رواية بنت المعلم الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم حسناء محمد
رواية بنت المعلم الجزء الحادي والثلاثون
رواية بنت المعلم البارت الحادي والثلاثون
رواية بنت المعلم الحلقة الحادية والثلاثون
حدق لبرهه بقبضته المرتعشة وهي تمسك الماديه…. ثم نقل نظره إليه فقد أيقن أنه غائب العقل، ضغط علي مقبض عصاه بقوة متأهب لأي حركة من ذلك الأرعن،
بلع أحمد لعابه بتوتر فظنه خاب بعد أن وجد الجمود يعتلي ملامحه، رفع يده يزيح السائل اللزج الذي يترسب أثر ضربة رأسه وقال بشراسة :
ابعد عني يا خال
ابتسم سالم ساخراً ورد عليه بجمود :
خال ايه بقا
: معلم سالم
صوت أنوثي اتي من خلفه جعله يلتفت بسرعة … شهقت خديجه عندما رأت المادية والدماء التي ملئت وجه أحمد ثم اختبأت خلف عمر الي نطق بفزع هو الآخر :
أحيه
استغل المعلم سالم تركيز أحمد معهم ثم صوب علي ساعده الحامل للمادية وهوي بضربه قويه جعلت صراخه يصدح في المكان متألم بشدة وسقوط المادية أرضا ……
عاد عمر للخلف بهلع بينما تمسكت خديجه بقوه في تلابيب ثيابه من الخلف،
: بقا بترفع صوتك عليا يا أحمد
وهبط بضربه عنيفة علي كتفه الآخر، بتلقائية التوي أحمد أرضاً يحاول حماية نفسه … استكمل سالم حديثه الغاضب :
جاي لحد بيتي وبتهددني يا أحمد
وبحركة خاطفة رفع عصاه وبعدة ضربات متتالية علي امكان متفرقة جعل أحمد يصرخ متألم وهو ينتفض كـ سمكة خرجت من الماء ولا تجيد التنفس…..
خرجت نساء المنزل بفزع عندما استعموا لصوت صراخ، فصاح بهم بالدلوف مره أخري علي الفور…. حاولت صباح فهم ما يحدث وخاصه بعد أن هبطت تتفحص أحمد، ليهدر بغضب جعلهن يدلفوا بسرعة كل واحده الي طابقها مع بناتها التي وقفن في الشرفة خلسه يشاهدون ما يحدث خوفاً علي والدهم،
بلع عمر لعابه بخوف عندما رأي نظراته القاتمة تحدق بهم، ألقي سالم العصاة وترك احمد يتألم في صمت، ثم نفض يده متسائلاً بجمود وهو يخرج هاتفه :
انتو مين ؟
رد عمر بتلجلج :
انا هي
رفع سالم نظره من الهاتف يرمقه بحده قائلا :
نعم
تراجع عمرو بتعلثم وهو يشير علي خديجه :
قصدي هي كانت عايزه المعلم سالم
واستطرد وهو يتطلع إلي أحمد الساكن أرضا :
بس اظاهر جينا في وقت مش مناسب
أغلق الهاتف بعد أن أرسل رسالة مختصره ثم نظر إلي خديجه مردف باستفسار :
أنتِ مين ؟!
خرجت من خلف عمر رويداً وهو تهتف بخفوت :
أنا خديجه وكنت عايزه حضرتك في موضوع مهم
توسعت حدقتي عمر مردد بذهول :
حضرتك هو دا المعلم سالم
في تلك اللحظة دلف سالم جابر راكضا ملبي الي رسالة عمه بالحضور علي الفور …. وقف متعجباً من وجود خديجه وتسأل باستغراب :
خديجه بتعملي ايه هنا ؟!!
ثم لفت نظره ذلك الملقي أرضا :
أحمد ؟!!
نطق اسمه مندهشا وهو يتأمله لتقاطع ذهوله تلك البلهاء التي أسرعت مردده بـ لهوجه :
استاذ سالم الحقني هاديه سمعتني وانا بكلمك وكانت عايزه تقتلني وعمر لحقني بس اهلي هناك ولو عرفوا اكيد هيمسكوهم
نقل سالم نظره الي عمه الساكن كـ صقر متربص الي فريسته بهدوء حتي الوقت المناسب الي الهجوم عليها…
ظلت النظرات تتبادل لثوان حتي تحدث المعلم سالم بصرامة وهو يشير علي أحمد:
تودي الكلب دا لاي مخزن وتجلي فوراً
واستطرد بأمر الي خديجه وعمر :
تعالو
تحركوا خلفه وهم ينظروا الي أحمد بخوف…. بينما أخفض سالم جزعه يحاول أن يسند أحمد ولكن فشل بسبب ارتخاء جسده، فحمله واتجه الي مخزنهم التابع للأدوات الصحية لأنه اقربهم إليه كي لا يتأخر علي المواجهة الحارة التي ستقام بعد قليل، فقد علم أن خطته مع الشباب قد كشفت لا محال مع وجود خديجه،
؛؛؛؛؛؛
جلست خديجه بجانب عمر وبدأت بقص الأمر إليه بخوف علي أن يكون أصاب أهلها مكروه…. احتدت نظرات المعلم سالم من تصرف أولئك الحمقى من دون علمه،
ظل ساكن حتي عاد سالم من المخزن وأمره بأن يهاتف كل من اشترك في تلك الخطة وطلبهم بالمجيء فوراً دون علومهم بأن ذلك أمره، بقلم حسناء محمد سويلم
؛********************
في نفس الوقت بالتحديد داخل صالون التجميل الخاص بـ ساره، التقطت القلم بسعادة وهي توقع علي عقد شراء الصالون باسمها…. قدمت العقد بفرحه الي الرجل المالك حتي يوقع هو الآخر، ثم أخذ نسخته مع حقيبة المال الذي قدمها إليه عز،
تنهدت براحه وهو تحتضن العقد بين يديها بعد رحيل الرجل، رسم عز ابتسامه صغيرة وهو يردف بمكر :
ها كدا نفذت وعدي
نهضت تضع العقد بدرج مكتبها ثم اتجهت الي آلة القهوة الكهربائية تحضر فنجان من القهوة وهي تردد بمراوغة :
مستعجل علي ايه
ضرب عز المكتب بخفه وهو يقول بفضول بادي :
مكدبش عليكي فضولي اكبر من ان استني دقيقة كمان واعرف ايه البيحصل
واستطرد بوجوم:
وبعدين طلبتي أن المحل دا يكون باسمك وحصل اظن يبقا تنفذي الإتفاق
أغلقت زر التشغيل ثم سكبت المحتوى في فنجانها بهدوء جعل عز يهتف بتحذير :
ساره مش بحب استني كتير
جلست مقابل له وقالت والمبالاة تعلي ملامحها :
كان وخدني أساير واحد تبعه
ابتسم عز واردف وهو يرمقها بوقاحة تبث من ملقتيه :
طيب ما احنا لينا في الشمال اهو، ليه العصلجه معايا بقا
اقتضب بين حاجبيها وردت بضيق وهو تقدم فنجانه
أمامه أعلي الطاولة :
قولت مسايره مش قذاره من الـ في دماغك
حدق ساخراً قبل أن يتساءل مستفسرا :
مين الشخص دا ؟!
ارتشفت من فنجانها بتلذذ ثم ألقت قنبلتها ببرود :
تاجر آثار
بصق عز ما فمه وقد أصابه السعال اثر المفاجأة التي لم يتوقعها أبدا….بعد دقيقة هدأ قليلاً وهتف متسائل بصوت مبحوح :
أنتِ قولتي ايه ؟!
رمقته ساره بضجر ثم اعتدلت علي المقعد مجيبه :
قولنا تاجر آثار
واستطرد متهكما :
مالك اتخضيت كدا ليه وروحك كانت هتطلع
ترك سخريتها الآن وحرك رأسه متسائلاً بعدم استعاب لما تتفوه به وعدم تقدير ذلك الحديث :
أنتِ عرفتي منين أنه تاجر آثار ؟ وايه علاقة سالم بيه من اساسه !!
إجابته دون تترد موضحه :
الراجل قالي أنه بيهرب آثار بره البلد
رفع حاجبيه مغمغم باستهجان :
بسهولة كدا
لوت فمها متمتمه بزهو:
بكل بساطه خر بكل حاجه اول ما قعدت معاه
فرك عز جبينه بعد فهم مردف بفتور :
ايه اللفه دي
ورفع نظره مجدداً يهتف متضدّ :
مش فاهم أنتِ ايه علاقتك ومن أمته وسالم بتاع الحلال والحرام بيتاجر في الآثار
رفعت كتفيها مردده ببرود :
معرفش كل الكان مطلوب مني اسايره ساعتين تلاته مع قعده حلوه وخلاص
: اسمه ايه الراجل دا ؟!
سؤال فضولي خرج منه… لتكون ردها ابتسامة خبيثة رسمة علي ثغرها، قطب جبينه مغمغم باستنكار عندما فهم مقصدها :
نعم 200 الف جنيه عشان كلمتين ملهمش لازمه
قهقهة بميوعة وقالت بغنج :
الاتفاق تشترلي المحل قصاد أن تعرف كنت فين مع المعلم سالم
زمجر بحده طفيفة :
عايزه ايه
نهضت متجها الي المرأة تمشط خصلاتها ثم وضعت الحجاب بإهمال قائلة :
محتاجه اجدد بيتنا من جديد
وقف بطوله الشاهق بالنسبة إليها يهتف بحنق :
ماشي هتفق مع المقاول يبدأ مع تجهيز أرض الجناين
ضربته بخفه علي صدره مغمغمه بدلال :
يبقا لما يخلص لينا كلام تاني
امسكها بقوة من معصمها هادر بحده :
نعم أنتِ عايزاني استني لما يخلصوا
حاولت فك قبضته مردفه بحده مماثلة :
وأنت فكرني هبله عشان اقول من غير مضمنك ولا ايه
ترك معصمها هامس بخبث وهو يلف ذراعه حول خصرها يقربها منه :
طيب ما تيجي وأنا اثبتلك صدق نيتي
دفعته بعيداً مغمغه بشراسة :
مش بحب الأسلوب دا
واستطردت بحزم :
والعندي قولته اضمن حقي واكلمك الباقي
زفر بملل مردد بضجر :
كتير استني كل دا
رفعت كتفيها ببراءة متمتمه غامزة :
الأوله شرط آخره نور
علم أن الحديث لن يجدي نفعا مع رأسها اليابس … أخذ مفاتيحه وهاتفه من علي الطاولة واردف بمكر جعل التوتر يتراقص علي أعصاب عقلها :
وممكن يكون آخره عز
ثم خرج غالق الباب خلفه بحده طفيفة، جلست علي المقعد تفكر في الوضع الجديد التي وقعت فيه…. ثم أخرجت العقد تتأمل أمضت اسمها ومليكة صالونها أخيراً، وبسهولة شعور السعادة الذي استحوذ عليها استطاع غلق باب تأنيب ضميريها في دخول حرب ليس لصالحها،
؛**************بقلم حسناء محمد سويلم
بعد ربع ساعة دلف محمود وهو يسند أخوه الذي يمشي بحرص حتي الآن لشعوره بألم طفيف يعتلي بطنه، نظروا الي خديجه وعمر بعد فهم ثم جلسوا بهدوء بعد إشارة عمهم الصارمة بأن يلزموا الصمت،
وبعد خمس دقائق اتعبهم أولاد عزيز وكان أولهم علي ثم عبدالله وأخيراً يعقوب الذي تعجب سالم من حضوره وغمغم ساخراً :
وانا الكنت بقول عليك عاقل
ثم استكمل وهو يشير علي الباقية :
اقعدوا دا السهره صباحي
نظر الجميع الي سالم جابر مستفهمين بما يدور حولهم، ولكن أشار إليهم بالهدوء حتي لا يسود ردة فعل عمهم….
نظر المعلم اليه متسائلاً باقتضاب :
في حد ناقص
لم ينهي حديثه ليجد مرتضي يدلف هو الآخر، احتدت نبرته هادر :
والله عال وطلعتوا عاملين ربطيه
لم يستطيع محمود كبح فضوله وتحدث مستفسرا :
هو في ايه يا معلم
رفع سالم حاجبيه مردف بشراسة :
في انكم شويه اغبيه ولا بتفهموا حاجه
ثم أشار علي خديجه وأكمل بغضب :
هي حصلت تدخلوا حريم وسط مخططاتكم يا تيران ماشفتش ربايه
أخفض الجميع نظره خجلاً عندما علموا هويه خديجه وسبب غضب سالم إلي تلك الدرجة، أكمل المعلم متهكما :
يلا طلعوها من الموضوع هي وأهلها الزمانهم مسكوهم
هتف محمود بضيق يبرر فعلتهم :
يا عمي لو فضلنا سكتين هيفكرونا بنخاف ويستضعفونا
أكد أخيه حديثه مردد بحنق :
يعني في الأول قطعوا طريق حريمنا دا غير القتيل الكانوا عايزين يلبسوها فينا وبعدين حرقوا المصنع وكمان طلعوا وسرقوا البضاعة ولا همهم حد
رد عليه باقتضاب :
ونسيت تقول إنك عارف مين ضربك بالسكين
وأكمل بضيق :
ولا في اعتبار للوقف قصادك وسألك إذا شوفت العمل كدا
أخفض سالم رأسه وهتف بتعلثم :
يا عمي مكنتش عايز اكدب لكن احنا مش صغيرين ونقدر نرد الصاع صعين
تحدث عبدالله مؤيد :
ومش بس الصاع صعين احنا ممكن نخفي اسمهم من الأساس
أمأ المعلم ساخراً وأشار علي خديجه قائل :
طيب يا حلو منك ليه شوفوا هطلعوا أهلها ازاي
نظر يعقوب الي خديجه يسألها بترقب :
احكي ايه الحصل بالظبط
إجابته بشرح كل ما حدث معها حتي مساعدة عمر إليها وعدم تركها في منتصف الأراضي الزراعية وحدها …. كان الحديث الدائر أمام أعين عمر وجد الكره والاشمئزاز في نظراتهم أثناء التحدث عن أهله، لم يحدد أي شعور يمتلكه في ذلك الوقت سوي الحزن علي وجوده وهو وأخته وسط عائلة أقل ما يقال عنها عصابة متخصصة في التدبير الدنيء من أجل أكل اليابس والاخضر أمامهم،
: وأنت عرفت الحصل ما خديجه ازاي ؟!
افاق عمر علي سؤال مرتضي الموجه إليه، نظر حوله ليجد الأعين معلقة عليه منتظرين الإجابة وبسرعة بديهيه قاطع خديجه قبل أن تكشف الحقيقة وقال :
أنا شغال في البيت وسمعتهم
حدقت خديجه به بدهشة بينما تنهد يعقوب بخفوت مردد :
طيب كويس زي ما طلعت خديجه تقدر تطلع أهلها صح
أمأ بسرعة قبل أن تنكشف كذبته من تلك التي تفتح فمها ترمقه بذهول :
ايوا
وقف سالم جابر مردف مقتصراً :
يبقا يلا هتدخل البلد وطلعهم وتجبهم هنا
تلجلج عمر قائلا :
ماشي بس مش معايا عربيه لان لو دخلت مش هعرفهم اطلع بيهم غير لما اعدي علي رجالة منصور
أخرج مرتضي مفاتيح سيارته مردف :
عربيتي ازازها فاميه تقدر تتحرك دلوقتي
أخذ عمر المفاتيح ثم خرج مسرعا خلف مرتضي كي يعرفه علي مكان السيارة…. عندما أشعل مقود السيارة زفر براحه فـ لو علم أحد من أولئك الثائرين بالداخل حقيقة هويته لأصبح حطام لا محال، تحرك باتجاه القرية مقرر إخلاء ضميره عندما يأتي بأهل خديجه ويرحل سريعاً قبل أن يقع تحت بطش انصار المعلم،
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
حل المجلس هدوء مع دخول مرتضي منتظرين نتيجة عودة عمر….. بللت خديجه شفتيها بطرف لسانها متمتمه بتوتر :
هو كان في حاجه يعني
شجعها سالم جابر علي الحديث فهو من اقترح عليها مساعدتهم مقابل مبلغ باهظ تأمن به مستقبل عائلتها وترك عزبة آل عزب نهائيا :
قولي يا خديجه متخفيش
هتفت بسلاسة :
عمر يبقا ابن هاديه مش شغال في البيت
انتفض محمود صائح بغضب :
نـعم يــاختي وأنتِ لسا فاكره تقولي
نظر المعلم سالم إليه بحده ليعود جالس باقتضاب، ثم نظر إليها متسائلاً بحنق :
وأنتِ مش خايفه علي أهلك ميرجعوش
حركت رأسها نافيه وهتفت بصدق :
لا حضرتك عمر غير أمه خالص وأنا متأكدة أنه هيرجع زي ما جبني هنا
تعجب الجميع من استماتة حديثها فنطق على مستنكراً :
دا لو مستغنيه عنهم مش هتقولي كدا
نظرت خديجه الي المعلم سالم وقالت بتأكيد :
أنا متأكدة والله إنه هيجي بيهم
واستطردت :
دا غلبان جدا وغير طبع هاديه فكاهي وبيحب الهزار وحتي حقه هو وأخته ضايع في البيت دا
لوي يعقوب فمه مردد ساخراً :
دا دمه من دم عزب مش ابن أختك
وجدت خديجه أن سخريتهم لن تنتهي فـ التزمت الصمت حتي تثبت صحة حديثها عندما يعود ويكن خير برهان إليهم،
؛**************
بذلك التوقيت داخل منزل عزب
تأوهت اماني من قبضة عز علي خصلاتها حتي بعد ترجيها بأن يتركها …. تجاهل توسلاتها متسائلاً بهسيس :
قولتي ايه بقا
امسكت قبضته وهو تقول بصوت محشرج:
سبني يا عز شعري هيطلع في ايدك
أمسك فكها بقبضته الأخرى يهمس بجانب أذنها :
اسمع كنتي بتقولي ايه
إجابته ببكاء وفكها بدأ بالتخدر من قوة قبضته :
ايوا انا القولت لـ عمر يساعد خديجه عشان تهرب قبل ما تيجي
واكملت بصراخ وحرقه :
قبل ما تدمر بوسختك
لهث بغضب وقد حضر اسوء شيطانه، دفعها بعنف حتي كادت تسقط أرضا لولا تمسكها بالمقعد… ثم بدأ في خلع حزامه الجلدي ولفه حوله يده مغمغم بنبره مخيفة :
كويس أنك عارفه عشان هطلعهم عليكي دلوقتي
ارتعش جسدها مع كل خطوة يتقدم بها وكأنها تري من سيسلب روحها ليس نصفها الآخر المأمن والأمان، الحصن المنيع الذي يمتلئ بالدفيء والحب …..
دفعت هاديه الباب علي مصراعيه عندما استمعت لصوت صراخها المستغيث من ذلك المختل، ومن ثمّ انتشلتها من البؤرة التي احتجازها بها كي لا تفلت من جلداته…. وعلي حين غرة لطمتها بقوة علي وجنتها صائحة بغضب :
مين قالك تدخلي في حاجه متخصكيش
سكنت أماني بجمود واضعة يدها علي وجنتها تحدق بها والتعبير فرت من وجهها، ليست أول مره تقف في صف عز وتتجاهل إهانته إليها …. ولكن أي ام تقف وهي تري ابنتها تتعذب بتلك الطريقة وتكن هي أول من عذبها،
رفع عز خصلاته التي سقطت علي جبينه ثم ألقي الحزام من يده خارجاً من الغرفة، بينما نطقت أماني بحرقة :
أنا عمري مكرهة حد بس انهارده اول مره احس بالقرف منك قد ما كرهتك
هوت هاديه بصفعها مره اخري وهو تقول بحده :
اظاهر أن ضرب عز خلاكي نحستي
رمقتها بنظره كره ثم أسرعت بالخروج من أمامها قبل أن تتفوه بشيء اخر لا تحب أن تقوله الي امرأة تمسي والدتها،
في الأسفل هبط عز بعض حضور عباس لكي يخبرهم بالأنباء الجديدة التي لاقت الاستنكار من رد عباس، ووصف من أخبرهم بتلك الأخبار بالمجنون، فمن المستحيل تصديقه أن سالم سويلم يتاجر بالأثار حتي لو رآه أمام عينيه…. لم يكن عباس وحده المستغرب لتلك الاقاويل بل ذاد منصور عليه بأن هناك شيء مريب يحدث حولهم وهم لا يفهمونه،
؛********************
بعد ساعة من انتظارهم استمعوا الي صوت سيارة في الخارج …. هبطت خديجه الدرج متلهفة برؤية أهلها ففتحت الباب الخلفي لتظهر والدتها واختها الصغرى،
تقدم محمود من الباب الامامي يفتحه بعنف كي يسمك بـ عمر متوعدا إليه، ولكن المفاجأة عن المقعد فارغ ….. خرج سالم جابر إلي الباب يجول بنظره في المكان ليراه يركض بعيداً عنهم فأخرج سلاحه الناري يصوبه باتجاهها، ثم أخذ نفس عميق وهو يركز علي هدفه ولكن وجد من يضع يده علي السلاح ينزله للأسفل، بقلم حسناء محمد سويلم
نظر سالم الي عمه باستفهام علي تضيع فرصة مثل هذه، عندما رأي المعلم أسئلة تفيض من عينيه قال برزانه :
اتعلم متبقاش خاين وتضرب في الضهر حتي لو جالك لحد عندك
واستطرد بهدوء :
ودا نفذ اتفاقه حتي لو كان كداب
ثم التف يأمر محمود بأن يأخذ خديجه وأهلها إلي منزل تابع إليهم وأكمل وهو يشير إليهم بصرامة :
وبكرا عايز اعرف ايه حكاية البدروم
نفذ محمود أمره وتحرك أمام خديجه يصحبهم الي المنزل …. بينما مط عبدالله شفتيه مغمغم باستهجان :
يا حلاوه يعني احنا اصلا كنا عايزين نعرف ودلوقتي بقينا لازم نعرف غصب عننا
تحدث مرتضي بتفكير :
محدش يعرف حكايه البدروم غير حد من أهل البيت وبما أن خديجه قالت إن ابن هاديه ميعرفش
أكمل يعقوب بشرود :
يبقا ولاد منصور يعرفوا
ضرب سالم عبده بيده قائلا بحماس :
هي ساره ابو النجا
؛**
في الداخل ابتسم المعلم ساخراً فمن المستحيل افتاء اولاد منصور بسر خاص حتي لو استخدموا ساره … تنهد بخفوت ثم أكمل طريقه صاعدا الي طابقه الثالث كي يتمتع ببعض الراحة مع مسك ختامه، مقرر أن ينسي كل مشاكله والاستجمام لوقت قصير كي يستطيع إكمال طريقه،
؛********************
: بــسسسس
التزموا الصغار الصمت مع صراخ مي ثم بدأ في الركض واللعب مره اخري رغم تحذيرها المستمر بعدم اصدار ازعاج، استشاطت مي بغضب ثم امسكت رشدي من ثيابه هادره بغضب :
هو انا مش قولت بس
نظر إليها هاتف ببرود :
وانا عايز العب انا واخواتي
تخصرت حنان تأكد حديث أخيها قائلة :
وبيتنا وحنا حورين
رمقتها مي بقرف مستعجبه اي طفلة تتحدث بتلك الطريقة، دفعت رشدي بعيدا ثم صاحت بشراسة :
والمصحف لو مسكتوا لهنزل فيكوا تلطيش لحد ما تقولوا حقي برقبتي
عندما استمعوا الصغار لصوت فتح باب الشقة أعطوا إشارة لبعضهم لم تفهمها مي الا عندما بدأوا بالبكاء المصطنع….. دلف ربيع إلي غرفتهم بعد أن استمع لصراخهم المرتفع،
: في ايه ؟!
تساءل وهو يلقي مفاتيحه لتسرع حنان قائلة بصراخ :
ماما مي ضربتنا يا بابا
توسعت حدقتي مي بذهول وهتفت بحده :
يعني قليلة الادب وكدابه كمان
أظلمت ملقتي ربيع وهو يتأمل صراخهم ثم أمسك مي يجرها خلفه وهو يتجه الي غرفتها ودفعها بقوة مردف بغضب جلي وقد فاض كيله من تصرفاتها :
والله والله والله لو ايدك اتمدت علي حد من العيال تاني لاقطعهالك
قطبت مي جبينها هاتفه باقتضاب :
اضرب من مين عيالك كدابه هو انا اصلا شفتهم من الصبح
اقترب منها يغمغم بغضب :
لا بجحه بصحيح يعني بتقولي عيني عينك كدا أنك سبتي عيال صغيره لوحدها طول النهار ولا همك
تنهد مستغفرا ثم زمجر بوعيد :
بصي يا بنت الناس أنا وعدتك لو اتعدلتي هتلاقي مني كل الخير ولو فضلتي معوجه هعدلك
ثم أشار علي رأسها مكمل بتهديد :
هعدلك
وتركها وخرج عائد الي صغيرها ….. بصقت علي خطاه هامسه بتوبيخه ثم جلست أمام التلفاز تضع طلاء الأظافر وهي تفكر كيف تتخلص من الأطفال لتنعم بالهدوء،
؛******************
ليله مرت بالكثير وأولهم دولت التي تنعم براحه طيلة الليل بسبب غياب أحمد… بينما جلس هو يحاول مداواة جرح رأسه في ذلك المخزن الضيق منتظر حتمه علي يد سالم من المؤكد، ندم علي مجاراة اصدقائه وأخذ اللفائف التي تمتلئ بمخدر استطاع محو عقله وتهور تصرفاته، لكن للأسف شعر بذلك بعد فوات الاوان،
وعلي الصعيد الآخر لم يعود أحد من الشباب الي منزله مشغولين في إيجاد حل ومعرفة ما يوجد في منزل منصور قبل أن تنتهي مدة سالم معهم، هم من الأساس جعلوا الأمر واضح أمامه وخططوا دون علمه، والآن عليهم تحمل النتائج والإسراع في كشف سر آل عزب،
أما المعلم سالم فقد تمتع بـ ليلة هادئة بدأت بكوب النعناع المميز لدي نجاة، وانتهت بالمسامرة في ذكريات الماضي التي لا تنسي أبدا…… بعد تلك الهدنه يستطع أن يكمل مسيرته والوقوف لمواجهة دروب الحياه التي لم تنتهي بعد، وربما لم يأذن وقت راحته بعد،
في أحدي شوارع قريته وقفت سيارتين من الواضح ثراء صاحبهم مع صيحة العام…… ارتجل رجلين قويان البنيه يرتديا حيليا سوداء واحد وقف يجول بنظره في المكان والأخر تحرك للسيارة الأخرى يفتح بابها الخلفي،
ظهرت صاحبة الحذاء المكشوف المرتفع لـ سنتيمترات، وهي ترتدي فستان مثير يصل إلي أعلي ركبتها مميز بلونه الأسود، رفعت يدها ترجع بعض الخصلات المتمردة بفعل نسمات الهواء ثم خلعت نظارتها الشمسية لتظهر أعينها الزرقاء التي لم يحدد ما إذا كانت لاصقة ام أنها تحمل أعين بلون السماء،
وقف جميع المارة متأملين بذهول ما لم يروه قط سوي بالتلفاز عبر المسلسلات أو الافلام التي يوجد بها أمثالها، فتاه كلمة جميلة لا تصفها بإنصاف …. ترتدي ثياب مثيره مع جسدها الممشوق، تقف مع حرسها علي أرضهم ؟!!
جاء الحارس الآخر قائلاً باحترام أمامها :
سألت وبيته في الشارع التاني يا هانم
نظرت حولها باشمئزاز ثم هتفت بصوتها الناعم :
أنا لا يمكن امشي في الشوارع دي
ثم أشارت بيدها مكمله بأمر :
روح عرفه أن هنا
أمأ الحارس وسأل بأدب :
اومرك، ابلغ بـ ايه ؟!
جالت حولها بكبر وهتفت بغرور :
قوله أن عليا الصفواني عايزه تقبلك
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)