رواية بنك الحظ الفصل الثالث 3 بقلم آية حسن
رواية بنك الحظ الجزء الثالث
رواية بنك الحظ البارت الثالث
رواية بنك الحظ الحلقة الثالثة
_ الحمد لله اني قدرت أوصل البيت من غير ما يمسكني، يخربيتك يابن المشلحة
«رواء دخلت البيت وهي بتتنفس بسرعة.. مش مصدقة انها قدرت تهرب من شباك تيام اللي كانت عينيه وهيئته بيقولوا أنه ناوي ع حاجة أكبر من التهزئ والرفد،
بس هي مستنتش لما تشوف رد فعله، خدت بعضها وجريت بكل سرعتها من البنك كله»
_ مالك يا رواء؟ واقفة عند الباب كإنك هربانة من حد!!
انتبهت ع صوت والدها اللي كان خارج من المطبخ ولابس المريلة، وبعدين هتفت بهدوء
_ مفيش حاجة يا بابا، حضرتك كنت بتعمل ايه؟
رد كارم والدها وهو بيخلع المريلة:-
_ أبداً يا بنتي، لقيت نفسي فاضي قولت أما أغسل المواعين وأعمل الأكل عقبال ما تيجي
قربت منه ومسحت بإيدها ع دراعه، وقالت بابتسامة:-
_ فيك الخير يا حاج كارم يابو المجدعة
ضحك ع طريقتها العفوية
_ طيب ادخلي غيري هدومك عشان ناكل سوا
دخلت بسرعة أوضتها ورمت شنطتها ع السرير ودخلت الحمام .. خرجت بعدها بشوية وسمعت تليفونها بيرن،
خرجته من الشنطة وشافت اسم دينا صحبتها ع الشاشة، ردت بسرعة من غير ما تفكر، وأول كلمة قالتها
_ اترفدت صح؟ قولي أنه رفدني واخلصي متسكتيش!.
_ هو انتي مدياني فرصة أتنفس حتى يا بنتي !، وبعدين لأ متتخضيش أوي كدة.. بس شكله كدة ناويلك ع نية سودة وبصراحة حقه
خلصت كلامها وفضلت تضحك، وهتفت رواء بحنق
_ انتي فرحانة فيا يا جزمة، وبعدين ما يقدرش يعملي حاجة لسبب بسيط، اني مش هرجع البنك دة تاني، وهتجحح لبابا بأي حاجة
دينا لسة بتضحك وردت:-
_ بصراحة منظرك كان عرة أوي وانتي بتجري منه، وهتبقي بلا كرامة لو رجعتي تاني
_ اتفوا عليكي، طبعاً مبسوطة انتي عشان الجو هيحلالك من غيري، بس دة بعدك
قالت بسخرية:
_ أه بصراحة، أصلك كنتي التوب ف البنك وانا معرفش!
جزت أسنانها بغيظ:
_ يا كلبة بديل
رواء مبتروحش البنك بقالها 3 أيام ، محرجة من اللي حصل، وكمان خايفة من رد فعل تيام اللي هزأته قدام البنتين الموظفين..
خرج من مكتبه ونزل تحت وخرج برة البنك، وكان ف واحد بيتقدم عليه
_ اتفضل يا تيام باشا، عربيتك اتصلحت وبقت ميت فل وعشرة
أداه مفتاح العربية ورد عليه تيام:
_ ع الله بس متوقفش تاني
_ عيب يا سعادة البيه، دة أنا حودة والأجر ع الله
_ ماشي يا حودة لما نشوف
تيام سلم عليه وشكره وبعدين دخل البنك تاني، وهو بيمشي ورايح ناحية السلم عشان يطلع مكتبه..
انتبه ع يمينه ان مكتب رواء فاضي، وقف مكانه واتحرك ناحية الغرفة ودينا لما شافته داخل وقفت وهو سأل:-
_ هي الآنسة اللي هنا برضو مجاتش؟
هزت راسها بنفي، وردت بتوتر:
_ لأ لسة، أصلها تعبانة شوية.
عرف انها بتداري ع صحبتها، رد بتصنع:
_ أه، ربنا يشفيها.. بس ابقي قوليلها المفروض تاخد أجازة مرضية ولا إيه؟
_ أه يا فندم أكيد، هي قالتلي بس أنا نسيت
_ تمام، شوفي شغلك
دينا اتنفست بقوة وقعدت مكانها ع الكرسي وتمتمت بتفكير:
_ ربنا يسترها معانا، ويهديكي يا رواء.
قاعدة ف الصالون، ماسكة المصحف وبتسمع للأولاد قرآن.. وبعد ما الولد خلص صدّق..
_ شاطر يا حصب الله، خد الشكولاتة دي
_ أنا اسمي إياد مش حصب الله قولتلك مية مرة.
_ ششش، حصب الله أحلى .. يلا يا سكينة سمعي ولو غلطتي تاني هرقعك كف خماسي ينسيكي عبعال
البنت بدأت تسمع بصوت ترتيل، وادتها برضو شيكولاتة، هي وباقي الأطفال اللي سمعوا.
_ كلكم شاطرين، كل ما تحفظوا أكتر كل ما هخلي بابا يغرقكم شيكولاتة
حنين:
_ طب يلا اقري الربع عشان نمشي.
فتحت المصحف وبدأت بالبسملة وبعدين تعمقت ف آيات الله البينات من سورة يس ، وكان صوتها مرتل، عذب وجميل ويدخل القلب .. لغاية ما انتهت وكل الولاد سقفولها من حلاوة تجويدها.
حيتهم بإيدها ببلاهة:
_ تشكرات تشكرات.. ابقوا اكتبوا اللي تحفظوه ف كراسة من غير ما تبصوا ف المصحف
ردوا كلهم بالإيجاب، وبعدين مشيوا.. وبعد شوية أبوها دخل البيت
_ العيال خلصوا ولا ايه يا رواء
_ أيوة يا بابا، والنبي بلاش تستغل قعدتي ف البيت وكل يوم تجبلي عيلين فوق دماغي.
ضربها بخفة ع راسها وقال:
_ أولاً اسمها “بالله عليك” مش “والنبي” ، ثانياً دة ثواب يا بنتي، ووقتك بتستغليه ف حاجة مفيدة تاخدي عليها حسنات
ردت بعفوية:
_ أيوة يا بابا منا بروح المقرأة، يعني انا من حقي استمتع بلحظات فرفشة وهشتكة برضو.
ضحك بصوت عالي ومسك صدره:
_ الله يحظك يا رواء ضحكتيني، ومالو يا بنتي اتهشتكي براحتك.. بس لما أعرف انتي مبتروحيش الشغل ليه؟
قالها وهو بيرمقها بخبث، وهي قلبت عينيها بحيرة وتوتر:
_ مـ.. مفيش يا حاج، أنا ليا أجازات وبخلصهم
_ ماشي هعمل نفسي مصدق، خشي يلا جهزي السفرة وانا هروح أسخن الأكل.
_ قشدة يا حاجوجتي.
ف نفس اليوم بالليل خرجت وراء برة شقتهم، للشقة اللي قصادهم وفضلت تخبط ع الباب وتنادي بصوت عالي:
_ بت أشمياء، شماشميوا !! افتحي ابت
فضلت تخبط ع الهوا لأنها مكانتش منتبهة أن الباب اتفتح، وضربت وش شيماء بكف ايدها، وصرخت بألم
_ مش تفتحي يا عمية، شيلتي وشي
_ لا مؤاخذة يسطا…
وبعدين لاحظت انها بهدوم البيت وتابعت:
_ انتي لسة مجهزتيش! ادخلي غيري يا حيوانة هنتأخر وانا ما صدقت أبويا يوافق انزل المول
_ مش هينفع، أصل سيف رفض اني أنزل.
عوجت فمها باستنكار ساخر:
_ نعم يا روح خالتك! ويطلع مين سيف دة؟، دة انتوا يدوب قاريين فاتحة، يعني مالوش أي حكم عليكي .. غوري غيري عشان ننزل
قالت كلمتها الأخيرة بتذمر وهي عاقدة ايديها ع صدرها، وردت شيماء بسرعة:
_ طيب طيب، خلاص اهدي هروح ألبس بسرعة
_ أيوة كدة صنف يخاف ولا يختشي
شيماء زمت شفايفها وبعدين قفلت الباب ف وشها ورواء وقفت مذبهلة..
بعد دقايق وصلوا الاتنين مول كبير، ودخلوا محل ملابس وخدوا وقت يتفرجوا، وشيماء عجبها دريس ودخلت البروڤة تقيسه، وسابت رواء تنقي وتختار اللي عايزاه
وفعلاً شافت دريس عاجبها، وكان في مراية برة وقفت قدامها تشوف شكله عليها من فوق هدومها
همست لنفسها:
_ دة حلو أوي، لو طرحة اوف وايت هيبقى تحفة
_ انتي بتتكلمي مع نفسك؟
سكتت فجأة أول ما سمعت صوته وراها.. التفتت باندفاع ولقيت تيام واقف وسألت بغرابة:
_ انت بتعمل ايه هنا؟ وجاي ورايا ليه! بتراقبني حضرتك؟
رد بسرعة بتوضيح:
_ إيه إيه، حيلك وانا أراقبك بتاع ايه؟ انا شوفتك صدفة وانا بتمشى ف المول
_ وعايز ايه يعني؟
رد بخبث:
_ أبداً، أصل كنت عايز آجي اقولك سلامتك
_ سلامتي ع ايه! هو أنا عيانة؟
تصنع الدهشة:
_ إيه! يعني انتي مش تعبانة؟
عقدت ايديها بحنق:
_ لا مش تعبانة
_ امال دينا صاحبتك بتكدب عليا ليه وبتقوللي انك مش بتيجي البنك عشان تعبانة؟
تمتمت بهمس وهي بتفكر:
_ دينا! .. أه مهو انا فعلاً كان عندي شوية صداع، بس خفيت الحمد لله
جز أسنانه بيحاول يتمالك نفسه:
_ مصدعة! ولا عاملة نفسك كدة عشان مكسوفة وخايفة تيجي البنك بعد عملتك السودة
شاورت بإيديها باستنكار:
_ اكسف وأخاف ليه! يكونشي انت بعبع بتخوف الناس وانا معرفش!
بحنق:
_ لا مش بُعبع، بس بعد اللي عملتيه المفروض تترفدي لأنك تطاولتي عليا وشتمتيني وقولتي اني حمار!!
_ أولاً أنا مقولتش حمار، قولت يا حمار يا بغل يعني موضحتش النوع
بتذمر:
_ انتي كمان بتعيديها؟ طب ايه رأيك انك مش هتعتبي البنك تاني، وشوفيلك واسطة تشغلك ف زريبة عشان دة مقامك
قال كلامه وسابها بعصبية، وهي وقفت تهز نفسها وضربت برجلها ع الأرض بقوة .. وكانت خرجت شيماء من البروفة
_ يلا يا رواء خشي قيسي
مردتش عليها لأنها كانت سرحانة وعيونها مليانين شرار، تابعت شيماء
_ انتي يا زفتة بكلمك، اخلصي عشان منتأخرش
اتحركت رواء ناحية البروفة وهي ع أعصابها، وشيماء استغربت رد فعلها.
وصلت البيت ودخلت اوضتها بتذمر وملامح وشها غضبانة، رمت الشنط ع السرير ومسكت تليفونها ورنت ع دينا، والتانية ردت بعد ثوان معدودة
_ انتي يا حيوانة، مقولتليش ليه انك قولتي لمدير الزفت تيام اني ما بجيش عشان تعبانة؟
_ أيوة صحيح، نسيت أقولك انا خدتلك أجازة مرضية لغاية ما ترجعي
هتفت بنرفزة:
_ أهي مفيهاش رجعة تاني، لأنه هزأني ورفدني خالص، استريحتي؟
_ طب ممكن تهدي وتفهميني حصل ايه؟!
تاني يوم رواء راحت البنك ودخلت وطلعت ع مكتب تيام ع طول
وقف بضيق لما شافها:
_ انتي ازاي تدخلي كدة؟
اتقدمت ناحيته وع وشها علامات الغضب
_ انت اللي ازاي تفصلني من غير وجه حق!
طلع من ورا مكتبه وهو بيبصلها بنظرات مش مفهومة وبعدين رد بهدوء مصطنع:
_ لما واحدة زيك تقل باحترامها معايا، من غير حتى ما تعتذر أقل واجب لازم ارفدها!
هتفت بازدراء:
_ ايه واحدة زيك دي! هو انت شايفني جاية من الشارع! وبعدين هو انت فاكر نفسك مالك البنك، دة انت حتة مدير معفن لا راح ولا جه.. وديني لأروح أعملك شكوى ف نقابة العاملين
شاور ع نفسه وهتف بنبرة حادة:
_ انا معفن! لا الظاهر أنها هربت منك، امشي أخرجي برة وأعلى ما ف خيلك اعمليه
_ انت بتطردني من وكالة اللي خلفوك ولا إيه! مش طالعه ومش هترفد رغماً عن أنفك الطويل دة
التفتت بضهرها وبتتحرك ناحية الباب ولسة هتخرج تيام ملامح وشه اتغيرت وعروقه برزت، ومن غير ما يشعر مسك فاظة وهو باصص عل رواء بغل ورفعها بإيده و………
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنك الحظ)