رواية بهية الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani
رواية بهية الجزء الرابع
رواية بهية البارت الرابع
رواية بهية الحلقة الرابعة
……. وصل موسى أمام دكان النجار وبدأ يمتدح في بضاعته ويتملق حتى رضخ الرجل وقال له: حسنا سأشتريها منك بنصف ثمنها هذا كل ما أقدر على دفعه هل أنت موافق ؟
لم يصدق العطار نفسه وأجابه: إنها من أصناف متنوعة من الأزهار أنصحك أن تجربها كلها لترى أيها يناسبك وسأمر عليك بعد أيام فلي الكثير منها
جلس النجار وفتح القمائم وشم ما بها من عطر فأعجبته كلها وقال في نفسه: إنها غالية الثمن وتساوي الكثير من المال ،لقد كانت حقا صفقة مربحة أما الشيخ فلما هم بالنهوض
تعثرت قدميه بالقمقم المسموم فأخذه ونظر يمينا وشمالا فشاهد قربه دكان عطار يرصف بضاعته فقال: لا شك أنها سقطت منه فقام ورماها في صندوق العطور و إنصرف ثم جاء التّاجر فأخذ القمقم ورصفه مع غيره وهو يعتقد أنه بضاعته
في الصباح خرج عدنان إلى السوق وذهب إلى دكان موسى ليسأله إن باع العطر للنجار ولما رآه العطار إبتهج وقال له لقد إحتلت عليه وبعته سلة عطور وفيها القمقم الذي دسست فيه السم وقريبا سنسمع أخبارا جيدة
إبتسم إبن التاجر وقال له إن حصل ذلك سأغرقك بالذهب فأنا ما زلت عند وعدي قبل أن أنسى سأرسل لك أحد عبيدي لشراء عطر جيد فأنا مدعو لعرس إبنة الوالي وأريد أن يكون شكلي لائقا فستحضر كثير من بنات الأعيان وأريد أن أثير إعجابهن ضحك موسى، وقال : عندي ما يجعل كل جواري المنطقة يشتهينك
لما وصل إلى الدار قال لعبده صفوان: إذهب إلى موسى وإحمل لي ل عطرا من عنده ولا تتأخر لكن العبد دخل إلى خان وأكل وشرب ثم قال في نفسه لقد إمتلأت معدتي الآن وموسى لا يزال بعيدا لكن من حسن الحظ أني أعرف عطارا بارعا في آخر الزقاق سأشتري منه شيئا مليحا وأعطيه لسيدي ولن يفطن لشيئ ولا يبقى إلا أن أذهب للنوم قليلا فلقد شبعت اليوم وأحس بالتعب
لما وصل دكان التاجر نظر بسرعة فأعجبه قممقم فضي عليه نقوش جميلة ولما شمه تضوعت رائحة المسك فإتشتراه ورجع إل القصر وهو يترنح من السكر ما لا يعرفه العبد أنه إشترى العطر المسموم الذي سقط من قفة موسى ورماه أحدهم في بضاعة ذلك العطار
في الغد إستحم عدنان وقص الحلاق شعره وشذب لحيته ،ثم لبس ثيابا غالية وطلب العطر فجاءه العبد باللقمقم ولما رآه قال له :لحسن التطواني دون شك إنها صنعة موسى فلقد رأيتها عنده
لما وضع العطر على وجهه أحس بالدوار وبعد ساعة لم يعد يقدر على الحركة فصاح : ماذا يحدث لي لم تعد لي قوة وأحس بالوهن في عظامي في هذه الأثناء مر المتسول الأحدب أمام النافذة وأنشد :يا فاعل السوء
نويت الشر لبنت عمك تجد أفعالك لا الندامة تنفع
ولا الحسرة ولا دمعة على الخد بئس الظالم حياته مادام حيا
لم يعرف أحد من أين خرج هذا الرجل وأين ذهب لكن النّاس تدعي أنّه يحذر من موت مؤلم عقابا لمن يظلم خلق الله سمع الحاج مسعود أبو عدنان بالخبر فجاء يجري وظهر عليه الخوف لما حل بإبنه فأتاه بالأطباء لكن لم يعرف أحدا منهم مرضه حتى جاء مشعوذ أبيض اللحية وسألهم ما هو آخر شيئ لمسه الفتى؟
أجاب العبد : أعتقد أنه العطر يا شيخنا
شمه الرجل وذاقه بطرف لسانه ثم بصقه وقال لقد دسّ أحدهم سم العنكبوتة الذهبية وبإمكانها أن تشلّ فرائس أكبر منها حجما وتأكلها وليس له دواء lehcen Tetouani
إنزعج عدنان وقال: أحضروا موسى فهو الذي صنعه بعد فترة وصل الرجل ولما شاهد حال الفتى تحير ولم يفهم كيف وصل إليه القمقم لكنه قال له : لا تقلق فلن يدوم مفعوله سوى بضعة أيام فلم أضع سوى قدرا يسيرا من سم عنكبوته صغيرة الحمد لله لم أسمع كلامك وإلا لشل أيضا لسانك وعيناك
غضب عدنان، وقال: حاولت خداعي والعبد أيضا إستغفلني سترون ما أفعل بكم أيها الأوغاد
قال له أبوه: عليك أن تحمد الله أن العطار فكر بعقله ورحمته بالنجار هي التي أنقذتك
لكنّه رد : لما أشفى سأجلد ذلك العبد وأرسل من يتلف بضاعة ذلك العطار أما بهية وزوجها فسأتولى أمرهما حتى أشفي غليلي منهما
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بهية)