روايات

رواية كسرة وضمة وسكون الفصل الثاني عشر 12 بقلم رحاب ابراهيم حسن

رواية كسرة وضمة وسكون الفصل الثاني عشر 12 بقلم رحاب ابراهيم حسن

رواية كسرة وضمة وسكون الجزء الثاني عشر

رواية كسرة وضمة وسكون البارت الثاني عشر

كسرة وضمة وسكون
كسرة وضمة وسكون

رواية كسرة وضمة وسكون الحلقة الثانية عشر

وصل أشهد للمشفى وأسرع بخطوات واسعة نحو رقم الغرفة التي أخبره إياه شقيقه حازم، وبعد دقائق قليلة كان أمام الغرفة مباشرةً حيث وجد حازم واقفا ويبدو على ملامحه العصبية .. فصاح أشهد به بغضب :
_ مين الكلب ده يا حازم أنا لازم أعرفه! .. و رقة فين ؟!
زفر حازم بضيق وقال وهو يشير له بالغرفة المقابلة :
_ هنا وما تقلقش هي بخير .. بس أنا مش عارف هي عملت كده ليه ؟!
ضيّق أشهد عينيه وسأله بريبة :
_ عملت إيه ؟!
رد حازم بإنزعاج شديد ونفذ رباط جأشه :
_ برأت الواد ده !! … ما اتهمتهوش بأي شيء بالعكس دي دافعت عنه!، مش فاهمها الصراحة .. ده أنا جايبه من الشقة بتاعتهم وهي بتصرخ وهتنط من الشباك !!.
صدم أشهد وشعر بشيء مريب خلف فعلتها، فترك شقيقه بالممر ودخل الغرفة ليجدها جالسةً على الفراش بوجه ممتقع وعلى جانبيها جارتها أم بسنت وشقيقتها شهد .. وقعن حديثهن وبدا عليهن الأنفعال، وعندما رأته رقة رددت اسمه بابتسامة مطمئنة بعد الخوف الذي ألمّ بها .. فتحرك أشهد نحوها سريعا وجلس قبالتها على الفراش ناظرا بنظرة تحمل الكثير من القلق والتساؤلات والغضب .. فهمست شهد قائلة للجارة بخفوت :
_ تعالي نطلع أحنا شوية .. هي بقت أحسن.
وحينما خرجا أثنتيهما ارتمت رقة بين ذراعيه وسقطت من عينيها الدموع، فأحتواها أشهد بلهفة محاوطا جسدها الصغير المرتجف بين ذراعيه بكل قوته وعاطفته نحوها، حتى قالت بصوت مرتعش :
_ كنت هموت نفسي .. كنت مرعوبة.
ضغط أشهد على نواجذه كاتما عاصفة من الغضب، وأبعدها قليلًا لينظر لعينيها بنظرة تحمل الكثير من التوعد والأنتقام وهتف:
_ أنا ليا حساب تاني مع الكلب ده .. بس اللي مش فاهمه ليه برأتيه ؟! .. ليه ما قولتيش الحقيقة ؟!
ابتلعت رقة ريقها برجفة واضطراب ثم قالت ببكاء :
_ عشان خاطر أمه .. أمه ست كفيفة ومريضة يا أشهد وهتترمي في الشارع من غيره، لما جيت على المستشفى حد جابها ورايا من كتر عياطها، اترجتني عشان ما اسجنهوش.. صعبت عليا أوي ومقدرتش أقول اللي حصل وقولت إنه سمعني بصرخ ودخل يطمن عليا والناس فهمت غلط، ماهو دي مش تهمة سهلة ممكن يخرج منها بعد كام يوم ولا حتى كام شهر .. بس أنا برضه مش مسامحاه قدام ربنا .. لكن ..
قاطعها أشهد بصوت عال ونظرة عنيفة :
_ لكن إيه ؟! .. أنتي غبية وساذجة .. ده واحد اتهجم عليكي وكنتي هتموتي نفسك فيها؟! .. أنا مش متخيل أنك معندكيش مخ للدرجة دي!… دي مش طيبة ده عبط وقلة عقل!.
نظرت رقة له بعتاب، ثم نظرت للأسفل واجهشت بالبكاء، فاستطرد أشهد بشراسة وقد أفلت منه زمام السيطرة على أعصابه :
_ مش هتصعبي عليا واللي عملتيه مش قادر أستوعبه ولا أغفره ولا أتقبله!.. بس عموما أنا ليا رد هيخليه يتمنى لو كان اتسجن وبعد عن إيدي.
ونهض أشهد ورماها بنظرة قاسية ثم استدار وغادر الغرفة، ولحظات ودخلت شقيقتها وأم بسنت للغرفة مرةً أخرى، وقالت شهد بغيظ لرقة:
_ والله عنده حق يسيبك ويمشي! .. ما اللي عملتيه ده تخلف مش طيبة !.. ده كان هيغ**تصبك!!.
قالت رقة وهي تبك بحرقة :
_ أنا ما سامحتهوش بس مقدرتش أقهر ست ضعيفة على أبنها وأكون السبب في رميها في الشارع من غيره، أنتوا ليه مش قادرين تفهموا الفرق؟!.
ربتت أم بسنت على ذراعها وقالت بـصوت يحمل بعض اللوم :
_ أعذريه يا رقة .. أنا عارفة أنك طيبة وصعبت عليكي أمه والحالة اللي كانت فيها، بس ده حقك وكان لازم تاخديه عشان يتربى ويحترم نفسه وما يكررهاش لا معاكي ولا مع غيرك.
صاحت شهد بهما وقالت بعصبية :
_ الكلام مابقاش ليه لازمة بعد ما خلاص برأتيه منها وشهدتي معاه .. فعلًا أنتي غبية أوي وضيعتي حقك!.
وبخت شهد شقيقتها رقة ولم ترأف بحالتها لأول مرة، فشهقت رقة من البكاء خصيصا عندما خرجت شهد من الغرفة وتركتهما، فأشفقت أم بسنت عليها وقالت محاولة التخفيف عنها :
_ حموكشة أبني اللي أنقذك .. لما شاف شوقي داخل البيت جري على عربية الشرطة يقولهم، وستر ربنا أن حضرت الضابط حازم كان موجود بالصدفة ولحقك ..
ظلت رقة تبك وعينيها على باب الغرفة بألم ..!
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
كانت نهال تقلّب صفحات مجلة نسائية بغرفتها حتى أتاها اتصال هاتفي من رقم “كريم” .. وأجابت بهدوء عليه ولحظات وكان أخبرها بشيء يخص “رقة” .. فصمتت نهال بتفكير عميق، ثم قالت مبتسمة بنظرة ثعبانية وكأنها تخطط لشيء:
_ أنت بتقول أن الواد ده بيحبها من زمان ؟
أكد كريم الأمر عبر الهاتف وقال :
_ ده اللي رجالتي وصلوله ، وهي دلوقتي في المستشفى وهو اتقبض عليه.
تنفست نهال بعمق وقالت :
_ طب أبعد أنت خالص عن الحكاية دي .. وأنا هبعتله أكبر محامي يطلعه منها زي الشعرة من العجين.
دهش كريم وأستفسر :
_ أنتي في دماغك إيه ؟
أجابت نهال بمكر :
_ هتعرف بعدين .. المهم أني عايزاه معانا .. هنحتاجه قدام.
لم يستطع كريم أن يخمن ما تفكر فيه نهال ولكنه قال بموافقة :
_ خلاص تمام .. بس اعتقد أنك انتي كمان محتاجة تبعدي وإلا هتلبسي الليلة دي كلها من غير داعي!.
ضحكت نهال للحظات قليلة ثم أوضحت :
_ لا متخافش أنا مش غبية .. أنا هبعتله محامي غير المحامي بتاعي من طرف حد معرفة .. يعني أنا مش هبان أصلا في المشهد، عدو عدوي صديقي.
وأنتهى الاتصال بعد ذلك بمعرفة نهال بعض التفاصيل الأخرى، حتى أجرت أتصال آخر على أحد معارفها لتبدأ من هنا خطتها وجمع الحلفاء !!
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
بصعوبة حتى استطاعت رقة الخلود للنوم بواسطة الأقراص الطبية حتى تهدأ أعصابها، فتسحبت أم بسنت وخرجت من الغرفة وأغلقت الباب بهدوء شديد ثم قالت لشهد الجالسة على أحد المقاعد المعدنية بالممر :
_ أخيرا نامت ..
وقفت شهد وقالت :
_ أنا هرجع البيت اجيبلها هدوم تلبسها بدل اللي عليها عشان هتخرج بكرا أن شاء الله .. هترجعي معايا ؟
رفضت أم بسنت وقالت بإصرار :
_ لأ مش همشي وأسيبها لوحدها .. هفضل هنا لحد ما ترجعي يمكن تصحى وتحتاج حاجة.
نظرت لها شهد بأمتنان وشكر ثم غادرت، وعندما خرجت من بوابة المشفى الرئيسية انتبهت لخروج تامر شقيق نور صديقتها من أحدى السيارات الأجرة .. وحينما لمحها أشار لها لتنتظره، وتعجبت شهد لرؤيته، حتى أسرع إليها ووقف أمامها قائلًا بأدب :
_ أنا عرفت من نور أختي أن اختك اتنقلت المستشفى . جيت أطمن عليها وعليكي، وأسف لو ده هيضايقك.
وأردف بنظرة عميقة تفسر الكثير :
_ بس الحقيقة مقدرتش أمنع نفسي أني أشوفك .. وبعتذر مرة تانية لو زيارتي ضايقتك.
تلجلجت شهد في الرد وتوترت، وتلك من المرات النادرة التي تحتار في إبداء رد فعل حاد، أم تشكره وتنهي الأمر بلباقة ؟ … فقالت بابتسامة بسيطة :
_ بشكرك جدًا .. بس مافيش حاجة الحمد لله، مكنش في داعي تتعب نفسك وتيجي، اتصال نور أختك كان كفاية أوي !.
أخفى تامر غيظه من ردها هذا الذي كشفت فيه عن عدم اهتمامه برؤيته، ولكنه تابع بلطف وقال :
_ بالنسبالي مكنش كفاية .. أنا حسيت بالمسؤولية اتجاهك وقلقت عليكي فجيتلك ..
تنهفست شهد بحدة وودت لو تقول ما يدور بعقلها، ولكنها بدلا من ذلك ارفقت ردها بابتسامة شاكرة وقالت :
_ لا ما تقلقش عليا .. بعد أذنك.
ودون أن تنتظر رده أشارت شهد لسيارة أجرة لتتوقف، فتوقفت السيارة وفتحت شهد الباب سريعا، ولكن قبل أن تجلس بداخلها وجدت باب السيارة يغلق بعصبيه وحازم يشير لها بنظرة حادة غاضبة ويقول :
_ هوصلك بعربيتي ..
ضيق تامر عينيه بغيظ، بينما استدار شهد لحازم وقالت باعتراض:
_ أنا مابركبش عربيات حد !.
زفر حازم بقوة ورمى نظرة نارية لتامر وكأنه يأمره بأن يختفي من أمامه الآن قبل أن تحدث كارثة، وعاد قائلًا لشهد كاتما غضبه بأعجوبة :
_ مش عايز رغي كتير وتعالي معايا !!.
وهنا تدخل تامر وقال لحازم :
_ مش بالعافية يعني !!
ولم يحتمل حازم أكثر من ذلك ودفع تامر بضربة شديدة على كتفه ورد عليه بصياح وسباب وبعض الشتائم.
شهقت شهد من ما تلفظ به حازم دون داع!! … وهتفت به :
_ في إيه لده كله ؟! ..
ولكنها توترت حينما وجدت تامر يستعد للمشاجرة مع حازم، وكان حازم على حافة أن يرتكب جريمة !.
فابتلعت ريقها وقالت لتامر بانزعاج :
_ لو سمحت اتفضل أمشي يا أستاذ تامر ! .. وبعد أذنك أنت مش مضطر تجيلي أو تكلمني مهما كانت الأسباب.
وهنا قصدت شهد أن تضع حادًا لهذا التامر حتى لا يتمادى معها ويتدخل بشؤونها هكذا! .. وتعجبت من النظرة المحتقرة الذي رماها بها تامر قبل أن يستدير ويبتعد عنهما !! .. مما جعلها تود لو تصفعه ! .. ولكنه ذهب أخيرا.
وحينما استدارت لحازم وجدته يبتسم بابتسامة رضا وقال بمكر :
_ أنتي هتبقي زوجة صالحة .. أنا متأكد.
وطريقته الكوميدية جعلتها تبتسم، ولكنها أخفت ابتسامتها سريعا وتظهاهرت بالعبوس وهي تقول بارتباك :
_ على فكرة بقا .. أنا عملت كده عشان اللي عملته مع أختي ، ما هو ما تكونش أنقذتها من مصيبة كبيرة وأنا أجي أهزقك وأقل منك! .. كعادتي معاك يعني!.
طالعها بغيظ بالبداية، ثم هز رأسه بسخرية وقال :
_ أخدت بالي .. عموما دي فرصة كويسة عشان ناخد هدنة ونبدأ نحترم بعض ..
ردت شهد بثقة وهي تشير لسيارة أجرة أخرى :
_ هفكر في الحكاية دي ..
استفزته وجعلته يستشيط غضبا فسألها من بين أسنانه :
_ قولت هوصلك بعربيتي !.
التفتت شهد له وقالت بابتسامة مستفزة :
_ لا مش لدرجة اركب معاك عربيتك .. دي كده مش هدنة !.
قال حازم بسخرية :
_ أومال كتب كتاب ؟!
أخفت شهد ابتسامتها وقالت :
_ مش أنت عايزني أحترمك ؟ … هحترمك والله .. أوعدك.
وعندما اوقفت سيارة أجرة وجلست بداخلها أشارت له بوداع وقالت بأدب قبل أن تسير السيارة :
_ مع السلامة يا عمو حازم ..بحترمك أهو
وقف حازم مدهوشا للحظات، ثم ضحك تدريجيا وهو ينظر للسيارة التي تبتعد أمامه وتمتم بشيء ضاحكا وهو يجلس داخل سيارته ويحركها ليسرع خلف تلك المخلوقة العجيبة !.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وبمنزل عائلة شاهين ..
دخلت نرمين غرفة شقيقتها هدير وصاحت بحماس شديد :
_ لقيتهااا
انتفضت هدير من فراشها بفزع بعدما بدلت ملابسها وتمددت لتستريح من عناء اليوم في الشراء، ثم صرخت بوجه شقيقتها بغيظ وقالت :
_ يخربيت غبائك خضتيني ؟! .. هي إيه دي اللي لقتيها ! ..
جلست نرمين على الفراش أمام شقيقتها وقالت بمكر :
_ مش كنتي مش عارفة تعملي ايه بالتسجيل اللي معاكي ؟! .. أنا بقا هقولك تعملي بيه إيه !.
أجفلت هدير من التأكيد والثقة بصوت شقيقتها، فأردفت نرمين قائلة بصوت خافت كأنها تخطط لكارثة :
_ هحكيلك من الأول .. وأنتوا برا بتشتروا شوية حاجات كان القصر فاضي، مافيهوش غير عمتو مشيرة وأنا كنت نايمة هنا .. وأظاهر أن الخدم اللي هنا اتعودوا أني بصحى على ميعاد الغدا .. لكن ولحظنا الحلو أني صحيت بدري وروحت أجيب أي حاجة أكلها من المطبخ .. وفجأة سمعت صوت.
ضيقت هدير عينيها بشك وتساءلت :
_ صوت إيه ..؟!
أجابت نرمين بابتسامة شريرة :
_ صوت واحدة من الخدم .. كانت بتتكلم في التليفون مع نهال !
فغرت هدير فاها من الذهول وقالت لتتأكد من ظنها :
_ تقصدي نهال اللي كانت خطيبة أشهد ؟!!
اومأت نرمين رأسها بالايجاب وأكدت :
_ هي بعينها .. لأ وكمان عرفت أن البت الخدامة دي عين نهال هنا ، وبتنقل لنهال كل أخبار أشهد .. عارفة ده معناه إيه ؟
نظرت هدير لشقيقتها بتوجس وسألتها :
_ معناه ايه ؟!
تنفست نرمين بارتياح وقالت بـ شر :
_ معناه أن الحل جالنا على طبق من دهب !، احنا نبعت الفيديو المسجل ده لنهال من حساب مجهول ، وبعد ما يوصلها ونتأكد انها شافته نمسح الاكونت ، لأنها بالتأكيد هتحتفظ بالفيديو بمجرد ما هتشوفه .. وبعدين نكشف الخدامة دي لأشهد ونقوله أنها عصفورة نهال وجاسوسة عليه وأننا يا حرام خايفين عليه وعلى جوازته.. وطبعا البت دي هتلبس تهمة الفيديو وأحنا هنفضل بعيد .. ونهال هتعرف شغلها كويس أوي بعد ما هتشوف الفيديو .. وبكدا نبقى عملنا اللي عايزينه وأكتر كمان وأحنا في السليم.
انبهرت هدير مما سمعته وقالت بصياح :
_ يا بنت الأيه ؟! .. دي خطة ما تخطرش على بال مخلوق ! .. بس هنجيب رقم نهال منين ؟
ضحكت نرمين بسخرية :
_ حاجة بسيطة ! .. أنا عارفة صفحتها على الفيس بوك ، هنبعت الفيديو عليه ونمسح الاكونت المزيف بعدها على طول .. واللي يعرف يثبت أنه تبعنا يتفضل يثبت .. وبعدين نهال بمجرد ما هتشوف الفيديو مش هتركز مين اللي بعته أصلًا .. المهم اللي فيه!.
وافقت هدير بفرحة شديدة على ما قالته نرمين وقالت :
_ وحتى لو قالت لأشهد أن حد بعتهولها على الفيس بوك أشهد مش هيصدق أصلًا .. خصوصا بقا لو قدرنا نثبت أن البت الخدامة دي عصفورة نهال .. وحازم هيعرف شغله معاها ويخليها تعترف .. أنا كنت هتجنن ومش عارفة اعمل ايه بالفيديو ده .
قالت نرمين بثقة وغرور :
_ عشان تعرفي أن أختك مش سهلة ! ..
اسرعت هدير لجهاز ” اللاب توب ” وبدأت بعجالة في أنشاء حساب جديد على موقع التواصل الأجتماعي الفيس بوك، وقالت وأصابعها تتحرك بسرعة محترفة على أزرار الحاسوب :
_ هعمل حساب جديد حالًا وهبعتلها الفيديو، بس أنتي ابعتيلي لينك صفحتها الأول ..
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وفي المساء بالمشفى .. وبالغرفة الطبية ..
بعدما عادت شهد للمشفى وبدلت رقة ملابسها وظلت لفترة ممددة تنتظره والدموع تملأ عينيها .. واستغلت خروج شهد وأم بسنت وذهابهن لشراء بعض المأكولات وأخذت هاتفها الذي وضعته شهد بجانبها وأجرت اتصال هاتفي …
أجاب أشهد من اللحظة الأولى للاتصال ولكن صوته يكشف أنه لا زال غاضبا .. كادت أن تتحدث رقة ولكنها اجهشت بالبكاء من جديد والهاتف بقرب أذنها، ورددت اسمه وهي تبك بقوة بعد ذلك .. بينما لم يصدر من أشهد أي رد فعل لهذا البكاء !! … حتى قالت رقة بصوت متقطع :
_ أشهد .. أرجع ..عايزة أشوفك.
وفجأة انقطع الاتصال !!.. فنظرت للهاتف بصدمة ثم انهارت مرة أخرى بالبكاء !.. وداهمها صوت باب الغرفة وهو يفتح !.. رفعت رقة رأسها وكانت تظن أن شقيقتها عادت، ولكنها وجدت أشهد يقف أمامها وبيده الهاتف المُضاء !! ..
تنفس أشهد بعمق وهو يقترب لها، ثم جلس أمامها ببطء وقال بوجوم :
_ أنا ما سبتكيش عشان أرجع ..
وقبل أن يضيف كلمة أخرى ارتمت رقة على صدره وقالت بأنهيار ويديها تتمسك بملابسه بقوة كأنه الركن الأمن الوحيد بهذا العالم :
_ أنا يمكن غلطت بس مقصدتش أبدًا أضايقك ..
ونظرت لعينيه برجاء واقسمت ببكاء:
_ والله عملت كده عشان والدته ست غلبانة .. روح شوفها بنفسك وهتتأكد من كلامي .. كنت محتجالك جانبي مش تمشي وتسيبني!.
طالعها أشهد ببعض التيهة، إذا كانت تبك وتترجاه أن يسامحها هكذا وهي تقريبًا لم تخطئ، فكيف سيكون عقابه هو إذا كشفت يوما نواياه الأولى لها ؟! .. وللحظة تخيل أنها ستتركه وتبتعد فأخذها اليه بقوة وهمس لها قائلًا والخوف يملأ قلبه قبل عينيه:
_ لأ مش همشي ومش هسيبك أبدًا.
ابتسمت رقة بين دموعها حينما عانقت راحتي كفيه وجهها وهمس لعينيها بمحبة لم تزور قلبه يوما:
_ أنا جانبك وهفضل جانبك … وحقك مضاعش، وأوعدك هيرجع وبزيادة، أنا مش هسمح لمخلوق يمس شعرة منك .. أنتي عندي غير الكل يا رقة، أنتي ليا أنا وبس .. ملكي، حاجة خاصة بأشهد شاهين.
واحتد وهو يتفوه بتلك الكلمات، ولم تظن به رقة أي شيء سوى أنه غارق بحبها .. !
قبّل أشهد جبينها ثم قال بابتسامة:
_ خلينا دلوقتي في المهم .. والمهم أنك بخير، وغير كده كنت عايز أقولك أن وشك حلو عليا .. خلصت مشروع كبير الأيام اللي فاتت وهيفتتح قريب .. وطبعا هنحتفل كلنا بالمناسية دي، واكيد لازم تبقي جانبي ..
ابتسمت رقة بسعادة ومسحت عينيها من الدموع وقالت :
_ هتلاقيني دايمًا جانبك ..
ربت أشهد على وجهها برقة وأهداها ابتسامة جميلة، ثم نهض قائلا :
_ هروح اعمل مكالمة شغل ضرورية وراجعلك .. هفضل معاكي لحد الصبح وهوصلك للبيت بنفسي ..
وافقت رقة بابتسامة واسعة، وعندما غادر أشهد وجدت نفسها تتسائل بحيرة :
_ هو ليه مقاليش بحبك لحد دلوقتي ؟!
وبعد قليل ابتسمت بسخرية من نفسها وقالت :
_ ما أنا كمان مقولتش غير في رسالة رغم أني طايرة من السعادة .. !!
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
وفي صباح اليوم التالي أخذها أشهد ومعها شقيقتها وجارتها لسيارته المصطفة بين السيارات أمام المشفى.
وتحركت سيارته في الطريق بعد ذلك، وبدأت رقة ومن معها يتعجبن من الطريق المجهول الذي يسلكه أشهد .. فسألته رقة بغرابة :
_ ده مش طريق بيتنا .. ؟!
وتدخلت شهد قائلة بتساءل :
_ احنا فين ؟!
والتزمت أم بسنت بالصمت وبعينيها عشرات الاسئلة والقلق !، بينما ظل أشهد صامتا وهو يقود السيارة بسرعة معتدلة .. وتكرر السؤال من رقة وشهد، ولكنه أجابت بابتسامة ماكرة فقط !!..
وقبل أن تحتد شهد وتنفعل عليه وقفت السيارة أمام مكان جعل رقة تشهق من الصدمة عندما نظرت للوحة المعلقة و ..!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كسرة وضمة وسكون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى