رواية بنت المعلم الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم حسناء محمد
رواية بنت المعلم الجزء الثالث والثلاثون
رواية بنت المعلم البارت الثالث والثلاثون
رواية بنت المعلم الحلقة الثالثة والثلاثون
فتح ملقتيه علي وسعهم مدهوشا مما يراه أمامه لأول مره في حياته، بلع لعابه الجاف بتوتر وقد تمكن الخوف من اصلابه، نقل نظره من أعلي الي أسفل يتمعن بشبيه رجال الكهف، رجل قد بلغ منه الشيب، تغطي وجه تلك اللحية الكبيرة لدرجة أنها خفت ملامحه، وشعره الطويل كخيمة ضخمه تعطي رأسه، نقل نظره الي ثيابه المتسخة بشكل مقزز وخرجت نبرته المهزوزة قائلا بخفوت :
أنت مين؟
احتدت ملامح الرجل وهو يهتف بضيق :
أنت الـ مين
واستطرد مستفسرا :
منصور سمحلك تدخل ازاي
” منصور” كأن اسمه ذكره بسبب وجوده الي هنا، مال بجزعه العلوي يأتي بهاتفه ثم تقدم بخطاه وهو يحدق بذلك الغريب ينتظر منه أي ردة فعل،
: استني أنت تعرف تخرجني من هنا؟!
التفت عمر إليه بسرعة غير مستوعب ما وقع علي سمعه، أيعقل أنه موجود هنا رغماً عنه!! رجع بخطاه للخلف عندما اقترب منه الرجل مكملا بترجي :
شكلك متعرفش ان في حد هنا خرجني معاك متسبنيش
انهي حديثه وهو يتشبث في ثيابه بقوة، رمش عمر بأهدابها بعشوائية والصدمة ألجمته، كاد أن يستفيق من صمته ويسأله عن هويته وسبب وجوده ولكن كان عوف رجل منصور وكفه الأيمن في أفعاله الدنيئة قد حضر لسبب ما الي البدروم،
تطلع عمر الي تعبيره المذهولة وهو يراهما يفقا سوياً، ثم تقدم بصوته الخشن قائلاً بحده :
أنت بتعمل ايه هنا يا استاذ عمر
ثم خطي من الرجل يدفعه بعنف هادرا :
وأنت ايه طلعك من الاوضة
حاول الرجل الدفاع عن نفسه من صفعات ذلك الهمجي ضخم البنيه وهو يصيح بهستيريا الي عمر :
متسبنيش خرجني معاك طلعوني من هنا
امسك عوف عصا غليظة وبدأ بضربه بطريقة عنيفة مما جعل عمر يسرع راكضا الي الخارج، فمن الطبيعي أن يعلم منصور بما حدث ولن تمر مرور الكرام،
صعد بهلع يبحث عن اماني في الغرف حتي وجدها تتجه الي غرفتها الخاصة، قبض علي يدها وهو يسحبها خلفه بعجله :
بسرعه يا اماني بسرعه
أسرعت اماني في خطواتها وهي وتتسأل بخوف :
في ايه عرفوا انك دخلت البدروم
ركض خارج حدود المنزل مردف :
هيعرف ولازم نروح لـ سالم قبل ما يمسكونا
في ذلك الوقت وضحت الرؤية أمام أماني لتقف فجأة ثم سحبت يدها من قبضته وهي تهتف بفزع :
عيالي
ضرب عمر جبينه مردد بضجر:
لو ملحقناش نمشي دلوقتي ولا هتشوفي عيالك لا دلوقتي ولا بعدين
امتلأت ملقتيها بعبرات الكسرة ليكمل هو بحنو :
فكري معايا كدا، عشان بس ساعدنا خديجة تهرب من تحت ايديهم عز عمل فيكي ايه حتي امك غير الرجاله الـ كانو مستنين رجوعي عشان يقوموا بالواجب معايا بناءً علي أمرهم
واستطرد بقلق :
ما بالك لو عرفوا أننا عرفنا هما مخبين ايه في البدروم
لم ينتظر ردها وسحبها مره اخري ولكن لم يسلك الطريق الزراعي حتي لا يظهروا بشكل واضح ما إن لحقهم أحد، حاول بقدر الإمكان أخذ الحذر الكافي في اختيار الأرض الصلبة كي لا تتعثر اماني خاصه بعد أن انعدمت رؤيتها بسبب دموعها حزناً وقهر علي فراق أولادها، ولكن ما باليد حيلة فـ حتماً ستقع في قبرها اليوم بعد معرفة ال عزب بخططهم،
؛ *******
عودة الي مجلس المعلم سالم
تنهد المعلم بهدوء وهو يحاول الحفاظ عل كامل انسباته الانفعالي أمام تلك المتعجرفة، أما جابر فقد ابتسم وهو يردف بحنو :
يا عليا كلام المعلم سالم صح ولو علي البيت انا مستعد اتكفل بواحد تاني احلي منه ميلون مره
زفرت عليا بملل ثم صاحت وهو تشيح بيدها :
برده يا عمو جابر، انتو ليه مش فاهمين ان بابي وصاني قبل ما يموت أن ارجع واخد البيت من عباس وانا لازم انفذ وصية بابي
تهكم المعلم سالم قائلاً :
وبابي بايع البيت لعباس وعباس باع البيت بناءً علي عقد ملكيته وحالياً البيت صاحبه واحد تالت خالص
تجاهلته عليا ثم نظرت إلي جابر مردده بإصرار :
اوك عمو انا عملت زي ما قولت وجيت معاك لكبير البلد زي ما بتقوله لكن انا هاخد البيت دا
تطلع جابر الي أخوه بتوتر منذ بداية الجلسة بعد أن أرسل إليهم كي يستمع لمشكلة عليا وهو يتحمل غرورها، وأسلوبها الغير مهذب أبدا معه، غمغم مقتصرا تلك الجلسة :
طيب قومي روحي عندنا واقعدي مع خلود دلوقتي
التقطت حقيبتها الصغيرة ثم نهضت والكبر يتلاعب علي قسماتها، ابتسم سالم بخفوت علي عقليتها الصغيرة التي رسمت لها انها تستطيع تحديه، أوقفها بنبرته الصارمة وهو يقول :
لو عقلك صورك انك تعرفي تتكلمي قدامي بطريقه متعجبنيش تبقي غلطانه
واستطرد بحزم جعلها ترتعد من تحوله علي حين غرة من السكون والهدوء الطاغي علي ملامحه، الي صارم والجمود يعتلي نبرته :
لكن أنا عذرك عشان متعرفش مين المعلم سالم ويمكن ابوكي مات قبل ما يعلمك ازاي تحترمي الأكبر منك
كادت عليا بالرد علي اهانتها ولكن كان جابر الأسرع عندما دفعها برفق متمتما :
امشي يا عليا وخلي اليوم دا يعدي علي خير
ضغطت علي فكها غيظا ثم خرجت وهو تزفر بعنف، بينما وقف سالم أمام جابر وهو يهدر بحده :
أنا مش فاضي للعب العيال يا جابر
أمأ جابر بتفهم ثم خرج هو الآخر في سكون، فـ ليس الوقت مناسب لنقاش آخر
جلس سالم بهدوء مرة أخري وقد راق إليه قرار محمد الصفواني بترك كل ما يملك هنا، وهاجر الي مكان بعيد عن تلك القرية، التي لربما سيظل سكانها يعانون طيلة وجود الذئاب التي تحوم حولها في لحظة مستغلين طيبة أهلها ويفترسون خيراتها بكل سهولة، وإذا وقف احد في وجههم يهدد ويختفي مثلما حدث مع الصفواني، ولكن تلك المرة خصميهم ذئب أكثر افتراسا منهم بحنكته ورزانة عقله فأنه كبير آل سويلم، بقلم حسناء محمد سويلم
؛ ********
في منزل عزيز بالتحديد داخل غرفة المعيشة، ضرب يعقوب جبهته مردد بحنق :
يابا بقولك عايز محجر يخزن في آثار مش علب جبنه
ارتشف عزيز من كوب الشاي وهو يصطنع اللامبالاة رغم غضبه الجامح من تفكير سالم الذي فاق الجنون :
قالك هيأجره بكام
توسعت ملقتي يعقوب من رد أبيه منذ قصه لطلب سالم، ثم هتف باستنكار :
ابويا ردك العادي دا ملوش غير معني واحد
واستطرد بعدم تصديق :
أنك عارف ان المعلم سالم بيتاجر من زمان في الآثار
رفع عزيز كتفيه وقال بعدم اكتراث :
وانا اعرف منين لما أنت لسا حكيلي
حوقل يعقوب وهو يمسح علي شعره ثم اردف بشرود :
معقول يكون عايز يوقعني ودي لعبه منه!!
حدث عزيز به وغمغم :
متقلقش امشي علي خطاه لحد ما ترسي علي بر
: الحق يابا
دار عزيز ويعقوب علي صوت عبدالله وهو يستند علي الباب، فأشار عزيز عليه وهو يردد بامتضاض :
هلت البشاير
صاح عبدالله بفزع:
حامد قتل سعد ابن عبده سويلم
؛ ***********
في المشفى جاء عبده مع محمود علي الفور بعد أن هاتفهم أحد أصدقاء سعد الذين شاهدوا مع حدث، ثورة غضب جامحه امتلكت عبده الذي بدأ بالصياح الحاد والوعيد بالثأر بمن كان السبب فيما يحدث مع أسرته،
ومن ثمّ انتشر الخبر بسرعة ليأتي الجمع بكثرة للاطمئنان، وما أن وصل الخبر الي المعلم سالم، أسرع بالقدوم والقلق ينهش قلبه خوفاً من أن يكون أصيب بمكروه، وما أن ظهر في الممر الفاصل بين غرفة العمليات وقف عبده مقابل له وهو يهدر بحده :
جاي ليه
تسمر سالم محله بتعجب ليكمل عبده بحده أكثر :
جاي تفرح في عيالي
وقف جابر متمتما بذهول من حديث أخيه السخيف:
عقلك لحس ولا ايه ياعبده ايه الكلام دا
نظر عبده اليه ثم قال وهو يشير علي سالم :
هو السبب في البيحصل لعيالي
وعلي حين غرة تقدم باتجاه سالم وقبض علي تلابيب جلبابه وهو يهدر بشراسة :
أنت السبب في كل دا من اول مشاكلك مع منصور لحد ما وقفت في وشنا عشان منخدش حقنا من عمايلهم
واستطرد وهو يشير علي الغرفة الماكث بداخلها سعد :
واهو ابني جوه وياعالم هيطلع ولا لا
صعق جابر مما يجري امام عينيه بينما أسرع عزيز وعادل بالاقتراب من عبده كي يبعدوه عن سالم الذي مازال يقف بتعبيره الجامدة، اردف عزيز بضيق :
لتكون نسيت انك انت القتلت توفيق
رد عليه عبده بضيق مماثل :
لتكون أنت الـ نيست أنه داخل يتهجم علي حريمنا
قاطعهم عادل وهو يقول مقتصرا :
ودا وقته تفتحوا في صحف ادفنت من سنين
في تلك اللحظة نظر الشباب الي بعضهم بتعجب واخر صدمه، أما من يعلم تلك القصة القديمة لم يبلي اي تعبير،
اكمل عادل وهو يشير الي سالم :
تعالي يا سالم اقعد لحد ما حد يطلع ويطمنا
ظل السكون رد سالم عليهم وهو يحدق بـ عبده بهدوء مريب، وكأنه يرسل إليه رسالة صريحه مدي استيائه من تصرفاته الأنانية، لطالما اعتبره ابنه قبل أن يكون أخوه، دائماً كان يقف في واجه والدهم بسبب تصرفاته الهوجاء منذ الصغر، حتي بعد أن شابا لم تقل مشاكله مع أولاده، لم يرده يوماً خائب في طلب رغم حجم مسؤوليته، ظل ينظر إليه لدقائق ثم دار يعود حيث اتي وقلبه ينشطر حزناً من اتهام أخيه الأصغر، خاصه أن الجميع يعلم معزت أولاد اخويه بداخله، بقلم حسناء محمد سويلم
: ليه كدا ؟!
سؤال يحمل نبرة منكسرة خرج من جابر الذي فاق من غفوته، أكمل باسي :
ليه وأنت عارف ان طول عمره واقف شايل همنا وهم عيالنا
اخفض عبده نظره ثم جلس دون إضافة، بينما لحق جابر أخوه وهو يرمي عبده بنظرات عتاب، التزم الجميع الصمت مع خروج الطبيب يتطمأنهم علي حالة سعد حتي ذلك الوقت، وعليهم انتظار الأشعة كي يروا ما أن إثر الجرح علي أعصاب عموده الفقري ام لا،
؛ ********
: أنتِ بتقولي ايه؟!
جاء ردها الهادئ تأكد حديثها قائلة :
بقولك أنا حامل يا طلال
احتدت نبرة طلال وهو يهتف بضيق :
بس انا قايلك لازم تخدي كل احتياطاتك لحد ما نتجوز رسمي يا سوزي
ردت عليه بنعومة طاغيه :
واحنا هنقف قدام إرادة ربنا يا حبيبي، وبعدين انا معاك لو في آخر الدنيا
زفر طلال بضيق وهو يتطلع حوله كي يأخذ حذره هو الآخر في محادثته حتي لا يستمع إليه أحد من اهله التي لربما سيقطع منهم للأبد ما إن علموا بفعلته،
: ها قولي هتجي أمته عشان وحشتني
اجابها مقتصرا :
مش هينفع دلوقتي
هتفت متسائلة :
طيب وشغلك
تنهد رفق ثم اجابها باقتضاب :
لازم دلوقتي اخلص من الخطوبه الزفت دي وبعدين اكلم ابويا في موضوعنا علي طول
جاءت نبرتها الحماسية وهو تردف :
صحيح فكرتني انا عندي فكرة هتكره الانت خطبها دي في نفسها مش بس فيك
انصاع إليها بعنايه وهي تقص فكرتها الخبيثة كي يتخلص من مروه ولكن ربما غفلت عن ” ربما ينقلب السحر علي الساحر” لم يشعر طلال بوقت مكاملتهم الهاتفية إلا عند أغلقت المكالمة تلقائياً عند مرور ساعته الثانية معاها، حتي أن ظلا طيلة الليل معاها لن يمل أبدا ممن صور إليه عقله بأنها الفتاه المثالية التي ملكت قلبه،
؛ *********
عودة الي منزل المعلم سالم
ارتجل من السيارة ثم دفع الباب الحديدي الضخم بعصاه ودلف للداخل وكلمات عبده تزلزل كيانه، وقف فجأة عندما استمع لصوت خرفشة اتيه من خلفه،
اعتلت الدهشة ملامحه وهو يري عمر يجلس متكأ علي ركبته وبجانبه فتاه لم يحدد هوايتها متكوره علي نفسها،
: أنت بتعمل ايه هنا وازاي دخلت؟؟
بلع عمر لعابه بتوتر ثم اعتدل في وقفته بعيداً عن سور البهو ثم ساعد اماني هي الأخرى، خرج نبرته الخافتة وهو يقول :
سألنا علي حضرتك وعرفنا انك مش موجود
أكمل بحرج :
اتسحبنا ودخلنا قعدنا هنا مستنينك
: نعم؟
سؤال حاد اقتصره المعلم سالم، ليجيبه عمر بترجي :
عايزين حمايتك لينا
رفع سالم حاجبيه مردد باستغراب :
افندم
أسرع عمر بتوضيح قصده قائلاً :
عايزين حمايتك انا وأختي انشالله اوضه وفي المقابل هعرفك ايه سر بدروم منصور
ابتسم سالم بهدوء وهتف بتهكم :
لا برافوا حلو الدور
كاد عمر بالتحدث لولا ان ا امسكت معصمه ثم تقدمت خطوه للإمام وهي ترفع اكمام فستانها باضطراب، انكمشت قسمات وجهه سالم وهو يري تلك الكدمات التي ملئت معصمها، حتي جلدها ظهر بروزه الحمراء بوضوح،
همست اماني بخفوت والعبرات تسابقت مع نبرتها المنكسرة :
اعتبرنا زي عيالك
واستطردت بشهيق :
عز هيقتلتي لما يعرف ان كذبت عليه
احتضنها عمر ثم اكمل بدلا منها :
أنا ممكن امشي في أي مكان بس خليها
بخبرته في معاملة الأشخاص المختلفين خلال حياته، شعر بصدقهم فقال بجمود :
عز دا جوزها
أمأ عمر إليه بهدوء فسخر سالم مردف :
وأنت مش قادر تحمي اختك
بلع عمر غصته مغمغم بألم :
لما اكون لوحدي وسط ناس معندهمش رحمه وأولهم للأسف امي يبقا مش هقدر احميها
لم يتعجب سالم من جحود هاديه أبدا، ولكن قدرتها حتي علي أولادها أيقن أن بداخلها خراب دام لأعوام طغي علي قلب دفن تحت تراب الغيرة،
: انا مقدرش ادخل بينكم وبين اهلكم
نظرة اماني بخيبة امل الي عمر الذي هتف :
لا احنا الجايين ليك، انا اقدر اشتغل اي حاجة بس خلي اماني هنا
ردت اماني عليه ببكاء :
لا بلاش تكون انت وعيالي يا عمر
احتدت ملامح سالم وهو يوبخ عمر علي تصرفه :
أنت اهبل يا بني ازاي تهدم بيت اختك وتحرمها من عيالها
ثم أشار علي الباب مستكملا :
امشي ارجع قبل ما يعرفوا عملتك السودا
وتركهم ودلف الي منزله بضيق، قد تأتي المصائب جمعا لا فراده، بينما زفر عمر بقلة حيلة وتمتم بفتور:
تعالي نقعد يمكن يعيد تفيكره
انصاعت إليه بهدوء بعد أن غلب الإرهاق علي جسدها، وتفكيره منشغل في حال أطفالها الآن، ولكن ان لم تفعل هكذا لن تستطيع رؤيتهم طيلة حياتها التي سوف ينهيها عز لا محال،
؛ ************
في الأعلى داخل غرفة رحمه، جلست الطبيبة التي أتت منذ ساعة تحاول بقدر الإمكان فك شفرات رحمه معاها في النقاش،
: ها احكيلي عنك بقا
ابتسمت تلك البشوشة منتظر اي تفاعل من الساكنة بهدوء منذ الجلسة، عندما طال صمت رحمه أعادت الطبيبة سؤالها بقلة حيلة :
ايه ساكته ليه؟
: عايزني اقولك ايه
رفعت الطبيبة حاجبيها من جمودها وقالت :
أنتِ عايزه تقولي ايه
غمغمت رحمه بشرود :
عايزه اقول للدنيا شكرا
: علي ايه؟!
نظرت رحمه إليها ثم تمتمت بحزن بالغ من نبرتها :
شكرا علي كل حاجه كان نفسي فيها وراحت مني
جالت الطبيبة بنظرها في غرفتها وهو تردف بزهو :
بس ماشاء الله الـ يشوفك حياتك ميقولش كدا
وأكملت بهدوء :
يعني حياه مرفهه فيها كل حاجه تتمنيها زائد أن كل طلباتك مجابه، والدك راجل معروف بحنيته زي ما خواتك عرفوني
رفعت رحمه نظرها إليها بدهشه لتكمل الطبيبة بابتسامه :
متستغربيش انا اتكلمت مع اخواتك قبل ما اجي هنا
احتقن وجه رحمه مردفه بضيق :
اه ما هما العاقلين وانا المجنونه
ثم وقفت وهي تكمل بحده :
طول عمرهم شيفني اقل منهم حتي ابويا بيفضلهم كلهم عني حتي الراجل الـ حبيته وروحت اعترفت ليه بحبي بس برده مكنش من نصيبي
أمأت الطبيبة بتفهم وهي تتساءل بفضول :
ما يمكن مش بيحبك
واستطردت بهدوء :
مش لازم كل حاجه عايزنها تكون من نصيبنا وزي ما احنا اتربينا علي الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون“ صدق الله العظيم
أشارت رحمه علي نفسها مغمغمه باستنكار :
كل حاجه تكون مش من نصيبي
ثم هتفت باقتضاب :
بس رنا عندها حق أنا لازم مخفش من اي حاجه واستمتع بحياتي حتي لو كان جوازي من خيري
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)