التحاليل فين؟
قال محمد بتوتر:
– نسيتها هناك في المستشفى من تعب المشوار, وبعدين انتي عاوزاها في ايه, ما انا قلتلك اللي فيها
أغمضت عينيها بحزن,ليتقدم دياب ناحيتها ويقف قبالتها تماما, نظرت اليه بينما انسابت دمعة كحبة اللؤلؤ انسابت تخدش نعومة بشرتها الحريرية فيما ترد بحزن عميق:
– لا مستحيل اخلف وابقى ام؟
امتدت يده ليمسح بابهامه دمعتها الوحيدة وهو يواسيها قائلا:
-طب والبنته دول مين هيربيهم مش خلاص بجو بناتك
نظرت اليه ولم تصدق جميله ما تسمعه اذانها, ابتسمت بشحوب:
– ربنا يخليك ليهم ويخليهملك
رفع دياب راسه ناظرا في عينيها فيما أردف وهو يميل عليها بنظرة لم يفهمها سوى هو جيدا :
– ويخليكي ليهم انتي كومان
***
بعد اسبوعين لم تتصل نادين بزوجها خلال الفترة التي قضاها في الصعيد علي غير العاده, بينما قلق زين عليها هي وابنته وحاول الاتصال بها لكنها لم تجيب؟
عند نادين في الشركه وقت الاستراحه في مكتبها لم تجيب على زين حتي تقربه من اسيل تلك الشخصية الذي اخترعتها لتوقع زوجها في غرامها, لم يعد يتصل زين لتمسك نادين الهاتف وتفتح الفيسبوك الآخر باسم اسيل وترسل له: -صباح الخير اسفه لو عطلتك عن حاجه بس قاعده زهقانه مش لاقيه حد اتكلم معاه؟
اجاب زين خلال دقائق:
– لا ولا يهمك ازيك عامله ايه
– الحمد لله وانت اخبارك ايه؟
– تمام
– مالك حساك فيك حاجه, مضايقاك انت كويس
عقد حاجبيه بدهشة متسائلا:
– وانتي عرفتي منين دي مجرد دردشه كلام
– مجرد احساس جالي بكده المهم متهربش من السؤال انت كويس مالك؟
– ومالك مهتمه اوي كده اذا كنت كويس ولا لا
– انا اسفه احنا مش مفروض اصدقاء اسفه خلاص ولا اكني سالت شكلك زعلت مني؟ انا هقفل شكلي عطلتك و شغلتك بيا
– لا لا استنى ما تقفليش انا ما اقصدش كده والله بس اصلي مش متعود اكلم مع حد عن طريق الدردشه كده و نكون اصدقاء الصداقه عندي شخص اشوفه قدام عيني وكمان بالذات صداقه البنات للشباب
– طب وايه يعني هو احنا بنقول حاجه غلط -لا طبعا احنا محترمين بعض لحد دلوقت مش بنتكلم في حاجه غلط؟ بس انا بتكلم عن ناس ثانيه
– ممكن عشان هم داخلين يكلموا بعض ونيتهم كده من الاول على العموم لو مضايقك صداقتي ممكن ما تردش عليا وتقفل مش هزعل عادي جدا
نظر زين حوله بتراقب وهو يفكر بانه لا يفعل شئ خطا ولا تجاوز حتي الان ومن الواضح انها شخصية محترمه ليقول بعد وقت ليس طويل :
– هو انتي بتشتغلي ايه؟
صمتت نادين تفكر لتقول بكذب :
– عندي محل ملابس حريمي وانت ؟
-عندي شركه اعمال في القاهره هو انتي من مصر انتي كمان؟
– ايوه وانت؟
– اصولي من الصعيد واهلي كمان لسه موجودين فيها لكن شغلي وبيتي في مصر
– هو انت متجوز؟؟
اجاب بتردد:
– اه وانتي متجوزه؟
– لا مش متجوزه ولا مخطوبه وبصراحه مش مقتنعه ولا بفكر في الجواز من الاساس
-ياه و ده من ايه؟ قابلتي حد عقدك من الجواز ولا مجرد فكره جاءت لك من نفسك كده
– لا ما حدش عقدني ولا حاجه بس لما شوفت حياه اصحابي اللي متجوزين قررت القرار ده انا عمري ما هتجوز؟
– هو قرار صعب بصراحه مسيرك تكبري في العمر وتبقى لوحدك وبعدين يا عالم ممكن تحبي حد يغيرلك مفهومك ده ، بس نصيحه مني ما تبصيش علي جوازات اصحابك وتقرري بناءا على اللي حواليك, لانهم ممكن يكون هما اللي غلط في اختيارهم من الاول
تساءلت نادين بتردد من اجابته:
– يمكن اه ويمكن لا, طب يعني انت مبسوط مع مراتك
صمت زين فالاجابه صعبه جدا بالنسبه له ، تساءلت نادين بضيق مكتوم:
– رحت فين انت معايا؟ ولا سؤالي صعب للدرجه دي
-هاه معاكي مش عارف بصراحه
نادين بغيظ شديد:
– يعني ايه مش عارف الاجابه سهل اه او لا
– انا مش بكرها و مش بحبها برده
صدمت من اجابته :
– انت عندك اولاد
– اه عندي بنت عندها 5 سنين
– يبقى عشان كده مكمل معاها عشان بنتك بس
– برده مش الفكره كده مش عارف بصراحه
حدفت نادين الهاتف جانبها بغضب وصاحت بانفعال:
– امال تعرف ايه؟ انك تعلقني وتجرحني معاك طول العمر بس؟ ما تقولها بصراحه انك بتكرهني وعمرك ما حبتني في يوم ماشي يا زين
تنهدت نادين بقوه تظبط اعصابها ونهضت تاخذ الهاتف لتري بانه ارسل لها:
– ايه رحتي فين
– مفيش كنت مع زبونه بشوفها عاوزه ايه وخلاص مشيت
-تمام ربنا يوفقك انتي اسمك الحقيقي اسيل عمران اللي حطا على فيسبوك ولا مجرد اسم مستعار؟
توترت وهي تجيب:
– لا اسمي الحقيقي في حاجه
-لا ابدا عادي بسال في ناس اوقات تحب تعمل كده ما تبقاش حبه تظهر اسمها الحقيقي؟ انا كمان علي فكره اسمي الحقيقي زين نفس اللي مكتوب على فيسبوك؟ لو معطلك عن شغلك ممكن تقفلي عادي
– لا خالص انا مش شغالة لوحدي في بنتين شغالين معايا؟ بس كانت في زبونه بتتاكد من حاجه مني المهم بقي برده مش عاوز تقول لي كنت مالك واللي كان مضايقك
ابتسم زين دون وعي ليقول :
– ما فيش بس كنت قاعد برده زيك زهقان ومش لاقي حد اتكلم معاه.
***
بعد الانتهاء من السنه الدراسيه وفي حين تقف اسيف في متجر الملابس تشاهد وتشتري اشياء تعجبها, فهي تحاول عدم الجلوس في المنزل حتي لا ترى والدها ولا تتحدث معه؟ فمنذ ما حدث بالحفل بعدم رضاها امتنعت عن الحديث معه كونه هو السبب في هذه الزيجة
ولكن ها هي مرة اخرى يتصل والدها يخبرها بضرورة حضورها لان يوجد عزومة تتم بسبب حضور جلال من الصعيد, لكن لم تهتم اسيف كثيرا لتكمل سيرها بين المحلات؟ فكيف يريد والدها ان تراه وهي لا تطيقه حتي الان مجرد النظر في وجهه؟ حتي اتصالاته المستمرة تتجاهلها دائما؟ اجل تفعل وستتصرف وكانه ليس موجودًا, ولا اصبح زوجها من الاساس ؟
بعد ان انتهت ساعات بين المحلات قررت الرحيل الي بيتها بالتاكيد رحل جلال من المنزل فلم ينتظر كل هذا الوقت بينما تسير الى محطة الباصات اوقفها صوت بوق سيارة ما لترفع نظرها عن هاتفها وتنصدم برؤية جلال الجالس بسيارته
ما الذي يفعله هنا؟ فكرت بتساؤل وهو يسير نحوها بسيارته فيرفع جسده قليلًا عن مقعده ويفتح لها باب السيارة دون ان يخرج قائلًا: -اركبي؟
-اركب فين انت بتعمل ايه هنا وعرفت مكاني ازاي؟
تطلع اليها من الاعلى الى الاسفل ورويدًا رويدًا استهلت حدقتاه بالاحمرار واعصابه بالانكماش كانت اسيف ترتدي قميص رصاصي فاتح طويل يصل الى ما فوق ركبتيها بقليل وحذاء رياضي ابيض اللون وشعرها القصير مرفوع الى الاعلى بعشوائية بينما تضع زينة وجه خفيفة جدًا كما معتادة ان تفعل بشكل يومي هتف بهدوء ما قبل العاصفه:
-اركبي العربيه بهدوء يا اسيف بدل ما انزل اركبك غصب عنك انا واخذ الاذن من والدك اخلصي
قضمت اسيف شفتها السفلى بحنق وهي تصعد السيارة جانبه؟لم تعلق طول الطريقة كانت تنظر الى خارج النافذة ولم تلاحظ نظراته كان يتفرس النظر بها بغضب مكتوم ولكنها لا زالت لا تعرف طباعه كان كل ما يشغل تفكرها تود معرفته الان كيف عرف مكانها وما سبب قدومه الى مكانها؟ وما الذي يريده
انفجر جلال بصوت عنيف وهو يرشقها بجمر نظراته السوداء:
– ايه قميص النوم اللي انتي خارج بيه ده, ازاي تخرجي من البيت كده, اهلك سامحولك بكده ازاي؟
لم تعقب على صراخه ولم تعلق ايضًا لانها لم تشعر بذرة خوف منه كل ما تحاول استيعابه هو معرفة لهجته الصعيدي التي تحولت الى المصريه ..اجل هي ترتدي قميص ولكنه طويل وليس قصيرًا لينفعل هكذا لانها مازالت لا تعرف غيره الراجل الصعيدي؟
صاح فيها بعصبية مفرطة:
– ما تنطقي ساكته ليه؟ ايه اللي انتي لابسه ده؟
تطلعت للطريق امامها بلا مبالاة قبل ان تنظر اليه وتقول ببرود:
– انت عرفت مكاني هنا ازاي؟ انا ما قلتش لي بابا انا فين؟
جلال بغضب واصرار:
– انا بكلمك على الزفت اللي انتي لابساه وانتي تكلمني علي عرفت مكانك هنا ازاي؟ بسيطه انا اي حاجه عاوزها بعرفها على طول
همهمت اسيف لتقول بلا مبالاة ظاهرية:
-مش فاهمه تقصد ايه انت بعتلي حد يراقبني ولا ايه
هتف جـلال بحده و بانفعال:
– حاجه زي كده طالما مراتي المصونه مش عايزه ترد علي جوزها طول الشهرين اللي فاتوا وما اعرفش حاجه عن الهانم بتروح فين؟ ولا بتعمل ايه؟ كان لازم ابعت حد يراقبك
اتسعت عيني اسيف وهي تقول باستهجان:
– انا ما اسمحش لاي حد انه يتكلم معايا بالاسلوب دا, ولاخر مرة بقولك انا واحدة حره واعمل اللي انا عاوزاه ومش بس كدا لا انا عمري ما اخذت الاذن من حد ولا هاستنى منك لاني ببساطه مش معتبراك جوزي اصلا ،يعني متعودة اني اعتمد على نفسي وبس, ودي اخر مرة اسمح لك انك تكلمني بالاسلوب دا؟
سكتت تلهث من فرط انفعالها, فيما اوقف جلال السياره يطالعها بغموض قبل ان يتحدث بهدوء يشبه السكون قبل العاصفة:
– ما هي المشكلة هنا, انتي بتقولي انا ماسمحيش لحد انه يكلمك بالاسلوب دا لكن انا مش حد, انا جوزك يا هانم, دا اولا ثانيا بقي المفروض جوزك يا هانم هو دا اللي تاخذي الاذن منه قبل ما تخطى خطوه واحده بره البيت مش اعرف بالصدفه مراتي خرجت من غير اذني , ودا خوف عليكي يا انسه اسيف, مش امر زي ما انتي فاكره والاصول كمان فهمتي بقه ولا لسه مصممه تنشفي دماغك ان الموضوع مش فرض راي ولا حاجة, وحاجة اخيرة بقى
لينظر الى غابات الخضراء في مقلتيها وهو يشدد على كل حرف يخرج منه:
– و حكاية انك مش هتسمحي لي اني اكلمك كدا تاني اوعي الجملة دي تتكرر منك تاني, انا جوزك مش ابن خالتك يا هانم يعني تاخدي بالك كويس اوي من كلامك بعد كدا وصدقيني لو اتكرر منك موقف النهارده دا او كلامك الخايب دا رد فعلي وقتها هيكون عنيف وعنيف جدا كمان, انصحك ما تحاوليش تجربيه؟
اخذ نفس عميق علّه يهدا قليلًا فهي لا تعرفه بما فيه الكفاية ثم استانف:
– اسمعيني يا اسيف؟ انتي دلوقتي مراتي يعني بقيتي على ذمة رجل واللبس اللي انتي لابساه ممنوع وكمان خروج من غير اذني ممنوع
اغمضت عينيها لتاخذ نفس طويل ثم غمغمت فهي ليس معتادة على ذلك:
– والمفروض انا دلوقتي اخاف واترتعش واقول لك حاضر يا سيد سيدي اوامرك كلها موجابه صح؟
اعصابها حرفيًا استهلت بالانفلات من عقالها ليقول معلق:
– هو انتي ليه مصره توصليني لنقطة انا مش عاوزها ولا لغه الحوار دي انا ما بحبهاش؟ انا ولا عاوزك تخافي مني ولا تترعشي, انا عاوز يبقى في تفاهم ما بيننا، ايـه صـعـب؟
ادارت وجهها بملل وركزت نظراتها على الطريق الذي امامها:
– هنفضل واقفين هنا كثير ممكن نروح
جاهد على تهدئة عصبيته كي لا يتهور بتصرفاته فهمس وهو يشد على حروفه بعصبية:
– اسيف انتي شوفتي نفسك قبل ما تخرجي من البيت؟ اخذتي بالك كام واحد بص عليكي بطريقه مش كويسه بسبب اللبس ده؟
لا تفهم لهجه حديثه تحكم ام غيره انزلت قميصها قليلًا الى الاسفل بينما تعتدل بجلستها قائله :
– اه شفت نفسي وشايف اللبس اللي انا نفسي عادي جدا ،وبابا كمان شافني وانا خارج بيه وما قالش حاجه؟فمش هتيجي حضرتك بقى تمشي كلامك عليا لي مجرد بس تحكمات و خلاص
– ممممم طب طالما ابوكي شايفك وانتي خارجه كده وعادي بالنسبة له, يبقى اسمحي لي انتي متربتيش ولا عرفتي يعني ايه تربيه, وشكلي كده لسه هعيد تربيتك على ايدي من اول وجديد
قالها جـلال ببرود تام مما اغضبها بشده :
-احترم نفسك ايه اللي انت بتقوله ده انا متربيه غصبا عنك واتكلم على ابويا كويس؟
***
صوت طرقات عاليه علي منزل دياب حماد الجبالي, لتفتح احلام تصيح بغضب:
– في ايه في حد بيخبط على الناس اكده؟ هو انتي
ابتسمت فرحه باستفزاز وهي تدلف المنزل:
– ايوه اني يا ام 44 وسعي لي اكده من وشي
صارت احلام خلفها تقول:
– حيلك حيلك راحه فين هو انتي مش كنتي اتحرم عليكي الدار ديه تدخلي ثاني
تغيرت نظراتها اليها لتنتقل الى السخرية وهي تجيب باستهزاء:
– ومين ده يا اختي اللي يجدر يمنعني من دخول دار ابويا الله يرحمه؟ ديه بيتي غصب عني الكبير جبل الصغير
جاء ضاحي علي الصوت تفاجأ باخته فـرحـه: -فرحه انتي عتعملي ايه اهنه؟
فرحه بضيق وغيظ:
– هو في ايه كل ما حد يشوفني يقولي بتعملي ايه اهنه؟
لتقول احلام بخبث:
-اصل بصراحه اكده يا فرحه انتي ضيفه غير مرحب بيها في الدار
فرحه باستهزاء عاقدة ذراعيها امامها وهي تطالعها بسخرية:
-سبحان الله يا احلام عدي ست سنين على الدار وكل حاجه اتغيرت فيه الا حاچه واحده بس,لسانك اللي عاوز جطعه لسه طويل زي ما هو عتخلصي بجى وتغوري من جدامي ولا اجي اجطعلك اني واكسب ثواب في اللي حواليكي منه
جزت احلام على اسنانها بحده ليقول ضاحي بحده:
– ما تلمي نفسك يا فرحه
فرحه بحده اكبر:
– ما تلم انت مراتك الاول
دخل دياب بعد ان سمع صوت الشيجارة : – في ايه اهنه؟ عاملين دوشه ليه؟ فرحه بتعملي ايه اهنه ؟
اقتربت منه تحضنه قائله بزعل:
– حتى انت يا دياب اتوحشتك يا اخويا
حضنها دياب بحنان قائلا:
-اهلا اتفضلي نورتي دار ابوكي
ابتسمت وهي تجلس بفخر:
– تسلم يا اخوي؟ ما جتش من ناس ثانيه
ضاحي بحده قائلا:
-بطلي تلجيح حديد يا فرحه؟ وبعدين مش كنا خلصنا منك ايه اللي رجعك الدور ثاني
قائلة بنصف ابتسامة :
-دار ابويا ايجي وجت ما اجي وامشي وجت ما امشي؟ انا ليا حج كيف ما انت ليك يا ضاحي بالظبط
ضاحي بجديه:
– تعالى نحسبلك حجك ديه عيطلع اد ايه و تاخديهم وما نشوفش وشك ثاني اهنه
فرحه برفض:
– بس انا مش رايده ابيع يا ولد ابوي
احلام بابتسامة مكر:
– سيبها يا ضاحي شكلها اكده رايده تشيلها للزمن احسن في يوم؟ عيسى يسمع كلام امه و يتجوز عليها ويطلجها
جزت علي اسنانها بغضب:
– هو مين ديه يا بت اللي يطلجني يا وش الغراب انتي؟
زفرت احلام بضيق واجابت:
– انتي يا فرحه واتلمي احسن ليكي, من ساعه ما جيتي نازل تهزيج فيا واني ساكته ليكي
تطلعت فيها بسخرية:
– لا يا اختي ما تسكتليش جومي وريني يا طويله يا هبله انتي عتعملي ايه سبحان الله تعرف يا ضاحي ربنا ساعات بيخلص ابدان على ابدان وانت ما شاء الله زين ما اخترت لايقين على بعض
ضاحي بحنق:
– ما تتلمي عاد بجي يا فرحه طايحه في الكل ليه؟
نظرت اليه متحدثه بغضب شديد:
-ما انتي مش شايف مراتك وجله ادبها معايا؟ ده بدل ما تجوم ترزعها قلمين عشـ؟
– سلام عليكم
قالتها جميله لتنهض بخضه فرحه تصيح:
– بسم الله الرحمن الرحيم طلعت منين دي؟ انتي مين و بتعملي ايه اهته
حينها هتفت جميله بتلعثم:
– اا انا جميله
قالت فرحه بسخرية خفيفة:
– ما انا شايفه يا اختي انك ما شاء الله چميله عيونك زرق وبيضه ؟ جايه تغظيني يعني ولا ايه؟
هزت راسها قائله بتوضيح:
– لا والله ده اسمي انا اسمي جميله
قطبت فرحه وتساءلت:
– اه وبتعملي ايه اهنه يا ست جميله
دياب بجدية وحزم:
– بس يا فرحه دي مراتي
فرحه بنبرة عالية وهي تنهض واقفة:
-اتجوزت عليا ؟جصدي اتجوزت من ورايا يا دياب هي وصلت لي اكده يا ولد اخويا
ما كانش العشم
صاح دياب بغضب مكتوم:
– خلاص بجى يا فرحه اهمدي شويه عامله زي القطر من ساعه ما جيتي اهدي شويه وخدي نفسك
هزت رأسها فرحه بلهفة وقالت بفضول:
– وعندك كام سنه بجي يا حلوه ومنين شكلك اكده من مصر
دياب بنفاذ صبر:
– فرحه خلاص افصلي بعدين؟ شوفي يا جميله فرحه تشرب ايه
جلست فرحه ووضعت يدها على فمها بضيق لتقول بعد ان أزاحت يدها هاتفة بغيظ :
– خلاص سكت اهو هو اني عارفه اتكلم كلمه واحده علي بعضها من ساعه لما دخلت, مش عارفه ليه ما حدش طايج لي كلمه
قالت جميله ببراءة:
– تشربي ايه يا طنط
ابتسمت احلام بشماته ,ثم شهقت فرحه وقالت بحده:
– ديه انتي نهارك اسود؟ هي مين دي يا بنت اللي طنط ده انا الفرج بيني وبينك ما يجيش 3 اا ولا 5 حتي
جميله بتوتر:
– انا اسفه ما كنتش اقصد
زفرت فرحه بحنق وهي تهتف ناظرا اليها:
-ماكنا ماشين حلو جلبتي ليه ؟ تلاجيك بتجعدي مع البنت المسوده اللي وراء دي كتير
اتسعت عيني احلام بغيظ شديد وقالت:
-وبعدهالك عاد يا فرحه ما تتلمي بجي اني مالي.
***
اتسعت عيني احمد وقال بابتسامة:
– بتتكلم جد اسيف دفعت عني وقالت كده
عقد جلال حاجبيه متسائلا بحده:
– هو ده اللي اخذت بالك منه من كل اللي حكيته يا استاذ احمد انا اسف بس انا بصراحه مش عاجبني اي حاجه بتعملها اسيف من طريقتها في الكلام واللبس والتعامل مع الناس؟ وبعدين دي بنتك مهما كان اكيد مش بتكرهك زي ما قالت ما تاخدش على كلامها في وقت عصبيه
هز راسه هاتفا بحزن:
– لا يا ابني اسيف بتكرهني فعلا ممكن الكلام اللي قالته ,قالته من غير قصد انت مش عارف بتتعامل معايا ازاي؟ على العموم انا مش هغصبك على حاجه لو عاوز تطلقها براحتك وما تقلقش موضوع الارض زي ما هو
رفع حاجبيه لاعلي متحدث بغضب مكتوم:
– اطلقها, هو انا بقول لحضرتك عشان كده انا مستحيل اسيبها
احمد بحيره:
– ما انت من اولها اهو وبتشتكي منها؟ ولسه المشوار طويل معاها
قال جلال بجدية:
– عارف ده كويس بس انا مش بحكيلك عشان اطلق، انا بقول لك كده عشان حاجه ثانيه؟ انا عاوز نعمل الفرح اخر الشهر واسيف تبقى في بيتي اللي في الصعيد
احمد بصدمه:
– ايه بس احنا اتفقنا لما تخلصي دراستها الاول مستعجل على ايه لسه سنتين كمان؟
جلال بلا مبالاة:
– ما فيش مشكله ممكن تكمل دراستها بعد الجواز عادي بس انا بصراحه مش عارف احكم عليها وهي مش في بيتي وبعيد عني ؟
احمد بتردد كبير:
– ايوه بس؟ هتكمل ازاي دراستها وهي في الصعيد والجامعه في القاهره
– فتره الامتحانات هنبقي نيجي هنا ,ما تخافش حضرتك انا قد كلمتي طالما قلتلك؟ هاه نقول مبروك
___________________________________

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى