روايات

رواية بنت المعلم الجزء الثاني الفصل السابع 7 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء الثاني الفصل السابع 7 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء الثاني الجزء السابع

رواية بنت المعلم الجزء الثاني البارت السابع

رواية بنت المعلم
رواية بنت المعلم

رواية بنت المعلم الجزء الثاني الحلقة السابعة

” لوجينا ”
قطب جبينه باستفهام وسأله بمزاح :
مش اسمها كدا برده ولا أنا وسمعت غلط
كمن جاء بمطرقة وهبط علي رأسه بضربه هشمت عقله … شحب وجه عز وتجمدت ملامحه بصدمه، فقد السيطرة علي مشاعر القلق فظهر الارتباك يتراقص في ملقتيه،
ابتسم المعلم سالم بخفة وقال بتسلية :
شوف سبحان في دقيقه واحده اتشقلب حالك ومحدش سمعلك صوت
رسم الجمود بحرفية يخفي الاضطراب الذي يضرب جوفه قلقاً، ثم هتف باقتضاب :
سواء عرفت أو لا، دا مش أسلوبك ولا طريقتك فبلاش تلعب لعبة مش من دورك
حرك المعلم سالم رأسه مؤكداً إليه وهو يضيف بضيق :
اكيد لعبة من من دوري أن أدخل حريم أو أطفال بين
شياطين زيكم
واسترسل بخبث :
وبعدين أنا مش محتاج العب وانتو موجودين
شعر عز بريبة طاغية من لغزه في الحديث، فسأله مستفسرا :
تقصد ايه ؟!
: اللعب بقا في ملعبكم هتفضلوا تخططوا وتدبروا لحد ما تخلصوا علي بعض واللعبة تخلص بيكم
لوي عز جانب شفتيه وغمغم ساخراً :
آه زي الاتفاقك كدا، يوم ما اكون في الحبس يوم ما تتجوز هاديه
ابتسم سالم مردد بدهاء :
للأسف عمتك كان ليها رأي تاني
واستكمل وهو يخرج هاتفه :
بعد ما كان دا اتفاقي معاه بعتتلي صور بنتك ومراتك والعنوان بتسلمهم ليا بدالك
ثم رفع الهاتف أمام عينيه كي يتأكد من الصور والعنوان المدون …. حدق عز بالعنوان بتوتر ملحوظ، ثم رفع ملقتيه مردد بوعيد حاد :
وقسما بالله اشلكم من على وش الأرض لو حد فكر يبصلهم
خرجت قهقه خافته من شفتي المعلم سالم وهو يهتف بهدوء :
علي ما أظن عمتك ليها رأي تاني
واستطرد قبل أن يلتفت عائد للسيارة :
خدها نصيحة وألحقهم من ايد هاديه
تحركت نظراته معه حتي صعد إلي السيارة، لم يكن في الحسبان أبدا أن يكشف زواجه الآن بالتحديد … حرص علي إخفاء سره علي مدار خمس سنوات، دون أن يشعر أحد بأن لديه أسرة أخري …. ود أن يبعدهم عن مستنقع عائلته الفاسدة خوفاً عليهم من بطش هادية ومشاكل والده التي لا تنتهي، كان ينتظر أن تتم الصفقة ويأخذ نصيبه، ويغادر القرية بأكملها، كي يبدأ من جديد مع من اختارها قلبه في حياة جديدة …
علي بُعد خطوات كان يقف رجلاً من رجاله المحملين بالأسلحة، عندما رأي مغادرة السيارة دون إشارته، اقترب منه راكضا …
: ايه يا باشا نضرب عليهم قبل ما يبعدوا
أبعد نظره يتأمل السيارة بشرود، ثم قال بحده :
سيبهم دلوقتي لسا مجاش وقتهم
واستطرد وهو يصعد إلى سيارته :
عايز عنوان هاديه حالا
أمأ الرجل بآليه وتحرك مسرعاً لإرسال طلب عز إلي أحد صبيته المكلف بمراقبة هاديه …. بينما أخرج عز هاتفه يجري اتصالاً متلهفا لرد صاحبه، ثوان وجاء صوت ناعم يسأله عن أحواله، تجاهل عز سؤالها وقال إليها بجمود وهو يشعل المقود بسرعة قصوى :
اجهزي أنتِ ولوجينا حالا
؛**
علي صعيد آخر في السيارة الأخرى، تحدث سالم بعدم تصديق وهو ينظر إلي الطريق أمامه :
احنا ازاي نسيبه بسهوله كدا
تطلع المعلم سالم الي الطريق من النافذة وهو يرد عليه بدهاء :
الله يعينه علي الـ هو فيه دلوقتي
واسترسل بحده حتي لا يفتح مجال للنقاش :
ومش عايز اسمع كلمة تانيه
ضغط سالم علي فكه بقوة، وكتم غيظه علي امتعاض شديد … لا يفهم ما يفكر به عمه أو ما يدور في رأسه لترك هذا الأرعن بعد أن ظهر أمامهم بكل بسلاسة غير مكترث إليهم …. بينما في الخلف كان المعلم سالم يحاول أن يجتاز نوبة حزن بالغة، لا يفهم تلك العائلة أين سيصل بها الحال وهو في طريقهم، موت توفيق لم يعظهم أو حتي يشعرهم بتفاهة هذه الدنيا التي تشغل المرء وكأنه مخلد للأبد …. عندما هاتفته هاديه تخبره عن اتفاقها الجديد بأن يمولها بعدد من الرجال كي تحرق منزل عز بمن فيه من زوجته المجهولة وابنته ذات الخمس أعوام، كبريائها لا يسمح بأن يكذب عز عليها، فهي عقل التخطيط والتدبير في تلك العائلة، وما فعله بمثابة خطيئة، ليس في حق ابنتها التي عاشت اسوء أيام معه من معاملته الغير آدمية، بل في حقها عندما فكر بدلاً منها وقرر عوضاً عنها، فهذا ليس حق من حقوق فرد في أسرتهم سواها،
تنهد براحه من تلك المقابلة، كان ينوي أن يرسل إليه مخطط هاديه كي ينقذ فتاة ليس ذنبها سوي أنها تزوجت من ماكر خبيث وانجبت طفلة تحمل اسم لعين، في كل الحالات لن يشترك في تدبير يخصهم مهما وصلت الحرب بينهم، والسوء كله أن يفوت أشخاص أبرياء تحت رحمتهم ..
استيقظ من شروده عندما وقف سالم أمام المركز الطبي وهو يقول :
هركن العربية واحصلكم
رد عليه بأمر :
لا استني مع نيرة في الاستراحة لحد ما أنزل
أغلقت نيرة الباب مجدداً بخيبة أمل، عليها انتظاره كي يصف السيارة ثم تلحقه حتي يعود المعلم سالم …
سارت هند بجانبه الي داخل الصرح وهي تسأله :
بابا هو احنا هنرجع أمته ؟؟
أجابها مقتصراً عندما رأي ذلك الواقف في أول الطرقة الخاصة بغرفة الطبيب المتابع لحالة هند :
لما نشوف الدكتور هيقول ايه الأول
بترت حديثها عندما لاحظته هي الأخرى، عقدت حاجبيها باستنكار من وجوده الغير مرحب بالنسبة إليها …. رفع المعلم سالم يده يبادله مصافحته بوقار وهو يردف بهدوء :
اتمني وجودك هنا يكون خير
ابتسم موسي وهو يقول بسلاسة :
خير أن شاء الله، كلموني إن تحاليل الوالدة جهزت
جال المعلم سالم بنظره في الطرقة مغمغم بجدية :
تحاليل في قسم الجلدية
شعر بحرارة جسده ترتفع من شدة حرجه عندما رأي هند تخفي بسمتها بصعوبة … فأكمل المعلم سالم ساخراً وهو يجتازه :
الف سلامه علي الوالده
رمقته هند بانتصار وهو تتبع والدها، تخبره ها قد كشفت كذبتك يا أحمق … انتظر موسي الي أن دلفوا إلي غرفة الطبيب وتمتم بحنق :
ليه الإحراج دا طيب
والتفت مغادرا بضيق قبل أن يتأخر علي موعده مع عليا ووالدته …. داخل الغرفة بدأ الطبيب في الفحوصات بشكل دقيق، بعد أن أنهي تقدم لمكتبه يفتح درجه الأسفل… أخرج عبوتين لأحدى الكريمات الطبية المستوردة من الخارج وهو يردف مبتسماً :
واضح أن استاذ موسي مهتم بأمرك جدا
واسترسل وهو يقدم العبوتين :
طلبت الكريمات من دكتور زميل في الخارج، لكن أستاذ موسي كان أسرع وجابهم انهارده لما سأل عن حالتك وعرف قد ايه هيفرقوا في نسبة العلاج
تدلي فم هند باندهاش من تصرفات ذلك الغريب معها، لِما يهتم بأمرها حتي بعد أن أسلوبها الفظ في اخر مقابلة لهما… قطب المعلم سالم جبينه متعجباً من اهتمام موسي الزائد مع حالة هند، أعاد ثباته في الجلسة عندما سأل الطبيب قائلاً :
معاد زيارات هند هتكون كل قد ايه ؟؟
تفهم الطبيب مقصده فهتف برسمية :
استاذة هند تشرفنا الشهر الجاي بإذن الله، مع المواظبة علي الكريمات والعلاج
نظر سالم الي ابنته يشير إليها بأن تستمع جيدا لتلك التعليمات، ومن ثمّ بعد أن انتهي الطبيب وقف مستأذن وخرج مع هند وهو يهتف متهكم :
دا تحليل أمه طلعت مهمه اوي يا شيخه
ضحكت هند بخفوت ثم سألته بعدم فهم :
بابا هو مشغول بموضوعي ليه ؟؟ يعني وصلنا لدكتور كويس وكتر خيره المفروض !!
: يعني الراجل شاغل نفسه وجاب كريمات محتاجينها، نشكره ولا نقعد نفكر هو بيعمل كدا ليه
رفعت هند كتفيها بلامبالاة، واتبعته حتي وصل إلي مكان سالم ونيره … أطفأ سالم التبغ احتراماً الي عمه، ووقف متسائلاً بلهفة :
ها الدكتور قال ايه ؟؟
ابتسمت هند وإجابته بخيبة أمل :
مفيش جديد
ردت عليها نيرة بحنو :
الصبر حبيبتي
نظر سالم إليها بطرف عينيه متمتم بسخرية :
وأنتِ سيد من ينصح بصراحه
احتقن وجه نيرة بحرج شديد من رده بتلك الطريقة أمامهم، فهبطت بنظرها حتي لا تظهر العبرات التي ملئت ملقتيها بانكسار … اقتضبت ملامح المعلم سالم وهو يحدق به غير راضي عن أسلوبه مع زوجته، أشار إلي هند علي المعقد المجاور إلي نيرة وهو يردف بصرامة :
اقعدي يا هند مع نيرة
واستكمل وهو يشير الي سالم :
عايزك
أخرجت هند محرمتها من الحقيبة وقدمتها الي نيره، مع بعض كلمات لطيفة تهون عليها ما تشعر به، ليس صعب عليها أن تستنتج ما يغوص بداخلها من مشاعر مضطربة وكل هذا قد مر عليها من قبل …. علي الجهة الأخرى وقف المعلم سالم أمام أحدي الغرف وهتف بحزم وهو يشير إلى الباب :
دي اوضة الدكتورة الـ كانت مفروض تعملكم العملية، لسا ورقكم موجود عندها وأنا مبلغها بوجودكم انهارده
واستطرد بوجوم :
القرار في إيدك عايز تدخل برحتك مش عايز برده برحتك، حياتك وأنت حر فيها لكن مترجعش تقول ياريتني
حرك سالم رأسه وهو يردف بحده طفيفة :
عمي الـ نيره عملته ميدلش أننا ممكن نكمل مع بعض عشان يكون في بينا عيال
رده عليه بحده مماثلة مكسوه بتهكم :
والـ أنت عملته ميقلش عن عمايل نيره حاجه
واستكمل بجمود :
لينا كلام بعدين
دار سالم بوجهه محدق في باب الغرفة بثبات ظاهري، أما داخله كانت الصراعات تتراقص علي دروب عقله، قبل أن يبدأ يستيقظ قلبه ويقع تحت سيطرته قال باندفاع :
أنا مش جاهز دلوقتي
تطلع إليه بثبات يغوص في عينيه وكأنه يقرأ أفكاره المتضاربة ورد عليه بلا اكتراث:
برحتك
وتخطاه متجه للأسفل تاركه في بحر الحيرة تلقيه موجه في أعماقه التائهة بكل قوتها، تحرك سالم خلفه بعد أن ألقي نظرة سريعة علي الغرفة مودعا إياه، وكان كل رجائه أن لا يأتي وقت ويندم فيه علي قراره …
بقلم حسناء محمد سويلم
؛*******
أخرج الفواتير أمامه يرجعها من الدرج الأسفل، ومازال الهاتف معلق بيه كتفه وجبينه كي يستطيع الاستماع إليها بوضوح :
أساساً احنا كنا مفكرين لسا قدمنا اسبوع ولا حاجه، بس ماما أكدت علينا كله يحضر نفسه عشان هنرجع بكرا بليل
هتف متحفزا بلهفة :
أخيراً، دا البلد هتنور، وبيتك هينور، وحضني هينور
قهقهة مها بخفة مردده بحب :
أستاذ في تثبيتي طول عمرك
عاد مرتضي يستند بظهره علي المقعد مغمغما بشغف :
دا هنيا إن عمري هقضيه جنبك
: مرتضي كلامك الحلو دا مش بطمن للبيجي بعده
قطب جبينه مستنكراً حديثها وردد :
ليه بس يا حبيبتـ…
بتر كلماته الأخيرة مع ظهور حية ترتدي عباءة باللون الاحمر الصارخ، تاركه خصلات شعرها تنسدل خلفها بحريه ويعتليها حجاب شفاف متروك بإهمال …
: سي مرتضي
اغمض مرتضي عينيه بقوة متمتما بسخط :
ياشيخه ادعي ربنا ياخد مرتضي عشان ترتاحي، لسا الولية كانت بدأت تفك
دلفت نسرين الي داخل المحل وهي تسأله بدلال :
بتقول حاجه ياسي مرتضي ؟؟ اصل سمعتك بتتكلم قولت اجي اشوفك محتاج حاجه
أنهت حديثها وهي تستند بذراعيها علي المكتب أمامه، رفع مرتضي نظره يرمقها بقرف جعلها تتعجب من اشمئزاز ملامحه … بينما علي الجهة الأخرى كادت مها أن تخترق الهاتف لتأتي إليها، وتخلع رأسها من فوق جسدها لعل تلك النيران تخلد بإبدتها كحشرة مزعجة،
تذكرت حديث والدها الرزين، فقالت بنبرة باردة :
مرتضي شغل الاسبيكر
استمع إليها وجيدا ولكن اصطنع أن الهاتف به عيب كي يغلق المكالمة واردف متعلثم:
الشبكة شكلها سقطت
صاحت مها بجمود تردد حديثها السابق :
شغل الاسبيكر يا مرتضي بقولك
ضحكت نسرين عندما سمعت نبرتها المرتفعة فهتفت هي الأخرى بميوعة :
متشغل الاسبيكر لام سامر يمكن محتاجه حاجه
حسنا لا مفر اليوم من مشاجرة سينتج عنها خصام أسبوعين ربما … وضع مرتضي الهاتف علي خاصية مكبر الصوت، وعلي حين غرة تحدثت مها بصوت هادئ تقصد نسرين :
ازيك يا سوسو
اعتدلت نسرين في وقفتها بعدم تصديق وهي ترمق مرتضي، الذي لم يقل ذهولا عنها … تمتمت نسرين بخفوت :
كويسه
جاء صوت مها مجدداً وهي تهتف بمزاح :
يارب دايما، اوعي تكوني ناسيه مرتضي في الأكل، احسن انا هنا مطمنه عشان عارفه أنك موجوده
كان السكون حليفهما فاستكملت مها بنبرة لم يفهمها كليهما :
متقلقيش حبيبتي أن شاء الله جايه بكرا وهشيل من عليكي همه
ضيقت نسرين عينيها بتركيز وهي علي وشك أن تجزم من أن مرتضي يتحدث لأخري غير زوجته …. رفع مرتضي حاجبيه باستغراب وردد بدهشة :
مها أنتِ كويسه
ضحكت الأخري بعفوية وهي ترد عليه بسلاسة :
كويسه طول ما انت كويس
واسترسلت قبل أن تغلق :
هقفل انا دلوقتي عشان معطلكش
ظلت نسرين تنظر إلي الهاتف بعد استيعاب، لوهلة روادها شعور أن مها لم تعرف أنها من تتحدث معها، أمر مستحيل أن تكون ردت فعلها بكل هذه البساطة علي وقفها مع مرتضي …. دارت تغادر في هدوء وتفكيرها مازال يبحث عن تغير مها المفاجئ، شعور الريبة والشك يحسها علي تخطيط ما يقترب منها، وقفت فجأة في منتصف الطريق بعد أن وجدت ما رواء هذه التغير الجذري ….. هذا الهدوء ما قبل العاصفة، تخطط مها للتخلص منها وقتلها من المؤكد!!!
؛؛؛؛
عودة للمحل
لم يفق مرتضي من ذهوله، ليجد خليل يدلف بوجه عابس … امسك الفواتير يعيدها الدرج وهو يقول بجمود :
يارب سر زيارتك يكون خير
جلس خليل علي المقعد مردد بضيق :
أنا مش فاهم أنت مش طايقني ليه
اقتصر مرتضي حديث عديم الفائدة، وسأله بحده :
هو أنت هتفضل مشرف البلد كتير وسايب شغلك ؟؟
: ما أنا جاي عشان كدا
وقف مرتضي متجه إليه يسأله باستغراب :
عشان ايه ؟!!
تعلثم خليل وهو يردف بحماس :
عايز اشتغل معاك
أشار مرتضي علي نفسه وهو يقول بدهشة :
معايا أنا !!!
حرك خليل رأسه ماكدا، فقال مرتضي بعده فهم :
لكن أنا مش صاحب مال حر، ولا في شغل منفصل عشان اشغلك معايا
مط خليل شفتيه وهو يردف بسخرية :
اومال أنت دراع سالم ازاي
: خليل اسلوب كلامك مش عجبني خود بالك
اقتضبت قسمات وجه خليل وهو يهدر بغضب :
مش لازم كل حاجه تعجبك وتكون علي هواك
واستكمل بحنق :
ولا كأني عدوك مش أخوك
رد عليه مرتضي باستهجان :
يا بني هو أنت مش بيحلى في عينك غير الـ مش ليك
وقف خليل ينهي الجدال بخزي :
كل دا عشان خايف الفلوس تضيع من ايدك
ود مرتضي أن يعنفه بحده ولكن صدح رنين هاتفه باسم عامر …. أمسك مرتضي بهاتفه وأخذ مفاتيح سيارته، ثم تحرك خارجاً متمتم بتهكم :
عن اذنك بقا الحق الفلوس قبل ما تضيع
وأشار إلي منير أن يأتي يقف مكانه في المحل في غيابه، اتصال عامر يدل أنه وصل إلي المنزل كي يشرف غلي المعدات الجديدة الأتية ليلة أمس لإتمام مشروع الشراكة بينه وبين المعلم سالم … وطلب من مرتضي أن يذهب إليه لتتأكد هو الآخر بحسبانه من طرف المعلم سالم،
؛************ بقلم حسناء محمد سويلم
أغلقت الباب بحرص واتجهت بسرعة الي النافذة، حتي لا يستمع أحد الي ردها عليه، ثم أمسكت الهاتف وهي تهدر بشراسة :
وحيات أمك لو حد لمس شعره من أمي لاطلع عينك الحلوة دي من مكانهم
قهقه سيف بصخب وهو يقول بعبث :
بحبك وأنتِ شرسة
واسترسل ببرود :
دا كله عشان بسألك علي صحة الوالده، اومال لو قولتلك في واحد هناك مستني إشارة ويدخل يخلص عليها هتعملي ايه
ردت عليه بلفظ بذئ فقال ساخراً :
في واحده محترمه تقول كدا برده
هتفت من بين أسنانها بنفاذ صبر :
عايز ايه
جاء صوته مردد بتحفيز :
ايوا هو دا الكلام المفيد
واستكمل متسائلاً :
مين موسي الاحمدي ؟؟ ساكن فين؟؟ شغلنته ايه ؟؟
ابتلعت ساره لعابها بصعوبة وهي تتمتم بفتور:
وأنا مالي بكل دا
: مالك ازاي مش دا برده كان شريكك يا مزه
في نفس الوقت استمعت لصوت المعلم سالم بالخارج بعد أن عاد مع هند ونيره، لوهلة أرادت أن تركض وتخبره بتهديد ذلك الأرعن، ولكن والدتها المسكينة التي تنتظر حتفها في أي لحظة … رمشت بأهدابها بتوتر وأردفت بتلجلج :
معرفش حاجه غير أن اسمه موسي الاحمدي وعنده مكتب رحلات
: ساكن فين ؟؟
إجابته بضجر :
معرفش
همهم سيف بضيق وهتف بحقد :
يمكن امك تعرف
صاحت سارة بخوف قائلة :
والله معرفش البيت كان بعيد ومحفظتش الطريق
سيطر عليها القلق فاستكملت دون وعي لما تتفوه به :
بس أخته جايه هنا انهارده مع أمه
ضحك سيف مغمغما بمراوغة:
دا قلبك طبع خفيف اوي
تنهدت بصعوبة بالغة وتمتمت بخوف :
امي بره الموضوع
: اكيد يا مزه طول ما أنتِ مطيعه وبتسمعي الكلام
استعمت إلي صافرة إنهاء المكالمة، وضعت الهاتف بجانبها وهي تفكر بقلق ما أن أصاب والدتها مكروه، بن تسامح نفسها أبدا فمنذ بداية الأمر كانت تشعر بأنها لم تنجو من تلك اللعبة …. فزعت عندما تذكرت أنها أفصحت بمجيء عليا مع والدتها، ربما يقعوا في مصيدة سيف، ويكونوا كبش فداء موسي وهكذا يكون انتقم أشر انتقام منه….
وقفت تدور في الغرفة بتوتر، ودت أن تذهب وتخبر المعلم سالم بما حدث، أو إجراء اتصال واخبار موسي … ولكن إذا علم سيف سيوف يقتل والدتها حتماً، وضعت يدها علي قلبها بهلع من مجرد التفكير أن والدتها تتأذي بسبب تهورها، وعدم تقدير حجم الكارثة منذ البداية،
؛**********
صعد الدرج بعجلة والفزع يسبقه راكضا أمامه، … تنفس بصعوبة وهو يفتح الباب بمفتاحه الخاص، ودلف وهو ينادي عليها بقلق بالغ :
لــيــلي
كرر نداءه مرة أخري وهو يتجول في الشقة بخوف…. وقف فجأة عندما رآها تنتصف غرفة المعيشة سالمة، فتاة في بداية عقدها الثاني تقريباً، تغلب الرقة علي هيئتها…. ملامح ناعمه، وخصلات تصل إلي أسفل عناقها لونها أسود داكن، جسد ممشوق لكن قصيرة للغاية بالنسبة إليه ..
ركضت نحوه وهي تهتف باسمه :
عز
تشبثت في أحضانه تاركه العنان لأعينها البنيه … حاوطها عز بقوة طفيفة وهو يملس الي خصلاتها بحنان، مال يقبل جبينها وهو يتمتم برفق :
وحشتني يا قلب عز
رفعت وجهها تنظر إليه بأعين باكية وكأنها تتأكد من وجوده، بينما تعجب عز من دموعها فسألها بقلق :
مالك حبيبتي ؟؟ بتعيطي ليه ؟!
بدأت خلايا جسده في الافاقة من غيبوبة الشوق النابعة، وارسلت استشعار مريب … شعر عز بوجود شخص ما خلفه، أمسك ليلي من معصمها يديرها خلف ظهره وهو التفت الجهة لآخري بزعر ….
: ياه كميه حب عمري ما شفتها غير في المسلسلات
جال بنظره بارتباك وهو يتساءل بخضه :
فين لوجينا ؟؟
انهمرت دموع ليلي بغزارة فصاح عز بقلق :
فين البنت ؟؟
وقفت هاديه تقترب منه متمته بحنو مصطنع :
متقلقش يا حبيبي، جيت لقيتها نايمه محبتش ازعجها
خطي عز المسافة الفاصلة بينه وبينها وهو يهدر بشراسة :
وقسما بالله ادفنك مكانك لو فكرتي تأذيهم
انكمش بين حاجبيي هاديه وهتفت بحزن :
معقول تتكلم معايا كدا يا عز
علي حين غرة تحولت ملامحها كثعبان مفترس … واسترسلت بغل دفين :
اخص عليك يا ابن اخويا
ضحك عز بسخرية وقال بحنق :
خلاص بقا اللعب بقا علي المكشوف وسالم قالي علي عرضك معاه
رفعت هاديه كتفيها بلامبالاة مردفه :
سالم غبي وهيفضل غبي
ظهرت شبه بسمة علي شفتيه وغمغم بتشفي :
سالم وقعكم بكل سهولة، عَمى ابويا بطمعه، ورسملك الطريق وأنتِ مشيتي عليه، وهو قعد زي الباشا يتفرج
: ومين قالك أن صدقت أنه هيتجوزني عشان أكون مشيت علي طريقه ؟!!!
رد عليها متهكما طريقة تفكيرها :
ومين قالك أن أنتِ غرضه من حوار الجواز منك
عقدت هاديه حاجبيها باستنكار وسألته بعدم فهم :
تقصد ايه ؟؟
ظهرت نبرته الهامسة بأسهم تخترق أذنها :
سالم كان عايز يوصل الكلام لابويا ويثبت خيانتك ليه لما توفقي تتجوزي منه، يقوم ابويا يتفق مع رجالته عشان تلحقي اخوكي توفيق في السريع
احتدت نظرته واستكمل بأعين قاتمة :
وكالعادة تجري وتصدقي سالم وتروحي تعرضي عرضك ويجي هو يقولي عشان يحظرني منك
أنهي حديثه مصفقا بحرارة وغمغم بزهو :
منكرش أن بدأت أحب الراجل دا من دماغه
ابتسمت هاديه بطريقة مريبة ثم صاحت بصوت مرتفع اتي علي أثره عدد رجال لا بأس به :
وعشان كدا لازم نصفي حسابنا الأول

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم الجزء الثاني)

‫6 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى