روايات

رواية بيت السلايف الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم خديجة السيد

رواية بيت السلايف الجزء التاسع والعشرون

رواية بيت السلايف البارت التاسع والعشرون

بيت السلايف
بيت السلايف

رواية بيت السلايف الحلقة التاسعة والعشرون

الحياة بلا أحلام لا تساوي شيئا وبغير الاحلام لا تتحقق الاشياء العظيمة ولكن الحياة التي تقوم علي الاحلام هي بالونات ملونة ضائعة في الهواء لا مركبات فضاء محكمة التوجيه محددة الغرض
بـــعـــد مــــــرور ســــبــــع أشــــهـــــر .. .
كانت غافية اسيف على فراشها حينما شعرت بركلات قوية ,تاوهت وهى تضع يدها اسفل بطنها بالم ازاحت الاغطية ونهضت من الفراش بهدوء وهى تشعر بالالام تزيد , خطت تجاه الغرفه وهى تربت على بطنها وتقرا ايات القرءان الكريم كى يهدا الالم قليلا ,خشيت ان تكون تلك ولادة وبالاخص انها وحيدة الان ولا يوجد احد معها بالغرفه, كانت تشعر منذ ليلة أمس بانها ستولد لكن لاتريد الولاده دون زوجها معها , تاوهت صارخة وهى تشعر بركلة اخرى , بحثت عن هاتفها الى ان وجدته على الاريكة فخطت تجاهه وهى تحاول كتم صراخها, امسكت بالهاتف وهى تئن بالم , ضغطت على رقمه بقائمة الاتصال ولكنه لم يجيبها .
تعرف ان الساعه الخامسه الفجر صباحاً وهو قد سافر الى عمل وتركها رغما عنه وكان خائف ان تولد قبل ان ياتي ,لكن هي طمنته ان ميعاد الولاده ليس الان لكن قد حدث ما توقعته بالامس عاودت الاتصال مجددا ولكن لم تتلقى اى رد , مسحت عن جبينها ذرات العرق وهى تجلس على الأريكة بالم, عاودت الاتصال مرة اخرى وهى تدعو الله ان يجيبها , صرخت فجاة من شدة الالم وحينها سمعت اجابته على الهاتف فهتفت قائلة وهى تشعر به يجيبها بنعاس لتقول وسط شهقاتها :
– جلال .. جلال الحقني انا شكلي بولد
انتفض جلال اعلي الفراش قائلا بخوف:
– نعم بتولدي انتي مش قلتلي لسه فاضل اسبوعين مش الدكتوره اللي بتابعي معاها قالتلك كده هي كانت بتشتغلك ولا ايه انا قلتلك من الاول بلاش الدكتوره الزفته دي مش مرتاح ليها بس انتي اللي صممتي
ضغطت على شفتيها بعنف من الالم وقاطعته لتقول ببكاء حاره:
– انا في الدكتوره دلوقتي ولا في الولاده الحقني يا جلال والنبي حاسه اني هموت اااه
صاح جلال بغضب شديد وتوتر وبحث علي اي شئ يرتديه من حوله بارتباك شديد وقال بقلق:
-بس إيه اللي انتي بتقولي ده بعد الشر عليكي اهدي وما تقلقيش انا هاجي على طول اقفلي دلوقتي وانا هتصل بعيسي وفرحه تيجي تسندك للمستشفى وانا في السكه على طول اهو ما تقلقيش يا حبيبتي
اغلق جلال الهاتف سريعا وهي يتصل بعيسي بلهفه ويردد:
– يارب.. يارب استرها يا رب
فتح عيسي عينه بانزعاج علي صوت الهاتف فتح نور الاباجوره بضيق واجاب بصوت نائم: -ايوه يا جلال في حد يتصل في وجت كيف ديه رايد ايه
– عيسي اصحى بسرعه وركز معايا اسيف جنبك في الاوضه بتولد روح بسرعه انت وفرحه وديها المستشفى وانا هاجي في السكه
انتفض عيسي وهو يفرك عينيه قائلا بقلق ما ان استوعب الالم الواضح بصوته ليقول مهدئ اياه: -طب اهدى يا اخوي ما تجلجش ان شاء الله خير
اغلق الهاتف و نظر الي فرحه التي ترقد جانبه بهدوء وقال بصوت عالي قليلا وهي يهز كتفها باستعجال:
– فرحه اصحي بسرعه اسيف بتولد
***
كان دياب يسير بداخل منزله بتعب شديد وعلي ملامح وجهه بات الارهاق واضح في الايام الفائته لم يتذوق طعم الراحه يحاول ان ينسي ما مر به منذ سبع أشهر كانت اصعب الليالي التي مرت عليه وهو يشاهد ماهر يغرز السكينه بزوجته جميله امام عينه , اغمض عينه بالم شديد يتذكر تفاصيل تلك اللحظه وهو يحملها برعب وهي بين ذراعيه فارقة الوعي وعندما وصل بها المشفي حدث ما لم يتوقعه وانتهي الامر وقد تبدل حال الجميع في المنزل الي حزن خيم بالمنزل ولكن حاول التماسك لأجل بناته حتي ,اختلس النظرات الي ضاحي الراقد اعلي الأريكة شارد الذهن بحزن شديد علي اولاده
تنهد دياب وهو يتطلع اليه باشفاق شديد قد مر اصعب واسوا اللحظات عليه واكثر منه فهو قد فقد اولاده الثلاثه وعلم حقيقة زوجته احلام التي تم ترحيلها الي مصحه نفسيه تذكر عندما جاء اخيه اليه والدموع تنهمر من عينيه بوجع وطلب السماح بانه شك فيه انه علي علاقه بزوجته احلام ولم يصدقه و لم ينتظر دياب وقتها اكمال ضاحي حديثه واخذه الي حضنه يخفف عنه وعنه هو ايضا ولم يفتح معه ذلك الموضوع مجدداً يكفي ما فيه فهو بالنهاية اخيه الوحيد لكن لم يعد ضاحي يمارس حياته مثل سابق ودائما جالس بغرفته ولا يشارك معه الطعام ولا الشراب حتي اذا خرج من غرفته بصعوبة يجلس معه صامت وحزين وشارد في اولاده
اقترب دياب منه وجلس امامه وقال بهدوء: -وبعدهالك يا ضاحي هتفضل اكده لحد ميتى زعلك وحزنك مش هيرجع حاچه اللي راح راح خلاص ربنا يرحمهم وبعدين ممكن ربنا له حكمه في اكده عشان تنسى اي حاچه من ريحه احلام وتبدا حياه تانيه من چديد
ابتسم له ضاحي ساخراً وقال بوجع:
– ابدا من چديد كيف بس وانسى ولادي انسى اني كنت متجوز واحده كيف الشيطان و مخدوع سنين عمري كلاتها مع واحده ما بتحبنيش وعينها من اخوي وكانت بتعمل مؤامرات وتتفق عشان تجتل مراتك وابنك كومان لحد ما ولادي هما اللي دفعوا الثمن
هز راسه برفض قائلا بجدية:
– ما حدش جال اكده ما حدش جال لك تنسي ولادك بس ارحم نفسك شويه ارجع اخرج و روح وتعالي ومارس حياتك كيف الاول اجول لك على حاچه كومان ممكن تحسن من نفسيتك اتجوز يا ضاحى بس المره دي اختار صوح
ادمعت عيني ضاحي بحزن عميق وقال بشرود:
-اتجوز طب جول الحديد ديه لنفسك حتى بعد موضوع چميله واللي حصل و…
صمت ضاحي عندما لاحظ نظرات الالم بداخل عينه دياب , ليقول ضاحي بضيق شديد:
– ما تزعلش مني يا دياب اني مش خابر اني باجول ايه
هز راسه بلا مبالاة بابتسامة زائفة وقال بهدوء:
– اني عذرك وعلى العموم اني هجاوبك اني مش طمعان في نصيبي في الدنيا اكثر من اكده و راضي باللي اني وصلت له الحمدلله
ليكمل دياب بصدق:
– ولله العظيم يا ضاحي رغم اللي مريت بيه كله وبرضه راضي , وبحمده في صلاتي على طول انها وصلت لحد اكده ويا ريت انت كومان يا ضاحي ترضي باللي حصل وتفكر في اللي جولت لك عليه وتدور على واحده زينه وتتجوزها وتخلف منها ثاني وتعمل عيله وتعيش
***
دلفت اسيف الى غرفة العمليات , بينما وقفت فرحه تتطلع الى الباب وهى مازلت تبكى عليها وهي تراها تتألم بوجع بذلك الشكل, اقترب منها عيسي باستغراب:
– في ايه يا فرحه ليه بس البكاء عاااد
قالت وسط دموعها:
– صعبانه عليا جوي يا عيسي دى تعبانة جوي اني خابره ان الولادة بتبجى صعبة بس مكنتش خابره انها اكده
ابتسم لها عيسي وضمها الى صدره قائلا بهدوء:
– بطلى بكاء يا حبيبتى هتبجى زينه ان شاء الله
– وبعدين ديه عتجبلك نونه صغير عشان يجولك يا خالتو مش كنتي رايده ديه
هتف بها عيسي بمشاكسة فضحكت وسط دموعها ثم ابتعدت عنه فرحه فجاه قائلة بلهفة:
-مرات عمي جيت
تطلع عيسي خلفه ليتفاجا بوالدته جاءت بالفعل وتسندها ام العربي التي أخذ ينظر اليها بضيق لتقول بتبرير:
-والله يا سي عيسى حاولت معاها امنعها بس هي اصرت تجي المشفى
تقدمت نحوها فرحه واسندت عديله واشارت الي ام العربي بالرحيل تقدم عيسي بعتاب وقال:
– ياما ليه تعبتي نفسك وجيتي هي ان شاء الله هتولد واحنا مش مطولين و كنا عنيجي السرايا على طول
هزت عديله راسها برفض هاتفه بجدية: -لاه اني مش حمل اجعد لوحدي في السرايا مستنياكم ومش خابره اللي بيجرى اهنه وانتم فين وفين لما بتفتكروا ترنوا عليا وتطمنوني
قالت فرحه بابتسامة خفيفه:
– طب تعالى يا مرات عمي نستناها لحد ما تولد اني وانتي في كافتيريا المستشفى
نظرت عديله اليها بحنان متحدثه برفض :
– لاه يا بنتي خلينا جريبين منها احسن بس ابعتي حد يجيبلي مصحف اقرأ ليها قران عشان ربنا يسهلها الولاده احسن هي كيف العصفوره الصغيرة مش مستحمله كانت مرعوبه ياعيني جوي من الولاده ربنا يسهلها يا رب من عنده
***
تاكد زين انه زوجته نامت من فتره و نهض من مكانه اعلي الفراش ببطئ حتى لاتشعر به جلس على الارض قربها اخذ ينظر لها لم يستطيع منع نفسه هذه المره وهو يمرر اصبعه على شفتيها طار عقله فهي عندما يحاول التقرب منها تمنعه بحجه انها مازالت لا تصدق مشاعره نحوها وكان هناك من يتحكم به كي لا يتمادى اكثر وقلبه و مشاعره لايمكن وصفها فقط من يملكها يفهم هذا ، ما يشعر به قربها لو حكى لاحد ان اصبح يعشقها لهذه الدرجه وحتي هو لا يصدق لدرجه انه مستعد لقتل اي رجل ينظر لها فقط, اخرج الجنون الذي بداخله واقترب منها و….
شعر بها تستجيب له بدون وعي عندما قبلها ابتعد عنها فوراً يراها مازالت نائمه هل تحلم به هو مشاعر عنيفه بدات تجتاحه كي يقطعها من نومها و امتلكها الان ولكن صبراً صبراً يا زوجتي العزيزه لكن اي صبر فقد فات سبع أشهر وهي مازالت تشك بحبه لها .
فتحت نادين عينيها ببطئ ونظرت له وقد غفي جانبها وضعت يدها فوق شفتها بحب تتذكر قبلته لها كل يوم وهي نائمه وتشعر به وهو يتاملها بعشق كل ليله لكن اليوم لم تستطع تمالك نفسها امامه فكانت نادين تشعر بتلك الفتره بسعاده بالغه , يكفيها وجود زين وعودته معها طول الوقت , تكفيها ابتسامته التى ترتسم على وجهه وهو جالس معها ويتحدث عن كل شئ يخصه علي غير العاده, ما تشتاق له هو كلمه حب تخرج منه تخصها
حتي الشركه كان ياتي معها الفتره الماضيه دائما, رغم ان لا يعلم لكن يكفي وجود جانبها , لكن يحاول حتي لو كل فترة,كانت الفرحه تتقافز بعينيها فى تلك الفتره حتي اصبح يهتم بامور ابنته وتين و اوقات يذهب معها المدرسه وهذا ما اسعدها بشده واعطاها دافع كبير كى تسامحه لكن خائفة نعم خائفة ان بعد فتره يعود مثل الاول وهذه السعاده تصبح سراب
***
فتحت اسيف عينيها فطالعها الجميع بابتسامة واسعة, ابتسمت اسيف بتعب وهى تطالعهم , بحثت بينهم عن جلال بلهفه فهتفت فرحه قائلة بمكر:
-بتدوري على حد يا خيتي
ضمت شفتها بعبث وقالت بزعل:
– لا مش بدور على حد
– ولا حتي عليا انا .
نظرت اسيف خلف فرحه بلهفة وهي تستمع الى صوت جلال الذي ظهر من خلفها يتطلع اليها بابتسامة مشرقة:
– حمد لله على سلامتك يا حبيبي جبتي بنوته ذي القمر
ابتسمت اسيف بسعادة ,انحنى جلال مقبلاً جبين زوجته و همس بصوت اجش:
– حمد لله على السلامه يا حبيبتى
اجابته اسيف بصوت مرتجف متعب وهى تضع يدها فوق خده بحزن:
– الله يسلمك يا حبيبى اتاخرت قوي كنت محتاجلك جنبي
قال جلال هو يبتلع الغصة التى تشكلت بحلقه يتخيل معاناتها في الولاده لوحدها مقبل راسها باسف شديد:
-اسف يا حبيبتي والله غصب عني لو كنت عارف انك هتولدي ما كنتش سافرت من الاول
ابتسم لهم الجميع بتاثر حتي قالت عديله بغيره: مش كفايه عاد مسخره جدامنا لما تبجوا لوحدكم كملي الدلع الماسخ ديه يا اختي وانت روح اطمن على بنتك احسن
ابتسمت اسيف لها بحب فقد علمت انها تغار فهي دائما عندما تلاحظ تقرب جلال منها تصيح بغضب دون مبرر, لكن لم تحزن اسيف منها لقد تعودت عليها بل اصبحت تعشق المشاجرة معها فهي تعرف انها لم تتعمد ذلك و متاكده أن بداخلها طيبه كبيرة.
قاطع حديثهم دخول الممرض وهي تحمل طفلتهما بين ذراعيها بابتسامة عريضة:
-حمد لله على سلامه حضرتك، بنتك اهي اتفضلي .
اعتدلت اسيف بتعب تنظر الى ابنتها الصغيرة نائمه بشغف واقترب جلال منها يريد ان يحملها وهو يتطلع اليها بسعاده وقبل ان تعطي إياه الفتاه لتقول اسيف بجدية:
– استني يا جلال متشلهاش
انزل يده المرتفعه لحمل الطفله باستغراب وقال: -ليه يا حبيبتي في ايه
نظر الجميع لها بدهشة لتقول عديله باستنكار: -في ايه مش رايده يشيل بنته ليه ولا رايده انتي تشوفيها اول واحده هو انتي جادره تجومي حتى ، من اولها اكده
تجاهلت حديثها ونظرات الجميع لها, قائله موجه حديثها الي فرحه بابتسامه حب:
– محدش هيشيلها اول مره في العيله غير فرحه انا كنت نادره كده وانا حامل واخذت وعد على نفسي لو ربنا قومنى بالسلامه و ولدت اول ايد هتشيل بنتي هي فرحه
نظرت فرحه بصدمه ونزلت عينيها الدامعتين فوق خدها ، تطلع لها جلال بحنان وحب وابتعد للخلف ليترك المساحه لحمل ابنته لفرحه ابتسم عيسي لها بامتنان ونظر الى فرحه كتشجيع التي كانت تقف مترددة لحمل الطفله لكن اقتربت الممرضه هي ترفع يدها اليها لتضطر فرحه اخذ الطفله بحنان و ضحكت بسعاده متامله الطفله هامسه: بسم الله ماشاء الله تتربى في عزكم
اعطي عيسي الفتاه الممرضه قبل ان ترحل نقود حلوان الطفله,تبتسم الفتاه للمال الكثير بسعاده لتقول:
– تتربي في عزكم يارب ربنا يفرحكم بيها
لتكمل فرحه وهى تدمع عينها بفرح تنظر الى
اسيف مبتسمه بحزن وشكر لها بانها شعرت بذلك الشعور الجميله واحست كانها ابنتها هي ابتسم عيسي عليها بألم وهو يعرف اكثر شخص شعورها ذلك.
مسحت عديله بحنان علي كتف اسيف بحب:
– ربنا يكملك بعجلك يا بنتي ويخليلك بنتك
ثم تقدمت فرحه تعطي الفتاه الي اسيف وتمتمت فرحه بابتسامة:
– هتسميها ايه
همست اسيف وهى تتامل بسعادة طفلتها بين ذراعيها واقترب جلال يتأمل ابنته الصغيرة بحنان لتقول بشرود:
– حياه
نظر لها بحب وقد تذكر انه اسم والدتها, انحنى جلال مقبلاً جبين زوجته و هو يحمل منها طفلتهم بين ذراعيه همس بصوت اجش:
– حياه.. حياه جلال الجبالي
***
دلف مصطفى الي منزله بتعب بعد يوم شاق فقد تخرج خلال السبع اشهر بتفوق وتعين في احد الشركات المهمه بالقاهره وقد استطاع اثبات نفسه بكل جداره واصبح يمسك منصب مهم في الشركه، دخل الي المطبخ وفتح باب الثلاجه ياخذ زجاجة ماء يشرب منها بشراهه يطفئ عطشه من حراره الجو بالخارج وهو يغلق باب الثلاجه تفاجأ بصفيه خلفه تصيح :
-بخ
شهق بخضه مصطفى و ترك الزجاجه تقع ارض والماء قد اغرقه ملابسه, لتنفجر صفيه بضحك علي منظره بقوه لينظر اليها بغضب:
-انتي يا بت انتي مش هتبطلي حركات العيال دي انتي عندك كام سنه على لعب العيال دي اكبري بقى شويه
ضمت شفتها بعبث وقالت بزعل مصطنع:
– في ايه يا مصطفى بهزر معاك ما تبجاش جفل اكده
مصطفى متحدثا بغيظ:
ده هزار ده كل شويه تطلعي من حتي ويتخضيني يا بنتي هاجي في مره افتكرك حرامي واخبطك بحاجه في وشك واضيعلك مستقبلك وانتي حامل كده
كتم صوت ضحكتها بصعوبة بالغة وهي تتذكر كل مره بالفعل تختبئ بمكان شكل وهو كعادته يصيح بفزع :
مش جادره ااه.. منظرك كان نكته المره ديه
جز علي اسنانه بغيظ قائلا:
– يا سلام فرحانه قوي كده اتلمي وبطلي حركاتك دي كده مش هنعرف نخاوى الولد اللي في بطنك ده باخ تاني
وضعت يدها فوق بطنها بحنان قائله بشغف: -مش لما يچي الاول يا مصطفى اني لسه في الشهر الثالث
أبتسم لها مصطفى بحنو وقال بضيق مصطنع:
-اه يعني هتفضلي لسه سبع شهور بحالهم تخضي فيا، طب ماشي انا بقى هاستخبى في مره في حته واخضك ذي ما بتخضيني وهنشوف مين هيضحك علي الثاني
اقتربت منه تقف على طراطيف اصابعها وتحيط ذراعيها حول رقبته واقتربت منه مقبله اياه بخفه فوق جبينه قبل ان تمتم بصوت اغراء:
-اكده يا مصطفى اهون عليك
اجاب دون تفكير وقال برغبه:
– للاسف لا
ابتسمت له بدلال وسعاده تقول:
– هروح احضر لك الوكل اكيد چاي من الشغل جعان
امسك خصرها قبل ان تبتعد عنه وهو يقبل جبينها برقه:
– انا فعلا جعان.. بس جعان حاجه ثانيه ما تيجي جوه في الاوضه شويه عاوزك في موضوع مهم
ختم حديثه بغمزه, اخفضت راسها صفيه بخجل وقالت:
– لا ياعم انت كل مره تضحك عليا بتجول لي رايداك في موضوع مهم ومواضيعك مش بتخلص وبعدين انت نسيت حديد الدكتور ولا ايه
ابتعد عنها بضيق مكتوم وقال :
– الدكتور ده بحسه بيعاملني كأن جوز امه مش واحد جاي يكشف مع مراته
ابتسمت له صفيه وقالت:
– ما انت اللي بتجعد تضايج في الاسئله بصراحه
– انا برده ولا هو اللي ماله اقرب منك ولا مقربش ده غتت
قالها بوقاحه, شهقت صفيه وضغطت علي شفتها بخجل وقالت بخفوت:
– اني هروح أشوف اما ناهد رايده حاچه ولا لاء
رحلت دون سمع منه تعليق عقد حاجبيه باستغراب في البداية وبعد ذلك قد فهم خجلها ضحك بخفه عليها فهي ما زالت تخجل منه حتي بعد مرور سبع اشهر زواج، كانت تهتم به وبولدته من كافه شيء , لم تشتكي حتي في البداية من قله المصاريف كونها كانت تعيش في منزل أكبر و تعيش حياه مرفهه وقد اعتادت علي ذلك في الصعيد لكن بل العكس تماماً أحبت و اتقاقلمت علي العيشه في مصر بسرعه وبعد مده تخرج مصطفى واصبح قادرا على مصاريف المنزل بالكامل و حتي اقترح علي امه وزوجته العيش والانتقال الى الصعيد حيث جاءت له فرصه عمل جيده هناك لكن قد رفضت امه ترك منزلها واقترحت يسافر هو وزوجته ولكن ايضا رفضت صفيه الانتقال الى الصعيد مما استغربه بشده مصطفى فقد ظن انها سوف تفرح بشده وتوافق
لكن رفضت الرجوع الى الصعيد حتي تنسي الماضي ولا تفتح جروح وتبدا حياه هادئة هنا معه لاحظ ذلك مصطفى جيد انها تستغل الفرصه جيداً لتقرب منه والحفاظ علي بيتها واسعاده دائما، فرح بشده مصطفى فقد تعودت عليه وعلى العيش معه بفتره قصيره حتي والدته احبتها بشده لكن لا يعرف هل مازلت تحب جلال؟ فهي لم تعترف بحبها ابدا حتى الآن له.
افاق من افكاره علي صوت الهاتف فتح قائلا بابتسامة عريضة:
– اسيف وحشتيني عامله ايه
– وحشك قرد يا شيخ ما تتلم يالا وحاسب على كلامك
انتفض بخضه عندما استمع الي صوت جلال الغاضب:
-جلال! هي دي مش نمره اسيف
-ايوه يا اخويا هي نمرتها نمرة مراتي هاه المهم عشان اخلص من المكالمه الغلسه دي انت كويس
عقد حاجبيه متسائلا:
– نعم يعني انت متصل عشان تقول لي انت كويس بعد ما عمال تهزق فيا
– انا لو عليا ان شاء الله تموت ولا فارق معايا بس عشان اسيف بقالها كام يوم عماله تزن عليا اتصل بيك تطمن عليك و تعزمك على السبوع وانا لولا انها تعبانه ومش عايز ارفض ليها طلب ما كنتش اتصلت بيك ولا عبرتك
جز علي اسنانه بغيظ قائلا:
– ماشي يا سيدي تشكر ومبروك على ما جاءلك حاضر هشوف ظروفي واجيلها
– اسمها هاجيلكم هاه صفيه اخبارها ايه اوعي تكون بتعاملها وحش ولا تضربها والله يا مصطفى لو فكرت تعملها في يوم هتلاقيني قدامك و..
قال مصطفى بغضب شديد وغيره:
– اولا ما لكش دعوه بمراتي زي ما انت مش عاوزني ليا دعوه بي اسيف وما تخافش مش انت اللي هاتوصيني عليها اعاملها ازاي
– انت بتكلم مين يالا كده
ابتلع ريقه بخوف وتراجع قائلا بضيق:
– انت يعني هكون بكلم مين.. يعني لو سمحت يعني ما لكش دعوه بمراتي
– مممم ماشي سلام
اغلق الهاتف دون سماع صوته مما اغضب مصطفى وقال بغيظ:
– هوووف ايه البني ادم ده انا مش عارف اسيف مستحملاه ازاي.. الله يكون في عونها
***
مسحت بكفها البخار على المراة بعد ان اخذت حمام ساخن مريح للاعصاب في المرحاض الملحق لغرفتها، تفحصت وجهها قليلًا قبل ان تتنهد بحزن وترتدي رداء ما بعد الاستحمام (البُورنْوس) وتخرج لغرفتها، خرجت منها صرخة خافته ما ان لاحظت الجسد الذكوري الذي جذبها باريحية من الخلف الي صدره فسالت:
-جيت امتى
احكم قبضته على خصرها من الخلف بهمس: -لسه چاي من شويه بس ما لجيتكيش في الاوضه وسمعت صوت في الحمام عرفت انك جوه جولت استناكي بس اتاخرتي جوي هو انتي كنتي بتعيطي چوه ولا ايه
رمقته بتوتر هزت راسها برفض لتخبره:
– لا ما كنتش بعيط
وقف من مكانه بانسيابيه واتجه نحوها بعيون متفحصها قائلًا بحده:
– لا كنتي بتعيطي امال عينك حمراء ليه وبعدهالك يا چميله هتفضلي طول عمرك بتعيطي على الموضوع ديه ما خلاص اللي حصل حصل
نظرت جميله الى دياب بالم شديد والدموع تنهمر من عينيها بمرارة وقالت:
– غصب عني يا دياب والله مش قادره اصدق لحد النهارده ولا اتخيل اللي حصل دي حته من جسمي راحت في غمضه عين
همهم دياب مجيبا عليها و هو يبتسم ويتعامل مع معاناتها قائلا :
– اراده ربنا و مانجدرش نعترض صوح وبعدين المفروض نحمد ربنا انها وصلت لحد اهنه وانك بخير
ابتلعت جميله باقى جملتها و شعرت بالم شديد يضربها قلبها:
– يعني انت مش هتيجي في يوم تقول لي نفسي في عيل صغير تاني وانا عشان مش بخلف وشلت الرحم مش هقدر احمل وانت هتبقى من حقك ومن حقك تتجوز كمان
نظر لها بحدة قائلا بغضب شديد:
-طب بطلي هبل ومش رايد اسمع الحديد ديه ثاني منك يا چميله اني كنت راضي وحامد ربنا لما رزجني بالبنته ولما امهم راحت ما عرفتش ععمل بيهم ايه ولا اربيهم كيف لحد ما ربنا حلها من عنده و رزقني بيكي انتي و..
قبل ان يكمل جملته تعالى صوت بكاء الصغير بقوة, لتقول جميله باسف:
-حماد شكله صحي
ابتسم دياب بحنان ليتاخذ قراره دون لحظة تردد قائلا :
– خليكي انتي مكانك مستريحه اني عاروح اجيبهولك واشوفه بنفسي وحشني ابن الذين جوي
بخطوات سريعة تحرك فى اتجاه مهد الصغير والذى ما ان راه حتى توقف فجاءة عن الصراخ ينظر اليه بفضول لينحنى دياب يحمله بين يديه برفق وحنان هامسا له:
– ايه يا سي حماد بجى، مش عارف اتحدد اني وامك كلمتين براحتنا من ساعه ما جيت
اخذ صغيره ينظر اليه باهتمام وابتسم وهو يداعبه كما لو كان يدرك ويعى حديثه هذا ليتحرك بيده الصغير همهم كلمات غير مفهومه وجلس دياب فوق الفراش واخذ يحدثه بسعاده:
– ميتي تكبر بجى وتتحدد معايا حبيب جلب ابوك انت
اقتربت جميله تجلس جانبه مبتسمه لتقول:
-ربنا يخليكم لبعض وتعيش يا دياب لحد ما تجوزه هو والبنات
ابتسم لها بحب وقال بدعاء:
– يا رب يا چميله ان شاء الله يحصل وانتي معايا لو اني زعلان منك عشان لحد دلوج مش جادره تنسى الظروف الصعبه اللي عدينا بيها وكل اللي يهمك بس عشان مش هتجدري تخلفي ثاني
اندست جميله فيه تضع راسها فوق كتفه ليكمل بحزن عميق وهو يتذكر تفاصيل الحادث وكيف طعنها ماهر وهرب:
– يا چميله افتكري لما كنتي في المستشفى ودمك بيسيح ما بين يدي واني شايلك وبجري كيف المجنون خايف عليكي انتي وابني ولما الدكتور طلع وجال لي الحاله صعبه والنزيف مش رايد يقف و مجدمناش حل غير ان نشيل الرحم من غير تفكير جلت له اعمل اللي في مصلحتهم المهم تجوم بالسلامه بس بعديها طلع وجال لي انك ولدتي حماد الحمد لله وللاسف شيلنا الرحم ودخلتي في غيبوبه
اتشليت مكاني ساعتها وما عرفتش اتصرف كيف يا چميله واني شايفك بتروحي مني وعدى شهر كامل و انتي مش بتصحى ولا بتفوجي حتى ابني اللي كنت بتمناه يجي الدنيا و اشيله بين ايدي
ما جدرتش اروحله واشيله عشان ما ابصلوش نظره كره ان هو السبب في الحاله اللي انتي فيها وفين وفين لما بداتي تصحي وحالتك تتحسن ساعتها روحي ابتدت ترد ليا من ثاني وجريت وشلت حماد بين يدي وانتي طلعت من المستشفى وبداتي تتحسسني وبجيتي زينه ورايدني بعد كل العذاب ديه افكر في غيرك ولا في عيال ثاني حتي
همست جميله بصوت ضعيف:
-انا اسفه يا دياب ما تزعلش مني عارفه ان اتعذبت كثير قوي معايا في الوقت ده بس انا كان نفسي اجيب عيال ثاني انا كنت فاكره نفسي مش بخلف ومحرومه
ابتسم لها دياب بشغف وقال بصبر:
– بس ربنا اديكي حماد وطلعتي بتخلفي ودلوج بيختبر صبرك وايمانك بدل ما تحمدي ربنا انك معاكي عيل حتى لو واحد غيرك مش لاجي يا چميله احنا معانا نعمه كبيره جوي المفروض كل يوم نحمد ربنا عليها وبعدين انتي معاكي بدل العيل ثلاثه ولا انتي مش بتعتبري بناتي هما بناتك
هزت راسها برفض هاتفه:
– لا والله العظيم ابدا انا بحب ملك وفرحه قوي اكنهم ولادي واكثر ده ربنا وحده اللي عالم لما حد منهم بيتعب انا ببقى عامله ازاي وبخاف عليهم اوي
ارجح الطفل ذراعيه وارجله بفرح وسعادة ليظل دياب يحدثها بهدوء :
– طب يا ست ربنا كرمك اهو وزياده حتى هما كومان بيحبوكي وبجى بيندوكي ياما على طول چميله عشان خاطري وخاطر ولدنا حاولي تتخطي وتنسي الموضوع ديه خالص وركزي معانا احنا وبس بلاش تضيعي عمرك كله في الحزن ولا واحنا ما انستاهلش
تنهدت جميله بحزن تقول:
– معاك حق حاضر يا دياب والله العظيم هحاول انسي
دياب بحنان:
-انا خابر ان معاكي حج تزعلي بس رايداك تبجي متاكده اني بعد ما حملتي في حماد ما كنتش بافكر في ولاد تاني وعمري ما عافكر لجدام.. رايداك تشيلي الموضوع ديه من دماغك انتي كومان و اني عمري ما هبص لغيرك يا جلبي ديه اني كنت بموت لما الدكتور كان بيجول لي ما فيش استجابه في حالتك
هزت راسها بلهفة قائله بجدية:
– بعد الشر عليك ربنا يخليك لينا اوعدك يا دياب من النهارده مش هافكر في الموضوع شيل الرحم خالص
قال دياب بابتسامه عشق:
– طب يلا عشان نروح سبوع بنت چلال عيسي عزمنا اني وانتي.
***
______________________
اجتمعت عائلة الجبالي جميعا الاقارب وغير اقارب بالدوار بعد ان تم استدعاؤهم عيسي وجلال لسبوع المولوده حياه الصغيره كان الجميع بداخل السرايا سعد بها بشده وبدا عيسي و جلال و زين بعد ذبح الذبايح للذهاب علي البيوت المحتاجة وغير محتاجة الي الدار بنفسهم ومعهم دياب يساعدهم بالطبع مع طلب دعوة صغيره الي المولوده حياه وتمني حياه سعيده لها وغير في السرايا يتجهز الطعام الكثير للوليمه التي سوف تاتي بالليل والاتفاق مع الشيوخ والاناشيد الدينيه
وجهزت النساء نفسها داخل السرايا الحلوى والفشار والشموع للاطفال وتعلقت الانوار بالسرايا كلها وبدا اهل البلد بالقدوم للتهاني والمباركات .
التفت اسيف خلفها عندما سمعت صوت الباب يغلق لتتفاجا بجلال مرتدي جلبان صعيدي حبس هو انفاسه وهو يشعر بانعدام الهواء حوله يراها ترتدي عباءه بيضاء مفتوح من النصف طويله وتحتها فستان اسود طويله ايضا و وضعت زينه ومكياج خفيف وكانت مثل الساحره.. و حالها لم يكن افضل فهي اول مره تراه بالجلباب الصعيدي تضخم قلبها وارتفعت دقاته ما ان وقعت نظراتها عليه كان كتله الرجوله والوسامه بجلبانه الاسود الصعيدي الذي يفصل جسده الرجولي العريض وطول الفاره والعمامه التي اعطته هيبته فكان خاطف الانفاس وسرق دقات قلبها، وهمس بصوت منخفض
-طالعه كيف الجمر في بدر التمام
أخفضت راسها خجل من نظراته المتفحصه بدقه واقبل عليها واجابته بخفوت:
– ميرسي انت كمان شكلك حلو بالجلابيه الصعيدي
احتضنها جلال بتملك شديد وعشق طغى على كل حواسه وهو يلف يده بداخل شعرها يقبلها بشغف ولهفه شديده وكأنه يطفئ شوقه انها هنا بين ذراعيه ولن تبتعد عنه مره اخرى ليمر بعض الوقت ثم ابتعد عنها بصعوبه شديده وهو يمرر يده على شعرها يحاول اعادة ترتيبه وهو يتامل شفتيها المتورمه من اثر قبلاته بحنان ثم فتح الصندوق الموضوع على طاولة الزينه امامها واخذ علبه قطيفه منها وفتحها لها وكان بها عقد من الماس مرصع بحبات من الياقوت علي رقبتها
نظرت اسيف بابتسامه متسائلة في دهشه وتعجب وهي تشاهده:
– ايه ده
ابتسم جلال لها بحنان وهو يلبسها العقد ثم طبع قبله عاشقه على عنقها وهو يتاملها بحب:
– ده عقد الماظ هديه ليكي يا حبيبتي عشان ولدتي بالسلامه
ابتعدت عنه اسيف بلطف متسائلة باهتمام:
– هو انتم من العادات عندكم هنا في الصعيد تشتري هديه للست بعد ما تولد هي و جوزها كمان بس انا ما جبتلكش هديه
مرر جلال يده بحنان على عنقها:
– انتي جبتلي احلى هديتين في حياتي
عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة بعدم فهم:
– فين دول
التقط جلال شفتها بقبله عميقه وابتعد قليلا قائلا:
-انتي الهديه الاولى و حياه بنتنا الهديه الثانيه
ابتعدت اسيف عنه قليلا وهي تبتسم بسعاده شديده قائله بابتسامه عشق:
– طب المفروض دلوقتي ارد عليك اقول لك ايه بعد الكلام الحلو ده دائما كده سابقني
قربها جلال اكثر اليه وهو يقول بتملك:
– تردي عليا بحضن كبير دلوقتي حالا منك
ابتسمت اسيف وضمها جلال بشده اليها ورفعها من خصرها ودار بها بسعاده شديده وهي تتعلق بعنقه وتضحك بفرحه شديده ثم انزلها وهو يتاملها بعشق جارف ليقول:
– يلا عشان ننزل السبوع
هزت راسها بالايجابي بهدوء وذهبت تحمل ابنتها الصغيرة النائمه براحه وضمها بذراعه جلال بعشق قبل ان يخرج للخارج
***
ابتسمت اسيف بسعادة غامرة عندما دلف والدها احمد ومعه هايدي مقبل عليها بسعاده :
– مبروك يا حبيبتي الف مبروك تتربى في عزك يا رب
اقترب مقبل راسها بحنان وقبل ابنتها الصغيرة لتقول بابتسامة عريضة:
– الله يبارك فيك يا بابا
قالت هايدي بفرحه وهي تنظر الى الصغيرة:
– واو شكلها جميل قوي يا اسيف وانتي شايلاها .. بس صغيره قوي يا قلبي ممكن اشيلها شويه
قالتها بتردد كبير, لتبتسم اسيف قائله بموافقه: طبعا يا حبيبتي تعالي قربي مني وسمي قبل ما تشيليها
هزت راسها هايدي بسعاده واقتربت منها تحملها بحب وقبلت يدها دمعت عيني احمد وهي ينظر الى حفيدته الاولي بحنان واقترب من اسيف يحضنها بحب وبادلته اسيف الحضن بدفء اكبر
***
استيقظ مصطفى من نومه ونظر على صفيه وهى نائمه فى حضنه بحب وارجع خصله من شعرها وراء اذنها وقبل خدها وقال بحب: -صفصف يا روحى اصحى يلا
تململت على السرير وقالت بنوم:
– سيبنى انام هبابه يا مصطفى بجى
عقد حاجبيه بدهشة متسائلا:
– هبابه يادي اللغه الصعيدي دي اللي مش عاوزه تروح منك مش بفهم نصف كلامك منها يا حبيبتى احنا بقينا الضهر يلا
فتحت عينيها ونظرت اليه بضيق:
– وفيها ايه يا مصطفى سيبنى انام شويه تانى احنا نايمين 3 الفجر وزمان اما ناهد لساتها نايمه (ناهد القصد والدته)
ابتسم لها مصطفى بحنان:
– يا روح قلبى انا لو عليا كنت سبتك والله تنامى براحتك بس معلش قومي حضري لي الفطار قبل ما اروح السبوع بتاع جلال و اسيف
اعتدلت في جلستها ونظرت اليه بدهشه متسائلة بتوتر:
-هي اسيف ولدت
هز رأسه بالايجاب بهدوء ,تنهدت صفيه وهي تنهض واقفه قائله بهدوء:
– حاضر هاروح احضر لك الفطار
عقد حاجبيه باستغراب من تقلب حالتها عندما علمت بان اسيف قد أنجبت، و تسال بغيره هل مازالت تفكر به وقلبها متعلق تجاه رغم كل ما فعله معها؟.
***
عدل عيسي ملابسه قائلا بصوت اجش:
– يلا يا فرحه زمان الناس وصلت تحت
وضعت فرحه الطرحه فوق راسها وهي تنظر الى هيئتها في المرأة برضي قائله بدلال:
-يوووه بجى اني خلصت اهو
نظر لها عيسي بشغف من ملامحها الجميله واقترب منها ووقف خلفها واحتضانها وقبل عنقها هاتفا بعشق:
– انتى كيف اكده
عقدت حاجبيها متسائلة باستغراب:
– تجصد ايه
استنشق رائحه الزهور بشعرها قائلا بشوق:
-انتى كيف بتحلوى كل يوم اكتر من اليوم اللى جابله اكده اني نفسى احطك جوه جلبى واخبكى عن عيون الناس كلاتها ومحدش يشوفك غيري وبس
ابتسمت له بسعاده، استدارت له واحاطت خصره بذراعيها وقالت:
– وانت كيف اكده
ابتسم عيسي بحنان فور ان وقعت عينيه عليها انحنى مقبلا خدها بحنان وهو يتمتم:
– كيف ايه
اجابته فرحه و هى تبتسم:
– انت كيف حلو جوي اكده من جوه ومن بره ملاك عايش وسط البنى ادمين مفيش فى الدنيا دى كلاتها حد شبهك اني محظوظه بجد انك انت حبتنى اني من وسط الناس دى كلاتها بحبك جوي وعفضل احبك لاخر يوم فى عمرى يا عيسى
نظر لها نظره مطوله واقترب من شفتيها بحنان وبعد وقت ابتعد عنها يمرر يده بحنان فوق وجنتيها هاتفاً بشغف:
– بعشجك يا فرحه اني اللى محظوظ جوي بيكي عمري ما كنت علاجي واحده كيفيك بجلبها الابيض الطيب بحبك ربنا يخليكى ليا وميحرمنيش منك ابدا وافضل احبك كل يوم اكتر من اليوم اللى جبله
احتضنته وقالت بحب:
– بحبك جوي يا عيسي
ضمها اكثر داخل احضانه وقبل راسها وابتسم بسعاده و ابتعدت عنه وقالت:
– يلا بجى علشان ننزل ليهم تحت
انحنى مقبلا شفتيها فى قبله خاطفه قائلا بمكر:
-طيب بجولك ايه ما تيجى نكنسل موضوع النزول ديه يعني هو سبوع اخوي ومحدش هياخد باله من غيابنا
دفعته باحراج وقالت بحذر:
– عيسي يلا عاااد خلص بلاش دلع الناس تجول ايه
ابتسم عيسي باستسلام وقبل خدها قائلا بخبث:
-خلاص نازل بس لينا جاعده مع بعض بعد السبوع
***
اقامت مراسم السبوع، في بداية يوضع الطفله المولودة حياه داخل (غربال) وهو عبرة عن صينية قعرها عبارة عن شبكة ويوضع على طاولة عالية قلة ان كان المولوده انثى ولو كان المولود ذكرا بجواره ابريق
ثم حملت فرحه الغربال بالطفله ووضعته على الارض ليبدا ما يسمى بدق الهون هو عبارة عن صوت يصدر نتيجة دق الهون المعدني وتقوم به غالبا جدة المولود او احدى السيدات الكبيرات في السن وتردد وهي تدق هذا الهون عبارات بها وصايا للمولود ان يكون مطيعا لوالديه او غيره.
وقد كانت تحمله عديله وهي جالسه فوق الارض بابتسامة مشرقة وهي تدق الهون بقوه تصيح قائله:
– اسمعي كلام ستك عديله وما تسمعش كلام امك
ضحك الجميع عليها واسيف والتي تمر من فوق الطفله سبع مرات تردد خلالها عديله التي كانت تدق الهون عبارات البسملة وبعد ذلك وضع الغربال بالطفله مرة اخرى فوق الطاولة وكان يحملون الاطفال والكبار شموع بيضاء مشتعلة ويطوفون بالطاولة مرددين الاناشيد المشهورة للسبوع ثم يتم توزيع الحلوى على الاطفال وكالعاده كانت اشهر الاناشيد الخاصة بالسبوع على الاطلاق نشيد حلااتك برجالاتك حلقة دهب في وداناتك و يارب ياربنا يكبر ويبقى زينا.
وفي ذلك الأثناء اقترب زين منهم ببطء حتي لا تراه والدته و تطرده الى الخارج بغضب فهذا المكان مخصص للنساء فقط والرجال للخارج وقام بسحب نادين سريعا الي احد الغرفه دون ان يراها احد
نظرت نادين اليه بحنق قائله بحده:
– في ايه يا زين بتسحبني ليه كده افرض حد شافني يقول علينا ايه دلوقتي
تجاهل زين حديثها وقال بجدية:
– نادين هو انتي هتسامحيني وترضى عليا امتى بقلنا فوق سبع شهور وكل مره تقولي لي بعدين , و انا اهو اتغيرت عشانك وعشان بنتك يبقى في ايه بقى
ابتلع الغصه التى تشلكت بحلقه بصعوبه قبل ان يتمتم بصوت ضعيف منكسر:
– نادين هو انتي خلاص كرهتيني ما بقتيش عاوزاني خلاص
صمتت نادين برهه, ليقول زين بحزن:
– شكلها كده فعلا خلاص رتبتي نفسك وهتسيبيني
شهقت نادين بصدمه عندما راته ينسحب من الغرفه مبتعدا عنها لكنها اسرعت بلف ذراعيها حول ظهره محاصرة اياه بقوه مانعه اياه من الابتعاد هامسه بصوت ضعيف و قد هدد الضغط الذى قبض على صدرها بسحق قلبها عندما رات الالم المرتسم بعينيه بسبب رفضها له:
-مقصدش كده و الله العظيم ما كرهتك يا زين ما اقصدش كده يا حبيبى انا باحبك اوي ما اقدرش استغنى عنك وعارفه انك اتغيرت عشاني , بقيت على طول بتهتم بي انا وبنتك حتى الشغل بتغصب نفسك تروح عشان ما ازعلش انا مقدره كل ده وتعبك بس العيب فيا انا.. انا لسه خايفه
التفت اليها زين بدهشة وقال بحزن:
– خايفه مني انا
هزت راسها برفض متمتمه بصوت اجش منفجرة بالبكاء :
– مش بالضبط كده بس خايفه لما اصالحك تبطل تقرب مني وتهتم بيا وتبعد عني ثاني
نظر لها بضيق من نفسه واخفض راسه دافنا اياه بعنقها متمتما بصوت ممزق :
-انا عارف اني غلطت فى حقك كتير بس انتى لو سبتينى انا ممكن اموت صدقيني وحياتي عندك يا نادين انتي وبنتك انا اتغيرت ومش هرجع زي زمان زين بتاع زمان ده خلاص راح ومش هيرجع ثاني
اخذت تنتحب بصمت واقترب اكثر هامسا باسمها عدة مرات محاوله تهدئتها لكنها ظلت صامتة بينما جسدها يهتز بين ذراعيه ليعلم بانها تحتاج بعض الوقت لكى تهدا ظل يمرر يده بحنان فوق ظهرها مقبلا راسها عده قبلات متتاليه حتى شعر بها قد هدأت تماما رفعت راسها من فوق عنقه وقال هو:
– علشان خاطرى اهدى يا حبيبتى انا و الله عمرى ما اقدر اسيبك او ابعد عنك
ليكمل ممسكا بيدها واضعه اياها فوق صدره بموضع قلبه هامسا وقد بدات دموعها باغراق وجنتيها مجدداً ليقول بعشق:
– انتي هنا فى قلبى يا نادين وعمرك ما هتخرجي منه و هتفضلي لاخر يوم فى عمرك هنا انتي متتصوريش انا اتعذبت قد ايه فى الفترة اللى بعدتي فيها عنى كنت حاسس كأن روحى بتنسحب منى سامحينى انا عارف انى عذبتك كتير معايا بس انا خلال الفتره اللى كنتي بتبعدي عني كنت بموت حرفيا, ما تخافيش عمري ما هبعد عنك ولا اتغير انا خلاص حفظت الدرس سامحينى يا حبيبتى و رجعيلي نادين بتاعت زمان
احاطت نادين عنقه بيديها جاذبه جسده اليها تضم اياه بقوة:
– سامحتك يا حبيبى من زمان
ابتعد عنها متمتما قبل ان يقبل شفتيها بعشق ووله ويقول بمشاغبه وخبث اعتادت قدر عليه منذ تغيره :
– بقولك ايه ما تيجي نطلع اوضتنا عشان عاوزه اخاوي وتين حالا دلوقتي
نادين بدلال وهيا تحيط عنقه بيدها الصغيره ليحيط هو خصرها بتملك:
– تؤ تؤ لسه شويه، كمان السبوع مخلصش وبعدين ما ينفعش الناس هتقول ايه لما يلاحظه اننا اختفينا احنا الاثنين سوا
زين وهو يدفن وجهه بعنقها يستنشق عبيرها بعشق ويردف بعبث :
– مين قالك بس ان انتي هيفوتك حاجه ما انا لما اخاوي وتين هعمل لك سبوع احلى من كده
هزت راسها برفض, ليشد زين على خصرها بيده ويمرر يده الاخري على وجنتيها الناعمه بحنان وحب :
– يا بنت طوعيني هتندمي هكون هادي خالص ومش مشاغب
ابتسمت له بدلال:
– يا سيدي انا عاوزه اندم
زين وهو يقبل وجنتيها ويردف بزعل :
– اممم انتي بقيتي شريره اوي يا نادين علي فكره انا هموت عليكي و وحشتيني وانتي مش عاوزه تحني عليا برده
لتبتسم نادين لهذا العاشق المتيم وتقول بعشق مساويا لعشقه :
– مين قال لك انك ما وحشتنيش باماره بسيبك تبوسني كل يوم قبل ما تنام جنبي ومش بعترض بس لو طلعت معاك دلوقت هانسى العالم كله وانا بين ايديك فخليها بعد السبوع
عقد حاجبيه بدهشة وضيق وهو يقبلها اعلى شفتيها:
– مش باقول لك بقيتي شريره يعني كنتي بتبقى حاسه بيا وسايباني مولع من الشوق جنبك ، ماشي الحساب يجمع بعد السبوع
***
ابتسمت جميله وهي تعطي هديه صغيره (عباره عن قطعه ذهب) الي اسيف بابتسامة خفيفه:
-الف مبروك يا اسيف تتربى في عزك يا رب
اخذتها منها اسيف وقالت بعتاب: تسلمي، بس تعبتي نفسك ليه كفايه مجيتك هنا ده انا كان نفسي اشوفك من زمان من كتر ما فرحه بتحكي لي عنك
ابتسمت جميله وهي تحمل ابنها حماد و تطلعت الي فرحه التي بادلتها الابتسامه بحب
***
في الخارج ابتسم دياب بحنان قائلا:
– مبروك يا جلال تتربى في عزك يا رب وتفرح بيها
ابتسم له جلال وقال بهدوء:
– الله يبارك فيك يا دياب مبروك ما جاء لك انت كومان علي حماد عرفت متاخر معلش ربنا يخليهلك
هز راسه بهدوء مبتسماً وقال:
-ولا يهمك
***
حملت عديله الطفله حياه بحنان وقبلتها بحب, ابتسمت اسيف وقالت:
– تعرفي يا طنط اول ما عرفت ان انا خلفت بنت فرحت الاول طبعا قوي بس بعد كده خفت منك ومن جلال
عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة بعدم فهم:
– ليه يا بنتي احنا عملنا حاچه عشان تخافي بس
هزت راسها برفض هاتفه بابتسامة:
-لا خالص انا اكتشفت ان ما فيش احن منكم بس خفت في الاول عشان هيجيب بنت وانتم صعايده يعني وبتحبوا الاولاد اكثر وخوفت تعاملوا بنتي وحش
نظرت اليها بعتاب وقالت بجدية:
-ما تفكريش اكده ثاني اني كل احفادي عندي بعاملهم كلاتهم كيف بعض واحد البنت كيف الولد بالضبط والاثنين حنينين والاثنين بحبهم كيف بعض
قالت نادين بابتسامة خفيفه:
– انا كمان فكرت زيك لما خلفت وتين يا اسيف بس لقيتهم بيعملوا وتين بنتي كويس زي صالح ابن عيسي بالضبط
هزت راسها لها بالايجاب لتقول بحب:
– فعلا ما فيش اطيب من طنط عديله
ضاقت عيني عديله باستغراب وقالت مبتسمه يتنهد:
– جري ايه يا اسفين مالك ومالي النهارده كومان انتي عماله تخطفي جلبي بحديدك وحركاتك ديه كل شويه من اول ماخليتي فرحه تشيل حياه بدل منك الاول .. رايده توصلي لايه
ضحكت اسيف وقالت بضيق:
– والله ولا حاجه، بس لو تبطلي تقولي اسفين دي اسمي اسيف هتلخبطي بنتي دلوقتي هتفكرني اسمي اسفين
عديله بغيظ متحدثه:
– يعني هو ابوكي من جله الاسامي ما لجاش غير الاسم المايع ديه اللي مش خابره انطجه كيف ديه
ضحكت نادين لتنظر اليها عديله فجاه بحده:
– وانتي يا ست نادين لساتك فاكره تيجي تزورينا , من ساعه ما زين ردك لعصمته واحنا ما شفناش وشك اهنه تاني
تلاشت ابتسامتها وقالت بتوتر:
– معلش كان غصب عني كان عندي شويه مشغوليات
اشارت لها بيدها عديله وقالت بلهجة أمر:
– تعالى جربي منى رايداكي
أشارت نادين الي نفسها باستغراب:
– انا
نظرت عديله بغيظ متحدثه بغضب:
– ايوه انتي ما تجربي تعالى خايفه من ايه هو اني هاكلك
ابتلعت ريقها بارتباك من لهجه حديثها ونهضت اليها، بينما كتمت اسيف ضحكتها بصعوبه فهي قد فهمت ماذا ستفعل بها عديله وبالفعل لم يكمل دقيقه واطلقت نادين صرخه صغيره نتيجه قرص اذنها من عديله لتقول بالم:
– اه ليه يا طنط كده انا عملت ايه بس
قالت اسيف وسط ضحكتها الرقيقة:
– لا ده عادي خالص اصلها كانت نادره ندر تقرص كل واحده فينا من ودنها عشان غضبنا من جوازنا ومشينا من البيت حتى انا كمان عملت كده زيك وخدتني على خوانا انا وفرحه
ابتسمت لهم عديله بتشفي وقالت:
– عشان بعد اكده تفكروا الف مره جبل ما تغضبوا وتسيبوا داركم اخبارك ايه مع زين
تحسست نادين اذنها بالم لتقول بقله حيلة:
– كويسين
***
بعد انتهاء السبوع ورحيل الجميع من السرايا واغلقت الابواب.
اغلق زين الباب وهو يتطلع الى نادين برغبه وخبث ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بخجل:
– في ايه مالك بتبصلي كده ليه
اقترب منها يتطلع اليها بخبث هاتفا :
– الليله ليلتك يا عروسه
جزت علي اسنانها بضيق شديد وقالت:
-زين اتلم انا بقيت اخاف منك علي فكره
انحنى زين عليها مقبلا وجهها بحنان بقبلات متتاليه و هو يشعر بقلبه يتعالي دقاته بعنف ليقول:
– ما هو ده المطلوب يا قمر
كادت ان تتجاوب معه لكن تذكرت شئ اضاء عقلها بالابتعاد عنه سريعا لتقول بارتباك واضح:
-باقول لك ايه يا زين هو المكتب بتاعك اللي هناك في رسومات برده غير اللي في الورشه اللي عندنا في البيت طب عاوزه اشوفهم و اتفرج عليهم دلوقتي
ابعدها عنه على مضض بضعف و يثور بداخله قائلا بضيق:
– هو ده وقته هفرجك عليهم بعدين يا حبيبتي
هزت راسها برفض هاتفه بعند :
– لا انا عايزه اتفرج دلوقتي حالا
تنهد وتفوه قائلا بهدوء:
– قطعتها ورميتها في الزباله يا نادين من ساعه ما قلتيلي وفكرتيني بيها
نادين بتلعثم:
– هي ايه دي
قال زين بجدية وقد فهم ما يدور في راسها :
-صوره اسيف مش انتي عماله تدوري عليها هناك في الورشه وقلبتيها وما لقتيش حاجه وخايفه تكون هنا صح انا رميتها وقطعتها من زمان اكيد ما كانش ينفع احتفظ بيها وهي متجوزه جلال اخويا ولا عشان حبيبة قلبي مراتي حبيبتي
تنهدت نادين بقوه وراحه ليكمل قائلا حتي يطمنها اكثر ويغلق هذا الموضوع نهائي :
– نادين انا كنت نسيتها اصلا ومش في دماغي عشان كده فضلت موجوده في ورشه الرسم ولما انتي قولتلي وفكرتيني بيها اتخلصت منها فوراً، ما تخافيش من الموضوع ده و شيليه من دماغك خالص وبعدين بالعقل كده انا ما كانش في حاجه بيني وبينها زمان هيبقى في بيني وبينها دلوقتي وهي متجوزه وانا متجوز وبحب مراتي
هزت راسها باحراج وقالت بتوتر:
-على فكره ده حقي انت جوزي وانا بغير عليك
مرر ابهامه فوق شفتيها محررا اياها من بين اسنانها قائلا بمرح:
– وانا ما قلتش حاجه، انا من حقك وبتاعك انتي غيري عليا براحتك يا حبيبتي
أبتسمت بسعاده علي كلماته التي يعلن اثبات ملكيته انه لها هي فقط
همس لها :
– ممكن تيجي وتحضنيني .
بدات نادين متفاجئة قليلا وخاف من ان يخيب امله لكنها بعد ثواني تقدمت نحوه واخدها بين ذراعيه بخفة وشعرت انها صغيرة بين ذراعيه شعورها كان غريبا مزيج من الدفء والحنان والامان وكثير من الاضطراب اللذيذ
بعد لحظات قصيرة ابعدها عنه برفق وهو يتنحنح بصوت خافت:
– بحبك
ابتسم واقترب منها ببطء وخفه وعبث بشعرها الناعم وانحنى نحوها يطبق على شفتها بقبلة حارة واحتواها بين ذراعيه مسح علي شعرها بحنان ورغم الاضطراب الذي شعرت به نادين إلا انه كان ممتزجا بالنشوة والبهجة وكان جسدها يرتجف لكنها لم تبتعد عنه همس في اذنها:
-بعشقك
وعندما بعد فمه عنها قليلا وابتعد عنها في رفق همس يضيف:
– اوعى تبعدي عندي عاوزك على طول معايا وجنبي
احاط وجهها بكفيه ونظر في عينيها الزائغتين وقال:
– لو كان بايدي كنت دمجت روحك في جسمي عشان منفترقش ثاني
قالت بلهجة حالمة:
– طب ما انا كده فعلا انا وانت روح واحده
حامت عيناه على وجهها وتركزت على شفتيها وهو يقول:
– انا بحبك اوي يا نادين
ولا تدري كم مرة تمالكت فيها نفسي كي لا تقبله وتضمه لم يكن ذلك سهلا ابدا كم من اللحظات التي تغمرها بسعاده وعشق وهو يتغازل بها احيانا ويعترف انه لها هي فقط
نادين برجاء :
– بجد بتحبني
عقد حاجبيه متسائلا بعبث:
– كل ده ومش واضح
نادين بابتسامة:
– لا واضح
اقترب نحوها ووجدته واقفا وفي عينيه نظرة غريبة فخافت وقالت بعد لحظة :
– زين في ايه
تكلم بعد ثواني:
– عاوزك يا نادين
التقطت انفاسها ببطء وبلعت ريقها تقدم نحوها واصبح قريبا منها جدا وقال باشتياق :
-مشتاق ومش قادراً استني لحظه اكثر من كده
لثم فمها بقبلة قوية وحملها وسار بها الى الفراش متناولا شفتيها فى قبله شغوفة قبل ان يتمتم من بين انفاسه المشتعله:
– عمري ما اقدر ابعد عنك
انزلها الي الفراش لينحنى فوقها ضاغطا شفتيه فوق شفتيها متناولا إياها بقلبه حاره شغوفه يبث بها عشقه واشتياقه لها قبل ان يغرقان ببحر شغفهم.
***
تسطحت اعلي الفراش تستند براسها علي صدره تحاوطه بيدها و هي تنظر الى جلال كيف يداعب طفلته بابتسامة عريضة يحادثها:
– يا بنتي هو انتي فاهماني بقول ايه ولا عماله تهزي راسك وخلاص
لتضحك عليه اسيف و هي تقول :
-يا حبيبي دي لسه صغيره هتفهمك ايه بس اخذت بالك ان حياه شبهك قوي نسخه منك بالضبط
كان سوف يجيب لكن صمت بفزع حين استمع الي بكاء صغيرته ليقول بتوتر:
– هي بتعيط ليه مالها
ضحكت اسيف و هي تعتدل :
– اكيد جعانه يا حبيبي هاتها
اعطاها إياها علي الفور لتفتح اسيف ازارر البلوزه التي ترتديها لكن توقفت عندما لاحظت نظرات جلال المترقبه لتقول بارتباك:
– جلال ممكن تودي وشك الناحيه الثانيه لحد ما ارضع حياه
عقد حاجبيه بدهشة وتعجب وهتف باستنكار:
-نعم يا اختي ليه قاعده جنب ابن خالتك ما انا جوزك انتي مكسوفه ترضعي بنتك قدامي يا اسيف
ضغطت على شفتيها بخجل وضيق:
– يا جلال اسمع الكلام بقى و ودي وشك الناحيه الثانيه البنت هتفضل تعيط كثير بسببك
نظر اليها و هو يزفر :
– بسببي انا برده ولا بسبب امها اللي بتتكسف من خيالها امال اللي على دراعك دي جت منين بس باللاسلكي
نفخت بضيق شديد وقالت باحراج:
– يا جلال بـ..
جز علي اسنانه بحده يقاطعها :
– حاضر خلاص اديني لفيت رضعي بنتك واخلصي
تنهدت براحه اسيف عندما لف جلال ظهره و اكملت رضاعتها و هي تنظر الي سكون ابنتها في حضنها بابتسامة هادئة محبة حتي انتهت رضاعتها و نامت هي بسلامة كملاك صغير لتضعها بفراشها
اعتدل جلال بضيق عندما رآها تنهض اقتربت لتجلس جوار زوجها تحتضنه ليمرر يده علي ظهرها صعودا و هبوطا و هو يضمها اليه قائلا بحنان :
-كده تتكسفي مني انا برضه ده انا قبل ما اكون امان وسند ليكي سترك في الدنيا
احتضنته بشدة واخفضت راسها بخجل و هي تبتسم بحب فهو الحبيب الاول و الاخير هو الامان هو الدافئ هو القلب، ضحك عليها جلال بيأس واحتضنها بقوه
***
جلست فرحه علي الأريكة والتفتت نحو باب الغرفه عندما وجدته يُفتح ابتسمت باشراق و هي تمد يدها اليه ليتقدم نحوها باشتياق كأنه قد غاب ايام طويله قبل راسها و جلس يحتضنها و هي تضمه اليها قائله بابتسامة:
– اتاخرت ليه السبوع خلص من بدري
أبتسم بحب و هو يرفع يده يمرر ابهامه علي بشرتها بنعومة و هو يقول :
– كان لازم اتاكد ان كل الناس اخذت نصيبها
ثم اخرج من جيبه كيس ابيض به غزل البنات يعطي اليها ,ابتسمت بسعادة :
– ايه ديه غزل بنات ديه ليا انا
هز راسه بالإيجاب و هو يمرر اصابع يدها بخصلات شعرها بحنان:
– لجيت الرجل بيبيعه واني چاي خابر انك بتحبه جد ايه جلت اجيبهولك
اقتربت فرحه و هي تقبل يده التي تداعب شعرها لتتحدث باعين تلمع كومضات انارة و هي تقول: ربنا يخليك ليا يا عيسي ما يحرمنيش منك أبدا هجوم اجهز لك الوكل اكيد جعان اني خابره ما كلتش طول النهار في السبوع
بعد فتره، وضعت الطعام وجلست هي تتناول معه و هو كان يتحدث لها عن بعض الاحداث التي حدثت اليوم وهي تستمع باهتمام حتي انتهوا من الطعام
كادت ان تذهب لتنام ليقف سريعا يمسك بيدها التفتت اليه ليحملها بين يديه تعلقت برقبته بخوف و هي تقول :
– في ايه
غمز بعينه لها و هو يقول بمرح :
– رايده تغفليني وتروحي تنامي نسيتي ان في حساب ما بينا لسه ما خلصناهوش
لتضحك بدلال و هي تتعلق برقبته تميل برأسها علي كتفه قائلة بحب :
– خابر انك وحشتني جوي الحبه دول اللي كنت فيهم بعيد عني .
وضعها اعلي الفراش و وضع يده تحاوط جسدها و بخفة و رشاقة كان يقفز علي الفراش يعتليها قبل وجنتيها و هو يقول بهيام و ينظر الي عينها السماوية كسماء صافيه تحاوطها دفئ شمسها :
– و انتي وحشتيني اكتر بكتير يا فرحه
رفع يده ما كان ان اقترب من وجهها لتغمض عينها تلقائيا مرر سبابته علي عينها وجنتيها شفتيها ضرب ارنبة انفها بسبابته بخفة لتجفل هي و تفتح عينها تقول بدلع:
– مش هتجولي لي بحبك
اقترب منها و هي تشعر به يطبع قبلات هادئة رقيقة علي طول عنقها حاوط خصرها يقربها منه و هي بالاصل اصبحت اقرب اليه من انفاسه مد يده الي سحاب عباءتها أغمضت عينها بشدة وهو يمرر أصابع يده الاخري علي رقبتها ليهمس هو امام شفتيها :
-بحبك وبموت فيكي يا فرحه
ابتسمت بحب و هو يدنو ليقبل ثغرها بشغف و هي تائهة بين طيات مشاعرها و حق له فقط ملكية خاصة لا يجب لاحد التدخل بها غيره زوجته معشوقته لاجئة التي خصصت مكانا لنفسها بقلبه و احتلت كيانه ليرفع راية العشق مستسلم لما يروق له من هواها و يتمني ان يقع في عشقها كل يوم من جديد ليشعر بذلك الشعور مجدداً و كأنه يحيي من جديد
***
ضاقت جميله نظراتها وملامح وجهها بضيق شديد من شده حرارة الجوه اليوم حتي اشغلت التكيف و مازالت تشعر بسخونيه بجسدها لتضطر تخلع العبايه التي ترتديها ليظهر قميص نومها القصير لفوق الركبه بحملات رفيعه ولون اسود لتضع العبايه فوق المقعد وفي نفس الوقت فتح الباب و دلف دياب تجمد مكانه للحظة و تطلع الي الاثار عن جسدها ليراها جذابه بهذا القميص الذي اظهر جمال بشرتها البيضاء والذي سرق منه عقله وقلبه على وجه الخصوص بعد شوقه الطويل اليها قلبه الذي اصبح كصحراء قاحلة جافة لا حياة بها من شدة لهفته اليها وضعت جميله يدها على وجهها وهي تتمتم بشهق وبخضه:
-انت رجعت بدري ليه النهارده
نظر لها بتفحص وقال بصوت ماكره:
– اصلي مراتي حبيبتي وحشتني فجولت اجي اشوفها
عقدت ذراعيها حول جسدها تحاول احكام الرداء حولها بحرج وردت بنبرة خجلة:
– واديك شوفتها اتفضل يلا شوف كنت جاي تعمل ايه
لكنه تجاهلها ومد يده بلا مبالاه واخذ يعبث بخصلاتها الطويلة ليهمس بتساؤل:
– مش هتبطلي تحلوي كل يوم عن اللي قبله
إبتلعت ريقها بتوتر وابتعدت عنه وقالت بخجل: ااا سيب شعر محررني اوي حتى بفكر اقصره
هتف دياب بلهفه شديدة وقال برفض:
– اياكي تعملي اكده
عقدت حاجبيها متسائلة باستغراب:
– ليه حتى هيبقى شكلي حلو بيه لما اقصره شويه
ابتسم دياب وهو يستنشق العطر الساحر الذي وضعت القليل منه على جسدها العطر الذي يحبه دياب, و سمعته يقول:
– عشان اني بحبه اكده جوي، خابرة ليه
رمقته بتوتر منتظرة اجابته فاجابها بنبرة حانية وهو يحتضن وجهها بين كفيه ويركز انظاره علي انظارها:
-عشان بيخليني اسرح في عنيكي وكانها حتة من الجنة
نظرت اليه بنصف عين رغم احمرار وجهها و ازداد دقات قلبها لتقول بنبرة ساخره:
– وانت شوفت الجنة فين بس يا دياب
-شوفتها بين ايديكي
قالها بمشاكسة وهو مستمر في بعثرة خصلاتها الطويلة وبعثرة مشاعرها وهو يتعمد ملامسه عنقها باطراف انامله، صمتت بارتباك تحاول تمالك مشاعرها وهي تهرب من نظراته الحارقة، رفع دياب ذقنها لتنظر اليه ويهمس بخفوت يذيب القلب:
-بحبك
أغمضت عيونها تستلذ بتلك الكلمة القادرة علي بعثرت دواخلها واعاده ترميمها بحروف اسمه وقبل ان تجيبه باستسلام:
-وانا كمان بحبك
جمع خصلاتها في كفه خلف راسها بعيدًا عن وجهها وعنقها قبل ان يميل ويطبع قبلات خفيفة بتلك الاماكن، ارتفع ذراعيها لامساك ملابسه في محاولة لتخليد كل لمسة منه لكنها قبل ان تغرق بين سحر شفتيه انتفضت برعب للخلف صائحة: الولاد
خرج دياب من خضته لفعلتها واقترب يحاول ضمها لجسده وهو يجيبها:
– ما تخافيش مش اهنه
غطت فمها بكفها واتسعت مقلتيها لتقول سريعًا:
-ايوة يعني ودتهم فين
لمعت عيونه بخبث واستشفاء وهو يجيبها بفخر:
-مع عمهم حبيبهم ضاحي تحت
حمحم واقترب منها مرة اخرى ليقول بمشاكسة:
-مش هتجلعي الجميص ديه بالمره طالما حرانه جوي حتى اني كيف جوزك ما فيش حد غريب
امسكت رداءها باحكام لتقول بدلال:
– لا كده ممكن ابرد
-لا مش هتبردي
قالها باصرار أكبر وهو يحاول نزع اطرافه من بين اصابعها وكادت ضحكة تفر من بين شفتيها وهي تحارب جذبه وقالت:
– لا يا دياب ممكن حد يطلع من الولاد دلوقتي
– يا ستي جلتلك ما تخافيش مع عمهم تحت والله العظيم لو حد طلع منهم ما اني معبر امه
قالها بغيظ شديد, ضحكت هذه المرة مما سمح له بجذب اطراف الرداء وقربها نحوه، التقت عيناهم في محبة وسعادة, ليعقد حاجييه متسائلا باستغراب:
-ايه اللي على رجبتك ديه
زمت شفتيها مشتكية لزوجها:
-ابنك حماد عضني برقبتي وانا شايلاه شكله كده ابتدي يسنن
ضمها نحوه بنعومة ورد بلهجة مداعبة:
– طالع شجي كيف ابوه
نظرت له بغيظ لتغمغم بحنق:
– طب يا رخم انت و ابنك
قبل وجنتها ضاحكًا وضمها اليه حتى صارت ملتصقة به تمامًا ثم انتقل بقبلات خفيفة في تروي الى فمها الصغير الناعم كبتلات الزهور يلثمه بشغف، ضحكت جميله هي الاخرى واسندت راسها على صدره تحاول استعادة شعورها بالامان بين ذراعيه، شعرت بانامله تعبث بالقميص وخرجت ضحكة طفيفة منها على اصراره وزفر بضيق ، فابتعدت بثقة خطوتين للخلف ورمت الحملات ببطء من كل اكتافها تساعده مستمتعة باشتعال عينيه وتشربه العْطِش لكل تفاصيلها، تركته يضمها نحوه واستسلمت لشفتيه القوية الملتهمة لشفتيها في توق واشتياق.
وبعد دقائق مُذهبه للعقل انهى قبلتهم المجنونة ليحملها الى الفراش في لهفة مشتاق لصب جام عشقه وطوفان عواطفه في لمساته المجنونة لجسدها الرقيق، ليصل بها بلهيب عشقه الى اعلى درجات العاطفة والجنون….
***
اليوم التالي كان الجميع يجلسون حول سفره لتناول الطعام الغداء حتي دلف عيسي السرايا قائلا بصوت اجش:
– السلام عليكم
أجاب الجميع عليه بهدوء ماعدا فرحه لم تعيره اي اهتمام مما جعله يستغرب بشده لما لا تجيب عليه فهو لم يتذكر انه فعل لها اي شئ ليله أمس ولا حتي في الصباح
حاول لفت انتباهها قائلا موجه حديثه لاخيه: -الراچل بتاع المكن اللي هتشتري منه عدى عليا النهارده يا چلال وسال عليك
جلال متسائلا:
– بجد طب هابجى اتصل بي
لكن فرحه لم تعطي اي اهتمام ايضا, ثم حمحم عيسي قائلا:
– اخبار حياه ايه يا اسيف
اسيف بابتسامة خفيفه:
– كويسه الحمد لله نايمه فوق
هز رأسه لها بهدوء وهو ينفخ بضيق مكتوم من صمت فرحه وتاكد أنها لا تريد التحدث معه بالفعل وقد فعل لها شئ لكن لا يتذكر ,قالت عديله بجدية:
-هترچع مصر ميتى يا زين انت ومراتك وبنتك
نظر إليها زين متحدث:
– يعني يا ماما ان شاء الله كده بعد اسبوع ولا حاجه
عديله بضيق:
– و مستعجلين على ايه ما تخليكم معانا شويه احنا بنشوفكم فين وفين
قالت نادين بابتسامة:
-ما تقلقيش يا طنط اوعدك بعد كده كل شهر نيجي اسبوع نقعد عندكم براحتنا
نظرت عديله اليها بحنان متحدثه:
– المهم متتخنجوش ثاني مع بعض ربنا يهديكم كلكم
نظر زين الي نادين بابتسامة حب قائلا:
– ربنا ما يجيب خناق يا ماما
نادين بعبث:
– وبعدين يا طنط ما انتي شدتيني من وديني عشان ما عملهاش ثاني
نظرت اسيف الي فرحه بضحك:
– مش لوحدك والله يا نادين حتى انا و فرحه كمان
عديله بحده:
– والمره الچايه هيكون فيها كسر ايديكوا و دماغكم كومان انتم مش عيال صغيرين ومش عارفين مصلحتكم تكون فين عشان من اول خناجه تسيبوا بيتكم ولا واحده منكم جوزها يرمي عليها يمين الطلاق عيب اكده فكروا حتي في عيالكم الاول جبل ما تتسرعوا وتعملوا عامله كيف ديه وترجعوا تندموا عليها
لتقول اسيف بترقب:
– افهم من كلامك يا طنط تقصدي احنا وعيالك غلطانين مش كده
عديله مؤكدة حديثها:
– طبعاً انتم الاثنين غلطانين
جلال بضيق:
-ما خلاص يا جماعه احنا اتصالحنا كلنا بنفتح في القديم ليه دلوقت
اسيف بخبث هاتفه:
– عشان بصراحه كده بقى ده ما اسموش عدل المفروض يا طنط زي ما عاقبتنا تعملي في اجوازتنا كمان كده زي ما عملتي فينا بالضبط المفروض حضرتك تحكمي بالعدل
زين بصدمه:
-نعم
فتح جلال فمه بدهشة وقال بحده :
– ايه الكلام ده بس يا اسيف
غمزت اسيف الي نادين لتتحدث لتقول سريعا :
– بصراحه بقى فعلا اسيف معاها حق المفروض طنط تعمل فيكم زي ما عملت فينا مش كده يا فرحه
صمتت عديله تفكر في حديثهما لتقول فرحه بلهفه:
– ايوه صوح احنا يعتبر ساكنين في دار دواطي
عيسي بسخرية:
-طب انطجيها صوح الاول
همست اسيف لها قائلة بصوت منخفض:
– اسمها ديمقراطي
نظرت فرحه الي عيسي بغيظ مكتوم متحدثه:
-ايوه اللي انتي جلتي عليها دي
لتقول عديله بحده:
– بس بطلوا وجع دماغ بس معاكم حج يا حريم ولادي واني بحكم بالعدل طول عمري المفروض فعلا اجرص ودان كل واحد من عيالي يلا يا زين جرب هنبتدي بيك انت الاول
زين بصدمه وهتف:
-نعم و اشمعنا بقي زين الأول ابن البطه السوداء انا
كتمت نادين ضحكتها بصعوبة قائله :
– ما تقوم يا زين وبطل دلع ما قالت لك كلكم وانت الاول
زين بغيظ:
-هو ايه اللي يلا قوم انتي اما صدقتي
عديله بسخط:
– زين اني جلت كلمه يلا جوم
نظر زين الي نادين بضيق شديد وهو ينهض الي والدته حتي اشارت له عديله ان يخفض راسه قليلاً لها وفعل ما امرته به علي مضض وانزل راسه حتى قرصه اذنه ليقول بالم:
– اه ما بالراحه يا ماما
عديله بحده:
– روح مكانك واياك تزعل منك مراتك ثاني يلا يا چلال
جز جلال علي اسنانه قائلا:
– يلا ايه يا ماما هم كبروها في دماغك وانتي اما صدقتي بس انا مش موافق
اسيف بابتسامة:
-جلال يلا يا حبيبي قوم
قال جلال بضيق شديد:
– اسكتي انتي بذات يا اسيف حسابك معايا بعدين عشان انتي السبب من الاول مش عارفه ايه الفكره المنيله دي اللي جتلك .
لتقول عديله بحده:
– چلال تعالي
امسك زين اذنه بالم وقال بضيق:
– يلا اسمع الكلام مش هبقى انا بس اللي متعاقب منكم
نظر جلال له بغيظ هو و زوجته اسيف التي تكتم ضحكتها بصعوبة وهو ينهض نحو والدته عديله وفعلت له مثل ما فعلت مع زين وتألم بضيق مكتوم حتي قالت عديله :
-يلا اللي بعده
اتسعت عيني عيسي بصدمه قائلا بحده:
– نعم هو ايه اللي بعده هو واني عيل صغير جدامك ياما اني ماليش دعوه بالهبل ديه
فرحه بغيظ متحدثه:
– ليه بجى ان شاء الله مش زعلتني واني غضبت وسبت الدار يبجى تتعاجب زيهم
نظرت عديله الي عيسي قائله بلهجة حادة:
-عيسى يلا تعالي انت الكبير ولازم اللي يمشي عليهم يمشي عليك انت كومان
عيسي بسخرية هاتفا بغيظ:
– يا سلام واني في العمر ديه هتضربيني
عديله متحدثه بجدية :
-هضربك ايه هو يا دوبك حته جرصه ودن صغيره اسمع الحديد وتعالى يلا هتكسر كلمتي ولا ايه
زفره عيسي بغضب شديد وقال بانزعاج:
– حاضر
لينهض نحو والدته عديله وفعلت له مثل ما فعلت في زين وجلال ونظر بضيق مكتوم وقال:
– ارتحتوا اكده
الي هنا زوجاتهم لم يعدوا يستطيعوا امساك نفسها وانفجروا في نوبه ضحك شديد عليهم ومعهم عديله ونظروا الي بعض الرجال بضيق مصطنع ثم تطلعوا إليهم وشاركهم الضحك بسعاده تملأ السرايا
***
كانت تسير فرحه بالطرقه امام الغرفه حتي فتح الباب فجاه وسحبها عيسي الي الداخل شهقت فرحه بصدمه لتطمن عندما تراه هو وهتفت بحده مصطنعة:
-چري ايه يا عيسى مالك بتسحبني اكده ليه رايده مني ايه و…
لكنها اطلقت صرخة فزعه عندما شعرت بذراعيه تجذبها اليه حتي اصطدمت بصدره و اصبح وجهها يواجهه احاط خصرها بذراعيه جاذبا اياها نحو جسده بقوة بينما قائلا بهمس: -رايد اعرف عملت ايه للجمر بتاعي عشان يزعل مني اكده
ابتلعت ريقها بتوتر واخذت فرحه تقاومه محاولة الابتعاد عنه لكنه شدد من ذراعيه حولها لتقول بارتباك:
-يعني مش خابره عملت ايه كومان
هز راسه برفض وهو يخفض راسه يلثم عنقها بشفتيه برقة لتقول وهي تتمتم بصوت مرتجف:
-طب تمام عشان تعرف ان اني مش فارجه معاك ومش مهمه في حياتك يا عيسي وكومان مش خابر عملت لي ايه عدي خمس ساعات ونصف ساعه و دجيجتين وخمس ثواني وما جلتليش فيهم كلمه بحبك
رفع عيسي راسه لينظر اليها بصدمه قائلا بجدية وهو يرفع النبوت الذي بيده:
– ايه ديه يا فرحه
عقدت حاجبيها بدهشة وتعجب وهتفت:
– النبوت بتاعك ماله
تمتم بصوت غيظ من بين اسنانه المطبقه بغضب:
-طب لما اشيلها دلوج اكده واخبطتك على راسك بيها تفتكري حد هيلومني ويجولي بتعمل اكده ليه
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بقلق:
-ايوه يا اخوي داري على عملتك
ابتعد عنها بضيق مكتوم وقال بحده:
-هو انتي لساتك مصممه ان اني عملتلك حاچه بجى كل ديه عشان عدي خمس ساعات و ربع ساعه و ما جلتلكيش فيهم بحبك
تجهم وجهها وهدرت بضيق:
– لو سمحت يا عيسى ما تجوليش حديد اني ما جلتوش اني ما جلتش اكده اني جلت عدي خمس ساعات ونصف ساعه و دجيجتين وخمس ثواني وما جلتليش فيهم كلمه باحبك
وضع يده على وجهه بغضب مكتوم يحاول يهدئ نفسه قائلا:
– يا رب صبرني هو اني عملت ايه في حياتي عشان تبتليني بكده واني هاجول لك بس كيف باحبك وانتي اول ما صحيتي نزلتي حضرتي الفطار وكنتي جاعده جار امي واخواتي حتي الغفر كانوا موجودين
زمت شفتها بعبوس وقالت بزعل:
– وايه يعني ما تجول لي جدامهم هي حاچه عيب
ابتسم عيسي في غضون ثواني متنهد واخفض راسه هامس في اذنها بصوت دافئ :
– يا ستي اني بحبك وبعشجك وبموت فيكي كومان بس اهنه في اوضتنا بس اني عمده البلد وليا هيبتي وسط الخلج يا فرحه كلمتي سيف على رجبه الناس ولو عملت اكده جدامهم بدلع واستخفاف هيستهتروا و يستجلوا بي و هيجولوا ماشي بشورتها فهماني يا فرحه , بره الاوضه دي اني سيدك وتاج راسك وجوها انتي تاج راسي اكيد
وكان حديثه له سحر فابتسمت له بتفهم وقالت بطاعه:
– فهماك يا تاج راسي
ثم اضافت قالت بضيق :
– بس برده كيف طاوعك جلبك يعدي خمس ساعات ونصف ساعه و دجيجتين وخمس ثواني وما جلتليش فيهم كلمه بحبك
***
كان يجلس زين ونادين بداخل الفراش يحتضنها وهو يقبلها بنهم ولهفه شديده وهي مستسلمه له بترحيب ليقول بعشق:
– بحبك
ابتسمت له بدلال وسعاده:
– وانا كمان بحبك
مال زين على شفتيها يقبلها وهو يقول بشغف:
-مش اكثر مني يا قلبي انا بموت فيكي انا بحبك اوي وبعشقك يا نادين
احتضنها مره اخرى وهو يهمس في اذنها بعشق:
– ربنا يخليكي لي وما يحرمنيش منك
رفعت عينيها و وجهها اليه وهي تبتسم بسعاده:
-وانت يا حبيبي ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا
تابعت حديثها لتقول:
-باقول لك ايه يا زين كنت عاوزك في موضوع
قبل جبينها بحنان قائلا:
– اؤمريني يا قلبي
قالت نادين بابتسامة عريضة:
– ايه رايك تسيبك من شغل الشركه معايا خالص وتحاول تشتغل في فنون الرسم
نظر اليها بصدمه وهو يرفع وجهه إليها :
– انتي بتقولي ايه
وضعت يدها على وجنته وهي تقول بحب:
– ايه يا حبيبي مش دي كانت هوايتك من الاول وانت نفسك تشتغل في الرسم من زمان انا عارفه انك كنت كل يوم بتجي معايا الشغل كنت بتحاول غصبا عنك تشتغل معايا بس كنت بشوف عينيك حزينه وانت مش حابب الموضوع بس دلوقتي ليه ما تحاولش وتجرب بنفسك حاول وشوف مواهبتك و اذا كان على اهلك بلاش تقول لهم حاجه دلوقتي هما كده او كده عايشين في الصعيد ومش عارفين انت بتعمل ايه في مصر, ممكن لما تنجح يوافقوا ودور علي حد يساعدك وتشتغل
ابتسم لها بسعاده وقال:
– انتي بتتكلم بجد يا نادين انا لو عملت كده انتي هتساعديني و هتشجعيني
هزت راسها بالايجاب تقول بعشق:
– اكيد طبعا يا حبيبي من غير ما تقول انا معاك و جنبك في اي حاجه
** ** **

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بيت السلايف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى