روايات

رواية بكماء الفصل السادس 6 بقلم نوال تركي

رواية بكماء الفصل السادس 6 بقلم نوال تركي

رواية بكماء البارت السادس

رواية بكماء الجزء السادس

رواية بكماء
رواية بكماء

رواية بكماء الحلقة السادسة

تنظر من حولها تتامل كل شئ في صمت تام ، تغمض عينيها تري أفواه صغيرة تبتسم تحاول ان تتذكر لمن تلك الافواه ، تفتح عينيها مرة اخري تنظر حولها فلا تجد غير الصمت الممل وذلك الشخص الذي يجلس ناظرا له ولا تعرف من هو وما علاقته بها ، والممرضة الجالسة من الناحية الاخري كل ساعة تضيف لها شئ داخل المحلول الذي ينفذ لداخل جسدها ، بفيت علي هذه الحالة من صمت ايام ربما اصابها اكتئاب من ذلك الصمت الرهيب والالم الذي يصيب معظم جسدها تشعر انها تائهة او انها ولدت للتو تتعرف علي الحياة حديثا حقا هي لا تتذكر كثيرا ولا حتي تملك الكثير من الكلمات للتحدث بها ، تشعر انها تريد ان تحرك يديها لتحكي ما تشعر ولا تعرف ما سر ذلك الشعور الغريب لما تشعر انها تريد ان تصف المها باشارات من يدها ، نهض الشاب واقترب من سريرها ونظر اليها بحزن وهو يشعر بذنب عظيم تجاهها ،هتف وشفتاه ترتجفان الا تتذكري من انت ، نظرت اليه بصمت ثم اشاحت بعيدا عنه بنظرتها ، هتفت الممرضة بلوم علي ذلك الشاب الذي ادلي با اسمه وكل شئ عنه ، اسمه احمد يعمل في السابعة والعشرون من عمره يعمل مهندس أتصالات عمله لم يكن مقتصر علي محافظة محددة الشركة التي يعمل بها ترسله لجميع محافظات مصر ، ينتمي لاسرة ممتلئة ماديا لديه شقيقان متزوجان هو أصغرهما ،علا رنين هاتفه اجاب بتأفف وسط كلمات لوم وعتاب كثيرة من والدته أين انت ولماذا لم تجب علب العديد من اتصالاتي ، أمي لم اعد صغير تعلمين ظروف عملي وتنقلي بين البلدان ، ياسر أنت لا تابه بقلقي عليك ، تنخد بعمق وهتف قائلا اعتذر يا امي قابلتني مشاكل كثيرة في العمل ولست بحال جيد ، تنهدت والدته بعمق وهتفت متي ستأت يا مراد ، عندما ينتهي العمل يا امي ، مراد اخبرني بميعاد محدد حتي لا اقلق عليك ، لا داعي للقلق يا امي انا بخير ربما أتأخر هذه المرة لم ينتهي عمل بعد ، اعتني بنفسك يا مراد ولا تجهد قلبي في الاطمئنان عليك ،اعتذر يا امي اعدك ان اهاتفك كل يوم ، كل مرة تعدني بذلك الوعد وتغيب ايام طويلة ، انتهت المحادثة بين مراد ووالدته وعاد ينظر للفتاة الراقدة في صمت ولا يعرف عنها شئ ،
_كيف حالها اليوم ،تبدو بصحة جيدة دكتور ، الطبيب بحزن المزعج في امرها اننا لا نعرف عنها اي شئ لا نعرف من هي وكيف اتت في النهاية سنبلغ الشرطة حتي تساعدنا في الوصول الي أهلها ، الممرضة لكن المهندس مراد سيسجن أن ابلغنا الشرطة وفي الحقيقة يبدو أن الحادث وقع رغما عنه ، لا يوجد حل اخر يا بسمة نبلغ الشرطة وهي التي تتكفل بها ،ومراد ،فكر الطبيب قليلا ثم هتف قائلا عندما يدلي بأقواله يقول انه وجدها في الطريق ملقاة لا صدمها بسيارته وهذا الطريق الذي وصفه مراد يبعد عن العمار اميال بعيدة ولا يوجد عليه دليل واحد
_مراد ستدلي باقوالك وتخبر الشرطة بانك وجدتها ملقاة فوق الجسر ، مراد لقد صدمتها بسيارتي ولا استطيع الكذب ،الطبيب انت شخص شهم وطيب وشخص اخر غيرك كان سيتركها ويمضي ولا يوجد عليه اي دليل ، صمت مراد وتذكر لهفة والدته عليه في العمل ماذا لو امسكت به الشرطة وتم سجنه ، سيخبر الشرطة كما اوصاه الطبيب وهو يشعر بتأنيب ضمير تجاه تلك الفتاة
_أبلغ الطبيب الشرطة وجاءت لتحقق في حادث الفتاة ، قص مراد كل ما حدث ما عدأ انه هو من صدمها بسيارته ، ابلغت الشرطة اقرب مركز ونقطة شرطة للحادث ليحققوا في الامر ولكن يبدو انهم فشلو في الوصول لاي معلومة عن الحادث وعن الفتاة وعن كنيتها واهلها ، توصلو ان يقومون بنشر صورها عبر وسائل الاعلام والجرائد لعل احدا من اهلها يتعرف عليها او احد يستدل كل هذا دون جدوي ،
_ ولدي قالتها والدة فاروق صارخة ، هتفت زينب مثل ولدك لا يبك عليه هو من اختار الرحيل وتركنا ، الام بحرقة تركنا ولا نعلم عنه اي شئ تركنا وذهب ، ان كنت تريدينه فلتذهبي خلفه لقد تعبت منكم ومن همومكم التي لا تنتهي ،كانت حجته الانجاب وها هو انجب فلماذا ترك ما انجب وذهب ، الام وشهقاتها تزداد المهم ان اطمئن علي ولدي ،أطمئني لن يحدث له شئ واعلمي اني سأأخذ ولداي واذهب بهم لبيت ابي ، شهقت والدة فاروق وهتفت قائلة وتتركيني وحدي اتفعلين هذا بي يا زينب بعد كل ما فعلته لك ، هتفت وهي ترفهع زيل ثوبها لم تفعلي بي شئ يا امرآة اراد فاروق ان يحرق قلبي بكتابة الولدين باسم نورا ولكنني انا من ساحرق قلبه وامزق تلك الشهاة واخرج لهم شهادة ميلاد جديدة ولدي قسيمة الزواج واتفقت علي كل شئ مع موظف الصحة ، اسمعي يا زينب افعلي ما يحلو لك ولكن لا تتركي البيت وتأخذيهم لن تستطيعين تربيتهم بمفردك ، لا شأن لك ولدي وانا حرة في كيفية تربيتهم ، لست حرة يازينب والحقيقة انهم ليسوا اولادك بل اولاد تلك الفتاة التي ما فعلناه بها احاط بنا الان فاروق ترك المنزل وهو يهذي ولا نعرف له ماوي وانتي تريدين أخذ احفادي الذين عشت طوال عمري احلم بمجيئهم لا يا زينب لن ادعك تفعلين هذا ، بل سافعل وساطلق نفسي من ولدك وساتزوج من رجل اخر اعلم انني لن انجب حتي وان تزوجت ثانية فاروق اهداني طفلين دون عناء قالت كلمتها الاخيرة ودلف اشقاء زينب بعدها ليحملوا الطفلين وتركب زينب معهم السيارة ويذهبوا تاركين والدة فاروق تبك بحرقة وندم
فاروق يقف بمنتصف الاسفلت في ذلك المكان المجهور يشير لكل السيارات التي تمر يمينا وشمالا ظن البعض انه مجنون والبقية وقفوا ليفهموا ماذا يريد ولماذا يشير بهذه الطريقة ويقف في المنتصف ، فاروق بكلمات متقطعة تركت فتاة هنا قبل شهرين من الان الم يراها احد الم يجدها احد في طريقه ، السيارات المارة بدات تتعود علي وجوده وخاصة انه أصبح مقيم في هذا المكان قام ببناء كوخ صغير ياوي اليه في الليل وفي النهار يخرج يقف بمنتصف الجسر يشير للسيارات ، اصبح المارة يلقبونه بالمعتوه بعدما تبدل حاله وهزل جسده وطال شعر ذفنه وراسه
_ حياة اسم جميل ، هتف مراد قائلا امي لا اوصيك علي الفتاة ، اطمئن لا توصني عليها يا مراد من اليوم اصبحت ابنتي التس لم انجبها ،اصطحب مراد والدته جانبا وهتف قائلا انت الان علي دراية بكل ما حدث يا امي الفتاة ستعيش معك حتي يسلك لنا الله طريق لاهلها ، لا تقلق يا مراد الفتاة تبدو هادئة الطباع ولديها خلق ، نعم هي كذلك ولكن تبدو فتاة بدائية للغاية حتي انني اشعر انها تتعلم الكلام حديثا ، ربما ذلك من اثر الحادث ، مراد ربما اعتن بها يا امي لا اوصيكي ،
_ شهور تمضي طلقت زينب وفي مهب زواج جديد مع ولديها ،مرضت والدة فاروق مرضا شديدا ولم يهتم منها احدا سوي جارة عجوز لها ، هتفت بصوت متقطع سالمة لقد اوشكلت علي الموت اسمعيني جيدا ساعترف لك بسر ربما الاعتراف بالذنب يخفف من عقوبتي عند الله ، اتتذكرين عندما ابلغتك وابلغت الجميع ان زينب أنجبت طفلين ، هتفت السيدة العجوز نعم ولكن ولدك فاروق رفص النعمة وترك السيدة والطفلين وذهب ، انني كذبت يا سالمة زينب لم تكن لتنجب وهذا ما اجمع عليه الاطباء

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بكماء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى